خبز المصة (Istaock)
خبز المصة (Istaock)

العلاقة الطيبة بين عرب 48 وخبز المصة

من المعروف أن خبز المصة الذي يؤكل في إسرائيل خلال عيد الفصح اليهودي خاص باليهود، إلا أن العرب في إسرائيل ينتظرون ظهوره في الأسواق بفارغ الصبر

11 أبريل 2017 | 09:08

ينتشر في هذه الأيام في إسرائيل خبز المصة، واحد من رموز عيد الفصح اليهودي، وهو الخبز الذي لم يخمر وقت خروج اليهود من مصر زمن الفراعنة، وما زال اليهود يحضرونه خلال عيد الفصح لذكرى خروجهم من “العبودية إلى الحرية”- ينتشر في الأسواق الإسرائيلية عشية عيد الفصح، ليحل مكان الخبز المصنوع بالخميرة حيث يمتنع اليهود عن استهلاكه.

ومن “الأعراض الجانبية” للعيد اليهودي الأكثر شعبية في اسرائيل، الذي يحل السنة في إسرائيل مطلع شهر نيسان/ أبريل، هو كيف تتصرف الأقلية العربية خلاله؟ طبعا لا يطرأ كثير على حياتهم، إنما يتغير قليل مذاقهم. فخلال عيد الفصح تحرص المتاجر اليهودية من جهة على إخلاء الرفوف من الخبز المصنوع بالخميرة، وكذلك من المنتجات التي تصنع بالخميرة، أو ما يسميها اليهود “حاميتس”، ومن جهة أخرى تعرض تنزيلات كبيرة على البضائع.

ينتشر خبز المصة في الأسواق الإسرائيلية عشية عيد الفصح، ليحل مكان الخبز المصنوع بالخميرة حيث يمتنع اليهود عن استهلاكه (Flash90/Mendy Hechtman)
ينتشر خبز المصة في الأسواق الإسرائيلية عشية عيد الفصح، ليحل مكان الخبز المصنوع بالخميرة حيث يمتنع اليهود عن استهلاكه (Flash90/Mendy Hechtman)

ومن هذه الأعراض الجانبية أنه مع مرور الزمن نشأت علاقة مثيرة بين خبز المصة التي تعرض في الحوانيت والسوبر ماركات الإسرائيلية وبين العرب، الذين أصبحوا يستهلكون هذا النوع من الخبز بكثرة وتجد أن نسبة شراء المصة لدى العرب تساوي تلك لدى اليهود.

ولا يقتصر تفاعل العرب مع عيد الفصح على المصة، فكثيرون منهم يقصدون المتاجر بهدف “استغلال” التنزيلات المعروضة على البضائع في إسرائيل بأنواعها كافة.

وإن كان الفصح، الذي يبدأ بمأدبة عائلية تقليدية ويستمر أسبوعا، بالنسبة لليهود، “عيد الحرية”، فهو للعرب عيد “تغيير المذاق”. فهو فرصة بالنسبة لهم لترك رغيف الخبز العربي والصاج وغيره من أنواع الخبز المتوفرة في الدكاكين العربية، وتذوّق خبز غير عادي. يجدر الذكر أن الخبز المصنوع بالخميرة يبقى على رفوف الدكاكين عند العرب لكن بيوتهم تمتلئ بالمصة إلى جانب الرغيف.

اقرأوا المزيد: 242 كلمة
عرض أقل
إسرائيل تحتفل بعيد الفصح اليهودي (Nati Shohat/flash 90)
إسرائيل تحتفل بعيد الفصح اليهودي (Nati Shohat/flash 90)

عيد الربيع والحريّة: إسرائيل تحيي الفصح

منذ أسابيع، تستعدّ إسرائيل لإحياء أحد أهمّ الأعياد وأكبرها - عيد الفصح. فلمَ ينظّفون إلى هذه الدرجة، ولمَ يُمنَع تناول الخبز في العيد؟ كلّ ما أردتم أن تعرفوه عن عيد الفصح

يحلّ كلّ سنة في الربيع، ويشغل الإسرائيليين بجنون – تنظيف، مشتريات، هدايا، طعام، وهلمّ جرّا. عيد الفصح هو أحد أهمّ الأعياد وأعظمها في اليهودية وفي إسرائيل. له ما لا يقلّ عن أربعة أسماء، يمثّل كلّ منها جانبًا مختلفًا من العيد.

