نتنياهو (Hadas Parush/Flash90)
نتنياهو (Hadas Parush/Flash90)

الشاباك: أحبطنا مخططا فلسطينيا للاعتداء على نتنياهو

قال جهاز الأمن العام إنه اعتقل 3 فلسطينيين أحدهم من مخيم شعفاط، تلقوا توجيهات من سوريا، خططوا لتنفيذ اعتداءات ضد مواقع وشخصيات إسرائيلية مرموقة

05 يونيو 2018 | 12:16

كشف إعلام جهاز الأمن العام، الشاباك، اليوم الثلاثاء، أنه أفلح في إحباط مخطط للاعتداء على مواقع إسرائيلية وشخصيات مرموقة أبرزها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس بلدية القدس، نير بركات.

وقال الشاباك إن قواته اعتقلت 3 فلسطينيين ينتمون إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بدأوا التخطيط للاعتداءات بعد أن تلقوا توجيهات من نشطاء في سوريا. وكشف جهاز الأمن أن أحد المعتقلين هو محمد جمال رشدة، عمره 30 عاما، من مخيم شعفاط في شرقي القدس، يحمل هوية إسرائيلية.

وأضاف بيان الشاباك أن الشاب الفلسطيني خطط لتنفيذ عمليات ضد مبانٍ تابعة للقنصلية الأمريكية وضد ممثلين كنديين في القدس يقومون بتدريب عناصر تابعة للسلطة الفلسطينية.

اقرأوا المزيد: 98 كلمة
عرض أقل
شرطي إسرائيلي مع أطفال مخيم شعفاط
شرطي إسرائيلي مع أطفال مخيم شعفاط

موجة لطافة القوى الأمنية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين

لماذا صافح شرطيون إسرائيليون أطفال مخيم شعفاط مصافحة الأصدقاء، ولماذا ألقى الجنود الإسرائيليون في الشهر الماضي على الفلسطينيين في المعابر الحدودية تحية "رمضان كريم"؟

احتفل المسلمون في الأسبوع الماضي بعيد الفطر، وقفز الأطفال الفلسطينيون في مخيم شعفاط القريب من القدس على ألعاب مجانية تعمل بواسطة النفخ، حيث قدمتها لهم بلدية القدس وفق الشائعات. ظهر في موقع الألعاب القابلة للنفخ شرطيان. إلا أن هذين الشرطيين لم يحضرا لاعتقال المتهمين ولا لفرض الغرامات. لمزيد دهشة الأطفال وذويهم، فقد صافح الشرطيان الأطفال مصافحة الأصدقاء والتقطا صورا معهم.

هناك حالة أخرى، حدثت في شهر رمضان، تشير هي أيضا إلى تغيير يجتازه أفراد القوى الأمنية وإلى تغييرات في تعاملهم مع الفلسطينيين. دُهِش الفلسطينيون سكان الضفة الغربية الذين اجتازوا كالمعتاد المعابر الحدودية الإسرائيلية في شهر رمضان عندما سمعوا الجنود يهنئونهم قائلين “رمضان كريم”. حتى أن القادة قد أرشدوا جنودهم الذين يعملون في الضفة الغربية أن يتوجهوا إلى الفلسطينيين الذين يجتازون المعابر وأن يستقبلوهم قائلين بالعربية: “مرحبا” وأن يودعوهم قائلين “مع السلامة”.

ولكن إضافة إلى أفراد الإدارة المدنية بدأ الضباط الإسرائيليون في الضفة أيضا بالقيام بأعمال خارج نطاق وظيفتهم العملية. لقد بدأوا بمساعدة الفلسطينيين على تحسين الإضاءة في شوارع القرى، الاعتناء بالحالات التي تشكل ضررا على الأمان، وحتى أنهم أقاموا غرف لياقة بدنية في مخيّمات اللاجئين.

لم يظهر حسن النية المفاجئ صدفة. لقد جاء بناء على فهم أفضل من قبل أفراد الجيش للوضع. كلما  أصبحت تعرف قوات الجيش بشكل أفضل السكان المدنيين الفلسطينيين، أصبحت تعرف أن نسيج الحياة يشكل عاملا هاما للحفاظ على كلا الجانبين. فمن جهة الفلسطينيين – هذه الحياة خاصة بهم وأما من جهة الإسرائيليين فكلما كانت ظروف الفلسطينيين أفضل يسود الأمن في إسرائيل أكثر.

لقد خمدت نيران موجة العُنف الأخيرة، التي بدأت عام 2015. هذا دليل قاطع على أن “حرب اللطافة” تأتي بثمارها. بين الفينة والأُخرى، تتحدث نشرات الأخبار عن عملية مروعة، ولكن انخفضت وتيرة العمليات وخطورتها في السنة الماضية.

أدى الانخفاض في العنف المستمر إلى أن يقترب ضباط الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية من السكان الفلسطينيين وأن يتعرفوا إلى ضائقاتهم وطموحاتهم. تفاجأ جزء من الضباط عندما اكتشفوا أن السكان الفلسطينيين رغم الشعارات والتصريحات الوطنية، قلقين أكثر من ظروف حياتهم مقارنة بالصراع والاحتلال.

أقام الكثير من الضباط علاقات مع شخصيات في المجتمَع المدني الفلسطيني. لا، لا يدور الحديث عما يُعرف بـ “المتعاونين”. لم يعد يعتبر الحديث مع ممثلي الجيش في جزء من المناطق في الضفة الغربية تطبيعا أو خيانة. أصبح التعاون مع الجيش حول مواضيع خاصة بالسكان مثل البنى التحتية ومشاكل ذات صلة بالأمان جزءا يفرضه الواقع ويخدم الفلسطينيين بشكل أساسيّ.

اقرأوا المزيد: 367 كلمة
عرض أقل
اكتشاف آثار تاريخية عمرها 7000 سنة في القدس (سلطة الآثار الإسرائيلية)
اكتشاف آثار تاريخية عمرها 7000 سنة في القدس (سلطة الآثار الإسرائيلية)

اكتشاف آثار تاريخية عمرها 7000 سنة في القدس

علماء الآثار يكشفون عن اكتشافات تشهد على وجود بلدة من الألفية الخامسة قبل الميلاد قرب بلدة شعفاط شمال القدس. مديرة الحفريات: "هذه معلومة إضافية ومهمة بشكل ملحوظ حول دراسة تاريخ المدينة"

منذ متى قائمة مدينة القدسُ؟. لقد كشفت اكتشافات أثرية مهمة وجديدة عن أدلة على وجود حياة في منطقة المدينة قبل 7,000 عام، أي فترة الألفية الخامسة قبل الميلاد تقريبا. خلال الحفريات الأثرية التابعة لسلطة الآثار قبل بناء شارع في حيّ شعفاط شمال المدينة اكتُشفت بقايا بلدة قديمة من العصر النحاسي.

بدأ الإنسان في العصر النحاسي، للمرة الأولى، باستخدام أدوات مصنوعة من النحاس  إلى جانب استخدام أدوات مصنوعة من الحجر، ومن هنا جاء اسم هذا العصر.

