ذكرى النكبة

مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي عند الحدود مع غزة (
مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي عند الحدود مع غزة (

الجيش الإسرائيلي وحماس يعلنان: النصر كان حليفنا

مَن المنتصر في الجولة الدامية التي وقعت أمس؟ هل الجيش الإسرائيلي الذي منع دخول فلسطينيين كثيرين إلى إسرائيل أم حماس التي أدت إلى أن تتصدر القضية الفلسطينية جدول الأعمال؟ وأضرت بالاحتفالات بتدشين السفارة الأمريكية في القدس

يكشف الحديث مع مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، هذا الصباح، أن لا مكان للفرحة أو الرضا في صفوف الجيش إزاء عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين في المواجهات العنيفة في غزة أمس، بل العكس. فمن جهة كان من دواعي سرور الجيش أن تنتهي الاشتباكات أمس دون أن تسفر عن عدد كبير من الضحايا.

لكن من جهة ثانية، قالت جهات عسكرية اليوم صباحًا: انتصرنا. والتفسير لذلك حسب مسؤولي الجيش: وظيفة الجيش هو الحفاظ على أمن الدولة وحدودها، وقد قمنا بهذا الواجب وأوضحنا للفلسطينيين أنه من الأفضل ألا يقتربوا من الحدود. كما تشير إسرائيل إلى أن حماس وعدت ب”مليونية” العودة في البداية، ولكن في وقت لاحق غيّرت تقديراتها وأشارت إلى أن عدد المشاركين المتوقع هو 100 ألف متظاهر. وفي الواقع، شارك أمس 40 ألف فلسطيني فقط، وذلك بعد أن مارست حماس ضغطا كبيرا على الفلسطينيين. يقول الجيش إن حماس لم تتردد في تهديد الأشخاص من أجل المشاركة في المظاهرات وحتى أنها دفعت مالا لبعض العائلات.

بالمقابل، أشارت جهة فلسطينية إلى النصر الكبير الذي حققه يحيى السنوار: الإضرار بالاحتفالات الإسرائيلية والأمريكية أمس بمناسبة افتتاح السفارة الأمريكية في القدس. رغم أن الاحتفالات تمت دون مشاكل ملحوظة، قنوات تلفزيونية كثيرة في أنحاء العالم بثت شاشات ثنائية: من جهة ظهر جاريد كوشنير وزوجته إيفانكا ترامب وهما يحتفلان في القدس، وفي الجزء الآخر من الشاشة ظهرت صور سقوط الضحايا في غزة.

تجدر الإشارة إلى أنه في ساعات الليل، نقلت حماس رسالة إلى إسرائيل تشير إلى أنها تخطط اليوم لإجراء “مظاهرات مختلفة”، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى أن تفتح إسرائيل معبر كرم أبو سالم لإدخال الأدوية والمعدّات الإنسانية إلى غزة.

يبدو أن السنوار أدرك أنه من الصعب عليه أن يدفع عدد كبير من الفلسطينيين اليوم أيضًا للوصول إلى الحدود، بعد أن بات واضحا لهم أنهم معرضون لخطر الموت. لهذا بدأ يبحث عن بدائل أخرى.

حماس أرادت كذلك إحراج السعوديين والعالم العربي، ربما من أجل التأكيد على أهمية المساعدات الاقتصادية السخية الإيرانية التي تتلقاها. بعد ساعات الظهر يوم أمس، شجب السعوديون الذين التزموا الصمت في البداية، قتل الفلسطينيين، واليوم صباحا تحدثت عناوين الصحف السعودية عن “مجزرة في غزة”.

والسؤال أين أبو مازن من كل هذا؟. من جهة، ما زالت حماس تحث مواطني الضفة الغربية والقدس على التظاهر، ومن جهة أخرى، نلاحظ أن هناك القلائل الذين يستجيبون لمطالبها. يحي اليوم الثلاثاء الفلسطينيون ذكرى “النكبة”، إلى جانب تشييع جثامين الكثير من الضحايا الفلسطينيين الذين ماتوا في التظاهرات أمس، كما ستُطلق صافرات الحداد لمدة 70 ثانية. يُخشى أن تسفر أحداث اليوم عن المزيد من الضحايا.

اقرأوا المزيد: 384 كلمة
عرض أقل
فلسطينيون يشاركون في مظاهرات مسيرة العودة الكبرى عند السياج الأمني مع إسرائيل (Abed Rahim Khatib/Flash90)
فلسطينيون يشاركون في مظاهرات مسيرة العودة الكبرى عند السياج الأمني مع إسرائيل (Abed Rahim Khatib/Flash90)

هل ستشهد المنطقة حربا في أيار القريب؟

الأنظار في إسرائيل تتجه نحو شهر أيار القريب الذي يضم مجموعة أحداث سياسية تتسم بقابليتها على إشعال المنطقة.. من الانتخابات اللبنانية إلى ذكرى النكبة

24 أبريل 2018 | 10:37

تجتمع في شهر أيار/ مايو القريب أحداث سياسية من العيار الثقيل، تتسم بقابليتها على الانفجار، ما دعا الصحف الإسرائيلية إلى تسمية الشهر المقبل بأنه “مايو الخطير”. وتشير الصحف في تبرير مخاوفها من حدوث انفجار كبير في المنطقة إلى مجموعة أحداث قد تتخذ منحى خطرا يهدد الاستقرار في المنطقة، على رأسها قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وإحياء ذكرى النكبة.

وتتجه الأنظار في الراهن إلى قرار الرئيس الأمريكي المرتقب بشأن الاتفاق النووي من إيران، ففي ال12 من أيار، من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي إن كانت بلاده ستنسحب من الاتفاق إيران الذي توصل إليه سابقه، أم لا. وقبل هذه النقطة الزمنية الحاسمة بالنسبة لمستقبل المنطقة، تتجه لبنان في ال6 من مايو إلى انتخابات تتسم بالتوتر في ظل مشاركة حزب الله وسعيه إلى إظهار قوته من جديد.

ويزور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في الراهن، العاصمة الأمريكية واشنطن، تليه المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لإجراء لقاءات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى طاولة النقاشات يبرز ملف النووي الإيراني، ومحاولة نهي ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي الذي توصلت إليه هذه الدول مع إيران بشأن المشروع النووي. ومن المتوقع أن يحذر الزعيمان ترامب من عواقب الانسحاب من الاتفاق، والتلويح بإمكانية نشوب حرب إقليمية جرّاء الخطوة الأمريكية في الاتجاه المعاكس للاتفاق.

وإلى جانب المعارضة الأوروبية لنية ترامب الانسحاب في الاتفاق النووي أو إلغائه، يواجه ترامب معارضة من جانب روسيا والصين بنفس الشأن، فقد أعلنت الدولتان العظيمتان أنهما يؤيدان إبقاء الاتفاق والالتزام به.

ويتوقع مراقبون إسرائيليون أن لا يأبه ترامب لهذه التهديدات الأوروبية، وأن يتجه إلى تنفيذ وعده الانتخابي وهو الانسحاب من الاتفاق الذي سماه من قبل بأنه “الأسوأ في التاريخ”، مشيرين إلى أن ترامب فعل نفس الشيء بالنسبة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ضاربا التهديدات بأن الخطوة ستشعل المنطقة عرض الحائط.

وفي أيار تحتفل إسرائيل في ال13 من مايو ب “يوم القدس”، وبعدها بيوم من المتوقع أن تحتفل الولايات المتحدة بفتح سفارتها في القدس تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وفي ال15 من مايو يحيي الفلسطينيون بذكرى النكبة، حيث ستصل مسيرة العودة الكبرى إلى محطتها الأخيرة من ناحية المظاهرات بالقرب من السياج الأمني في قطاع غزة.

وقد وصف رئيس معهد دراسات الأمن القومي، الجنرال السابق عموس يدلين، شهر أيار بأنه “الأخطر منذ عام 1967 و 1973” موضحا أن مجموعة الأحداث التي يتخللها شهر مايو تحمل تحديات أمنية كبرى.

وإضافة إلى هذه الأحداث ذات الطابع المشتعل – إن صح التعبير-، نذكّر أن التهديدات الإيرانية بالرد على القصف المنسوب إلى إسرائيل في سوريا منذ أسابيع والذي أدى إلى مقتل عساكرها، ما زال موجودا.

وعلى خلاف أجواء التوتر التي يبثها يدلين والصحافة الإسرائيلية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في مقابلة مع موقع “Ynet”، إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية لا تعيش حالة ضغط. وأضاف مطمئنا: لا نغمض أعيننا. نحن مسعدون لأي سيناريو. لكن لا نعيش حالة من الهلع.

اقرأوا المزيد: 436 كلمة
عرض أقل
من أحداث ذكرى النكبة (صورة أرشيفية، Issam Rimawi/Flash 90)
من أحداث ذكرى النكبة (صورة أرشيفية، Issam Rimawi/Flash 90)

توتر في ذكرى النكبة على خلفية إضراب الأسرى

المنظومة الأمنية الإسرائيلية على هبة الاستعداد في ظل الأحدات والمظاهرات المتوقعة في الضفة الغربية، غزة، وإسرائيل لذكرى التاسعة والستين للنكبة | ستعمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية على الحفاظ على النظام

يحيي الفلسطينيون اليوم ذكرى النكبة الـ 69. على خلفية إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، الذي دخل يومه الـ 29، من المتوقع اليوم أن يسود توتر بشكل أساسيّ، وهناك خوف من أن تصبح المظاهرات الكثيرة المخطط لها لا سيّما في الضفة الغربية، عنيفة خلافا للسنوات السابقة حيث مرت مراسم ذكرى النكبة بهدوء نسبيا.

تدعو لجنة دعم إضراب الأسرى الفلسطينيين إلى شن مواجهة مع قوات الجيش الإسرائيلي في كل المناطق في الأيام القريبة”. نُشر أمس بيانا من قبل مروان البرغوثي الذي يقود إضراب الأسرى من السجن، دعا فيه إلى بدء الالتحام لإحياء ذكرى النكبة تضامنا مع الأسرى وصولاً إلى عصيان مدني ووطني شامل‎.‎‏

تستعد المنظومة الأمنية الإسرائيلية، الشاباك والشرطة لمواجهة الإخلال بالنظام، مُعززة استعداداتها وناشرة قواتها في أنحاء الضفة الغربية والبلدات العربية في إسرائيل. من المتوقع أن تتعاون قوات الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وأن تعمل على منع أن تصبح المظاهرات عنيفة.

من المتوقع أن تضرب عن العمل مؤسّسات عامة ومكاتب حكومية فلسطينية، اليوم صباحا بدءا من الساعة العاشرة والنصف ليتمكن الجمهور عامة من المشاركة في مراسم ذكرى النكبة. ومن المتوقع أن تُوقف المصالح التجارية أعمالها في ساعات الظهر أيضا. ستُجرى مسيرات مركزية لذكرى النكبة في ساعات قبل الظهر وستنتهي في ميدان ياسر عرفات في رام الله، وفي الساعة الثانية عشرة ظهرا تمامًا سيقف الفلسطينيون دقيقة صمت لذكرى ضحايا حرب عام 1948.

عُقِدت في عدة مؤسسات إسرائيلية، من بينها جامعة حيفا وجامعة تل أبيب، في الأيام الماضية، مراسم ذكرى النكبة. ستُجرى مراسم هذه الذكرى أيضا في المدرسة ثنائية اللغة (يهودية – عربية) في القدس.