عيد الحُرِّيَة:

الأهرام، من الذي بناها ؟ (AFP)
الأهرام، من الذي بناها ؟ (AFP)

بدأت قصة الفصح كلّها قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، حين ذهب بنو إسرائيل إلى مصر، جرّاء مجاعة ضربت موطنهم، أرض كنعان. وبعد أن استعبَد فرعون، ملك مصر، بني إسرائيل سنواتٍ طويلة، أتى النبي موسى، باسم الله، طالبًا من فرعون تحرير شعبه. بعد أن أبى، أنزل الله عشر ضربات على المصريين، كانت كفيلة بإقناع فرعون بتحرير بني إسرائيل، الذين تاهوا في البرية أربعين عامًا.

هكذا أضحى عيد الفصح رمزًا للتحرّر من العبودية. وفي الواقع، يحتفل اليهود في هذا العيد، مثل أعياد أخرى، بإنقاذهم من مكيدة كادت تودي بهم. هكذا نال العيد لقب “عيد الحُرِّيَة”، إذ يُكثر القادة السياسيون في إسرائيل من استخدام استعارة تحرّر الشعب اليهودي.

عيد الفصح:

إسرائيل تحتفل بعيد الفصح اليهودي (Flash90/Edi Israel)
إسرائيل تحتفل بعيد الفصح اليهودي (Flash90/Edi Israel)

يرتبط اسم عيد الفصح بآخر “الضربات العشر” التي أنزلها الله على المصريين وأشدّها، وهي التي أقنعت فرعون في نهاية المطاف بصرف بني إسرائيل أحرارًا، وتُدعى “ضربة الأبكار”. وفق الشريعة، ضُرب في الضربة الأخيرة جميع “أبكار مصر”، أي جميع الأبكار في كلّ عائلة، بما في ذلك أسرة فرعون، وحتّى الحيوانات.

ولكن لكي يضمن اليهود “اجتياز” ملاك الله عن بيوتهم وعدم قتل أبكارهم، ذبحوا حملًا، قرّبوه لله، وأخذوا من دمه ورشّوه على قائمتَي الباب وعتبته العُليا. هكذا “عَبَرَ” [بَساح، بالعبرية] الملاك عن بيوت اليهود، مُنقذًا أبكارَهم. لهذا، يمكن فهم سبب طرد فرعون جميع اليهود من مصر بعد ضربة بهذه الشدّة.

عيد الفطير (عيد المصات):

الفطير (خبز المصة) - Orel Cohen/Flash90
الفطير (خبز المصة) – Orel Cohen/Flash90

وفق التقليد اليهوديّ، حين خرج اليهود من مصر، لم يكفِهم الوقت لتخمير الخبز، لذا خبزوا فطيرًا (خبز المصة)، في الأصل طحين وماء لم يختمِرا. إحياءً لتلك الذكرى، يُحظَر على اليهود أكل الخبز في الفصح، إذ يأكلون الخبز الفطير (وهو اليوم خبز مستوٍ وقاسٍ، مربّع غالبًا، مع ثقوب، يجري تحضيره من طحين خاصّ ومياه موجودة تكون في عُزلة وتحت مراقبة شديدة، دون أية إمكانية للاختمار).

يحرص اليهود المتديّنون كثيرًا، بحيث يستبدلون في أسبوع الفصح كلّ أواني المطبخ، بما فيها الأطباق، القدور، الملاعق، السكاكين، وكلّ ما يمسّ الطعام، بأوانٍ جديدة، تُحفَظ طيلة السنة من أجل هذا الأسبوع، دون أن يمسّها خبز مُطلقًا. ويُعتبَر حظر أكل الخبز في الفصح شديدًا جدًّا إلى درجة تشبيهه بحظر أكل الخنزير، وربّما كان أشدّ.

