الرئيس السوري في السابق، حافظ الأسد، وشقيقه، رفعت الأسد، قائد الحملة العسكرية التي شنها النظام على مدينة حماة عام 1982 (ويكيبيديا)
الرئيس السوري في السابق، حافظ الأسد، وشقيقه، رفعت الأسد، قائد الحملة العسكرية التي شنها النظام على مدينة حماة عام 1982 (ويكيبيديا)

5 حقائق منسية عن مجزرة حماة 1982

انتهج نظام حافظ الأسد سياسة التعتيم حيال المجزرة التي نفذها جيشه في مدينة حماة عام 1982 لكسر معارضة الإخوان المسلمين، حتى أن أجيالا عربية كثيرة نشأت دون العلم بوقوع مجزرة نفذها نظام عربي ضد شعبه بأقسى الوسائل

02 فبراير 2016 | 17:50

في مثل هذا اليوم قبل 34 سنة، قام الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، بإطلاق حملة عسكرية ضمت القوات النظامية والقوات الخاصة، لقمع معارضة الإخوان المسلمين في مدنية حماة – الواقعة على بعد نحو 200 كلم شمال العاصمة دمشق- مؤديا إلى دمار شامل في المدينة بقصف مدفعي عنيف، وإلى وقوع آلاف القتلى من سكان المدينة. وكم تُذكر تلك المجزرة التي قام النظام السوري بالتعتيم عليها بما يجري اليوم في سوريا. اقرأوا 5 وقائع منسية عن المجزرة الأكثر دموية في سوريا قبل اندلاع ثورة 2011.

استمرت الحملة العسكرية التي قادها شقيق حافظ الأسد، رفعت الأسد، وانطلقت يوم 3 فبراير الساعة الثانية صباحا، لمدة 27 يوما، تم خلالها تطويق المدينة، وتجويع سكانها، وقصف البلدة القديمة فيها، وتدمير معالمها حتى المساجد والكنائس. ماذا بعد؟

2. نشأت معارضة الإخوان المسلمين لحزب البعث وقائده في سوريا، حافظ الأسد، منذ أن استولى الحزب على مقاليد الحكم في سوريا. وأدى تضارب الأيديولوجيات التي يحملها الطرفين – الحزب البعثي رفع شعار العلمانية والوطنية بينما الإخوان المسلمين تمسكوا بالدين ورفضوا الفكر الوطني- إلى اشتباكات سبقت أحداث حماة 1982. وكان أول اشتباك بين الطرفين عام 1964 في أعقاب ثورة رمضان (1963) التي أتت بحزب البعث في العراق، فقد شهدت حماة اشتباكات بين الإخوان ونظام الأسد.

3. سبقت مجزرة حماة عام 1982، محاولة خطيرة لاغتيال الرئيس حافظ الأسد، كانت يوم 26 يونيو/ حزيران 1980، خلال مراسم استقبال رئيس دولة مالي. وكادت هذه المحاولة تنجح لولا أخطأ منفذ العملية الهدف. ومن المعلومات المتداولة حول هذه المحاولة أن الرئيس الأسد استطاع أن يركل قنبلة يدوية بعيدا عنه، وحارسه المقرب تمكن من إنقاذ الرئيس من انفجار قنبلة أخرى. وجاء رد الرئيس الأسد على هذه المحاولة سريعا، ودون رحمة، حيث قام بإعدام ما يقارب 1200 عنصر إسلامي (وفق تقارير أجنبية) كانوا يقبعون في سجن تدمر.

4. ما زال عدد ضحايا الحملة العسكرية التي شنها الجيش السوري بقيادة رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد، محط خلاف، إذ تتراوح التقديرات بين 7 آلاف إلى 40 ألفا قتيلا. ويتعلق الأمر بالجهة التي تستند إليها. وتحدث الإعلامي البريطاني الشهير، روبرت فيسك، الذي وصل إلى المدينة بعد وقت قصير من وقوع المجزرة، عن 20 ألف قتيل. ونقل الإعلامي الأمريكي الشهير، توماس فريدمان، عن رفعت الأسد بأنه تباهى بقتل 38 ألفا. وعدا عن أعداد القتلى، كتب الإعلامي السوري صبحي الحديدي، بعد 20 عاما على المجزرة، أن عدد المفقودين وصل إلى 15 ألفا، وعدد النازحين بلغ 100 ألف.

الدمار في سوريا جراء الحرب الأهلية يذكر بمجزرة حماة 1982 (AFP)
الدمار في سوريا جراء الحرب الأهلية يذكر بمجزرة حماة 1982 (AFP)

5. شكلت مجزرة حماة محطة حاسمة في تاريخ سوريا، فقد استطاع الأسد كسر حركة الإخوان المسلمين ورموزها في سوريا، وقوّت لديه العقلية القمعية، إذ أصبح الأسد يعتمد على القوة العنيفة في حكمه بدل اللجوء إلى المراوغات السياسية. ومن ناحية المعارضة الإسلامية في سوريا، أصبح الإخوان المسلمون ينشطون خارج سوريا، بعدما فشلوا في استقطاب باقي المناطق السورية للانضمام إلى الثورة ضد الأسد. وأدت المجزرة إلى انقسام وتشرذم في صفوف المعارضة. وقد فرض نظام الأسد رقابة قوية على التقارير الإعلامية حول مجزرة حماة، إذ كان إعلام النظام يتحدث عن المجزرة بأنها “أحداث”. ومن نتائج هذا التعتيم أن أجيالا كثيرة من الشباب العربي نشأت دون العلم بوقوع المجزرة.

