ذكرى الشهداء

مراسم الذكرى والاستقبال الاحتفالي (Al-Masdar / Guy Arama; Twitter)
مراسم الذكرى والاستقبال الاحتفالي (Al-Masdar / Guy Arama; Twitter)

الشرط لإجراء احتفالات الاستقلال.. تخليد ذكرى شهداء مصر

في غضون فارق من بضع ساعات، جرت مراسم ذكرى لجنود الجيش المصري في إسرائيل، وكما جرى الاحتفال بعيد استقلال إسرائيل في القاهرة.. حسب مراقبين إسرائيليين إقامة الحفل الأول فتح المجال للحفل الثاني

أجرى الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء)، في مدنية أشدود مراسم لذكرى جنود الجيش المصري الذين ماتوا في حرب عام 1948. جرت المراسم في النصب التذكاري “عاد هالوم”، الذي أقيم في عام 1989 في إطار اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر لذكرى الجنود المصريين. شارك في المراسم سفير مصر في إسرائيل، حازم خيرت وحاشيته، ممثلون عن الجيش الإسرائيلي، ممثلون عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، قوات المراقبة الدولية وممثلين عن بلدية أشدود.

بعد مرور بضع ساعات، أقيم في القاهرة استقبال احتفالي بمناسبة استقلال إسرائيل الـ 70. في إطار المراسم، التي جرت في فندق “ريتز كارلتون” الفاخرة في القاهرة، استضاف سفير إسرائيل في مصر، دافيد جبرين، مئات الضيوف، ومن بينهم صحفيين وشخصيات ثقافية. كان الاحتفال الرسمي الحدث الإسرائيلي الرسمي الأول الذي جرى في مصر منذ عدة سنوات، في ظل الوضع الأمني غير المستقر وحادثة العنف التي تعرضت لها السفارة الإسرائيلية في مصر قبل ثماني سنوات.

لم تحظَ المراسم التي أجراها الجيش الإسرائيلي لذكرى الشهداء بتغطية إعلامية إسرائيلية تقريبا ولن يتحدث الناطق باسم الجيش عنها. يقدر المحلل للشؤون العربية، جاكي خوجي، أن إسرائيل اضطرت إلى إجراء المراسم كشرط لموافقة مصر على إقامة مراسم الاحتفال باستقلال إسرائيل في القاهرة. في تغريدة له في صفحته على الفيس بوك، كتب خوجي: “أجرى الجيش الإسرائيلي مراسم ذكرى جنود الجيش المصري الذين سقطوا في حرب 1948، وبالمقابل سمح مكتب الرئيس المصري بإقامة احتفال بمناسبة استقلال إسرائيل الـ 70 في فندق في القاهرة. مهما ذُكِر، فإن إقامة الاحتفالات في القاهرة لم تكن ممكنة لولا إقامة المراسم لذكرى الجنود المصريين بالقرب من أشدود”.

اقرأوا المزيد: 237 كلمة
عرض أقل
عائلات ثكلى تحيي ذكرى شهدائها (Miriam Alster/Flash90)
عائلات ثكلى تحيي ذكرى شهدائها (Miriam Alster/Flash90)

إسرائيل تحيي ذكرى ضحايا الحروب والعمليات

تُعقد في أرجاء إسرائيل اليوم مراسم لإحياء ذكرى الإسرائيليين الجنود والمواطنين الذين قتلوا في الحروب والعمليات العدائية ضد إسرائيل.. عند الساعة ال11 تسمع صافرة لمدة دقيقتين حدادا على أرواح الشهداء

18 أبريل 2018 | 09:58

يقصد نحو مليون ونصف المليون إسرائيلي، اليوم الأربعاء، المقابر العسكرية في أرجاء إسرائيل، للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى ضحايا الحروب والعمليات العدائية ضدها تنظيمها وزارة الدفاع. وتسمع عند الساعة ال11 صباحا صفارة لمدة دقيقتين حدادا على أرواح الشهداء.

ويكون الاحتفال الرسمي عند جبل “هرتسل” في القدس، حيث تعقد الدولة مراسم ذكرى شهداء الحروب التي خاضتها إسرائيل بحضور رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيسة محكمة العدل العليا ورئيس الأركان وقائد الشرطة، ويضع كل منهم إكليل ورود على قبور الشهداء.

وكانت مراسم الذكرى قد انطلقت مساء أمس الثلاثاء بإطلاق صافرة حداد لمدة دقيقة وعقد مراسم إنارة شعلة الذكرى عند الحائط الغربي في القدس بحضور رئيس الدولة ورئيس الأركان.

وقبلها عقدت مراسم ذكرى رسمية في بيت الشهداء “ياد لبنيم” في القدس بحضور رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والذي ألقى كلمة تطرق فيها إلى جنود الجيش المحتجزين لدى حماس أورون شاؤول وهدار غولين والمواطن أمبرا منغيستو قائلا “نحن ملزمون بإعادة الأبناء إلى البيت”.