هذا هو أحد الأسباب التي تجعل اليهود منشغِلين بالتنظيف لأسابيع عديدة قبل العيد، من أجل التخلّص من أيّ أثر لشيء “مختمِر” (أيّ أمر مصنوع من حنطة يُحتمَل أن يكون قد اختمر، بما في ذلك الكعك، الخبز، المعجّنات، الباستا، السميد، وغيرها). والسبب الإضافيّ للتنظيف هو تجدّد البيت وتنظيفه استعدادًا للربيع.

عيد الربيع

الفصح اليهوجي هو ايضاً عيد الربيع (Flash90/Yaakov Lederman)
الفصح اليهوجي هو ايضاً عيد الربيع (Flash90/Yaakov Lederman)

ترتبط أعياد اليهود ارتباطًا وثيقًا بفصول السنة الزراعية. مثلًا، يُدعى عيد الأسابيع الذي يُحتفَل به في بداية الصيف “عيد الحصاد”، إذ يجري فيه حصاد الحنطة، فيما يُدعى عيد المظالّ، الذي يُحتفَل به في أوائل الخريف “عيد الجَمع”، إذ يجري فيه جمع محصول الحقل. لكنّ العنصر الأبرز في عيد الفصح هو الربيع. فكلّ عام، يأتي الفصح بين أواخر آذار وأواخر نيسان، فتكون الحقول في ذروة ازدهارها بعد الشتاء، فيما يكون الطقس جميلًا، والشمس لطيفة.

لذلك، يُعتبَر العيد رمزًا للتجدُّد، الازدهار، البدايات، والطهارة – جسديًّا وروحيًّا على حدٍّ سواء. ينتهز إسرائيليون كثيرون عطلة العيد للتنزُّه في البِلاد، والتمتُّع بدثار الأزهار المذهل الذي يملأ البلاد في هذا الموسم.

يعيِّدون ويأكلون

وليمة ليلة عيد الفصح "السيدير" (Flash90/Nati Shohat)
وليمة ليلة عيد الفصح “السيدير” (Flash90/Nati Shohat)

مثل أيّ عيد يهودي، ثمة أهمية كبيرة للطعام في الفصح أيضًا، ولا سيّما في ليلة التهيئة – الليلة الأولى والأكثر أهمية في العيد. في ليلة التهيئة، تجتمع كلّ العائلة في لباسٍ احتفاليّ، أحيانًا برفقة الجيران والأصدقاء، ويتلو الجميع الرواية الطقسية (الهاجاداه) – قصة خروج بني إسرائيل من مصر، نجاتهم من حُكم الموت بفضل الله، كما يروون كيف لم يتوقّف بنو إسرائيل عن رواية القصّة أبًا عن جد، ما أبقاهم موحَّدين كشعب.

خلال القراءة تُنشَد أغانٍ، تشمل أغاني ربيعية وكذلك أغاني دينية، إذ يشترك الأطفال الصغار في الغناء، يسألون أسئلة وينالون إجابات تشرح ماهيّة العيد، ويلعبون ما يشبه “الغميضة”، حيث يخبئ رأس العائلة قسمًا من رغيف الخبز الفطير المركزي الذي باركه، وعلى الأطفال إيجاده. يحظى الطفل الفائز بجائزة أو مفاجأة.

لكنّ أحد الأجزاء المركزية في الأمسية هو الوجبة طبعًا. في مركز المائدة، يكون طبق الفصح. ومنذ بداية الليلة، مع قراءة الرواية، تُؤكَل من الطبق مأكولات رمزيّة – الأعشاب المرّة، لذكرى مرارة العبودية في مصر، الذِّراع لذكرى “اليد القويّة والذراع الممدودة” التي أخرج بها الله بني إسرائيل من مصر، وطبعًا الخبز الفطير، وباقي المأكولات الرمزيّة.

