نجم النت نصير ياسين (Instagram / nasdaily)
نجم النت نصير ياسين (Instagram / nasdaily)

نجم النت المسلم يفاجئ متابعيه: “اكتشفت أنني يهودي”

في مقطع فيديو رفعه على الفيس بوك، نقل الشاب نصير ياسين، صاحب صفحة "Nas Daily"، إلى ملايين المتابعين معلومات مفاجئة عن أصوله الدينية

وُلد نصير ياسين، نجم النت المشهور والملقب بـ “Nas Daily”، في إسرائيل لوالدين مسلمَين، ولكنه قرر مؤخرا إنجاز فحص DNA لمعرفة أصوله الوراثية. كشف ياسين عن النتائج المفاجئة أمام ملايين متابعيه في الفيس بوك، رافعا مقطع فيديو أعلن فيه أن: “%1 من المادة الوراثية (‏DNA‏) لديّ يعود إلى أصل يهودي أوروبي”.

“تفاجأت عندما حصلت على الإجابة”، قال ياسين في مقطع الفيديو الذي نشره هذا الأسبوع. “يتوقع الكثيرون من المسلمين أو الفلسطينيين ألا يحبوا اليهود، ولكن هذا غير ممكن، لأن هذا يتطلب مني ألا أحب نفسي، رغم أن أحبي نفسي!”، قال ياسين. في أسفل مقطع الفيديو, الذي حظي بآلاف المشاركات وردود الفعل، قال ياسين: “أعرف أني لست يهوديا. أعرف %110 أني وُلدت مسلما… ولكن %1 هي نسبة هامة جدا!”.

https://www.facebook.com/nasdaily/videos/965864366899049/

حظي ياسين, ابن الـ 26 عاما من قرية عرابة في الجليل الأسفل, بشهرة وبدأ يتابعه الكثير من المتصفحين بعد أن ترك عمله في نيويورك وبدأ يتنزه في العالم وينشر مقاطع فيديو مدتها دقيقة في صفحته على الفيس بوك كل يوم. يتمتع 4 ملايين متابعيه بمقاطع الفيديو المسلية من أنحاء العالم، ولكن يقضي ياسين وقتا طويلا في أحضان عائلته في إسرائيل أيضا. في الأسابيع الماضية نشر ياسين عددا من مقاطع الفيديو حول إسرائيل والضفة الغربية، ومن بينها مقطع الفيديو حول مدينة إيلات الاستجمامية ومقطع فيديو آخر حول مدينة روابي الفلسطينية الجديدة.

في أحيان قريبة، بعد أن يصل ياسين إلى إسرائيل، يقيم لقاءات مشتركة للإسرائيليين والفلسطينين، كما فعل في شهر حزيران الماضي في القدس، عندما شهدت المدينة توترات كثيرة.

https://www.facebook.com/nasdaily/videos/963384657147020/

اقرأوا المزيد: 232 كلمة
عرض أقل
لقاء إسرائيلي فلسطيني في مدينة روابي لدفع مبادرات الهايتك في المدينة الحديثة (فيسبوك)
لقاء إسرائيلي فلسطيني في مدينة روابي لدفع مبادرات الهايتك في المدينة الحديثة (فيسبوك)

تعاون إسرائيلي – فلسطيني لدفع ال “هايتك” في مدينة روابي

نظم صندوق إسرائيلي لقاء لكبار المسؤولين في الشركات العالمية الدولية مع مسؤولي شركات التكنولوجيا الفائقة الفلسطينية في مدينة روابي

في ظل التوتر بسبب إعلان ترامب والاحتجاج الذي أعقبه، نظم صندوق رأسمالي إسرائيلي زيارة لكبار المسؤولين من الشركات الدولية في الدفيئة التكنولوجية في مدينة روابي الفلسطينية. ضم الوفد كبار المسؤولين من الشركات الدولية العملاقة، مثل “سيسكو”، الشركة الأمريكية لتكنولوجيا المعلومات، وكان هدفه فحص إمكانية التعاون مع رجال الأعمال من الشركات الناشئة الصغيرة الفلسطينية.

