حنان عشراوي

جون كيري. واشنطن وصفت الانتخابات ب"المهزلة" (AFP)
جون كيري. واشنطن وصفت الانتخابات ب"المهزلة" (AFP)

آمال أمريكا في تحقيق السلام بالشرق الأوسط تتحطم على أرض الواقع

هل لا يزال هناك احتمال للسلام؟

منذ لحظة استئناف محادثات السلام في الشرق الأوسط في يوليو تموز الماضي كان الأمر يبدو دوما كما لو أن وزير الخارجية جون كيري متلهف على التوصل لاتفاق أكثر من الفلسطينيين والإسرائيليين أنفسهم.

ورغم أن الخصمين العتيدين قالا مرارا إنهما يريدان التحدث لم يبد أي منهما استعدادا ولو من بعيد لتقديم تلك التنازلات التي يمكن أن تقود في النهاية للسلام.

وحين اعترضت طريق المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة عقبات كبرى هذا الأسبوع.. لم يكن ذلك بسبب القضايا الجوهرية التي أذكت الصراع القائم منذ عقود وإنما بسبب كيفية الحفاظ على المحادثات غير المثمرة وتجنب تحمل اللوم على الفشل.

وبعد أن أطلق كيري صفارة بدء أحدث مسعى للسلام بحماسته المعهودة أشار بعد ثمانية أشهر إلى أنه سيقلص دوره حال استمرار العملية وهو ما ينم عن إحباطه المتزايد في الأيام الأخيرة.

وقال خلال زيارته الجزائر أمس الخميس “في النهاية يمكنكم.. كما تعلمون جميعا يا أصدقائي.. إعطاء دفعة هنا أو دفعة هناك.. لكن يتعين على الأطراف نفسها أن تتخذ قرارات جوهرية وتقدم تنازلات. القادة يجب أن يقودوا.”

وخلال زيارته المغرب اليوم الجمعة قال “هذه ليست جهودا الى ما لا نهاية ولم تكن قط. إنه وقت العودة للواقع ونعتزم ان نقيم بدقة ماذا ستكون الخطوات القادمة.”

بدأت الأزمة الأخيرة في مطلع الأسبوع عندما لم يف الإسرائيليون بتعهد بالإفراج عن دفعة تضم 26 سجينا فلسطينيا قائلين إنهم يحتاجون أولا لضمانات بمواصلة المحادثات لما بعد انقضاء المهلة المحددة لها في نهاية أبريل نيسان.

كان كيري قد زار المنطقة أكثر من عشر مرات خلال ما يزيد عن العام بقليل. وفي المرة الأخيرة ترك كل مهامه وطار لليلة واحدة إلى القدس لمحاولة إيجاد سبيل لبلوغ الهدف الصعب المتمثل في قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.

وفي اليوم التالي ووسط توقعات بقرب التوصل لاتفاق ثلاثي الأطراف فوجيء كيري وإسرائيل بتوقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلبات للانضمام الى 15 اتفاقية دولية في مراسم نقلتها شاشات التلفزيون على الهواء مباشرة.

ورغم أن أيا من هذه الاتفاقيات لا يمثل تهديدا مباشرا لإسرائيل كانت الخطوة تشير بوضوح إلى استعداد عباس لإدخال الفلسطينيين في ساحة المنظمات العالمية التي يمكنهم من خلالها مضايقة إسرائيل إذا لزم الأمر.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (Issam RImawi/FLASH90)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (Issam RImawi/FLASH90)

* هوة آخذة في الاتساع

وألغى كيري رحلة العودة للمنطقة التي كان يعتزم القيام بها يوم الأربعاء وقال للصحفيين في مؤتمر صحفي لاحق إن الوساطة الأمريكية “جيدة مادام استعداد الزعماء لتقديم تنازلات فعلية جيدا.”

وقال مسؤول أمريكي إن خطوة عباس المفاجئة نجحت بالفعل في إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى المحادثات المباشرة لأول مرة منذ نوفمبر تشرين الثاني وإن كان في جلسة عاصفة حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.

