الشيخ رائد صلاح (Yonatan Sindel/Flash90)
الشيخ رائد صلاح (Yonatan Sindel/Flash90)

مسؤول في الشرطة الإسرائيلية: شعبية رائد صلاح آخذة بالانخفاض

لم يخرج المتظاهرون إلى الشوارع كما فعلوا في الماضي في أعقاب اعتقال زعيم الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل مؤخرا بتهمة التحريض وتدعي الشرطة أنها تعرف السبب

نشر الموقع الإخباري الإسرائيلي ‏NRG‏ اقتباسا لمسؤول في الشرطة في لواء الشمال قال فيه: “أصبحت شعبية رائد صلاح منخفضة أكثر من أي وقت مضى”. وفق أقواله، كانت ترافق اعتقال زعيم الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل حالات فوضى وإخلال بالنظام وردود فعل عنيفة من الجمهور العربي. ولكن لم يتظاهر سوى عدد قليل من مناصري رائد صلاح في أعقاب اعتقاله.  يشهد هذا وفق أقواله على أن “المتظاهرين ليسوا مستعدين بعد لدعم رائد صلاح”.

وتم تمديد اعتقال الشيخ رائد صلاح أمس لثلاثة أيام أخرى بعد أن اعتُقِل في الأسبوع الماضي بتاريخ 15 آب، بتهمة التحريض. لقد أُطلق سراحه من السجن في شهر كانون الثاني الماضي، بعد أن قضى فيه تسعة أشهر في أعقاب إدانته بتهمة التحريض على العنف والعنصرية.

واعتُقل هذه المرة بتهمة التّحريض على العنف والإرهاب وممارسة أعمال غير قانونية. وحدثت هذه الحالات قبل نحو سنة وبعد أن نفذ ثلاثة مواطنون إسرائيليون من أم الفحم عملية في الحرم القدسي الشريف أسفرت عن مقتل شرطيَين إسرائيليَين.

وفق أقوال المسؤول، في المرة الأخيرة التي اعتُقِل فيها صلاح، كان رد الفعل الشعبي عنيفا ورافقته حالات فوضى كثيرة. بالمقابل، يدعي المسؤول ذاته أنه يبدو أن السكان المحليين يحاولون الابتعاد عن التضامن مع صلاح. لقد أصبحت الحركة الإسلامية برئاسة صلاح خارجة عن القانون في عام 2015.

و أشار المسؤول في الشرطة إلى أن: “الشرطة شهدت في شوارع المنطقة الشمالية، والمدن والبلدات العربية موقعين أو ثلاثة مواقع شارك فيها عدد قليل من المتظاهرين ضد اعتقاله. يجري الحديث عن تغيير ملحوظ ونشهد بفضل اهتمام رؤساء السلطات والبلدات التأثير في الحالات التي تعالجها الشرطة لمنع ارتكاب الجريمة والعنف والتعاون المتزايد مع السكان المحليين”.

اقرأوا المزيد: 250 كلمة
عرض أقل
الشيخ رائد صلاح (Flash90/Miriam Alster)
الشيخ رائد صلاح (Flash90/Miriam Alster)

الشيخ رائد صلاح يشن هجوما على اللغة العبرية

زعيم الشق الشمالي للحركة الإسلامية يطلق مبادرة جديدة، تدعو إلى توقف الشبان في الوسط العربي عن استخدام اللغة العبرية. على كل مَن يتحدث باللغة العبرية دفع 10 شواقل

بعد أقل من شهر منذ إطلاق سراح الشيخ رائد صلاح من السجن الإسرائيلي  بعد أن قضى عقوبة مدتها تسعة أشهر بسبب التحريض على العنف، يطلق الآن حملة جديدة وفريدة من نوعها، تدعو إلى مقاطعة اللغة العبريّة.

كجزء من الحرب الموجهة إلى الشبان في المجتمَع العربي، ومحاولة لإبعادهم عن المجتمَع الإسرائيلي وتقريبهم من المجتمَع الفلسطيني، بدأ الشيخ رائد صلاح الذي يعرف أن الكثيرين منهم يستخدمون اللغة العبريّة كثيرا، مطالبتهم بالتحدث بلغتهم الأم وتعزيز هويتهم العربية.

وقال الشيخ صلاح: “نصرة للغة العربية فإنني سأجتهد أنا ومن ينضم إلى هذه المبادرة أن نذكر الأهل في كل مجلس ألّا يتلفظوا خلال كلامهم بأية كلمة غير عربية سواء كانت عبرية أو غيرها، ومن سيخالف بعد ذلك ولو سهوا فسنلزمه بدفع ‏10‏ شواكل فورا – تذكيرا وتأديبا – ثم سنجمع كل هذه الأموال في صندوق لنصرة اللغة العربية”.

وأضاف: “فمرحبا بكل من يرغب بالانضمام إلى هذه المبادرة، وأرجو منه أن يتصل بي وأن يعرفني على اسمه ورقم هاتفه؛ حتى أضم اسمه إلى هذه المبادرة في الإعلانات القادمة، وسأجتهد أن أواصل الكتابة عن نتائج هذه المبادرة في الأيام القادمة إن شاء الله”.

رائد صلاح
رائد صلاح

طالب الشيخ رائد صلاح إبلاغه شخصيًّا بمَن ينضم إلى المبادرة، وبعد مرور بضع ساعات من النشر، أعلن الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استعدادهم للانضمام إلى الحملة.

اقرأوا المزيد: 198 كلمة
عرض أقل
  • داهمت قوات الشرطة الإسرائيلية مكاتب لـ 17 جمعية تابعة للحركة
    داهمت قوات الشرطة الإسرائيلية مكاتب لـ 17 جمعية تابعة للحركة
  • داهمت قوات الشرطة الإسرائيلية مكاتب لـ 17 جمعية تابعة للحركة
    داهمت قوات الشرطة الإسرائيلية مكاتب لـ 17 جمعية تابعة للحركة
  • إخراج الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية خارج القانون (Flash90/Yonatan Sindel)
    إخراج الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية خارج القانون (Flash90/Yonatan Sindel)

إخراج الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية خارج القانون: “هذه ليست خطوة ضد الجمهور العربي”

17 أمر إغلاق وصل إلى الجمعيات التي تعمل في إطار الحركة، والوزير الإسرائيلي أردان يقول: "لدينا إثباتات أن نشاط الحركة يدفع الأفراد إلى تنفيذ عمليات قتل وإرهاب"

أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، صباح اليوم (الثلاثاء) أنه ستُعلن إسرائيل عن الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية أنه تنظيم غير قانوني. قرر المجلس الوزاري السياسي – الأمني المصغَّر أنه منذ الآن من سيكون مشاركا في نشاطات الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية سيُعتبر مجرما‎.‎

وقال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو : “قرر المجلس الوزاري السياسي – الأمني المصغّر برئاستي إخراج الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل خارج القانون وذلك بهدف وقف التحريض الخطير من الداخل ومنع إلحاق الضرر بالمواطنين الأبرياء.  ستواصل الحكومة برئاستي عملها كل ما تطلب الأمر ضدّ حالات التعبير عن التّحريض والإرهاب وبالمقابل ستتابع استثمار الموارد لصالح مواطني إسرائيل العرب واليهود على حدٍّ سواء‎”.