بدأت الشراكة بين الشركات الفلسطينية والشركات الدولية العملاقة بمبادرة صندوق رأس المال المغامر JVP الإسرائيلي، الذي يرأسه عضو سابق في الكنيست، أريئيل مرجليت. وفي معرض حديثه عن المبادرة قال مرجليت إنه يؤمن بقدرات رواد الأعمال الشباب موضحا: “أعتقد أن رجال الأعمال هم مَن سيُحدث التغيير في المنطقة حتى قبل السياسيين. هناك العديد من الشباب في العالم العربي الذين يرغبون في التعاون في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والمجالات الكبيرة الأخرى التي تحتاجها هذه المنطقة. ورجال الأعمال الشباب هم القادرون على إعادة بناء الجسور التي دمرها السياسيون”.‎ ‎

رئيس صندوق رأس المال JVP الإسرائيلي، أريئيل مرجليت (Flash90 / Miriam Alster)

خلال الاجتماع، أعجِبَ ممثلو الوفد بمستوى الدافعية الخاص الذي أعرب عنه موظفي الشركات ورغبتهم في إثبات قدراتهم. وقال دانيئل كارب، وهو عضو بارز في شركة “سيسكو” الأمريكية الذي شارك في اللقاء، “نشهد هنا براعم تشهد على التطور في البيئة التي يمكن أن تنمو فيها الشركات. يبدي هؤلاء المبادرون رغبة في النجاح والتقدم. في وسع هذه الأمور معا خلق شركات كبيرة”.

رغم أن سوق التكنولوجيا الفائقة الفلسطينية في مراحله الأولى، إلا أنه بدأ يتقدم ويتطور، ويحاول الخبراء الفلسطينيون التعلم من التجربة الإسرائيلية لخلق صناعة تكنولوجية متطورة.

تأسست الدفيئة التكنولوجية في مدينة روابي الشابة بمبادرة الملياردير الفلسطيني، رجل الأعمال بشار المصري، الذي كان أيضا رجل الأعمال الذي اهتم بإقامة المدينة ذاتها. تُعرَض مدينة روابي، التي بُنيت في عام 2009 شمال غرب مدينة رام الله، كعلامة على نوعية الحياة الحضرية والحديثة للسكان الفلسطينيين، ومن المفترض أن تكون محركا اقتصاديا هاما من شأنه أن يخلق الآلاف من فرص العمل الجديدة.

أوضح المصري، الذي شارك في الاجتماع قائلا: “إن السوق الفلسطيني صغير جدا ولديه خيارات قليلة. على المبادرين التطلع خارج هذا السوق، وهذا هو الغرض من اللقاء ونحن نسعى إلى إظهار ما هو موجود في الخارج”. ‏‎ ‎

رجل الأعمال بشار المصري في مدينة روابي (Flash90 / Hadas Parush)

وأكد مديرو الشركات الفلسطينية خلال الاجتماع على أن صناعة التكنولوجيا الفائقة لا تعتمد على الوضع الأمني المتقلب، لأنها تحدث عبر الهواء والإنترنت، وبالتالي يمكن أن تعمل بشكل جيد في الواقع الجيوسياسي الهش.

اقرأوا المزيد: 347 كلمة
عرض أقل
مدينة المستقبل الفلسطينية "روابي" (AFP)
مدينة المستقبل الفلسطينية "روابي" (AFP)

الروابي: 5 حقائق حول مدينة المستقبل الفلسطينية

عشرات آلاف الفلسطينيين من أبناء الطبقة الوسطى سينتقلون للسكن قريبًا في المدينة الفلسطينية المخطّطة الأولى. مدينة برجوازية بنمط حياة متقدّم. بين رام الله والقدس أقيم حيّ فلسطيني جديد وواعد

تقريبا دون الانتباه، في جبال الضفة الغربية، بين رام الله والقدس، قامت المدينة المخطط لها الأولى التي تم بناؤها في السلطة الفلسطينية: روابي.

بعد سنوات طويلة من التأخير والتي اشتملت على توصيل منازل المدينة بشبكة المياه وتوسيع الطرق الموصلة إلى المدينة؛ إن الألف شقة الأولى جاهزة فعلا ومن المتوقع أن يتم السكن فيها حتى نهاية شهر أيلول. في المرحلة القادمة من المشروع، يُفترض أن تحتوي المدينة على نحو 6,000 وحدة سكنيّة حيث سيصل عدد السكان إلى نحو 25 ألفًا. في المرحلة النهائية، والتي تبدو الآن بعيدة قليلا سيعيش في روابي نحو 40 ألف مواطن.

