تتصدر قضية آلات كشف المعادن النقاش الذي يجري بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وجهات أمنية بشأن الوضع الأمني الحساس في الأيام الأخيرة في الحرم القدسي الشريف.
وفق تقارير في صحيفة الشرق الأوسط، يتضح أن هناك تسوية مفادها أن التفتيشات في الحرم القدسي الشريف ستكون انتقائية، أي سيُقرر أفراد الشرطة مَن سيخضع للتفتيش الأمني، و مَن سيكون معفيا منه. رغم ذلك، ليس معروفا إذا كانت دائرة الأوقاف الإسلامية ستوافق على هذه التسوية. تعرف المنظومة الأمنية أن الوقت يمر بسرعة، إذ إنه من المتوقع أن يصل غدا (الجمعة) آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى.
ويعرب الشاباك عن استعداده للتخلي عن آلات كشف المعادن كليا، ولكن الشرطة الإسرائيلية ووزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، عاقدان العزم على إبقائها. ومن المتوقع أن يُجرى اليوم مساء نقاش إضافي في ديوان رئيس الحكومة نتنياهو وقد تُتخذ القرارات أو قد تُطرح اقتراحات إضافية لحل هذه المشكلة الشائكة على الأقل.
وتعرب المنظومة الأمنية عن خشيتها إزاء الأزمة في العلاقات مع الأردن وردود فعل الجمهور الأردنيّ. أحد الاقتراحات لحل الأزمة هو أن تعرض شخصيات عربية أو شخصية عربية مسؤولة على إسرائيل برنامجا لإنهاء الأزمة.
منفذوا عملية اطلاق النار هم من سكان أم الفحم
وفي هذه الأثناء، يستعد الجيش الإسرائيلي لطلب تعزيز القوات في الضفة الغربية، والقدس في نهاية الأسبوع، لوجود خشية من نشوب الفوضى. طُرِحت خلال النقاشات في المنظومة الأمنية الحاجة إلى الاستعداد للتعرض لإطلاق القذائف من قطاع غزة وإجراء وقفات احتجاجية بمبادرة حماس بالقرب من الجدار الأمني.
في هذه الأثناء، هناك خلاف في الرأي بين الشاباك والشرطة فيما يتعلق بإعادة جثث المواطنين العرب الإسرائيليين الثلاثة، من مدينة أم الفحم، حيث نفذوا عملية إطلاق النيران يوم الجمعة الماضي في باحة الحرم القدسي الشريف. فالشرطة تدعم إرجاء إعادة الجثث حتى أقصى موعد ممكن، وبالمقابل، يطالب الشاباك بتأجيل إعادة الجثث حتى بدء صلوات يوم الجمعة القريب فقط منعا للتصعيد.
خلافا للتوجه الصاخب، واللاذع أحيانا الذي يُهاجم فيه رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاتفاق النووي بين الدول العظمى وإيران ولا سيما الإدارة الأمريكية، يُفضل السعوديون حتى الآن إرسال رسائل تحفظية من جانبهم أو رسائل من وراء الكواليس بواسطة تحذيرات دبلوماسية (مثل غياب الملك سلمان عن مؤتمر القمة لزعماء دول الخليج مع الرئيس أوباما في كامب ديفيد، مؤخرا). ولكن يبدو أنه عندما أصبح الاتفاق حقيقة دامغة، يسمح السعوديون لأنفسهم بطرح ادعاءاتهم علنا.
تعرض صحيفة “الشرق الأوسط” في عددها اليوم مقالا عن صحيفة “الواشنطن بوست” وفيه يُهاجم عدد من الخبراء الاتفاق، وحتى أنها تنشر مقال رأي للصحفي المصري، عادل درويش، يشجب فيه الاتفاق والذي لا يتضمن سلاما ولا استقرارا وفقا لأقواله: “«الزفة» التي يقودها الرئيس الأميركي لترويج الاتفاق الأخير بين القوى الكبرى (الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مع ألمانيا) وإيران، ينظر إليها أهل المنطقة بمنظور اختبروا فيه بأنفسهم أطماع إيران في استراتيجية طويلة الأمد للهيمنة على الخليج وتصدير الثورة والمتاعب.
العاهل السعودي الملك سلمان (AFP)
وأضاف درويش قائلا: “وواقعيًا مخاوف الإسرائيليين حقيقية؛ فبجانب تكرار التهديد بمحو إسرائيل، فإن أي انفجار نووي لا يهلك فقط الفلسطينيين والإسرائيليين معًا، بل يتساقط غباره المميت على الجيران العرب، ورغم ذلك، فإن الدول المهددة مباشرة من طهران لم تشترك في المفاوضات التي اقتصرت على دول لا تهددها إيران واقعيًا”.
“لم تدخل الجمهورية الإسلامية المفاوضات لغرض السلام، بل للخروج من مأزق اقتصادي دخلت فيه نتيجة العقوبات التي فرضت عليها بسبب إخفاء منشآت وتكنولوجيا البرنامج النووي عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
السؤال الدائر لسنوات: إذا كان الغرض من تخصيب اليورانيوم سلميًا فقط، فلماذا السرية الكاملة وإخفاء إيران مراكز تخصيب اليورانيوم تحت جبال محصنة؟
التوصل إلى اتفاق تاريخي حول النووي الإيراني (AFP)
فبجانب المراوغة في تفاصيل التفتيش ونوعه، كانت إيران تخفي معامل كاملة ومواقع كثيرة عن الوكالة الدولية وتستمر في التفاوض.
كان المتوقع والطبيعي في هذه الحالة أن يكون رد واشنطن (بوصفها القوة العظمى الكبرى التي تقود التحالف العالمي ويصدعنا رؤساؤها صباحًا ومساءً بسمو ورفعة القيم التي ضمنها الدستور الأميركي في الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ أي عكس الواقع اليومي الذي يختبره المواطن الإيراني) على المراوغة الإيرانية ورفضها التعاون مع إحدى أهم وكالات الأمم المتحدة التي تعمل للسلام العالمي، هو إبقاء العقوبات الاقتصادية والمالية والحظر على تصدير الأسلحة، كما هي
وأضاف: تناسى أوباما (زعيم «الشيطان الأكبر» في القاموس الإيراني) أن مؤسس الجمهورية الخميني (الذي لم يدع مرة واحدة إلى التسامح أو السلام أو المحبة) وضع شعائر صلاة الجمعة الرسمية بالصرخة الثلاثية: «الموت لأميركا الشيطان الأكبر».
وإلى جانب القلق من أن الإسرائيليين قد تدفعهم مخاوفهم الحقيقية وفقدان الثقة الآن بالسياسة الخارجية الأميركية، إلى عمل متسرع لا تحمد عقباه؛ فإن الجانب العربي من الخليج، وهو المستهدف من الاستراتيجية الإيرانية، من حقه أيضا اتخاذ إجراءات لمواجهة هذه الخطر بالتوازن التسليحي.
كذلك، تم اقتباس الملك بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية، سابقا، وهو يُقارن بين الاتفاق النووي الإيراني وبين الاتفاق الفاشل مع كوريا الشمالية والذي تم التوقيع عليه عام 1994 وانهار عام 2003، وكتب أن تداعيات الاتفاق مع إيران ستكون أسوأ.
تقترب الجهود الدبلوماسية حول مستقبل الاتفاق المتشكّل بين إيران والقوى العظمى الغربية إلى ذروتها، بما يبدو كمحاولة مشتركة لإسرائيل ودول الخليج لثني الرئيس أوباما عن التوقيع عليه. يُدخل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين، نتنياهو، جهوده التي امتدّت لسنوات طويلة ضدّ البرنامج النووي الإيراني في حملة الانتخابات التي يديرها، ودول الخليج تكشف أدلة جديدة عن تورّط إيران بالإرهاب العالمي من أجل ردع أوباما.
نشر نتنياهو أمس في إطار حملته الانتخابية هذا الفيديو، الذي يعرض المعضلة التي تقف أمامه الآن كمماثلة للمعضلة التي كانت وقتها تقف أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول، دافيد بن غوريون، مساء الإعلان عن الدولة اليهودية: هل نتماشى مع متطلّبات وزارة الخارجية الأمريكية في عدم الإعلان عن الدولة، أم نعلن عنها كما تُوجب المصلحة الإسرائيلية؟
وفي نهاية مقطع الفيديو يُطرح السؤال: “هل كنا هنا اليوم لو لم يكن بن غوريون قد قام بالأمر الصحيح”؟ وهو يلمح بذلك إلى أنّه إذا لم “يقم نتنياهو بالشيء الصحيح” ويواجه الإدارة الأمريكية، فإنّ دولة إسرائيل ستقف أمام خطر وجودي. ولا يذكر مقطع الفيديو أن الرئيس الأمريكي حينذاك هاري ترومان في الواقع قد دعم إقامة الدولة اليهودية، بل واعترف بها بشكل فوري، بعد 11 دقيقة فقط من إعلان بن غوريون. أما من عارض ذلك فقد كان وزير الخارجية الأمريكي حينذاك، جورج مارشال.
وفي الوقت نفسه، نشر المجلس الإيراني الأمريكي، الذي يمثّل الجالية الإيرانية في الولايات المتحدة، قبل أيام قليلة، بيانًا يشهّر بنتنياهو ورئيس مجلس النوّاب الأمريكي جون باينر، ويدعو الرئيس أوباما إلى عدم الابتعاد عن المسار الدبلوماسي مع إيران. “هل سيقف الكونغرس الأمريكي بجانب الرئيس الأمريكي، أم بجانب زعيم أجنبي”؟ هذا ما سأله البيان، حيث وضعتْ عليه صورتا أوباما ونتنياهو بجانب بعضهما البعض. ويتهم مسؤولون جمهوريون المجلس بأنّه فرع لصالح النظام الإيراني.
بيان المجلس الإيراني الأمريكي
وإلى جانب نتنياهو والإسرائيليين، يبدو أنّ الأكثر قلقا من احتمال عقد اتفاق إيرانيّ أمريكي هم الخليجيون. ففي بيان نُشر اليوم في صحيفة “الشرق الأوسط”، المؤيّد للأسرة المالكة السعودية، ذُكر أنّ هناك أدلة جديدة على كون إيران قد دعمت القاعدة وجبهة النصرة من أجل الإضرار بسفارة الولايات المتحدة في أبو ظبي، وبمنشآت عسكرية في الأردن ومطار هيثرو في لندن. وفقا للبيان، فقد أشرف حزب الله على تدريب مقاتلي تلك التنظيمات في الأراضي الإيرانية.
ورغم الضغوط الهائلة من قبل الخليج وإسرائيل، ورغم الأجواء السلبية التي يُشعر بها في طهران تجاه احتمالات التوصل إلى اتفاق، يبدو أنّ أوباما ووزير الخارجية جون كيري لم يفقدا أملهما من المحادثات.
“إنّ الصهاينة العرب أكثر سوءًا من الصهاينة أنفسهم، إنهم يعادوننا، يجب إبادتهم، يجب تطهير البيت من الداخل قبل الهجوم ضدّ الاحتلال، يجب إبادتهم قبل أن نبيد الصهاينة، لأنّهم يطعنوننا من الخلف” – هذه الكلمات قالها الدكتور إبراهيم الحمامي، أحد المقرّبين لحماس والذي يعمل كمدير “مركز الشؤون الفلسطينية” في بريطانيا، في البرنامج الحواري الأكثر شعبية في شبكة الجزيرة، “الاتجاه المعاكس”، قبيل نهاية عملية “الجرف الصامد”. استمر حمامي في تصريحاته الحادّة، حيث يجلس أمامه طوال الوقت الكاتب والمحلل المصري القبطي مجدي خليل. ويتّضح أّنّ هذا الأخير، قد ارتكب خطيئة أسوأ من كل شيء: وهي الانحياز لبعض مواقف إسرائيل خلال العملية في غزة.
بل حتى قبل “الجرف الصامد” اتسعت الشقوق في الإجماع العربي، على شكل تغيير في الخطاب المتعلّق بإسرائيل ومعارضة حماس. منذ ذلك الحين، في وقت العملية وبعدها، كانت هناك زيادة في المقالات العربية التي هاجمت حماس بل وعبّرت عن التماهي مع مواقف إسرائيل. أصيب الفلسطينيون ومؤيّدوهم بحالة من الذعر – كما يمكن أن يشار، وهكذا بدأت الاضطهادات، وضع العلامات والتشويه ضدّ أولئك المتحدثين بالعربية، الذين تجرّأوا على الخروج عن الخطّ المنحاز بشكل تلقائي مع أعداء إسرائيل. تلك هي الكلمات التي وجّهها حمامي إلى الكاتب القبطي خلال البثّ:
والجديد اليوم هو أن الفئران خرجت من ثقوبها، ودخل الإسرائيليون إلى الملاجئ تحت الأرض بينما خرج إلينا العشرات من “الصهاينة العرب”… الصهاينة العرب هم أولئك المتخاذلون الذين لا يعرفون مذاق النصر، إنّهم يكرهون “المقاومة” [حماس] دون علاقة فيما إذا هجمت إسرائيل أم لا، لقد تراجعوا عن القيم والهوية وتماهوا مع الطرف الآخر… عندما تسمعه فكأنك تسمع أفيحاي درعي [الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بالعربية]، أو أوفير غندلمان [الناطق بلسان مكتب رئيس الحكومة] أو مئير كوهين [إسرائيلي من مواليد مصر يظهر كثيرا في الإعلام العربي].
القضاء عليهم وهم لا يزالون صغارا
بينما تحلّق صواريخ حماس فوق رؤوس المواطنين في دولة إسرائيل، قرّر وزير الإعلام الأردني السابق طاهر العدوان في مقابلة مع شبكة الجزيرة، ما هو السلوك المناسب بالنسبة للعربي العادي: “على كلّ عربي محترم الوقوف إلى جانب المقاومة (حماس) وإلى جانب صواريخها التي تسحق إسرائيل، (ولكن) بدلا من أن يصمت هؤلاء (الصهاينة العرب) على الأقل، فإنّهم يقفون لخدمة إسرائيل وإلى جانب عدوانها، ضدّ أولئك المنتفضين ضدّها في قطاع غزة”.
وما هو حكم من يجرؤ على الخروج عن هذا الخطّ؟ من بين الطرق المختلفة لإسكات المعارضين السياسيين، يشتهر في العالم العربي أسلوب “الوصم” بشكل خاصّ؛ حيث يتم إلصاق وصف “خائن” للخصم، وهذا كلّ شيء. بقية العمل يقوم به الشعب، الذي لا ينسى ولا يغفر. مرّ أكثر من شهرين على عملية “الجرف الصامد” ويمكننا اليوم أن نلاحظ ما هي وصمة العار الجديدة الساخنة في الإعلام العربي: “الصهاينة العرب”.
عشرات المشاركين العرب، معظمهم مصريّين من معارضي “الإخوان المسلمين”، والذين تحدّثوا خلال عملية “الجرف الصامد” في الإعلام العربي ضدّ حماس؛ رفعوا للعناوين الرئيسية النقاش حول وجوب وقوف العرب إلى جانب ما يُسمّى “المقاومة”، أي الحرب ضدّ إسرائيل، وواجب الشجب المقدّس لمن تنتقد رسائله الأمة العربية والإسلامية. والآن، جنبا إلى جنب مع كُتّاب آخرين ينتمون إلى تيارات ليبرالية تجرأوا على انتقاد حماس، الإخوان المسلمين، تركيا أو قطر؛ تمّت إضافتهم إلى القائمة السوداء، بل وتم وسمهم في الشبكات الاجتماعية بـ #الصهاينة_العرب.
لقد ذهبت الجزيرة إلى حدّ بعيد ووصفت آراء ومواقف “الصهاينة العرب” بوصف: “تيار فكري يدعم العدوان الإسرائيلي”. وصفت الشبكة القطرية في تقرير خاصّ هذه الظاهرة بأنّها (اقتباس) “في كلّ مرة تندلع حرب، هناك هجوم شديد ضدّ “المقاومة” في وسائل الإعلام والإعلام الاجتماعي… تستغلّ إسرائيل ذلك من أجل عرض صورة للتفرّق العربي حول قضية دعم الفلسطينيين… اتّسعت الظاهرة حتى أدّت إلى نشوء تسمية “الصهاينة العرب”. إسرائيل، وفقا لهم، تحثّ هذه الظاهرة بواسطة وسائل الإعلام الاجتماعية التابعة للجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية باللغة العربية:
(اقتباس) “ولفت الأنظار أن من بين المتهمين بأنهم ضمن تيار “الصهاينة العرب” بعض رجال الدين الذين برز اثنان منهم يدعوان الله للقضاء على حماس وجماعة الإخوان المسلمين، واستخدم أحدهم وسما أطلق عبر تويتر “غزة بين رحى الإخواني والصهيوني”… “كما دخل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على الخط، عندما رد بالشكر على بعض هؤلاء المغردين، وأعاد نشر تغريدات البعض الآخر، واستشهد بما كتبه فريق ثالث حول أحقية إسرائيل في حربها على “الارهاب” في غزة”.