وفرض الجيش الإسرائيلي بأوامر المستوى السياسي طوقا أمنيا على مناطق الضفة الغربية وأغلاق المعابر مع غزة، بمناسبة إحياء ذكرى الشهداء واحتفالات يوم الاستقلال غدا الخميس، باستثناء حالات إنسانية وطبية صعبة،. ويتوقع إزالة الطوق عند منتصف ليلة يوم الجمعة.

اقرأوا المزيد: 181 كلمة
عرض أقل
جنود الجيش الإسرائيلي خلال تدريب (Flicker IDF)
جنود الجيش الإسرائيلي خلال تدريب (Flicker IDF)

كم عدد شهداء إسرائيل؟

قبيل إحياء ذكرى الشهداء.. نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية عدد جنود الجيش الإسرائيلي والمقاتلين اليهود الذين قضوا في المعارك منذ عام 1860

13 أبريل 2018 | 13:44

نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية عشية إحياء إسرائيل يوم ذكرى شهدائها الذي يحل يوم الأربعاء، الموافق 18 من شهر أبريل/ نيسان، معطيات تفيد بأن عدد جنود الجيش الإسرائيلي والمقاتلين اليهود الذين قتلوا منذ عام 1860 بلغ 23.645 شهيدا وعدد المواطنين الذي قتلوا في عمليات عدائية ضد إسرائيل بلغ 4.143 قتيلا.

وحسب المعطيات انضم إلى هذه القائمة السوداء منذ العام الماضي 71 شهيدا قتلوا في نشاطات قتالية للجيش و30 ذويي إعاقة توفوا جرّاء إعاقتهم واعترف بهم الجيش شهداء. ومنذ العام الماضي قتل 11 مواطنا إسرائيلي في عمليات عدائية ضد إسرائيل.

وتنطلق مراسم إحياء الشهداء في إسرائيل يوم الاثنين وتستمر حتى مساء يوم الأربعاء، حينها تبدأ احتفالات إسرائيل بعيد استقلالها. وتضمن المراسم سماع صفارات حداد في أرجاء البلاد لمدة دقيقة ليلة يوم الذكرى وصباح يوم الذكرى، ووصول العائلات الثكلى وعامة المواطنين للمشاركة في مراسم الإحياء التي تنظمها وزارة الدفاع في المقابر العسكرية في أنحاء البلاد.

اقرأوا المزيد: 140 كلمة
عرض أقل
مسجد الجزار, عكا (Miriam Alster/Flash90)
مسجد الجزار, عكا (Miriam Alster/Flash90)

الوقف الإسلامي في عكا ينظم الأذان حسب مراسم الذكرى

من دون قانون المؤذن، رؤساء الوقف في عكا يبادرون إلى ألا يصادف صوت المؤذن أثناء إحياء مراسم ذكرى الضحايا في المدينة المختلطة لئلا يزعجها

توجه رؤساء الوقف في مدينة عكا التي تشهد تعايشا بين اليهود والعرب، أمس، عشية يوم ذكرى ضحايا شهداء حروب إسرائيل وذكرى متضرري الأعمال العدائية إلى رئيس البلدية في عكا، طالبين منهم معرفة موعد مراسم الذكرى في المدينة.

كان يهدف هذا التوجه إلى تنسيق موعد صوت الآذان والصلاة، لئلا يزعج أثناء مراسم الذكرى وإطلاق صفارة الإنذار، وللمشاركة الهادئة في ذكرى الضحايا من الشبان.

حاخام مدينة عكا مع أصدقائه المسلمين واليهود
حاخام مدينة عكا مع أصدقائه المسلمين واليهود

قال حاخام المدينة إنه يقدر بادرة حسن النية هذه جدا ويعتقد أنها تشهد على حسن الجوار والاحترام المتبادَل. وأضاف أنه يعتقد لا داعي لسن قوانين مثل “قانون المؤذن”. “لا داعي لاتخاذ أية خطوة عن طريق الحرب والصراع”. فتحظى الأعمال الهادئة والمحترمة بتقدير وتُسمع جيدا. نحن نحرص على الاجتماع برجال الدين في المدينة طيلة السنة ونتحدث من خلال تناول القهوة وبناء على الاحترام المتبادل. هذه هي الطريقة الناجحة في دولة إسرائيل”.

اقرأوا المزيد: 130 كلمة
عرض أقل
يوم ذكرى شهداء حروب ومعارك إسرائيل وضحايا الإرهاب (Yonatan Sindel/Flash90)
يوم ذكرى شهداء حروب ومعارك إسرائيل وضحايا الإرهاب (Yonatan Sindel/Flash90)

مراسم يوم الذكرى في أنحاء إسرائيل

سيحيي مواطنو إسرائيل اليوم ذكرى ضحايا الأعمال العدائية وضحايا حروب إسرائيل، في مراسم رسمية وانطلاق الصافرات

تحيي إسرائيل اليوم (الإثنين) الذكرى السنوية لضحايا الحروب والأعمال العدائية. في الساعة الحادية عشرة صباحا ستُسمع صافرات الإنذار لذكرى الضحايا في كل أنحاء الدولة. ستُجرى مراسم الذكرى السنوية المركزية لضحايا حروب إسرائيل والأعمال العدائية في جبل هرتسل في القدس، بمشاركة رئيس الدولة، رئيس الحكومة، رئيس الكنيست، وزير الدفاع، وزير الأمن الداخلي، رئيس الأركان، ورئيس الأجهزة الأمنية.

