رفيق الحريري

الحرب الأهلية اللبنانية (Wikipedia)
الحرب الأهلية اللبنانية (Wikipedia)

بعد أربعين عاما: حرب أهلية أخرى في لبنان؟

يُحيي لبنان ذكرى مرور 40 عاما على اندلاع الحرب الأهلية المشبعة بالدماء. ذكريات مؤسفة لا تزال معشّشة في رؤوس اللبنانيين، الصراع الطائفي آخذ في الازدياد فحسب ووفقا لبعض المحلّلين فمن المحتمل أن تندلع حرب أهلية جديدة في أية لحظة

هذا الأسبوع، يتم إحياء ذكرى مرور 40 عاما على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في أنحاء لبنان، في ظل الأزمة السياسية والاجتماعية التي تهدّد بإعادة الحرب إلى الشوارع. اندلعت الحرب بعد عشرات السنين التي تمّ فيها الحفاظ على التوازن الدقيق بين المسلمين والمسيحيين في بلاد الأرز، توازن قرّر أن يكون الرئيس دائما مسيحيّا – مارونيّا، ورئيس الحكومة مسلما – سنّيا ورئيس البرلمان مسلمًا شيعيّا. كان التوتّر الطائفي في البلاد والذي يوجد فيه فسيفساء بشرية معقّدة في الأجواء دائما.

في 13 نيسان 1975 اشتعلت الصراعات حول التشكيل الطائفي للنظام السياسي في البلاد، وكذلك حول القضية الفلسطينية، بين معسكر اليسار اللبناني المسلم؛ “الحركة الوطنية” بقيادة الزعيم الدرزي الاشتراكي، كمال جنبلاط، حليف منظمة التحرير الفلسطينية، وبين اليمين اللبناني ذي الغالبية المسيحية المارونية؛ “الجبهة اللبنانية” برئاسة حزب بيار الجميّل ونجله بشير الجميّل. أراد المعسكر الأول تغيير الوضع السياسي الراهن في البلاد، بينما أراد المعسكر الثاني الحفاظ عليه.

صورة شهيرة لمجزرة الكرنتينا (Wikipedia)
صورة شهيرة لمجزرة الكرنتينا (Wikipedia)

جرت في ذلك اليوم نزاعات عنيفة في بيروت بين الفلسطينيين من أعضاء الميليشيات العسكرية وبين المسيحيين، جرّت البلاد إلى النيران المشتعلة. حوّلت المجازر من كلا الطرفين البلاد سريعًا إلى ساحة للصراعات الإقليمية، العربية والدولية، حيث تدخّل الجيش السوري أيضًا. بعد تدخّل منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا في لبنان، تدخّلت إسرائيل في إحدى فترات الحرب وساعدت مقاتلي الميليشيات المسيحية.

تسبّبت الحرب، التي استمرّت في الواقع حتى احتلال بيروت من قبل الجيش السوري عام 1990، بموت نحو 150,000 شخص وغياب أكثر من 17,000 شخص

بدأ التدخّل الإسرائيلي بدخول لبنان في آذار 1978، في أعقاب التفجيرات التي نفّذها فلسطينيّون داخل إسرائيل. انسحبت إسرائيل في أعقاب قرار للأمم المتحدة، ولكنها عادت في حزيران عام 1982 إلى لبنان بعد محاولة اغتيال سفيرها في بريطانيا. بعد بضعة أشهر من ذلك نفّذت ميليشيات (الكتائب) المسيحية مجزرة بمئات السكّان الفلسطينيين في مخيّميّ اللاجئين صبرا وشاتيلا في بيروت الغربيّة.

انتهت الحرب بعد اتفاق الطائف الذي تمّ توقيعه عام 1989 بين الطرفين برعاية مباشرة من السعودية. تسبّبت الحرب، التي استمرّت في الواقع حتى احتلال بيروت من قبل الجيش السوري عام 1990، بموت نحو 150,000 شخص وغياب أكثر من 17,000 شخص. غادر البلاد مئات الآلاف وتضرّرت البنى التحتية بشكل كبير.