اكتشاف آثار تاريخية عمرها 7000 سنة في القدس (سلطة الآثار الإسرائيلية)
اكتشاف آثار تاريخية عمرها 7000 سنة في القدس (سلطة الآثار الإسرائيلية)

كُشِف في الحفر عن مبنيين سكنيّين حُفظت بقاياهما جيّدا، وظهرت على أرضيّتهما مرافق بالإضافة إلى أدوات فخارية، أدوات صوّانية ووعاء بازلتي، وهي أدوات كانت تُميّز تلك الفترة. وتشهد مراحل بناء وصيانة المبنيين على أنّهما استُخدما لفترة طويلة.

قال الدكتور عمري برزلاي، رئيس قسم عصور ما قبل التاريخ في سلطة الآثار، إنّ هذه الاكتشافات هي الأولى من نوعها في هذه المنطقة، وأضاف قائلا: “للمرة الأولى نكتشف هنا بقايا مهمّة منذ 7000 عام”.

وقالت مديرة الحفريات من سلطة الآثار، رونيت لوفو: “مع انتهاء الحفريات في شعفاط، من الواضح تماما أنّه في أراضي القدس القديمة نشطَت بلدة كانت متمكنة وقوية. إنّ المباني التي اكتُشفت لا تنخفض عن مستوى البناء المقدسي بعد ذلك بآلاف السنين”.

اكتشاف آثار تاريخية عمرها 7000 سنة في القدس (سلطة الآثار الإسرائيلية)
اكتشاف آثار تاريخية عمرها 7000 سنة في القدس (سلطة الآثار الإسرائيلية)

وأضافت لوفو: “تشهد هذه الاكتشافات الرائعة من حجارة الصوّان، على طبيعة المهن التي عمل فيها سكان البلدة في عصور ما قبل التاريخ: المناجل الصغيرة التي حصدوا فيها الحبوب، الأزاميل والفؤوس المصقولة التي استُخدمت للبناء، الخرّامات والمخارز، وحتى الخرز المصنوع من الحجارة الكريمة، والذي يشهد على وجود صناعة المجوهرات أو على الاستيراد”.

اكتشاف آثار تاريخية عمرها 7000 سنة في القدس (سلطة الآثار الإسرائيلية)
اكتشاف آثار تاريخية عمرها 7000 سنة في القدس (سلطة الآثار الإسرائيلية)
اقرأوا المزيد: 232 كلمة
عرض أقل
الشرطة الإسرائيلية تقيم حواجز لعزل الأحياء الفلسطينية في القدس عن الأحياء اليهودية (Flash90/Yonatan Sindel)
الشرطة الإسرائيلية تقيم حواجز لعزل الأحياء الفلسطينية في القدس عن الأحياء اليهودية (Flash90/Yonatan Sindel)

هل ستؤدي موجة العُنف المتصاعدة إلى تقسيم القدس فعليّا؟

"القدس الموحّدة"، هو لقب تم نسبه إلى عاصمة إسرائيل. ولكن في الواقع هل هي حقّا موحّدة، هل قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي بقيادة نتنياهو، حول فرض حصار على الأحياء الفلسطينية، لا يقسّمها في الواقع؟

في هذه الأيام، التي تعود مدينة القدس مجدّدا لتتصدّر العناوين في أعقاب موجة شديدة من عمليات طعن ودهس المواطنين اليهود من قبل شبّان فلسطينيين، يتعالى الكثير من الأصوات التي تدعوا إلى الانفصال التامّ عن القدس الشرقية، “قدس الفلسطينيين”.

تُطرح في وسائل الإعلام ادعاءات عديدة حول كون الشعارات التي تبنّاها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، منذ صعوده إلى الحكم عام 1996 “القدس موحدة لأبد الآبدين” و “بيريس سيقسّم القدس”، فارغة من مضمونها لأنّه في الواقع لم يكن شطرا القدس موحّدين (شرقي وغربي المدينة). رغم أنّ كلا هذين الشطرين قد أقاما منذ نهاية حرب الأيام الستة (1967) علاقات تجارية واختلاط سكاني بشكل أو بآخر، ولكن في الواقع فإنّ الأحياء الشرقية للمدينة بقيت بين أيدي الفلسطينيين، بينما بقيت الأحياء الغربية للمدينة بين أيدي الإسرائيليين.

إنّ مسألة توحيد أو تقسيم المدينة تُطرح مجددا على خلفية قرار حكومة نتنياهو بإقامة “تيجان التنفس” في الأيام الأخيرة عند مخارج الأحياء الفلسطينية في شرق المدينة، وذلك من أجل تقليل مخاطر خروج عمليات طعن أو دهس الى غرب المدينة. وهي عمليات قد أودت بحياة 7 إسرائيليين وعشرات الجرحى حتي الأن.

تأهب أمني في الأحياء الفلسطينية في القدس (Flash90/Hadas Parush)
تأهب أمني في الأحياء الفلسطينية في القدس (Flash90/Hadas Parush)

في مقال نقدي ثاقب في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، كتبت المحلّلة الكبيرة سيما كدمون مقالا تحت عنوان “خطّة التقسيم”. قالت في المقال إنّه “يجب أن نسمي الولد باسمه: نتنياهو يُقسّم القدس. والشعار الذي يرافق الحملات الانتخابية منذ 1996، الذي ورد تحذيرا بحسبه أن زعماء اليسار سيقسّمون القدس، أصبح هذا الأسبوع واقعا، فقط مع فارق صغير جدا: زعيم الليكود (نتنياهو) هو الذي يفعل ذلك”. وأوضحت كدمون أنّ حقيقة قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية لإقامة “تيجان التنفس” شرق المدينة لفحص الداخلين والخارجين يشكل في الواقع إقامة “محطات حدودية تقسّم المدينة إلى شرق وغرب، إلى قدس الإسرائيليين وقدس الفلسطينيين”.

وتتساءل كدمون في المقال “كم من الإسرائيليين رأوا ذات مرة أمام أعينهم شعفاط، قلنديا، جبل المكبر أو صور باهر، وماذا يعرفون عن هذه الأماكن سوى أنه قد خرج منها في السنوات الأخيرة منفّذي العمليات الفرديين ؟”.

صحيفة “هآرتس” أيضًا منشغلة في هذه الأيام بمسألة “خدعة: القدس مدينة موحّدة”. في تحليل اقتصادي عميق للنتائج التدميرية التي قد تعقب قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر بإقامة “حواجز بين شطري المدينة” يتبين أن شعور الطوارئ والغضب الذي حلّق في الأجواء قد ألزم رئيس البلدية، (نير بركات) والوزراء بتوفير إجابات. لقد كانت الإجابة الأولى التي طرحت على جدول الأعمال، فيما يتعلق بفرض حصار على أحياء القدس الشرقية، ربّما الإجابة الأسوأ مما يمكن إيجاده. ليس فقط أنه لا يمكن الفصل بين شطري المدينة بضربة واحدة، وبالتأكيد ليس بالشكل الذي سيمنع الفلسطينيين الذين يريدون تنفيذ عملية من الانتقال من جانب إلى آخر، وليس فقط أن هذا قبول بوهم توحيد القدس؛ وإنما ستكون آثار تدميرية على شطري المدينة لخطوة كهذه”. وأضاف في تحليله أيضًا “يعمل نصف العمال في القدس الشرقية تقريبا في غرب المدينة أو في مناطق أخرى في إسرائيل. في غرب المدينة وحدها، يعمل 35 ألف فلسطيني من القدس الشرقية. أي أن 35 ألف أسرة فلسطينية تعتمد على العلاقات الاقتصادية بين شطري المدينة”.