سقط أكثر من 27 ألف إسرائيلي في معارك إسرائيل وحروبها  وفي العمليات العدائية منذ عام 1860. من بينهم قُتِل ‏23,544 إسرائيليا أثناء حروب إسرائيل. يعيش في إسرائيل في يومنا هذا 9,157‏ والدون ثكلى، وهناك ‏4,881‏ نساء أرملات كن زوجات لعناصر القوى الأمنية، و 1,843 يتامى دون سن 30 عاما.

يوم ذكرى شهداء حروب ومعارك إسرائيل وضحايا الإرهاب (Yonatan Sindel/Flash90)
يوم ذكرى شهداء حروب ومعارك إسرائيل وضحايا الإرهاب (Yonatan Sindel/Flash90)

من المعتاد في يوم الذكرى السنوية إغلاق مواقع الترفيه مثل المطاعم، المقاهي، ودور السينما. كذلك لا تبث قنوات التلفزيون والراديو الترفيهية برامج، وبدلا من ذلك تبث مقالات وأفلام تتطرق إلى مواجهة الثكل وقصص الضحايا.

من المعتاد أن يشعل الكثير من الإسرائيليين شموع لذكرى الضحايا في منازلهم وفق الديانة اليهودية. من المتبع في المراسم التي تجرى في المقابر التي دُفن فيها ضحايا المعارك والأعمال العدائية تأدية صلاة يهودية خاصة بذكرى الأموات، تدعى “يزكور”.

ينتهي الساعة الثامنة مساء يوم الذكرى السنوية ومن ثم تبدأ احتفالات عيد الاستقلال الـ 69 لدولة إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 190 كلمة
عرض أقل
جنديات يؤدين التحية لجنود سقطوا في مراسم يوم ذكرى الضحايا (Flash90/Yonatan Sindel)
جنديات يؤدين التحية لجنود سقطوا في مراسم يوم ذكرى الضحايا (Flash90/Yonatan Sindel)

تخليد ذكرى الضحايا في المجتمَع الإسرائيلي

سُمي أكثر من %10 من البلدات في إسرائيل على اسم الجنود الذين قُتلوا في المعارك. يعتبر مشروع تخليد ذكرى ضحايا إسرائيل أحد المشاريع الأكبر في تاريخ الشعوب المقاتلة

30 أبريل 2017 | 16:33

مَن لا يعرف المجتمَع الإسرائيلي يصعب عليه فهم أجواء الحزن والصعوبات التي بدأت تسيطر شيئا فشيئا، على شوارع مدن إسرائيل منذ ساعات الصباح الباكرة. اليوم (الأحد) مساء، ستُجرى مراسم تخليد ذكرى الجنود الإسرائيليين الذي سقطوا في الحروب على مر التاريخ، منذ إقامة دولة إسرائيل العصرية.

دُشن اليوم صباحا (الأحد) أيضا موقع الذكرى الوطني لضحايا حروب إسرائيل على مر الأجيال في القدس. بُني الموقع الجديد على شكل جبل مصنوع من حجر يصل طوله إلى 18 مترا، وفيه أكثر من 23500 ألواح حجرية يحمل كل منها اسم الجندي الذي قُتل في إحدى الحروب أو المعارك العسكرية وكذلك التاريخ الذي سقط فيه. وُضعت إلى جانب كل حجر لوحي شمعة تشتعل تلقائيّا في ذكرى اليوم الذي سقط فيه الجندي. يصل طول حائط الذكرى الجديد إلى 260 مترا.

مبنى تخليد ذكرى الجنود الجديد في جبل هرتسل:

الأيام الأولى لتخليد ذكرى الضحايا

كان تخليد ذكرى الضحايا محاولة لمنح الضحايا طابعا أبديا، لتخليد ذكراهم، وتعزيز العمل البطولي الذي قاموا به من أجل الوطن أو فكرة سامية حتى وإن لم تتحقق.

يتضمن ذكرى تخليد الضحايا الحروب والمعارك في إسرائيل تشكيلة من الطرق التي تخلد فيها مؤسسات الدولة والأشخاص الفرديون، ذكرى المقاتلين الذين حاربوا من أجل الوطن، وطرقا روحانية لمواجهة الثكل.

ما زالت تحارب إسرائيل من أجل كيانها منذ إقامتها، وبدأت حربها هذه بالاستيطان الصهيوني الذي حصد أرواح الكثير من الضحايا، الذين تم تخليد ذكراهم بطرق كثيرة (منذ عام 1873).

مبنى تخليد ذكرى الجنود الجديد في القدس (Flash90/Yonatan Sindel)
مبنى تخليد ذكرى الجنود الجديد في القدس (Flash90/Yonatan Sindel)

تعمل من قبل دولة إسرائيل وحدة لتخليد ذكرى الجنود الذين قُتلوا، وأقيمت هذه الوحدة بموجب قانون المقابر العسكرية لعام 1950، بعد مرور عامين من الإعلان عن قيام دولة إسرائيل. منذ عام 2005، تعمل الوحدة في إطار قسم العائلات وتخليد ذكرى الضحايا التابع لوزارة الأمن.

كذلك حدد الكنيست يوم ذكرى الضحايا الرسمي لضحايا معارك وحروب إسرائيل، الذي يبدأ بمراسم مركزية اليوم مساء، الأحد، بدءا من الساعة 20:00 مساء ويستمر حتى يوم غد (الإثنين) مساء في الساعة 20:00 (وعند انتهائه فورا تبدأ احتفالات عيد الاستقلال الـ 69 لدولة إسرائيل)، في قانون يوم ذكرى الضحايا لعام 1963.

شدة الحزن والألم والرغبة في تخليد ذكرى الضحايا

إن تقاليد تخليد ذكرى الضحايا في إسرائيل هي ظاهرة خاصة بإسرائيل ولا توجد ظاهرة شبيهة بها في دول أخرى في العالم، وتشير النصب التذكارية الكثيرة المنتشرة في أرجاء البلاد إلى مدى انتشار ظاهرة تخليد ذكرى ضحايا الحروب في التقاليد الإسرائيلية. حتى أن السؤال حول “عدد” النصب التذكارية ليس سهلا: تشير أبحاث أجريت بدقة حول عدد النصب التذكارية الرسمية التي بُنيت لنحو 23500 ضحايا معارك وحروب إسرائيل إلى أن هناك نحو 1500 نصب تذكاري. أي أنّ هناك نصب تذكاري واحد لكل 15 ضحية تقريبا. في أوروبا، للمقارنة، هناك نصب تذكاري واحد لكل عشرة آلاف ضحية.

نصب تذكاري في النقب (Flash90/Yossi Zamir)
نصب تذكاري في النقب (Flash90/Yossi Zamir)

ولا يدور الحديث عن النصب التذكارية فحسب: فمنذ إقامة دولة إسرائيل، عام 1948، بدأت تظهر إضافة إلى التقاليد الوطنية – الأمنية أيضا تقاليد التخليد بهدف خرط ذكرى الجنود، الذين سقطوا ضحايا عندما كانوا يدافعون عن الدولة بأرواحهم، في الذاكرة الجماعية أيضًا. إحدى الطرق الأخرى لتخليد ذكرى الجنود هي تسمية البلدات بأسمائهم أو بأسماء الحملة العسكرية التي سقطوا فيها.

وفق معطيات دائرة الإحصاء المركزية، حتى عام 2015، هناك في إسرائيل نحو 1214 بلدة. وفق الباحثين الإسرائيليين، يحمل أكثر من %10 من البلدات أسماء تذكّر بحملة عسكرية وأمنية أو تذكر بأسماء جنود سقطوا ضحايا في الحروب. إذا حذفنا من القائمة أسماء البلدات غير اليهودية، نحصل على نسبة أعلى بكثير.

توسيع مشاريع تخليد ذكرى الضحايا

حائط لذكرى الجنود الذين سقطوا في جبل هرتسل في القدس (Flash90/Yonatan Sindel)
حائط لذكرى الجنود الذين سقطوا في جبل هرتسل في القدس (Flash90/Yonatan Sindel)

في السنوات الأولى من إقامة دولة إسرائيل، في الخمسينيات والستينيات عانى المجتمَع الإسرائيلي من ثكل في المجتمَع. مات الجنود وعناصر القوى الأمنية أثناء قيامهم بعملهم موت الأبطال من أجل الوطن ومتابعة بناء البلاد. كان التوجه في المراسم الرسمية موجها للعائلات الثكلى بشكل جماعي وشدد على الأبطال الذين سقطوا ضحايا من أجل دولة إسرائيل.

بدأ التغيير في التوجه إلى العائلات الثكلى بعد حرب الأيام الستة عام ‏1967‏. كتب ليفي أشكول، الذي شغل منصب رئيس الحكومة ووزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك “ضحّى أولادنا بحياتهم… من أجل حرية الشعب، ليسود السلام، على أراضي آبائنا”. كانت هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها كلمة “السلام” كمبرر لسقوط الجنود الشبان، ومنذ ذلك الحين بدأت تُستخدم دون توقف.

ولكن لم تتغير طريقة تخليد ذكرى الضحايا على مستوى الدولة فحسب بل تغيرت على مستوى العائلة أيضا. فإذا كان الثكل ذات مرة جماعياً، كلما مر الوقت أصبح شخصيا أكثر فأكثر. صدرت كتيبات لتخليد ذكرى الجنود الذين قُتلوا، اجتمعت العائلات في مراسم لذكرى الضحايا بشكل خاص لمشاركة الألم العائلي وحظيت قصة الجندي الخاصة، اسمه، اسم عائلته، بلدته، التعليم الذي حصل عليه، وقصة موته، باهتمام أكبر. هكذا ازداد الاهتمام بالثكل وبالحاجة إلى تخليد ذكرى الأموات أكثر فأكثر طيلة السنة.