جذور الصراع لا تزال قائمة

خط الجبهة الفاصل بين المتقاتلين في بيروت 1982
خط الجبهة الفاصل بين المتقاتلين في بيروت 1982

مرّ 25 عامًا منذ انتهاء الحرب، وتُذكّرنا الأزمة السياسية السائدة في لبنان اليوم بالفترة المضطربة التي سبقت اندلاعها. منذ أشهر طويلة ولبنان يسير دون رئيس، والدور الإيراني في لبنان آخذ بالازدياد، ورّط تنظيم حزب الله لبنان في الحرب الأهلية السورية وتأجّجت المشاعر الطائفية بين السكان من جديد لتفرح طهران. بالإضافة إلى ذلك، فلا تزال الأسباب التي أدّت إلى تلك الحرب، كالعدد الكبير من اللاجئين في البلاد وعدم المساواة الاجتماعية – الاقتصادية؛ قائمة. يدلّ كل ذلك، وفقا لمحلّلين عرب، على أنّ جذور الصراع التي تسبّبت في الحرب عام 1975 قد تنفجر مجدّدا في أيّة لحظة وتعيدُ لبنان إلى مستنقع الحرب مرة أخرى.

ويخشى المحلّل السياسي لقمان سليم، الذي كان مجرّد طفل عندما اندلعت الحرب، جدّا من حرب أهلية أخرى تحوّم فوق لبنان في هذه الفترة. في مقابلة مع صحيفة العرب تساءل سليم: “لم إذا نحن (اللبنانيون) ينتهي كلامنا (أو حوارنا) سريعا، وكثيرا ما نستلّ السكاكين ونبدأ بشحذها ونهدد بها بعضنا البعض وصولا إلى القتل العادي”. لا يرى المحلّل مستقبل لبنان بشكل متفائل ويقول إنّ الديناميات الراهنة في لبنان هي ديناميات صراع جديد.

لافتة ضخمة عليها صورة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في مدينة جونية الى الشمال من بيروت في فبراير 2011 (AFP)
لافتة ضخمة عليها صورة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في مدينة جونية الى الشمال من بيروت في فبراير 2011 (AFP)

وينسب سليم السبب الرئيسي لاندلاع حرب مستقبلية محتملة في لبنان إلى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عام 2005. “بما ستوصف ذات يوم بأنّها الجد الأكبر لحرب قد تندلع في البلاد”، كما يتوقّع. “إذا راجعنا ما حصل خلال السنوات العشر الماضية سنرى عددا من النزاعات التي أخذت أحيانا أشكالا عنيفة أو غير عنيفة، لكن كان يتم احتواؤها في اللحظات الأخيرة أو تجميدها”، في الطبقات السفلية للمجتمع اللبناني ومنذ ‏2005‏ وصولا إلى اليوم، مرورا بابتلاع الانتفاضة في سوريا التي اندلعت عام ‏2011‏، ونجاح النظام في تحويلها إلى حرب أهلية، فإنّ مكونات النزاع تزداد حدة”. وهو يتوقع أن الصراع في لبنان قد ينفجر “في أية لحظة وبأي شكل”.

“اللبنانيون استقوا العبرة من الماضي”

وتظهر من كلام سليم الخشية من أن يجرّ تدخّل تنظيم حزب الله في الحرب في سوريا بجانب قوات بشار الأسد، بخلاف موقف الشعب، أن يجرّ البلاد إلى أتون الحرب. يدعو سياسيون لبنانيون، في هذه الأيام، حزب الله إلى الخروج من سوريا، والتوقف عن التدخّل في الصراعات الإقليمية في العراق واليمن ونزع سلاحه، وإلا فإنّ خطر حرب أهلية أخرى في لبنان سيكون كبيرا.

جنازة لمقاتلي حزب الله الذين قتلوا في معارك مع جبهة النصرة في سوريا (AFP)
جنازة لمقاتلي حزب الله الذين قتلوا في معارك مع جبهة النصرة في سوريا (AFP)

في المقابل، نفى المحلّل السياسي اللبناني إيلي الحاج، الذي كان عمره 15 عاما عند اندلاع الحرب، في مقابلة مع صحيفة العرب احتمال أن يعاني اللبنانيون من حرب مماثلة في المستقبل القريب، وقد نسب موقفه إلى أنّ قلوبهم لا تزال تحمل مرارة تلك الحرب الأهلية. ويتّهم الحاج النظام السوري حينذاك برئاسة حافظ الأسد في إشعال فتيل الحرب، ولكنّه قال إنّ لبنان بعيد اليوم عن اندلاع حرب أهلية جديدة.

“استقى اللبنانيون العبرة من الماضي”، هكذا شرح الحاج، مضيفا أنّ الشيعة أيضًا يحذّرون من الدخول في حرب جديدة. بحسب كلامه، فإنّ قيادة حزب الله تعلم أنّه في لحظة اندلاع حرب أهلية أخرى؛ فستكون تلك نهايتها، “لبنان لا يمكن أن تحكمه فئة عسكرية”، ولأنّ الفصائل الأخرى ستتجمّع وتمنع ذلك. “أيا من طوائف لبنان وأحزابه ليس لها من مصلحة أن تخوض حربا جديدة، وهم جميعا يتفادونها ولا يضعونها في حساباتهم”.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدل نيوز

اقرأوا المزيد: 809 كلمة
عرض أقل
رستم غزالي: رجل الظلال في نظام بشار الأسد (AFP PHOTO/Louai BESHARA)
رستم غزالي: رجل الظلال في نظام بشار الأسد (AFP PHOTO/Louai BESHARA)

رستم غزالة: رجل الظلال في نظام بشار الأسد

وفقاً لمصادر عربية فان رستم غزالة، الشخصية الهامة التي كانت تُنفّذ مخططات الرئيس السوري، بشار الأسد، موجود في مستشفى في حالة موت سريري

علمت “العربية نت” من مصادر خاصة أن اللواء رستم غزالة رئيس الأمن السياسي السابق، موجود في المستشفى في حالة موت سريري. وأما عن قصة إقالة غزالة واختلافه مع رفيق شحادة “رئيس الأمن العسكري سابقا” ودخوله للمستشفى فقد طالت القصة الكثير من التكهن والأقاويل والإشاعات.

هذا وأكدت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية خلال اشهر فبراير إصابة اللواء غزالة في دمشق. وورد في التقرير أن النائب اللبناني عن حزب “البعث العربي الاشتراكي” عاصم قانصو المقرب من النظام السوري أكد أن غزالة مصاب ويعالج في مستشفى الشامي في دمشق.

اعتبر كثيرون هذا الرجل، الذي سيطر على لبنان سيطرة مُحكمة؛ حتى انسحاب الجيش السوري، والذي أدار الحرب الدموية التي يخوضها بشار الأسد في الحرب الأهلية، رمزًا للوحشية السورية.

انضم غزالة، الرجل السني ابن مدينة درعا المولود عام 1953، لسلاح المدفعية في الجيش السوري، والتحق بدورة ضباط في الاتحاد السوفيتي. استعان الجيش السوري بخبرته العسكرية لفرض الرعب على لبنان في فترة الحرب الأهلية في السبعينيات. دفعت خبرته هذه، بالقضية اللبنانية، بالرئيس الأسد لتعيينه رئيسًا للاستخبارات العسكرية في لبنان.

لم تُزعج الشائعات التي تتحدث عن أن غزالة يُسيطر على شبكة تجارة مُخدرات في البقاع اللبناني أحدًا. إنما بعد اغتيال رفيق الحريري تمت ممارسة ضغوطات كبيرة على السوريين، واضطروا لإخراج كل جيشهم من لبنان. رُستم أيضًا عاد إلى سوريا. يعتقد الكثيرون أن غزالة يتحمل مسؤولية كبيرة بقضية اغتيال الحريري. تم التحقيق معه بخصوص ذلك من قبل الأمم المُتحدة، والولايات المُتحدة أعلنت أنها جمدت ممتلكاته.

لقد أدرك الكل أيضًا بشار الأسد الذي كان يُدرك أن بإمكانه أن يعتمد على غزالة بكل ما يتعلق بلبنان، أنه يمكنه الاعتماد عليه فيما يتعلق بالحرب الأهلية التي هددت بإسقاط نظامه، وعينه مسؤولاً عن ريف دمشق. وفي وقت لاحق، قام الأسد بتعيينه رئيسًا لإدارة شعبة الأمن السياسي.

اتهم قياديون في حزب الله، في الصيف الماضي، غزالة بعدم التعاون معهم فيما يتعلق بالحرب في سوريا. نشرت صحيفة “القدس العربي” تصريحًا لمسؤول في حزب الله يتهم فيه السوريين: “شبابنا يُقتلون وأنتم تلتقطون الصور بعد التحرير”.

وورد في التقرير أن غزالة رد على المسؤول قائلا إنه لولا سوريا ما كان لحزب الله وجود أساسًا واتهم حزب الله بأنه يدفع للأعداء رشوة لينسحبوا دون قتال.

اقرأوا المزيد: 327 كلمة
عرض أقل
لافتة ضخمة عليها صورة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في مدينة جونية الى الشمال من بيروت في فبراير 2011 (AFP)
لافتة ضخمة عليها صورة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في مدينة جونية الى الشمال من بيروت في فبراير 2011 (AFP)

10 سنوات على قتل الحريري: لبنان لم ينفصل عن الأسد

يعتقد محللون في العالم العربي أن السنوات العشر التي مرت منذ اغتيال رئيس الحكومة الأسبق قد عزّزت من دور حزب الله وإيران في اتخاذ القرارات في لبنان

سيحيي لبنان غدا (السبت) الذكرى السنوية العاشرة لمقتل رئيس الحكومة رفيق الحريري، في الوقت الذي يواجه فيه تحديات سياسية وأمنية كثيرة على خلفية الصراع السوري وآثاره.

وسيشارك في الاحتفالات التي ستُقام في لبنان في ذكرى وفاة رئيس الحكومة جميع الأحزاب السياسية في لبنان سوى حزب الله، المتّهم بتورّطه في اغتياله، بمساعدة النظام السوري. وتستغل جهات عديدة في بلاد الأرز هذه الأيام من أجل الدعوة إلى الانفصال عن النظام السوري والحفاظ على السياسة اللبنانية المستقلّة والبعيدة عن التحالفات الإقليمية.

وقد أدى اغتيال الحريري، الذي حدث في شباط عام 2005، بدمشق إلى سحب قواتها من لبنان بعد نحو ثلاثة عقود من الوجود المكثّف. في تلك العقود الثلاثة لم يكن لسوريا تأثير كبير عل الحياة السياسية اللبنانية.

مكان قتل الحريري بعد القتل (AFP)
مكان قتل الحريري بعد القتل (AFP)

منح الانسحاب العسكري السوري للبنانيين أملا بأن تخرج بلادهم من دائرة تأثير عائلة الأسد. ولكن الأمل لم يتحقق. انقسم لبنان بعد مقتل الحريري بين محور معاد لدمشق ومحور مؤيد للنظام السوري والذي يتلقّى المساعدات من طهران. دفع هذا الانقسام البلاد إلى سلسلة من الأزمات التي واجهت صعوبة في الخروج منها.

تزايد الانقسام مع اندلاع الصراع الدموي في سوريا في آذار 2011 وعلى ضوء مشاركة حزب الله في هذا الصراع إلى جانب النظام السوري. فتحت تلك المشاركة لحزب الله في سوريا كوّة من التهديدات من قبل الإسلاميين المتطرّفين، وخصوصا في المنطقة الحدودية بين البلدين.‎ ‎وقد جرى في الفترة الأخيرة العديد من محاولات التسلّل من قبل المتطرّفين إلى داخل منطقة البقاع اللبناني، ممّا أدى إلى نشوب معارك دموية مع الجيش، قُتل فيها عدد من جنوده.

ولا تنعكس الآثار المترتّبة على الوضع في سوريا على التحدّيات الأمنية فحسب، وإنما تصل أيضًا إلى كرسي الحكم اللبناني. يعيش لبنان الآن، للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990) فترة طويلة دون رئيس. وذلك بسبب قرار حزب الله وحليفه ميشيل عون بمقاطعة جلسات لجنة الانتخابات.

“تدهورت البلاد منذ مقتل الحريري”، هذا ما قاله أحد سكان منطقة وسط بيروت حيث اغتيل رئيس الحكومة الأسبق لصحيفة العرب. ويعتقد محلّلون أنّ السنوات العشر التي مرّت منذ اغتياله قد عزّزت من دور حزب الله وإيران في الحياة السياسية في لبنان، إلى درجة أنّ هذا التنظيم الشيعي يتّخذ في العديد من المرات قرارات باسم لبنان حول الخروج في حرب أو التوقيع على سلام.

يقول هلال حشان، وهو أستاذ في العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، إنّ اغتيال الحريري “هو بمثابة انقلاب عسكري في لبنان”. بحسب كلامه، فقد كان لبنان في مسار معيّن وقطعت عملية الاغتيال هذا المسار لصالح مسار آخر؛ وهو المسار الإيراني. ويعتقد داود الأسير أيضًا، وهو المستشار السابق للحريري، بأنّه منذ عملية الاغتيال انضمّت لبنان إلى محور دمشق، طهران وحزب الله، وهو اتجاه مستمرّ حتى اليوم.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدل نيوز

اقرأوا المزيد: 411 كلمة
عرض أقل
لافتة ضخمة عليها صورة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في مدينة جونية الى الشمال من بيروت في فبراير 2011 (AFP)
لافتة ضخمة عليها صورة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في مدينة جونية الى الشمال من بيروت في فبراير 2011 (AFP)

تمديد عمل المحكمة الخاصة بمحاكمة قتلة الحريري ثلاثة اعوام اضافية

بدات محاكمة اربعة اعضاء في حزب الله الشيعي اللبناني في كانون الثاني/يناير 2014 في لاهاي غيابيا رغم المذكرات الدولية التي صدرت بحقهم، ذلك ان حزب الله يرفض التعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان

مدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة مهمة المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة محاكمة قتلة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 2005، ثلاثة اعوام اضافية.