ويتبادل الطرفان منذ البداية الاتهامات بعدم أخذ العملية بجدية.

وقالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “لسنا هنا لنلعب.. فهذه مسألة تتعلق ببقائنا.”

وأضافت قائلة لرويترز “على مر التاريخ لن يجدوا شخصا بمرونة واستعداد الرئيس أبو مازن لإنجاح مهمة كيري” مستخدمة كنية عباس.

لكن وزيرا إسرائيليا رأى الأمر من منظور مختلف تماما.

وقال الوزير الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية المسألة “إنني لأنظر إلى الطريقة التي يتصرف بها الفلسطينيون وأسأل نفسي هل يريدون دولة حقا.”

وتابع قائلا “ما يقولونه هو: إذا لم نحصل على 100 في المئة مما نريده فلا نريد شيئا على الإطلاق. ونحن كحكومة إسرائيلية يمينية نعرض 90 في المئة مما يريدونه. ولو كانوا يسعون لدولة حقا لقالوا نعم.”

ويقول الفلسطينيون إنهم قدموا تنازلا كبيرا بالفغل عام 1993 عندما وافقوا على قيام دولتهم على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 والتي تمثل 22 في المئة فقط من فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

وفي الشهر الماضي قال ياكوف أميدرور الذي عمل مستشارا للأمن القومي في حكومة بنيامين نتنياهو حتى نوفمبر تشرين الثاني الماضي إن العالم لم يدرك حجم التنازلات التي تبدي إسرائيل استعدادا لتقديمها.

ورغم أنه أدان الفلسطينيين لعدم تقديمهم “تنازلا واحدا” قال إنه يتفهم المأزق الذي هم فيه.

نتنياهو أمام الجمغية العامة (GPO)
نتنياهو أمام الجمغية العامة (GPO)

* كراهية

أقر كيري علانية بانعدام الثقة بل وبالكراهية المتبادلة بين الجانبين. وفي أوج تفاؤله بالتغلب على العقبات الأخيرة اقترح مكتبه أن تفرج الولايات المتحدة عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد مقابل تقديم تنازلات من جانب إسرائيل.

وكان هذا سيمثل نصرا لنتنياهو الذي طالما ناصر قضية بولارد. لكن إطلاق سراح بولارد لم يكن لييسر السبيل أمام اتفاق سلام كامل أو يعالج أي قضية ذات صلة.

وقال كيري “الشجار الحالي .. الخلاف .. ليس على القضية الجوهرية المتمثلة في اتفاق الوضع النهائي بل على العملية التي تقود إليها.”

ويزن كل من الخصمين أفعاله وتصريحاته بحرص كيلا يلقى عليه باللائمة في الفشل الذي سيلحق ضررا أكبر بسجل السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة.

ولا يزال أمام الطرفين مهلة حتى 29 أبريل نيسان لتجاوز خلافهما الأخير والتوصل لاتفاق حول كيفية دفع العملية قدما وهو أمر لايزال مسؤولون من الجانبين يرونه ممكنا.

ويساعد هذا في تحقيق هدف نتنياهو المتمثل في إبقاء الوضع على ما هو عليه وهو ما توفره المحادثات. أما عباس فيريد ضمان استمرار المعونات الأمريكية وستتحسن صورته داخليا إن أمكنه نيل الإفراج عن عدد آخر من السجناء.

لكن لا الشعب الفلسطيني ولا الإسرائيلي يعتقد فيما يبدو أن المفاوضات ستفضي إلى شيء وتتعالى الأصوات التي تطالب كيري بأن يسدل الستار.

ونشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليومية ذات التوجه اليساري عنوانا على صفحتها الأولى أمس الخميس يقول “ارجع بلدك يا سيد كيري .. ارجع بلدك.”

“الخروج الأمريكي من عملية السلام هو فقط الذي يمكن أن يحدث العلاج بالصدمة الذي يحتاجه الإسرائيليون والفلسطينيون.”

عباس ونتنياهو في لقائهما عام 2010 (AFP)
عباس ونتنياهو في لقائهما عام 2010 (AFP)
اقرأوا المزيد: 790 كلمة
عرض أقل
حنان عشراوي، مسؤولة في منظمة التحرير الفلسطينية (Flash90/Miriam Alster)
حنان عشراوي، مسؤولة في منظمة التحرير الفلسطينية (Flash90/Miriam Alster)

القيادة الفلسطينية ترفض أي اتفاق مرحلي بعد تصريحات أوباما

أوباما: من الممكن التوصل خلال الاشهر المقبلة لإطار عمل بشان عملية السلام، لكنه لن يعالج كل التفاصيل

رفضت منظمة التحرير الفلسطينية اليوم الاحد اي اتفاقات مؤقتة مع اسرائيل بعد يوم من حديث الرئيس الامريكي باراك اوباما عن امكانية الوصول الى حل مرحلي بين الفلسطينيين واسرائيل.

وقالت المنظمة في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لانطلاق الانتفاضة “في هذه المناسبة يعيد الشعب الفلسطيني رفضه لاي صورة كانت من محاولات الانتقاص من حقه في دولة كاملة السيادة على مائها وترابها وحدودها وعاصمتها القدس.”

واضافت “كما لا يمكنه القبول بعد قوافل الشهداء والجرحى والاسرى باي محاولات متذاكية لتقويض اهدافه عبر مخاتلات سياسية مكشوفة كاتفاقيات مؤقتة او ترتيبات ناقصة لا تفعل سوى تشريع الاحتلال وخنق الاستقلال والسيادة.”

واستأنف المسؤولون الاسرائيليون والفلسطينيون محادثات السلام بوساطة امريكية في 29 يوليو تموز بعد توقف استمر نحو ثلاث سنوات.

وقال اوباما في منتدى بمعهد بروكنجز في واشنطن أمس “اعتقد ان من الممكن خلال الاشهر المقبلة التوصل لاطار عمل لا يعالج كل التفاصيل ولكن يجعلنا نصل لنقطة يدرك فيها الجميع ان التحرك للامام افضل من الرجوع للخلف.”

واوضح اوباما في تصريحاته انه اذا تم التوصل لاتفاق اطار العام المقبل فانه سيظل هناك عمل كثير يتعين القيام به.

وقال اوباما ان الخطوط العريضة لاتفاقية سلام محتملة واضحة وترك الباب مفتوحا امام التوصل لاتفاقية تستبعد قطاع غزة الذي تحكمه الان حركة حماس المعارضة لتحركات السلام التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال اوباما “اذا كان هناك نموذج يتطلع اليه الشبان الفلسطينيون في غزة ويرون ان الفلسطينيين في الضفة الغربية يستطيعون الحياة بكرامة .. فان هذا شيء يريده شبان غزة.”

وقال بيان منظمة التحرير “ان الشعب الفلسطيني وقيادته …لا يمكن ان يقبل مقترحات ومشاريع من النوع الذي يطرح اليوم لتكريس الاحتلال وتشريع تمزيق وحدة الارض الفلسطينية وسلخ الاغوار والقدس عاصمة دولة فلسطين.”

واضاف البيان ان القيادة ترفض كذلك “ما يسمى الكتل الاستيطانية وان تظل سماؤه وحدوده ومعابره تحت سيطرة الغزاة المحتلين وكل ذلك تحت اسم حل انتقالي او اتفاق مبادئ علاوة على الغاء حقوق اللاجئين من شعبنا وتشريع الاحتلال تحت عنوان يهودية الدولة.”

وقالت حنان عشرواي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في مقابلة مع اذاعة صوت فلسطين اليوم ان اسرائيل تريد السيطرة على الاجواء وعلى المياه الاقليمية بمعنى انها تريد اعادة ترتيب الاحتلال برضاء الفلسطينيين.

ورفضت عشرواي اي محاولة للتوصل الى اتفاق اطار وقالت “نحن لسنا بحاجة الى اتفاق جديد نحن بحاجة الى تنفيذ اتفاق شامل يعني انسحاب اسرائيل من حدود عام 67 وانهاء الاحتلال.”