روابي (Wikipedia)
روابي (Wikipedia)
مدينة المستقبل الفلسطينية "روابي" (AFP)
مدينة المستقبل الفلسطينية “روابي” (AFP)

السفر من تل أبيب (إحدى المدن الثلاث الكبرى في إسرائيل) إلى روابي بسيط وخالٍ من الحواجز. ترافق لافتات التوجيه إلى المدينة الفلسطينية الجديدة المسافرين باللغات الثلاث (إحداها هي العبرية).

المدينة الجديدة قريبة من المدن الفلسطينية الكبرى: تبعد مدة 10 دقائق سفر من بير زيت ومن جامعتها الكبيرة، 20 دقيقة من رام الله، نصف ساعة من نابلس. بعد بضعة أمتار فقط من مستوطنة عطيرت، تظهر للعيان المدينة النامية بسرعة وسط المنطقة “أ”، الواقعة تحت سيطرة فلسطينية كاملة.

روابي (Wikipedia)
روابي (Wikipedia)

إليكم بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول مدينة المستقبل التي تحاول إيجاد نمط حياة جديد تماما لكلا الشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي على حدّ سواء:

1. هناك نحو 6,300 كيلومتر مربّع من الشوارع النظيفة، الحدائق الخضراء، مدرّج ضخم، ملعب رياضي، أرصفة واسعة ومنظر مذهل من كل مكان.

مدينة المستقبل الفلسطينية "روابي" (AFP)
مدينة المستقبل الفلسطينية “روابي” (AFP)

2. تم تخطيط روابي مع الكثير من التفكير للحفاظ على جودة حياة مرتفعة لسكانها ويشمل ذلك استخداما كبيرا للطاقة الخضراء. يمكن العثور في المدينة أيضًا على أماكن لقضاء الوقت مثل المطاعم، دور سينما بالمعايير الدولية، محلات الأزياء، بنوك، مدارس، مكتبة، خدمات صحيّة ومركز للشرطة.

مشير المصري (AFP)
مشير المصري (AFP)

3. المبادر إلى المشروع هو رجل الأعمال الفلسطيني – الأمريكي بشار المصري، الذي استثمر بالفعل نحو 1.2 مليار دولار. ورغم ذلك، حتى لو بيعت جميع الشقق وفقا للمخطط، فهناك شكّ إذا ما كان ذلك استثمارا اقتصاديّا مجديًا. لا يرغب المصري بأن يتم شراء شقق للاستثمار في مشروعه. فضلا عن ذلك، فهو يرغب بألا يضطرّ كل من ينتقل للسكن في المدينة إلى الخروج منها كل صباح للعمل؛ لا يرغب بأن يبني “مدينة للنوم”. حتى الآن يستهدف المصري الطبقة الفلسطينية الوسطى والعرب الإسرائيليين الذين يرغبون بتعزيز معيشتهم. تم تمويل المشروع بواسطة شركة المصري وشركة أخرى تملكها حكومة قطر بشكل تامّ.

مدينة المستقبل الفلسطينية "روابي" (AFP)
مدينة المستقبل الفلسطينية “روابي” (AFP)

4. تبلغ أحجام الشقق في المدينة بين 90-230 مترا، حيث تتراوح الأسعار بين 60-180 ألف دولار للشقّة، ويتم بيعها في مركز استضافة فاخر.

5. حتى قبل البدء ببناء المدينة، زعم مسؤولون في الشاباك والموساد، أنّ موقع المدينة يشكّل تهديدا محتملا لإطلاق الصواريخ باتجاه مطار بن غوريون المجاور.‎ ‎عمليًّا، اختير موقع المدينة من ثلاثة مواقع اقترحتها إسرائيل، تحت توجيه وزير الدفاع إيهود باراك. وتثير المدينة جدلا أيضًا في أوساط السكان الفلسطينيين. بالنسبة لمؤيديها، تعتبر رائدة في بناء الأمة.‎ ‎وباعتبارها مشروع التنمية الخاص الأكبر في السلطة اليوم، تُقدّم كمحرّك اقتصادي سيوفّر آلاف فرص العمل الجديدة، والذي يحمل بشرى جديدة لجودة حياة مدنية وعصرية للمجتمع الفلسطيني ومصدرا للفخر الوطني. في المقابل، يعتبرها منتقدوها “مستوطنة فلسطينية”. وهم يشيرون إلى كونها مكانا للسكن الحصري والمنقطع عن بيئته، والذي يستبعد غالبية السكان الفلسطينيين ويفرق بين أغنياها وفقراها ‎ ‎

اقرأوا المزيد: 480 كلمة
عرض أقل
مدينة روابي قيد التشييد (Hadas Parush/Flash 90)
مدينة روابي قيد التشييد (Hadas Parush/Flash 90)

إسرائيل توافق على ربط مدينة “روابي” بالمياه والمشروع ينتقل إلى مرحلة الإسكان

رجل الأعمال الفلسطيني، بشار المصري، يتنفس الصعداء بعد أن وافقت إسرائيل على ربط مدينة "روابي" بالمياه ويدعو الإسرائيليين إلى زيارة المدينة الفلسطينية الحديثة

04 مارس 2015 | 11:20

تطور إيجابي في مشروع المدينة الفلسطينية “روابي” الواقعة بين مدينة رام الله والبيرة- وافقت الحكومة الإسرائيلية قبل أيام، بعد مماطلة طويلة، وبأمر من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على ربط المدينة الفلسطينية “روابي” بالمياه، ما معناه أن المشروع الإسكاني الذي بهر الفلسطينيين والإسرائيليين بتصميمه الحديث، سيواصل تقدمه، منتقلا إلى مرحلة استيعاب سكان جدد بعد فترة جمود طويلة.

وقال رجل الأعمال الفلسطيني، بشار المصري، فور سماع الخبر من وسائل الإعلام الإسرائيلية “لقد اتصلت بمنسق العمليات في الأراضي الفلسطينية، بولي موردخاي، والذي أبلغني أن القرار صدر من رئيس الحكومة ولا أحد يستطيع الاعتراض على هذا القرار”.

الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون يزور روابي (Flash90/Issam Rimawi)
الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون يزور روابي (Flash90/Issam Rimawi)

وكان المصري قد خطط قبل 7 سنوات لبناء مدينة فلسطينية حديثة، وبعد أن حصل على تمويل من قطر باشر في حفر الأسس للمدينة. والآن يستطيع المصري الذي بدأ في عرض الشقق للبيع قبل سنيتن أن يسلم مفاتيح الشقق للمقتنيين. وقال المصري لوسائل الإعلام الإسرائيلية “أنا مسرور الآن”. وأعلن المصري أن إسكان المدينة سيبدأ في شهر مايو/ أيار هذا العام.

ويتوقع أن تستوعب المدينة الحديثة في المرحلة الأولى 639 عائلة فلسطينية كانوا قد اتقنوا شققا من قبل في المدينة. وقال رجل الأعمال الفلسطيني إنه يدعو الإسرائيليين إلى زيارة المدينة لكي يطّلعوا عن قرب كيف يبنون تجمعا سكنيا فلسطينيا، وكيف يصممون شققا بجودة عالية. وأضاف “إننا نستحق أن نعيش في مدينة جميلة، مثلما يعيش الإسرائيليون في مدن جميلة “.

وكان المصري قد واجه مصاعب كبيرة في طريقه إلى إنجاز المشروع، وليس فقط من الجانب الإسرائيلي، فقد اتهمت جهات فلسطينية المصري بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد أن علموا أنه يتعامل مع شركات إسرائيلية لبناء المشروع الإسكاني الكبير.

ورحّبت الإدارة الأمريكية، ومنظمات يهودية في الولايات المتحدة، بقرار رئيس الحكومة الإسرائيلي إزالة عائق المياه الذي منع حتى الساعة إسكان المدينة.

