أطلقت المنظومة المسؤولة عن الأطعمة في الشعبة التكنولوجيا في الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، موقع إنترنت جديدا يمكن أن يقدم الجنود وأقرباؤهم عبره شكاوى تتعلق بالأطعمة. يمكن أن يقدم كل جندي عبر هذا الموقع شكاوى تتعلق بجودة الأطعمة التي يحصل عليها، ضد عمال المطبخ، وشكاوى تعود إلى مشاكل صحية، وأعطال في غرف الطعام في الجيش.
يتوقع أن يخدم الموقع الجديد الجنود النباتيين، الخضريين، والذين يعانون من حساسية للجلوتين، ونقص في الأطعمة المختلفة بشكل جزئي أو متواصل. تصل كل شكوى بشكل مباشر من الموقع إلى مركّز مسؤول عن الأطعمة في الجيش، ثم يفحصها طاقم من الجنود والضباط، بعد ذلك يتلقى المتوجهون ردا خلال 24 ساعة. كما أن كل عطل خطير يبلغ عنه الجنود، يخضع لتحقيق شامل من خلال التطرق إلى طبيعة العمل في المطبخ في الجيش.
صورة توضيحية (تصوير: IDF)
وفق بيانات الجيش، في السنوات الماضية، طرأت زيادة كبيرة على عدد الجنود النباتيين، وارتفعت من 500 إلى 10 آلاف جندي خضري. لذلك، يتوقع أن يدخل الجيش في السنة القادمة عددا من الأطعمة الخضرية الجديدة، مثلا: عدس بألوان مختلفة، فريكة، فاصولياء، كراكرز الأزر، كباب مصنوع من العدس، وغيرها. كذلك يتوقع أن يطرأ تحسن على الوجبات بشكل عام، وأن تتضمن أطعمة أخرى مثل اللحم المطحون، وسمك السلمون.
في السنوات الماضية استثمر الجيش مئات ملايين الشواقل لشراء أطعمة جديدة ومختلفة، ترميم المطابخ، وغرف الطعام، وجعل الأطعمة متاحة أكثر أمام الجنود. قال يوفال حيوروني، مدير مقر دفع الخضريين في الجيش الإسرائيلي قدما: “لا شك أن الحديث يجري عن خطوة ضرورية وهامة، لا سيما أننا نتلقى توجهات من جنود خضريين تتعلق بتقديم وجبات غير ملائمة. أصبحت تجري مؤخرا المنظومة العسكرية المسؤولة عن الأطعمة في الجيش تغييرات هامة من أجل الجنود الخضريين وهي تتعاون معنا”.
تشير بيانات جديدة نُشرت، هذا الأسبوع، إلى أن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر خضرية في العالم، إذ إن هناك جندي خضري واحد من بين 18 جنديا. يتضح من البيانات التي نشرها المراسل تساحي دافوش، أنه في غضون ثلاث سنوات ارتفع عدد الجنود الخضريين وازداد عشرين ضعفا.
كما ويتبين أن معظم الجنود الخضريين يخدمون في سلاح الاستخبارات وفي وحدة الجبهة. كما أن “الكتيبة 50” القتالية التابعة لشعبة “هنحال” هي الأكثر خضرية، ونائب رئيس الأركان، اللواء أفيف كوخافي، هو الضابط الخضري المسؤول الأكبر، ويعتقد الكثيرون أنه مرشح رائد لشغل منصب رئيس الأركان القادم.
نُشر في موقع الإنترنت للجيش الإسرائيل أن “هناك جنودا يخدمون في الجيش ويتبعون نمط حياة خضريا، أي لا يتناولون اللحوم. لهذا، يقدم الجيش وجبات بديلة لوجبات اللحوم”.
يمكن أن يصرح الجنود أثناء تجندهم أنهم خضريون لأسباب أيدولوجية أو صحية. لقد أجرى الجيش مؤخرا تعديلات على قوائم الطعام، لهذا أصبح الخضريون يتمتعون الآن بتشكيلة واسعة من قوائم الطعام في الجيش تتضمن أطعمة غنية بالكربوهيدرات، الحبوب، البقوليات، الكينوا، منتجات التحلية المصنعة من الصويا، وغيرها. علاوة على ذلك، يحصل الجنود على بدائل البروتينات من النباتات، مثل مدهون الحمص، شنيتسل الخضروات، الفلافل، وغيرها.
فاكهة وخضار على مائدة الجيش الإسرئايلي (فيسبوك)
لا تؤثر الخضرية في الوجبات التي يتناولها الجنود الخضريون فحسب، بل في الملابس والأحذية أيضا، لأنه يحق لهؤلاء الجنود ارتداء قمصان وانتعال أحذية خالية من الجلد.
تبدو صفحة فيس بوك التابعة لكفاح دسوقي مثل جزيرة من السلام في بحر من الكراهية والعنصرية. تظهر منشورات عن الحب، التسامُح والتعايش، تعليقات مؤيدة بالعربية والعبرية، ومن حين لآخر تظهر أيضًا صور طعام عربي شهي.
“ربما بهذه الدولة لا يوجد سلام سياسي , ولكنني سوف ابني عالمي الخاص وأزرع به السلام المفقود”
تعيش كفاح، البالغة من العمر 28 عاما، ومن مواليد قرية الفريديس، اليوم في براغ، حيث تدرس هناك اللغة واللقب الثاني. لغتها الأم هي العربية، ولكنها تتقن العبرية جيدا، بل وتكتب أشعارا باللغة العبرية. في الشهر الماضي عملت على مشروع خاص، يدمج بين حبها للكتابة وحبها للمطبخ: كتاب طبخ باللغتين العربية والعبرية، تظهر فيه وصفات الأطعمة العربية التقليدية، ولكن جميعها وصفات خضرية تماما، من دون أية مكونات طعام حيوانية.
وتنجح في جمع الأموال لتمويل الكتاب بواسطة موقع التمويل الجماعي، “HeadStart“، وتتحدث فيه عن نفسها: “أحد أحلامي هو أن يبحث الناس سوى الحرب في البلاد والصراع القائم منذ سنوات طويلة، عن المشترك والجيد بدلا من الانشغال بالسيئات والسلبيات. أنا أيضًا أكتب الشعر الذي يتحدث تحديدا عن تمكين مكانة المرأة وعن مواضيع أخرى تتعلق بي، لذلك فالكتابة والطبخ ترقصان معا التانغو في رأيي وقد قررتا أن تُظهرا هذا الرقص لكل العالم عن طريق كتاب الطبخ”.
كفاح دسوقي (تصوير: shalev man)
في مقابلة خاصة لموقع “المصدر”، تحدثنا معها حول الطبخ، الخضرية، والسلام.
حديثينا من فضلك قليلا عن المشروع
“اسمي كفاح ولدي حلم، وهو أن أصنع “السلام” المميز والخاص بي، وذلك عن طريق إصدار كتاب وصفات خُضرية من المطبخ العربي مكتوب باللغة العربية والعبرية معا.
يدور الحديث عن مشروع ضخم، وهو إصدار كتاب وصفات طبخ من أشهى الأطباق والحلويات، معد للخضريين، النباتيين، محبي الإنسان والأكل على حد سواء.
وصفات هذا الكتاب لذيذة أيضا لأكلي اللحوم وليس فقط الخضريين. ستجدون العديد من الوصفات الرئيسية، وصفات خفيفة حلويات كلها من المطبخ العربي بالطريقة الخضرية، بالكتاب توجد 50 وصفة مبتكرة باللغتان العربية والعبرية مع صور مثيرة للشهية.
لماذا فكرت في كتاب طبخ تحديدا؟
الأكل والموسيقى هما لغتان مشتركتان من خلالهما يمكننا ان نوحد ثقافات, عربي ويهودي يمكنهم ان يتحدثوا عن الوصفات اللذيذة من غير اي مشادات.
بهذا الكتاب ستجدون معنى السلام, سلام مع الحيوان, سلام مع الانسان , ربما بهذه الدولة لا يوجد سلام سياسي , ولكنني سوف ابني عالمي الخاص وازرع به السلام المفقود , كتاب طبخ لانه ببساطة الأكل الصحي واللذيذ هو مشترك للجميع.
ولماذا ترغبين أن يُكتب بكلتا اللغتين معا؟
لانه من الصعب ان نجد هاتين اللغتين معا بصورة إيجابية، اردت ان اصنع تغيير بسيط، شيء تراه العين وتبتسم له المعدة، من دون سلبيات او مشادات.
“منسف رز باللبن”، وصفة من كتاب كفاح دسوقي، “مطبخ السلام”
منذ متى وأنت خضرية؟
انا خضرية تسع اشهر.
هل ثمة علاقة بين الخضرية والسلام في نظرك؟
طبعا , كل هذه الحروب تأتي من العنف الذي نربى عليه , لو كلنا عشنا بعالم كله سلام مع جميع الكائنات , الحيوانات والبشر, لو تربينا ببيئة بعيدة عن المعاناة اليومية التي يشعر بها الحيوان بهذه المصانع , نشعر باننا اكثر إنسانية ورحمة , اكثر محبة للبيئة وللمحيط, ستكون طاقات إيجابية كثيرة من حولنا وربما عندها سوف نصنع السلام.
“من الصعب ان نجد اللغتين معا بصورة إيجابية، اردت ان اصنع تغيير بسيط، شيء تراه العين وتبتسم له المعدة، من دون سلبيات او مشادات”
هل تشعرين أن هناك المزيد من الطلب لهذه الوصفات في المجتمع العربي أو اليهودي
بطبيعة الحال عدد اليهود هو الغالبية بالدولة ولان نشاطي في وشائل الإعلام هو تغيير الصورة النمطية عن العرب بالمجتمع اليهودي فبطبيعة الحال عدد المتابعين اليهود عندي اكثر، لكنني واثقة بان هنالك الكثير من الخضريين الذين يبحثون عن وصفات صحية ولذيذة من المجتمع العربي.
أية ردود فعل واجهتها؟
حتى الان لاقى المشروع صدد كبير عند جميع الفئات وخلال 13 يوم وصلنا لنصف المبلغ, كان هناك بعض التحفظات من قبل الغير خضريين , لكن بصدد الخضرين هنالك اهتمام كبير.
هل تريدون شراء الكتاب ودعم مشروع كفاح؟ ادخلوا إلى الرابط: مطبخ السلام
عليا دسوقي تستضيف في بيتها زوار من الولايات المتحدة (Noam Moskowitz)
حياة مشتركة، مقلوبة وبسبوسة، جميعها في بيت عليا دسوقي من يافا
تفتح عليا دسوقي، أم سليمان، منزلها في يافا لاستقبال الضيوف اليهود، الإسرائيليين، والسيّاح وتعلّمهم أسرار الطبخ الفلسطيني. وذلك ضمن مشروع اقتصادي استثنائي يهدف إلى تقريب القلوب
تخيّلوا المشهد التالي: ربّة منزل من المدينة المختلطة (مدينة يسودها التعايش بين العرب واليهود) يافا، تستقبل، مرّتين في الأسبوع في ساعات المساء في غرفة الجلوس الدافئة في منزلها، ضيوفا من الولايات المتحدة والذين حضروا لتذوّق مأكولاتها.