أعرب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، عن موافقته على الخطوة وقارن بين نشاطات  الحركة الإسلامية ونشاطات داعش قائلا: ” هذه ليست خطوة ضد كل الجمهور العربي والإسلامي في إسرائيل”. وأضاف: “يدور الحديث هنا عن الشق الشمالي الذي يترأسه الشيخ رائد صلاح ومجموعة زعماء مسلمين يعملون منذ سنوات بطريقة لا تعترف بمؤسسات دولة إسرائيل، على غرار أيدولوجيتَي داعش وحماس وتحاول إقامة خلافة إسلامية هنا”.

داهمت قوات الشرطة الإسرائيلية، هذه الليلة، مكاتب لـ 17 جمعية تابعة للحركة، وفق أمر صدر عن وزير الأمن، موشيه يعلون. من بين أمور أخرى، تم إغلاق مكاتب في يافا، الناصرة، أم الفحم، كفر كنا، طرعان، بئر السبع، ورهط.

كان رد الجمهور العربي في إسرائيل قاسيا ضد خطوة الحكومة الإسرائيلية هذه. قال عضو الكنيست أحمد الطيبي عن الخطوة إنها: “عمل إجرامي ضد الجمهور العربي عامة وضد واجب العمل من أجل جمهورنا”. وأضاف: “الحركة الإسلامية هي جزء ذو مصداقية من قبل لجنة المتابعة والأحزاب والحركات في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد”.

اقرأوا المزيد: 251 كلمة
عرض أقل
زعيم الحركة الاسلامية المتشددة الشيخ رائد صلاح (وسط) خلال تظاهرة ضد صدور حكم الاعدام في مصر بحق الرئيس الاسلامي الاسبق محمد مرسي في كفر كنا (AFP)
زعيم الحركة الاسلامية المتشددة الشيخ رائد صلاح (وسط) خلال تظاهرة ضد صدور حكم الاعدام في مصر بحق الرئيس الاسلامي الاسبق محمد مرسي في كفر كنا (AFP)

تقرير: رئيس الشاباك يُعرب عن استيائه لإخراج الحركة الإسلامية خارج القانون

خلافا لتصريحات الحكومة الإسرائيلية أن الحركة الإسلامية متورطة بأعمال إرهابية، قال يورام كوهين في جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية إنه لا يملك معلومات استخباراتية تربط الحركة بالإرهاب

صرّح رئيس الشاباك الإسرائيلي، يورام كوهين، في جلسات المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة الإسرائيلية أنّه لا يملك أدلة تربط بين الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح وبين الأعمال الإرهابية ضدّ الإسرائيليين. بحسب التقرير في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فقد استاء كوهين من إخراج الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية خارج القانون، بخلاف تصريحات رئيس الحكومة نتنياهو.

رغم أن تصريحات مسؤولين إسرائيليّين حول الموضوع، حتى الآن، لم يتم اتخاذ قرار فعّال ضدّ الحركة الإسلامية في إسرائيل.

ونقل تقرير صحيفة “هآرتس” أقوال أحد وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية وهي إنّ كوهين قد أوضح للوزراء بأنّ الشقّ الشمالي يضمّ أكثر من عشرة آلاف عضو وسيكون من غير العملي تعريف الجميع باعتبارهم مخالفين للقانون، حيث إن هذه الخطوة ستعزّز الحركة فقط وستتسبب بالضرر أكثر من النفع.

ومن جهة أخرى، نُشر في إسرائيل مؤخرا أنّه من غير المتوقع أن يعارض المستشار القضائي للحكومة، يهودا فينشتاين، إخراج الحركة الإسلامية خارج القانون إذا تم تنفيذ مثل هذه الخطوة في نهاية المطاف. في المقابل، تدرس وزارة العدل إمكانية منع مصادر تمويل الحركة، كما اقترح كوهين.

وكتب صحفيون إسرائيليون مؤخرا بأنّه كما تم اتخاذ خطوات قانونية متطرفة في مصر ضدّ حركة الإخوان المسلمين، فإنّ على إسرائيل اتخاذ خطوات مشابهة تجاه الحركة الإسلامية التي تعتبر المكافئة لحركة الإخوان في إسرائيل.

وكما هو معلوم، فقد رفضت المحكمة الإسرائيلية، في الأسبوع الماضي، استئناف رائد صلاح الذي يترأس الشقّ الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل، بتهمة التحريض على العنصرية والعنف في خطبة ألقاها عام 2007.

اقرأوا المزيد: 231 كلمة
عرض أقل
الشيخ رائد صلاح، رئيس الشقّ الشمالي المتطرف (AFP)
الشيخ رائد صلاح، رئيس الشقّ الشمالي المتطرف (AFP)

السجن 11 شهرا للشيخ رائد صلاح

حماس تدين حكم المحكمة الإسرائيلية بسجن الشيخ رائد صلاح

28 أكتوبر 2015 | 08:34

اصدرت محكمة اسرائيلية أمس (الثلاثاء) حكما بالسجن 11 شهرا على الشيخ رائد صلاح، زعيم الحركة الاسلامية في اسرائيل، بتهمة التحريض على العنف، بينما تنظر الحكومة في حظر الحركة الاسلامية بسبب دورها في المسجد الاقصى.

واصدرت محكمة في القدس الحكم على زعيم الشق الشمالي من الحركة الاسلامية، على خلفية تصريحات ادلى بها العام 2007 حول المسجد الاقصى، على ان يسلم الشيخ صلاح نفسه في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وكانت المحكمة دانت صلاح في اذار/مارس 2014 بالتحريض وحكمت عليه بالسجن لثمانية اشهر.

واكد محامي صلاح عمر خمايسة لوكالة فرانس برس انهم ينوون تقديم استئناف الى المحكمة العليا.

