رياضة تسلق الجبال

المتسلق الإسرائيلي نداف بن يهودا
المتسلق الإسرائيلي نداف بن يهودا

المتسلق الذي مات وعاد إلى الحياة

نجح متسلق إسرائيلي كان متجمدا على قمة جبل طيلة ساعات ودون تنفس، بعد أن أخبر أصدقاؤه زوجته بوفاته، في إدهاش الجميع

21 مايو 2018 | 13:13

في نهاية الأسبوع الماضي، أنقِذَ متسلق جبال إسرائيلي يدعى نداف بن يهودا بعد أن تسلق ووصل إلى ارتفاع 8.200 متر من قمة جبل كانغشينجونغا وهو جزء من سلسلة جبال الهملايا، وذلك بعد أن تجمد جسمه كليا طيلة ساعات لأن حالة الطقس كانت استثنائية. اعتقد أصدقاؤه الذين كانوا معه أنه توفي، لأن جسمه تجمد بسبب حالة الطقس الباردة ولم يطلق أية أصوات ولم يتحرك. ولكن في اليوم التالي اتضح أنه حي رغم أنهم فكّروا أنه مات.

اعتقد المتسلقون أن نداف قد مات لهذا تركوه عندما تقدموا نحو أسفل الجبل بسبب البرد القارس. ولكن في اليوم التالي لاحظ أحد أصدقائه أن “جثمان” نداف يتحرك أثناء الليل بضعة مترات، وأدرك أنه ما زال حيا، ويحاول إنقاذ نفسه.

كتبت زوجة نداف، السيدة لنا، في صفحتها على الفيس بوك: “خلال 48 ساعة الأخيرة شاع خبر بين الطواقم الموجودة على قمة الجبل أن نداف مات قريبا من قمة جبل كانغشينجونغا وقد كان على وشك الموت حقا، ولكن لم يرغب نداف في أن يموت ويدفن بين الثلوج، وقد نجح في النجاة  والبقاء على قيد الحياة”.

يصل ارتفاع الجبل الذي تسلقه نداف إلى 8,586  مترا وهو يشكل جزء من سلسلة جبال الهملايا. قبل نحو شهر ونصف بدأ المتسلق الإسرائيلي، نداف، رحلة التسلق وفي الأسبوع الماضي حاول الوصول إلى قمة الجبل. ولكن عندما كان على بعد نحو 140 مترا من القمة، أصيب وسقط، وبعد أن بدأ سائر المتسلقين بالتراجع بسبب حالة الطقس السيئة، ظل وحده لليلة وأصبح معرضا للخطر، لمدة أكثر من 20 ساعة سادت فيها درجات حرارة تحت الصفر، دون أن يحصل على الأكسجين، الطعام، أو الشرب، إضافة إلى ذلك تعرض لحروق البرد في أجزاء كثيرة من جسمه.

نجحت مروحيّة في إنقاذ نداف عندما كان على ارتفاع 8.200 متر دون أن يحصل على الأكسجين ونُقله إلى مستشفى في نيبال لمتابعة تلقي العلاج الطبي. سافرت زوجة نداف ووالدته من إسرائيل إلى مستشفى في نيبال وأخبرتا أن نداف لم يعد فاقدا للوعي رغم حالته الطبية الخطيرة. “لقد خسر 17 كيلوغراما خلال شهر ونصف، وبات ضعيفا ولكنه يتعافى. إنه يعاني من حروق برد وإصابات في أجزاء كثيرة من جسمه. وبعد أن يطرأ تحسن على حالته سننقله إلى البلاد، إلى إسرائيل لتلقي علاج طبي”.

اقرأوا المزيد: 338 كلمة
عرض أقل
تسلق الصخور، رياضة جديدة في الضفة الغربية (AFP)
تسلق الصخور، رياضة جديدة في الضفة الغربية (AFP)

تسلق الصخور رياضة جديدة تلقى رواجا في الضفة الغربية

تسلق الصخور، في موقعين قرب مدينة رام الله، ضمن مبادرة اطلق عليها اسم "وادي كلايمبينغ"، تعتبر رياضة جديدة نسبيا في الاراضي الفلسطينية

تتسلق سلوى الصخور للوصول الى اعلى جبل في قرية يبرود بينما تتصاعد هتافات التشجيع من مجموعة من المتسلقين الفلسطينيين في احدى رحلات التسلق التي تلقى رواجا متزايدا في الضفة الغربية.

وقد نجحت هذه الفلسطينية المحجبة البالغة 23 عاما في امتحان المستوى الاول للتسلق بعدما شاركت في رحلتين سابقتين في منطقتي يبرود وعين كينيا القريبتين من رام الله.

وتقول الشابة التي جاءت من القدس لوكالة فرانس برس وهي تضحك “قدمت امتحانا في المستوى الاول ونجحت فيه واعتبر الان ذات خبرة”.

وتتابع “تعلمت الكثير، تعلمت بانه لا مكان لليأس، وكيفية تقوية قدراتي العقلية لإيجاد طريقة (للصعود) وقدرتي الجسدية لتحمل الألم وان ادفع نفسي الى القمة” موضحة “افضل شعور في العالم بعد كل هذا التعب، هو الوصول الى اعلى”.