أم سليمان من يافا (Noam Moskowitz)
تخيّلوا الآن أنّ تلك المرأة، هي في الواقع ربّة منزل لم تعمل أبدا وحرصت خلال السنين على تربية أطفالها، وتوفير كافة احتياجاتهم وكذلك على دعم زوجها. ولكن شيئا ما قد تغيّر في حياتها في السنوات الثلاث الأخيرة، لذلك قرّرت المبادرة إلى مشروع اقتصادي اجتماعي كبير، وبدءت العمل من منزلها الصغير.
هذه هي قصة عليا دسوقي، ربّة منزل من يافا، قرّرت كسب الرزق فبادرت إلى افتتاح مصلحة تجارية صغيرة، كانت قد حظيت مبادرتها هذه بدعم زوجها وأسرتها، وتهتم مصلحتها بشؤون المطبخ الفلسطيني المحلي واستضافة الضيوف الذين يرغبون في تناول الطعام من جميع أنحاء العالم في غرفة الجلوس في منزلها.
يدعى هذا المشروع “الطعام الاجتماعي” وقد اكتسب في السنوات الماضية زخما كبيرا جدّا في أرجاء إسرائيل. صحيح أنّ هناك أشخاص كثيرين يشعرون قلقين من فكرة استضافة الكثير من الأشخاص لتناول وجبة العشاء، بالمقابل، هناك أشخاص يشعرون عكس ذلك تماما. ويدور الحديث عن الخبيرون بالطهي والذين يتمتعون باستقبال الضيوف على مائدة الطعام، ويكون بيتهم مفتوحا دائما ومتاحا لكل من يطرق أبوابه ويرغب في تذوّق الأطعمة فيه. يشعر الأشخاص الذين يحبون استضافة عشرة، عشرين، أو حتى خمسة غرباء، بمتعة الطهي.
“عندما تزوجتُ من أبو سليمان لم أكن أعرف الطبخ”، هكذا تعترف أمامي السيّدة عليا دسوقي ونحن لا نزال نجلس ونحتسي الشاي الساخن، في حديقة منزلها المُعتنى بها على مشارف حيّ يافاوي. “لقد عشنا مع حماتي وبدأت أتعلّم منها أسرار الطبخ الفلسطيني التقليدي. رويدا رويدا، تعلّمت المزيد من الوصفات وأثريتُ عالمَي في مجال الطهي”، كما توضح.
لم تتعلم أم سليمان في المدرسة، وقضت معظم أوقاتها في الطبخ من أجل عائلتها. عندما كبُر أطفالها الأربعة وتركوا منزل العائلة، أصبح لديها الكثير من أوقات الفراغ. وبعد أن حظيت بتشجيع زوجها أبو سليمان، ناشطا اجتماعيا معروفا في يافا، بدأت تشارك في لقاءات جمعية “عروس البحر”، التي تعمل على تمكين المرأة العربية في يافا بدعم من صندوق إسرائيل الجديد.
ابو سليمان يساعد أم سليمان في استضافة الضيوف (Noam Moskowitz)
“في الحقيقة، في البداية، بدأ طلاب من جامعة تل أبيب بتوجيهي حول كيف يمكنني أن أبني مصلحة تجارية، وأن أنجح فيها، وكيف تكون مصدر رزق لنا رغم أنني لست متعلمة. ففي البداية، صُدمت من فكرة استقبال ضيوف غرباء في منزلي. أذكر أنّ رد فعلي الأول على الفكرة كان رفضا تاما. رويدا رويدا بدأت أنظر إليها على أنها فرصة قد تعزز وضعي الاقتصادي. لذلك استشرت زوجي أبو سليمان، الذي بفضل مساعدته نجحت في إقامة هذه المصلحة التجارية الصغيرة. وكما تحمس أولادي جدّا أيضا للفكرة ورويدا رويدا بدأتُ باستضافة الضيوف وتقديم الطعام لهم في منزلي”.
لقد حظيت عليا بمرافقة تجارية ودعم أولي من الصندوق الجديد الذي ساعدها في معرفة الإمكانية الكامنة في وجباتها المنزلية، وأصبحت اليوم سيّدة أعمال بكل معنى الكلمة. ففي إطار Eatwith، وهو مشروع يعرض تناول الطعام في منازل الآخرين، تشارك فيه عليا وتستضيف أشخاصا لا تعرفهم لتناول وجبة مميزة للمطبخ العربي التقليدي، ولقد تغيّرت حياتها من النقيض إلى النقيض. “أشعر بثقة كبيرة”، كما تقول. أجلس مع ضيوفي، وأتحدث معهم عن الوجبات وعن الحياة في يافا مما يجعلني أشعر بفرح كبير”.
عليا دسوقي (Noam Moskowitz)
بينما يجلس ضيوف أم سليمان في غرفة الجلوس في منزل العائلة ويستضيّفهم أبو سليمان، تحدّثني عن الطعام الذي تطبخه “أحضر كل الطعام الفلسطيني التقليدي الذي ترعرعنا عليه منذ طفولتنا ويحب ضيوفنا التوابل وطريقة تقديمي للطعام. أحضر المقلوبة، المعجّنات، الكفتة بالطحينة، والكفتة بالبندورة. وكذلك أعدّ وجبات المحاشي والسلطات الخاصة”. توضح لي أم سليمان قائلة إن الإسرائيليين يعتقدون أنّ الطعام العربي روتين وموحّد، ويكثر فيه تناول الحمّص واللحوم المشوية. وأنا أعتقد أن كل “منطقة تتمتع بخصائصها وأنا أنجح في التنويع”.
“أسأل ضيوفي الذين يزوروننا من جميع أنحاء العالم إذا كان هناك طعام معين لا يأكلونه أو إذا كانت لديهم حساسية معيّنة للطعام، وذلك قبل وصولهم. وكما تعرف لقد أصبح في أيامنا وعي كبير للخضرية والنباتية. على سبيل المثال، هناك بين الضيوف الأمريكيين الذين يجلسون الآن ويتناولون الطعام في منزلي نباتيون وأيضًا امرأة لديها حساسية للسمسم. أهتم بهذه الأمور أيضا”. تقول أم سليمان إنّها اكتسبت كل هذه المهارات في إطار التدريب المهني الذي حصلت عليه في جمعية “عروس البحر”.
ولقد سألتها إذا شعرت أن هناك انخفاض في عدد الطلبيّات منذ اندلاع العنف في الأشهر الأخيرة في إسرائيل؟ فأجابت: “لا شكّ، فمنذ البداية تماما كان من المتوقع أن تصل مجموعة من الضيوف اليهود لتناول وجبة العشاء وعندما اندلعت موجة العنف في القدس أخبرني المسؤولين عن المجموعة عن إلغاء الزيارة. غالبا، نحن لا نتحدث عن السياسة حول المائدة. أفضّل الحديث عن الأسرة، الطبخ وأنا أيضًا أعقِدُ في منزلي يوم الجمعة ورشات طبخ وهذه هي المواضيع المفضّلة لديّ”.
عليا تستضيف في بيتها ورشات طهي (Noam Moskowitz)
لدى عودتنا إلى غرفة الجلوس في المنزل، كان الضيوف على وشك الانتهاء من تناول الوجبة. يعرف أبو سليمان، الذي عمل على مدى سنوات في مؤسّسات بلدية تل أبيب يافا، المجتمع اليافاوي جيّدا، نقاط قوّته وضعفه. وقد طرح عليه الضيوف الأمريكيون، الذين عرّفوا عن أنفسهم أنهم يهود ليبراليون، الكثير من الأسئلة حول الحياة المشتركة في المدينة، موجة العُنف، الهوية الفلسطينية الإسرائيلية المنقسمة وحول مستقبل العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. فأجاب متأثرا: “ولدتُ في بيارة في يافا مثل الكثير من السكان فيها. أسرتي مقسّمة ومشتتة في أنحاء العالم العربي. من بين 110 ألف مواطن عاشوا هنا في يافا قبل قيام دولة إسرائيل بقي 3000 آلاف شخص فقط. أُهمِلَت المدينة وعانت لسنوات طويلة من الإهمال المؤسسي ولكنّي لم أتنازل أبدا عن الحياة المشتركة إلى جانب جيراني اليهود”.
وعندما سُئل عن مستقبل العلاقات وإذا ما كانت هناك فرصة لصنع السلام الدائم، قال أبو سليمان، في الوقت الذي كانت فيه أم سليمان تقدّم للضيوف الشاي الحلو الساخن وطبقا من البسبوسة الحلوة، “يمكن صنع السلام. لذلك يجب على الزعماء السياسيين أن يدركوا أنّه ليس هناك حلّ بديل آخر لعيش كلا الشعبين الواحد بجانب الآخر باحترام. ويشكل الطعام والاستضافة في منزلنا حول هذه الطاولة وعمل أم سليمان خطوة صغيرة نحو التعايش، الحياة المشتركة، والمستقرة”.
يحتفل الكثير من اليهود حول العالم وفي إسرائيل في هذه الأيام ببداية السنة الجديدة. وفقًا للتقاليد اليهودية سيكون هذا العام هو العام 5776.
بمناسبة السنة الجديدة ومن أجل التعرف جيدا” على الإسرائيليين أجرتْ صحيفة “هآرتس” استطلاع كبيراً يضع خريطة للمواقف والعادات الإسرائيلية: ما هو رأيهم بالدين؟ المواقف السياسية؟ من هو الإسرائيلي السعيد؟ كم من الناس زاروا طبيبا نفسيا هذا العام؟ وكم من الناس يعتقدون أنّه لا ينبغي للأمهات العمل بوظيفة كاملة؟
فيما يلي مجموعة مثيرة للاهتمام من البيانات حول الإسرائيليين في عام 2015، أو بحسب التقاليد اليهودية في عام 5776:
1. يؤمن 76% من الإسرائيليين بالله: 70% في أوساط السكان اليهود مقابل 98% في أوساط السكان العرب في إسرائيل.
صلاوات رأس السنة اليهودي (Yonatan Sindel)
2. الدروز في إسرائيل هم الأكثر سعادة: 64% من اليهود قالوا إنهم سعداء، 68% من المسلمين سعداء، 71% من المسيحيين سعداء، و86% من الدروز قالوا إنهم سعداء.
3. ثلث الجمهور اليهودي زار عيادة نفسية: 70% قالوا إنهم لم يزوروا طبيبا نفسيا، 27% زاروه في الماضي، 3% يزورونه الآن أيضًا.
