عالم السحر والشعوذة في إسرائيل ينكشف (Chen Leopold/Flash 90)
عالم السحر والشعوذة في إسرائيل ينكشف (Chen Leopold/Flash 90)

عالم السحر والشعوذة في إسرائيل ينكشف

ظاهرة السحر والتخلص من اللعنة في إسرائيل آخذة بالازدهار | بشكل مفاجئ، الظاهرة شائعة بشكل أساسي لدى من يصرحون أنهم ليسوا متدينين

تبدو القصة التالية كأسطورة، ولكنها حدثت حقا: في ذروة الحرب العالمية الثانية، عندما علمت إسرائيل بقتل يهود أوروبا وتقدّم جيش القائد الألماني، رومل، في شمال إفريقيا، طلب عدد من اليهود إزالة اللعنة، والانتصار على هتلر، والتصدي لجيش رومل قبل أن يصل إلى الحدود الإسرائيلية.

لهذا، خصص الجيش البريطانيّ طائرة لهؤلاء اليهود. فصعدوا إليها ومعهم دجاجات سوداء، وأحاطوا معها حدود إسرائيل عبر الجو. ثم، ذبحوها وأخرجوا دمها من جسمها. وهكذا بعد اعتقال جيش رومل في مصر، كان اليهود متأكدين أن السحر قد نجح، وأنه نجح في منع تعرض حدود إسرائيل للنازيين.

وتبدو هذه القصة غير واقعية، رغم أنها حدثت قبل أكثر من سبعين عاما. ولكن في يومنا هذا، في القرن الحادي والعشرين، ما زال الإسرائيليون يؤمنون بالساحرة السوداء.

وخُصصَ هذا الأسبوع لهذا الموضوع برنامج التحقيقات الشعبي الإسرائيلي اهتماما خاصا (“الوجه الحقيقي”، الذي يبث في القناة الإسرائيلية العاشرة). انضم مُقدّم البرنامج، أمنون ليفي، إلى مراسم التطهير، وتحدث مع الساحرات، السحرة الدينيون، طاردي الشياطين، وباحثين أيضا للاطلاع على الظاهرة عن كثب.

ولمزيد الدهشة، يتضح من الاستطلاع الذي أجري لصالح البرنامج أن أكثر من %50 من مواطني إسرائيل يؤمنون إلى حد معين بـ “الحسد”، ويؤمن أكثر من %30 باللعنة التي تثيرها الشتائم إلى حد معين، وأكثر من %20 يؤمنون أن الشياطين قادرة على التأثير في حياتهم. هناك معطى مثير للاهتمام يشير إلى أن معظم الأشخاص يؤمنون أنهم ليسوا متدينين بل يعرفون أنفسهم أنهم “محافظون” ويدير جزء منهم نمط حياة علمانيا تماما.

وفق أقوال الباحث الخبير في مجال الموضوع المتعلق بالبرنامج، ترتبط هذه العقائد بالتقاليد المعمول بها لدى عائلات هؤلاء الأشخاص. يعود مصدر الكثير من هذه العادات، مثل التخلص من الطاقات السلبية وطرد الشياطين، إلى شمال إفريقيا، ووصلت هذه العادات إلى إسرائيل مع وصول القادمين الجدد من المغرب، تونس، الجزائر، وليبيا. وفق أقوال الباحث، تُشعر هذه العقائد الأشخاص أنهم يسيطرون على مصيرهم، وتثير شعور التفاؤل: بدلا من أن يجلسوا دون أن يفعلوا عملا أيا كان فيما يتعلق بوضعهم، الآخذ بالتدهور، فهم يشعرون أنهم يسعون لتحسين الوضع.

ويشهد بحث سريع في متصفح جوجل عن كلمات مثل “التخلص من السحر”، و “التخلص من اللعنة”، أن “صناعة” السحر مزدهرة في إسرائيل، ويمكن العثور على عشرات بل مئات من الأشخاص الذين يدعون أنهم قادرون على طرد الأرواح، طرد الشياطين، والتخلص من الطاقات السلبية، بشكل يحسن حياة البشر تحسنا هاما. في عام 2017، يمكن العثور على أية طرق علاج تخطر في البال – بدءا من مراسم حرق الرصاص وكرة التبخير، مرورا بالتمائم التي تظهر عليها آيات توراتية، كريستال، دمى الفودو، وانتهاء بمراسم الدفن في الرمل، ورقصات ترانس على ضوء القمر. لمزيد العجب، يمكن العثور أيضا على أشخاص كثيرين يقسمون أن الساحرين قد أنقذوا حياتهم.

