بريجيت جبريئل (لقطة شاشة)
بريجيت جبريئل (لقطة شاشة)

صحفية لبنانية تزور مستشفى إسرائيليا: “سخاؤكم لا يعرف الحدود”

زارت صحفية لبنانية مستشفى في إسرائيل كان قد أنقذ حياة والدتها قبل 36 عاما: "لن أنسى سخاءكم وعطاءكم إلى الأبد"

زارت بريجيت جبريئل، صحفية وكاتبة أمريكية من أصل لبناني، يوم أمس (الأحد)، مستشفى “زيف” في صفد، بعد أن تلقت والدتها فيه قبل 36 عاما علاجا منقذا للحياة وذلك بعد تعرضها لإصابة بالغة جراء قذيفة ألقتها منظمة التحرير الفلسطينية على منزلها في قرية مرج عيون اللبنانية. للمرة الأولى تزور هذه الصحفية، المعروفة بدعمها الكبير لإسرائيل، مستشفى “زيف” منذ حرب لبنان الأولى (1982).

وُلِدت بريجيت في عام 1964، لعائلة مسيحية مارونية في بلدة مرج عيون الواقعة جنوب لبنان. في عام 1982، خلال الحرب، أصيبت والدتها بإصابة خطيرة لهذا نُقِلت لتلقي علاج في مستشفى “زيف” مع ابنتها التي رافقتها. شكلت الفترة التي تواجدت فيها بريجيت في إسرائيل وتعرفت فيها على الإسرائيليين نقطة تغيير في حياتها، وأدت إلى تغيير نظرتها إلى دولة إسرائيل والشعب اليهودي.

أصبحت بريجيت، التي كان عمرها 18 عاما فقط حينذاك، مؤيدة متحمسة لإسرائيل. في الثمانينيات بدأت تعمل صحفية، وعندما استطلعت الأحداث في الانتفاضة الأولى، انتقلت للعيش في القدس مع والدها وتعلمت العبريّة. وفي عام 1989، هاجرت إلى الولايات المتحدة، وأقامت فيها منظمتين مواليتين لإسرائيل تعملان ضد الإسلام المتطرف.

في زيارتها أمس إلى المستشفى، قالت متأثرة: “هذه الزيارة تهمني جدا، وأشعر بانفعال لأن هذا المستشفى ما زال ينقذ حياة الجميع دون التمييز على أساس الدين، الجنس أو القومية، أي كما عمل عام 1982. أشكركم على اهتمامكم بوالدتي ومعالجتها، إضافة إلى تقديم العلاج لكل اللبنانيين والسوريين الذين أصيبوا خلال الحروب. سخاؤكم وعطاؤكم لا يعرفان الحدود ولن أنساهما أبدا”.

اقرأوا المزيد: 223 كلمة
عرض أقل
  • كنيس الغريبة في عكا
    كنيس الغريبة في عكا
  • كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب
    كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب
  • كنيس الآري المقدس في صفد
    كنيس الآري المقدس في صفد
  • كنيس "الخراب" في القدس (شركة تطوير الحي اليهودي)
    كنيس "الخراب" في القدس (شركة تطوير الحي اليهودي)

الكُنس الأربعة الأجمل في إسرائيل

كل ما تريدون معرفته عن دور العبادة اليهودية، ولمحة عن كُنس إسرائيلية جميلة، استثنائية، ومختلفة تماما عن بعضها البعض

من يرغب في التعرف على حضارة معينة، فإنّ أحد الأمور الأكثر إثارة للاهتمام مما يمكنه القيام به هو النظر إلى دور العبادة الخاصة بتلك الحضارة. في هذا المقال يمكنكم التعرف على كل ما يجب معرفته حول الكنيس – بيت الصلاة اليهودي، وستحصلون على لمحة عن أربعة أجمل كُنس في إسرائيل.

الكنيس هو بيت الصلاة اليهودي، ويُعتبر مكانا مقدّسا. يُصلي اليهود ثلاث مرات في اليوم، صلاة في الصباح، صلاة في العصر، وصلاة المساء. بالنسبة لليهود تُعتبر الصلاة واجبا دينيا: ويجب أن يشارك فيها عشرة رجال بالغين في الثالثة عشرة فما فوق، على الأقل، أي ما يُسمى “منيان” في اليهودية وحينها تعتبر الصلاة “عامة”، وتقرأ كاملة، بما في ذلك مقاطع تُعتبر مقدسة ولا تقال عندما تكون الصلاة منفردة.

تُقام الصلاة في الكُنس منذ أكثر من 2000 عام. اتجاه الصلاة في كل كنيس هو باتجاه القدس، مكان الهيكل اليهودي الذي دُمّر، وبحسب ذلك يتم ترتيب أماكن الجلوس فيه. في كل كنيس هناك خزانة وفيها كتب التوراة، وتوجد أيضا منصة صلاة رئيسية يقف عليها من يقرأ من الكتاب المقدس ويؤمّ الصلاة. ينقسم الكنيس إلى مكانَيْن للصلاة: مكان للرجال وآخر للنساء. في العديد من المرات يقع قسم النساء في الطابق الثاني ويطلّ على قسم الرجال.

الصلاة في كنيس يهودي (Gershon Elinson/Flash90)
الصلاة في كنيس يهودي (Gershon Elinson/Flash90)

الكُنس في إسرائيل

معظم الكُنس في إسرائيل هي في الغالب متواضعة وبسيطة (بخلاف – على سبيل المثال – الكُنُس الفاخرة في أوروبا). في كل حيّ سكني في إسرائيل تقريبا هناك كنيس، وتقام فيه الصلوات يوميا، وتحديدا في أيام السبت والأعياد.