رجال دين دروز (Flash90Moshe Shai)
4. تعتقد الغالبية أنّ الأمهات لا ينبغي لهنّ العمل بوظيفة كاملة: قال 8.5% من المستطلَعة آراؤهم إنّ على الأمهات البقاء في المنزل وتربية الأطفال، في حين أن 47% قالوا إن على الأمهات العمل بوظيفة جزئية، بينما قال 36.5% إنّ على الأمهات العمل بوظيفة كاملة.
5. العرب في إسرائيل نباتيون أكثر: 11% من الجمهور العربي هم نباتيون، مقابل 7% في أوساط الجمهور اليهودي. 6% من العرب هم خُضريون مقابل 3% من اليهود.
النباتية (Thinkstock)
6. ما هي وسيلة النقل الأكثر شيوعا في إسرائيل؟ أجاب الإسرائيليون على السؤال عن وسيلة النقل الرئيسية لديهم على هذا النحو: 67% يستخدمون السيارات الخاصة، 25% يستخدمون المواصلات العامة، 5% يمشون، 2% يستخدمون سيارات الأجرة و2% فقط يستخدمون الدراجات الهوائية.
7. يعارض معظم الإسرائيليين تقنين الحشيش: يعتقد 54% من الإسرائيليين أنّه لا ينبغي السماح بتقنين المخدّرات ولكن 82% منهم قالوا إنّهم يدخّنون أو دخّنوا في السابق المخدّرات الخفيفة.
هل إسرائيل في طريقها إلى إضفاء الشرعية على الماريجوانا ؟ (Flash90/Abir Sultan)
8. وبأي وتيرة يمارس الإسرائيليون الجنس؟ 23% لم يجيبوا على هذا السؤال، 12% قالوا إنهم لا يمارسون الجنس إطلاقاً، 7% كل عدّة أشهر، 14% مرة أو مرتين في الشهر، 20% مرة في الأسبوع، 22% عدة مرات في الأسبوع.
9. 32% يفضّلون تصفّح الإنترنت في وقت الفراغ. 18% يحبون أكثر مشاهدة التلفزيون.
صرّحت الملكة B أنها ستكشف معلومة شخصية عنها في أحد أكثر البرامج مُشاهدة في الولايات المُتحدة. تحمس المُعجبون كثيرًا وخمنوا أن الحديث عن حمل ثانٍ ولكن لم يتوقع أحد التصريح الذي أطلقته بيونسيه
شهدت الشبكة حالة غليان، قضم المُعجبون أظافرهم – وكل ذلك لأن بيونسيه صرّحت أنها قريبًا جدًا، ستتحدث عن شيء استثنائي حساس في حياتها، الذي عليها أن تشارك العالم فيه. أشار، في الأيام الأخيرة، عرض ترويجي، ظهر على شبكة تلفزيونية أمريكية، إلى أن المغنية الأفريقية الأمريكية، ستظهر على الشاشة لتكشف سرًا شخصيًّا كبيرًا.
https://instagram.com/p/2dusvFvwzu/
“لديّ شيء هام جدًا أريد أن أشارككم به، إنه شيء أحتاج ببساطة أن أشارك به الجميع”، هذا ما قالته بيونسيه بشكل دراماتيكي – بينما كانت في الخلفية موسيقى مؤثرة. بدأ المُعجبون، مع بث ذلك العرض الترويجي، بلعبة التخمينات: هل الأمر يتعلق ببشرى حمل آخر سينتهي بولادة أخ أو أخت لابنتها Blue Ivy؟ انفصال عن زوجها المغني Jay Z أو ألبوم مُشترك لكليهما؟
https://instagram.com/p/3oeIcBPw1k/
وفي الحقيقة أن الحديث ليس عن أخبار مؤثرة.
ظهرت بيونسيه، بعد كل لعبة التخمينات والضجة الإعلامية، في البرنامج الصباحي الشهير في الولايات المُتحدة، “Good Morning America”، وتحدثت عن نظام الحياة الخُضري الذي تتبعه.
كان على بيونسيه أن تُطلع العالم على خبر انتقالها للعيش وفق نظام غذاء خُضري وأنها تشعر بأنها خفيفة كالريشة – بفضل شركة توفر لها خدمات إرسال وجبات طعام خُضرية، التي هي واحدة من مالكي تلك الشركة.
https://instagram.com/p/3EbqaVPwzQ/
“لست امرأة رقيقة بطبيعتي”، قالت بيونسيه، التير أثارت ضجة إعلامية حول مقابلة علاقات عامة مُزعجة، “لديّ بعض الثنيات، ولكنني منذ سن صغيرة وأنا أقاوم السمنة من خلال الحمية – ولكنني الآن أخيرًا وجدت شيئًا ناجعًا لي”، تحدثت بحماسة مُنهكة.
منذ أن اجتازت تحدي الانتقال إلى النظام الخضري، وفقًا لكلامها، الذي دام 22 يومًا، قبل عامين، وقررت أن تعيش دون أن تتناول أي غذاء حيواني، تصرح قائلة إن “بشرتي صارت مشدودة أكثر وأنجح بالمحافظة على وزني”. حاليًا، خدمات الوجبات الخاصة بها، ممكن أن تدفع مُعجبيها أيضًا لاتباع نهجها والعيش مثلها تمامًا.
يعرض المطبخ العربي، للعام 2014، في لوائح طعام المطاعم الفاخرة في تل أبيب أطباق ما كنتم لتصدقوا أن أصلها من المطبخ العربي – الفلسطيني: قطع لبنة، باستا خبيزة مجففة، بودرة زيتون أسود وقشدة كبة.