معارضو حماس: طابور خامس
الصهاينة العرب (عربي 21)
ما هو هدف إرفاق وسم “الصهاينة العرب”؟ في أحد المقالات في الجزيرة، تحت عنوان “غزة بين صهاينة اليهود وصهاينة العرب”، سعى التونسي محمد هنيد إلى تعريف الظاهرة وإلى الشرح: لماذا تشكّلت خلال عملية “الجرف الصامد” تحديدًا. هنيد هو مسؤول سابق في الفرع التونسي للإخوان المسلمين، ومستشار إعلامي سابق للرئيس هناك. وهذا ما كتبه:
(اقتباس) التسمية جاءت ردا موضوعيا على ثلاثة مواقف أساسية:
- أولها العجز الرسمي العربي ووقوفه ضمنا مع الاحتلال الصهيوني مع استثناءات نادرة.
- ثانيها أبواق إعلام العار العربي المشجعة على قصف إخوانهم في غزة بحجة الانتماء لحماس.
- ثالثها صمت النخب العربية أو اكتفاؤها بالتنديد بـ”مغامرات المقاومة الفلسطينية” ومنهم “رجال دين” يصلون من أجل القضاء على “إرهاب حماس الإخواني” في فلسطين.
خصّص هنيد في مقاله أهمية كبيرة للهجوم على “الصهاينة العرب”، وأكّد على كونه يرى في المعركة ضدّهم مقياسا لقياس صحّة الأمة العربية الإسلامية: (اقتباس) “هي من زاوية أعمق أم المعارك العربية والإسلامية دون شك لأنها كانت وستبقى حرب وجود تقاس عبرها طاقات الأمة الفاعلة، وقوى الإبداع داخلها يقاس بها مدى تيقظ خلاياها الحية، ومستوى تحلل خلاياها النائمة هو صراع يقاس به من جهة أخرى حجم الخيانة والعمالة العام منه والخاص الفردي والجماعي الرسمي وغير الرسمي”.
الصهاينة العرب (Jordan News)
ومن المهمّ أن نؤكّد بأنّ موضوع “الصهاينة العرب”، ليس حصريّا بالجزيرة، وقد ورد في صحف كثيرة كتعبير عمّن يخون الأمة العربية والإسلامية. في الصحيفة اليومية “القدس العربي”، على سبيل المثال، يُفتتح المقال الذي يعالج هذا الموضوع بهذا الشكل: (اقتباس) “الصهاينة العرب الجدد ظاهرة جديدة غريبة، نشأت مع الانقلابات على ثورات الربيع العربي، خاصة في مصر، وانسلخت بوضوح عن الثقافة العربية والاسلامية. يتبنون جلية الافكار الصهيونية أكثر من الصهاينة انفسهم. تتفاخر بهم اسرائيل وتعرض مقتطفات من حججهم للتدليل على شرعيتها وشرعية جرائمها”.
وقد تناول الموقع المصري SASAPOST هو أيضا مقاطع فيديو وتغريدات في تويتر لأولئك “الداعمين لإسرائيل”، ظاهريًّا، في مقال عنوانه “الصهاينة الجدد.. كتاب وإعلاميون عرب أيدوا الحرب الإسرائيلية على غزة”.وإلى جانبه نشر موقع حزب “الحرية والعدالة” المصري (التابع للإخوان المسلمين) مقالا يتناول ما يسمّيه “الخيانة العربية الداخلية” تحت عنوان “الصهاينة العرب… طابور خامس كشفته مجزرة غزة “: (اقتباس) “في كل حرب هناك “طابور خامس” ، وفي حرب غزة الحالية هناك طابور خامس من (الصهاينة العرب) لا يقتصر علي أسماء كتاب ومذيعين وسياسيين مصريين فقط ، ولكنها قائمة طويلة تضم عربا من دول…”.
