أصدرت دار النشر الإسرائيلية المستقلّة “كيشف” مؤخرا مختارات من شعر محمود درويش، الشاعر الوطني الفلسطيني. هذا ما ذكره أمس موقع الحزب الشيوعي الإسرائيلي. واسم الكتاب هو “محمود درويش: خمسون عاما من الشعر”، من ترجمة البروفيسور الإسرائيلي رؤوبين سنير، الباحث في الأدب العربي من جامعة حيفا.
ويضمّ الكتاب مجموعة واسعة من أعمال درويش، بدءًا من بداية نشاطه وحتى أعوامه الأخيرة، مترجمةً للّغة العبرية، بالإضافة إلى مقدمة شاملة للبروفيسور سنير عن أعمال درويش. ويعتبر سنير أكبر الباحثين الإسرائيليين المهتمّين بدرويش، وبشكل خاص بشعره الذي يتحدث عن النكبة الفلسطينية مثل “سيأتي برابرة آخرون”. وقد اهتمّ سنير كثيرا بالإضافة إلى ذلك بالحدود الغامضة بين القوميّة العربية، الدين اليهودي والقومية اليهودية في الشرق الأوسط.
وقد أجريتْ في الماضي أيضًا محاولات لتقديم أعمال درويش للقارئ الإسرائيلي. سعى يوسي سريد، وزير التربية الأسبق ورئيس حزب اليسار الإسرائيلي “ميرتس”، إلى تدريس شعر درويش في إطار برنامج تعليم الأدب في إسرائيل. ردّ عضو الكنيست حينذاك عوزي لنداو، على هذا القرار وقال إنّه يعكس “زيادة الخنوع والتملّق واستنكار الذات لدينا أمام عدوّنا”.
وقد صدر في العام الماضي في إسرائيل فيلم “سجّل أنا عربي”، للمخرجة ابتسام مراعنة، والذي تحدّث عن قصّة حياة درويش، وحظي بنقد إيجابي في الغالب. اهتمّ جزء كبير من الفيلم بالعلاقة الرومانسية التي قامت بين درويش والمطربة الإسرائيلية تمار بن عامي، والتي خلّدها في إحدى قصائده بشخصية “ريتا”.
وقد خلّد الفيلم لقاءً مؤثّرا بين درويش وبين شابّ إسرائيلي يعيش في المستوطنة التي أقيمت على أرض القرية التي غادرتها أسرة درويش عام 1948. يقول درويش للشاب: “لا أستطيع أن أقول إنّه قد كانت لدينا طفولة مشتركة، لأنّك ولدتَ في المكان الذي طُردتُ أنا منه. ولكن اللقاء بيننا هو لقاء سعيد وحزين، سعيد لأنّه بإمكاننا أن نصبح أصدقاء، وحزين لأنّه بإمكانك العودة إلى هناك وأنا لا”.