ولد الشيخ رائد صلاح في مدينة ام الفحم شمال اسرائيل عام 1958 ويتزعم التيار المتشدد في الحركة الاسلامية في اسرائيل، وهذه ليست المرة الاولى التي يواجه فيها مشاكل مع السلطات.

وقال رائد صلاح بعد الجلسة ” نؤكد ونقول لن تخيفنا السجون، نقولها علانية: هناك من يحاول جعل الحركة خارج القانون. ويحاول جعل حزب التجمع خارج القانون. هناك من يحاول تقديم قيادتنا في الداخل الفلسطيني الى المحاكمة”.

والحركة الاسلامية منظمة غير محظورة في اسرائيل لكنها تخضع لرقابة مشددة، بينما يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى حظر الحركة التي يتهمها بقيادة “التحريض” ضد اسرائيل والتشجيع على العنف، خاصة في وقت يزداد فيه التوتر حول المسجد الاقصى بين اسرائيل والفلسطينيين، وخلافا لتأكيدات ادلى بها نتانياهو مرارا حول مسعاه للحفاظ على الوضع القائم هناك وتهدئة الوضع.

كما وأدانت حركة حماس قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس، بسجن الشيخ رائد صلاح.وقال الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري، “تدين حركة حماس الحكم الإسرائيلي الجائر بحق الشيخ رائد صلاح، وتعتبره استمراراً في العدوان ضد المسجد الأقصى”.

اقرأوا المزيد: 249 كلمة
عرض أقل
وقفة تضامن لشباب عرب من يافا مع الفلسطينيين (Photo by / FLASH90)
وقفة تضامن لشباب عرب من يافا مع الفلسطينيين (Photo by / FLASH90)

أنا عربي مسلم شاب من يافا

ردّ على كلام يوعاز هندل، المستشار الأسبق لرئيس الحكومة الإسرائيلي: دع عرب يافا وتوقف عن تأجيج نيران الكراهية. أنت لا تُطالب بالديمقراطية والمساواة مثلي

إلى السيد يوعاز هندل، المستشار الأسبق لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في مكان ما، حيث تجلس وتتحصّن في برجك العاجي، أنا يافاوي مسلم وهذا هو ردّي عليك وعلى كلامك المنقطع عن الواقع.

ولدتُ في يافا، وعملتُ طوال حياتي في هذه المدينة، تربيتُ على التسامح منذ يومي الأول في الروضة، حيث تعلّمتُ في مدرسة مختلطة، كان فيها مسيحيون، يهود ومسلمون. أنا، وليس أنت، من عاش في العالم الحقيقي (انتبه لا يتم استخدام كلمة التعايش، عمدًا) مع الجيران وأصدقاء الطفولة اليهود، المسيحيين والعرب. وأنا متأكد جدا بأنّه في الحيّ الذي عشتُ فيه طفولتك، في مستوطنة “إلكانا”، لم يلعب أي طفل عربي. أرشدتُ مجموعات شبيبة من اليهود والعرب على حدٍّ سواء، في وقت ما في نهاية التسعينيات وفي فترة الانتفاضة الثانية وربّيتهم وربّيت نفسي على التسامح والوجود الحقيقي المتبادل، وليس على الشعارات الجوفاء كما في كلامك. أنا هو المؤشر الحقيقي، المنضبط والمتسامح لهذه المدينة الرائعة يافا، والتي هي جزء من تل أبيب، المدينة المختلطة، ولست أنت.

لو سمحت لي دعني أضع أمامك بعض الحقائق التي تفضّل أنت كنسها تحت السجادة.

المظاهرة الأخيرة للشبان المسلمين في يافا، والتي خرجت فعلا عن السيطرة وتحولت إلى العنف (ولا يوجد أي مبرّر للعنف)، كانت المظاهرة الرابعة في الشهر الأخير. لماذا لم تسمع عن سائر المظاهرات؟ لأنها لم تصل إلى الإعلام. لقد كانت هادئة. عبّر المسلمون في يافا عن غضبهم وتظاهروا من أجل هدف أسمى في نظرهم وذلك دون الانجرار إلى العنف. أنا أدين إلقاء الحجارة أو حرق الحاويات بكل قوة. في الدولة الديمقراطية من حقّي التظاهر ومن حقّي أن أعبّر عن رأي مخالف في أساسه لرأيك الصهيوني. أنا، بخلافك، لا ألغي رأيك.

اسمح لي وللشباب العرب من مواطني البلاد، منذ اليوم الأول من تأسيسها، أن نكون متعاطفين مع معاناة أبناء شعبنا، الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة. إن تعاطفي تجاههم لا يلغيك.

“الحرب الدينية”، هذا هو العنوان الذي كان كل محلّل إسرائيلي سيُسمّي هذه الأحداث الصعبة في الأيام الأخيرة. هذه هي أيضًا الأمور التي تظهر من خلال كلامك. أنت، مع الأسف، مثل آخر المحرّضين في التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي بأقوال “الموت للعرب” و “الموت لليهود”، تؤجج نيران الكراهية وتصبّ الزيت على نار “الحرب الدينية”، مع استهدافك للجمهور المسلم فقط. هل علمت أنه في مظاهرات يافا، اللد، الناصرة كان هناك أيضًا شركاء آخرون: عرب مسيحيون. ولكن من الصعب على أشخاص مثلك، من تلاميذ نتنياهو، ألا يعتمدوا تكتيك “فرّق تسد”.

إذا فكرت للحظة ما الذي يُخرج الناس حقّا إلى الشوارع ستكتشف أنّ الإسرائيليين والفلسطينيين قد سئموا من الجمود السياسي، من تبدّد الوهم الذي يقول إنّ “نتنياهو سيجلب الأمن فقط”، من الوضع الاقتصادي المتعثّر وغلاء المعيشة وبشكل أساسي من الشعور بالاختناق، الكراهية والجهل.

ليس أنا ولا أي شاب أو شابة في يافا مدينين بخبزنا أو تعليمنا لك أو لنتنياهو أو لحكومة اليمين الفاشلة في السنوات الستّ الأخيرة. لا، فلا يمكنني العمل في كل عمل أرغب به. لا يمكنني التقدّم للعمل في مجال الصناعات الجوّية، فلن يقبلوني، فأنا عربي. وأنا لا أحصل على معاملة تفضيلية في الرحلات الجوية في شركات الطيران الإسرائيلية. سيقومون بتفتيشي تفتيشا مذلّا ومهينًا. أنا كما هو معلوم، لا أستطيع أيضًا أن أسافر في رحلة جوية عبر شركة “يسرائير” مع أربعة من أبناء أسرتي، من أبناء الأقليات. لأنّ هناك “إجراء أمني” يحظر سفرنا معًا، نحن الخمسة، في رحلة جوية مدنية في سماء هذه الدولة الديموقراطيّة، إسرائيل.