اقرأوا المزيد: 263 كلمة
عرض أقل
مدينة روابي قيد التشييد (Hadas Parush/Flash 90)
مدينة روابي قيد التشييد (Hadas Parush/Flash 90)

دعوات إسرائيلية لربط المدينة الفلسطينية “روابي” بالمياه

ناشد رئيس الدولة الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية ربط المدينة الفلسطينية "روابي" بالمياه فورا، وصحيفة "هآرتس" تنتقد ازدواجية الحكومة في تعاملها مع القضية

17 فبراير 2015 | 14:43

تشغل قضية ربط المدينة الفلسطينية “روابي” الواقعة بين مدينة رام الله والبيرة الإسرائيليين في هذه الأيام- تطرق رئيس الدولة الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، اليوم، خلال المؤتمر الإسرائيلي للديموقراطية، إلى قضية ربط المدينة الفلسطينية بالمياه قائلا إن ربط “روابي” بالمياه مصلحة إسرائيلية ويجب إتاحة اتمام المشروع على وجه السرعة من باب الجيرة الحسنة مع الفلسطينيين.

وقال ريفلين: “سيتحقق السلام (بين الإسرائيليين والفلسطينيين) حين نعيش سويا دون أن نهددهم أو يهددونا. يجب علينا بناء الثقة”. وأضاف ” من وجهة نظري “روابي” هي مصلحة واضحة لإسرائيل كدولة صهيونية”. وتابع “لنضع الفلسطينيين جنبا الآن، روابي جيدة لدولة إسرائيل. نحن نريد جيران يقدرون على إعالة أنفسهم بأنفسهم وتأمين مستوى معيشة عال. يجب أن نعطيهم المياه، مثلما نزود المياه للمستوطنات”.

وتواجه المدينة الفلسطينية الأولى روابي في الراهن أزمة ربطها بالمياه، مما يحد من إسكان المشروع، إذ يجب على إسرائيل أن توصلها بالمياه بموجب اتفاقية أوسلو، لكن وزير البنى التحتية، سيلفان شالوم، يعيق تنفيذ الخطوة بإدعاء أن الفلسطينيين يرفضون المشاركة في اجتماعات لجنة المياه المشتركة للفلسطينيين والإسرائيليين، لأنها تصادق على تزويد المستوطنات بالمياه ضمن مهامها.

وخصصت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقال الافتتاحية، اليوم الثلاثاء، لطرح قضية “روابي”، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بربط روابي بالمياه دون مماطلات إضافية، كاشفة أن الحكومة الإسرائيلية تعاقب الفلسطينيين عن طريق قضية المياه في روابي، وذريعتها أن الفلسطينيين ينتهكون اتفاقية أوسلو بينما تنتهك إسرائيل الاتفاقية دون انقطاع.

وقالت “هآرتس” إن المشكلة الكامنة في قرار الحكومة الإسرائيلية أنها رغم عدم انعقاد جلسات لجنة المياه المشتركة، فهي تصادق على ربط المستوطنات بالمياه. إضافة لذلك فإن منسق العمليات في الضفة الغربية صادق على ربط روابي بالمياه قائلا إن المدينة تشكل حلا رائعا لمشكلة الإسكان في الضفة.

اقرأوا المزيد: 253 كلمة
عرض أقل
الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون يزور روابي (Flash90/Issam Rimawi)
الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون يزور روابي (Flash90/Issam Rimawi)

هوية مدنية فلسطينية جديدة في روابي

تعتبر المدينة الفلسطينية الجديدة قرب رام الله، روابي، في نظر المبادرين إليها، فرصة ذهبية لنقل التاريخ المدني الفلسطيني إلى مسار جديد، في الطريق إلى الدولة المستقبلية

في نهاية الأسبوع الماضي، تقرّر أن يكون اسم الميدان الذي سيستقبل القادمين من أبواب المدينة الفلسطينية الجديدة على اسم المدينة نفسها: ميدان “روابي”. وكان مئة ألف من زوار صفحة المشروع في موقع الفيس بوك هم من اتخذوا قرار هذه التسمية واستبعدوا التسميات الأخرى التي كانت مقترحة مثل: “الزيتونة” و”الكروم”، وهم محتلنون أسبوعيًا بتقدم عملية البناء. هذا التصويت، الأول بين ثلاث عمليات تصويت، وهو جزء من البناء التسويقي المتقن الذي يجعله أكثر بريقًا من مجرد مشروع هندسي، وذلك من خلال الموقع الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وصفحة فيس بوك ومجموعة متنوعة من التغطيات الإعلامية. من المفترض أن تكون روابي، كما يقول شعارها، مكانًا لـ “السكن، العمل والحياة”، طريقة جديدة للعيش نحو الدولة الفلسطينية المستقبلية. وإذا كان الأمر كذلك، فإنّ هناك وظيفة مهمة لاختيار الأسماء التي تكسب المدينة أهمية في تحديد طبيعتها المستقبلية.