واضافت “اما اذا دخلنا في عملية صياغة اتفاق اطار اخر هذا يعني اننا دخلنا متاهة المفاهيم مرة اخرى ومن ثم نعود الى التفاوض حول التفاصيل والتطبيقات.”

ووصف حسن عصفور الوزير الفلسطيني السابق ما طرحه اوباما “بالمؤامرة الجديدة على الشعب الفلسطيني.”

وقال في مقال له اليوم “رؤية اوباما الجديدة هي ام الكبائر هي الثمن الذي يريد تقديمه كهدية لدولة الكيان الاسرائيلي ثمنا للمساومات الدولية مستغلا ضعف القيادة الفلسطينية وانصياعها للرغبات الامريكية دون حد ادنى من الرفض او الممانعة.”

واضاف “ما اعلنه الرئيس الامريكي من البدء بدولة محدودة الصلاحيات والمساحات في الضفة في ظل هيمنة احتلالية مبتكرة وبلا اي منفذ خارجي يشكل ناقوس خطر سياسي يستحق الاستنفار الوطني العام.”

وقالت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية اليوم ان الرئيس عباس التقى في مكتبه برام الله مع القنصل الامريكي العام في القدس .

وقالت الوكالة دون ان تشير الى ما جاء في تصريحات اوباما انه “جرى خلال اللقاء متابعة ما تم خلال زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاخيرة الى المنطقة.”

ويواجه عباس ضغطا من الفصائل الفلسطينية لوقف المفاوضات التي اتفق مع الجانب الامريكي على ان تستمر ما بين 6 و 9 اشهر وضرورة التوجه للانضمام الى المؤسسات الدولية التي يتيحها انضمام فلسطين الى الامم المتحدة بصفة دولة غير عضو منذ عام.

اقرأوا المزيد: 546 كلمة
عرض أقل
التوقيع على اتفاقات أوسلو في واشنطن 1993 (AFP)
التوقيع على اتفاقات أوسلو في واشنطن 1993 (AFP)

مسؤولو منظمة التحرير عن أوسلو: “تسرّعنا، تبقت ثغرات كثيرة استُغلّت بشكلٍ سيّء”

يعترف مهندسو اتّفاق أوسلو الذين أداروا لقاءات المفاوضات مع الإسرائيليين في مقابلات مع الإعلام الإسرائيلي: "ياسر عرفات كان الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي يستطيع التوقيع على اتفاق وكسب الرأي العام الفلسطيني"

إثر مرور 20 سنة على اتّفاقات أوسلو، جرت مقابلة عدد من المسؤولين الفلسطينيين في الإعلام الإسرائيلي، وأقرّ معظمهم بفشل أوسلو.

فقد اعترفت حنان عشراوي، مسؤولة في منظمة التحرير إبّان المحادثات السرية بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل التوقيع على اتفاقات أوسلو في حديقة البيت الأبيض الجنوبية، في مقابلة مع الإعلام الإسرائيلي أنّ أكثر ما أزعجها هو الاتّفاق نفسه، قائلةً: “أرانا أبو مازن إذّاك مسوّدة الاتفاق بين الوفود الإسرائيلية والفلسطينية. نظرتُ إلى المسوّدة، وأذكر أنني حذرتُ من أن الاتّفاق يمكن أن يؤدي إلى كارثة كبرى. سألتُ أبا مازن لمَ لا يمكننا العمل عليها أكثر. ماذا يمكن فعله للتغيير؟ أخبرني أبو مازن أنه لا يمكن تغيير أي شيء، لأنّ عرفات وقّع على الاتفاق بالأحرف الأولى. بدا الأمرُ غريبًا بالنسبة لي. كيف يمكن التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق دون مناقشته في منظمة التحرير؟ كان الرد الفوري لأبي مازن أنّ هذا هو أفضل ما يمكن الحصول عليه من الإسرائيليين، وأنّ الأكثر أهمية هو عودة القيادة الفلسطينية إلى أرض الوطن. أوضح لي أبو مازن كم كان مهمًّا لعرفات أن يعود إلى الوطن”.

حنان عشراوي، مسؤولة في منظمة التحرير الفلسطينية (Flash90/Miriam Alster)
حنان عشراوي، مسؤولة في منظمة التحرير الفلسطينية (Flash90/Miriam Alster)

وأضافت عشراوي أنه دون عرفات، ما كان يمكن للاتفاق أن يتمّ. “لم نكن لنوقّع على معاهدة مع الإسرائيليين دون عرفات. رأيتُ التغيير الذي حدث لدى عرفات. من قائد ثورة شعبية إلى رجل سلام. كان الزعيمَ الفلسطيني الوحيد القادر على اتّخاذ قرارات صعبة. كان الزعيمَ الوحيد الذي يستطيع كسب الرأي العام الفلسطيني إلى جانبه، ونقله إلى طريق السلام”.

ووجّه أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، الشريك الأساسي لعرفات في أوسلو، إصبع الاتهام لكلا الجانبَين، وادّعى أنّ المفاوِضين تسرّعوا: “على الأرجح، تسرّعنا. كانت هذه عملية مشبعة بفرط ثقة. لو منحنا العملية مزيدًا من الوقت لسدّ كل الثغرات، بحيث لا يتمكّن أي زعيم فلسطيني أو إسرائيلي أو أية قيادة مستقبلية أخرى من استغلال الثغرات في الاتفاق لإبطاله، كنّا سننجح أكثر. أعلم أننا تسرّعنا. كان علينا منح العملية وقتًا أطول، ليس سنواتٍ بالضرورة، بل بضعة أشهر إضافية لسدّ جميع الثغرات”.

أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه (Flash90/Issam Rimawi)
أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه (Flash90/Issam Rimawi)

وشدّد عبد ربه هو الآخر على الدور الهام الذي لعبه عرفات في العملية: “ما كان أوسلو ممكنًا دون عرفات. كان عرفات الرجل الذي، في لحظات حاسمة جدًّا في المفاوضات، لحظات تردد فيها الكثير من القياديين الفلسطينيين، خلع القفاز وقاد السفينة. دونه، ما كان يمكننا التقدم خطوةً واحدة إلى الأمام، أو حتى سنتيمترًا واحدًا”.

وأوجز عبد ربه، وهو من لاجئي مدينة يافا عام 1948، في المقابلة أنّ أهمية أوسلو تكمن، من جهته، في الحقائق التي كرّستها على الأرض. “نحن، الفلسطينيين، واقع موجود. لا يمكن التغاضي عنّا. الهدف الأساسي للعملية، بنظري، هو بدء آلام مخاض استقلالنا كفلسطينيين. قبل ذلك، كان كل شيء حلمًا، مجردَ نظرية. أمّا الآن، فنقترب أكثر فأكثر من استقلالنا”.

أحمد قريع (أبو العلاء- يمين) ويوسي بيلين (شمال) نائب وزير الخارجية السابق (Flash 90)
أحمد قريع (أبو العلاء- يمين) ويوسي بيلين (شمال) نائب وزير الخارجية السابق (Flash 90)

أمّا أحمد قريع (أبو العلاء)، الذي كان شريكًا في العملية التاريخية، بفعل منصبه القيادي في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد كان متفائلًا: “أوسلو هو اتفاق مرحلي جيّد. وأشدّد على أنه اتفاق مرحلي صالح لخمس سنوات فقط. ما كان يمكن أن يكون اتّفاقًا نهائيًّا. لم يكن من الخطأ التوقيع على الاتّفاق، حسب رأيي. إذا كان ثمّة من يدّعي أنّ أوسلو مات، فيجب بالتالي دفنه وإنتاج اتّفاق جديد بناءً على أوسلو. للأسف، ما زال تقسيم الأراضي إلى مناطق A، مناطق B، ومناطق C قائمًا، وليت بالإمكان دفنَ هذا التقسيم، وإنتاج أراضٍ متصلة قابلة للحياة في إطار اتّفاق جديد. لا خيارَ بديلًا في الوقت الحالي. فالاتفاق الذي يعمل الجانبان على أساسه هو أوسلو”.

اقرأوا المزيد: 520 كلمة
عرض أقل