هل يمكن تقسيم القدس بين شرقها وغربها ؟ (Flash90)
هل يمكن تقسيم القدس بين شرقها وغربها ؟ (Flash90)

“إنّ اعتماد القدس الشرقية في كسب الرزق على غرب المدينة واضح، ولكنّه ليس في اتجاه واحد. إنّ النسبة التقريبية للعمال في شرق المدينة في قطاعات اقتصادية معيّنة تجعل من غير الممكن الاستغناء عنهم، وبالتأكيد ليس على الفور. إنّ موظّفي القدس الشرقية هم 75% من موظّفي الفنادق في المدينة، 65% من العمال في قطاع البناء، 52% من الموظفين في المواصلات، 29% من العمّال في قطاع الصناعة و 20% من الموظفين في قطاعات الصحة والرفاه. وقد حدث في السنوات الماضية أيضًا ارتفاع في عدد الموظّفين في المبيعات والخدمات. وهكذا سيؤدي حصار القدس الشرقية إلى أزمة اقتصادية فورية وشديدة في كل المدينة”.

وتساءلت صحيفة “معاريف” أيضًا عن مستقبل “المدينة الموحّدة”. كتب المحلّل شالوم يروشالمي في مقالة تحليلية تحت عنوان “موجة الإرهاب ستؤدي إلى الانفصال عن القدس الفلسطينية؟”: “هذا الحصار، بالإضافة إلى أحداث أخرى، يسلّط الضوء على القدس، المدينة التي تم إهمالها من قبل الدولة والمجتمع الإسرائيلي منذ حرب الأيام الستة، حتى دخولها في طريق مسدود. فجأة نهض الجميع وكشفوا أنّه يعيش في هذه المدينة نحو 350 ألف فلسطيني، أي نحو 40% من سكان المدينة، وأدرك الجميع فجأة أنّ جدار الفصل قد دفعهم غربًا وإذا أرادوا فقط، فسوف يضعون البطاقات في صناديق الاقتراع بدلا من إلقاء الحجارة وسيأخذون رئاسة البلدية بسهولة، وكما أدرك الجميع فجأة أن هذه المدينة لم تتوحّد أبدا، وإنما خلطنا فيها فقط مجموعتين سكانيّتين، تعتمدان على بعضهما البعض ولا يمكنهما الانفصال”. يقول يروشالمي إنّه ينبغي الانفصال عن بعض الأحياء الفلسطينية في شرق المدينة وليست هناك لذلك، بحسب رأيه، معارضة في أوساط الشعب الإسرائيلي، وذلك بخلاف موقف السياسيين وحكومات اليمين في السنوات الأخيرة.

اقرأوا المزيد: 708 كلمة
عرض أقل

السفر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القطار الخفيف في القدس

مجرد سفرة قصيرة في وسيلة النقل المشتركة الوحيدة بين العرب واليهود في القدس كفيلة بكشف بوادر البركان الحي تحت المدينة

هنالك طريقة واحدة لتمييز الفقراء والمساكين بين ركاب القطار الخفيف في القدس، وهي أكياسهم البلاستيكية. فهم يحملون فيها الفواكه والخضراوات التي اشتروها من السوق، ثياب رخيصة، علب السجائر، دفاتر وكتب دينية. إن المشترك في محنهم وتعبهم خلال اليوم العصيب لراكبي القطار الخفيف، عربًا كانوا أم يهودًا، هو الأكياس.

محطة القطار الخفيف في القدس (Miriam Alster/FLASH90)
محطة القطار الخفيف في القدس (Miriam Alster/FLASH90)

منذ افتتاحه عام 2011، يُعتبر القطار الخفيف واحدًا من وسائل النقل الوحيدة في القدس التي تخدم السكان اليهود والعرب بشكل مشترك، ويمر بين الأحياء العربية واليهودية على حد سواء.

بما يخص الحافلات، فهنالك نوعان من أنظمة المواصلات العامة المنفصلة، واحدة للأحياء اليهودية وأخرى للعربية. يستخدم الكثير من العرب خدمات الحافلات الإسرائيلية لتوصلهم من بيوتهم إلى مركز المدينة، فإن خطوط هذه الحافلات لا تدخل إلى أحيائهم.

ولكن القطار الخفيف يختلف في ذلك، فهو يسافر من حي بيت هاكيريم اليهودي، مارًا بمركز المدينة والحد الفاصل بين غرب المدينة وشرقها، مكملًا طريقه إلى حي شعفاط الفلسطيني، ثم عودةً للمنطقة اليهودية في حي بسغات زئيف.

أستقل القطار في المحطة المركزية في القدس متجهًا شرقًا. في ساعات الظهيرة هذه، تختنق المقطورة بالازدحام، يهود متدينون في الغالب. يصعب إيجاد مكان للوقوف براحة وبثبات في حين ينطلق القطار باتجاه شارع التوريم المليء بالعيادات، ويستقبل من  يعطس ويسعل من العائدين من زيارة الطبيب. ومن هناك نكمل طريقنا لمحطة سوق محانيه يهودا، ويقل الضجيج كلما قلت عربات المشتريات. ويمكننا الجلوس.

محطة القطار الخفيف في القدس (Nati Shohat/Flash90)
محطة القطار الخفيف في القدس (Nati Shohat/Flash90)

وقدمًا، إلى ساحة “دفيدكا”. دفيدكا هي نوع من القذائف المستخدمة من قبل القوات الإسرائيلية في حرب 1948، وكانت واحدة من أسباب الانتصار اليهودي والهزيمة الفلسطينية. يتعجب العديد من السياح عند سماعهم بأن المقدسيين قد أطلقوا اسم آلة قتل على ساحة، لكن في هذه المنطقة من العالم التي نحيا بها، لا يثير الاسم أي استهجان.

وقدمًا، إلى ساحة “دفيدكا”. دفيدكا هي نوع من القذائف المستخدمة من قبل القوات الإسرائيلية في حرب 1948، وكانت واحدة من أسباب الانتصار اليهودي والهزيمة الفلسطينية

يعج مسار القطار الخفيف في القدس بأسماء كهذه: طريق نركيس، تيمنًا بالجنرال الإسرائيلي عوزي نركيس، الذي قاد احتلال شرقي القدس عام 1967، محطة يكوتيئيل أدم، نسبةً للجنرال الإسرائيلي الذي قُتل على أيدي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عام 1982، شارع موشيه ديان في حي بسغات زئيف، على اسم رئيس الأركان ووزير الدفاع في السابق، ومحطة باسم “دورية دوخيفت” واحدة من القوات العليا في الجيش الإسرائيلي، في الجهة الشمالية للحد تقع محطة “سلاح الجو”، وهي فخر للجيش الإسرائيلي، وفي الجهة الجنوبية: جبل هرتسل، حيث تقع المقبرة الوطنية الإسرائيلية، والتي دُفن فيها آلاف الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا خلال 67 عامًا من قيام الدولة.

ساحة "دفيدكا" في القدس (Miriam Alster/FLASH90)
ساحة “دفيدكا” في القدس (Miriam Alster/FLASH90)

 

بالنسبة للركاب اليهود، فيبدو الأمر طبيعيًا بأن لا يلاحظوا تميُّز هذه الأسماء. أما بالنسبة للركاب العرب، فيبدو أنهم مشغولون بشؤونهم اليومية، وهم أيضًا لا يلاحظون ذلك.

وكتبت على العديد من الجدران في شعفاط عبارة: “احذروا خطف الأطفال”، تذكيرًا بخطف، قتل وحرق جثة الطفل محمد أبو خضير

أستمع لحديث راكب فلسطيني يجلس خلفي: “انشالله بعد بكرة يجي الشيك ‏5000‏ شيكل عشان يغطيه”. ويفقد صبره حين لا يفهم محاوره كلامه: “لا لا، ما الهاش اشي، بدنا نخلص الموضوع ونرتبه. الزلمة قال لي هذا مصاريه، قلت له شو مصاريك، شفت علي كيف”؟ وينزل الرجل في محطة “غفعات هتحموشيت” (موقع آخر من معارك حرب عام 1967) وحينها أتوقف عن سماع الحديث.

"احذروا خطف الأطفال"
“احذروا خطف الأطفال”

نكمل طريقنا، إلى الشارع الرئيسي في حي شعفاط. في ساعات الظهيرة هذه، ذات القطار المزدحم في منطقة المحطة المركزية، قد فرغ تقريبًا ومعظم الركاب الباقين هم سكان شعفاط وبيت حنينا، أو بعض المسنين المقيمين في بسغات زئيف. وكتبت على العديد من الجدران في شعفاط عبارة: “احذروا خطف الأطفال”، تذكيرًا بخطف، قتل وحرق جثة الطفل محمد أبو خضير.

"احذروا خطف الأطفال"
“احذروا خطف الأطفال”

أنزل في محطة شعفاط، وأجد لوحًة تذكاريًة تصور المكان الدقيق حيث خُطف أبو خضير. يبدو المكان مهجورًا، على الرغم من كونه محورًا مركزيًا

أنزل في محطة شعفاط، وأجد لوحًة تذكاريًة تصور المكان الدقيق حيث خُطف أبو خضير. يبدو المكان مهجورًا، على الرغم من كونه محورًا مركزيًا. من الصعب التخيّل كيف باستطاعة ثلاثة من اليهود أن يقوموا بكل سهولة بإيقاف سيارتهم وإدخال الطفل إليها. من الصعب التصوّر حتى كيف لفعل قذر كهذا يمكن أن يحدث.

المحطة التالية، عند مدخل بيت حنينا، مهجورة تمامًا. يقف هنالك اثنان من رجال الأمن المسلحين ويتبادلان الحديث. وأحاول الاستماع لأستوعب شيئًا ما من حديثهما وأفاجأ حين أكتشف أنهما يتحدثان العربية- يبدو أنهما من الدروز أو البدو الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي.

وخلافًا لمحطات الأحياء الإسرائيلية، فليست هناك في الأحياء الفلسطينية أية لافتات تعرض الساعة وفي أي وقت سيصل القطار التالي. ويعود السبب في ذلك إلى تدمير المحطات خلال أعمال الشغب التي حدثت في الأشهر الماضية في القدس. فقد قام شبان فلسطينيون بتدميرها كليًا، كسروا اللوحات الزجاجية والشاشات وأضرموا النار في آلات بيع التذاكر. لكن عدا عن هذه العلامات الواضحة، فقد نُسيت علامات العنف تقريبًا.

تخريب محطة القطار الخفيف في القدس (Sliman Khader/FLASH90)
تخريب محطة القطار الخفيف في القدس (Sliman Khader/FLASH90)

نكمل إلى بسغات زئيف اليهودية. حي بارد، رمادي وممل. ويتشبث الركاب بأكياسهم البلاستيكية، متوجهين إلى بيوتهم على مضض. وأصغي لحديث بين رجلين متديّنين. وكما تبين فإن واحد منهما يكسب لقمة عيشه عن طريق مهاراته الدينية: فهو يسافر لجاليات يهودية في الولايات المتحدة وأوروبا، كمبعوث لهم وزعيم صلاة، في الكُنُس في الأعياد الإسرائيلية. بالإضافة لذلك، فهو يبيع التوراة لليهود في العالم.

وُيثار فضول الصديق: “هل زرت أنحاء العالم حتى الآن أم لا؟” ويجيب تاجر كتب التوراة مبتسمًا: ” لا، حتى الآن لم أزر كل العالم”

يتعجب صديقه كليًا، حين يخبره كيف حول ديانته إلى مصدر رزق: “بعت لهم التوراة، وعدت حاملًا 30 ألف دولار. فهناك تكسب 5000 دولار في ثانية. كنت في العيد الأخير مبعوثًا في لوس أنجلوس، كسبت 10000 دولار في نهاية الأسبوع فقط”. ويحث صديقه على الانضمام لعمله هذا، لكن صديقه يعتذر عن ذلك معللًا بأنه لا يستطيع ترك زوجته وأولاده وراءه. وُيثار فضول صديقه: “هل زرت أنحاء العالم حتى الآن أم لا؟” ويجيب تاجر كتب التوراة الداهية مبتسمًا: ” لا، حتى الآن لم أزر كل العالم”.

القطار الخفيف في القدس (Kobi Gideon / Flash90)
القطار الخفيف في القدس (Kobi Gideon / Flash90)

تجلس بجانبي فتاة ترتدي الحجاب، وفي المقعد المقابل تجلس صديقتها. وأصغي لحديثهما، لكني لا أسمع كلمة واحدة. فأفهم بأنهما تتراسلان عبر الهاتف الخلوي، ربما لم ترغبا بتحدث العربية بالقرب من ركاب يهود

ويرجع القطار في الاتجاه المعاكس، ويمتلأ مجددًا. تجلس بجانبي فتاة ترتدي الحجاب، وفي المقعد المقابل تجلس صديقتها. وأصغي لحديثهما، لكني لا أسمع كلمة واحدة. وعلى الرغم من ذلك، تومئ الفتاتان لبعضهما، تضحكان وتشيران بأيديهما. فأفهم بأنهما تتراسلان عبر الهاتف الخلوي، ربما لم ترغبا بتحدث العربية بالقرب من ركاب يهود. وتنزلان بالقرب من باب العامود، وهناك فقط، في المنطقة “الآمنة” تسمحان لنفسهما بتحدث العربية بصوت عالٍ. أمر بجانب البقالات، المطاعم، محلات الخضراوات والملحمة الواقعة قرب باب العامود- وكل الأحاديث تقريبًا تشمل مواضيعًا بأمور مالية أو تجارية أو غيرها.

محطة القطار الخفيف في شعفلط (Kobi Gideon / Flash90)
محطة القطار الخفيف في شعفلط (Kobi Gideon / Flash90)

نكمل باتجاه مركز المدينة، وشركائي في الحديث الآن هما طالب وطالبة جامعة أمريكيان، يهوديان، يقيمان في إسرائيل. فأنا أميزهما نسبةً لحقائب الظهر الأمريكية Columbia و ‏the north face‏. تقول الطالبة: “بعد الصيف الأخير أشعر بأني إسرائيلية حقًا”، وتضيف: “حين تكون هنا وقت إطلاق صفارات الإنذار، فهذا كل شيء، أنت الآن إسرائيلي”.  ويسألها صديقها عن ردة فعل أهلها بخصوص سفرها إلى إسرائيل، وتجيب: “قد تفهمني أبي، فهو أيضًا كان هنا، أما أمي فقد كانت مرعوبة تمامًا. هي جيدة الآن، فهي حقًا بحالة نشوة”.

ويستمر القطار على طول السكة، وهي محور الإرهاب والكراهية إلى حد كبير. بعد زيارتنا للمكان الذي خُطف فيه محمد أبو خضير، نمر الآن على مواقع العديد من الهجمات الانتحارية الأكثر وحشية في العقود الماضية: شارع بن يهودا، شارع الملك جورج، سوق محانيه يهودا. أحصيت بنفسي ما لا يقل عن سبع هجمات، قُتل فيها المئات من الإسرائيليين، والتي وقعت بالقرب من السكة.

القطر الخفيف في القدس (Nati Shohat/Flash90)
القطر الخفيف في القدس (Nati Shohat/Flash90)

وأنزل مجددًا في المحطة المركزية. وعلى بعد عشرة أمتار، تحيط ثلاث شرطيات من حرس الحدود، ذوات شعر أشقر، برجل فلسطيني ويطلبن منه تقديم بطاقة الهوية. ويهودي عجوز منحني الظهر يردد أقوال المرتلين عبر الميكروفون: “أرفع عيني إلى الجبال، من حيث يأتي عوني“.

اقرأوا المزيد: 1177 كلمة
عرض أقل
مواجهات سابقة في الحرم القدسي الشريف خلال شهر سبتمبر (أيلول) 2013 (Flash 90)
مواجهات سابقة في الحرم القدسي الشريف خلال شهر سبتمبر (أيلول) 2013 (Flash 90)

كيف ستتعامل إسرائيل مع الانتفاضة؟

تكثيف سياسة "اليد الحديدية"، الانفصال من جهة واحدة عن القدس الشرقية أم تجديد عملية السلام؟ تجد إسرائيل صعوبة في أن تقرر كيفية التعامل مع موجة العُنف المتزايد

يتفق الإسرائيليون على أمر واحد في أعقاب العملية في الكنيس في القدس هذا الأسبوع، الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين لا يمكن أن يبقى كما هو. تذكّر موجة العنف المتزايدة في المدينة الكثير من الإسرائيليين بأنّ ادعاء أنّ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني غير قابل للحل، ومن ثم يجب التعامل معه باعتباره عاملا ثابتا؛ هو ادعاء غير مقبول.

يتمسّك وزير الدفاع، موشيه يعلون، بالمنهج الذي يقول إنّه يجب “إدارة” الصراع مع الفلسطينيين وليس “حلّه”. بالغ وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، وشبّه الصراع بـ “الشظايا في المؤخرة”، قال: “لديّ صديق عنده شظايا في المؤخرة، وقالوا له إنّه يمكن إجراء عملية ولكن سيبقى معاقا. ومن ثمّ قرّر أن يستمرّ في العيش معها. هناك حالات يضر السعي فيها لتحقيق الكمال أكثر ممّا ينفع”. بحسب ادعائه، فإنّ محاولة حلّ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، هي تماما مثل الحالة الطبية لصديقه، ستؤدي إلى الضرر فقط.

ولكن في كلّ مكان في إسرائيل يدرك الناس أنّها ليست شظايا صغيرة في المؤخرة، وأنّه لا يمكن “إدارة” هذا الصراع. في كلّ مكان يُطلب من الحكومة: قدموا لنا حلولا، اقضوا على العنف. حالة يُقتل فيها أربعة مصلّين في كنيس ليست حالة يمكن التسامح معها.

مسرح العملية في القدس
مسرح العملية في القدس

إذا كان الأمر كذلك، فما هو الحل للأوضاع الصعبة التي تواجهها القدس؟ يبدو أن لدى كل شخص اقتراحات للحلّ خاصة به، وهي كثيرة ومتنوعة، ولكن أحدا لا يستطيع أن يعد الإسرائيليين بالهدوء والسلام.

اليد الحديدية أم الأيدي المقيّدة؟

بداية، هناك من يعتقد أنّ تكثيف السياسات القاسية، أو “اليد الحديدية” ضدّ القدس الشرقية وسكانها: هدم منازل الإرهابيين، حظر التجوّل، استخدام الذخيرة الحيّة لتفريق المظاهرات، وزيادة قوات الشرطة والجيش في المدينة؛ هي التي ستهدئ المنطقة.

تمّ اتخاذ قرار هدم منازل الإرهابيين بشكل شبه فوري بعد العمليات الإرهابية، ولكن فعالية هذا الإجراء مثيرة للجدل. هناك من يدعي أنّ هدم المنازل يردع منفّذي العمليات المحتملين في القادم، والذين يخشون من هدم منازلهم، وهناك من يدعي أنّها تضع الوقود على النار فحسب.

صدرت شكاوى كثيرة في الأسابيع الماضية ضدّ نتنياهو وأهرونوفيتش، لأنّ سياسة الحكومة تقيّد أيدي الشرطة وتمنعها من معالجة العنف كما يجب في القدس الشرقية

صدرت شكاوى كثيرة في الأسابيع الماضية ضدّ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وخصوصا ضدّ وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، لأنّ سياسة الحكومة تقيّد أيدي الشرطة وتمنعها من معالجة العنف كما يجب في القدس الشرقية. بالإضافة إلى ذلك، هناك شكوى شائعة بأنّ بعض المستشارين القانونيين يقيّدون استخدام الوسائل العسكرية لمعالجة الأوضاع.

وبحسب بعض مسؤولي اليمين في إسرائيل، فإنّ عدم وجود استجابة قوية وحاسمة من قبل إسرائيل يُفسّر من الجانب الفلسطيني بوصفه مظهرا من مظاهر الضعف، ويشجّع أعمال العنف هذه. هكذا على سبيل المثال يتم تفسير دعوة عضو الكنيست يوني شتبون من حزب البيت اليهودي، والذي دعا إلى هدم منازل القتلة من جبل المكبر، وحرمانهم من جميع استحقاقات الدفع من الحكومة الإسرائيلية وخلق “شعور بالاضطهاد في الأحياء العربية كي لا يجرؤوا”، كما قال.

الصدامات العنيفة في القدس (Hadas Parush/FLASH90)
الصدامات العنيفة في القدس (Hadas Parush/FLASH90)

يتساءل الكثير من الإسرائيليين إذا ما كانت العقوبة الجماعية إجراءً مناسبا في هذا السياق. من جهة، يدعي كثيرون بأنّ فرض العقوبات الجماعية سيفرض الخوف على الذين يخطّطون لتنفيذ هجمات ضدّ الإسرائيليين، وسيردعهم عن القيام بذلك. بالمقابل، يدعي آخرون أنّ عقوبة كهذه ستجرّ أيضًا الأشخاص الذين لا يريدون إيذاء الإسرائيليين إلى دائرة العداء. يعتقد هؤلاء أنّ العقوبة الدقيقة والشديدة ضدّ المنخرطين في الإرهاب أفضل كأداة لمكافحة الانتفاضة.

العصا والجزرة

هناك من يعتقد أنّ إسرائيل لو أرادت التأكيد على أنّ سيادتها قائمة في شرقيّ المدينة، فعليها أنّ تتحمّل المسؤولية وتجدّد البنى التحتيّة

هناك قضية مهمة في هذا السياق وهي تعزيز السيادة على القدس الشرقية. إلى جانب الأصوات المنادية بتعزيز وتشديد العقوبة ضدّ السكان العرب في القدس من أجل التأكيد على أنّ اليهود هم “أصحاب الأرض”، هناك من يعتقد أنّ إسرائيل لو أرادت التأكيد على أنّ سيادتها قائمة في شرقيّ المدينة، فعليها أنّ تتحمّل المسؤولية وتجدّد البنى التحتيّة بشكل مكثّف.