وجاء في بيان للامم المتحدة ان هذه المحكمة التي انشئت في 2009 ومقرها لاهاي، ستواصل اعمالها حتى اذار/مارس 2018.

وبدات محاكمة اربعة اعضاء في حزب الله الشيعي اللبناني في كانون الثاني/يناير 2014 في لاهاي غيابيا رغم المذكرات الدولية التي صدرت بحقهم، ذلك ان حزب الله يرفض التعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان.

وقد وجه تقرير اولي اصابع الاتهام الى دمشق في الاعتداء الذي ادى الى مقتل الحريري و22 شخصا اخرين في 14 شباط/فبراير 2005 في بيروت في الفترة التي كانت فيها سوريا تمارس وصاية على لبنان.

وبعد شهرين على مقتل الحريري، اضطرت القوات السورية الى مغادرة لبنان بعد 29 عاما من التواجد على اراضيه.

والمحكمة الخاصة بلبنان شكلت مصدر توترات بين حزب الله الذي يدعمه النظام السوري، وبين اخصامه المناهضين له بزعامة سعد الحريري نجل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري.

اقرأوا المزيد: 150 كلمة
عرض أقل
مقاتلي حزب الله (AFP)
مقاتلي حزب الله (AFP)

الوضع السياسي والأمني لحزب الله: نقلة نوعية؟

حزب الله يحتاج أن يتعامل وقتيًّا مع تحديّات داخلية وخارجية في لبنان، المقسّمة أكثر من أي وقت كان. إن الصراع المستمرّ في سوريا يؤدي إلى ضغوط إضافية على لبنان وحزب الله، وعدم الاستقرار يستمرّ

منذ اندلاع الحرب الأهلية الدامية في سوريا، أصبحت البيئة السياسية والأمنية لحزب الله أكثر تركيبًا. رغم أن حزب الله بقي التنظيم العسكري الأقوى في لبنان، فإنّ اشتراك التنظيم اللبناني الشيعي بشكل عميق في الحرب الأهلية ولفترة طويلة مع الآثار الإقليمية المكثّفة؛ يؤدّي إلى تقويض تدريجي لمكانته داخل لبنان ويضرّ بحرية العمل وقدرته على إبراز قوّته تجاه أعدائه.

يحتاج حزب الله أن يتعامل وقتيًّا مع تحديّات داخلية وخارجية. في لبنان، المقسّمة أكثر من أي وقت كان بين داعمي بشار الأسد وبين معارضيه، يواجه حزب الله فقدان الاستقرار المستمرّ.

يؤدي الصراع المستمرّ في سوريا إلى ضغوط إضافية على لبنان والذي هو نابع من قدوم اللاجئين السوريين إلى أراضيه، والذين بلغ عددهم حتى نهاية عام 2013 إلى نحو مليون شخص؛ أكثر من 20% من مجموع سكّان لبنان، ومن المتوقع أن يزداد العدد ليصل إلى مليون ونصف حتى نهاية عام 2014.

على ضوء الوضع غير المستقرّ، فقد كانت لحزب الله مصالح واضحة في ملء الفراغ السياسي في لبنان، والذي استمرّ أحد عشر شهرًا والتي أديرت خلالها الدولة دون حكومة. انتهت هذه الأوضاع في منتصف شباط 2014، حين نجح رئيس الحكومة المكلّف، تمام سلام، في كسر الجمود السياسي وإعلان إقامة حكومة وحدة وطنية مؤسسة على اتفاق ائتلافي مقسّم وفق صيغة 8-8-8.

ووفقًا لهذه الصيغة فمن المفترض أن تحظى الحركتان الرئيسيّتان – معسكر الرابع عشر من آذار برئاسة سعد الحريري ومعسكر الثامن من آذار بقيادة حزب الله – بثمانية مناصب وزارية لكل واحدة منها، حيث يعيّن رئيس الحكومة مع الرئيس سليمان بقية المناصب الثمانية المتبقّية.

