مشهد سوريالي: مطربة إسرائيلية تنجح في جعل آلاف الشباب المسلمين، في دولة من المفترض أن تكون على انقطاع شبه تام مع إسرائيل، يرقصون.
في إسرائيل يعرفون ريف كوهين بشكل أساسيّ بسبب أغنية شهيرة أصدرتها قبل عدة سنوات واكتسبت صدى عالميا. سُمّي الكليب “A Paris”. لا تُعتبر ريف إحدى المطربات الناجحات في إسرائيل ولا تميل للظهور أكثر من اللازم في النوادي وعلى أرقى المسارح في إسرائيل، إلا أنها تنجح في تحقيق نجاح كبير في إسطنبول، إزمير، وفي أنقرة.
نشأت ريف في تل أبيب وقد جمعت أسلوبها الموسيقي الفريد من البيت. اكتسبت الإيقاع من جدّتيها الشمال إفريقيات ومن والدتها الفرنسية أخذت الكلمات ودمجت كل شيء لإنشاء أسلوب فريد، يربط بين الشرق والغرب. ويبدو أنّ ذلك هو أكثر ما سحر الأتراك.
أصبح ألبومها الأول الذي أصدرته من بين عشرات الألبومات الدولية الأكثر مبيعا في تركيا وهي تظهر اليوم كثيرا في إسطنبول، إزمير، وأنقرة وهذا مع صدور ألبومها الثاني في الأسواق. يرافقها الشباب الأتراك، معجبوها، إلى كل مكان وتباع تذاكر حفلاتها كثيرا.
وعندما نسأل المعجبين الأتراك إذا ما كانوا يعرفون أين تعيش ريف فالجميع يعلم أنّها إسرائيلية وهذا لا يهمّهم كثيرا. لا مكان للسياسة والتوترات السياسية بين البلدين في المجال الموسيقي الخاص بالمطربة ريف.
الأغنية التركية الأصلية التي قلّدتها ريف:
أغنية ريف كوهين:
ليس من المفهوم ضمنا سماع أغاني ريف باللغة العبرية في شوارع إسطنبول أو أنقرة ولكن الصراع بين إسرائيل وتركيا هو ليس المشكلة المركزية لدى الأتراك. لدى الأتراك في هذه الأيام مشاكل أكبر: الحالة الأمنية، تدفّق اللاجئين السوريين، المشكلة الكردية وأيضا الحرب الجديدة-القديمة بين العلمانية والمحافظة الدينية. وإذا كان الأمر كذلك فإنّ حفلات ريف هي بمثابة استراحة ثقافية عالمية منعشة يبدو أنّ الشباب الأتراك يفتقدونها كثيرا.