نشر قيادي بارز في فتح، صائب عريقات أمس بيانا رسميًّا موجها إلى إسرائيل، قال فيه إن “معنى النكبة هو كارثة وطنية خاصة بنا، رحلة مستمرة من المعاناة، الفقدان، ونقص العدل”، مضيفا: “بهدف التوصل إلى سلام عادل وقابل للتطبيق بين إسرائيل وفلسطين، من المهم أن تعترف إسرائيل بالنكبة وتعتذر على ارتكابها”.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل
مراسيم ذكرى النكبة في الجامعات الإسرائيليات (Yossi Zeliger/ Flash90)
مراسيم ذكرى النكبة في الجامعات الإسرائيليات (Yossi Zeliger/ Flash90)

لماذا يحيي عرب 48 ذكرى النكبة وفق التقويم اليهودي؟

أقامت حركة اليمين الإسرائيلية "إم ترتسو" مظاهرة احتجاجية في جامعة حيفا حيث من المقرر أن يقيم الطلاب العرب مراسم ذكرى النكبة، مدعية أن المراسم "تدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل في وسط حرم جامعي رائد في إسرائيل"

تُجرى مراسم ذكرى النكبة في أماكن معينة في العالم، وتبدأ في السلطة الفلسطينية وفي إسرائيل عشية 14 أيار وتنتهي بتاريخ 15 أيار. إلا أن هناك من يُحيي هذه الذكرى وفق موعد حدوثها بشكل خاص بموجب التقويم اليهودي الذي يُصادف في توقيت مختلف عن التقويم الميلادي في كل عام. يعود سبب ذلك إلى أن اليهود يحتفلون بعيد الاستقلال في الخامس من شهر أيار حسب التقويم العبري. يُجرى جزء من المراسم لذكرى النكبة في الوقت الذي تُجرى فيه احتفالات عيد الاستقلال رغم أن ليس هذا هو الموعد الذي تُجرى فيه ذكرى النكبة في أنحاء العالم، ويعتقد جزء من الإسرائيليين أن اختيار هذا التوقيت يشكل استفزازا.

في جزء من الجامعات، يقيم طلاب جامعيون مراسم ومعارض لذكرى النكبة في هذه الفترة من السنة في كل عام. إلا أن مشروع قانون في الكنيست بات يهدد بفرض عقوبات على جامعات إسرائيليات تسمح بإقامة نشاطات لإحياء ذكرى النكبة في يوم استقلال إسرائيل أو نشاطات تلحق ضررا برموز الدولة.

ليس مشروع القانون الجديد الذي يقترحه حزب “إسرائيل بيتنا” بدعم من أحزاب يمينية أخرى هو الأول الذي يهدد بالعمل وفق تلك الطريقة. ففي الحقيقة، هناك قانون ساري المفعول يسمح بوقف تمويل المؤسسات الأكاديمية التي تسمح بإقامة مراسم لذكرى يوم النكبة، ولكنه لم يطبّق حتى وقتنا هذا. وفق مشروع القانون الجديد، على مجلس التعليم العالي أن يحدد العقوبات التي تُفرض على مؤسسات أكاديميّة تسمح بإقامة نشاطات كهذه، وأن يتأكد من تطبقيها.

في الأيام الأخيرة، ثارت ضجة حول جامعة حيفا بسبب أحداث ذكرى يوم النكبة. طُلب من أعضاء حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وقف توزيع دعوات لمراسم ذكرى النكبة التي نظموها واستخدموا فيها تعبير “التطهير العرقي”. رغم ذلك، عُقدِت المراسم أمس (الإثنين) بناء على مصادقة الجامعة.

بالمقابل، أقامت حركة اليمين الإسرائيلية “إم ترتسو” مظاهرة احتجاجية خارج موقع إقامة مراسم ذكرى النكبة في جامعة حيفا، مدعية أن المراسم “تدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل وإبادتها، في وسط حرم جامعي رائد في إسرائيل”.

ستُجرى غدا (الأربعاء) مراسم إحياء ذكرى النكبة كما في كل سنة. بالمقابل، ستُجري حركة “إم ترتسو” مظاهرة احتجاجية أيضًا”. يعتقد نشطاء الحركة وفق ما ورد في صفحة المظاهرة في الفيس بوك “أن أسطورة النكبة تشكل أحد أكبر الأكاذيب في التاريخ المعاصر وتهدف إلى تقويض حق اليهود في دولتهم”. حتى أن الحركة أصدرت كُتيّب يوضح مواقفها ومعارضتها لإحياء ذكرى يوم النكبة بالتفصيل، تحت عنوان “النكبة هراء”.

اقرأوا المزيد: 360 كلمة
عرض أقل
تدريب لمنظمة "الهاغاناه" في كيبوتس يحيعام عام 1948
تدريب لمنظمة "الهاغاناه" في كيبوتس يحيعام عام 1948

معركة حول الاستقلال، النكبة، وقرية واحدة في الجليل

عائلات إسرائيلية ثكلى غاضبة من القيادة العربية، التي تعتزم إقامة مراسم يوم النكبة بالقرب من البلدة التعاونية التي قُتِل فيها 46 مقاتلا إسرائيليا في حرب 1948

03 أبريل 2017 | 10:56

قررت القيادة العربية في إسرائيل، التي تقيم مراسم يوم النكبة سنويا، أن تدعو هذا العام نحو 25 ألف شخص، للمشاركة في التظاهرة والمسيرة، التي ستقام في موقع لتخليد ذكرى الضحايا، تابع للجيش الإسرائيلي ويقع بالقرب من القرى العربية المهجرة منذ حرب 1948.

ويعتبر الموقع لذكرى الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا في آذار 1948 في البلدة التعاونية (كيبوتس) يحيعام في الجليل الغربي، إحدى المواقع لذكرى الضحايا الأشهر في تاريخ إسرائيل. إن “المعركة على يحيعام” (بلدة تبعد 12 كيلومترا عن مدينة نهاريا) تعتبر إحدى المعارك المريرة في حرب عام 1948 بالنسبة للإسرائيليين. إذ تفاجأ أثناء الحرب، 87 مقاتلا إسرائيليا كانوا في قافلة في طريقها لتزويد معدات إلى القرية التعاونية يحيعام، التي كانت تقع بعيدا بين القرى العربية في المنطقة، عند رؤية مقاتلين عرب كانوا قد اختبأوا وتسببوا في وفاة 46 مقاتلا.