اقرأوا المزيد: 408 كلمة
عرض أقل
الكاهن النيجيري المشهور تي بي جوشوا (AFP)
الكاهن النيجيري المشهور تي بي جوشوا (AFP)

كبار طاردي الشياطين الإفريقيي في طريقه إلى إسرائيل

تثير محاولات قدوم الكاهن طارد الشياطين الإفريقي، الكاهن تي بي جوشوا، إلى إسرائيل غضبا عارما في أوساط جمعيات ومنظمات يهودية بعد أن أعلن أتباعه أنه سيترك نيجيريا قاصدا إسرائيل

في بداية شهر أيار، زار الكاهن النيجيري المشهور تي بي جوشوا (‏T.B.‎ ‎Joshua‏) إسرائيل. كانت زيارته مصيرية جدا بالنسبة للحكومة النيجرية: قرر الكاهن جوشوا نقل مركزه العالمي من نيجيريا إلى ضفاف بحيرة طبريا في إسرائيل.

يعتبر الكاهن جوشوا شخصية رئيسية في مجال السياحة في نيجيريا: فهو معروف كساحر كريزماتي مسؤول عن %60 من السياحة في نيجيريا. أثار قراره نقل مركزه العالميّ من نيجيريا إلى بحيرة طبريا في إسرائيل قلقا لدى الحكومة النيجيرية، فدعته إلى التراجع عن قراره والبقاء في موطنه.

إلا أن الكاهن المخضرَم، المعروف تحديدا بسبب قدراته الخارقة في طرد الشياطين من أرواح البشر، اتخذ قرارا مصيريا من حيث السلطات النيجيرية والإسرائيلية أيضا.

قضى جوشوا في رحم والدته 15 شهرا

يشارك نحو 40 حتى 50 ألف مؤمن في مراسم طرد الشياطين التي يجريها جوشوا في مركزه العالميّ في نيجيريا، أسبوعيًّا. يشاهد مئات الآلاف الآخرين عبر شاشات التلفاز في منازلهم المراسم المميزة لطرد الشياطين والبركات التي يوزعها الكاهن النيجري على مؤمنيه الذين يصلون إليه من كل أنحاء العالم. يدعي الكاهن أن في وسعه طرد الأرواح الشريرة والشياطين التي تدخل إلى أرواح البشر العاديين، بهدف زرع الدمار والتسبب بمشاكل كثيرة لديهم.

المركز العالميّ في نيجيريا لطرد الشياطين (AFP)
المركز العالميّ في نيجيريا لطرد الشياطين (AFP)

يقع المركز العالميّ التابع للكاهن في يومنا هذا في لاغوس. لا يدور الحديث عن كنيسة عادية وفيها صلبان وسائر الأدوات المقدسة الموجودة في كل كنيسة عادية. في الواقع، يدعى المركز الخاص بالكاهن “كنيسة المجمع” (‏Church Snagogue‏). وفق معطيات رسمية، يزور 6 من بين 10 أشخاص نيجيريا للمشاركة في مراسم “طرد الشياطين”.

وتشير السيرة الذاتية الخاصة بالكاهن جوشوا الساحر إلى أنه وُلِد قبل 54 عاما، بعد أن حملت به والدته لمدة 15 شهرا. منذ أن كان عمره سبعة أيام، حاول الشيطان إذائه للمرة الأولى. وفق شهادات الكاهن الساحر، فقد تعرض سقف منزله لضرر إثر انفجار في محجر قريب منه. فقد اجتاز الطفل جوشوا هذه الحادثة ومنذ ذلك الحين تعهد لمحاربة الشيطان. في شبابه جعل الكاهن الساحر كرهه للشيطان، استعراضا للتغلب على كل محاولة له لإحداث دمار لدى البشر. أصبح الكاهن بفضل هذه الاستعراضات نجما عالميا وبدأ يصل إليه الكثيرون من أنحاء العالم للحصول على بركته وطرد الشياطين.

https://www.facebook.com/tbjministries/videos/1468106096643495/

بالطبع، لا تنقص جوشوا الساحر الأموال وهو ينوي نقلها من نيجيريا إلى المركز العالمي الخاص به الذي سيقيمه في منطقة تابعة للمجلس المحلي في بحيرة طبريا. سيقدم معه المؤمنون والحُجاج المسيحيون والأموال الكثيرة التابعة للسياحة الدينية.

