استضاف الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي أمس في القاهرة رجل الأعمال الأمريكي اليهودي رون لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي. رافق لاودر نائب رئيس المجلس، موشيه رونين.
صرح الناطق بلسان الرئاسة المصرية، علاء يوسف، أن لاودر أكّد على أهمية أن يحذو كل قادة المجتمع الدولي حذو الرئيس، وأن يقبلوا على خوض الحرب ضد الإرهاب بشجاعة، بدلا من الاكتفاء بإصدار بيانات إدانة للعمليات الإرهابية. رغم أنه وفقا للتقارير عن خطوات مصر في مدينة رفح، لا تُذكر بتوسع في الإعلام الإسرائيلي، فإن القيادة الإسرائيلية راضية عن هذه النشاطات.
وأضاف الناطق باسم الرئاسة أن لاودر أشار إلى متابعتهم باهتمام للخطوات الجادة التي يتخذها الرئيس على المستويين الداخلي والدولي، مشيدا في هذا الصدد بما تضمنه خطاب الرئيس السيسي الأخير من أفكار تحض على التسامح وقبول الآخر، فضلا عن محاربة الأفكار المتطرفة، وهو الأمر الذى تأكدت أهميته في ضوء الأحداث الإرهابية التي وقعت في باريس خلال الأيام الماضية.
وأضاف الناطق أن الرئيس أكد أن النقاط التي تضمنها خطابه الأخير بمناسبة ذكرى المولد النبوي سبق له تناولها على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث أكد أنه سبق أن حذر من خطورة الفهم الخاطئ لصحيح الدين الإسلامي الحنيف وقيم الإسلام وثوابته، مؤكدا أن تصويب المفاهيم وتوضيح حقائق الأمور من شأنه المساهمة في معالجة مشكلة التطرف.
سافر لاودر في السنوات الأولى التي كان فيها نتنياهو رئيسا للحكومة إلى دمشق كي يعرض على الرئيس حافظ الأسد برنامج السلام الإسرائيلي
في السنوات الماضية، اعتُبر لاودر أمين سر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لكنه أيضا اعتُبر خصمه. وفقا لمعطيات مجلة فوربس، يعتبر لاودر أحد أثرياء العالم وتُقدّر ثروته بأكثر من 3 مليار دولار. ويسيطر على إمبراطورية منتجات التجميل التي أنشأتها أمه، إستي لاودر.
كان لاودر في السابق المبعوث السري لنتنياهو للتواصل مع النظام السوري. وفقا لعدة تقارير، سافر لاودر في السنوات الأولى التي كان فيها نتنياهو رئيسا للحكومة الإسرائيلية بين عامي 1996-1999، إلى دمشق كي يعرض على الرئيس حافظ الأسد برنامج السلام الإسرائيلي للانسحاب الجزئي من هضبة الجولان.
يمتلك لاودر نسبة من القناة العاشرة الإسرائيلية، والتي تبث الكثير من المضامين الانتقادية لنتنياهو. حسب ما تدعيه إسرائيل، منذ أن بثت في القناة تقرير تحقيقي عن سفريات نتنياهو الكثيرة لخارج البلاد، انقطعت الصلة بين الاثنين. قرر لاودر فيما بعد أن يتنازل عن حصته في القناة وتوقف عن ضخ المال لها.
يدعي الصحفي الإسرائيلي بن كسبيت أنه “في أيلول الماضي أهان نتنياهو لاودر حين جعله ينتظر أكثر من ساعتين في ردهة فندق في نيويورك للقاء مصالحة، والذي لم يتم”. وفقا لكسبيت، لم يكن اللقاء أمس مع السيسي باسم نتنياهو.
بل إن لاودر نفسه يتهرب من الرد على التقارير فيما يتعلق بالقطيعة بينه وبين نتنياهو. في مقابلة للقناة الإسرائيلية الثانية، قال لاودر مؤخرا: “كنت صديقا لنتنياهو خلال 35 سنة، آمل أن أكون صديقا له 35 سنة أخرى على الأقل. ينبغي علي أن أقول: إنه رئيس حكومة ممتاز، أنا أدعمه. لقد برع في إيصال رسائله للشعب الأمريكي وغيره في كل العالم. حين يُلقي خطابا، يعرض إسرائيل بأحسن صورة ممكنة”.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني