من المتوقع أن يكون مطار بن غوريون في الصيف القادم الأكثر اكتظاظا بالمسافرين مما شاهده حتى الآن. خلال شهري تموز وآب، يُتوقع أن يسافر 5.3 مليون مسافر – زيادة نسبتها %15 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. هذه الأرقام العالية ليست مفاجئة، في ظل حب الإسرائيليين للعطل، النزهات، والرحلات الاستجمامية خارج البلاد.
الإسرائيليون معروفون بحبهم للسفر إلى خارج البلاد، وتشهد إسرائيل زيادة في كل سنة في عدد الإسرائيليين الذين يزورون دولا خارج البلاد، إذ إن هناك من يمر عبر مطار بن غوريون أكثر من مرة في السنة. منذ عام 2004، طرأت زيادة على عدد المغادرين، ولكن طرأت الزيادة الكبيرة في السنوات الماضية. ففي حين كان عدد الإسرائيليين الذين سافروا إلى خارج البلاد في عام 2014 4.3 مليون، غادر البلاد في عام 2016 نحو سبعة ملايين إسرائيلي في رحلات جوية إلى خارج البلاد.
ويشهد معظم الإسرائيليين أنه في كل مرة يتصفحون فيها الفيس بوك يشاهدون صورا و”تاج” لأصدقائهم أثناء عطلة في اليونان، برلين، أو أثناء قضاء عطلة نهاية الأسبوع في لندن. وفق استطلاع أجري قبل نحو عامين، هناك إسرائيلي واحد من بين ثلاثة يزور خارج البلاد أكثر من مرة في السنة. إذا، لماذا يزور الإسرائيليون مواقع خارج البلاد؟ يشير الكثيرون إلى أن روتين الحياة المتوتر في إسرائيل، الناتج عن ساعات العمل الكثيرة، غلاء المعيشة، والاختناقات المرورية المرهقة، يشكل جميعها سببا وحاجة لدى الإسرائيليين للسفر إلى خارج البلاد بحثا عن الراحة.
إضافة إلى ذلك، طرأ تغيير في المفهوم لدى الإسرائيليين، الذين يعتقدون أن السفر إلى خارج البلاد لم يعد من المكمّلات، بل أصبح حاجة أساسية جدا. “العامل النفسي هام جدا في اتخاذ قرار السفر إلى خارج البلاد”، أوضحت دانا لافي، نائبة مدير عام شركة السياحة “الدقيقة الـ 90”. “عندما يسود شعور عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني على حد سواء، تصبح الحاجة إلى السفر إلى خارج البلاد، والاستراحة حاجة أساسية، فيجعل الإسرائيليون السفر في سلم أولوياتهم”.
هناك عامل آخر يساهم في الرحلات الجوية المتزايدة لدى الإسرائيليين وهو انخفاض أسعار الرحلات الجوية من إسرائيل، وثورة الـ “Low cost” التي طرأت في السنوات الأخيرة، إذ تُعرض في إطارها رحلات جوية من إسرائيل إلى وجهات سفر مختلفة بأسعار أفضل من الماضي. في ظل انخفاض أسعار الرحلات الجوية بشكل كبير، أصبحت هذه الرحلات متاحة أكثر أمام الإسرائيليين.
إضافة إلى ذلك، يجب إضافة أسعار الرحلات الاستجمامية المرتفعة في إسرائيل، التي تشجع السفر إلى خارج البلاد. ففي كل سنة، يوضح الإسرائيليون أن العائلات التي تريد قضاء عطلة في البلاد تعاني من الأسعار المرتفعة في الفنادق ومواقع الاستضافة، في حين أن أسعار الرحلات الجوية في مواقع شبيهة خارج البلاد تكون أرخص ومجدية أكثر.
ما هي وجهات السفر المفضّلة لدى السائح الإسرائيلي؟ وفق معطيات شركات السياحة من الصيف الماضي، في عام 2017، كانت لندن، بوخارست، أمستردام، الجزر اليونانية، وبودابست المواقع الأكثر طلبا. بالمقابل، هناك وجهات سفر مفضّلة خلال أيام السنة وليس في الصيف فقط، مثل نيويورك، برلين، وتايلاند.