أثبتت السنوات الأخيرة بأنّه في الأحياء التي يجري فيها الإهمال الأشدّ، مثل العيسوية على سبيل المثال والمخيّم الفلسطيني شعفاط، حدثت أحداث العنف الأقسى ولذلك فإنّ تعزيز السيادة الإسرائيلية ألزم بأنّ يكون معه تحسين لأوضاع السكان الفلسطينيين.

وكذلك فإنّ بعض رجال اليمين الذين يعتقدون في صميم قلوبهم بالحاجة إلى السيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية، مثل وزير الدفاع الأسبق موشيه أرنس، لا يتجاهلون الإهمال الهائل القائم في شوارع القدس الشرقية، وينادون باستثمار الأموال الإسرائيلية في ترقية الأوضاع المادية للسكان الفلسطينيين. إنّ جودة الحياة الأفضل، كما يعتقدون، تعني درجة أقلّ من العنف.

عودة فكرة الانسحاب من جهة واحدة

في هذه الأثناء، يبدو أنّ فكرة الانسحاب من طرف واحد من الأراضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية تشق طريقها مرة أخرى إلى الرأي العام الإسرائيلي، وذلك بعد أن فقدت الكثير من شعبيّتها في السنوات الماضية. بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 والنتيجة التي تضمّنت إطلاق الصواريخ الذي لا يتوقف تقريبا على جنوب إسرائيل، يعتقد الكثيرون بأنّ الانسحاب من طرف واحد ليس حلّا إنّما مشكلة.

ومع ذلك، فإنّ العملية عادت وذكّرت الكثير من الإسرائيليين بأنّه في القدس الشرقية، حتى لو تمّ ضمّها لإسرائيل، يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لا يرغبون بالانتماء إلى الدولة اليهودية. يسأل الإسرائيليون أنفسهم: لماذا في الواقع كلّفت إسرائيل نفسها عناء ضمّ أراض تحوي كثيرين من السكان الفلسطينيين إلى أراضيها، وبدأوا يدركون بأنّه ربما كان الحلّ كامنًا بالانفصال عن أولئك السكان.

شيلي يحيموفيتش (Flash90)
شيلي يحيموفيتش (Flash90)

يحيموفيتش: “جبل المكبّر ليس دولة إسرائيل ولا ينبغي أن يكون في دولة إسرائيل. كيف يمكن لحقيقة أنّنا حولناهم إلى سكان إسرائيليين في حيّ مقدسي أن تساهم في أمن إسرائيل؟”

أوضحت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش خطّا واحدا وواضحا في هذه المسألة، في ردّها على العملية التي حدثت في القدس. كتبت يحيموفيتش في صفحتها على الفيس بوك: “يجب الانفصال عن جبل المكبر. إنّه قرية عربية أصررنا على تزويد سكانها بالهوية الزرقاء وتحويلها إلى حيّ مقدسي. جبل المكبّر ليس دولة إسرائيل ولا ينبغي أن يكون في دولة إسرائيل. كيف يمكن لحقيقة أنّنا حولناهم إلى سكان إسرائيليين في حيّ مقدسي أن تساهم في أمن إسرائيل؟ في سلامة مواطني إسرائيل؟ في مكانة عاصمتنا القدس؟”. حظيت كلمات يحيموفيتش هذه بتأييد كبير في الشبكات الاجتماعية.

وماذا عن عملية السلام؟

وفي النهاية، هناك من لم ييأس بعد من خيار التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي سيؤدي إلى ولادة دولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيل. رغم أنّ العملية قد زادت كثيرا من مستوى التوتر بين اليهود والفلسطينيين، ولم تظهر فكرة السلام بعيدة أكثر من الآن، فهناك من يعتقد أنّه في نهاية المطاف، فإنّ دولة فلسطينية مستقرّة هي فقط ما سيضمن أمن إسرائيل على المدى البعيد.

في هذا السياق برز صوت عضو الكنيست زهافا غلؤون، التي تمسّكت بإيمانها بعملية السلام مع الفلسطينيين حتى في هذه اللحظات الصعبة، بخلاف الطريقة المتشككة لرئيس الحكومة نتنياهو. في أعقاب ردّة فعل نتنياهو على العملية في القدس، قالت غلؤون: “يدرك نتنياهو أنّ الأشهر الأخيرة هي نتيجة سياسات، وهي الثمار الفاسدة لاستراتيجية ‘إدارة الصراع’ التي اعتمدها؛ لا تتضمن أمنًا، سلامًا، أفقًا سياسيًّا”.

قوات الشرطة الإسرائيلية في حيّ أبو طور (Hadas Parush/ Flash90)
قوات الشرطة الإسرائيلية في حيّ أبو طور (Hadas Parush/ Flash90)

بحسب كلامها: “عندما يمضي رئيس الحكومة في عملية سياسية تشمل تسوية حقيقية، سنكون أول من يمنحه شبكة أمان”. ولكن على ضوء قلة الإسرائيليين الذين يشاركون غلؤون في رأيها، وكثرة أولئك الذين يطالبون بسياسة “اليد الحديدية”، فمن الصعب أن نصدّق بأنّ نتنياهو سيطلب من غلؤون شبكة أمان كتلك.

اقرأوا المزيد: 1073 كلمة
عرض أقل
في الخلف صورة الشاب الفلسطيني محمد ابو خضير (AFP)
في الخلف صورة الشاب الفلسطيني محمد ابو خضير (AFP)

كُشف النقاب عن جريمة قتل أبو خضير – هل كان ممكنًا تفادي وقوع ذلك؟

بثت القناة الإسرائيلية العاشرة تقريرًا عن تفاصيل جريمة القتل المروعة، رغم عدة طلبات بعدم نشر التقرير في الوقت الحالي

عادت جريمة قتل الفتى العربي محمد أبو خضير، من حي شعفاط في القدس، لتحتل العناوين على إثر التقرير الذي تم بثه البارحة في القناة الإسرائيلية العاشرة حول موضوع جريمة القتل. تضمن التقرير لقاءات مع أفراد عائلة أبو خضير، والده ووالدته وأفراد من الشرطة الإسرائيلية، وتم خلال التقرير الكشف عن تفاصيل كثيرة مقلقة تتعلق بمسألة القتل التي كانت شرارة أعمال العنف في القدس التي لم تنطفئ حتى الآن.

ظهرت في التقرير شهادة المتهم الأول بجريمة الاختطاف، الشاب البالغ 29 عامًا، الذي استعان بصديقين قاصرين (16 عامًا): “قلنا، أخذوا ثلاثة منا، لنأخذ واحدًا. وقررنا  مهاجمة واحد، أن نختطفه، أن نضربه بقوة ونتركه”. والشيء المروع الذي كشف عنه التقرير هو أن الثلاثة بعد أن قتلوا أبو خضير وعادوا إلى بيوتهم، أحرقوا ثيابهم، عزفوا على الجيتار وخلدوا للنوم.

يركز التقرير على مسألة إذا كان ممكنًا تفادي وقوع جريمة القتل البشعة. كما نُشر سابقًا، حاولت الخلية التي اختطفت الفتى أن تختطف سابقًا شابًا آخر في اليوم الذي سبق جريمة القتل. تخلل التقرير مقابلة مع عائلة موسى زلوم، الطفل، ابن السبعة أعوام، الذي نجا من محاولة الاختطاف من قبل الخلية. تحدثت والدة زلوم كيف أنها سمعت ابنها يناديها حين حاول المختطفون وضع حبل حول رقبته وإدخاله إلى السيارة. تحدثت الأم عن مقاومتها للخاطفين، الذين حطموا هاتفها المحمول.

تشييع الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، القدس (Flash90/Sliman Khader)
تشييع الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، القدس (Flash90/Sliman Khader)

الأمر المقلق هنا هو حقيقة أن والد زلوم، رامي، أشار  في الشكوى التي قدمتها العائلة إلى الشرطة، بعد محاولة الاختطاف،  إلى نوع سيارة الخاطفين – السيارة ذاتها التي تم وضع محمد أبو خضير فيها بعد يوم واحد. وقال أحد ضباط الشرطة في رده على هذه الادعاءات أن بعض شهود العيان قالوا إن الخاطفين كانوا يتحدثون اللغة العربية وليس العبرية ولكن أبناء عائلة زلوم أنكروا هذه الأقوال.

الأمر المقلق الآخر هو محاولة الادعاء، بعد مقتل أبو خضير، أن هناك احتمال أن يكون أفراد العائلة قد قاموا بعملية القتل بعد أن اكتشفوا أن الشاب كان مثليًا. مصدر ذلك الأمر كان ادعاءً لا صحة له بأن نادي “البيت المفتوح” في القدس، وهو مركز يهدف إلى توفير الدعم للشبان المثليين، نشر نعيًا يخص موت أبو خضير.

اتضح بسرعة، وفي يوم ارتكاب جريمة القتل، أن ذلك ادعاء كاذب، وأعضاء “البيت المفتوح” قالوا إنهم لا يعرفون أبو خضير وإنه لم يكن معروفًا عنه إنه مثليّ. يوجه التقرير نقدًا كبيرًا للشرطة بسبب تعاملها بشكل جدي مع هذه الادعاء الكاذب.

موقع العثور على جثة أبو خضير (Yonatan SIndel/FLASH90)
موقع العثور على جثة أبو خضير (Yonatan SIndel/FLASH90)

قبل البث، قال مُقدم البرنامج الذي نُشر خلاله التقرير، الصحفي رافيف دروكر، إنه يتعرض لضغوطات كبيرة لكي لا ينشر التقرير في هذه الفترة المتوترة في القدس. قال دروكر إنه تلقى رسائل إلكترونية وردود فعل عديدة تطلب منه ألا يبث التقرير في الوقت الحالي، وإنه رفض رفضًا قاطعًا الاستجابة لذلك.

قال دروكر إن الرسائل الإلكترونية التي تلقاها كُتب فيها: “يمكنكم بث التقرير، إنما ليس الآن. هذا سيُسبب المزيد من الاضطرابات. لا تفعلوا ذلك”. وكان رده: بالعكس، الطرح الناقد من قبل اليهود بخصوص جريمة قتل الشاب العربي يجب أن يمرر رسالة سلام للمجتمع العربي. فقط بعد أن تبث القناة العاشرة ذلك سيتذكرون؟ هنالك حدود لمدى إمكانية الاستهزاء بذكاء جميعنا”.

اقرأوا المزيد: 462 كلمة
عرض أقل
وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ووزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان خلال مؤتمر صحافي في القدس (AFP)
وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ووزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان خلال مؤتمر صحافي في القدس (AFP)

الاتحاد الاوروبي يحذر الفلسطينيين واسرائيل من الفراغ في عملية السلام

نتنياهو شدد خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي الجديدة على ان "القدس عاصمتنا، وبما انها كذلك فهي ليست مستوطنة"

حذر الاتحاد الاوروبي الفلسطينيين واسرائيل الجمعة من اندلاع موجة عنف جديدة اذا استمر الجمود في عملية السلام في حين نشرت السلطات الاسرائيلية اكثر من 1300 شرطي في القدس الشرقية.

ومنعت الشرطة الرجال البالغة اعمارهم اكثر من 35 عاما من الصلاة في المسجد الاقصى خشية تجدد المواجهات التي عصفت بالحرم القدسي في وقت سابق الاسبوع الحالي.

وتشهد الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية احتجاجات غاضبة ليليا اعتراضا على سياسة اسرائيل وبسبب الغضب جراء محاولات مجموعات من اليمين المتطرف الصلاة في باحة الحرم القدسي.

وقد اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ان اسرائيل لا تنوي تغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى او السماح لليهود بالصلاة فيه.

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.

وتسمح السلطات الاسرائيلية لليهود بزيارة الباحة في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها.

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس (AFP)
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس (AFP)

ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم. والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

في غضون ذلك، امر نتانياهو بهدم منازل منفذي الهجمات في القدس الشرقية بعد وفاة اسرائيلي ثان متاثرا بجروحه في حادث الدهس الذي نفذه فلسطيني الاربعاء.

وقال مسؤول رفض الكشف عن هويته ان القرار الذي يتطلب موافقة وزارة العدل اتخذ مساء الخميس بعد مشاورات اجراها نتانياهو مع مسؤولين امنيين.

ولا يشمل هذا القرار مساكن منفذي الهجومات الثلاثة التي وقعت في الاسبوعين الاخيرين، اي الهجومين دهسا بسيارة اللذين اسفرا عن سقوط اربعة قتلى ومحاولة اغتيال احد قادة اليمين المتطرف، كما قال المسؤول نفسه.

ورفضت متحدثة باسم المستشفى اعطاء تفاصيل حول هوية القتيل الاسرائيلي الثاني لكن وسائل اعلام اوضحت انه طالب (17 عاما) في المعهد الديني اليهودي.

ونفذ الفلسطيني ابراهيم العكاري (38 عاما) هجوم الاربعاء الذي ادى الى مقتل شرطي اسرائيلي.

واصيب عشرات عندما قام العكاري الذي كان يقود مركبة تجارية بصدم مجموعة من حرس الحدود قبل ان يواصل دهس المارة المتوقفين في محطة قريبة للقطار الخفيف، ثم خرج من سيارته وهاجم المارة بقضيب حديدي، وفق ما افادت الشرطة التي اردته على الفور. وحدث الهجوم في الشارع رقم واحد الذي يفصل بين القدس الشرقية والقدس الغربية.

ووقع هجوم مماثل قبل اسبوعين على مقربة من الموقع نفسه ما ادى الى مقتل طفلة اسرائيلية اميركية وامرأة من الاكوادور وقتل منفذ الهجوم ايضا.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري “تم نشر العديد من الشرطة وحرس الحدود في القدس الشرقية والمدينة القديمة منذ الصباح الباكر لمنع الاضطرابات” مشيرة الى انهم “اكثر من 1300 عنصر”.

انتشار للشرطة الاسرائيلية في محيط المسجد الاقصى في القدس (AFP)
انتشار للشرطة الاسرائيلية في محيط المسجد الاقصى في القدس (AFP)

واضافت ان المواجهات بدات في الساعات الاولى لكن سرعان ما عاد الهدوء مؤكدة اعتقال 12 شخصا.

