أثارت الصور الجوية التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية، أمس (الإثنين)، والتي تظهر فيها مبان قريبة من سجن صيدنايا، على ما يبدو، تُستخدم كمحارق لإبادة جثث الأسرى السياسيين الذين يتم قتلهم في الموقع، صدمة وشجبا في أنحاء العالم.
وكانت الصدمة أكبر في إسرائيل عامة وفي أوساط اليهود خاصة، بسبب التشابه المثير للاشمئزاز بين الطرق التابعة لنظام الأسد للتخلص من الجثث، وبين الطرق التي استخدمها النازيون أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث حُرِقت جثث ملايين اليهود في أنحاء أوروبا بشكل منهجي.
فبعد مرور وقت قصير من النشر، غرد الصحفي الإسرائيلي، باراك ربيد، في تويتر تغريدة كتب فيها “على سلاح الجو الإسرائيلي إبادة المحارق التابعة لنظام الأسد كليا. وإلا سنكون قد اخترنا الجلوس مكتوفي الأيدي رغم أننا عرفنا في القضية وكان في وسعنا العمل ضدها”.
حظيت التغريدة بآلاف الإعجابات والتغريدات. بالمقابل، كانت هناك ردود فعل تحفظية كُتب فيها: “المحارق معدة لحرق جثث الموتى فقط. لن يوقف التخلص منها عمليات القتل، بل سيؤدي إلى انتشار الأمراض”. هناك من ادعى أنه بهدف وقف هذه الأعمال المروّعة يجب التخلص من الأسد ذاته، وادعى آخرون أن تدخل عسكري شامل فقط سيكون مجديا، ولكنهم يعارضون تدخل إسرائيلي في الحرب الأهلية السورية.
وكان هناك من شجب حقيقة أن العالم يصمت في ظل موت الآلاف، ومن بيهم أطفال، وفي ظل التعذيبات والقتل المنهجي بحق الأسرى، لا سيما أن العالم ما زال يصمت بعد أن عرف باستخدام السلاح الكيميائي، ولكن أكثر ما يثير صدمة في العالم هو حرق الجثث.
نُشر اليوم صباحا مقال للصحفي بن درور يمني، أكد فيه على وجه الشبه بين المحارق التابعة لنظام الأسد وبين محارق النازيين أثناء الهولوكوست، معربا عن دهشته من صمت العالم، الذي يعرف عن التعذيبات والإبادة الجماعية في سوريا منذ عامين على الأقل. “ليست هناك إجابة عن السؤال لماذا لم يتم بعد التخلص من أتون الإبادة”، كتب متسائلا: “لماذا لم يحدث ذلك أثناء عصور الظلام في أوروبا ولا في عصرنا هذا”.
وقال عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية، الوزير يؤاف غالنت: “إن الأسد هو الحاكم الأسوأ منذ عهد النازيين في ألمانيا، مضيفا: “إن ما يحدث في سوريا يعتبر إبادة جماعية، بكل معنى الكلمة. وصل الأسد إلى ذروة الانحطاط منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف غالنت خلال كلمة ألقاها في مؤتمر دولي اليوم في تل أبيب “حان الوقت للقضاء على الأسد” واصفا الرئيس السوري بأنه “قاتل شرير يرتكب جرائم إبادة ضد شعبه”.
وأوضح مسؤول عسكري كبير تحدث مع موقع “المصدر”، اليوم الثلاثاء، على خلفية النداءات الإسرائيلية للتدخل في سوريا، أن إسرائيل لن تقصف المحارق في محيط سجن صيدنايا. وقال المصدر العسكري “إننا نقدم مساعدات إنسانية للسوريين. وسياستنا هي البقاء خارج الحرب الأهلية هناك”.