الرابحة نوف عثامنة إسماعيل (Flash90/Yonatan Sindel)
عندما قدمت نوف عثامنة، المشاركة العربية في برنامج الطبخ الأكثر متابعة في إسرائيل “ماستر شيف”، طبق فتة الحمص مع كافيار الطماطم، لم يصدّق الحكام ما رأوه. أرادت نوف أن تضع “مطبخ الفقراء”، المطبخ “العربي الفلسطيني” في وقت ذروة المشاهدة في التلفزيون. منح نجاحها وفوزها للمشاهدين الإسرائيليين نظرة مميزة للقدرة الكبيرة لهذا المطبخ التقليدي الذي يمكنه تقديمها. بدأت رياح التغيير والبراعة للمطبخ العربي بالتغيّر، بشكل غير مسبوق، وبدأ يتوجه من الطابع التقليدي والمعروف إلى العصري والممتاز.
ادعى الشيف يوسف حنا، رئيس الطباخين في مطعم “مجدلينا” في شمال إسرائيل، في مقابلة له مع وسائل إعلام إسرائيلية، بخصوص التغيير الذي طال المطبخ العربي، “لا شك أنني أعتقد أننا في ذروة ثورة كبيرة”. مجدلينا هو مطعم عربي متطور، يُترجم المطعم الريفي القديم إلى أطباق عصرية وجميلة بشكل مميز جدًا.
طبق من مطعم مجدلينا (Facebook)
“نحن متأثرون جدًا من المطبخ الإسرائيلي الجديد”، اعترف حنا، “أنا على علاقة بالكثير من الطباخين اليهود، وهم الذين دفعوني بشكل قوي بأن أمضي قُدمًا بمطبخي. وأن أفعل شيئًا مختلفًا. إن كنا سابقًا نقوم بحشي كتف خروف ووضعه على المائدة اليوم نرى أطباق صغيرة وأكثر نعومة. لا يعني هذا أننا ابتعدنا تمامًا عن الأصل وعن مذاقاتنا، لكننا أعطينا الطعام تنوعًا جديدًا. نحن الآن نستثمر أكثر بطريقة تقديم الطعام العصرية وبتقنيات عصرية. سابقًا، كان معروفًا أنه يتم حشو الكبة باللحم. اليوم أقوم بحشي الكبة بالفواكه البحرية. في مطبخنا (الفلسطيني) لم تكن هناك قشدة، ولكنني اليوم أرى بأن قشدة الباذنجان، قشدة القرنبيط وقشدة الجذور هي طريقة ممتازة للحفاظ على مذاقاتنا بتقنيات جديدة وملفتة”.
طباخون في مطعم مجدلينا (Facebook)
يدمج الكثيرون من الطباخين العرب، من الجيل الجديد، في مطابخهم تقنيات طبخ عصرية. على سبيل المثال، يُحضّر الشيف عُمر علوان في مطعم حج كحيل في يافا بودرة زيتون أسود وباستا من الخبيزة تم طحن أوراقها جيدًا.
يعترف طباخون إسرائيليون من الدرجة الأولى أنهم ينفتحون أكثر للتجديدات التي تحدث في العالم، وكذلك في العالم الغربي والعربي – سوريا، لبنان والأردن. هناك التقنية هي دمج المطبخ التقليدي مع المطبخ العصري الجديد. مثلاً، تحضير الكبة النيئة على طريقة القشدة والموسية.
طبق الحلوى من مطعم مجدلينا (Facebook)
أحد النماذج البارزة هو التوجه لتحضير طعام صحي. تخلص الناس من كميات الدهون، واليوم يبحثون عن بديل للقلي بالزيت العميق والمطبخ العربي الفلسطيني يعجُ بالأطباق التي تلائم الخُضريين، النباتيين ومن يحبون تناول الطعام قليل الدسم.
ليس هناك المزيد من “الحمص – التشيبس – المشاوي”
يمر المطبخ العربي مؤخرًا بتطور نوعي متسارع. تجذر في الوعي الإسرائيلي، على مدى تاريخ مجال الطبخ، أن المطبخ العربي هو مطبخ بسيط يُقدم في أفضل الحالات “الحمص، التشيبس والمشاوي”، إلا أنه مؤخرًا تحول إلى الحديث الرئيسي لدى الذواقين.
طبق من مطعم الجميلة في يافا (Facebook)
تنوي د. نوف عثامنة هذه الأيام إقامة مدرسة يهودية – عربية للطبخ. “تقبل الوسط اليهودي في إسرائيل المطبخ العربي التقليدي بمحبة كبيرة أيضًا عندما كان يقدم “الحمص، التشيبس والمشاوي”، حسب قولها، “وهذه إشارة إلى أن الذائقة المحلية تحب النكهات العربية. حصل التجديد في المطاعم العربية الفاخرة التي تم افتتاحها مؤخرًا وفتح المجال لفرصة أوسع للتعرف على هذا المطبخ. لا يزال هناك الكثير من الأطباق التقليدية غير المعروفة هنا، ولم يتم بعد القيام بعمليات دمج كافية وأنماط تقديم جديدة لتعريف هذا المطبخ. انقرض جزء من الأطباق المحلية تقريبًا، وتُميز بعض الأطباق مناطق بعينها، مثل زعتر باقة الغربية الذي يحتوي على الشومر البري المطحون والذي يختلف عن الزعتر في أماكن أخرى. إن الكباب السوري طبق يستحق التعرف عليه والذي يحتوي على كرز حامض، ويتميز اللبنانيون بالجبنة المعفنة التي تميز منطقتنا”.