لكن حين تبدأ الوجبة، يبدأ توافد ما لذّ وطاب من الأسماك، الدجاج، واللحوم. ثمّة وفرة من الطعام، دون خبز على الإطلاق طبعًا، ولكن مع الكثير من البطاطا، التي تشكّل طوال أسبوع مصدر الكربوهيدرات الأساسيّ…

ثمة مَن يحبّ كثيرًا ليلة العيد، فيما يراها آخرون منهِكة ومرهِقة (لا سيّما حين يتوجب اللقاء مع عددٍ كبير جدًّا من الأشخاص والأقرباء الأبعدين، الذين لا يعرفهم المرء ويحبّهم جميعًا). لكن في النهاية، ينتظر الجميع العيد ويحتفلون به. إذا كان لديكم صديق يهوديّ، نوصيكم بالانضمام إلى ليلة العيد وعَيش اختبارٍ فريدٍ من نوعه. عيدًا سعيدًا!

اقرأوا المزيد: 771 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور
الأسبوع في 5 صور

الأسبوع في 5 صور

حر شديد، بار رفائيلي وملابس البحر، توتر في جبل الهيكل، اليهود يحتفلون بعيد الفصح، والدروز يحتفلون بعيد النبي شعيب: هذه هي الصور التي تصدرت العناوين خلال الأسبوع

29 أبريل 2016 | 10:17

كما في كل أسبوع، يلخّص لكم طاقم هيئة تحرير موقع “المصدر” الأحداث الإعلامية الأكثر أهمية أو فضولا، بالصور:

عيد الفصح

احتفل اليهود، في هذا الأسبوع، في كل العالم بعيد الفصح، والذي يرمز إلى خروج بني إسرائيل من العبودية في مصر إلى الحرية في إسرائيل. وقد احتفل اليهود بالعيد من خلال تناول الوجبات الاحتفالية، الرحلات والطقوس الخاصة، وتوقف اليهود الإسرائيليون عن تناول الخبز العادي لمدة أسبوع، وتناولوا “مصة” (خبز خال من الخميرة).

خبز المصة (Sophie Gordon / Flash 90)
خبز المصة (Sophie Gordon / Flash 90)

توتر في الأقصى

طرأ توتر بشكل خاص هذا الأسبوع في الأقصى، ولا سيما، مع حلول عيد الفصح اليهودي والذي يصل فيه اليهود إلى باحة الأقصى. وقد بذل الأردنيون جهودا كبيرة للحفاظ على الهدوء في المدينة، ولكن رغم ذلك فقد حدثت أعمال عنف لمرة واحدة بعد أن سجد بعض اليهود وصلوا في المكان خلافا للقوانين.

أفراد الشرطة الاسرائيلية في الأقصى (Garrett Mills/Flash 90)
أفراد الشرطة الاسرائيلية في الأقصى (Garrett Mills/Flash 90)

موجة حر شديدة

سادت موجة حر شديدة بشكل خاص في هذا الأسبوع في المنطقة. وقد قدم لكم طاقم هيئة تحرير موقع “المصدر” 5 طرق للتغلب على الطقس الحار.

طرق لمواجهة الأجواء الخماسينية (Miriam Alster/Flash90)
طرق لمواجهة الأجواء الخماسينية (Miriam Alster/Flash90)

عيد النبي شعيب

احتفل أبناء الطائفة الدروز في هذا الأسبوع بعيد النبي شعيب، وزاروا مقام النبي شعيب علية السلام في شمال إسرائيل. ماذا تعرفون عن الطائفة الدرزية؟ كل ما أردتم أن تعرفوه عنها في المقالة التالية.

شيخ درزي (Flash90Yossi Aloni)
شيخ درزي (Flash90Yossi Aloni)

بار رفائيلي وملابس البحر

ثارت ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل، هذا الأسبوع، بسبب عارضة الأزياء بار رفائيلي ومجموعة ملابس البحر الجديدة من تصميمها، بعد أن كُشف، على ما يبدو، أن رفائيلي قد “سرقت” تصميم ملابس البحر من موقع المشتريات ebay على الإنترنت.

بار رفائيلي (إنستجرام)
بار رفائيلي (إنستجرام)

 

 

اقرأوا المزيد: 223 كلمة
عرض أقل
خبز المصة (Sophie Gordon / Flash 90)
خبز المصة (Sophie Gordon / Flash 90)

علاقة عرب إسرائيل بخبز المصة

من المعروف أن خبز المصة الذي يؤكل في إسرائيل خلال عيد الفصح اليهودي خاص باليهود، إلا أن العرب في إسرائيل ينتظرون ظهوره في الأسواق بفارغ الصبر

25 أبريل 2016 | 09:23

ينتشر في هذه الأيام في إسرائيل خبز المصة، واحد من رموز عيد الفصح اليهودي، وهو الخبر الذي لم يخمر وقت خروج اليهود من مصر زمن الفراعنة، وما زال اليهود يحضرونه خلال عيد الفصح لذكرى خروجهم من “العبودية إلى الحرية”- ينتشر في الأسواق الإسرائيلية عشية عيد الفصح، ليحل مكان الخبز المصنوع بالخميرة حيث يمتنع اليهود عن استهلاكه.

ومن “الأعراض الجانبية” للعيد اليهودي الأكثر شعبية في اسرائيل، الذي يحل السنة في إسرائيل مطلع شهر نيسان/ أبريل، هو كيف تتصرف الأقلية العربية خلاله؟ طبعا لا يطرأ كثير على حياتهم، إنما يتغير قليل مذاقهم. فخلال عيد الفصح تحرص المتاجر اليهودية من جهة على إخلاء الرفوف من الخبز المصنوع بالخميرة، وكذلك من المنتجات التي تصنع بالخميرة، أو ما يسميها اليهود “حاميتس”، ومن جهة أخرى تعرض تنزيلات كبيرة على البضائع.

ومن هذه الأعراض الجانبية أنه مع مرور الزمن نشأت علاقة مثيرة بين خبز المصة التي تعرض في الحوانيت والسوبر ماركات الإسرائيلية وبين العرب، الذين أصبحوا يستهلكون هذا النوع من الخبز بكثرة وتجد أن نسبة شراء المصة لدى العرب تساوي تلك لدى اليهود.

ولا يقتصر تفاعل العرب مع عيد الفصح على المصة، فكثيرون منهم يقصدون المتاجر بهدف “استغلال” التنزيلات المعروضة على البضائع في إسرائيل بأنواعها كافة.

وإن كان الفصح، الذي يبدأ بمأدبة عائلية تقليدية ويستمر أسبوعا، بالنسبة لليهود، “عيد الحرية”، فهو للعرب عيد “تغيير المذاق”. فهو فرصة بالنسبة لهم لترك رغيف الخبز العربي والصاج وغيره من أنواع الخبز المتوفرة في الدكاكين العربية، وتذوّق خبز غير عادي. يجدر الذكر أن الخبز المصنوع بالخميرة يبقى على رفوف الدكاكين عند العرب لكن بيوتهم تمتلئ بالمصة إلى جانب الرغيف.

اقرأوا المزيد: 242 كلمة
عرض أقل
إسرائيل تحتفل بعيد الفصح اليهودي (Flash90/Edi Israel)
إسرائيل تحتفل بعيد الفصح اليهودي (Flash90/Edi Israel)

عيد الربيع والحريّة: إسرائيل تحيي الفصح

منذ أسابيع، تستعدّ إسرائيل لإحياء أحد أهمّ الأعياد وأكبرها - عيد الفصح. فلمَ ينظّفون إلى هذه الدرجة، ولمَ يُمنَع تناول الخبز في العيد؟ كلّ ما أردتم أن تعرفوه عن عيد الفصح

يحلّ كلّ سنة في الربيع، ويشغل الإسرائيليين بجنون – تنظيف، مشتريات، هدايا، طعام، وهلمّ جرّا. عيد الفصح هو أحد أهمّ الأعياد وأعظمها في اليهودية وفي إسرائيل. له ما لا يقلّ عن أربعة أسماء، يمثّل كلّ منها جانبًا مختلفًا من العيد.

