إن مهنة الصحافة ليست سهلة دائما. قد يجد الصحفي نفسه مرات عديدة في خطر على حياته، وخصوصا من يقوم بإعداد التقارير من مناطق الصراع في العالم. ولكن ليس من أرسِل ليعدّ التقارير من الجبهة يقع تحت الخطر فقط. ويمكننا أن نرى شاهدا على ذلك في قتل الصحفيَين الأمريكيَين في الأسبوع الماضي، أليسون باركر وآدم وورد.
لم يتم إرسالهما لإعداد التقارير من مناطق الحروب. فقد عملا في المجمل بمحطّة إخبارية محلية في فيرجينيا في الولايات المتحدة، ومع ذلك أطلق النار موظف سابق في هذه المحطة الإخبارية من مسافة صفر، عليهما.
ولكن آدم وورد وأليسون باركر فهما ليس أول من حصل له ذلك. ففي الأشهر الأخيرة فقط جرت عدة حوادث قتل صحفيين حول العالم، بعضهم لم يخرج من مكتب التحرير الذي عمل فيه. عام ،2014 قُتل نحو 74 صحفيًّا أثناء عملهم وقُتل 1100 منذ العام 1992.
في بداية شهر آب قُتل صحفيّ في أذربيجان في أعقاب منشور كتبه في الفيس بوك. وقد انتقد في المنشور كابتن فريق جابلا في السويد، جاويد حسينوف وكتب: “يحظر عليه اللعب في أوروبا لأنّه لا يعرف كيف يتصرّف”. كلّفه هذا المنشور حياته عندما هاجمه مجهولون وضربوه حتى الموت.
بعد عدة أيام من ذلك، في 11 آب، قُتل صحفي في البرازيل في بثّ حيّ، عندما داهم مسلّحان أستوديو الإذاعة الذي بُثّ منه برنامج الظهيرة المنتظم وأطلقا النار عليه حتى الموت. كان المذيع معروفا بتصريحاته القاسية ضدّ الفساد في البلاد. وقالت الشرطة بعد يوم من عملية القتل إنّه قد تم اعتقال كلا المشتبه بهما في التورّط بالفعل، ولكن لم يتم التعرّف على مطلقي النار أنفسهم ولم تُنشر أسماؤهم، بالإضافة إلى سبب القتل. منذ العام 2011 قُتل 16 صحفيّا في البرازيل بسبب عملهم وتصريحاتهم وفي غالب الحالات يُشتبه بالضلوع في القتل أيضًا مسؤولون في حكومة البلاد.
جرت حادثة قتل أخرى لصحفي في شهر شباط من هذا العام في تركيا. نو كوكلو، هو صحفي مستقلّ، معروف بمعارضته لسياسة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وقد لعب بالثلج مع أصدقائه في حي كاديكوي في إسطنبول. فأصابت إحدى كرات الثلج التي ألقاها خلال اللعب نافذة متجر لبيع التوابل. عندها خرج صاحب المتجر ومعه سكين وطعنه بقلبه. ومن ثم زعم أقرباء كوكلو أنّ صاحب المتجر طعنه بسبب آرائه المعروفة لدى الجمهور التركي.
الحدث الذي هزّ فرنسا: في كانون الثاني عام 2015 قُتل 12 شخصا وجُرح عشرة آخرون خلال عملهم في هيئة تحرير المجلة الفرنسية الساخرة “شارلي إيبدو”. وذلك بعد أن نشرت المجلة صورة كاريكاتورية اعتُبِرت منافية للإسلام. لذلك داهم مكاتب المجلة مسلّحان إسلاميان ملثّمان وأطلقا النار على الموظفين فيها حتى الموت.
ومن المعروف أن الصحفيين المعرّضين إلى تهديد يومي هم بطبيعة الحال الصحفيون الذين يتم إرسالهم إلى مناطق الحروب. وقد أعدَم تنظيم الدولة الإسلامية قبل عام الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف ومنذ ذلك الحين وهو مستمر في نشر إعدامات لصحفيين وعمّال إغاثة غربيين يصلون إلى مناطق الحروب.