ولد سوري في مخيم عرسال في لبنان (AFP)
ولد سوري في مخيم عرسال في لبنان (AFP)

ألزم الاتفاق جميع الأطراف بإجراء تنازلات، وأُجبر حزب الله على الموافقة بأن تكون وزارات مهمة مثل وزارة الدفاع، القضاء والداخلية، بيد معسكر الرابع عشر من آذار. ومع ذلك، لم يخاطر حزب الله بشكل كبير بدخوله في الحكومة الجديدة، حيث إنّ لكلا الحركتين هناك حقّ النقض على قرارات الحكومة.

ففي الأشهر القادمة سيكون على الحكومة اتخاذ سلسلة من القرارات الحاسمة؛ إجراء إصلاح في قانون الانتخابات كجزء من التحضيرات للانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني 2014 والرئاسة، مواجهة العنف الداخلي المتزايد واستمرار مشاركة حزب الله في الحرب الأهلية السورية، وأيضًا الحاجة إلى التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة في قضايا لبنان ضدّ المتّهمين في اغتيال رفيق الحريري والتي بدأت في 16 كانون الثاني 2014، فإنّ حقّ النقض المعطى للتنظيم يضمن عدم اتخاذ أي قرار وطني مصيري دون موافقته.

فضلًا عن ذلك، فإنّ استقلالية التنظيم في حمل السلاح وتراجعه عن المشاركة في الساحة السورية، تُناقش في نقاشات البرلمان الأولى للحكومة الجديدة في لبنان، وقد أعلن حزب الله بأنّه لا ينوي التنازل عنها. وهكذا، في المفاوضات الصعبة مع خصومه السياسيّين، نجح التنظيم في التأكد من إدخال بند يدعم “المقاومة” إلى برنامج الحكومة.

عناصر حزب الله (MAHMOUD ZAYYAT / AFP)
عناصر حزب الله (MAHMOUD ZAYYAT / AFP)

ومع ذلك، اضطر التنظيم إلى التنازل عن بند متعلّق بشكل واضح بالصيغة الثلاثية (تريبارتي) والتي وحّدت في الماضي كلّا من الجيش، الشعب والمقاومة، والاكتفاء بصيغة غامضة تعترف بحقّ كل مواطن لبناني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وبالإضافة إلى ذلك انتقد حزب الله دعوة الرئيس سليمان في الحفاظ على إعلان بعبدا؛ وهو وثيقة خُصّصت للحفاظ على حيادية لبنان إزاء الصراعات الإقليمية المستمرّة بشكل عامّ، وبإزاء الحرب الأهلية السورية بشكل خاص. ‎ ‎

وتمنح الحكومة الجديدة فرصة لحزب الله في دفع خصومه السياسيّين إلى التعاون في الصراع ضد ما يسمّيه التنظيم “التحدّي التكفيري”؛ أي صعود التنظيمات السلفية – الجهادية، التي تعمل من داخل لبنان.

أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، عن ذلك خلال خطاب ألقاه في يوم القدّيسين، بمناسبة وفاة عدد من الشخصيات البارزة في التنظيم، من بينها عماد مغنية واللقيس وآخرين. وقد تطرّق في خطابه إلى الخطر الذي جلبته التنظيمات التكفيرية العاملة في سوريا ولبنان، وحذر من أن تكون هذه التنظيمات مستغلّة من قبل إسرائيل و”داعمين عرب” آخرين (يقصد المملكة العربية السعودية) لزرع التقسيم والنزاع.

أمين عام حزب الله، حسن نصرالله (AFP)
أمين عام حزب الله، حسن نصرالله (AFP)

إن مشكلات حزب الله مع التنظيمات السلفية الجهادية المحلية ليست سياسية فحسب: ففي السنة الأخيرة حدث ارتفاع كبير بالهجمات ضدّ حزب الله، بما في ذلك الاغتيال الذي طال أحد مسؤولي التنظيم حسن اللقيس، والعمليات الإرهابية ضدّ أهداف متعاطفة مع حزب الله مثل العمليّة الانتحارية في سفارة إيران وأهداف مدنية في بيروت والبقاع.

لا شك أنّه من الناحية العسكرية فإنّ حزب الله منظّم، ومجهّز ومؤسّس بشكل أفضل من أعدائه في الجهاد السني، ولكن ارتفاع أعمال العنف الموجهة إليه وإلى جمهور منتخبيه الشيعة، هو إشارة تدلّ على تغيير في دوره السياسي وسمعة التنظيم “الذي لا يهزم” ومتأثرة بمشاركته في الحرب الأهلية السورية.