ورغم ذلك، هناك أيضا بعض الكُنس التي تتميز بتصميم فريد وفخامة استثنائية. ونقدم لكم هنا لمحة عن الكُنس الأربعة الأجمل من بينها:

كنيس الخرابفي القدس

كنيس "الخراب" في القدس (Nati Shohat Flash90)
كنيس “الخراب” في القدس (Nati Shohat Flash90)

يبرز مبنى هذا الكنيس الجميل في مشهد الحيّ اليهودي في المدينة القديمة في القدس. أقيم المبنى الأصلي عام 1700، ولكنه خُرِبَ وأقيم من جديد عدة مرات، ومن هنا جاء اسمه. بعد إقامته بعشرين عاما دمّرة مثيرو شغب مسلمون، وبقي مهجورا لأكثر من مائة عام، حتى إعادة إعماره عام 1886. عام 1948 دُمّر للمرة الثالثة، من قبل الجيش الأردني وبعد 60 عاما من ذلك بدأت أعمال إعادة إعماره وبنائه.

كنيس "الخراب" في القدس (Yossi Zamir Flash 90)
كنيس “الخراب” في القدس (Yossi Zamir Flash 90)

واليوم يُعتبر كنيس “الخراب” كنيسا فخما ذا قاعة ارتفاعها 24 مترا، تنتهي بقبّة أنيقة تتدلّى منها ثريّات ضخمة. خزانة الكتب المقدسة، وسائر الأثاث والتصاميم حولها هي أعمال فنية. ويظهر من سطح المبنى مشهد مذهل للقدس، صحراء يهودا وحتى البحر الميت في الأيام الصافية.

كنيس "الخراب" في القدس (شركة تطوير الحي اليهودي)
كنيس “الخراب” في القدس (شركة تطوير الحي اليهودي)

كنيس الآري المقدس في صفد

الآري المقدس هو الحاخام إسحق لوريا، كبير العارفين في صفد في القرن السادس عشر، والذي أسس نظرية تعليم خاصة في “الكابلاه”، التصوّف اليهودي. أقام يهود شمال إفريقيا الكنيس الذي يحمل اسمه عام 1522، ولا يزال قائما حتى اليوم.

كنيس الآري المقدس في صفد
كنيس الآري المقدس في صفد

يوجد داخل الكنيس قبو اعتاد الآري فيه على تعلّم التوراة وأن ينظر بين الصلوات من النافذة على جبل الجرمق. ويتحدث زوار الكنيس عن الأجواء المليئة بالقوة والروحانية. وفي وسط الكنيس هناك منصة صلاة عالية، وفي الحائط الموجّة إلى القدس هناك الخزانة المنحوتة. غُطّيَ المبنى بزخارف باللون الأزرق، والذي يُعتبر لون القداسة والنقاء.

كنيس الآري المقدس في صفد
كنيس الآري المقدس في صفد

كنيس الغريبة في عكا

سمّي كنيس “الغريبة” على اسم “أخيه التوأم”، وهو مبنى كنيس مماثل بني قبل 2400 عام في جزيرة الغريبة في تونس. هذا الكنيس هو إبداع يكرّس فنّ الفسيفساء الذي استُخدم طيلة 50 عاما.

كنيس الغريبة في عكا
كنيس الغريبة في عكا

تصف ملايين الحجارة ومئات الفسيفساء مناظر أرض إسرائيل، وقصة الشعب اليهودي عبر أجياله، إضافة إلى 140 نافذة زجاج ملونة، مذهلة، وسبع قاعات للصلاة.

 

كنيس الغريبة في عكا
كنيس الغريبة في عكا
كنيس الغريبة في عكا
كنيس الغريبة في عكا
كنيس الغريبة في عكا
كنيس الغريبة في عكا

كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب

من الصعب عدم الانتباه إلى كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب (على اسم تسيمبليستا): يبدو المبنى الذي صُمم بوحي من الكتاب المقدس من الخارج كنوع من “الثنائي” – بناءين دائرين  منتصبين ومصنوعين من حجر بناء فريد جُلب من آسيا، وتخرجان من قاعدتين مربعتين. من الداخل صُمّمت قاعة الصلاة بالحدّ الأدنى من الفن الحديث.  ويحيط خزانة الكتب المقدسة بما يشبه حلقة تُدخل الضوء إلى قاعة الصلاة.

كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب
كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب

يوجد في المبنى قاعتين منفصلتين عن بعضهما البعض: قاعة الصلاة الموجّهة باتجاه الشرق (القدس)، وقاعة التعليم الموجّهة باتجاه الغرب. صمّم هذا المبنى الفريد المعماري السويسري ماريو بوتا، ولا يبدو ككنيس نموذجي، ليس من الخارج ولا من الداخل أيضا.

كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب
كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب
كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب
كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب

 

اقرأوا المزيد: 617 كلمة
عرض أقل
المقالات الأبرز في عام 2015
المقالات الأبرز في عام 2015

هيئة “المصدر” تختار المقالات الأبرز في عام 2015

هيئة تحرير "المصدر" تختار المقالات الأبرز لعام 2015 وتُقدّم لكم لمحة عن المواضيع التي أثارت وصنعت السنة الماضية

31 ديسمبر 2015 | 12:34

أحمد الطفل السوري- عامر دكة

أحمد الطفل السوري من مدينة درعا يتلقى علاج في مستشفس إسرائيلي (Noam Moskowitz)
أحمد الطفل السوري من مدينة درعا يتلقى علاج في مستشفس إسرائيلي (Noam Moskowitz)

اخترتُ هذا العام التركيز تحديدا على الموضوع الأكثر تغطية في العالم: الحياة الجهنّمية التي يعيشها اللاجئون السوريون في أنحاء العالم. إذ تُحطّم الحرب الأهلية السورية كل جزء صغير من الإنسانية، وتفكك صعوبات الوصول إلى الحرية الأسر والعالم صامت.