والآن بعد مرور 70 عاما منذ تلك المعركة، بدأ يدور صراع مجددا، وهذه المرة صراع يخترق الوعي العام مجددا وربما يصبح صراعا قانونيا: فمن جهة هناك عائلات الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا والتي ترفض إقامة مراسم النكبة بالقرب من القرية التعاونية، ومن جهة أخرى هناك مواطنو إسرائيل العرب المعنيون بشكل خاص بإقامة المراسم المركزية للنكبة في المنطقة التي كانت فيها ذات مرة قرية عربية كبيرة وأصبحت مهجورة حاليا وهي قرية الكابري.

كانت “قافلة يحيعام” مزوّدة بمعدات حربية وخرجت بتاريخ 27 آذار عام 1948 في طريقها إلى القرية التعاونية يحيعام وتعرضت إلى كمين وهجوم من قبل مقاتلين عرب من القرى المجاورة لقرية كابري. قُتل أثناء الهجوم على القافلة 46 مقاتلا، كما ذُكر آنفًا، وتعتبر هذه الحادثة إحدى الهزائم اليهودية الصعبة التي حدثت أثناء حرب 1948.

من الجانب الواحد يحيعام ومن الجلنب الأخر كابري (Wikipedia)
من الجانب الواحد يحيعام ومن الجلنب الأخر كابري (Wikipedia)

في هذه الأثناء لا توافق الشرطة الإسرائيلية على إقامة تظاهرة النكبة في موقع ذكرى تخليد الضحايا. وأوضحت: “إن تأمين الحماية في تظاهرة من المتوقع أن يشارك فيها نحو 25 ألف مواطن تتطلب استعدادا خاصا من قبل الشرطة، ونحن لسنا قادرين على توفيرها حاليا. يؤسفنا قرار منظمي التظاهرة والتخطيط لإجرائها في يوم استقلال إسرائيل، الذي تُجرى فيه مئات الاحتفالات في أنحاء البلاد وفي الوقت الذي تستثمر فيه الشرطة موارد كثيرة لحماية المواطنين”.

وقال رئيس الجمعية للدفاع عن حقوق المهجرين، المحامي واكيم واكيم، ردا على ذلك أنه سيتوجه إلى محكمة العدل العليا في حال عدم المصادقة على التظاهرة. “ربما يعود هذا القرار إلى قرار سياسي” أضاف. “جرت كل تظاهرات النكبة في يوم الاستقلال، وماذا تغير هذا العام؟ نحن نجري التظاهرة في قرية كابري المهجرة ونتعهد بألا يحدث أي ضرر لموقع ذكرى الجنود “.

في هذه الأثناء، بات أبناء عائلات الضحايا غاضبين من قرار إجراء التظاهرة والمراسم الأساسية للنكبة تحديدا بالقرب من موقع إجراء ذكرى تخليد الضحايا ويخشون من تدنيس ذكرى المقاتلين الإسرائيليين.

اقرأوا المزيد: 405 كلمة
عرض أقل
يهود اليمن يغادرون عدن
يهود اليمن يغادرون عدن

نكبة اليهود الشرقيين

أكثر من 800 ألف يهودي تمّ طرده أو اضطرّ لترك دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط بسبب الاضطهاد. يتزايد الاتجاه الذي يعترف بهم كلاجئين

لقد عبّأوا حقيبة واحدة بأثمن ما يملكونه، غادروا في جوف الليل، أو طُردوا بعنف وتحت الاضطهاد والتهديدات. عندما بدأ يهود الدول العربية وإفريقيا بالوصول إلى إسرائيل بالثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين كانوا يعتبرون “قادمين” وصلوا إلى إسرائيل من أجل الصهيونية، ولكن، هم في الحقيقة لاجئين بكل معنى الكلمة.

لا يعرف الكثيرون ذلك، ولكن تم طرد أو فرار أكثر من 800 ألف يهودي عاش في الدول العربيّة بسبب الاضطهاد. في حرب عام 1948، في الوقت الذي فرّ فيه مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين قاصدين الدول العربية في ما يعرف بالوطنية الفلسطينية بـ النكبة، فرّ مئات الآلاف من اليهود إلى الاتجاه المعاكس تمامًا.

عام 1948 كان في الشرق الأوسط أكثر من 800 ألف يهودي. اليوم، في جميع الدول العربيّة يعيش أقلّ من 5,000 يهودي

بين عامي 1944 و 1964، وصل اليهود من سوريا، العراق، اليمن، مصر، المغرب، الجزائر، تونس وغيرها إلى إسرائيل كملاذ أخير، بعد أن أجبِروا على أن يتركوا وراءهم منازلهم، حياتهم، تراثهم، وفي الواقع، بلدان منشأهم.

تاريخيًّا، سكن اليهود في أنحاء الشرق الأوسط منذ السبي البابلي (قبل نحو 2500 عام) وفي شمال إفريقيا منذ العصر الروماني (أقلّ من ألفين عام بقليل). في فترة الاحتلال العربي سكن في المنطقة معظم اليهود في العالم. ومنذ ذلك الحين انتقل مركز العالم اليهودي إلى أوروبا الشرقية، بسبب الهجرة، إسلام اليهود والتنصير في أوروبا. في عام 1940، عاش نحو 16 مليون يهودي في العالم، وفقط 5% منهم، 800 ألف، كانوا في البلدان العربية.

زفاف يهودي في حلب، عام 1914
زفاف يهودي في حلب، عام 1914

تغيّرت أوضاع اليهود في البلدان العربية بين العصور والمناطق: ففي أحيان اندمجوا مع المجتمع وحظوا بمكانة عالية، وفي أحيان أخرى فُرضت عليهم القيود، ومن حين لآخر كانت هناك مذابح واضطهاد.  كتب الأشخاص الذين زاروا العراق في القرن التاسع عشر أنّ اليهود يسيّطرون على الاقتصاد، وكانت الأسواق تُغلق يوم السبت بل وشغل اليهود مناصب حكومية. حين تم إنشاء مهن مثل المحاماة، برز اليهود فيها أيضًا. في سوريا، كان المسلمون أكثر تشدّدًا وفرضوا القيود على اليهود. في شمال إفريقيا، تأرجحت أوضاع اليهود بين الفقر والحياة البسيطة في القرى، حتى كونهم التجار الأكثر موهبة ونضوجًا في المملكة، والذين قدّموا خدماتهم في الديوان الملكي.