تجبر التهديدات الداخلية حزب الله على زيادة رقابته وحراسته لنقاطه القوية التي تحت حمايته وبالمقابل تلزمه بتكريس المزيد من الجهود لإثبات مشاركته وحضوره في المجتمع الشيعي بلبنان.

وهذا للحفاظ على هيبة ومصداقية التنظيم أمام المجتمع الشيعي، ومن أجل إقناع داعميه التقليديين بقدرته على حمايتهم والتقليل من الضرر الذي يحلّ بهم كنتيجة مباشرة لسياسته في سوريا.

اعتمد التنظيم طريقة أخرى في مواجهة الهجوم ضدّه وذلك من خلال التعاون مع القطاع الأمني في لبنان. فمساعدة كهذه لها أهمية كبيرة من ناحية العمليات الميدانية ومن الناحية السياسية، حيث إنّه من المهم لدى حزب الله أن يضمن بأن تشيع وتُعالَج الهجمات ضدّه وضد جمهوره على أنّها هجمات إرهابية ذات طابع وطني، وليست هجمات موجّهة بشكل خاص ضدّه بحيث تكون مشكلة محصورة به وعليه أن يقوم بحلّها بقواه الذاتية.

أصبحت التحدّيات الداخلية اللبنانية أمام حزب الله أكثر تعقيدًا بعد مشاركته العميقة في سوريا. فمشاركة التنظيم في عمليات الدفاع والهجوم حولته سوية إلى مضاعف لا يستهان به لقوة نظام الأسد.

بكلمات أخرى، فإنّ حزب الله “مُستَوعَب كلّه” في سوريا، ويبدو أنّه من غير المحتمل تغيّر ذلك في المستقبَل القريب. إنّ هذه الاعتبارات الاستراتيجية تساعد في تفسير سبب كون الحفاظ على قواعد هادئة في أرض الوطن بلبنان مصلحة عليا للتنظيم، وفي المقابل في منع، أو على الأقل تأخير تصاعد التوتّر الحالي مقابل عدوّه التاريخي؛ إسرائيل.‎ ‎

جنازة لأحد مقاتلي حزب الله في قرية خيام اللبنانية بعد مشاركته في الحرب السورية (ALI DIA / AFP)
جنازة لأحد مقاتلي حزب الله في قرية خيام اللبنانية بعد مشاركته في الحرب السورية (ALI DIA / AFP)

وفي هذا السياق فقد تم في الأسابيع الثلاثة الأخيرة تنفيذ أربع عمليات إرهابية مختلفة على الأقل من إطلاق القذائف ووضع العبوات الناسفة على الحدود الإسرائيلية في هضبة الجولان ومنطقة جبل دوف، وكانت أخطرها يوم الثلاثاء، 18 آذار 2014.

في جميع الأحوال فقد ظهر حزب الله باعتباره منفّذ ممكن، الذي يحاول من جهة تأكيد سمعته كزعيم للمقاومة الوطنية في لبنان وحاميها ضد العدوانية الإسرائيلية، ومن جهة أخرى منع التصعيد العسكري ضدّ إسرائيل.

من خلال التركيز في العمليات ضد إسرائيل بواسطة الجولان، يستطيع التنظيم الإشارة لإسرائيل بأنّ المجموعة قادرة على تقويض المشاكل على حدود إسرائيل من خلال سوريا دون توسيع ساحة المعركة إلى لبنان. المصلحة الإسرائيلية هي عدم الانجرار إلى الحرب الأهلية السورية وانعدام الاستقرار في لبنان. ستحسن إسرائيل الفعل لو حاولت منع التصعيد من خلال الحفاظ على ردود فعل عسكرية مركزة وموزونة.

نُشرت المقالة للمرة الأولى في موقع معهد أبحاث الأمن القومي

اقرأوا المزيد: 1007 كلمة
عرض أقل

المحكمة الدولية تتابع في اليوم الثاني لجلسات محاكمة قتلة الحريري التسلسل الزمني لمؤامرة الاغتيال

بيروت- الأناضول: استكملت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الجمعة جلسات محاكمة  خمسة عناصر من حزب الله، غيابيا، متهمين باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري يوم 14 فبراير/ شباط 2005، وعرض الادعاء...