الحادثة المأسوية التي أدت إلى انتقال الكاهن إلى إسرائيل

لم ينجح جوشوا في التنبؤ بهدم أحد المنازل التابعة لكنيسته قبل ثلاث سنوات (في عام 2013). قُتِل فيها 115 شخصا، كان معظمهم من أفريقيا الجنوبية حيث حضروا للمشاركة في مراسم طرد الشياطين التي يقيمها.

مراسم طرد الشياطين التي يجريها جوشوا في مركزه العالميّ في نيجيريا:

https://www.youtube.com/watch?v=mK-p6MVgCu4

يعود سبب هدم المنزل وفق ادعاء جوشوا إلى أن طائرة غامضة حلقت في السماء قبل وقت قصير من انهيار المبنى وألحقت به ضررا وكان هذا بمثابة ضرر شيطاني. ولكن اتضح من التحقيق الرسمي من قبل السلطات في نيجيريا سببا بسيطا أخراً: لم تحصل الطوابق الثلاثة التي أضيفت إلى المبنى على تصريح بناء ولم تكن ذات أساس هندسي متين مما أدى إلى انهيار المبنى. فحُكم على جوشوا في نيجيريا بسبب إهمال فاحش وربما هذا هو أحد الأسباب التي أدت إلى أن ينقل جوشوا مركزه إلى إسرائيل، بلاد ولادة يسوع المسيح. في الوقت الراهن، يعود الموقف التحفظي السلبي من قبل بعض المنظمات والجمعيات اليهودية إلى أنها تخشى من أن يعمل الكاهن على إقناع المواطنين الإسرائيليين اليهود على اعتناق المسيحية.

أين اختفى 10 ملايين حجاج مسيحيين؟

موقع "قصر اليهود" القريب من أريحا (Flash90\Yaniv Nadav)
موقع “قصر اليهود” القريب من أريحا (Flash90\Yaniv Nadav)

تشهد قصة الكاهن جوشوا وبرامجه الكبيرة لنقل الكثيرين من أتباعه المسيحيين ومئات آلاف الحجاج سنويا إلى إسرائيل، وحتى إن شهدت قليلا، على تضييع الفرصة الكبيرة للسياحة الروحانية المسيحية في إسرائيل وعلى الصراع القاسي لشركات السياحة في إسرائيل وخارج البلاد للسماح للحجاج المسيحيين بزيارة الأراضي المقدّسة، التي عاش وصُلب فيها يسوع المسيح.

كم من الحجاج المسيحيين يزورون إسرائيل؟ زار موقع “المغطس” الذي يقع قريبا من بحيرة طبريا، في العام الماضي، 350 ألف مسيحي. وفق المعطيات، زار موقع “قصر اليهود” القريب من أريحا 343 ألف سائح مسيحي. قدر بعض وكلاء السفر الإسرائيليين الخبراء بمجال السياحية الخاصة بالمسيحيين أنه يصل إلى إسرائيل سنويا بين نصف مليون إلى 700 ألف مؤمن مسيحي في إطار سياحة الحجاج المسيحيين. ولكن لم يتحقق الاحتمال الكامن فعليا في هذه السياحة أبدا لأن كل وكلاء السفر في إسرائيل وخارج البلاد يعتقدون أن الاحتمال الحقيقي لقدوم السياح المسيحيين هو 10 مليون في كل سنة، على أقل تقدير.

