عُرفت المنطقة الصناعية الإسرائيلية، “بركان”، في الضفة الغربية، الواقعة غرب جنوب مدينة نابلس، حيث وقعت عملية شنيعة نفذها شاب فلسطيني وأودت بحياة إسرائيلية وإسرائيلي، بأنها “واحة التعايش” بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين.
إذ يعمل في مصانع المنطقة التي تشهد ازدهارا منذ تأسيسها آلاف الإسرائيليين والفلسطينيين، وطالما عرضها الطرفان للعالم على أنها نموذج لنجاح التعايش الاقتصادي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. والمنطقة التي تضم أكثر من 100 مصنع، وتشغّل آلاف الفلسطينيين من القرى والمدن المجاورة، تحولت إلى جسر للسلام بالنسبة لكثير من الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتحدث مدير مصنع “ألون”، حيث وقعت العملية – المصنع يشغل 100 فلسطيني- إلى الإعلام الإسرائيلي، قائلا إنه مسؤول عن طاقم يضم 75 عاملا فلسطينيا وقال إنه بعلاقة جيدة مع العمال وهو يؤمن بالتعايش، لكن “العملية الشنيعة التي وقعت أمس هزّت الجميع ومست بالثقة التي بناها الطرفان”.
ووصف عامل فلسطيني يدعى معزوز، يعمل في المصنع، العلاقات بين العمال الفلسطينيين والإسرائيليين بأنها جيدة جدا. “يوجد في المصنع نحو 300 عامل فلسطيني وصاحب المصنع اعتاد أن يدعو العمال جميعا، إسرائيليين والفلسطينيين، إلى بيته كل سنة بمناسبة للاحتفال بعيد رأس السنة العربية الجديدة” قال للصحافة الإسرائيلية.
وأعرب عمال فلسطينيون أخرون في منطقة “بركان” تحدثوا لوسائل الإعلام الإسرائيلي عن غضبهم من العملية التي تجرح التعايش بين الطرفين، وقالوا إن الجميع يرغب بالهدوء والحفاظ على مصدر رزق، ووصفوا علاقاتهم بزملائهم اليهود بأنها جيدة.
ووصف إسرائيليون وفلسطينيون يعملون في مصانع المنطقة الصناعية التعايش في المكان بأنه مزدهر، إذ خففت الإجراءات الأمنية في المكان وصار دخول آلاف الفلسطينيين إلى المكان في غضون ساعة سهلا للغاية. وقد أقامت المصانع حفلات مشتركة ومباريات كرة قدم بين العمال. وطالما تباهى أصحاب المصانع بالرواتب التي يمنحوها للعمال الفلسطينيين والدعم الاجتماعي الذي يقدمونه لهم، وأنهم حلّوا ضيوفا في مناسباتهم.
ووصف رئيس المجلس الإقليمي شمرون، يوسي داغان، الذي يعرف المنطقة الصناعية جيدا بحكم وجود مكاتب المجلس فيها، على العملية بأنها قاسية جدا قائلا إن المكان يشغل نحو 8000 عامل، نصفهم فلسطينيين، وأضاف أن المكان جسر للتعايش في الضفة الغربية. “أرى اليوم هنا عربا ويهودا يبكون معا” وصف المشهد في المكان في حديث للصحافة الإسرائيلية.
وكانت العملية التي الفلسطيني أشرف نعالوة من قرية الشويكة الواقعة بالقرب من مدينة طول كرم، وعمره 23 عاما، أول عملية في المنطقة الصناعية. ووفق المعلومات التي كشفتها أجهزة الأمن الإسرائيلي، كان يملك تصريح عمل في المنطقة، وعمل في المصنع الذي نفذ به العملية لمدة 7 أشهر. ونشتر أجهزة الأمن شرائط فيديو لمنفذ العملية التقطتها الكاميرات المنصوبة في المكان، توثق نعالوة وهو يفر من المكان وبحوزته قطعة سلاح، بعد أن أطلق النار على إسرائيلي يعمل في المكان، وقيّد إسرائيلية شابة وأعدمها، وقام بإطلاق النار على إسرائيلية أخرى.