ووقعت اسوا المواجهات في مخيم شعفاط حيث رشق حوالى 200 فتى الحجارة والمفرقعات على الشرطة التي ردت مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، بحسب مراسل فرانس برس.

وحذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي الجديدة فيديريكا موغيريني الجمعة في القدس من تصعيد جديد لاعمال العنف في الشرق الاوسط في حال عدم استئناف الجهود لحل النزاع بين بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وصرحت موغيريني في اول زيارة لها منذ توليها منصبها الى القدس الشرقية “اذا لم نحقق تقدما على الصعيد السياسي، فقد نغرق من جديد في اعمال العنف”.

وانتقدت مواصلة بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية. وقالت ان “المستوطنات الجديدة تشكل عقبة بنظرنا لكن هناك ايضا او يمكن ان يكون هناك ارادة سياسية كما قال الوزير للتو باستئناف المفاوضات والحرص خصوصا على ان تؤدي الى تحقيق نتائج”.

وتشير موغيريني بذلك الى وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الذي استقبلها في القدس.

وفي وقت لاحق، التقت وزيرة الخارجية الاوروبية نتانياهو.

وبدا الاثنان واجمين خلال مؤتمر صحافي وقال رئيس وزراء اسرائيل “ارفض الزعم الخيالي بان سبب استمرار النزاع هو هذه المستوطنة او تلك” في اشارة الى الانتقادات الدولية للاستيطان في القدس الشرقية المحلتة.

وشدد على ان “القدس عاصمتنا، وبما انها كذلك فهي ليست مستوطنة”.

اقرأوا المزيد: 592 كلمة
عرض أقل
إبراهيم العكاري الداهس من القدس (Facebook)
إبراهيم العكاري الداهس من القدس (Facebook)

الداهس من القدس: شقيق أحد محرّري صفقة شاليط

نظرة إلى تاريخ الأسرة وإلى حساب الفيس بوك الخاص بإبراهيم العكاري تدل على أنّ الداهس هو من دم ولحم حركة حماس

هل كان بالإمكان الافتراض مسبقًا أنّ إبراهيم العكاري، المواطن في مخيّم اللاجئين شعفاط والذي نفّذ عملية الدهس القاتلة صباح اليوم في القدس، هو شخص خطير؟ يرمز تاريخه الأسري وحسابه على الفيس بوك إلى أنّ الإجابة هي على ما يبدو نعم.

بدايةً، العكاري هو ابن لحركة حماس. شقيقه، موسى العكاري، هو أحد محرّري صفقة شاليط منذ العام 2011. كان موسى العكاري عضوا في خلية قامت عام 1992 بقتل الجندي الإسرائيلي نسيم تولدنو، بهدف إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين الذي كان مسجونا في ذلك الوقت في إسرائيل.

تمّت محاكمته، مع سائر أعضاء الخلية بثلاثة أحكام بالسجن المؤبّد، ولكن كما ذكرنا تم إطلاق سراحه في إطار الصفقة. أصرّت إسرائيل على ألا يبقى العكاري في منزله بل يُطرد إلى تركيا، خشية من أن يعود لممارسة العمليات الإرهابية.

صفقة عملية تبادل الأسرى عام 2011 (Flash90)
صفقة عملية تبادل الأسرى عام 2011 (Flash90)

إنّ نظرة إلى الصفحة الشخصية لإبراهيم العكاري في الفيس بوك تدل على أنّه مشارك في موجة الغضب التي تجتاح الفلسطينيين في القدس الشرقية بخصوص كلّ ما يتعلّق بزيارة اليهود للمسجد الأقصى. لقد شارك عددا من الصور والمنشورات التي تكرّرت فيها شعارات “الأقصى في خطر” و “لبّيك يا أقصى”.

كاريكاتير نشره العكاري في "فيس بوك" الشخصي (Facebook)
كاريكاتير نشره العكاري في “فيس بوك” الشخصي (Facebook)

في اليوم الذي تمّ فيه إطلاق النار على الناشط اليميني غليك من قبل معتز حجازي نشر العكاري حالة على صفحته قال فيها: “الله أكبر ولله الحمد”. علاوة على ذلك، فمنذ ثلاثة أيام شارك العكاري صورة تحذّر من زيارة عضو الكنيست اليميني موشيه فيجلين للمسجد الأقصى. في وقت سابق، نشر العكاري تحذيرا من النقاش الذي جرى في الكنيست الإسرائيلي والذي تناول كما يزعم إحلال السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى.

الكثير من الفلسطينيين في القدس الشرقية غاضب اليوم، ومن الواضح منذ زمن طويل أنّ مستوى التوتّر في القدس مرتفع جدّا. ولكن نظرة إلى الوراء، فإنّ حقيقة أنّ إبراهيم العكاري تحديدا كان هو الذي نفّذ عملية الدهس صباح اليوم لا ينبغي أن تفاجئ أحدًا.

اقرأوا المزيد: 277 كلمة
عرض أقل
مسرح عملية الدهس في القدس في تاريخ 05 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014( Yonatan Sindel/FLASH90)
مسرح عملية الدهس في القدس في تاريخ 05 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014( Yonatan Sindel/FLASH90)

مقتل إسرائيلي وإصابة 13 في عملية دهس مارة في القدس

قام فلسطيني من سكان القدس الشرقية ينتمي إلى حركة حماس بدهس مارة عمدا بالقرب من القطار السريع في محطة الشيخ جراح مخلفا مقتل شخص وإصابة 13

05 نوفمبر 2014 | 12:33

أفادت قوات الأمن الإسرائيلية، ظهر اليوم، بأن فلسطيني من مخيم شعفاط قام بعملية دهس في القدس، في منطقة الشيخ جراح، حيث قاد سيارته التجارية نحو مارة في محطة للقطار السريع، مؤديا إلى مقتل شرطي واحد وإصابة 13 آخرين. وتقدّر الشرطة أن الخلفية للعملية هي إرهابية، حيث شوهد السائق وهو يترجل من سيارته بعد عملية الدهس ويهاجم مارة بقضيب حديدي، حتى تم إطلاق النار عليه من قبل رجال أمن في المكان والقضاء عليه.

يذكر أن عملية دهس مشابهة وقعت في القدس قبل أسبوعين مخلفة مقتل إسرائيليتين، واحدة منهن رضيعة، وكان منفذ العملية، عبد الرحمن الشلودي، من سكان سلوان في القدس الشرقية.

وأفادت مواقع فلسطينية أن منفذ عملية الدهس الجارية هو إبراهيم العكاري من مخيم شعفاط، وينتمي إلى حركة “حماس” ونقلت عن نواب عن حركة حماس ترحيبهم بالعملية. وكتب النائب مشير المصري من حماس على “فيس بوك”: “تسلم الأيادي التي تنتقم للأقصى ولدماء مرابطي ومرابطات الأقصى” في إشارة إلى عملية الدهس الأخيرة.

ويدل حساب “فيس بوك” الخاص بالعكاري أنه اهتم بشؤون مسجد الأقصى وبشد الرحال إلى المسجد، وأنه بارك على محاولة اغتيال الناشط اليهودي، يهودا غليك، إذ حمّل مقابلة مع منفذ العملية معتز حجازي مشيدا بشجاعته.

يجدر الذكر بأن شقيق العكاري أسير محرر في “صفقة شاليط” طُرد إلى تركيا.

اقرأوا المزيد: 193 كلمة
عرض أقل