عيد الحُرِّيَة:

الأهرام، من بناها ؟ (AFP)
الأهرام، من بناها ؟ (AFP)

بدأت قصة الفصح كلّها قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، حين ذهب بنو إسرائيل إلى مصر، جرّاء مجاعة ضربت موطنهم، أرض كنعان. وبعد أن استعبَد فرعون، ملك مصر، بني إسرائيل سنواتٍ طويلة، أتى النبي موسى، باسم الله، طالبًا من فرعون تحرير شعبه. بعد أن أبى، أنزل الله عشر ضربات على المصريين، كانت كفيلة بإقناع فرعون بتحرير بني إسرائيل، الذين تاهوا في البرية أربعين عامًا.

هكذا أضحى عيد الفصح رمزًا للتحرّر من العبودية. وفي الواقع، يحتفل اليهود في هذا العيد، مثل أعياد أخرى، بإنقاذهم من مكيدة كادت تودي بهم. هكذا نال العيد لقب “عيد الحُرِّيَة”، إذ يُكثر القادة السياسيون في إسرائيل من استخدام استعارة تحرّر الشعب اليهودي.

عيد الفصح:

إسرائيل تحتفل بعيد الفصح اليهودي (Flash90/Edi Israel)
إسرائيل تحتفل بعيد الفصح اليهودي (Flash90/Edi Israel)

يرتبط اسم عيد الفصح بآخر “الضربات العشر” التي أنزلها الله على المصريين وأشدّها، وهي التي أقنعت فرعون في نهاية المطاف بصرف بني إسرائيل أحرارًا، وتُدعى “ضربة الأبكار”. وفق الشريعة، ضُرب في الضربة الأخيرة جميع “أبكار مصر”، أي جميع الأبكار في كلّ عائلة، بما في ذلك أسرة فرعون، وحتّى الحيوانات.

ولكن لكي يضمن اليهود “اجتياز” ملاك الله عن بيوتهم وعدم قتل أبكارهم، ذبحوا حملًا، قرّبوه لله، وأخذوا من دمه ورشّوه على قائمتَي الباب وعتبته العُليا. هكذا “عَبَرَ” [بَساح، بالعبرية] الملاك عن بيوت اليهود، مُنقذًا أبكارَهم. لهذا، يمكن فهم سبب طرد فرعون جميع اليهود من مصر بعد ضربة بهذه الشدّة.

عيد الفطير (عيد المصات):

الفطير (خبز المصة) - Orel Cohen/Flash90
الفطير (خبز المصة) – Orel Cohen/Flash90

وفق التقليد اليهوديّ، حين خرج اليهود من مصر، لم يكفِهم الوقت لتخمير الخبز، لذا خبزوا فطيرًا (خبز المصة)، في الأصل طحين وماء لم يختمِرا. إحياءً لتلك الذكرى، يُحظَر على اليهود أكل الخبز في الفصح، إذ يأكلون الخبز الفطير (وهو اليوم خبز مستوٍ وقاسٍ، مربّع غالبًا، مع ثقوب، يجري تحضيره من طحين خاصّ ومياه موجودة تكون في عُزلة وتحت مراقبة شديدة، دون أية إمكانية للاختمار).

يحرص اليهود المتديّنون كثيرًا، بحيث يستبدلون في أسبوع الفصح كلّ أواني المطبخ، بما فيها الأطباق، القدور، الملاعق، السكاكين، وكلّ ما يمسّ الطعام، بأوانٍ جديدة، تُحفَظ طيلة السنة من أجل هذا الأسبوع، دون أن يمسّها خبز مُطلقًا. ويُعتبَر حظر أكل الخبز في الفصح شديدًا جدًّا إلى درجة تشبيهه بحظر أكل الخنزير، وربّما كان أشدّ.