زرتُ هذا العام بعض الجرحى السوريين في مستشفى المدينة الإسرائيلية الشمالية، صفد، على الحدود السورية الإسرائيلية، حيث يتلقى هناك الكثير منهم علاجا طبيًا متواصلا حتى شفائهم وإعادتهم إلى بلادهم. والتقيتُ أثناء زيارتي بالعديد من الأسر الثكلى، وشهدتُ حزنا كبيرا وعيونا يائسة. لا تزال شقاوة الطفل أحمد، الذي تهشّمت ساقه تماما من قذيفة ألقاها نظام الأسد في فناء منزله بدرعا، مؤثرة فيّ روحيًا ونفسيًّا. من كان يصدّق أنه بعد عشرات السنين من العداء بين إسرائيل وسوريا تُفتح الأبواب وتسقط الحواجز وينجح طفل واحد، لم يبق له الكثير في هذه الحياة، في الوقوف على رجليه بل ويطلب مني أن ألعب معه بالكرة. شقاوة تلك الولد هي بمثابة بصيص من الأمل في نظري.

الضابط الإسرائيلي الذي أنقذ حياة منفّذ عملية الطعن الفلسطيني في الضفة الغربية – يؤاف شاحام

"كان من المهم لدينا أن نعالجه بسرعة، فكل ثانية كانت حاسمة جدّا" (IDF)
“كان من المهم لدينا أن نعالجه بسرعة، فكل ثانية كانت حاسمة جدّا” (IDF)

جعلت الانتفاضة التي ضربت جميع أنحاء الضفة الغربية ودولة إسرائيل في الثلث الأخير من عام 2015 ملايين الناس يواجهون حالات صعبة تتطلّب اتخاذ قرارات مثيرة للجدل. على سبيل المثال، الحالة التي واجهها الملازم أول موشيه كوهين، في الجيش الإسرائيلي، وهو المسؤول الطبي الإقليمي عن منطقة شمال الضفة الغربية. لقد سارع الملازم كوهين والطاقم الطبي إلى معالجة الجرحى في ساحة عملية إرهابية في الضفة الغربية، واكتشفوا أنّ الجريح الأكثر تضرّرا في المكان هو فلسطيني حاول طعن الجنود. في مقابلة خاصة بموقع “المصدر” سألنا كوهين: هل فكرت أثناء تقديمك العلاج للشاب بأنّك تعالج شخصا حاول قتل إسرائيليين؟ فأجاب: “في اللحظة التي تعالج فيها شخصا ما تتركز فقط بما تعلّمت، كيف تعالجه، وليس بأي شيء آخر. ولا تنشغل بأي شيء آخر إطلاقا”.‎ ‎

يهود وفلسطينيون في الطريق نحو الشفاء- هداس هروش

عائلة فلسطينية بطريقها إلى مُستشفى إسرائيلي
عائلة فلسطينية بطريقها إلى مُستشفى إسرائيلي

اخترتُ مقالا كتبته كعامود شخصي شاركتُ فيه القراء تجربتي أثناء تطوّعي في جمعية “الطريق نحو الشفاء”. كان التطوّع في الجمعية أحد الأشياء الأكثر أهمية مما قمتُ به في السنة الماضية، وفي نظري، فالمقال ينقل جيّدا الأهمية الكبيرة لنشاط الجمعية: سواء كان يجري الحديث عن مساعدة المرضى، أو اللقاء المباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كبشر يلتقون معا، وليس كأعداء من جانبي الصراع الذي لا ينتهي بين الشعبين. لقد أثار المقال، الذي كان مهمّا جدّا بالنسبة لي، ردود فعل عديدة، وأثّر فيّ أحدها بشكل خاصّ، عندما تحدث مواطن غزّي كيف تلقى المساعدة من الجمعية عندما احتاج إلى علاجات طبية في إسرائيل. وكلي أمل أن يقرأ المزيد والمزيد من الناس هذا المقال، ينشروه، ويدركوا أننا جميعا في الشرق الأوسط بشر، وإذا استطعنا أن نساعد بعضنا البعض بدلا من إيذاء كل منا الآخر، فستكون الحياة هنا أجمل بكثير.

“بروفايل” دونالد ترامب- المصدر

المرشح الجمهوري دونالد ترامب (AFP)
المرشح الجمهوري دونالد ترامب (AFP)

لماذا “بروفايل” المرشح الرئاسي دونالد ترامب مهم؟ لأن الرجل منذ أن دخل حلبة الانتخابات الأمريكية، بات يتصدر العناوين في أمريكا والعالم دون انقطاع. فقد استطاع ترامب خلال عام ‏2015‏، بتصريحاته المثيرة ومواقفه العنصرية وأسلوبه الغريب، أن يتحول إلى ظاهرة إعلامية بارزة. ولا ننسى تفوقه في استطلاعات الرأي الأمريكية. طبعا لن ينتهي الحديث عن ترامب بانتهاء العام الجاري، لأنه سيرافقنا خلال عام ‏2016‏. ومن يدري؟ ربما يصبح – في حين تفوق على خصومه في الحزب الجمهوري- رئيسا لأمريكا!

اقرأوا المزيد: 502 كلمة
عرض أقل
لاجئ من درعا: "أخبرونا دائما أنّ إسرائيل هي الشيطان. استطاع الأسد أن يتلاعب بنا ونحن صدّقناه" (Noam Moskowitz)
لاجئ من درعا: "أخبرونا دائما أنّ إسرائيل هي الشيطان. استطاع الأسد أن يتلاعب بنا ونحن صدّقناه" (Noam Moskowitz)

من جحيم الأسد – إلى إسرائيل

لمحة عن الحياة المأساوية للجرحى السوريين الذين يتلقّون علاجًا في إسرائيل، وعن الإسرائيليين الذين يعالجونهم

“الحرب طاحنة. لم أتخيّل في أحلامي الأكثر جموحًا أبدا، أن أصل إلى حالة أضطرّ فيها إلى أن أحمل ابني الصغير على يديّ طالبة مساعدة الأطبّاء في الجانب الإسرائيلي من الحدود لإنقاذ رجله”، قالت لي نرمين (اسم مستعار) هذه الكلمات، وهي أم شابّة ولاجئة سورية، وصلت مع ابنها البالغ من العمر سبع سنوات، لتلقّي العلاج الطبّي في مستشفى “زيف” في مدينة صفد في الشمال، على الحدود الدامية بين سوريا وإسرائيل.

[mappress mapid=”17″]

لم تترك الحرب الضارية في سوريا، والقائمة منذ أكثر من أربع سنوات، الكثير من الخيارات أمام عشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين السوريين، الذين يطرقون أبواب دول الجوار ومن بينها الأردن، لبنان وإسرائيل. وفجأة في مسرح الشرق الأوسط العبثي، تُفتتح أبواب وحدود مادّية ومعنوية بين دول عدوّة.

أحمد الطفل السوري من مدينة درعا يتلقى علاج في مستشفس إسرائيلي (Noam Moskowitz)
أحمد الطفل السوري من مدينة درعا يتلقى علاج في مستشفس إسرائيلي (Noam Moskowitz)

“لعب أحمد (اسم مستعار) خارج منزلنا في مدينة درعا”، التي كانت إحدى المدن السورية الأولى التي تطوّر فيها النضال ضدّ نظام بشار الأسد. “سمعنا صوت قصف فجأة، وبعد ذلك جاء الهدوء الفظيع. فهمتُ أنّ شيئا ما حدث لابني، لذلك خرجتُ من المنزل فرأيته ملطخًا بالدم في الساحة. استدعينا الإسعاف الأولي، وتلقّى ابني علاجا أوليًّا في المستشفى الميداني والمؤقّت في المدينة. كلّما مرّت الأيام، أدركت أنّ ابني لن يعود كما كان. أحدثت الإصابة القاسية من شظايا القذيفة، التواءً في رجله اليُمنى. سافرنا بما تبقّى لدينا من قوة إلى دمشق، وموّلنا من مالنا الخاصّ 17 عمليّة جراحيّة مختلفة كانت قد أجريت في رجله. قرّر الأطبّاء السوريون في دمشق، أن أحمد لن يستطيع المشي مجدّدا على رجله اليُمنى. لقد فقد أحمد الأمل، وتلاشى الفرح والسعادة اللذان كانا على وجهه. فهو طفل، ولا يفهم تماما أو يتقبّل الإصابة. لقد فهم أنّه فقد جزءًا من جسده. استغرق منّي الأمر بضعة أيام حتى أستعيدُ قواي وأقرّر الذهاب مع ابني إلى الحدود بين إسرائيل وسوريا. كنت مضطرّة إلى أن أكافح من أجل حياته، لم يكن بإمكانه أن ينجو من الحرب في سوريا مع قدم مبتورة. وهكذا حملته على يدي وأحضرته إلى المستشفى في صفد”، كما أخبرتني نرمين بألم كبير.

“منقذُ جميع الجرحى السوريين”

أحمد الطفل السوري من مدينة درعا يتلقى علاج في مستشفس إسرائيلي (Noam Moskowitz)
أحمد الطفل السوري من مدينة درعا يتلقى علاج في مستشفس إسرائيلي (Noam Moskowitz)

أخبرني البروفيسور أليكس ليرنر، الذي أشرف على عملية لدى أحمد، عن رحلته الطويلة للتعافي، “بعد 17 عمليّة جراحية، قرّر الأطبّاء السوريون أنّه لن يمشي، وأنظر إليه اليوم يستطيع ركل الكرة. وصل الطفل إلينا في حالة صعبة وقرّرنا إعادة تأهيل ساقه. بعد عملية واحدة إضافية، فهمنا كيف يجب إعادة تأهيلها وهكذا بواسطة قطع حديدية تم تثبيتها في ساقه نجحنا في تقويمها”. البروفيسور ليرنر، هو خبير ذو شهرة عالمية في علاج الصدمات في العظام ولا سيما إصابات الحرب، وقد اكتسب مؤخرًا أيضًا لقب المنقذ في أوساط الجرحى السوريين. لقد عالج المئات منهم، من بينهم مَن فقد كلّ أمل بأن يستطيع المشي مرة أخرى، ولكن وبفضل علاجه والعمليّات الجراحية المعقّدة التي أجراها عادوا إلى سوريا وهم يمشون على كلتا رجليهم، أو على أطراف صناعية مُنحت لهم بمساعدة الصليب الأحمر.

تبدو الحالة في مستشفى “زيف” وفي بعض المستشفيات الحكومية الكبرى في شمال إسرائيل (مستشفى بوريا في طبريا، مستشفى نهاريا ومستشفى رمبام في حيفا) غريبة في نظر الإسرائيليين والسوريين على حدٍّ سواء. وها هي حرب أهلية واحدة تتسبّب في اضطرابات كبيرة يختلط فيها كلّ شيء: مواطنون سوريون، من الذين قيل لهم خلال السنين من قبل النظام، إنّه من وراء السياج يكمن “الشيطان الأكبر”، يقيمون علاقة مع مرضى إسرائيليين، وفرق طبّية ويتلقّون المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياتهم. وكذلك، يلتقي مواطنون إسرائيليون للمرة الأولى في حياتهم بجيرانهم السوريين، من منكوبي الحرب الذين تدمّر عالمهم.

مدير المستشفى، البروفيسور سلمان زرقا (Noam Moskowitz)
مدير المستشفى، البروفيسور سلمان زرقا (Noam Moskowitz)

حاولتُ أن أفهم من مدير المستشفى، البروفيسور سلمان زرقا، كيف تجري عملية نقل الجرحى السوريين المعقّدة، من سوريا إلى تلقّي العلاج في المستشفيات في إسرائيل. “لقد بدأ ذلك كعمل إنساني جميل ومؤثّر بقرار من الحكومة الإسرائيلية. في شهر شباط عام 2013، نُقل إلى هنا سبعة جرحى سوريين أصيبوا في المعارك في الحرب الأهلية خلف الحدود. ما بدأ حينذاك، قبل نحو عامين، أصبح اليوم مشهدًا اعتياديًّا. هناك أكثر من 1300 جريح سوري، مقاتلين، رجال، نساء وأطفال تمّ علاجهم في مستشفيات الشمال حيث وصل إلى مستشفى “زيف” حتى الآن 500 جريح. للتوضيح، هناك في المستشفى 300 سرير فقط ونحن قمنا بعلاج 500 جريح”.