ويؤكد عمر ابو عرة (22 عاما) الذي اتى من جنين في شمال الضفة الغربية بعدما تلقى دعوة من اصدقائه عبر موقع فيسبوك “الامر مخيف حقا. ان تدفع نفسك رغما عنك للقيام بأمر غير معتاد خاصة هنا في هذا البلد”.

وتسلق الصخور رياضة جديدة نسبيا في الاراضي الفلسطينية. فقد بدأ الشابان الاميركيان ويل هاريس وتيموثي بيرنز وكلاهما في الثالثة والعشرين، منذ الخريف الماضي تنظيم رحلات محلية لتسلق الجبال في موقعين قرب مدينة رام الله ضمن مبادرة اطلق عليها اسم “وادي كلايمبينغ”.

ويؤكد ويل هاريس لوكالة فرانس برس “جئنا الى فلسطين لتطوير مجتمع من متسلقي الصخور. كنا نستكشف فلسطين ورأينا ان فيها امكانية كبيرة للتسلق”.

شابة فلسطينية تشارك في مبادرة وادي كلايمبينغ في قرية يبرود شمال رام الله (AFP)
شابة فلسطينية تشارك في مبادرة وادي كلايمبينغ في قرية يبرود شمال رام الله (AFP)

ويضيف “بدأنا باختيار بعض المناطق قرب رام الله ونظمنا رحلات اسبوعية واخرى في عطلة نهاية الاسبوع للفلسطينيين والاجانب المقيمين هنا”.

ويوضح شريكه تيموثي بيرنز “فوجئنا عند وصولنا بالنقص الكبير في النشاطات الترفيهية هنا. واعجبتنا الصخور وبدأنا بالتفكير في انشاء ناد للتسلق في فلسطين”.

ويقوم الشابان حاليا بتنظيم رحلات تسلق في منطقتين في جبال يبرود ومنطقة عين كينيا بعدما حددا المسارات فيهما مستخدمين المطارق والمسامير للتمكن من تعليق حبال التسلق عليهما.

ويقول تيم ان اختيار المناطق المخصصة للتسلق في الضفة الغربية لم يكن سهلا.

ويوضح “اردنا تطوير اماكن يسهل على الفلسطينيين دخولها وهذا امر قد يكون صعبا وعليك الاخذ في الاعتبار امكانية دخولها ومواقع المستوطنات والاماكن التابعة لسلطة الحدائق الاسرائيلية”.

شابة فلسطينية تشارك في مبادرة وادي كلايمبينغ في قرية يبرود شمال رام الله (AFP)

ويتابع قائلا “هناك مواقع تسلق في الضفة الغربية ولكنها مخصصة لاستخدام الاسرائيليين فقط ولذلك قررنا اختيار منطقتين للتسلق في منطقة قريبة من القرى الفلسطينية ويمكن للفلسطينيين الدخول اليها” وهما تقعان في المنطقة “ب”.

وتشمل المنطقة “ب” حوالى 22 % من اراضي الضفة الغربية، وقد حافظت فيها اسرائيل على السيطرة الامنية بينما تركت المسائل الادارية للسلطة الفلسطينية.

وعن سبب اختيارهما لفلسطين، يقول الشابان انه خلال اقامتهما في الأردن قبل عامين حاولا ممارسة هذه الرياضة هناك ولكنهما وجداها تقتصر على الاغنياء فقط بسبب الكلفة العالية.

وبعد وصولهما الى الضفة الغربية، قرر الشابان اطلاق مبادرتهما التي تلقى تمويلا من جهات خاصة اميركية وفلسطينية ودولية، بكلفة معقولة اذ تكلف رحلة تسلق 60 شيكلا فقط (14 يورو) وهذا يشمل ايضا استئجار احذية خاصة للتسلق.

ويحاول الشابان التواصل مع المشاركين باللغة العربية التي تعلماها في الاردن.

تسلق الصخور، رياضة جديدة في الضفة الغربية (AFP)
تسلق الصخور، رياضة جديدة في الضفة الغربية (AFP)

واتى رامي زغير (27 عاما) من القدس بعدما سمع عن هذا النشاط للمرة الاولى من اخته. وهو يقر انه سخر من الامر عندما اطلع عليه في البداية ووصفه “بالحدث السخيف”.

لكنه يضيف “بعدما رأيت صورا لها (شقيقته) وهي تتسلق الصخور وبعيدة عن الارض مسافة 15 مترا و20 مترا، قلت انني سأذهب في المرة المقبلة بالتأكيد”.

وبحماسة تقول نادين ابو رميلة (23 عاما) بعد تجربتها الاولى في التسلق “عندما نظرت الي الصخور في البداية قلت انه من المستحيل ان اتسلقها. ولكنني عندما بدأت بالتسلق لم اجد نفسي الا في القمة”.

ويؤكد ويل ان مبادرة التسلق تلقى نجاحا ملحوظا في الاراضي الفلسطينية موضحا “جاء اكثر من 270 شخص للتسلق معنا في الاشهر الاربعة الاخيرة والناس يحبون ذلك”.

ويلاحظ تيم وويل ان عدد المشاركين الفلسطينيين يرتفع اسبوعيا وهما سعيدان بذلك ويخططان في خطوة مقبلة، لافتتاح صالة للتسلق الداخلي في مدينة رام الله.

اقرأوا المزيد: 576 كلمة
عرض أقل