قبل أقل من 100 يوم، عُرف اسم المدرب الجديد في النادي الراقي البلجيكي ستاندرد لييج. صحيح أن قليلين من المشجعين البلجيكيين كانوا يعرفون غاي لوزون، إلا أنه بعد افتتاح المدرب الإسرائيلي الرائع للموسم – تحول إلى أحد أصدقاء المدينة. يمكن أن نفهم لماذا: 11 فوزًا في 11 مباراة؛ المرتبة الأولى في الدوري البلجيكي، من دون تلقي حتى هدف واحد (!)؛ وارتقاء سلس إلى مرحلة المجموعات في الدوري الأوروبي. كل هذه الأمور تعرض فقط الوجه المهني لنجاحه. لوزون هو شخصية ملوّنة، وهو ينجح في مشهد كرة القدم المبتذل في خلق اهتمام لدى وسائل الإعلام، في الملعب وخارجه.

إذن من هو غاي لوزون بالفعل؟ وماذا فعل حتى لمع في سماء كرة القدم البلجيكية؟ في سن 38 سنة لديه سيرة ذاتية مليئة بشكل خاص. لقد تم تعيينه مدربًا رئيسيا في فريق مكابي بيتح تكفا في سن 26 سنة، وبالأساس بفضل قرابته العائلية من مدراء النادي ومالكيه: عماه، عاموس وآفي لوزون. بعد 6 سنوات، كان قد سجل خلالها مشاركة في نهائي كأس الدولة وفي مرحلة المجموعات في الدوري الأوروبي، حصل لوزون على فرصته في نادٍ أكبر وأكثر احترامًا في إسرائيل – هبوعيل تل أبيب. على الرغم من أنه قاد النادي إلى نجاح نسبي في أوروبا، اضطر إلى الاستقالة في أعقاب الفشل في الدوري الإسرائيلي وتابع طريقه من هناك إلى بني يهودا. بعد إنهاء سنتين ناجحتين، وبتشجيع من عمه آفي، رئيس اتحاد كرة القدم في إسرائيل، تقلد منصب مدرب المنتخب الأولمبي الإسرائيلي. بعد أن تسنى للجميع في إسرائيل أن يعرفوا حالات الجنون لدى المدرب ذي العلاقات، كانت فرصته لينكشف على عالم كرة القدم الدولية.

شاهدوا غاي لوزون يستعد ليورو المنتخبات الشابة الذي أقيم في إسرائيل:

لقد نجح منتخب لوزون في البطولة، والذي كان يُعتبر ضعيفًا في الدوري، في إحراز تعادل أمام النرويج وهُزمت هزيمة نكراء أمام إيطاليا. وصل المنتخب إلى اللعبة الأخيرة أمام إنجلترا باحتمالات ضئيلة جدا للارتقاء، وقد أنهى المنتخب بالفعل طريقه في الدوري. غير أن فوزًا 1:0 صغيرا (ومثيرًا للدهشة) كان كافيا للوزون لكي ينطلق إلى أرض الملعب و”يسرق” الاهتمام من مُحرز الهدف، أوفير كرايف. بالمناسبة، هذه لم تكن المرة الأولى التي كانت احتفالاته تغطي على الأهداف ذاتها.

شاهدوا لوزون وهو مصاب بالجنون بسبب هدف لا أهمية له أحرزه منتخب الشباب الإسرائيلي:

http://youtu.be/9enRMysT8tE

في نهاية الدوري، تفرّغ لوزون لمنصبه الجديد في لييج. كانت نقطة انطلاقه منخفضة بشكل خاص: المشجعون لم يعرفوه وسخروا من المالك، رولان دوشطاله، الذي وعد من جهته بمستقبل باهر مع المدرب الذي سيدفع الشباب قدمًا، وسخرت وسائل الإعلام من تعيينه مدرب لا تجربة له في المستويات المرتفعة في كرة القدم الأوروبية، لوزون نفسه لا يتحدث الفرنسية، الهولندية ولا حتى الإنجليزية. وفيما عدا لاعبين إسرائيليين – دودو بيطون وطال بن حاييم – لا يجد أية لغة مشتركة مع أفراد الفريق. إنه يستعين بمترجم، ولكنه سرعان ما أثبت أن كرة القدم هي لغة شمولية، وما يحتاجه هو أن يعرف كيف يتوجه إلى اللاعبين.

شاهدوا لاعب الوسط، يوني بوينس، يروي عن إرشادات الفيديو الخاصة بلوزون:

وافتتحت لييج الموسم كهبوب العاصفة. فوز على مخلين (2:0) وليارسا (3:0) تم تلقيهما بالشكوك، ولكن حين قاد لوزون لاعبيه إلى فوز (2:0) على غنك القوية وفي ملعبها، بدأ الشك يختفي. منذ ذلك الحين كان هناك فوزان آخران في الدوري، عل لوبن (1:0) ومونس (2:0)، وتحول المدرب الإسرائيلي المفاجئ إلى شخصية محبوبة بشكل خاص. إحدى المذيعات طلبت أن يوقع لها على كرة المبارة بعد الفوز على لوبن، وبدأ المشجعون يغنون له أغاني في المدرج، وحتى وسائل الإعلام بذلت جهودها وبحثت عن الإطراء الأكثر دقة للمدرب الذي وصل من لا مكان وهو يبث الجنون في كرة القدم البلجيكية. على فكرة، لقد وعدتكم بسوء تصرف آخر من قبل المدرب في الملعب، وها هو لم يتأخر في المجيء. بعد أن أحرز كانو البرازيلي الهدف الثاني أمام مونس، ركض إلى دكة الاحتياط ليحتفل مع لوزون. كان واثقًا من أن لوزون لن يركض معه إلى داخل الملعب…

شاهدوا كانو المنذهل ولوزون المجنون:

http://youtu.be/kHpKxnZAcJg?t=3m50s

إضافة إلى النجاح في الدوري، قاد لوزون لييج أيضا إلى مرحلة المجموعات في الدوري الأوروبي، حيث ستنتظهره هناك رد بول زلتسبرغ النمساوي، ألفسبورغ السويدي وأسبايرغ الدنيماركي. ضمّت الطريق إلى هناك ستة انتصارات متواصلة، وزيارات إلى آيسلندا (3:1 في اللقاءين أمام كي آر)، اليونان (2:1 في كل واحدة من المبارتين أمام سانتي) وبلاروس (2:0 في ملعب دينامو مينسك و 3:1 في المباراة البيتية). بعد الفوز الأخير مباشرة، وهو الفوز الحادي عشر على التوالي منذ تعيينه مدربًا، تجمع اللاعبون حوله وسكبوا عليه ماءً باردًا، في إطار الاحتفالات بالارتقاء إلى المرحلة التالية في الدوري الأوروبي. ولكن قبل ذلك، حظي بأكبر اعتراف بالجميل – من الجمهور ذاته. هل سينجح في إبقاء لاعبيه يتمتعون بالتركيز؟ هل سيحصل على فرص كثيرة للاحتفال والتعبير عن شخصيته الملوّنة؟ أعدكم بأنني سأتابعه وسأروي لكم إحدى أكثر القصص إثارة في كرة القدم الأوروبية.

شاهدوا جمهور ستاندرد لييج يشكر غاي لوزون:

 

اقرأوا المزيد: 737 كلمة
عرض أقل