هناك حاجة لوجود نساء في المطابخ العربية المتميزة
طبق من مطعم الحج كحيل في يافا (Facebook)
رغم كل تلك التجديدات العصرية والتقنيات الحديثة التي يتباهى بها المطبخ العربي، معروف أن هذا المطبخ لا يزال يسيطر عليه الرجال. يمكن إحصاء عدد النساء اللواتي يعملن في المطابخ على أصابع اليد.
“أتوق أن تتجرأ النساء العربيات بدخول مطابخ المطاعم”، يقول الشيف الياس مطر، الذي كان حتى فترة قريب شيف مطعم دانتيه في الناصرة، “المرأة لها يد مختلفة في المطبخ، طاقة مختلفة، نعومة وروح لا يمكن أن نجدها في طبخ الرجال. أنا مُستعد لتبني أي شابة تريد أن تندمج بهذه المهنة، حتى وإن كانت لا تعرف شيئًا وتحتاج أن أُعلمها كل شيء من البداية. حتى أنه في مجتمعاتنا معروف أن للفتيات فقط مسموح مساعدة الأمهات بتحضير الطعام، ويطّلعن على ما يحدث في المطبخ من سن صغيرة. ولكن، لم يحدث ذلك كمهنة بعد. صحيح، العمل في مطبخ مطعم هو شيء صعب من نواحٍ كثيرة: جسديًا، عقليًا ونفسيًا. هذا ما يجعل النساء العربيات لا يدخلن هذا المجال، ولكنني أتمنى أن يتغير ذلك”.
المطبخ العربي يحتل العالم
طبق الحلوى من مطعم مجدلينا (Facebook)
في أوروبا والولايات المتحدة تُحقق المطاعم العربية نجاحًا باهرًا في السنوات الأخيرة، لأنه لا يمكن منافسة المذاقات الرائعة لهذا المطبخ. بدأت تلك الثورة في إسرائيل بشكل متأخر نسبيًا ولكنها تتسارع بشكل كبير جدًا.
ينجح المطبخ العربي باحتلال العناوين في العالم بفضل جانب الصحة العالمي. المطبخ العربي الفلسطيني دقيق بنكهاته، يدمج النبات بشكل كبير في أطباقه ويعرف كيف يُخرج أفضل الأطباق من اللحوم والأسماك وهي الأطباق التي تُميز الشرق الأوسط.
لم يصل مرشد ميشلن للطبخ إلى الشرق الأوسط بعد، ونشك إن كان سيصل يومًا، لذا من الصعب أن نجد نجوم ميشلن تتطاير في مطاعم الناصرة، حيفا أو يافا. ولكن، إذا تصفحنا مواقع الطعام المختلفة الخاصة بهذه الأماكن نكتشف أماكن فاخرة جدًا، بوجود مطاعم مميزة وأطباق يتم تركيبها تركيبًا ملفتًا وعصريًا.
النزعة إلى الطعام الصحي والعضوي تقوى جدًّا في السنوات الماضية في مطابخ الجيش الإسرائيلي (IDF Flickr)
هل سيتبنى الجيش الإسرائيلي الحياة الخضرية؟
قبعة ليست من الفرو، حذاء ليس من الجلد، وغداء كامل ليس من الكائن الحي. هذا جزء من التغييرات التي ستجري في إطار الصياغة الخضرية الجديدة التي بدأت بالتشكل في الجيش الإسرائيلي
إذا كان الدخول في الماضي إلى غرفة الطعام ممنوعا على الجنود الخضريين بما أنهم يحظون باسترجاع المصاريف الاقتصادية، التي خُصصت لهم لشراء الطعام الذي يلائم نمط حياتهم، فهم يستطيعون الآن الدخول والأكل في عامة غرف الأكل العسكرية. حتى الآن، كانت التعليمات تقول إن غرف الأكل لا تستجيب لمتطلبات الخضريين، لكن لم تؤخذ في الحسبان حقيقة أن التعليمات تضر بانتماء الجندي للوحدة- الذي يضطر للتغيب عن جزء مركزي من تكوينتها.
عمليا، القرار بالتغيير اتُخذ في أعقاب شكاوى كثيرة من الجنود الخضريين الذين تم إبعادهم عن غرف الأكل العسكرية من قبل ضباطهم.
أجريت ملاءمات من أجل تسهيل الخدمة للجنود الخضريين. اليوم، يحظى الجندي الخضري بقبعة ليست من فرو، وحذاء ليس من جلد، حيث إن الهدف عدم إلزامهم بلبس ما يعارض إيمانهم. إن كان من أجل الحصول على العدة الخضرية في الماضي يتطلب من الجنود أن يرتبوا عملية الاعتراف بهم كخضريين- يكفي اليوم إعلان ذلك في يوم التجند.
بالطبع، بسبب الازدياد في عدد الخضريين في الجيش الإسرائيلي، ازداد الطلب على الأحذية والقبعات، مما أدى إلى زيادة الإنتاج ازديادا ملحوظا. في الواقع هذه هي المرة الأولى التي تُرتب بها ترتيبا شاملا أمور الطاعة واللباس للجندي الخضري. ولأن القبعات الخضرية تصل بألوان الأخضر والأسود فقط، يضطر الجنود لاستعمال قبعة لا تلائم انخراطهم في الجيش، ولذا يُطلب إذن خاص لذلك.