في معظم الأحيان، استطاعوا أن يعملوا بما يرغبون، واشتغلوا بشكل أساسيّ في الخياطة، صناعة الأحذية، صناعة الأدوات المعدنية، الأختام، تجارة التوابل، محلات البقّالة، باعة متجوّلون، والتجارة الدولية. وبعض هذه المجالات كانت معروفة كتخصّص حصري لليهود، وكان جيرانهم المسلمون يتوجّهون إليهم في كلّ وقت يطلبون فيه خدماتهم، وأقاموا معهم تجارة ناجحة وحسن الجوار. حتى بدأ كلّ شيء يتغيّر.

مع الوطنية جاءت الكراهية

في القرن التاسع عشر، مرّ العالم العربي بمرحلة الاستعمار: سيّطرت بريطانيا على مصر، وفرنسا على تونس، والجزائر والمغرب، وإيطاليا على ليبيا. بقي كلّ من العراق، سوريا وفلسطين تحت الحكم العثماني، ولكنّها تفكّكت وسيطرت القوى العظمى الغربية عليها بالتدريج، حتى قاموا باحتلالها في الحرب العالمية الأولى.

“اليهود من الدول العربية يمكن أن يشكّلوا نقطة التقاء وجسرًا حضاريًّا بين اليهود الأوروبيين الشرقيين وجيران إسرائيل العرب.‎ ‎ ‎نريد أن تُسمَع قصّتنا وتُشمَل أصواتنا”

في البداية، كان الوضع الجديد لصالح اليهود. لقد أصبحوا وسطاء بين أوروبا والعرب، واستغلوا معرفتهم باللغات وعلاقاتهم مع أوروبا، وحظوا بثقة كلا الطرفين. باعوا للأوروبيين الأقمشة، الخيوط والمنتوجات الزراعية العربية والسلع الغريبة مثل ريش النعام من إفريقيا، واستوردوا من أوروبا الملابس والمنتجات الصناعية.  أصبح الكثير منهم أغنياءً، وخصوصًا في المدن التي تقع على ساحل البحر المتوسّط والعراق.

في البداية، تقبّل المسلمون مشاركة اليهود باحترام. كان ذلك مريحًا لهم. اعتمدوا على اليهود أكثر من بعضهم البعض، وبالطبع أكثر من سائر المحتلّين الأوروبيين. ولكن في القرن العشرين، حين نشأت الوطنيات العربية والصهيونية، انهارت هذه الثقة ببساطة.

بدأ وضع اليهود يتدهور حتى قبل إقامة دولة إسرائيل. في عام 1932 تحوّلت العراق من الانتداب البريطاني لتصبح دولة مستقلّة وبدأت فورًا بتجريد اليهود. لم يتمّ قبولهم في المدارس والجامعات، وأقالوهم من الوظائف بشتّى أنواع الحجج. قاد هذه القرارات القوميّون العرب والمسلمون المتشدّدون. بدأوا بدعاية مفادها أنّه “لا ينبغي أن يسيّطر اليهودي على المسلم”، وخرجوا بشكل خاصّ ضدّ اليهود في المناصب الكبيرة مثل القضاة أو المسؤولين. بدأت الكراهية بالتسرّب.

عائلة يهودية عراقية
عائلة يهودية عراقية

الطرد، النهب والاضطهاد

مع تأسيس دولة إسرائيل انجرف العالم العربي في أعمال شغب عنيفة، مجازر ونهب لليهود. شاركت بعض الدول العربية في القتال ضدّ إسرائيل، والتي أصبحت العدوّ الأكبر للقومية العربية. أثارت بعض الحكومات العربية أعمال الشغب والنهب ضدّ اليهود، بل صادرت الحكومة العراقية الممتلكات، كما لو كان الأمر “تعويضًا” عن اللاجئين الفلسطينيين.

عام 1951، وافقت حكومة العراق، بهدوء، على السماح لليهود بالهجرة إلى إسرائيل، وقد هاجر الجميع تقريبًا. بالمقابل، صدر قانون تمّ بموجبه تأميم جميع الممتلكات اليهودية: المنازل، المصانع، السلع، المجوهرات والحسابات المصرفية. سنّ الزعيم المصري، جمال عبد الناصر، قوانين مماثلة بعد حرب السويس. طُرد يهود ليبيا وتمّ تأميم ممتلكاتهم في سنوات الستينات.

لم تؤمّم كلّ من سوريا، تونس والجزائر الممتلكات، ولكن اليهود فرّوامن تلك الدول حين حظيت باستقلالها، وبعد ذلك نهب المسلمون الممتلكات التي خلّفوها وراءهم. هذا ما حدث أيضًا لممتلكات يهود اليمن الذين هاجروا إلى البلاد في عملية البساط السحري. نجح بعض يهود المغرب في الخروج مع أموالهم وممتلكاتهم، وخلّفوا منازلهم وراءهم.

اليهود والمسلمين المغاربة في احتفال الميمونة (صورة من موقع جيمنا)
اليهود والمسلمين المغاربة في احتفال الميمونة (صورة من موقع جيمنا)

هاجر آخرون دون أن يأخذوا أي من أغراضهم، ولا يحملون إلا الملابس التي على أجسادهم. ترك الناس خلفهم في البلاد العربية الفنادق والمنازل الفاخرة، المتاجر، الأقمشة الثمينة، المجوهرات والكثير من سبائك الذهب، وبدأوا حياتهم من جديد في الفقر المدقع.

العدالة التاريخية

وكما هو معلوم، فقد اعتُبِر اليهود الذين أتوا إلى إسرائيل من البلاد العربية في معظمهم كمن أتى برغبته، بدافع الصهيونية وحبّ إسرائيل، كالكثير من سكّانها في السنوات الأولى. في السنوات الأخيرة فقط حدث تغيير في موقف الحكومة الإسرائيلية والجهات الخارجية تجاه خطاب اللجوء: تعترف قرارات رسميّة للحكومة الإسرائيلية من السنوات 2002 و 2003، وكذلك قرار الكونغرس الأمريكي من عام 2008؛ باليهود الذين نزحوا من الدول العربية كلاجئين.