الحاج أمين الحسيني كعميل صهيوني
الحاج أمين الحسيني وأدولف هتلر، برلين 1941
من المهم أن نفهم إلى أي مدى تعتبر كلمة “صهيوني” كلمة قبيحة ذات تداعيات سلبية باللغة العربية، حتى أنها يمكنها أن تلقي ظلالا من الشكّ على ولاء فلان من الناس للأمة العربية والإسلامية. ولذلك فهي تستخدم من قبل الإسلاميين وأيضا من قبل خصومهم. على سبيل المثال، تمّ اتهام المحرّر الرئيسي السابق للصحيفة السعودية المهمّة “الشرق الأوسط”، طارق حميد، بأنّه “صهيوني عربي” بعد أن كتب مقالا ضدّ حماس في وقت عملية “الرصاص المسكوب” (2008). ومع ذلك، فقد اتهم حميد نفسه زعيم حماس خالد مشعل بأنّه “عميل صهيوني”.
ومن وجهة مختلفة ومثيرة للدهشة، ليس خالد مشعل فحسب، ولكن حتى المفتي الحاج أمين الحسيني، ومعه زعماء عرب آخرون من عهد الانتداب البريطاني، كانوا يحظون باللقب المهين “الصهاينة العرب”. في مقال كتبه وزير الإعلام السابق للكويت في صحيفة “الأنباء”، تمّ وصف هؤلاء بهذا الوصف بسبب رفضهم لقبول اقتراح التقسيم المقدّم من قبل لجنة بيل (1937)، والتي اقترحت على العرب نحو 90% من أرض إسرائيل الغربية، وخطة لجنة الأمم المتحدة بشأن فلسطين (1948) والتي اقترحت على العرب 45% من أرض إسرائيل الغربية. جلب هذا القرار، بحسب رأي الكاتب، الموت والخسائر والإضرار بالمصالح العربية:
(اقتباس) “في العام 1937 رفض المتشددون والمزايدون من «الصهاينة العرب» قرار «لجنة بيل» الملكية البريطانية الذي دعا لانشاء دولتين فلسطينية على 90% من الارض ويهودية على 10%، وقبل اليهود برئاسة وايزمن ذلك القرار وراهنوا على رفض الجانب الفلسطيني المتشدد له، وهو ما تم، وطار زعيم التشدد امين الحسيني إلى هتلر وموسيليني ولم يستمع احد للحكماء الذين دعوا لقبول قرار اللجنة، ولم يحاسب المتشدد الحسيني قط على اجتهاداته الخاطئة، لذا عاد لتكرارها برفضه قرار التقسيم عام 1948 ودعوته للحرب وسالت الدماء وتمت خسارة المعارك والاراضي تحت رايات التشدد المعتادة التي يحمل راياتها.. الصهاينة العرب! ”
هل ستنجح الظاهرة الجديدة – القديمة في حملة الإسكات؟ هل حقّا لم يتنبّه العرب في ظلّ صعود الجهاديين وتداعيات “الربيع العربيّ” التي تُسقط من الضحايا العرب أكثر بأضعاف ممّا سقط في كلّ الحروب مع إسرائيل مجتمعةً؟ يبدو أنّنا سنكتشف الإجابات على تلك الأسئلة في الجولة القادمة في غزة.
في خطوة غير مسبوقة كتب صباح اليوم رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين، والذي يعتبر أحد معارضي نتنياهو في قضية النووي الإيراني، مقالة في صحيفة “يديعوت أحرونوت” دعا فيها رئيس الحكومة إلى عدم الإفراج عن أسرى فلسطينيين مدّعيًا أنّ الحديث عن عدم قبول المساومة من أجل أيّ شيء، لأن ذلك سيُضعف قوّة الردع الإسرائيلية.