“نكافح من أجل كلّ يد ورجل”

فارس عيسى العامل الاجتماعي في المستشفى يرافق كل المصابين (Noam Moskowitz)
فارس عيسى العامل الاجتماعي في المستشفى يرافق كل المصابين (Noam Moskowitz)

امتنع البروفيسور زرقا عن تقديم إجابات قاطعة بخصوص الطريقة التي ينقلُ فيها الجيش الإسرائيلي الجرحى لتلقّي العلاج الطبّي، ولكنّه أوضح بأنّ الجهات العسكرية لا تتدخّل في الإجراءات الطبّية للجرحى وأنّ المهنية الطبّية هي التي تقف في أعلى سلّم الأولويّات. “من المقبول حول العالم، في المناطق المنكوبة التي يتم فيها تقديم المساعدات الإنسانية إجراء عمليّات بتر الأطراف. الأساس المنطقي وراء هذا التفكير هو معالجة أكبر عدد ممكن من الجرحى، والتقليل بشكل كبير من وقت العلاج في المستشفيات وتخفيض التكاليف. ولكن في إسرائيل، قرّرنا أن نكافح من أجل الجرحى الذين معظمهم مصابي الأطراف. تخيّل أنّه كان بإمكاننا تقليص مدّة العلاج بشكل كبير لعشرات الرجال والأطفال السوريين الذين جاؤوا إلينا فقط لو قرّرنا بتر الأعضاء المصابة. تطوّرت في مستشفى “زيف” الخبرة ويكافح الفريق الطبّي ليلا ونهارا من أجل كل جريح وجريح انطلاقًا من العلم أنّ تلك الأطراف التي ننقذها ستساعد الجرحى على البقاء على قيد الحياة في الحرب التي في بلادهم”. وعن عملية إعادة الجرحى السوريين يقول البروفيسور زرقا إنّ السوريين أنفسهم يطلبون العودة إلى قراهم وبلادهم.

خديجة: "خرجتُ من منزلي لالتقاط الأعشاب وأنواع من النباتات البرّية. ودون أن أنتبه دُستُ على لغم. هكذا فقدت ساقاي".
خديجة: “خرجتُ من منزلي لالتقاط الأعشاب وأنواع من النباتات البرّية. ودون أن أنتبه دُستُ على لغم. هكذا فقدت ساقاي”.

التقيت بفارس عيسى، العامل الاجتماعي الذي يرافق الجرحى في مستشفى “زيف”، في خضمّ يوم حافل. كان قد قرّر تماما أن يخرج في جولة زيارة طبّية للجرحى. من جهة، تكشف تعابير وجهه الجادّة والقاسية التعب، ومن جهة أخرى، تكشف العزيمة والإصرار. “رأيت كلّ شيء. فكّر أنه عندما يأتي إلى هنا جريح سوري، رجل، امرأة، طفل أو طفلة، بالنسبة لهم فهم في دولة عدوّ. يكون العبء العاطفي ثقيلا. عندما ينقلهم الجيب العسكري التابع للقوات الطبّية إلى غرفة الطوارئ، أنتظرهم هناك مع الفريق الطبّي المهني. أحرص على أن أوضح لهم عن مكان وجودهم، فهذا يخفّف عنهم عندما يسمعوا بأنّ هناك من يتحدّث بلغتهم. أسألهم كيف يشعرون؟ أين يؤلمهم؟ كم من الوقت مرّ منذ الإصابة وحتى الوصول إلى الحدود؟ ماذا حدث لعائلاتهم؟ وهل لديهم حساسية لأدوية معيّنة؟ ورغم ذلك، فإنّ عالم المصطلحات لدى السوريين، رغم أنّهم عرب مثلي، مختلف. جاء إلينا قبل مدّة جريح بُترتْ ساقه في دمشق واكتشف الطبيب الجرّاح، هنا في “زيف”، أنّ الجرح قد خُيّط. من الناحية الطبّية، لا يجوز تخييط الجرح بعد البتر من أجل منع التلوّث ومنح الأنسجة فرصة الشفاء. سألت الشاب السوري من الذي خاط له هذه الغُرز، فقال لي بالعربية “الدكتور”، في وقت لاحق اتّضح لي أنّ المطهّر في مدينته هو الذي خاط له هذه الغُرز وليس طبيبًا جرّاحًا. هذه الأمور مهمّة”. الأمر الأكثر فظاعة ممّا أخبرني به عيسى بهدوء عندما قال: “اضطُررت أحيانا إلى اختراع أمّهات متبنِّيات. جاء إلى هنا بعض الأطفال دون مرافقة شخص كبير واضطُررت إلى الطلب من أمهات سوريات كنّ يمكثن في المستشفى أن يهتممن برعاية الأطفال الوحيدين”.

الطفلة ريهام (12) بعد عملية استئصال ورم سرطاني من بطنها (Noam Moskowitz)
الطفلة ريهام (12) بعد عملية استئصال ورم سرطاني من بطنها (Noam Moskowitz)

وعندما صعدنا باتجاه الطابق العلوي، حيث تُعالَج امرأتان سوريّتان كبيرتان في السنّ، فايزة وخديجة (اسمان مستعاران)، تغيير ما طرأ على تعابير وجه فارس، وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه. لقد دخل قبل المصوّر الخاص بي وقبلي، وطلب منهما الإذن بالتحدث معهما. “الشعب السوري مُشكِّك بطبيعته، فلتفهم أنّه ليس سهلا عليهما وبالطبع بعد كل الذي اجتزنَهما”، كما أضاف.