“في الوقت الذي فرّ فيه مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين قاصدين الدول العربية في ما يعرف بالوطنية الفلسطينية بـ”النكبة”، فرّ مئات الآلاف من اليهود إلى الاتجاه المعاكس تمامًا.”

تستعد إسرائيل في السنوات الأخيرة لتثمين قيمة الممتلكات، التي تقدّر بمليارات الدولارات، والتي تمّ تأميمها من قبل الدول العربيّة. في شباط 2010، وافق الكنيست على قانون للحفاظ على حقوق التعويض للاجئين اليهود القادمين من الدول العربية. يفصّل القانون أنّ هدفه هو “الحفاظ على حقوق التعويض للاجئين اليهود القادمين من الدول العربية وإيران في إطار مفاوضات من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط”. ينصّ القانون على أنّه “في إطار المفاوضات من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ستدرج الحكومة قضية التعويض عن الخسائر في ممتلكات اللاجئين اليهود القادمين من الدول العربية وإيران، بما في ذلك الممتلكات التي كان المجتمع اليهودي يملكها في تلك البلدان”.

يعتقد بعض المسؤولين الحكوميين في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، بالإضافة إلى خبراء حقوق الإنسان والمؤرّخين أنّ هناك تماثلا بين خطاب لجوء اليهود من الدول العربيّة وبين خطاب اللجوء الفلسطيني، ولذلك ينشأ ارتباط بين الاعتراف الدولي بكلا الروايتين وبين الأمل بكلّ حلّ عادل وشامل للصراع العربي – الإسرائيلي. وغنيّ عن القول، إن القيادة الفلسطينية والدول العربية يرفضون هذا التماثل بشكل تامّ.

زيادة الوعي والحفاظ على التراث

إحدى المشكلات البارزة في قضية لجوء يهود العالم العربي هي عدم وجود الوعي العام حولها.JIMENA، هي منظّمة يهودية – شرقية تمثّل أحرفها الأولى الكلمات “اليهود المولودون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، وضعت لها هدفًا وهو نشر هذه الرسالة. بدأت المنظمة في العمل في الولايات المتحدة بعد الحادي عشر من أيلول وجاء في تعريفها: “لملأ ثغرة تاريخية في روايات الشرق الأوسط واليهود المتبنّاة، التي تتجاهل بشكلٍ عامّ حضارة وحالة اللاجئين اليهود الـ 850 ألفًا من الدول العربيّة.‎”

النساء اليهوديات في طرابلس، ليبيا (صورة من موقع جيمنا)
النساء اليهوديات في طرابلس، ليبيا (صورة من موقع جيمنا)

بدأت المنظّمة مؤخرًا في تشغيل موقع إنترنت وصفحة فيس بوك باللغة العربية أيضًا، وتوسيع المعلومات أيضًا لمواطني الدول العربية أنفسهم، الذين يجهلون في الغالب تاريخ طرد اليهود من دولهم.‎ ‎إنّهم يعملون لحماية التراث وتوثيقه، يجمع القادة وثقافة يهود العالم العربي، الأدلّة، المقتنيات والصور من اليهود الذين فرّوا. تم تسجيل بعض الشهادات وتصويرها ويمكن مشاهدتها في موقع الإنترنت التابع للمنظّمة.

“ثمة حاجة إلى الاعتراف بخسائر وحضارة جميع مجموعات اللاجئين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتعامل معها.‎ ‎‎ ‎نريد أن يتبنى العالَم فهمًا أكثر تنوّعًا لمركزية التراث اليهوديّ في تركيب وتاريخ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

هذا ما تقوله إحدى نساء المنظّمة لموقع المصدر. ‎”كان لليهود من الدول العربية والمتحدِّرين منهم حضور مستمرّ في الشرق الأوسط لأكثر من ألفَين وخمسمائة عام، وهم يشكّلون اليوم أكثر من نصف سكّان إسرائيل اليهود.‎  ‎‎  ‎‎إنّ حضارتهم، خسائرهم، وتجاربهم يجب أن تُدرَك وتُشمَل في النقاش حول التاريخ اليهوديّ وتاريخ الشرق الأوسط”.

‎ ‎‎تؤمن جيمينا أنّ “اليهود من الدول العربية يمكن أن يشكّلوا نقطة التقاء وجسرًا حضاريًّا بين اليهود الأوروبيين الشرقيين وجيران إسرائيل العرب.‎ ‎ ‎نريد أن تُسمَع قصّتنا وتُشمَل أصواتنا”.‎

اقرأوا المزيد: 1300 كلمة
عرض أقل
يوم النكبة في جامعة تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)
يوم النكبة في جامعة تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)

يوم النكبة في جامعة تل أبيب

تم اليوم إحياء ذكرى النكبة في جامعة تل أبيب للمرة الخامسة بمشاركة طلاب وأعضاء هيئة تدريس يهود وعرب

عُقدت اليوم ظهرا للسنة الخامسة على التوالي في جامعة تل أبيب، التي أقيمت على أراضي الشيخ مؤنس، مراسم لإحياء ذكرى يوم النكبة الـ 68. نظّم المراسم طلاب جامعيون يهود وعرب وشارك فيها مئات الأشخاص ومن بينهم أيضًا محاضرون من الهيئة التدريسية في الجامعة وسياسيون.
خلال المراسم تحدث طلاب عن قصة نكبة أسرهم في العام 48 بالعبرية، العربية، والإنجليزية. بالإضافة إلى ذلك، صمت المشاركون دقيقة لذكرى ضحايا النكبة.

