ليبرون جيمس (AFP)
ليبرون جيمس (AFP)

الإسرائيليون ضد ليبرون جيمس

يتهم إسرائيليون نجم كرة السلة الأمريكي العملاق، ليبرون جيمس، بأنه وراء إقالة المدرب الإسرائيلي، ديفيد بلات، من فريق كليفلاند، وقد قرر بعضهم وضعه على قائمة "أعداء إسرائيل"

26 يناير 2016 | 19:43

قصة إقالة المدرب الإسرائيلي – الأمريكي لكرة السلة، ديفيد بلات، من فريق كليفلاند كافالييرز الأمريكي، في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين NBA، قبل أيام، ما زالت تتفاعل في إسرائيل، حيث قام مشجعون إسرائيليون بكتابة تعليقات مسيئة على حساب نجم الفريق، ليبرون جيمس، على “إنستجرام”، اعتقادا منهم بأن جيمس كان السبب الرئيس لإقالة المدرب الإسرائيلي.

وصبّ إسرائيليون كثيرون جامهم على نجم الفريق وأفضل لاعب كرة سلة في أمريكا، بعدما تحدث مسؤولون في الفريق عن أن إقالة بلات جاءت على خلفية الأجواء السلبية التي سادت بين اللاعبين وطاقم المدربين، وعلى رأسهم بلات.

تعليقات مسيئة بالعبرية على صفحة ليبرون جيمس الخاصة (إنستجرام)
تعليقات مسيئة بالعبرية على صفحة ليبرون جيمس الخاصة (إنستجرام)

ونفى ليبرون أن يكون هو المحفز لقرار الإقالة، قائلا إنه تلقى الخبر مثل باقي أفراد الفريق. لكن هذا لم يقنع إسرائيليين كثيرين. وقرر هؤلاء مهاجمة ليبرون باللغة العبرية والإنجليزية على صفحته. وحظيت هذه الخطوة على اهتمام الإعلام الأمريكي، الذي علّق على هذا التصرف بأنه غير لائق.

وكتب معلق إسرائيلي على هذه الكراهية الموجهة للاعب الأمريكي من قبل المشجعين الإسرائيليين، منتقدا الأسلوب التهجمي الذي لجأ إليه هؤلاء- كتب أن الإسرائيليين أدرجوا جيمس على قائمة “أعداء إسرائيل”، وبينهم: أحمدي نجاد، ونصرالله وبعد، رغم أن قرار إقالة بلات كان مهنيا.

كاريكاتير يهزأ من تعامل الإسرائيليين مع ليبرون جيمس، أنهم وضعوه على قائمة "أعداء إسرائيل" (موقع هآرتس)
كاريكاتير يهزأ من تعامل الإسرائيليين مع ليبرون جيمس، أنهم وضعوه على قائمة “أعداء إسرائيل” (موقع هآرتس)

وكان بلات قد دخل صفحات التاريخ بعدما أصبح المدرب الإسرائيلي الأول الذي يدرب في ال NBA، محققا بذلك حلما شخصيا وحلما إسرائيليا. ونال بلات بعد هذا الشرف على دعم كبير من الإسرائيليين، حتى أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هاتفه ليحييه على هذا الإنجاز.

يذكر أن مسيرة بلات في كليفلاند لم تكن سيئة فقد وصل الفريق بقيادته العام الفائت إلى نهائي الدوري، وتصدر المرتبة الأولى في الدوري الشرقي، إلا أن هذا لم يسعفه على البقاء.

ديفيد بلات (AFP)
ديفيد بلات (AFP)
اقرأوا المزيد: 247 كلمة
عرض أقل
ليبرون جيمز (AFP)
ليبرون جيمز (AFP)

الصراع على بطولة الـ NBA، والعلاقة الإسرائيلية

يستيقظ عشّاق كرة السلّة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ليلا، من أجل مشاهدة معركة عمالقة بطولة الدوري الأمريكي، ولكن بالنسبة للإسرائيليين هناك علاقة خاصة: للمرة الأولى هناك احتمال أن يفوز مدرّب إسرائيلي باللقب

هذه الأيام التي نعيش فيها، في بداية شهر حزيران، هي فترة يُركّز فيها جميع عشّاق كرة السلّة في أنحاء العالم على شيء واحد فقط: نهائيات بطولة دوري كرة السلّة الأمريكي، الـ NBA.

وفي الشرق الأوسط، مع فارق 7 ساعات عن توقيت الساحل الشرقي الأمريكي، يمكننا أن نتعرف على عشّاق كرة السلّة بسهولة: طوال اليوم هم تعبون ويتثاءبون، أعينهم متعبة، لأنّهم قضوا الليلة بمشاهدة المباريات.

ليس سرّا أن كرة القدم في الشرق الأوسط ليست الرياضة الأكثر شعبيّة، وبالتأكيد دون مقارنتها بكرة القدم التي تجتاح قلوب المشاهدين طوال العام، سواء كانت مباريات برشلونة، ريال مدريد، الأهلي، الزمالك أو بيتار القدس.

ولكن كما تُظهر الكثير من الإعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي لهذا العام، فقد حظيت ألعاب النهائيات لبطولة NBA بعدد كبير من المشجّعين حتى في هذا الجزء من العالم.

يبدو أنّ الإسرائيليين يحبّون كرة السلّة بشكل عام أكثر من العرب، وأنّ هذه اللعبة شعبية بالنسبة لهم تقريبا مثل كرة القدم. وذلك، بشكل خاصّ، بفضل مكابي تل أبيب، التي فازت ببطولة أوروبا 6 مرات.

ولكن هذه المرة هناك لدى الإسرائيليين سبب جيّد بشكل خاصّ للاهتمام بنهائيات بطولة الـ NBA التي ستجري هذا العام بين فريق كليفلاند كافالييرز من الساحل الشرقي، والذي يلعب فيه ليبرون جيمز الأسطوري، وبين فريق غولدن ستايت ووريورز من الساحل الغربي. في هذه الأثناء فاز كليفلاند في مباريتين من بين ثلاثة، وهو يتصدّر دور 1-2 بشكل أساسيّ بفضل قدرات جيمز الهائلة.

يعود سبب الاهتمام الكبير في إسرائيل إلى تعيين ديفيد بلات، الإسرائيلي المولود في الولايات المتحدة، مدرّبا لكليفلاند. منذ موسم بلات الأول كمدرّب لكليفلاند قاد فريقه إلى الدور النهائي في البطولة الوطنية.

ديفيد بلات (AFP)
ديفيد بلات (AFP)

وقد درّب بلات في الموسم السابق فريق بطل إسرائيل مكابي تل أبيب، وقدّمه إلى نهائي بطولة أوروبا، مع فوز رائع في الدور قبل النهائي على فريق سيسكا موسكو الروسي، وفوز أكثر روعة في المباراة النهائية على ريال مدريد الإسباني، في الوقت بدل الضائع. فاز بلات في عام 2007 ببطولة العالم مع المنتخب الروسي، وفي عام 2012 قاده إلى الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في لندن.

في إسرائيل، هناك من يهتم ببلات نفسه أكثر من الاهتمام بمباراة كرة السلّة. حتى القسم الرياضي الرائد في إسرائيل، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قد كرّس صفحة غلافه لقصص إسرائيليين يتابعون المدرّب القادم من بلادهم: جزّار في السوق، منظّم في محطّة سيارات الأجرة، خُضريّ وغيرهم.

صفحة الغلاف للقسم الرياضي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"
صفحة الغلاف للقسم الرياضي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”

وأبعد من ذلك، فقد حرص رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على الاتصال ببلات وتهنئته بعد أن وصل إلى النهائيات في البطولة. يبدو أنّه بالنسبة للإسرائيليين، فإنّ الفخر “بواحد منهم”، يمكن أن يفوز ببطولة كرة السلّة الأهم في العالم، هو أهم من كلّ شيء.

اقرأوا المزيد: 393 كلمة
عرض أقل