“في الأساس أنا أعارض بشدّة إطلاق سراح الإرهابيين تحت الضغوط أو تحت الابتزاز أو هجمات للمساومة… أعتقد حتى لو كان هذا القرار قانونيّا تمامًا من ناحية الحكومة، فإنّ تخفيف الضغط يضر بقدرة الردع لدولة إسرائيل، يبثّ الضعف، يثير هجمات مساومة أخرى، يقوّي البنى التحتية للإرهاب مجدّدا ويؤذي بشكل خطر مشاعر عائلات ضحايا الإرهاب والكثير من الشعب الإسرائيلي”، هكذا كتب ديسكين.
ويدّعي ديسكين في مقاله أنّ توقيت الدفعة الرابعة لإطلاق سراح الأسرى جاء في وقت غير مناسب بالنسبة لإسرائيل وحكومة إسرائيل، والتي تبدو وكأنّها تعمل بموجب الضغوط الأمريكية الخارجية التي تنتهك سيادة إسرائيل.
في قضية إطلاق سراح الأسرى من عرب إسرائيل أيضًا كجزء من الصفقة التي تشمل إطلاق سراح نحو 400 أسير، يعبّر ديسكين عن خطورة الأمر ويدّعي بأنّه لا يوجد مبرّر لإطلاق سراح الأسرى من عرب إسرائيل الذين اشتركوا في العمليات الإرهابية، لكونهم من مواطني دولة إسرائيل وليس دولة فلسطين وكل ضغط أو تدخّل خارجي لإطلاق سراحهم يمسّ بالشؤون الداخلية لإسرائيل.
أفراد عائلات الضحايا يتظاهرون ضد الافراج عن الاسرى امام بيت رئيس الحكومة الإسرائيلي (Yonatan Sindel/Flash 90)
ويقترح ديسكين بدلا من ذلك التفكير في حلّ أفضل لإسرائيل وأيضًا للسلطة الفلسطينية، حلّ يمكنه حسب رأيه أن يثبت استعداد الجانبين للتوصّل إلى اتفاق سياسي: “عملية تجميد الاستيطان – ولو مؤقّتًا – قد تكون ذات قيمة كبيرة في أعين الفلسطينيين، وأعتقد أنّه ينطوي على دبلوماسية ومنطق سياسي، خاصّة وأنّها عملية يمكن إلغاؤها في وقت لاحق، بخلاف إطلاق سراح الإرهابيين”.
وفي الوقت نفسه، أفادت مصادر فلسطينية لصحيفة الشرق الأوسط بأنّ رئيس السلطة الفلسطينية يطلب من الولايات المتحدة تحقيق اتفاق جديد لإطلاق سراح الأسرى حيث يتم في إطاره إطلاق سراح 1,200 أسير آخر.
ووفقًا للتقرير، فقد توجّه أبو مازن للأمريكيين في طلب تنفيذ اتفاق يتم في إطاره إطلاق سراح 1,200 أسير. يظهر في القائمة التي طلبها رئيس السلطة أيضًا أسرى بارزين، من حوكموا بالسجن مدى الحياة، نساء، أطفال ومرضى.
من المقرّر في هذه الأيام أن تتم الدفعة الرابعة من إطلاق سراح الأسرى، ولكن لا يبدو أنّ إسرائيل في هذه المرحلة تخطّط للإفراج عن السجناء. حيث قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أمس إنّ كلّ صفقة إفراج عن الأسرى ستتم، يجب أن تحقّق لإسرائيل “مقابل واضح” وألا تكون مقابل تمديد المفاوضات فحسب.
محمد الرميحي- إن أردت أن تكون موضوعيا إلى حد بعيد، فسوف تقف أمام الحراك الإيراني الأخير متسائلا، هل هو حراك يؤدي إلى تغيير في التوجهات السياسية الإيرانية بشكل شبه جذري تجاه الداخل والخارج، أم هو حراك تكتيكي لامتصاص ما تراكم من سوءات قامت بها الإدارة الإيرانية تحت قيادة أحمدي نجاد...
طارق الحميد- لا يكفي أن نراقب من أدان، ومن لم يدن، محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري، بل الأهم الآن هو أن نطرح السؤال التالي: هل انتهت خدعة الاعتدال في منطقتنا؟ نقول خدعة لأن نظرة بسيطة للخارطة العربية تثبت أن العنف هو النهج الأبرز في معالجة جل قضايانا