سياحة الحجاج المسيحيين في البلاد المقدسة (Flash90\Miriam Alster)
سياحة الحجاج المسيحيين في البلاد المقدسة (Flash90\Miriam Alster)

أحد الأسباب المركزية لعدم تحقيق هذه الإمكانية السياحية – الروحانية هو طابع دولة إسرائيل اليهودي. إذ تخشى السلطات التي عليها الاهتمام بسياحة المسيحيين من دخول الكثير من المسيحيين مثلا من دول العالم الثالث، حيث تكمن فيه الإمكانية الأكبر لتطوير السياحة الروحانية إلى إسرائيل. يسود في دول إفريقيا وعي روحاني كبير ورغبة كبيرة في القدوم إلى إسرائيل. تكمن المشكلة الأساسية في جهاز منح تصاريح الدخول المعقدة التي فرضتها سلطات الهجرة الإسرائيلية على الزوار من العالم الثالث. هناك مثال آخر وهو عدم تسويق إسرائيل كموقع سياحي روحاني لملايين المؤمنين الأفارقة الأمريكيين في دول رئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وإذا حكمنا وفق ردود فعل الجمعيات والمنظمات اليهودية المتدينة في إسرائيل إزاء معرفة خبر محاولات الكاهن جوشوا لنقل مركزه الروحاني إلى بحيرة طبريا، فيمكن أن نفترض أن الكثيرين في الحكومة الإسرائيلية لن يكونوا راضين بشكل خاصّ إزاء سياحة الكثير من المسيحيين أيضا.

اقرأوا المزيد: 808 كلمة
عرض أقل
هل يجوز وفقًا لليهودية أو الإسلام التنبّؤ بالمستقبل؟ (Thinkstock)
هل يجوز وفقًا لليهودية أو الإسلام التنبّؤ بالمستقبل؟ (Thinkstock)

هل يجوز وفقًا لليهودية أو الإسلام التنبّؤ بالمستقبل؟

بحسب التوراة يحرم بشدّة الاشتغال بالسحر والتنبّؤ بالمستقبل وفي القرآن هناك تحذيرات صريحة من العرّافين. ومن المفارقات، أن القرآن والتوراة على حدّ سواء يُستخدمان من قبل العرّافين لهذا الهدف

في الآونة الأخيرة، ازدادت الحالات في الصحافة والإعلام والتي تتحدث عن سياسيين ورجال أعمال يستشيرون صوفيين وعرّافين بشأن عمل يتردّدون فيه أو قرار سياسي مصيري واجههم ويفترض أن يؤثر على جمهور كبير.

ولكن حتى الأفراد الذي يواجهون مشكلة كبيرة في حياتهم أو لا يعرفون إلى أين يتوجهون أو من يستشيرون قبل اتخاذ قرار مصيري في حياتهم يجدون “نافذة من السماء” فيستشيرون الصوفيين، السحرة والعرّافين.

قضايا الحبّ، العلاقات الرومانسية، أسئلة بخصوص العمل، تساؤلات في العمل بل ومواجهة الأزمات، الموت والكآبة: تشكّل جميع هذه القضايا أرضًا خصبة لازدهار أعمال المنجّمين، علماء الأعداد، السحرة والعرّافين.

والطرق كثيرة: بدءًا من القراءة بالقهوة، مرورا بالقراءة في كفّ اليد، التواصل مع عالم الموتى، قراءة القرآن أو التوراة، قراءة أوراق اللعب أو تفسير الأحلام.

ولكن كيف تتعامل كلا الديانتين التوحيديتين الأكبر في الشرق الأوسط، الإسلام واليهودية، مع كل ذلك؟

تحريم شديد في اليهودية

لاتجوز الشعوذة في الديانة اليهودية
لاتجوز الشعوذة في الديانة اليهودية

في التوراة، كما ذكرنا، هناك مجموعة من التحريمات الشديدة التي تتعلق جميعها بقضايا السحر، الشعوذة والعِرافة. كما هو معروف في (سفر التثنية 18: 10): “لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ. وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى”.

القاعدة الأساسية هي أن التوراة تقول بشكل صريح إنّ الإنسان المؤمن، أي اليهودي، لا يشتغل أو يستشير في قضايا السحر، العِرافة وحتى التنبّؤ بالنجوم.