أصبح الاعتراف بالجندي كخضري أسهل مما كان عليه، وذلك من ضمن التغييرات الأخرى. بدلا من الزيارة البيتية، توقيع محام وملء نماذج كثيرة- للحصول على المصادقة اللازمة، يُحتاج فقط لمقابلة هاتفية مع مسؤول التجنيد أو مسؤولة القوى العاملة وتوقيع ضابط الوحدة.
من هو الخضري في الجيش الإسرائيلي؟
يُطعم الجيش في إسرائيل عشرات آلاف الجنود يوميًّا (Flash90)
صدر القرار بالمضي في الموضوع بعد توجهات كثيرة إلى مركز توجهات الجمهور في الجيش الإسرائيلي، الذي استقبل توجهات كثيرة من المواطنين، المتجندين، المجندين إلزاميا والثابتين وجنود الاحتياط.
يدرك الجيش أنه ينبغي إعطاء إجابة للجميع، بما في ذلك تفصيل متوازن يلائم الجنود الخضريين.
التغيير هو عمليا في تعريف من هو “خضري”. في الماضي لم يكن يُذكر في نظام التشخيص أن الجندي خضري، وفي الوقت الراهن ستتيح العملية الحالية الإشارة في المنظومات أن جنديا ما خضري، كما الإشارة إلى جندي منفرد. كي يتم تسهيل عملية تذويت التعليمات، ستُجرى تأهيلات لضباط “شروط الخدمة” وستُنشر المعلومات في أوساط الجهات المتعلقة.
العملية لا تتوقف بواسطة أمر، وستؤدي تأثيرات المجتمع الإسرائيلي الكبيرة إلى تغييرات إضافية ستحدث مستقبلا. المرحلة القادمة، التي قيد الاختبار الآن، هي التغذية العسكرية للخضريين. سيتأثر التغيير من اقتراح القانون الذي قيد الاختبار في الكنيست ويتطرق إلى تقديم وجبة الخضرية في أماكن العمل، كما هي الحال بالنسبة للوجبة النباتية الموجودة اليوم.
بعد معركة شديدة بين أول مكانتين، وصل أمس برنامج الواقع الأكثر مشاهدة في إسرائيل “بيت الأخ الكبير” إلى نهايته واختار الإسرائيليون تخصيص مليون شيكل (حوالي 285 ألف دولار) للمرشحة التي رفعت خلال البرنامج راية الخضرية.
“طال جلبواع” هي الفائزة في الموسم الأكثر مشاهدة في التلفاز الإسرائيلي بعد أن وعدت أنها ستتبرع بكل الجائزة لإنقاذ الحيوانات من الذبح والتعذيب.
منذ أن دخلت البيت، لم تتنازل طال عن أجندتها الخضرية، بل ونجحت في إقناع بعض رفقائها في البيت أن يغيّروا عادات أكلهم وأن يصبحوا خضريين. مثلهم كذلك مواطنون كثيرون في إسرائيل الذين ادعوا أنها المقيمة الأكثر تأثيرًا في تاريخ البرنامج.
تلقى الاتجاه الخضري نسبة غير قليلة من الأصداء الإعلامية في السنوات الأخيرة، ويعود فضل ذلك إلى الكشف الإعلامي والحملات من قبل أناس معروفين. إلى أي مدى يؤثر كشف كهذا- مثال على ذلك، المتبارية الخضرية طال جلبواع في نهائيات “بيت الأخ الأكبر”، على تعامل الناس مع الموضوع وهل يؤدي ذلك إلى تغيير العادات والاستهلاك؟
الحركة النبتتية تتظاهر لوقف تعذيب وقتل الحيوانات (Flash90/Gili Yaari)
في استطلاع شامل أجري مع نهاية الموسم السادس لبرنامج “بيت الأخ الأكبر” (الذي أجري أمس)، تم فحص عادات الأكل لدى الإسرائيليين بالنسبة لإحدى الصرعات المطبخية البارزة في الفترة الأخيرة- والنتائج تثير الاهتمام:
60% من المجيبين ذكروا أنهم أجروا تغييرًا في عادات أكلهم في الفترة الأخيرة أو أنهم سيجرون ذلك في فترة قريبة، ذكر 9% منهم أنهم توقفوا تمامًا عن استهلاك مجموعات أكل معيّنة وتبنوا أسلوب حياة خضري أو نباتي. ذكر 17% أنهم قللوا استهلاك اللحوم.
أجاب حوالي 50 % من مشاهدي برنامج “بيت الأخ الأكبر” أن مشاهدة الموسم الحالي قد رفعت مستوى وعيهم للمسار الذي تمر به الحيوانات خلال تحضير اللحوم- وأعرب ما يقارب نصفهم أن وعيهم للمسألة قد ازداد كثيرًا، إذ ذكرت بعض النساء بشكل أبرز أن مستوى وعيهن للموضوع قد ارتفع ارتفاعًا كبيرًا جدًا.
تحوّل تيار الخضرية في السنوات الأخيرة إلى تيار بارز جدًا في أرجاء العالم. هذه الأيديولوجية وطرق التعبير عنها هي التي تخلق الخلافات حول عالم الخضرية، الذي يعتبر عند الكثيرين تطرفًا.
يعتقد كثير من الناس أن الخضريين يختارون أساليب متطرفة لإيصال رسالتهم. وما زال الحديث على ما يبدو عن تيار غير عابر وإنما هو تغيير يمر به العالم إثر الأضرار الكبيرة التي تنسب إلى التنكيل بالحيوانات وتأثيرات الدفيئة التي نتجت عن تصنيع اللحوم.