إضافة إلى الجوانب الديموغرافية والسياسية، علينا أن نفهم بناء المدينة الجديدة على خلفية التاريخ العمراني الفلسطيني منذ 1948. لقد فرقت الحرب شريحة النخبة المدنية الفلسطينية، بما في ذلك القدس، يافا، حيفا، الرملة وطبريا. وفي إسرائيل، تحوَلت الأقليات العربية من السكان الذين بقوا في المدن أو نقلوا إليها كلاجئين، إلى أقلية ذات مستوى متواضع. وبالإضافة إلى ذلك، لم تجذب المدن اليهودية بعد عام 1948 إليها العرب القرويين، مما أدى إلى دخول الخدمات المدنية إلى داخل القرى وإلى زيادة هائلة في عدد سكانها. وقد اعتبرت دولة إسرائيل مع الوقت بعض هذه القرى مدنًا، رغم أنها كانت تفتقد أي طابع اجتماعي أو اقتصادي مدني. هكذا تكونت القرى العربية داخل إسرائيل بشكلها الحالي بحيث تكون نوعًا من القرية المدنية أو المدينة القروية.

إحدى المزاعم المنتشرة ضد سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه السكان العرب هي أنها تعتمد اتجاها واضحًا لـ “عدم التمدن”، أو منع عملية التمدين “الطبيعي” الذي يطبق على سكان الدولة اليهود. وكذلك الأمر في مناطق الضفة الغربية بعد عام 1948 كانت هناك عقبتان في طريق تطور البيئة والمجتمع المدني. كانت العقبة الأولى هي شريحة اللاجئين الكبيرة التي اعتمدت تدريجيًا على المدن الكبرى. أما العقبة الثانية فكانت سياسة الإهمال المتعمد من جانب الحكومة الهاشمية، التي سيطرت على الضفة الغربية بين عامي 1948 و 1967، والتي كانت تهدف إلى إضعاف مدن الضفة وتقوية مدن شرقي الأردن. وهكذا، منذ عام 1948، وقفت الصعوبات والعراقيل أمام عمليات التمدن والتنمية الحضرية الفلسطينية، سواء في إسرائيل أو في الضفة الغربية.

اعمال البناء للبنية التحتية في روابي (Flash90/Issam Rimawi)
اعمال البناء للبنية التحتية في روابي (Flash90/Issam Rimawi)

وقد تبلور هذا الفهم في السنوات الأخيرة، وعلى أساسه تنمو في الخطاب الفلسطيني الرؤية في تغيير رواية اللجوء التي تطالب بالعودة إلى الديار في القرية، وإلى شجرة الليمون في البستان. لقد أدت التجربة “القروية” الحالية ومحاولة إضفاء الرومانسية على الماضي الفلسطيني، كما يقال، إلى بناء ذاكرة يكون بحسبها المجتمع الفلسطيني مجتمعًا قرويًا فقط، حيث تم في الواقع نسيان الحياة المدنية أو تناسيها.

يمكننا أن نفهم مشروع المدينة الجديدة روابي كجزء من محاولة فتح صفحة جديدة في التاريخ المدني الفلسطيني. وبذكاء كبير اختار المبادر إلى المشروع، رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، ألا يحاول إعادة يافا العربية، أو استنساخ رام الله أو بناء مانهاتن الفلسطينية. وبصفتها مدينة مخطط لها مسبقًا من الألف إلى الياء، فقد استمدّ المصري الإلهام من مدينة موديعين الإسرائيلية، واختار تأسيس مدينة سكنية لأبناء الطبقة الوسطى الحالية، وهي جيل من العائلات الفلسطينية الشابة التي ترى مستقبل أولادها في دولة فلسطينية حديثة.