هذا هو أحد الأسباب التي تجعل اليهود منشغِلين بالتنظيف لأسابيع عديدة قبل العيد، من أجل التخلّص من أيّ أثر لشيء “مختمِر” (أيّ أمر مصنوع من حنطة يُحتمَل أن يكون قد اختمر، بما في ذلك الكعك، الخبز، المعجّنات، الباستا، السميد، وغيرها). والسبب الإضافيّ للتنظيف هو تجدّد البيت وتنظيفه استعدادًا للربيع.

عيد الربيع

الفصح اليهوجي هو ايضاً عيد الربيع (Flash90/Yaakov Lederman)
الفصح اليهوجي هو ايضاً عيد الربيع (Flash90/Yaakov Lederman)

ترتبط أعياد اليهود ارتباطًا وثيقًا بفصول السنة الزراعية. مثلًا، يُدعى عيد الأسابيع الذي يُحتفَل به في بداية الصيف “عيد الحصاد”، إذ يجري فيه حصاد الحنطة، فيما يُدعى عيد المظالّ، الذي يُحتفَل به في أوائل الخريف “عيد الجَمع”، إذ يجري فيه جمع محصول الحقل. لكنّ العنصر الأبرز في عيد الفصح هو الربيع. فكلّ عام، يأتي الفصح بين أواخر آذار وأواخر نيسان، فتكون الحقول في ذروة ازدهارها بعد الشتاء، فيما يكون الطقس جميلًا، والشمس لطيفة.

لذلك، يُعتبَر العيد رمزًا للتجدُّد، الازدهار، البدايات، والطهارة – جسديًّا وروحيًّا على حدٍّ سواء. ينتهز إسرائيليون كثيرون عطلة العيد للتنزُّه في البِلاد، والتمتُّع بدثار الأزهار المذهل الذي يملأ البلاد في هذا الموسم.

يعيِّدون ويأكلون

وليمة ليلة عيد الفصح "السيدير" (Flash90/Nati Shohat)
وليمة ليلة عيد الفصح “السيدير” (Flash90/Nati Shohat)

مثل أيّ عيد يهودي، ثمة أهمية كبيرة للطعام في الفصح أيضًا، ولا سيّما في ليلة التهيئة – الليلة الأولى والأكثر أهمية في العيد. في ليلة التهيئة، تجتمع كلّ العائلة في لباسٍ احتفاليّ، أحيانًا برفقة الجيران والأصدقاء، ويتلو الجميع الرواية الطقسية (الهاجاداه) – قصة خروج بني إسرائيل من مصر، نجاتهم من حُكم الموت بفضل الله، كما يروون كيف لم يتوقّف بنو إسرائيل عن رواية القصّة أبًا عن جد، ما أبقاهم موحَّدين كشعب.

خلال القراءة تُنشَد أغانٍ، تشمل أغاني ربيعية وكذلك أغاني دينية، إذ يشترك الأطفال الصغار في الغناء، يسألون أسئلة وينالون إجابات تشرح ماهيّة العيد، ويلعبون ما يشبه “الغميضة”، حيث يخبئ رأس العائلة قسمًا من رغيف الخبز الفطير المركزي الذي باركه، وعلى الأطفال إيجاده. يحظى الطفل الفائز بجائزة أو مفاجأة.

لكنّ أحد الأجزاء المركزية في الأمسية هو الوجبة طبعًا. في مركز المائدة، يكون طبق الفصح. ومنذ بداية الليلة، مع قراءة الرواية، تُؤكَل من الطبق مأكولات رمزيّة – الأعشاب المرّة، لذكرى مرارة العبودية في مصر، الذِّراع لذكرى “اليد القويّة والذراع الممدودة” التي أخرج بها الله بني إسرائيل من مصر، وطبعًا الخبز الفطير، وباقي المأكولات الرمزيّة.