حدائق تخليد الذكرى في القدس (Flash90/Abir Sultan)
حدائق تخليد الذكرى في القدس (Flash90/Abir Sultan)

في الثمانينيات، كان التغيير حول “ثمن القتل” وشن الحروب والعمليات العسكرية ملحوظا. بدأ رؤساء الدولة يفصّلون الأسباب لشن حروب، وحتى أنهم كانوا يفصّلون الترتيبات الأمنية والمفاوضات التي تُدار مع دول أخرى على مر السنوات، وجاء هذا كجزء من الأمل لإنهاء الحروب.

وكان عدم التحمل من جهة العائلات أثناء حرب لبنان الأولى ملحوظا أيضا. يتضح من بحوث في تلك الفترة أن حينها بدأت للمرة الأولى الاحتجاجات الخطيرة ضد موت الأبناء.‎ ‎

ما زال تخليد ذكرى الضحايا يرافق العائلات الثكلى في السنوات الأخيرة أيضا. طرق التخليد كثيرة: كتب أناشيد لذكرى الضحايا، مواقع إنترنت، إقامة جمعيات تحمل أسماء الضحايا، نصب تذكارية كثيرة، مراسم ذكرى، ماراثونات ومسابقات لذكرى الضحايا وبناء المزيد من الحدائق الوطنية لتخليد الثكل في المجال العام قدر الإمكان.

اقرأوا المزيد: 815 كلمة
عرض أقل
المطربة العربية الإسرائيلية نسرين قدري (فيسبوك)
المطربة العربية الإسرائيلية نسرين قدري (فيسبوك)

مغنية عربية مسلمة ستُغني في يوم الاستقلال الإسرائيلي

المطربة المشهورة نسرين قادري ستُغني في المراسم الرسمية لذكرى شهداء الجيش الإسرائيلي، وبعد يوم من ذلك في مراسم عيد الاستقلال | "أمثل دولتي، ولا أتدخل في السياسة"

أحد أهم المراسم في إسرائيل هو مرسم إشعال الشُعل الذي يجرى سنويا عشية يوم الاستقلال، في الباحة القريبة من قبر كبار الجمهور في جبل هرتسل في إسرائيل. ترمز المراسم الاحتفالية إلى الانتقال من يوم ذكرى ضحايا الحروب الذي يصادف قبل يوم من عيد الاستقلال، وبدء احتفالات يوم الاستقلال، التي تتضمن إشعال الشُعل، استعراض أعلام، واستعراض إطلاق ألعاب النارية.

في كل سنة يتم اختيار فنان إسرائيلي للمشاركة في المراسم. هذا العام، للمرة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل، ستغني فنانة عربية مسلمة أمام الجمهور الإسرائيلي المتحمس. المطربة نسرين قادري، عربية مسلمة وُلِدت في حيفا وترعرعت في اللد، وهي إحدى نجمات الغناء الشرقي المشهورات في السنوات الأخيرة في إسرائيل. في مقابلة معها لصحيفة “يديعوت أحرونوت” قالت إنها تفاجأت وتأثرت عندما تلقت الدعوة للمشاركة في المراسم، فاستجابت لها فورا. من المتوقع أن تغني في المراسم مع مطرب إسرائيلي آخر مقطوعات غنائية عن القدس.

ستُغني قادري في يوم الاستقلال وفي يوم ذكرى ضحايا معارك إسرائيل ومتضرري الأعمال العدائية أيضا الذي يصادف قبل يوم من عيد الاستقلال. هذان الاحتفالان هما رمزان إسرائيليان هامان جدا، ولكن يمر أبناء المجتمع العربي في إسرائيل بأيام صعبة في هذين اليومين لأنهما مثيران للجدل، وممزوجان بمشاعر مختلطة وألم. لذلك فإن الرد الإيجابي الفوري للمطربة نسرين قادري فاجأ الكثيرين.

عندما سُئلت نسرين عن الصعوبات التي تتعرض لها مطربة عربية مسلمة عند الغناء في يوم ذكرى شهداء الجيش الإسرائيليين، قالت إنها لا ترغب في التطرق إلى الموضوع وأضافت: “نواجه واقعا صعبا وجنونيا، وليس طبيعيا. توجهي هو توجه إيجابي ويتميز بتسهيل الأمور. أشعر بالانتماء من خلال صعودي على منصة الاحتفالات. أنقل رسالة من السلام والأخوة، بعيدة عن العنصرية والعنف. وأعتقد أن في وسع الموسيقى أن تجمع القلوب”.

رغم أنه من المتوقع حدوث الكثير من ردود الفعل الصعبة في المجتمَع العربي بسبب اختيار قادري، توضح قادري أنها لا تخشى من ذلك، وهي تشعر أنها تجعل العرب يشعرون بالانتماء. لذلك، ورغم الصعوبات هناك أهمية كبيرة لتمثيل المجتمَع العربي في مراسم هامة في المجتمَع الإسرائيلي.

إضافة إلى قادري، سيشارك مسلم آخر بدور هام في المراسم. سيُشعل البروفيسور أحمد عيد، مدير قسم الجراحة العامة في مستشفى هداسا في القدس، شعلة أثناء المراسم، ويحظى القليل من الإسرائيليين بهذه الفرصة في كل سنة، وتعتبر هامة جدا. البروفيسور عيد من مواليد قرية دبورية في شمال إسرائيل، ولكنه يعيش منذ سنوات في القدس. يعالج في إطار عمله، من بين أمور أخرى، متضرري الأعمال الإرهابية وهو مسؤول عن توفير رد طبي فوري لسكان المدينة.

في تعليلات اختياره لإشعال الشُعلة كُتب: “يشكل عمل البروفيسور عيد رمزا للفسيفساء المقدسي للطوائف المختلفة ويشير إلى التزامه بقيم الحياة”. في مقابلة معه لمحطة إذاعة إسرائيلية تطرق البروفيسور عيد إلى حقيقة أن كل من يقوم بإشعال الشعلة، في نهاية المطاف يعلن أنه يشعلها “فخرا بدولة إسرائيل” ما قد يؤدي إلى نظرة إشكالية في المجتمع العربي. “سأقول بكل سرور الأقوال المتبعة “فخرا بدولة إسرائيل”، قال البروفيسور عيد. أنا ابن هذه الدولة، وكل ما حققته هو بفضلها”.

البروفيسور أحمد عيد (Hadas Parush/Flash90)
البروفيسور أحمد عيد (Hadas Parush/Flash90)
اقرأوا المزيد: 450 كلمة
عرض أقل
جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)
جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)

شعبان يجمعهما ألمٌ واحدٌ

تشكل مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي الفلسطيني لحظة خاصة لإزالة الحواجز القومية

أجريت أمس الثلاثاء، 10.05.16، مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي- الفلسطيني في تل أبيب. شارك في المراسم الأولى قبل عقد مائتي فلسطيني وإسرائيلي، ولكن شارك أمس نحو 4000 شخص. يهتم مخططو المراسم بالمعاناة والألم اللذين يسببهما الصراع لكلا الجانبين وبالطموح المشترك لإيقافه وتنظم منظمة “نكافح من أجل السلام” و “منتدى العائلات الثكلى” هذه المراسم وتديرها بالعربية والعبرية.‎

كتب المنظمون: “نحن الإسرائيليون والفلسطينيون يهمنا تحمل المسؤولية، ونقترح في هذا اليوم الصعب، طريقا أخرى. خلال المراسم المشتركة نحن نتوحد مع الألم والفجيعة ونعترف بالثمن الذي ندفعه جميعنا – الأسر الثكلى والمجتمع كله. نعارض أن تُستخدم الفجيعة أداة لتعزيز وإشعال الصراع والعنف. كي لا يكون هناك المزيد من الفجيعة، فقد اخترنا أن نبني معا واقعا آخر”.

في هذا العام شاركت في المراسم للمرة الأولى، وكشخص يتعامل بنهج تهكمي عادة تجاه مراسم الذكرى وتجاه الرسائل المتوقعة التي تتكرر كل عام فقد فوجئت من مشاعري ومن الموقف شبه الخيالي.

استهلت الخطابات السيدة عدن المصري من نابلس والتي فقدت ابنها وتشارك في منتدى العائلات الثكلى الإسرائيلي-الفلسطيني. لقد شهدت بأنها خشيت في البداية من المشاركة في اللقاءات مع العائلات الثكلى الإسرائيلية، ولكنها عندما شاركت فيها استُقبلت بتفهّم وتضامن كبير من قبلها. يمكنكم مشاهدتها بالفيديو المرفق في الدقائق 1:02:35-1:07:47.

أكد مقدّمو المراسم على أهمية الجيل الشاب وقالوا إنّ “الأطفال يقودون في هذه الفترة موجة العنف ونحن نؤمن بأن الأمل بأيديهم لأن المستقبل ينتظرهم”. كان أحد المشاركين الأصغر في المراسم هو عرب عرامين الذي قُتلت أخته بنيران جندي إسرائيلي. لقد اختار بدء كلامه باقتباس عن جلال الدين الرومي: “بالأمس كنت ذكيا، فأردت تغيير العالم. أمّا اليوم فأنا حكيم، لذلك أريد أن أغيّر نفسي”. وتابع قائلا: “لن نستسلم أبدا وسنواصل الكفاح حتى يتحقق السلام”. (يمكنكم مشاهدة خطابه في الدقائق: 1:20:25-1:28:17).

جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)
جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)

أحد الأجزاء الأجمل في المراسم، في نظري، كانت اللحظة التي صعدت فيها راقصة بمفردها إلى المسرح وعبرت بجسدها عن الألم الذي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، على خلفية قصيدة محمود درويش وهي “مقهى وأنت مع الجريدة”. لقد نجح عرض الرقص، تحديدا، في جسر فجوات اللغة – يبدو أن كلمات محمود درويش قد أسرت قلوب الجمهور الناطق بالعبرية، رغم أنه لم يفهما أية كلمة من القصيدة. (يمكنكم مشاهدته بالفيديو المرفق في الدقائق 1:10:57-1:13:55).

جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)
جانب من مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي-الفلسطيني في تل أبيب (فيسبوك)
اقرأوا المزيد: 335 كلمة
عرض أقل
حاملو الأخبار المريرة
حاملو الأخبار المريرة

حاملو الأخبار المريرة

هؤلاء الأشخاص لا يريد أحد الالتقاء بهم: وحدة من الجيش الإسرائيلي مسؤولة عن إعلام أسر الجنود، ومرافقتها في اللحظات الصعبة، وطوال الحياة. مقابلة خاصة مع موقع "المصدر"

تكون إدارة ضحايا الجيش الإسرائيلي مشغولة جدا في هذه الأيام. إنه الجناح العسكري المسؤول عن التواصل مع أسر الجنود الذين لقوا حتفهم. بدءًا من لحظة الخبر الأصعب من كل شيء، مرورا بالمرافقة في أيام الحداد، نقل كافة مواد التحقيق بخصوص وفاة عزيزهم، ومن ثم الحفاظ على علاقة متواصلة مع الأسر على مرّ السنين. في كل عام، في يوم ذكرى شهداء الجيش الإسرائيلي، تُدعى كل الأسر للمشاركة في مراسم رسمية، تُقدم لها المساعدة في القدوم، وتُرتب كافة الترتبات من أجلها.

ولكن يُبذل عمل صعب حقا طيلة العام. في مقابلة خاصة مع طاقم موقع “المصدر” تتحدث رئيسة قسم التواصل مع الأسر في إدارة ضحايا الجيش الإسرائيلي، الرائد إلينور برزني، عن هذه الإجراءات الصعبة.

عندما يسقط جندي ضحية، ويكون الخبر مؤكدا، نسارع قدر الإمكان في الوصول إلى منزل الأسرة، من أجل إخبارها بهذا الخبر الصعب بأسرع وقت ممكن. قبل أن يسمع أفرادها عن ذلك من خلال وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي. يقع هذا الجزء تحت مسؤولية “مخطِري الضحايا”، وهم متطوعون في الاحتياطي موجودون على استعداد تام على مدار الساعة طوال العام. وهم موزعون وفقا للأماكن الجغرافية، وفي اللحظة التي تكون فيها حادثة في منطقتهم، فإنهم يصلون خلال نصف ساعة على الأكثر إلى مكتب ضابط المدينة، يتلقون إرشادات ويسافرون إلى منزل الأسرة”.

الرائد إلينور برزني
الرائد إلينور برزني

في المرحلة الثانية، يكون المسؤول عن مرافقة الأسرة خلال أيام الحداد وحدة ضابط المدينة في منطقة سكن الأسرة، وهي وحدة تنتمي هي أيضًا إلى إدارة الضحايا. إنها مرحلة قصيرة تستمر لعدة أيام، 7 أيام حداد عند اليهود، 3 أيام حداد عند الأسر المسلمة والدرزية. تشتمل هذه المرحلة بشكل أساسيّ على زيارات إلى منزل الأسرة، مساعدة في مواجهة الصدمة الأولى، بل وأحيانا أيضًا تقديم معلومات عن اللحظات الأخيرة لفقيدهم، ومساعدة إدارية (مثل تنظيم الجنازة، على سبيل المثال).

في المرحلة التالية يرافق رئيس قسم الضحايا والتواصل مع الأسرة هذه الأسرة. “نحن نكون على علاقة مستمرة مع الأسرة”، كما تقول لنا برزني. “إنها علاقة شخصية جدا، رئيسة القسم تعرف الأسر شخصيا، وتزورهم. من أجل ذلك فهذه دور يستمر لوقت أطول من الوظيفة العادية في الجيش الإسرائيلي، عدة سنوات ليست بالقليلة. هناك أيضًا رئيس قسم خاص بأسر الضحايا الذين هم من الأقليات. هذا مهم، إنه يعرف لغة، ثقافة، وعادات الأسرة. بالإضافة إلى ذلك هناك ضباط الضحايا في الوحدة المحددة التي خدم فيها الجندي”.

إنها علاقة تستمر على مدى سنوات، “للأبد”، كما تؤكد برزني. بدءًا من المساعدة في كل ما يتعلق بتجنيد أبنائهم الآخرين للجيش، مرورا بتقديم مواد تحقيق للأسرة، وصولا إلى المساعدة الاقتصادية للأسر. يعمل الجيش كل ما في وسعه كي يدعم الأسر، ويوفر لها كل ما تحتاجه.

في السنوات الأولى تكون العلاقة مكثّفة أكثر، بطبيعة الحال، وبعد ذلك يتم الاحتفاظ بالعلاقة، ولكن على نحو أقل. هناك أسر ليست بحاجة إلى علاقة متواصلة، ولكن العلاقة تتجدد فقط في أيام الذكرى، وهناك أسر ترى أهمية في العلاقة معها، وحينها يتم الحفاظ عليها شهريا، بل وأحيانا أسبوعيا.