يوم النكبة في جامعة تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)
يوم النكبة في جامعة تل أبيب (Tomer Neuberg/Flash90)

قال عضو الكنيست أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة في الكنيست، عن المراسم: “من المهم جدا إجراء هذه المراسم، وخصوصا في تل أبيب وفي الأماكن ذات الغالبية اليهودية. يؤمن كافة المشاركين هنا اليوم بحل دولتين لشعبين. ليس هذا تحدّ لوجود دولة إسرائيل، يجب الاعتراف بالظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني ولن أوافق على تصحيح الظلم من خلال التسبب بظلم لأشخاص آخرين”.

وطُلب من جميع المشاركين ارتداء قمصان سوداء، من دون أن تظهر عليها أعلام أو رموز حزبية وعدم الردّ على المتظاهرين الذين قد يحاولون إثارة الاستفزاز. وفي المقابل، تظاهر نحو 30 ناشطا يمينيّا إسرائيليا ورفعوا دمية بينوكيو كبيرة، بهدف التلميح إلى أن الكلام الذي يُقال في ذكرى النكبة هو أكاذيب، بحسب رأيهم.

المتظاهرون الإسرائيليون ضد مراسم ذكرى النكبة (Tomer Neuberg/Flash90)
المتظاهرون الإسرائيليون ضد مراسم ذكرى النكبة (Tomer Neuberg/Flash90)

على ضوء ذلك أضاف عودة: “أتفهم نفور الإسرائيليين من هذه المضامين، إنه إجراء، وهو يتطلب وقتا، هكذا أيضًا كان حال السود في جنوب إفريقيا وحال الاعتراف بالهنود في الولايات المتحدة، ثمة حاجة إلى وقت حتى الاعتراف بالظلم الذي اقتُرف”.‎

اقرأوا المزيد: 212 كلمة
عرض أقل
جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)
جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)

شعبان يجمعهما ألمٌ واحدٌ

تشكل مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي الفلسطيني لحظة خاصة لإزالة الحواجز القومية

أجريت أمس الثلاثاء، 10.05.16، مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي- الفلسطيني في تل أبيب. شارك في المراسم الأولى قبل عقد مائتي فلسطيني وإسرائيلي، ولكن شارك أمس نحو 4000 شخص. يهتم مخططو المراسم بالمعاناة والألم اللذين يسببهما الصراع لكلا الجانبين وبالطموح المشترك لإيقافه وتنظم منظمة “نكافح من أجل السلام” و “منتدى العائلات الثكلى” هذه المراسم وتديرها بالعربية والعبرية.‎

كتب المنظمون: “نحن الإسرائيليون والفلسطينيون يهمنا تحمل المسؤولية، ونقترح في هذا اليوم الصعب، طريقا أخرى. خلال المراسم المشتركة نحن نتوحد مع الألم والفجيعة ونعترف بالثمن الذي ندفعه جميعنا – الأسر الثكلى والمجتمع كله. نعارض أن تُستخدم الفجيعة أداة لتعزيز وإشعال الصراع والعنف. كي لا يكون هناك المزيد من الفجيعة، فقد اخترنا أن نبني معا واقعا آخر”.

في هذا العام شاركت في المراسم للمرة الأولى، وكشخص يتعامل بنهج تهكمي عادة تجاه مراسم الذكرى وتجاه الرسائل المتوقعة التي تتكرر كل عام فقد فوجئت من مشاعري ومن الموقف شبه الخيالي.

استهلت الخطابات السيدة عدن المصري من نابلس والتي فقدت ابنها وتشارك في منتدى العائلات الثكلى الإسرائيلي-الفلسطيني. لقد شهدت بأنها خشيت في البداية من المشاركة في اللقاءات مع العائلات الثكلى الإسرائيلية، ولكنها عندما شاركت فيها استُقبلت بتفهّم وتضامن كبير من قبلها. يمكنكم مشاهدتها بالفيديو المرفق في الدقائق 1:02:35-1:07:47.

أكد مقدّمو المراسم على أهمية الجيل الشاب وقالوا إنّ “الأطفال يقودون في هذه الفترة موجة العنف ونحن نؤمن بأن الأمل بأيديهم لأن المستقبل ينتظرهم”. كان أحد المشاركين الأصغر في المراسم هو عرب عرامين الذي قُتلت أخته بنيران جندي إسرائيلي. لقد اختار بدء كلامه باقتباس عن جلال الدين الرومي: “بالأمس كنت ذكيا، فأردت تغيير العالم. أمّا اليوم فأنا حكيم، لذلك أريد أن أغيّر نفسي”. وتابع قائلا: “لن نستسلم أبدا وسنواصل الكفاح حتى يتحقق السلام”. (يمكنكم مشاهدة خطابه في الدقائق: 1:20:25-1:28:17).

جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)
جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)

أحد الأجزاء الأجمل في المراسم، في نظري، كانت اللحظة التي صعدت فيها راقصة بمفردها إلى المسرح وعبرت بجسدها عن الألم الذي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، على خلفية قصيدة محمود درويش وهي “مقهى وأنت مع الجريدة”. لقد نجح عرض الرقص، تحديدا، في جسر فجوات اللغة – يبدو أن كلمات محمود درويش قد أسرت قلوب الجمهور الناطق بالعبرية، رغم أنه لم يفهما أية كلمة من القصيدة. (يمكنكم مشاهدته بالفيديو المرفق في الدقائق 1:10:57-1:13:55).

جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)
جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)
اقرأوا المزيد: 335 كلمة
عرض أقل
مسرحية الزمن الموازي على مسرح الميدان (Facebook)
مسرحية الزمن الموازي على مسرح الميدان (Facebook)

انتصار مسرح الميدان في حيفا

المحكمة في حيفا تأمر بلدية حيفا بإعادة الميزانية التي منعت تمويلها إلى مسرح الميدان المعروف، وذلك بعد قرارها بتجميدها بسبب العرض المسرحي عن أسير فلسطيني

وافقت المحكمة في حيفا، أمس، على الالتماس الذي قدّمه مسرح الميدان العربي وأمرت بلدية حيفا بتحويل بقية الميزانية لهذه السنة إلى المسرح.

