بعد أن احتل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منطقة دير الزور والمدينة ذاتها في شمال شرق سوريا، هرب العديد من الصحفيين السوريين من تلك المنطقة. إلا أن عددًا من الصحفيين آثروا البقاء حتى أنهم حصلوا على تفويض من داعش بالاستمرار ببث تقاريرهم من المدينة.
وردت قبل أسابيع أنباء تحدثت عن استدعاء المكتب الإعلامي لتنظيم داعش لعدد من الصحفيين في دير الزور. وذكر أحد الصحفيين أنه تم عقد لقاء بين ممثلين عن المكتب الإعلامي وبين الصحفيين والذي أوضح فيه ممثلو داعش الشكل الذي يسمحون فيه للصحفيين بتغطية الأحداث التي تقع في المنطقة.
قدّم ممثلو داعش للصحفيين خلال ذلك اللقاء قائمة تتكون من 11 شرطًا يمكن بموجبها تغطية الأحداث في المنطقة وهي شروط غير قابلة للمساومة.
الشروط الصعبة هي:
1. على المراسلين أن يقسموا يمين الولاء للخليفة أبي بكر البغدادي. هم رعايا الدولة الإسلامية ولهذا عليهم أن يقسموا يمين الولاء لإمامهم.
2. عملهم يكون تحت الرقابة الحصرية للمكتب الإعلامي التابع لتنظيم داعش.
3. يمكن للصحفيين العمل بشكل مباشر مع وكالات الأنباء الدولية مثل (رويترز، AP، AFP)، ولكنهم لا يستطيعون العمل مع قنوات تلفزيونية محليّة وفضائية. يُمنع الصحفيون من تقديم مواد حصرية لتلك القنوات أو أن يكونوا بتواصل معها بأية وسيلة.
شعار الجزيرة. ممنوع العمل مع قناة فضائية (Wikipedia)
4. ممنوع على الصحفيين العمل مع أية قناة فضائية مدرجة على القائمة السوداء الخاصة بالقنوات التي تقاتل ضد الدولة الإسلامية (مثل، العربية، وأورينت). المخالف سوف يعاقب.
5. يمكن للصحفيين تغطية الأحداث في المنطقة (دير الزور) من خلال الصور أو النصوص دون ذكر المكتب الإعلامي التابع لتنظيم داعش. كل مادة تُنشر أو صورة يجب أن تحمل اسم الصحفي والمصور.
6. ممنوع على الصحفيين نشر أي مواد (بواسطة البث أو إرسال تقارير) دون عرضها أولاً على المكتب الإعلامي التابع لتنظيم داعش.
7. يُسمح للصحفيين فتح حسابات لهم في مواقع التواصل الاجتماعي ومدوّنات خاصة بهم بغرض نشر المعلومات والصور. إلا أنه يجب أن تكون عناوين وأسماء أصحاب تلك الصفحات بحوزة المكتب الإعلامي التابع لتنظيم داعش.
8. على الصحفيين أن ينصاعوا للقوانين حين يلتقطون الصور داخل (منطقة نفوذ داعش)، وعليهم عدم تصوير مواقع أمنية يُحظر التصوير فيها.
9. سيتابع المكتب الإعلامي التابع لتنظيم داعش عمل الصحفيين المحليين داخل (منطقة نفوذ داعش) وفي الإعلام الدولي. أي خرق لهذه القوانين يؤدي إلى فصل الصحفي من عمله وعليه تحمل العقوبة.
10. هذه القوانين ليست نهائية وهي قابلة للتغيير في كل وقت بما يتلاءم مع الظروف وبما يتلاءم مع التعاون بين الصحفيين والتزاماتهم تجاه إخوتهم في مكاتب الإعلام التابعة لداعش.
11. سيحصل الصحفيون على ترخيص ممارسة المهنة بعد أن يتقدموا بطلب الحصول على ترخيص من المكتب الإعلامي التابع لداعش.
صحافة (Thinkstockl)
تهديد بالصلب
وقّع معظم الصحفيين، بنهاية اللقاء معهم، على وثيقة تؤكد موافقتهم على هذه الشروط. تم إجبار الصحفيين الذين لم يوقعوا على الاتفاق على الخروج من منطقة نفوذ داعش، وقالوا إن تلك المهمة لم تكن سهلة ورافقتها تهديدات كثيرة ضدهم وضد عائلاتهم أرسلها إليهم أفراد داعش.
لم يتم استثناء الصحفيين الذين وقعوا على الاتفاق من التهديد بالقتل. ذكر بعض الصحفيين أن مسلحي داعش هددوا بصلب الصحفيين الذين يخرقون القانون، وقال صحفيون آخرون إن الصحفيين الذين سينشرون معلومات عن هذه القوانين الجديدة سيُعتبرون من الكفار وسيكون عقابهم الموت.
تم نشر هذه الشروط مع إخفاء المصدر، والآن يمكن فقط التخمين كيف ستكون ردة فعل داعش على هذا النشر. عبّر بعض الصحفيين عن خشيتهم لأنهم أصبحوا الآن تحت خطر الموت بعد نشر هذه المعلومات. أثبت تنظيم داعش سابقًا أنه لا يتساهل مع الصحفيين بقطعه رأسي الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف مؤخرًا.
إعدام الصحفي جيمس فولي (لقطة شاشة)
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الصحفيون قيودًا، تتعلق بنشر مواد، من قبل السلطات المحلية. فقد استنكرت نقابة الصحفيين الأجانب، خلال الحرب على غزة في الصيف الأخير (عملية “الجرف الصامد”) المضايقات التي مارستها حماس ضد الصحفيين الأجانب في قطاع غزة، وتضمنت تلك المضايقات مطالبة الصحفيين بشطب تغريدات لهم على تويتر والتي تضمنت معلومات تفيد بأن غرفة عمليات حماس موجودة داخل مستشفى الشفاء.
يتضمن استنكار مضايقات حماس أيضًا أمثلة: “في بعض الحالات، تمت مضايقة صحفيين أجانب يعملون في غزة، تم تهديدهم أو استجوابهم بخصوص القصص أو المعلومات التي نقلوها من خلال وسائل الإعلام التي يعملون ضمنها. نعلم أيضًا أن حماس تفحص وبشكل حثيث المبادرة لبدء إجراء ما يتيح وضع “قائمة سوداء” تضم صحفيين معينين”.
إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من داخل مدينة غزة خلال حرب غزة (AFP)
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني