من توقع أن تُثمر زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، رامي الحمد الله، إلى غزة بُشرى سارة لمواطني غزة يبدو أنه سيشعر بالخيبة أو على أقل تقدير عليه أن يتحلى بصبر كبير. كان المتظاهرون، الذين رافقوا زيارة رامي الحمد الله، يعرفون ما الذي يُريدونه: تيار كهربائي مُنتظم، تسديد رواتب الموظفين، وإعادة إعمار غزة.
بينما الحل الذي كان بإمكان قيادة حماس وحكومة السلطة الفلسطينية أن تُقدمهما لهم لم يتجاوز الإطار العادي للحلول الفلسطينية المعتادة، وهو تشكيل لجنة جديدة تتباحث بالمشاكل.
قياديو حماس يحاولون أن يكونوا متفائلين على الرغم من الفشل المُتوقع. قال القيادي في حركة حماس، خليل الحية، مساء الأربعاء، إن اللجنة ستبحث في قضايا الموظفين والمعابر وإعادة الإعمار والكهرباء، مشيرا إلى أن اللقاء تم وسط أجواء إيجابية. والسؤال الذي يُطرح، هل يمكن للجنة التي قام بتشكيلها الجانبان أن تحل المشاكل التي ليس بمقدور الطرفين حلها؟
كان الدكتور عصام شاور، الكاتب في صحيفة “فلسطين” التي تصدر في غزة، أقل تفاؤلاً وكتب أن “المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس وزراء حكومة التوافق د. رامي الحمد الله في مستهل زيارته قطاع غزة لم يحمل أي جديد”. شاور مُقتنع بأنه ليست في يد الحمد الله أية إمكانية وليست لديه الرغبة بالتوصل إلى حل جذري بمسألة الموظفين.
في هذه الأثناء، سيستمر الحمد الله حاليًا بالاستمتاع بـ “الأجواء الإيجابية” التي تتميز بها لقاءات الطرفين، ومناقشة الإمكانيات المطروحة لإيجاد حلول. لا تزال الطريق إلى تلك الحلول طويلة جدًا، ويبدو أنها مُتعلقة بجهات أقوى وأكثر تأثيرًا من قيادات غزة ورام الله. إن نجحت القاهرة، إسرائيل، الرياض والدوحة بالتوصل إلى تفاهمات هامة، سيكون الأمر أهم بكثير مما قد تأتي به هذه اللجنة أو غيرها.