“تجديد الأحياء القديمة”، هي عبارة يعرفها كلّ يافاوي في سنّي. إنّ سيفًا يأمر بهدم نحو 500 شقّة معلّق فوق أعناقنا. وأنا أيضًا لا أتمتّع بثمار الدولة الديمقراطية، الغنية والمتطوّرة التي قامت صهيونيّتك ببنائها: يافا اليوم هي إحدى المدن الأكثر فشلا والأفقر في إسرائيل، فسكان الشتات البدوي في النقب أكثر فقرًا منّا فقط.

في الحقيقة، حالي أفضل من حال الفلسطيني في غزة والذي يكافح تحت الحصار وحكم حماس الوحشي، وأفضل من الفلسطيني في الضفة الغربية والذي يعاني من الاحتلال والفساد المتفشّي في السلطة الفلسطينية، وأفضل من اللاجئ السوري ومن العراقي الذي يعاني تحت وطأة داعش. الأمر الذي يغيظ في مقارنتك، سيّد هندل، المستفيد والمتمتّع الرئيسي من ثمار دولة إسرائيل، هو حقيقة أنك تقارن ظروفي بالعرب خارج دولة إسرائيل! وليس بشاب يهودي يعيش في إسرائيل، في سنّي. وأنت لا تجرؤ أيضًا على مقارنة ظروفي بالشبان العرب أو المسلمين الذين يعيشون في الدول الغربية.

رائد صلاح لا يمثّلني وعباراته القاسية لا تتغلغل لدى الكثيرين من أبناء المدينة التي ولدتُ فيها، بخلاف ما تظنّ. بماذا تختلف كلماته وخطاباته عن خطابات ممثّلي اليمين المتطرّف في الكنيست؟ أعضاء البيت اليهودي؟ وعن تصريحات ليبرمان العنصرية؟ أو حتى عن كلام السيد نتنياهو نفسه التحريضي والذي سارع إلى تحذير اليهود من سيطرة العرب على الديمقراطية الإسرائيلية. إنّ القول “العرب يذهبون بأعداد هائلة إلى صناديق الاقتراع”، لا يزال يتردّد في رأسي. لا سمح الله أن يمارس العرب حقّهم الديمقراطي في انتخابات حرّة ونزيهة.

أنا مع الحياة المشتركة ومع المساواة بين العرب واليهود في إسرائيل، هل توافق أنت على ذلك؟ أشكّ في ذلك…

اقرأوا المزيد: 747 كلمة
عرض أقل
اجتماع للحركة الإسلامية في مدينة أم الفحم (AFP)
اجتماع للحركة الإسلامية في مدينة أم الفحم (AFP)

الحركة الإسلامية في الدولة اليهودية

عادت الحركة الإسلامية في إسرائيل إلى صدارة العناوين إثر اتهام الحكومة الإسرائيلية لها بالتحريض وتأجيج الصراع حول المسجد الأقصى، والتهديد بحظرها. متى تأسست هذه الحركة، وكيف "تعيش" في الدولة غير المسلمة الوحيدة في المنطقة؟

10 أكتوبر 2015 | 12:53

حديث نتنياهو المجدد عن إجراءات وشيكة ستتخذ ضد الحركة الإسلامية في إسرائيل، واحتمال إخراجها عن القانون، واتهامه الحركة بأنها عامل محرض بارز وسط المواجهات المندلعة منذ أسابيع في الأراضي الفلسطينية والقدس، والتي توسّعت لتصل تل أبيب والعفولة “وبيتاح تيكفا”، يسلط الضوء مجددا على هذه المؤسسة، وعلى نشاطاتها في داخل إسرائيل وخارجها. كيف نشأت الحركة الإسلامية في الدولة غير المسلمة الوحيدة في الشرق الأوسط؟ وما هو مستقبلها بعد أن أصبحت في مرمى الحكومة الإسرائيلية لتأجيجها الصراع في المسجد الأقصى؟

تعمل الحركة الإسلامية في حدود 48 منذ أكثر من أربعين عامًا. وتتشابه ظروف تأسيسها مع ظروف أخواتها في سائر الدول العربيّة، ولكنها مختلفة. تلك هي الحركة الإسلامية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تأسّستْ، تطوّرتْ، وما زالت تعمل تحت سلطة غير مسلمة. ويبدو هذا واضحًا جدّا في خصائص الحركة.

نظرة تاريخية

تأسّستْ الحركة في بداية سنوات السبعينات على يد الشيخ محمد نمر درويش، من كفر قاسم. فتأسّست كحركة دينية وكجزء من موجة العودة إلى الدين في الدول العربيّة المجاورة، التي لم تتخط المجتمع العربي في إسرائيل: دعت الحركة إلى العودة للدين وللقيم الإسلامية، بل ووفّرتْ للمجتمع العربي الخدمات الدينية والتعليم الديني. وقد ساعدت الحركة كذلك في مجال الرفاه للفئات الضعيفة والمحتاجة داخل المجتمع العربي، وفي النهاية قدّمت خطّا سياسيّا قوميّا معارضًا لقيام إسرائيل كدولة يهودية ويدعم في جزء منه الإرهاب الفلسطيني.

مؤسس الحركة الإسلامية عبدالله نمر دراوشة يتحدث مع رئيس الدولة في السابق شمعون بيريس خلال حفل إفطار في مقر الرئيس (AFP)
مؤسس الحركة الإسلامية عبدالله نمر دراوشة يتحدث مع رئيس الدولة في السابق شمعون بيريس خلال حفل إفطار في مقر الرئيس (AFP)

حتى هنا، تبدو القصة مشابهة لغالبية فصائل “الإخوان المسلمين” التي تأسّستْ في كلّ دولة من دول المنطقة. ولكن كيف تعمل الحركة تحت حكم دولة لا تعترف بقيامها؟ هنا تبدأ القصة بالتعقيد.

النشاط تحت رعاية العدوّ؟

منذ سنوات السبعينات، ركّزت الحركة على إنشاء مؤسسات رفاه “بديلة” للمجتمع المسلم، مقابلة لمؤسسات الدولة.‎ ‎تميّز نشطاء الحركة الإسلامية منذ بداية نشاطهم بالاهتمام الذي أولوه للمشاكل التي شغلت الطبقات الضعيفة في المجتمع. لم تعالج هذه المشاكل إطلاقًا، أو أنها عولجتْ بشكل غير كافٍ من قبل الجهات البلدية والحكومية المسؤولة عنها.

ومن بين النشاطات المختلفة، كان هناك توفير حواسيب للمدارس، تنظيم دوري إسلامي لكرة القدم، تنظيم حفلات الزفاف، الاستشارة الزوجية، إنشاء الحضانات، وتنظيم التبرّعات للفقراء وغير ذلك. أدّى كلّ ذلك إلى إنشاء مظهر مستقلّ وتهديد الهيمنة الإسرائيلية على البلدات المسلمة التي بقيت تحت حكم إسرائيل.

 لقد نجحت الحركة في تجنيد الدعم الشعبي الواسع والمشاركة الملحوظة في طبقات الشعب، التي شعرت حتى ذلك الوقت بنفور ثلاثي: من جهة الدولة، ومن جهة القيادة المحلّية، ومن جهة القيادة البلدية من قبل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

ومن المهم أن نوضّح: بخلاف أراضي الضفة الغربية وغزة، التي تعرّف على أنّها “أراضٍ محتلّة”، يعتبر جميع عرب 48، مواطنين إسرائيليين (باستثناء عرب القدس الشرقية الذين حصلوا على مكانة الإقامة). ويحق لهم ككل مواطن إسرائيلي آخر الانتخاب والترشّح في انتخابات الكنيست ورئاسة الحكومة، وهم يدفعون الضرائب ويحملون بطاقة هوية إسرائيلية. ولكن زعماء الحركة الإسلامية وجدوا صعوبة في تقبّل ذلك؛ إذ كيف يمكنهم قبول هوية دولة ينكرون قيامها؟

الشيخ حامد أبو دعباس (فيس بوك)
الشيخ حامد أبو دعباس (فيس بوك)

الحركة الإسلامية: انفصام الشخصية

يرافق هذا الصراع الحركة منذ تأسيسها. وهو الذي أدّى إلى انقسامها إلى تيارين يعملان على مستويين مختلفين: مستوى الانفصال ومستوى التكامل. ففي حين أنّ الشقّ الجنوبي هو أكثر براغماتية، ورغم أنّه لا يعترف بحقّ دولة إسرائيل في القيام كدولة يهودية، فهو مستعدّ للمشاركة في مؤسسات الحكم والتأثير من الداخل على القرارات فيها، أما الشقّ الشمالي أكثر تطرّفا، وهو غير مستعدّ للقيام بأيّ عمل يمكنه أن يعتبر بشكل غير مباشر اعترافًا بيهودية الدولة والتي بنظره يجب تغييرها بدولة الشريعة الإسلامية في أسرع وقت ممكن. ومع ذلك، يتساعد هذا الشقّ أحيانا بدولة إسرائيل لتوفير احتياجاته الفورية.

يقود الشقّ الجنوبي حاليّا الشيخ حماد أبو دعابس، والذي خلف عضو الكنيست في السابق، الشيخ إبراهيم صرصور، والذي مثّل الحركة الإسلامية في البرلمان الإسرائيلي منذ 8 سنوات (تحظى الحركة بتمثيل في الكنيست منذ انقسام الحركة إلى شقّ جنوبي وشقّ شمالي عام 1996). وبالتباين، يقود الشقّ الشمالي الأكثر تطرّفا الشيخ رائد صلاح، المعروف بشكل كبير في إسرائيل، وخصوصًا بسبب خطاباته المتطرّفة والتي سبق أن حوكِم عليها بل وتمّ سجنه بسبب التحريض على العنف. يُشتبه بصلاح بأنّه يتعاون مع حماس وسائر التنظيمات الإرهابية المعادية لإسرائيل.

الشيخ رائد صلاح، رئيس الشقّ الشمالي المتطرف (AFP)
الشيخ رائد صلاح، رئيس الشقّ الشمالي المتطرف (AFP)

الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: قلب الحركة النابض

بدأت جذور الصراع والهوية داخل الحركة منذ أواخر السبعينات وبداية الثمانينات. إن النقاط الجديرة بالذكر والمهمّة في الحركة الإسلامية في إسرائيل هي تجربتها في الإرهاب، حيث تمّ عام 1979 تأسيس تنظيم سرّي “أسرة الجهاد” (الذي تأسس بإلهام من نجاح الخميني في إيران). دعا التنظيم إلى “تحقيق النهاية” و “إطلاق مرحلة الجهاد لتحرير فلسطين”. قام بجمع الأسلحة، حرق الحقول بل وكان مشاركًا في عدد من حوادث قتل اليهود، حتى تمّ القبض على محمد نمر درويش ومسؤولين آخرين في التنظيم عام 1981، وسُجنوا لضلوعهم في الإرهاب.

مع توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، تعمّق الجدل داخل الحركة: فبينما بارك المعسكر المعتدل بقيادة درويش ذلك الاتفاق، أيّد المعسكر المتطرّف، بقيادة الشيخ رائد صلاح مواقف حماس وسائر التنظيمات الرافضة

أدّى جميع ذلك إلى إحدى التطوّرات المهمّة في تاريخ الحركة: اقتنص أعضاء الحركة الوقت الذي قضوه في السجن لتعزيز العلاقات بينهم وبين أنفسهم وتعميق الأيديولوجية التي كانت توجهم. شكّل النشطاء خلال حبسهم قرارًا، أرشدهم منذ خروجهم وحتى اليوم؛ وهو أن تجري جميع نشاطاتهم حسب القانون.

كانت وما تزال الجمعية الإسلامية بمثابة الأداة التنظيمية الرئيسية للحركة الإسلامية. وهي جمعية، تستند على المساعدات المالية والنشاط التطوُّعي، وتشغّل لجان عمل في مجالات مختلفة. رغم أنّها أقيمت كجمعية دينية، فقد أدّت تحديدًا مشاركتها في مجالات اجتماعية غير مرتبطة بالدين بشكل مباشر مثل التعليم، إدماج عناصر حديثة في نشاطها ودعم المؤسسات غير الدينية، ثم أدّى كلّ ذلك إلى تطوير الجمعية وشكّل مفتاحًا لنجاحها السياسي (بشكل مماثل للعملية التي بدأتها، بالمقابل، حركات دينية – سياسية في الشرق الأوسط كلّه).