ومن خلال فهمه بأنّ الأسماء والمصطلحات لا تستمدّ من الواقع فحسب بل تشكل هذا الواقع، سعى المصري إلى أن يضفي على المدينة طابعًا يتمثّل بتسمية أجزاء المدينة. لقد تعلم الفلسطينيون جيدًا من جيرانهم اليهود بأن عملية التسمية هي عمل سياسي بحد ذاته، ولذلك فمن الواجب أن يتم استثمار الفكر فيها.

اختار المصري تحديد مسار خاص. ومن خلال اختيار الاسم النهائي “روابي” (وتعني التلال) استبعد أسماء أخرى مثل “مدينة عرفات” أو “مدينة الجهاد”، وربط بين المدينة كرمز للبنية الجديدة، وبين التضاريس التي تشكل المنطقة. وتمت كذلك تسمية أحياء المدينة بأسماء فريدة، وربما غريبة بعض الشيء، والتي أخذت من لغات سامية قديمة: “مكتمة”، “صوان”، “إكشاف”، “ترصة”. إن اختيار اللغات غير المتداولة – وتحديدًا الأكادية والآرامية – يهدف إلى الرمز للعلاقة بين المدينة والماضي الفلسطيني “الكنعاني”. ويهدف الادعاء الفلسطيني الذي يقول إن أصول الفلسطينيين تعود للكنعانيين إلى دحض الادعاء اليهودي الذي يدعي عن وجود علاقة تاريخية مع أبناء يعقوب (إسرائيل) الذين سكنوا المنطقة، وللتأكيد على أقدمية الفلسطينيين. ويمثّل هذا الادعاء صيغة هجومية، وذلك على ضوء الموقع الجغرافي لمدينة روابي المجاور للمستوطنات: حلميش (نافي تسوف)، عطيرت، عفرة وبيت إيل.

مبعوث الرباعية، توني بلير، خلال زيارته لمدينة روابي (Flash90/Issam Rimawi)
مبعوث الرباعية، توني بلير، خلال زيارته لمدينة روابي (Flash90/Issam Rimawi)

وأطلق على أحياء أخرى في مدينة روابي أسماء “وروار”؛ وهو اسم عربي لطائر محلي، و”دليم”؛ وهو اسم قبيلة عربية مهمة في سوريا والعراق. وتم إعطاء النماذج المختلفة من المباني في مدينة روابي أسماء عربية مثل “مرمر”، “بلور”، “زان” أو “وتر”. وتؤكد الأسماء العربية التي اختيرت ذلك الاتجاه لربط المدينة بالطبيعة التي تحيط بها وللخصائص العربية الأصولية، مع تجنب وجود صلة مباشرة مع رموز الصراع الفلسطيني من العهد السابق. ويبدو على الأقل حتى الآن أن هذه الأسماء مفضلة على ميدان أو شارع “الشهداء” الشائع في مدن أخرى، وعلى الإشارة إلى أحداث وشخصيات من التاريخ الفلسطيني المعاصر.

ومن المقرر حتى نهاية السنة أن تسكن الـ 600 عائلة الأولى في أحياء “الصوان” و”مكتمة” في روابي. وستكون هذه فرصة مهمة لرفع التاريخ المدني الفلسطيني إلى مسار جديد، في الطريق إلى الدولة المستقبلية. ويعتقد بناة مدينة روابي بأنه من أجل حدوث ذلك يجب قطع الصلة بين تجربة السكن في المدينة الجديدة وبين المدن الفلسطينية التقليدية وبينها وبين عالم مصطلحات الصراع المشحون. وستخبرنا الأيام إن كانت المصطلحات “الرقيقة” التي عرفت بها أجزاء المدينة المختلفة ستساعد في إيجاد هوية فلسطينية جديدة.

نشر المقال على موقع Can Think،  والمختص في شؤون الشرق الأوسط. ونضيف أن الموقع “Can Think” هو مشروع مستقل، لا يمت بصلة إلى أي جهة سياسية أو اقتصادية، ويعمل بموجب نموذج اشتراكي. الكُتاب والعاملون في الصحيفة هم أكاديميون، يقدمون تحليلات موضوعية من منظور بحثي.

اقرأوا المزيد: 885 كلمة
عرض أقل