لكن حين تبدأ الوجبة، يبدأ توافد ما لذّ وطاب من الأسماك، الدجاج، واللحوم. ثمّة وفرة من الطعام، دون خبز على الإطلاق طبعًا، ولكن مع الكثير من البطاطا، التي تشكّل طوال أسبوع مصدر الكربوهيدرات الأساسيّ…

ثمة مَن يحبّ كثيرًا ليلة العيد، فيما يراها آخرون منهِكة ومرهِقة (لا سيّما حين يتوجب اللقاء مع عددٍ كبير جدًّا من الأشخاص والأقرباء الأبعدين، الذين لا يعرفهم المرء ويحبّهم جميعًا). لكن في النهاية، ينتظر الجميع العيد ويحتفلون به. إذا كان لديكم صديق يهوديّ، نوصيكم بالانضمام إلى ليلة العيد وعَيش اختبارٍ فريدٍ من نوعه. عيدًا سعيدًا!

اقرأوا المزيد: 771 كلمة
عرض أقل
مصنع لخبز المصة (Roni Schutzer/Flash90)
مصنع لخبز المصة (Roni Schutzer/Flash90)

علاقة عرب إسرائيل بخبز المصة

من المعروف أن خبز المصة الذي يؤكل في إسرائيل خلال عيد الفصح اليهودي خاص باليهود، إلا أن العرب في إسرائيل ينتظرون ظهوره في الأسواق بفارغ الصبر

08 أبريل 2015 | 08:25

ينتشر قريبا في إسرائيل خبز المصة، واحد من رموز عيد الفصح اليهودي، وهو الخبر الذي لم يخمر وقت خروج اليهود من مصر زمن الفراعنة، وما زال اليهود يحضرونه خلال عيد الفصح لذكرى خروجهم من “العبودية إلى الحرية”- ينتشر في الأسواق الإسرائيلية عشية عيد الفصح، ليحل مكان الخبز المصنوع بالخميرة حيث يمتنع اليهود عن استهلاكه.

ومن “الأعراض الجانبية” للعيد اليهودي الأكثر شعبية في اسرائيل، الذي يحل السنة في إسرائيل مطلع شهر نيسان/ أبريل، هو كيف تتصرف الأقلية العربية خلاله؟ طبعا لا يطرأ كثير على حياتهم، إنما يتغير قليل مذاقهم. فخلال عيد الفصح تحرص المتاجر اليهودية من جهة على إخلاء الرفوف من الخبز المصنوع بالخميرة، وكذلك من المنتجات التي تصنع بالخميرة، أو ما يسميها اليهود “حاميتس”، ومن جهة أخرى تعرض تنزيلات كبيرة على البضائع.

ومن هذه الأعراض الجانبية أنه مع مرور الزمن نشأت علاقة مثيرة بين خبز المصة التي تعرض في الحوانيت والسوبر ماركات الإسرائيلية وبين العرب، الذين أصبحوا يستهلكون هذا النوع من الخبز بكثرة وتجد أن نسبة شراء المصة لدى العرب تساوي تلك لدى اليهود.

ولا يقتصر تفاعل العرب مع عيد الفصح على المصة، فكثيرون منهم يقصدون المتاجر بهدف “استغلال” التنزيلات المعروضة على البضائع في إسرائيل بأنواعها كافة.

وإن كان الفصح، الذي يبدأ بمأدبة عائلية تقليدية ويستمر أسبوعا، بالنسبة لليهود، “عيد الحرية”، فهو للعرب عيد “تغيير المذاق”. فهو فرصة بالنسبة لهم لترك رغيف الخبز العربي والصاج وغيره من أنواع الخبز المتوفرة في الدكاكين العربية، وتذوّق خبز غير عادي. يجدر الذكر أن الخبز المصنوع بالخميرة يبقى على رفوف الدكاكين عند العرب لكن بيوتهم تمتلئ بالمصة إلى جانب الرغيف.

اقرأوا المزيد: 241 كلمة
عرض أقل