أحد التجديدات التي جلبتها الجمعية الإسلامية هو الحماس الذي توجّهت من خلاله للعمل في مجالات إشكالية تم إهمالها حتى ذلك الوقت، وعلى رأسها إدمان المخدّرات وجنوح الشباب.

مرابطون ومرابطات يلحون بالقرآن الكريم في وجه يهودي في البلدة القديمة، من النشاطات التي تدعمها الحركة الإسلامية في إسرائيل (AFP)
مرابطون ومرابطات يلحون بالقرآن الكريم في وجه يهودي في البلدة القديمة، من النشاطات التي تدعمها الحركة الإسلامية في إسرائيل (AFP)

لاءم كسر حاجز الصمت في مجال إدمان المخدّرات بشكل خاصّ احتياجات الحركة الأيديولوجية؛ فلا يوجد موضوع مثل هذا ليوضّح حججها حول التأثير الانحلالي والمدمّر الذي يمكن أن يحدث للثقافة الغربية والحديثة على الفئات المهمّشة والضعيفة، مثل المسلمين في إسرائيل. وبالفعل، أنشئتْ في سنوات الثمانينات لجان “الرحمة” التي تهتمّ بعلاج إدمان المخدّرات، إدمان الكحول، جنوح الشباب والدعارة.

خلال سنوات الثمانينات، بنتْ الحركة الإسلامية نفسها من القاعدة. لقد نجحت في تجنيد الدعم الشعبي الواسع والمشاركة الملحوظة في طبقات الشعب، التي شعرت حتى ذلك الوقت بنفور ثلاثي: من جهة الدولة التي تميّز ضدّ بعضهم لكونهم فلسطينيين، ومن جهة القيادة المحلّية التقليدية “المخاتير” الذين توسّطوا بينهم وبين الأحزاب الصهيونية، ومن جهة القيادة البلدية من قبل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي اتّهمتْ بعدم اهتمامها بشكل كافٍ باحتياجات المجتمع المحلي وتحسين ظروف حياته، وبالتركيز أكثر على المجال السياسي على المستوى القطري.

الحركة تحشد لصالح إخوانها الفلسطينيين في الضفة وغزة

بعد أن ثبّتتْ الحركة قبضتَها في المجتمع المسلم، وحصلت على تأييد واسع؛ فبدأت في زيادة مشاركتها السياسية، والتي تضمّنت أيضًا الحشد لصالح المسلمين في أراضي الضفة الغربية. عام 1987، أسّستْ الحركة “لجنة الإغاثة الإسلامية”، من أجل مساعدة الأيتام والأرامل من مصابي الانتفاضة، ممّا أدّى، إضافة إلى أمور أخرى، إلى توثيق العلاقات مع حركات إسلامية في الأراضي المحتلة.

مع توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، تعمّق الجدل داخل الحركة: فبينما بارك المعسكر المعتدل بقيادة درويش ذلك الاتفاق، أيّد المعسكر المتطرّف، بقيادة الشيخ رائد صلاح مواقف حماس وسائر التنظيمات الرافضة. في نهاية المطاف، أدى قرار الحركة بالترشّح لانتخابات الكنيست عام 1996 إلى الانقسام التامّ بين المعسكرين في الحركة. شكّل الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال خطيب “الشقّ الشمالي”، وقاعدته الرئيسية هي أم الفحم. واكتسب “الشقّ الجنوبي” تأييدًا واسعًا في “قرى المثلّث” (مثل الطيبة، الطيرة وقلنسوة) وفي المدن المختلطة (يافا، الرملة، الناصرة).

ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، تتحرّك الحركة الإسلامية في مستويَين، ولكن الشقّ المتطرّف هو الذي يحظى بأكبر قدر من العناوين، ويثير الجدل في الرأي العام الإسرائيلي وقد اتّهم أكثر من مرة بخيانة الدولة التي تسمح له بالوجود. من جهة أخرى، فإنّ قوات الأمن الإسرائيلية، وعلى رأسها الشاباك، تغلق كلّ مرة بعض مؤسسات الحركة، مثل مجلّة الحركة التي أغلقتْ في أعقاب اتهامات التحريض، وإغلاق “لجنة الإغاثة الإسلامية” للادعاء أنّها ساعدت بشكل أساسي أسر نشطاء حماس، ولجان وأجسام مختلفة تعمل تحت راية الحركة.

وكما ذكرنا، فقد اعتُقل الشيخ رائد صلاح أيضًا أكثر من مرة بتهمة التحريض على العنف. كلّ ذلك، يوضّح بشكل جليّ الصراع الذي يعيشه أعضاء الحركة وفي الواقع الكثير من أبناء المجتمع المسلم في إسرائيل.

فمن جهة، هم يشعرون بالانتماء لإخوانهم في فلسطين، ويصرّون على التصدّي إلى الدولة اليهودية التي ينظرون إليها أنها جزء من “فلسطين الكبيرة”. ومن جهة أخرى، فقد منحتهم دولة إسرائيل المواطنة وتمنحهم خدمات وتسمح بوجود الحركة. ولكن الإجراءات ضدّ الدولة تؤدّي إلى الاعتقالات وتزيد الإجراءات ضدّ الحركة والكراهية تجاهها فقط، وتشكّل نوع من الحلقة المغلقة  من الكراهية التي لا تنتهي.

في حين، ينجح الشقّ المعتدل في “التعايش بسلام” مع وجود دولة إسرائيل، حتى وإنْ لم يعلن ذلك بشكل صريح، ويحاول التأثير على أوضاع العرب فيها من خلال مؤسسات الحكم؛ يستمرّ الشقّ المتطرّف في تأجيج الصراع والكراهية.

مواجهات بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى (AFP)
مواجهات بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى (AFP)

أحداث الأقصى

أثارت المواجهات المندلعة بين الفلسطينيين في القدس والضفة وبين قوات الأمن الإسرائيلية، في الأسابيع الأخيرة، ودخول عمليات الطعن التي ينفذها الفلسطينيون في قلب إسرائيل على خط المواجهة انتقادات شديدة في إسرائيل لدور الحركة الإسلامية في التحريض على هذه المواجهات.

وتتهم إسرائيل، كما جاء على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الحركة بأنها تحرض ضد إسرائيل وتشعل فتيل المواجهات مثلها مثل “السلطة الفلسطينية وحركة حماس وبعض الدول العربية في المنطقة” بادعائها أن إسرائيل تخطط إلى تقسم الأقصى وتغيير “الوضع القائم” فيه. وتوعد نتنياهو بأنه سيدعم خطوات قانونية ضد الحركة الإسلامية، من ضمنها إخراجها عن القانون.