رفيق الحريري (AFP)
رفيق الحريري (AFP)

مَن قتَل رفيق الحريري؟

وفق شهادات نقلتها إسرائيل إلى المحكمة الدولية في لاهاي، فإنّ الحديث هو عن مسؤولَين بارزَين في حزب الله جرى اغتيالهما: عماد مغنيّة وحسّان اللقيس. وثيقة داخل التحقيق تطرح اسم مصطفى بدر الدين، الذي يتصدّر اليوم المنظومة العسكرية في الحزب

بعد تسع سنوات، وبعد محاولات لا تُحصى لمنع تحقيق جديّ في الاغتيال الذي غيّر وجه لبنان، افتُتحت اليوم النقاشات في المحكمة الدولية في لاهاي في قضيّة اغتيال رئيس حكومة لبنان الراحل، رفيق الحريري.

عشيّة افتتاح المناقشات، نشرت صحيفة “الجريدة” الكويتية أنّ إسرائيل زوّدت المحكمة الدولية الخاصّة معلومات وتسجيلات، تظهر صلة رجال حزب الله بالاغتيال الذي نُفّذ قبل نحو 9 سنوات. ووفق التقارير، زوّدت إسرائيل معلومات، مثلًا، عن عماد مغنيّة، الذي اغتيل في دمشق قبل 6 سنوات، وحسّان اللقيس، الذي اغتيل هو أيضًا مؤخرًا في بيروت. وقيل أيضًا إنّ المعلومات مبنيّة على معطَيات جمعتها من طائرات استخبارات ترصّدت مسؤولي حزب الله عشيّة اغتيال الحريري، وإنّ إسرائيل تلقّت ضمانات بألّا تكون جزءًا من المحاكمة وألّا يُدعى أيّ طرف إسرائيلي إلى المناقشات.

فضلًا عن ذلك، تشهد وثيقة كشف عنها موقع ynet الإسرائيلي على مدى المعلومات المكتشَفة في التحقيق حول الاغتيال، الذي دام أعوامًا. وتحوي الوثيقة معلوماتٍ كان قسم العمليّات في حزب الله يفضّل إبقاءها سريّة كما يبدو، مثل التفاصيل الشخصيّة لأفراد أسرة من أضحى الرقم واحد في الجناح العسكري للحزب بعد اغتيال مُغنية: مصطفى بدر الدين. وتدّعي مصادر قريبة من التحقيق أنّ الادّعاء نجح في إظهار صلة بدر الدين بالاغتيال، ما يضع حزب الله أمام مأزق كبير. على أية حال، فإنّ لدى طاقم التحقيق معلوماتٍ كثيرةً عن بدر الدين، ومحيطَيه الاجتماعيّ والمهنيّ.

من وثائق المحكمة، يمكن معرفة العلاقة بين مُغنية، الذي اغتيل في دمشق في شباط 2008 في عمليّة تُنسَب إلى إسرائيل، وبين شقيق زوجته بدر الدين، الذي خلفه في منصبه. كان الاتّصال يجري عبر هاتف سعدى بدر الدين، شقيقة مصطفى، وزوجة عماد مُغنية. فضلًا عن ذلك، كُشف عن اتّصالات أجراها بدر الدين بأماكن تُستخدَم كمراكز تحكُّم لحزب الله. ومعنى ذلك هو أنّ مَن أضحى الرقم 1 لم يحافِظ على قواعد الحذر المتشدّدة، وقد يدفع ثمن ذلك.

اقرأوا المزيد: 281 كلمة
عرض أقل

المحكمة الخاصة بلبنان تبدأ محاكمة المتهمين في إغتيال الحريري

لايدسندام- (أ ف ب): تنطلق الخميس محاكمة أربعة عناصر من حزب الله الشيعي اللبناني متهمين باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 2005 غيابيا امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرب...

ذكرى الاستقلال.. الدولة اللبنانية تتهاوى

راجح الخوري- تصادف اليوم الجمعة الذكرى السبعون لاستقلال لبنان...والمواطنون اللبنانيون، فباستثناء مراقبتهم العرض العسكري في عطلتهم الرسمية، فإنهم يتذوقون المرارة، لأن المناسبة الوطنية تحل وسط جو متزايد من القلق وعدم اليقين، وفي وقت تتفشى فيه حال من الشلل التي تضرب مؤسسات الدولة

مذكرة توقيف دولية لمتهم باغتيال الحريري

أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، اليوم الاثنين، مذكرة توقيف غيابية بحق لبناني

14 أكتوبر 2013 | 17:43