توجّهتُ إلى خديجة (49)، وهي ملتزمة الفراش. لقد كافح الأطبّاء على كلتا ساقيها ولم ينجحوا في إنقاذهما. في النهاية اضطرّوا إلى بترهما. حاولت التحدّث إلى هذه المرأة الطيبة والتي حصلت في نفس الوقت على هدية راديو ترانزستور جديد كي تستطيع الاستماع إلى القليل من الموسيقى العربية. لم يكن سهلا عليّ، فمع ذلك فإنّ المرأة التي وقفتُ أمامها، والتي هي قريبة من سنّ أمّي وها هي فاقدة لأطرافها السفلى وتبتسم ابتسامة مؤلمة. “حجّة، هذا عامر وهو صحفيّ جاء ليسألك بضعة أسئلة، حسنًا؟”، ساعدني فارس.

من جحيم الأسد - إلى إسرائيل (Noam Moskowitz)
من جحيم الأسد – إلى إسرائيل (Noam Moskowitz)

“ما في مشكلة بس ما يصوّر. فارس لا تنس أن تحضر لي زجاجة كولا صغيرة، من فضلك”، قالت خديجة. رويدا رويدا تحرّرت وكشفتْ عن قصّتها المؤلمة: “أنا من درعا. وأمكث هنا منذ عدّة أشهر، وفي هذه الأثناء أنتظر الحصول على الأطراف الاصطناعية التي من المفترض أن تصل قريبًا”.

تحدّثت خديجة بصوت يرتجف عمّ مرّت به وكيف فقدت ساقيها: “خرجتُ من منزلي لالتقاط الأعشاب وأنواع من النباتات البرّية. ودون أن أنتبه دُستُ على لغم. كان الوصف موجزًا وتقشعرّ له الأبدان. لم يكن عندي ما أضيفه.

معظم متلقي العلاج هم من الرجال الشباب

معظم متلقي العلاج هم من الرجال الشباب (Noam Moskowitz)
معظم متلقي العلاج هم من الرجال الشباب (Noam Moskowitz)

أخبرني فارس أنّ المستشفى قد عالج حتّى الآن نحو 500 سوري، حيث إنّ معظم الجرحى هم من الرجال الشباب وأنّه يفترض بأنّه كان من بينهم مقاتلون وليس فقط مدنيّون أبرياء. “أجرينا أيضًا علاجات لمدنيّين لم يصابوا نتيجة الحرب. كما وأشرفنا على ولادة لعشر نساء وهناك الآن امرأة قد وصلت للحصول على علاج بعد أن اكتشفت بأنّ لديها تلوّث التهابي حادّ في المسالك البوليّة. وهي موجودة هنا منذ خمسة أيام وقد وصلت إلى هنا بتوصية طبيب من درعا، والذي توسّل فعلا كي تذهب إلى إسرائيل لتلقّي العلاج قبل أن يفوت الأوان”.

ولدى الدخول إلى الغرفة رقم 10 في المستشفى، وُضع هناك جندي لحراسة الغرفة لمنع دخول الغرباء. في الغرفة نفسها، كان هناك أربعة رجال جرحى ممن لديهم درجات إصابة خطيرة. أُصيب بعضهم كنتيجة لإلقاء “براميل متفجرة” على بلدات مدنية وهو ما يقوم به سلاح الجوّ السوري في الكثير من الأحيان. “أُصِبتُ بقذيفة أُطلِقتْ صوب منزلي”، كما أخبرنا رائد (اسم مستعار)، وهو شاب في سنّ الثالثة والعشرين، وهو أيضًا لاجئ من درعا. “أخبرونا دائما أنّ إسرائيل هي الشيطان. استطاع الأسد أن يتلاعب بنا ونحن صدّقناه”. صعّبتُ الأمر على الشاب، وحاولت أن أفهم إذا ما كان قد شارك في القتال بجانب الثوار. لم أتمكّن من الحصول على إجابة، ولكن كان واضحا من مظهره أنّه هو والشباب الذين كانوا بقربه ينتمون إلى تيّار إسلامي ما، ربّما جبهة النصرة، ولكن ربّما لن أستطيع معرفة ذلك أبدا.

في آخر الغرفة، ظهر شاب مرهق، كان يبلغ من العمر 17 عامًا. توجّهتُ إليه وحاولت إجراء محادثة معه. اخترقتْ نظرته الميّتة روحي. تحدث الشاب قائلا: “أطلقت دبّابة تابعة للأسد النيران صوب منزلنا، وتلقّيت أنا معظم الضربة، لذلك اضطُرّ الأطبّاء إلى بتر ساقي. أتعالج في مستشفى “زيف” منذ 70 يومًا. يقوم الفريق الطبّي هنا، مرّة كلّ أسبوع، بالاتصال بأسرتي. لا أذكر تماما كيف وصلت إلى إسرائيل، فقد كنت فاقدا للوعي لعدّة أيام”.

من جحيم الأسد - إلى إسرائيل (Noam Moskowitz)
من جحيم الأسد – إلى إسرائيل (Noam Moskowitz)

وعند اقتراب نهاية الزيارة حُفرتْ في ذاكرتي صورة واحدة. وذلك عندما طلب أحمد اللعب مع ريهام (اسم مستعار) وهي طفلة (12 عامًا) سورية من القنيطرة، جاءت لتلقّي العلاج الطبّي في المستشفى بعد أن لم يجد الأطبّاء في قريتها طريقة لإجراء عملية جراحية لها واستئصال ورم سرطاني من بطنها (استأصل الأطبّاء في “زيف” من بطنها ورمًا سرطانيّا يزنُ كيلوغرامَين وأنقذوا حياتها). لقد أجبر أحمد ريهام، التي استجابت برأفة، على رفعه على الكرسي المتحرّك، وبيده وعاء من الكعك. طلب منها أن تأخذه لزيارة الأطفال الإسرائيليين في القسم. لقد أصرّ على إكرامهم بالكعك الذي حصل عليه للتوّ من أحد الزوّار.

