وصل البارحة، بعد سنوات من إحراق دور السينما بسبب خلافات فلسطينية داخلية عنيفة، 150 شخصًا إلى قاعة سينما “الهلال الأحمر”، والتي كانت تُستخدم للعروض التقليدية والمناسبات فقط. دفع كل واحد من الحضور 10 شواقل (2.5 دولار تقريبًا) مقابل تكلفة فيلم Oversized Coat.
لن تصل الأفلام التي تصدرت شبابيك التذاكر إلى غزة في الوقت الحالي، ولا تزال حكومة حماس تمنع عرض الأفلام ذات المضامين غير المُحتشمة برأيها. ولكن عاد موظفو السينما للعمل في سينما “الهلال الأحمر”، رغم أنهم مقيدون أحيانًا بعرض أفلام عن النضال الفلسطيني.
وذكرت وكالة الأنباء “رويترز”، التي نشرت خبر افتتاح السينما من جديد، أنه في الخمسينات، حين كانت غزة لا تزال تحت السيادة المصرية، كان يشاهد سكان غزة الأفلام العربية، الغربية، والآسيوية. وقد تم إحراق دور السينما هذه للمرة الأول عام 1987 مع اندلاع الانتفاضة الأولى. ومن ثم تم ترميمها في السنوات التالية ولكن تم إحراقها مُجددًا عام 1996 في إطار صراعات فلسطينية داخلية بين التيارات المُختلفة بعد دخول منظمة التحرير الفلسطينية بعد اتفاقات أوسلو.
وقد استخدم بعض المشاهدين في السينما هواتفهم النقالة لتوثيق تفاصيل عرض الأفلام ثانية.
يُشاهد غالبية سكان غزة حاليًا، بسبب القيود، الأفلام بشكل خاص – في البيت، عبر التلفزيون، الكمبيوتر أو أقراص DVD، ويعتبر فتح دور السينما أمام الجمهور تغييرا كبيرا.
ذكرت وكالة رويترز أن المشاهدين في تلك الليلة في سينما “الهلال الأحمر” قالوا إن مشاهدة أفلام عن النضال الفلسطيني هو أمر “جيد”، ولكنهم يُريدون أيضًا مشاهدة أفلام مصرية، وأفلام أكشن لممثلين مثل توم كروز وسيلفستر ستالون.
أقيم حفل جوائز الأوسكار الليلة (الأحد – الإثنين) في هوليوود في لوس أنجلوس حيث كان الفائز الأكبر في الحفل هو ليوناردو دي كابريو، والذي فاز للمرة الأولى في حياته بالتمثال المذهّب على تأديته دور رئيسي. وقد منع فيلم “سبوت لايت” الذي فاز بجائزة أفضل فيلم من الفيلمَ الذي ببطولة دي كابريو من الفوز بتمثال رابع.
ولكن حدثت حالات أخرى مثيرة للاهتمام أيضًا والتي جعلت تلك الأمسية مثيرة بشكل خاص وبخلاف جميع التوقعات التي توقعت أن يكون الحفل حفلا مملّا وأطول من العادة.
عريف الحفل كريس روك (AFP)
لم يصدّق نقّاد التلفزيونات الذين شاهدوا أمس حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 88 ما رأت أعينهم. للمرة الأولى منذ سنوات طويلة جدا، أثار الحفل اهتمام طيلة الوقت.
باستثناء الحقيقة أنّ الممثل المخضرَم، ليوناردو دي كابريو، قد فاز هذه المرة بالأوسكار الأول، كانت هناك مفاجئات أخرى أيضًا، وعلى رأسها خسارة سيلفستر ستالون، الذي توقّع له الجميع الفوز بجائزة الممثل المساعد الأفضل لظهوره مرة أخرى كالملاكم روكي في فيلم “Creed”.
ولكن كما أثبت مقطع مسل في الحفل، والذي خرج فيه عريف الحفل، كريس روك، لإجراء مقابلات مع مشاهدي السينما بخصوص درجة معرفتهم بالأفلام المرشّحة للجوائز، فتقريبا لم ير أحد ممّن أجريتْ معهم المقابلات الأفلام المرشّحة ومعظمهم حتى لم يسمع عنها (“من أين أسماء الأفلام هذه؟”. سألته إحدى من أجريتْ معهم المقابلات).
خرج روك ليس فقط لفحص درجة معرفة الجمهور بالأفلام المرشّحة للأوسكار، وإنما أيضًا ليسأل من أجرى معهم المقابلات، وجميعهم من السود تقريبًا، بخصوص ردّ فعلهم حول الاحتجاج الذي ثار في أعقاب حقيقة أنّ هذه هي السنة الثانية على التوالي التي لا تشتمل فيها قائمة الـ 20 ممثّلا المرشّحين للأوسكار على ممثّل أسود واحد. لم يتجاهل المسؤولون عن الحفل وعريفه هذا الاحتجاج، وإنما تطرّقوا إليه طوال الوقت.