هل هناك حالات لا ترغب فيها الأسر في التواصل معكم إطلاقا؟

في حالات نادرة، هناك أسر قليلة ترفض وتغضب. نحن هناك من أجل عمل شيء جيد للأسر، من أجل التخفيف عنها. إن لم يكن في فعلنا ما هو جيد لها فلن نفعل أي شيء. نحن نهتم جدا بحاجات الأسر، فهي الأساس، ونحن نعمل على توفيرها.

حدثيني عن حادثة صعبة بشكل خاصّ رافقتها مؤخرا.

هناك صعوبة كبيرة بشكل أساسيّ في الحالات التي عرفنا فيها الجندي القتيل، على سبيل المثال، قائد كتيبة كنت أذهب معه سويا لزيارة أسر الشهداء، وفجأة يجب زيارة أسرته ذاتها. هذا صعب جدا. أو جندي رافقته عندما كان مريضا بمرض صعب، وقد تعرفت عليه جيدا، وأيضا على أسرته. في مثل هذه الحالات تنشأ علاقة أكثر خصوصية مع الأسر، والتي تكون علاقة قريبة على مرّ السنين.

اقرأوا المزيد: 567 كلمة
عرض أقل
هجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة عام 2011 (AFP)
هجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة عام 2011 (AFP)

هل هدد نتنياهو بالتدخل العسكري لإنهاء أزمة السفارة في القاهرة ؟

رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يكشف ما الذي أدى إلى إنقاذ موظفي السفارة في القاهرة عام 2011

شارك رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اليوم (الثلاثاء) في مراسم ذكرى شهداء ومبعوثي وزارة الخارجية الإسرائيلية، في أنحاء العالم وذلك في إطار استعداد الدولة لإحياء مراسم يوم ذكرى شهداء إسرائيل.

“على مرّ السنين سجّلت دولة إسرائيل نجاحات بارزة في المعركة العازمة ضدّ الإرهاب عموما والإرهاب الموجّه ضدّ الدبلوماسيين بشكل خاص”، كما قال، “لا تكفي التحذيرات. في معظم الحوادث نجحنا في إحباط الهجمات والعمليات في البلاد وفي الخارج. أقول في معظم الحالات، لأنّه مع الأسف فقد عرفنا مآس لم ننجح فيها والتي فقدنا فيها خيرة رجالنا، في تركيا، لندن، الأرجنتين، وكانت كل مأساة كهذه بمثابة ضربات نارية على أجسادنا”، كما قال نتنياهو.

“نحن نبذل جهودنا، ولا سيما، من خلال عمل الموساد والشاباك، للدفاع عنكم وعن كل موظف في خدمة وزارة الخارجية وممثلينا في العالم”، قال نتنياهو، وأضاف: “نبذل هذه الجهود في كل العالم، وهي فريدة وقد أنقذت الكثير من الأشخاص، ليس فقط في خدمة وزارة الخارجية الخاصة بنا، وإنما أيضًا في خدمات وزارات الخارجية التابعة لدول أخرى”.

“أحيانا، كانت هذه الجهود على مسافة قصيرة جدا. هنا، قبل عدة سنوات، في غرفة الحالة التابعة لوزارة الخارجية، واجهنا أزمة حصار ازدادت قوة ضدّ رجالنا في السفارة الإسرائيلية في القاهرة. وصلت جموع مشاغبة لذبح رجالنا، وقد استخدمنا في تلك الليلة جميع الأدوات المتاحة أمامنا، بما في ذلك التهديد بتنفيذ عمليات إنقاذ للجيش الإسرائيلي، الأمر الذي قلب الموازين في نهاية المطاف وأحضر القوات المصرية، التي كانت حينذاك تحت حكم الإخوان المسلمين، مع التنسيق الدقيق من هنا، من غرفة الحالة، والذي أدى في نهاية المطاف إلى إنهاء ذلك الحدث بنجاح”، كما كشف نتنياهو.

ولكن بعد ساعات من المشاورات السياسية والضغوطات على مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قرر نتنياهو أن يتراجع عن أقواله هذه “لم أهدد مصر بإدخال قوات كوماندوز من الجيش الإسرائيلي إلى القاهرة لإنقاذ موظفي السفارة الإسرائيلية”

وكما هو معلوم فقد جرت الهجمة على السفارة في القاهرة في 9 تشرين 2011، حيث اقتحم متظاهرون مصريون بالقوة مبنى السفارة الإسرائيلية في الجيزة بعد أن حطّموا الجدار الأمني المبني من الأسمنت والذي كان يحيط بالمبنى.

تم إخلاء أعضاء فريق السفارة الإسرائيلية، الذين اختبأوا لحظة الهجوم داخل غرفة محمية في مبنى السفارة، لاحقا من المكان من قبل وحدة كوماندوز مصرية، فقط بعد تدخل رئيس الولايات المتحدة أوباما.

في أعقاب الهجوم، تم نقل 85 من أعضاء فريق السفارة وأبناء أسرهم إلى إسرائيل في حين بقي نائب السفير الإسرائيلي في القاهرة. بالإضافة إلى ذلك، فقد أعلن الجيش المصري في أعقاب الحادثة عن حالة تأهب.

اقرأوا المزيد: 375 كلمة
عرض أقل