اقرأوا المزيد: 1645 كلمة
عرض أقل
علاج طبي لأحد اللاجئين السوريين في مستشفى في حيفا (Rambam Spokesperson)
علاج طبي لأحد اللاجئين السوريين في مستشفى في حيفا (Rambam Spokesperson)

إسرائيل تستثمر 9 مليون دولار لعلاج الجرحى السوريين

نشرت وزارة الصحة الإسرائيلية المعطيات الآتية: "علينا أن نقدّم العلاج لأي شخص"، ألف مواطن سوري تقريبًا تمت معالجتهم في إسرائيل حتى الآن

تُفيد معطيات جديدة أصدرتها وزارة الصحة الإسرائيلية أن تكلفة العلاج الذي تقدّمه إسرائيل للجرحى السوريين تصل إلى 32 مليون شيكل، أي ما يعادل 9 مليون دولار. يظهر من مستند وصل إلى وزارة الصحة في إطار قانون حرية المعلومات، أن الجرحى السوريين يتلقون علاجًا في أربعة مراكز طبية: زيف في صفد، نهاريا، بوريا في طبريا، ورمبام في حيفا. وكانت تكلفة العلاج في بوريا هي الأكبر حيث وصلت إلى 13،315،260. شيكل.

في السنوات الأخيرة، أصبحت تدفق الجرحى السوريين الذين يأتون إلى إسرائيل لتلقي العلاج أمرًا اعتياديا.  ففي منطقة القنيطرة حيث تدور المعارك، يصل جرحى المعارك إلى منطقة الحدود مع إسرائيل أملا في تلقي المساعدة من الجيش الإسرائيلي حيث ينقلهم للعلاج داخل الحدود الإسرائيلية. يجمع الجيش الإسرائيلي قسم من الجرحى في “مشفى مؤقت” أُقيم على الحدود، ويُرسل المُضطرين للعلاج الشامل داخل حدود إسرائيل.

يتم إرسال الجرحى إلى المستشفيات في شمالي إسرائيل. إلى الآن تمت معالجة 371 جريحًا في نهاريا، 369 في صفد، و 80 في حيفا. يستقبل المستشفى في حيفا عادةً الحالات الحرجة، أو حالات يتم نقلها من مستشفيات أخرى إلى حيفا بسبب صعوبة العلاج.

وهناك نساء سوريات حوامل وصلن إلى منطقة الحدود حتى يضعن أطفالهن في إسرائيل. فحسب التقارير، هناك حتى الآن سبعة أطفال سوريين وُلدوا في مستشفيات إسرائيلية. وكانت الحالة الأخيرة في نهاية الصيف الأخير، حيث عبرت امرأة سورية الحدود حتى تلد في ظروف جيدة.

وجاء على لسان وزارة الصحة: “دولة إسرائيل تُقدم دائمًا المساعدات الإنسانية لأي شخص محتاج لها، وهذا جزء من قيمنا ومبادئنا التي نتميز بها كأفراد وكشعب، أن نقدّم العون في حالات الضيق أو الخطر.  يتم نقل الجرحى الذين يصلون من الحدود السورية إلى داخل الحدود الإسرائيلية وفقًا لاعتبارات إنسانية وبموجب قرارات المنظومة الأمنية. على جميع المستشفيات العامة في الدولة أن تقدم العلاج لكل شخص محتاج يصل إليها، سواء أكان مواطنا إسرائيليا أم لا. أما التكلفة التي يتطلبها علاج الجرحى السوريين فتتوزع على وزارة الأمن، وزارة المالية، ووزارة الصحة”.

 

اقرأوا المزيد: 297 كلمة
عرض أقل
الطفلة السورية في حضن الممرضة الإسرائيلية (المركز الطبي زيف)
الطفلة السورية في حضن الممرضة الإسرائيلية (المركز الطبي زيف)

هربت من سوريا – وولدت ابنتها في إسرائيل

امرأة بعمر 25 عامًا اجتازت الحدود وهي في مراحل الحمل المتقدمة، وولدت ابنتها وعالجتها ممرضة إسرائيلية كان قد ضُرب بيتها بصواريخ سورية

تواصل الحرب الأهلية في سوريا بتزويد المنطقة بقصص تلتقط الأنفاس. إذ اضطرت امرأة سورية بعمر 25 عامًا إلى اجتياز الحدود إلى إسرائيل وهي في الأسبوع الأربعين من الحمل، وولدت ابنتها فيها وهي سليمة. وصلت الامرأة من مدينة القنيطرة المحاذية للحدود مع إسرائيل، ونقلها الجنود الإسرائيليون إلى مستشفى “زيف” في مدينة صفد، حيث أنها كانت في المراحل الأولى من الولادة.

مباشرة عند وصولها إلى المستشفى، ولدت الامرأة طفلة معافاة بوزن 2.6 كغم. ونُقلت الطفلة إلى قسم المولودين، وهناك حظيت بالتعرف على ايتي عمبر، الممرضة المسؤولة، التي تسكن في بلدة عين زيفان، التي تبعد 2 كم فقط من البلدة السورية التي وصلت منها  المرأة الوالدة.

ضُربت البلدة التي تسكن فيها الممرضة  قبل أيام معدودة فقط بصواريخ كانت قد أطلقت من الجانب السوري. حتى الآن لم يتضح إذا كان الإطلاق موجه نحو إسرائيل، أم أن الحديث هو عن صواريخ تائهة من الحرب الدائرة بين جهات مختلفة في سوريا.

“نزلنا أول أمس فقط إلى الملاجئ بعد سماع صفارة الإنذار في الواحدة والنصف ليلا وأصاب عدد من الصواريخ المنطقة، واليوم نقوم بتوليد امرأة سورية وصلت من المنطقة التي تُطلق النار منها  باتجاهنا”، قالت الممرضة.