وكما ذُكر آنفًا، فقد أرجأت البلدية ميزانية المسرح وذلك في أعقاب المسرحية “الزمن الموازي”، والذي تم إخراجها بوحي من رسائل وليد دقة، الذي اختطف وقتل الجندي الإسرائيلي، موشيه تمام قبل 31 عاما. افتتحت عائلة تمام نزاعا جماهيريا وتمت في أعقابه إزالة العمل المسرحي من سلة الثقافة التابعة لوزارة التربية، وتوقّف تدفق الأموال الجماهيرية إلى مسرح الميدان.

قالت عائلات ثكلى انضمت إلى الالتماس إلى المحكمة، وطالبت بعدم إعادة الدعم البلدي إلى مسرح “الميدان”، إنها ستُطالب بتأجيل اتخاذ القرار بشأن تحويل ميزانية البلدية إلى المسرح وذلك بهدف تقديم التماس ضد القرار إلى المحكمة العُليا.

ردت أخت الجندي القتيل، أورطال تمام، باسم العائلة على قرار المحكمة قائلة: “نناضل من أجل الجوهر، الصدق، والأخلاق، لأكثر من ستة أشهر، ضد المسرح الذي يدعم الأعمال المسرحية العدوانية، ويعرض مسرحيات تمجيدية تدعم الإرهابين والجواسيس، وأفلاما حول النكبة ومسرحيات تسخر من جنود الجيش الإسرائيلي. وها هي تنكشف حقيقة المحكمة التي توجهنا إليها”.

وأضافت تمام، لو كان رئيس البلدية يفكر بالتعايش في حيفا، فلم يتجرأ على منح المسرح العربي إدارة جدول أعمال وسيناريو فلسطيني، وعرض مسرحيات تُمجّد قاتلي الجنود، وإحياء مراسم ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، واستضافة إرهابيين مُدانين، وأن يكون على علاقة بجمعيات ليست قانونية”.

في هذه الأثناء، فإن إدارة المسرح ومنظمة عدالة (منظمة تهتم بحماية حقوق الإنسان العربي في إسرائيل) والتي قدمت التماسا باسم المسرح العربي راضيتَين عن القرار القضائي الذي بموجبه ستتم إعادة الميزانيات التي يستحقها المسرح بموجب القانون، في أقرب وقت.

بارك عضو الكنيست يوسف جبارين (القائمة المشتركة)، عضو لجنة التربية والثقافة في الكنيست، قرار المحكمة الذي يُثبت، وفق أقواله، أن مطاردة المسرح هي مطاردة سياسية مرفوضة. وقال “أشد على أيادي الفنانين والمبدعين العرب واليهود الذين وقعوا ضحية سياسة وزيرة الثقافة (ميري ريغيف) التحريضية”.

اقرأوا المزيد: 284 كلمة
عرض أقل
مقارنة بين النكبة والهولوكوست (Wikipedia)
مقارنة بين النكبة والهولوكوست (Wikipedia)

كتاب جديد في إسرائيل يُقارن بين الهولوكوست والنكبة

كتاب جديد يثير عاصفة كبيرة في إسرائيل ويُقارن بين الذاكرة الصادمة للهولوكوست والذاكرة الصادمة للنكبة ويثير عاصفة كبيرة

بعد أسبوعين ستُقام أمسية نقاش بمناسبة إصدار كتاب “الهولوكوست والنكبة: الذاكرة، الهوية والشراكة العربية”. يقترح الكتاب الجديد “التفكير بطرق لتذكّر الهولوكوست والنكبة معا ومناقشتهما بشكل مشترك في السياق الإسرائيلي، ودراسة شروط هذه الإمكانية من التفكير المشترك – ليس لأنّها أحداث متطابقة أو حتى تشبه بعضها البعض، وإنما لأن كليهما حدثان صادمان، ومشكّلان للهوية. شكّلت النكبة والهولوكوست على حدِّ سواء مصير وهوية الشعبين، سواء كان ذلك بطبيعة الحال بطرق مختلفة تماما”.

يسعى الكتاب الجديد إلى إيجاد شبه بين الهولوكوست والنكبة وهو يثير استياءً كبيرًا في المنظومة السياسية والاجتماعية في إسرائيل.

وفي تتمة التوضيح عن الكتاب كُتب أنّه يشتمل على “مقالات كتبها باحثون وباحثات، كتّاب ومفكّرون يهود وفلسطينيون، والذين يسعون إلى تناول هذه القضية”. وجاء أيضًا في مقدمة الكتاب أنّ “المقالات تستلزم التناول المشترك لكلا الحدثين وتعتبرهما منطلقا للمصالحة والتقبّل”.

دعوة للمشاركة في الأمسية (معهد فان لير)
دعوة للمشاركة في الأمسية (معهد فان لير)

وعلى ضوء العزم على إقامة أمسية نقاشية حول الكتاب في معهد فان لير في القدس، أرسلت حركات يمينية بطلبات للكاتب لإلغاء المناسبة. “نحن نرى خطورة كبيرة وصدمة لا مثيل لهما في المقارنة غير المتصوّرة بين الهولوكوست في أوروبا حيث حُرق اليهود خلال ذلك حتى الموت، أطلق النار عليهم ودُفن ملايين اليهود أحياءً دون سبب، وبين هزيمة أعداء إسرائيل في حرب 1948 التي تسمّى بالعربية “النكبة”، كما جاء في إحدى الرسائل.

وقال معهد فان لير إنّ المعهد لا يقارن بين الهولوكوست والنكبة، وإنما بين ذاكرة الهولوكوست وذاكرة النكبة. “هذا ليس نفس الشيء…‎ ‎الكتاب الذي نناقشه يعرض مجموعة متنوعة من الآراء التي يعتبر بعضها نقديّا جدّا تجاه الفلسطينيين. ولا نفكر للحطة أن نعطي شرعية لشيء ما. السؤال هو كيف تصرّف شعبان مختلفان مع صدمتين مهمّتين ومحدّدتين بالنسبة لهما. ليس هناك في ذلك أي قصد سياسي، وإنما محاولة لفهم الروح والعقلية لدى كلا الطرفين”.

اقرأوا المزيد: 265 كلمة
عرض أقل