وقد قام روك بعمل عِرافة مثالي، وهو أحد أسباب نجاح هذا الحفل في الوقت الذي فشل فيها سابقوه غالبا. تناول كل مونولوجه المفتوح مسألة التنوّع العرقي في قائمة المرشّحين للأوسكار، ومن بين حديثه قال، على سبيل المثال، إنّه كان هناك من عرض عليه ألا يكون عريفا للحفل، ولكنه أوضح قائلا إنه في الغالب فأولئك الذين يقترحون عليك رفض عرض عمل ما هم عاطلون عن العمل بأنفسهم، وإنّه في عقود ماضية كان لدى السود قضايا أكثر أهمية ليكافحوا من أجلها أهم من تمثيلهم في الأوسكار (عندما تكون جدّتك معلّقة على شجرة فلا تهتم كثيرا بهذه القضية، كما قال)، وفي أكثر لحظة صادمة قال إنّه اقترح أن تُضاف إلى قائمة أسماء المتوفين في العام الماضي، والذين يتم ذكرهم كل عام في الحفل، أيضًا أسماء السود الذين تم إطلاق النار عليهم من قبل رجال الشرطة وهم في طريقهم إلى السينما.
https://www.youtube.com/watch?v=lgDYQ-Ct4yY
كان الفيلم الذي تم تضمينه في قائمة الفيلم الأفضل، وفاز بأكبر عدد من جوائز الأوسكار، هو “Mad Max: Fury Road”، الذي فاز بستّة جوائز أوسكار متتالية تقريبا في الجزء الأول من الحفل.
في هذه الأثناء، وكما في كل عام، قبيل الأوسكار، نُشرت يوم السبت مساء أسماء “الفائزين” في جوائز Razzie للأفلام والممثّلين الأكثر سوءًا لهذا العام. تقاسم جائزة الفيلم الأسوأ “خمسون ظلا للرمادي” و “فنتاستك فور”. حصل سيلفستر ستالون على جائزة “الخلاص من Razzie” بعد أن انتقل من لقب “بطل الرازي لجميع الأزمنة إلى مرشّح في مسابقة الأوسكار”.
هوليوود إلى جانب إسرائيل. أعلن ما يقارب 200 من الممثلين، المخرجين والمنتجين من صناعة الترفيه الأمريكية القائمة في هوليوودأمس في تصريح لا لبس فيه أنهم يدعمون إسرائيل ويلقون بالمسؤولية لجولة سفك الدماء الحالية المستمرة منذ شهرين تقريبًا على عاتق حماس.
وقّع على العريضة نجوم مخضرمون مثل آرنولد شفارتسنجر، سلفستر ستالون وكيلسي جرامر إلى جانب النجوم الأكثر شبابًا مثل الفنان سث روجان وسارة سيلبرمن والممثلة ميني درايفر. انضم أيضًا أرون سوركن، منتج المسلسلات الناجحة “البيت الأبيض” و”غرفة الأخبار”، إلى العريضة.
وجاء في العريضة: “علينا الوقوف بثبات ضدّ أيديولوجية الكراهية والإبادة الجماعية المنعكسة في ميثاق حماس. يجب ألا نسمح لحماس أن تُمطر المدن الإسرائيلية بالصواريخ، ويجب ألا نسمح لها بإمساك شعبها كرهائن. يجب أن تُستخدم المستشفيات للعلاج، وليس لإخفاء الأسلحة. كما ويجب أن تُستخدم المدارس للتعليم، وليس لإطلاق الصواريخ. الأولاد هم أملنا، وليس جدار حماية بشري”.
طالب الموقّعون على العريضة بدعم القيم الديمقراطية، وأبدوا أملهم بأن تُستخدم القيم العالمية التي تنتقل بواسطة الفن لبناء جسر من التفاهم بين الجانبين.
بارك القنصل الإسرائيلي في لوس أنجلوس، ديفيد سيجل، مبادرة نجوم صناعة الترفيه الأمريكية، وقال: “هذا دعم لا نذكره في هوليوود في الحملات العسكرية السابقة في غزة وليس حتى من فترة حرب لبنان الثانية”. “الحديث هو عن عظماء من صناعة الترفيه الذين قرروا أن يُسمعوا صوتهم”. في هذه الأيام، حيث تُعرض الحرب بين إسرائيل وحماس على الشاشات العالمية وليس فقط في غزة، يبدو أن الحديث هو عن انتصار تكتيكي مهم لإسرائيل.