توضح التوراة أنّ السحرة، والأشخاص الذين يشتغلون بالتواصل مع أرواح الموتى من أجل التنبّؤ بالمستقبل بل والسحرة ومن يقومون بالتعاويذ، يكون عقابهم، بحسب الشريعة اليهودية، الموت.

هناك مبدأ آخر في اليهودية استُمدّ منه طرد ومقاطعة العرافين، المتواصلين والمنجّمين وهو مبدأ يقرّر أنّه تقريبًا كل ما يمكن تحقيقه عن طريق القداسة، يمكن تحقيقه عن طريق الدَّنَس أيضًا. أي أنه على الشخص الذي يستشير عرّافا أو قارئا في القهوة أن يفكر بينه وبين نفسه إذا ما كان يريد انتهاك الأمر الإلهي أم انتظار وقت الخلاص.

ويوضح مفسّرون للشريعة اليهودية أنّه على سبيل المثال فإنّ المعلومات التي تم الحصول عليها عن طريق التواصل مع عالم الموتى، مثل جلسات استحضار الأرواح، هي معلومات ليست جيّدة، منحرفة، لأنّ القوى السلبية تضلّل السائل من أجل الاستشارة أو التوجيه.

ومع ذلك هناك عدة طرق في اليهودية

هل يجوز وفقًا لليهودية أو الإسلام التنبّؤ بالمستقبل؟ (Thinkstock)
هل يجوز وفقًا لليهودية أو الإسلام التنبّؤ بالمستقبل؟ (Thinkstock)

رغم أنه لا يمكن لأي شخص أن يعرف المصير ولا يمكن معرفة المستقبل عبثًا وإنما فقط “التشاور” مع الخبراء وأصحاب العلم عندما نكون على مفترق طرق.

فإنّ التوراة تسمح بالتشاور مع الحاخامات وعلماء الدين ذوي الخبرة العميقة بكلام الله من أجل توجيه المؤمنين.

إحدى الطرق هي السؤال عن المصير. ومن أجل القيام بذلك يقترح الحاخامات على المؤمن اليهودي المتردّد بخصوص قرار مهم أو توجيه في الحياة، أن يمسك بيده التوراة، وأن يسأل السؤال وبعد ذلك أن يفتح الكتاب المقدّس في صفحة معينة. وستظهر الإجابة عن السؤال في السطر الأول في الصفحة اليمنى.

وهناك طريقة أخرى وهي صلاة خاصة. في هذه الصلاة الخاصة هناك أيضًا جدول من 117 مربّعا، وفي كل مربّع حرف واحد، وهناك 117 إجابة بحسب الأحرف. يصلي الشخص صلاته، يسأل السؤال، يضع إصبعه بشكل عفوي على أحد المربّعات، ويفحص على أي المربعات وضع يده، ويجد الإجابة في صفحة الإجابات.

ظاهريا يبدو هذا مناقضا للكلام الصريح في التوراة والذي لا يجوز بحسبه الاشتغال بالعِرافة، ولكن يوضح علماء الدين أنّه لو تم القيام بالأمر بقداسة كاملة وبعد استشارة رجال الدين فذلك ليس محظورا. ويَحرُم على الأشخاص الذين يريدون أن يعرفوا مثلا متى سيتزوجون أو كم سنة سيعيشون، أن يستشيروا السحرة أو العرّافين، ولكن إذا كان الإنسان يواجه قرارا مصيريا في حياته قد يؤثّر عليه وعلى من حوله ويحتاج إلى توجيه يمكنه استشارة الحاخامات بذلك بل والصلاة بصدق وخشية أمام ربّه.

تحريم شديد في الإسلام

لاتجوز الشعوذة في الإسلام
لاتجوز الشعوذة في الإسلام

جاء بيانا مفصلا وموضحا في الإسلام والقرآن عن أحوال السحر، ابتداء من حكم تعليمه للناس، وحكم من أراد تعلمه، وأن السحر له تأثير له على الواقع مما قد يفرق بين الزوجين، وأنه لا يؤثر بنفسه استقلالا، وأنه معدوم الفائدة مطلقا، وأن السحرة لهم عذاب شديد يوم القيامة‏‎.‎‏

كما كتب في‏‎ ‎‏سورة البقرة‏‎:‎‏‏‎ ‎‏ ‏‎ ‎‏وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ‏‎ ‎‏‏‎.‎‏‏‎ ‎‏

ففي هذه الآية، يقول العلماء، أثبت الله كفر الشياطين بتعلمهم الناس السحر، ثم بين أنه بمجرد تعلمه يكفر سواء عمل به وعلَّمه أو لا. كما ويشدد الإسلام أن السحرة ليس لهم نصيب ولاحظ في الآخرة، لأن الإيمان قد انتفى عنهم.

في السنوات الأخيرة هناك المزيد والمزيد من المسلمات اللواتي يشتغلن في هذا الموضوع ويحاولن أن يفهمن كيف يتعاملن مع علماء الأعداد، المنجّمين، العرّافين والسحرة. من الواضح أنّه بحسب الشريعة الإسلامية هناك قواعد دقيقة تناقش كل واحد من هذه الأعمال. في بعض الحالات تأمر الشريعة بعقوبة الموت لمن يتم الإمساك بهم وهم سحرة يمارسون السحر من أجل إيذاء الناس الآخرين أو من أجل التواصل مع عالم الموتى. في بعض تلك البلدان، التي تعتبر الشريعة الإسلامية فيها أساس الدستور (السعودية)، يناقش العديد من القضاة مسألة شدّة العقوبة وكيف يمكن تنفيذها.

الخمسة تستخدم كتعويذة لدرء الحسد والسحر(Thinkstock)
الخمسة تستخدم كتعويذة لدرء الحسد والسحر(Thinkstock)

ولكن بصرف النظر عن الشأن الديني، يبدو أنّه قد بدأت تُبنى في العالم العربي تحديدًا مراكز روحية، يتدفق إليها الناس الذين يواجهون ضائقة نفسية ويبحثون عن حلول من خلال كشف المستقبل أو تحضير السحر. إحدى هذه البلدان التي تصدّرت العناوين مؤخرا هي العراق. بسبب الأزمات الاقتصادية القاسية واليأس المستمر من الحرب الطويلة، نشأت في مدينة بغداد “مراكز توجيه” للعِرافة.

لدى دخولكم إلى هذه المراكز ستجدون عددا غير قليل من اللافتات على نمط “المعالج الروحاني… يعالج بالسنة والقرآن”، إلى جانب هذه الكلمات ستجدون أرقام هواتف الاتصال.

ويظهر في موريتانيا، وهي إحدى البلدان الإسلامية الفقيرة، العديد من القصص حول “شيوخ” يضربون بشدّة رجالا أو نساء تم الاشتباه بأنّهم سحرة أو مجانين، مع قراءة آيات من القرآن. في العديد من الحالات يظهر “المرضى” كمرضى نفسيين يحتاجون إلى العلاج النفسي الملائم.

في كانون الثاني عام 2004، صدمت المجتمع الفلسطيني حادثة قتل مروّعة. قتل أحد سكان الخليل زوجته وأبناءه الأربعة بسكين بعد أن اشتبه بأنهم مسحورون.

وفي حالات أخرى ملائمة لأيامنا هذه، حدث على سبيل المثال أنّ مقاتلي داعش أعدموا امرأتين بقطع رأسيهما في مدينة دير الزور شمال شرق سوريا.

الفلوكلور العربي مليء بالتعامل مع الجنّ؛ وهي مخلوقات غامضة يمكنها أن تكون جيّدة أو سيّئة. يدّعي بعض العرّافين في الشرق الأوسط أنّ لديهم علاقة مباشرة مع الجنّ وأنّهم يستطيعون دعوته من أجل العثور على أشياء فقدتموها أو أن يقولوا إذا كان أحبّاؤكم يخونونكم.

يحذّر القرآن، كما أوضحنا، الناس من العرّافين، ولكن وللمفارقة فإنّ الكتاب الأكثر قداسة لدى المسلمين يُستخدم تماما لهذا الهدف. يستخدم بعض الصوفيين والمنجّمين أرقاما من القرآن (أرقام الآيات على سبيل المثال) من أجل التنبّؤ بأحداث عالمية مثل الهزات الأرضية أو الحروب.

اقرأوا المزيد: 1060 كلمة
عرض أقل