وجاء رد الحركة لهذه التهديدات على لسان الشيخ رائد صلاح والذي قال في مؤتمر صحفي قبل أيام، 7 أكتوبر 2015، إن “شرعية الحركة تبدأ من الإيمان بالله ثم بصمودنا في أرضنا والتحامنا مع شعبنا وثوابته، لذلك لا توجد أي قوة في الدنيا تستطيع إخراجنا على القانون، لقد كنا مع القدس والأقصى وسنبقى مع القدس والأقصى حتى نموت ونلقى الله على ذلك”. مشددا على عزم الحركة على مواصلة الدفاع عن القدس والأقصى.

لكن التصعيد الأمني حول مسجد الأقصى وتحوله إلى مواجهات وعمليات طعن تنطلق من الأراضي الفلسطينية والقدس، وقناعة الحكومة الإسرائيلية أن المحفز الرئيس لهذه العمليات هو التحريض الشرس الذي تشارك فيه الحركة الإسلامية في إسرائيل، يدخلان مسار الحركة التي حافظت على الاستقرار لسنين طويلة في إسرائيل إلى المجهول، وربما يهدد استمرار وجودها الراهن.

ونقول أخيرا إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بخلاف الحكومة، تحذر من حظر الحركة وتخشى أن يفضي ذلك لانتقالها للعمل السري الخطير. فهل تكتفي إسرائيل بتهديدات بحظر الحركة لكنها في الحقيقة ربما تمس بها وبتمويلها الخارجي فقط؟

اقرأوا المزيد: 1603 كلمة
عرض أقل
الشيخ رائد صلاح (Miriam Alster/FLASH90)
الشيخ رائد صلاح (Miriam Alster/FLASH90)

انتصار الحركة الإسلامية

شخص واحد يبرز أكثر من الجميع في مسؤوليته عن الدماء المسفوكة في القدس: زعيم الشقّ الشماليّ من الحركة الإسلامية، الشيخ رائد صلاح

كلّ عام، في السنوات العشر الأخيرة، يقود رائد صلاح، زعيم الشقّ الشمالي من الحركة الإسلامية، تظاهرات في أمّ الفحم تحت شعار “الأقصى في خطر”.

وطالما كانت هذه التظاهُرات مركزًا للتحريض على دولة إسرائيل، إذ يجري اتهامها فيها بالتخطيط لهدم المسجد الأقصى. في البداية، كان عدد المشاركين يبلغ المئات، ثمّ أصبح آلافًا، قبل أن يبلغ في السنوات الأخيرة عشرات الآلاف. ببُطء، ولكن بثبات، نجح صلاح في إيصال الرسالة، التي تردّد صداها في قلوب المسلمين في أرجاء العالم: المسجد الأقصى، أحد أهم مقدّسات المسلمين، هو في خطر.

سُرعان ما انتشرت هذه الرسالة الكاذبة في أرجاء العالم الإسلامي، حيث تثير السخط في عواصم عربية، وتُشعل نيرانًا يصعب إطفاؤها. الادّعاء أنّ إسرائيل تغيّر الوضع القائم في الحرم القدسي – ادّعاء يهدف إلى منع اليهود من الصلاة في المكان تمهيدًا لتغيير الوضع القائم – ليس إلّا ثانويًّا بالنسبة للاتهام الرئيسي الذي يوجّهه صلاح إلى إسرائيل: محاولة هدم المسجد الأقصى. وهذا هو الاتّهام الذي أشعل الحوادث الأليمة في القدس والاحتجاجات في أنحاء العالم. لقد نجح رائد صلاح.

 فلسطينيات يؤدين الصلاة في باحة المسجد الاقصى (AFP)
فلسطينيات يؤدين الصلاة في باحة المسجد الاقصى (AFP)

لمَ يُسمَح للشقّ الشمالي من الحركة الإسلامية أن يزدهر ويتفشى في المجتمع الإسلامي في إسرائيل؟ لمَ سُمح لصلاح خلال سنوات أن ينفّذ مؤامرته الحقيرة؟ لمَ مُنحَ هذا الانتصارَ؟

اتهمت لجنة أور – التي حقّقت في أسباب أعمال الشغب التي ثارت في تشرين الأول 2000، وأودت بحياة 12 عربيًّا ويهوديّ واحد – صلاح بالمساهمة في اندلاعها بشكلٍ ملحوظ. فقد ذكرت اللجنة في تقريرها أنه ثبت أنّ صلاح “كان مسؤولًا، في الفترة التي سبقت أحداث تشرين الأول 2000… عن إيصال رسائل متكررة تشجّع على استخدام العنف والتهديد بالعنف كوسيلة لتحقيق أهداف الوسط العربي… فقد عقد اجتماعات جماهيرية، واستخدم وسائل دعائية مُثيرة لإثارة جوّ عامّ مُلتهِب حول هذا الموضوع الحسّاس… كان مسؤولًا عن إيصال فكرة وجود مجزرة مخطَّط لها، حسب زعمه، في المسجد الأقصى يوم 29 تشرين الأول 2000. وهكذا ساهم فعليًّا في تهييج الجوّ واندلاع العُنف الواسع النطاق الذي حدث في الوسط العربي في شهر تشرين الأول 2000”.

لم يُبالِ أحد بهذه الاستنتاجات. فقد مرّ 12 عامًا، ولا يزال الشقّ الشمالي من الحركة الإسلامية، بقيادة صلاح، يزيد تأثيره في المجتمعات الإسلامية في إسرائيل، بما فيها البلدات البدوية في النقب. هذا الشقّ هو النسخة الإسرائيلية من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فرع الإخوان المسلمين الذين حُظروا في مصر. هذه حركة هدّامة ومُحرّضة، تهدف إلى إبادة إسرائيل. وقد نجحت في الأسابيع الماضية في إثارة اضطرابات وسفك دماء في القدس على مدى لم يسبق له مثيل. فلمَ لم يجرِ حظر هذه الحركة حتى الآن؟