تروي الوالدة السورية أنها تعاني جراء الحرب هي وسكان المنطقة من نقص في الغذاء وغياب الخدمات الطبية. وشرحت لماذا اجتازت الحدود: “عرفت أن الولادة متوقعة قريبًا وأنه لن يكون هناك من يقدم لي المساعدة”. وأضافت: “سمعت أن جرحى سوريين ينقلون لإسرائيل ويتلقون علاجًا جيدًا، ولذلك مباشرة عندما بدأت أشعر بالطلق طلبت المساعدة لأصل إلى الحدود.

عولج حتى هذه اللحظة في مستشفى “زيف” في صفد 353 جريحًا سوريًّا، 12 منهم ما زالوا يخضعون للعلاج. وعولج أيضًا  المئات من الجرحى الآخرين في مستشفيات إضافية في شمال إسرائيل. وقد تمت ولادة سبعة أطفال سوريين في إسرائيل حتى الآن.

اقرأوا المزيد: 268 كلمة
عرض أقل
الأم السورية مع مولودها الجديد بجانب ممرضة إسرائيلية في مستشفى زيف في صفد (إعلام مستشفى زيف. تصوير: حانا بيكل)
الأم السورية مع مولودها الجديد بجانب ممرضة إسرائيلية في مستشفى زيف في صفد (إعلام مستشفى زيف. تصوير: حانا بيكل)

ولادة أوّل طفل سوريّ في إسرائيل

"تعامل معي طاقم القابلات والأطباء الإسرائيليين باحترام ولطف، ومرّت الولادة بسلام"، اعترفت الأم الجديدة، التي أنجبت طفلًا معافى وزنه 3.2 كيلوغرامات

03 نوفمبر 2013 | 17:45

بعد توجّه مئات السوريين الذين أصيبوا في الحرب الأهلية إلى إسرائيل لتلقّي العلاج، سُجّلت في مستشفى زيف في صفد اليوم (الأحد) ولادة أولى من نوعها لسيّدة سوريّة. فقد أحضر الجيش الإسرائيلي شابة في العشرين من عمرها في ساعات الليل، فيما كانت على وشك الولادة، لتلد طفلًا معافى في قسم المُنجبات.

وقد ولدت السيدة طفلًا بوزن 3.2 كيلوغرامات بولادة طبيعية. وروت للطاقم الطبي أنه في منطقة القنيطرة، حيث تسكن، يُفرَض على قريتها حصار، ولا إمكانية للوصول إلى مستشفى محلي مجاور. “لا قابلات في القرية، ولم أجد من يساعدني على الإنجاب”، قالت.

وتابعت: “علمتُ أنّ مصابين سوريّين عولجوا في إسرائيل، لذلك حين شعرتُ أنّ الولادة بدأت، طلبتُ إحضاري بسرعة إلى جوار الحدود، على أمل أن يتيح لي الجيش الإسرائيلي نيل مساعدة طبية في الولادة. لبهجتي، رأى الجيش الإسرائيلي، الذي كان يمرّ من المكان، أنني أعاني آلامًا حادّة، فأخذني ونقلني إلى مشفى في إسرائيل”.

“تعامل معي طاقم القابلات والأطباء الإسرائيليين باحترام ولطف، ومرّت الولادة بسلام”، اعترفت الأم الجديدة مضيفةً: “لا أشعر أبدًا أنني في دولة عدوّة، فالجميع يساعدونني ويهتمّون بي”.

وروت المرأة أنّ ثمة مشكلة غذاء خطيرة في منطقتها، في أعقاب الحرب الأهلية. “منذ زمن، نقتات بشكل خاصّ من الأرز في القرية إثر الحصار. هذه المرة الأولى منذ مدة التي آكل فيها اللحم والخُضار. أشعر بالراحة، وأنا آكل وأنتعش، كما يحظى طفلي الجميل باهتمام رائع. أشكر الجميع على العناية المخلصة، الاهتمام، والتفهُّم”.

وقالت ميرة إيلي، ممرّضة مسؤولة في غرفة الولادة في المستشفى، إنّ الأمّ السورية تلقت تعاملًا دافئًا ولطيفًا من جميع طاقم القابلات. “جعلناها تستحمّ وأعطيناها طعامًا، شجّعناها وأرشدناها طيلة فترة الولادة. إنها فتاة تلد للمرة الأولى، وبسبب الأحوال ووضعها الخاصّ، أتت دون زوجها، أو أيّ داعم أو مرافق آخر. لقد كانت لديها علاقة خاصة مع القابلات، اللاتي كنّ لها بمثابة عائلة داعمة خلال الولادة”.

بعد أن تمت معالجة مئات السوريين في إسرائيل في الأشهر الأخيرة – لا سيّما جرحى المعارك، ثمة ميل مؤخرًا لمواطنين سوريّين غير مقاتلين للذهاب إلى الحدود وطلَب المساعدة الإنسانيّة. وقد عولج نحو 250 سوريًّا في إسرائيل، إضافةً إلى 250 آخرين في مستشفى ميداني أقامه الجيش الإسرائيلي على الحُدود.

اقرأوا المزيد: 324 كلمة
عرض أقل

هزة ارضية خفيفة ثالثة تضرب منطقتي طبريا وصفد

وقعت في منطقتي طبريا وصفد قبل ظهر اليوم هزة ارضية هي الثالثة من نوعيها خلال الايام الاخيرة.ولم تقع اصابات او اضرار نتيجة الهزة التي بلغت قوتها 3.5 درجات على مقياس ريختر

20 أكتوبر 2013 | 12:39

نقل جريحين سورييين الى مستشفى زيف في صفد

ادخل الى مستشفى زيف في صفد اليوم جريحان سوريان اخران وهما مصابان بشظايا

27 سبتمبر 2013 | 13:25