لم تنجح كثيرًا حتّى الآن مساعي الحكومة في وضع حدّ للعنف، الذي يشكّل خطرًا يوميًّا على حياة الناس. وهي تحاول الآن وضع حدّ للعنف في القدس بوسائل بعيدة المدى، بما فيها تغيير قواعد إطلاق النار ضدّ المتظاهرين وتشديد العقوبات. لكن يبدو أنها تتجاهل جذر المشكلة وسببها – الشقّ الشمالي من الحركة الإسلامية وزعيمه. ممنوع أن يستمرّ وجود هذه الحركة في مجتمَع ملتزِم بسلطة القانون ويحترم حياة الإنسان. فيجب حظرها. حتّى الآن، تمتنع الحكومة عن القيام بهذه الخطوة الإلزامية لوقف التصعيد المتزايد يومًا بعد يوم. لكنّ الديمقراطية يجب أن تعرف كيف تحمي نفسها إذا كانت تريد البقاء.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في‏‎ ‎‏‏صحيفة “هآرتس‏”‏‎‎‏‏‏

اقرأوا المزيد: 485 كلمة
عرض أقل
زعيم الحركة الاسلامية المتشددة الشيخ رائد صلاح (وسط) خلال تظاهرة ضد صدور حكم الاعدام في مصر بحق الرئيس الاسلامي الاسبق محمد مرسي في كفر كنا (AFP)
زعيم الحركة الاسلامية المتشددة الشيخ رائد صلاح (وسط) خلال تظاهرة ضد صدور حكم الاعدام في مصر بحق الرئيس الاسلامي الاسبق محمد مرسي في كفر كنا (AFP)

تظاهرة لعرب اسرائيل احتجاجا على حكم اعدام مرسي

تظاهر الالاف الفلسطينيين شمال اسرائيل السبت احتجاجا على صدور حكم الاعدام في مصر بحق الرئيس الاسلامي الاسبق محمد مرسي

وقال منظمو التظاهرة ان خمسة الاف شخص شاركوا في الاحتجاج بقيادة الشيخ رائد صلاح، الداعية الذي يتزعم الحركة الاسلامية المتشددة.

وسار المتظاهرون في قرية كفر كنا في الجليل وهم يحملون لافتات كتب عليها “فليقطع حبل الاعدام” وهتفوا و”الحرية لاسرى الشرعية”.

واصدرت محكمة مصرية السبت حكما بالاعدام على مرسي اضافة إلى اكثر من مئة متهم في قضية الهرب من السجون خلال ثورة 25 يناير في العام 2011.

وتخضع الحركة الاسلامية الى رقابة مستمرة في اسرائيل بسبب الاشتباه بعلاقاتها مع حركة حماس في قطاع غزة وغيرها من الجماعات الاسلامية في انحاء العالم.

وانتهت التظاهرة دون اية حوادث.

اقرأوا المزيد: 91 كلمة
عرض أقل
صلاة عيد الاضحى في ساحة الأقصى (Sliman Khader/FLASH90)
صلاة عيد الاضحى في ساحة الأقصى (Sliman Khader/FLASH90)

سفير إسرائيل في الأردن: الحرم الشريف ليس في قبضة إسرائيل، وغليك إنسان مجنون”

السفير دانيال نيفو يشجب النشاطات اليهودية للوصول إلى الأقصى، ويعلل أن أولئك الذين يعتقدون أن "الأردن هي فلسطين" قد يسببون الدمار للشرق الأوسط

يعتقد سفير إسرائيل في الأردن، دانيال نيفو، أنّ التصريح القائل إن “جبل الهيكل في قبضتنا” والذي قاله قائد لواء المظليين الإسرائيلي بعد احتلال شرقي القدس عام 1967، هو خطأ وزلّة قدم. حيث قال السفير نيفو خلال مؤتمر بمشاركة أكاديميين إسرائيليين: “الإعلان عن أن جبل الهيكل (وهو الاسم العبري للحرم الشريف) هو في قبضتنا كان خطأ. جبل الهيكل ليس في قبضتنا”.

وقد انتشر الخبر بعد أن قام أحد الطلاب الأكاديميين المشاركين في المؤتمر، ويدعى عومر دوستري، باقتباس أقوال السفير على حسابه في تويتر.

نيفو: “هناك شخص واحد، يهودا غليك، يريد أن يصلي في جبل الهيكل. هو إنسان لطيف، ولكنه مجنون للغاية”

بالإضافة إلى ذلك، قال نيفو خلال المؤتمر إن يهودا غليك، الناشط اليهودي الذي يطالب بتنظيم مواعيد زيارات اليهود للصلاة في منطقة المسجد الأقصى والحرم الشريف هو إنسان “مجنون”. قال نيفو: “هناك شخص واحد، يهودا غليك، يريد أن يصلي في جبل الهيكل. هو إنسان لطيف، ولكنه مجنون للغاية”.

بالإضافة، انتقد نيفو نشاط الشيخ رائد صلاح، رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، والذي يسبب تدهور الأوضاع بين إسرائيل وبين الأردن بسبب التخطيطات الاستفزازية التي يقوم بها. بحسب أقواله، ينظم صلاح مجموعات تهدف إلى مواجهة المصلين اليهود خاصة في الأعياد والأوقات المقدسة عند الديانة اليهودية، وذلك من أجل إثارة الخلافات وجعل وسائل الإعلام تدعي أن “إسرائيل تحتل الأقصى”.

وأوضح نيفو أن هناك شراكة وتعاون متين بين رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو وبين الملك عبد الله فيما يخص المحافظة على النظام القائم في أرجاء الأقصى. بحسب أقواله، اتفق نتنياهو والملك على تعزيز أحقية الوقف في الحرم الشريف من أجل الحدّ من تأثير حماس والحركة الإسلامية.

وحذّر نيفو خلال كلامه من توجّهات بعض أعضاء الكنيست الإسرائيليين الذين يدّعون أن الأردن هو الدولة الفلسطينية الحقيقية

وحذّر نيفو خلال كلامه من توجّهات بعض أعضاء الكنيست الإسرائيليين الذين يدّعون أن الأردن هو الدولة الفلسطينية الحقيقية، وأنّ الحل للقضية الفلسطينية هو توطين الفلسطينيين في الأردن. حيث قال نيفو: “عندما يصرّح عضو كنيست إسرائيلي بأن الأردن هو فلسطين، يأتي أعضاء البرلمان إلى الملك ويسألونه “هل هذا هو صديقك؟”

وأضاف نيفو: “أهمية الأردن الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل لا مثيل لها، وإذا سقطت الحكومة هناك، سيتوقف مطار إسرائيل عن العمل، وستزداد نفقات الدفاع”. كما وذكر أن غالبية الجنود الذين يحرسون الحدود المشتركة لإسرائيل والأردن هم أردنيون، الأمر الذي ينبئنا حول أهمية الحفاظ على النظام بالنسبة للمملكة الهاشمية.

اقرأوا المزيد: 353 كلمة
عرض أقل