لا يمكن ذكر مجزرة حماة 1982 دون النظر إلى الحالة السورية الراهنة، والثورة التي انطلقت عام 2011 في سياق الثورات العربية في المنطقة، أو ما يطلق عليه “الربيع العربي”، ومن ثم انفصالها عن مسار الثورة وتحوّلها إلى حرب أهلية. فوجوه التشابه بين الحالتين كثيرة، وأبرزها أن نظام الأسد الابن، لجأ إلى وسائل أبيه، وقمع الثوار السوريين في بداية انطلاقاتها، حتى دخول العناصر الإسلامية المسلحة إلى الصورة، وتحول الثورة إلى حرب أهلية. واليوم يمكن القول إن حافظ الأسد لم يكسر الفكر المعارض لحزب “البعث” وحكمه الشمولي، وإن مجزرة حماة فقط دفنت المعارضة لوقت طويل لا أكثر.

اقرأوا المزيد: 568 كلمة
عرض أقل
داعش تعدم امرأةً رجمًا بالحجارة
داعش تعدم امرأةً رجمًا بالحجارة

توثيق مروع: داعش تعدم امرأةً رجمًا بالحجارة

الفيديو من منطقة مدينة حماة ويظهر فيه أفراد تنظيم داعش وهم يطبقون حد الرجم على امرأة بتهمة الزنى، بعد رفض والدها أن يغفر لها فعلتها

21 أكتوبر 2014 | 15:27

لم تنفع التوسلات وطلبات الصفح عنها أبدًا: فيديو جديد مروع تم تصويره في مدينة حماة في سوريا وفيه تظهر امرأة أُدينت بارتكاب الزنى من قِبل مسلحي الدولة الإسلامية.

هذا توثيق نادر لعملية تطبيق حد الرجم بالحجارة  حتى الموت الذي يُطبقه مسلحو تنظيم داعش ضد من تثبت عليهن تهمة الزنى. يُظهر الفيديو إجراءات المحاكمة التي يقوم بها أحد أفراد التنظيم حيث يظهر وهو يحاول أن يصالحها مع والدها. تم توثيق المرأة المتهمة والمسلحين الذين يحيطون بالوالد ويطلبون منه أن يصفح عن ابنته عما اقترفته من ذنب ولكن، دون جدوى. من بين العبارات التي قالها الأب هو إنه ليس مستعدًا أن يسمع أبنته تناديه “أبوي”.

بعد أن رفض الأب الصفح عن ابنته التي توسلت إليه مرارًا أن يسامحها قائلة: “سامحني”، تم وضع المرأة في حفرة وتم رجمها حتى الموت. الأمر المروع هو أن والد المرأة التي تم رجمها هو أحد الذين قاموا بعملية الرجم وكان يبدو مصممًا على تنفيذ تلك العقوبة أكثر من كل المحيطين به.

المرأة التي تم رجمها حتى الموت، حسب أقوال المتحدث في الفيديو، هي أول امرأة يتم تطبيق قانون الزنى الشرعي بحقها في المنطقة، ولهذا، كما يقول المتحدث، يجب أن تكون عبرة للجميع. طالب كل الرجال المسلمين المتزوجين من خلال الفيديو، قبل أن يعلن بدء عملية الرجم، أخذ العبرة منه وألا يتركوا زوجاتهم لئلا تغويهن ملذات الحياة.

تشهد الردود التي نُشرت حول هذا الفيديو عاصفة من النقاشات حول العلاقة بين تعاليم الإسلام وبين ما يحدث في الفيديو، وهناك توافق بين معظم المعلقين على أن العقوبة التي تظهر في الفيديو مرفوضة تمامًا من أساسها.

http://youtu.be/-tgLdAyRiMI

اقرأوا المزيد: 241 كلمة
عرض أقل
بشار الأسد وشقيقه ماهر في جنازة الأب حافظ عام 2000 (AFP)
بشار الأسد وشقيقه ماهر في جنازة الأب حافظ عام 2000 (AFP)

ابن العائلة الأكثر دموية في الشرق الأوسط

ولد بشار الأسد داخل سلاسة من القتل، القمع والاغتيالات، ولم تنجح إقامته في لندن من أجل الدراسة في إنقاذه من مصيره: أن يقود آلة القتل عند عائلة الأسد حتى النهاية. بشار الأسد، ملف تعريف نفسي

18 يناير 2014 | 09:22

في عام 2000، وهو العام الذي تولى فيه بشار الأسد مقاليد الحكم بعد وفاة أبيه، تلقّت العائلة الحاكمة في سوريا هزّة داخلية قوية؛ فخلال حفل عشاء، نشأ جدال حادّ بين الشقيق الأصغر ماهر، وبين صهرهم آصف شوكت المتزوج من أختهم الكبيرة بشرى. ومن شدّة الغضب سحب ماهر فجأة مسدّسه وأطلق النار على بطن صهره.

تلقّى مواطنو سوريا دليلا آخر على ما شعروا به منذ وقت طويل؛ هناك شيء غير اعتيادي في عائلة الأسد، وهذا ليس مجرّد علاقات عدائية داخل العائلة. هناك سلوك عنيف، جامح، حيوانيّ، وحشيّ. بل وبين أبناء العائلة أنفسهم.

صاحبت هذه الوحشية قصة حياة بشار الأسد والسوريين منذ أكثر من 40 عامًا، حين سيطرت العائلة العلوية من القرداحة في الساحل السوري قرب اللاذقية على الدولة.

تمثال للأب حافظ الأسد في دمشق (AFP)
تمثال للأب حافظ الأسد في دمشق (AFP)

أقام الأسد الأب، الذي كان قائد السلاح الجوّي السوري ووزير الدفاع، نظامًا إرهابيًا في الدولة بعد أن أقصى مساعده الأكبر في بداية سنوات السبعينات، ووضع قواعد حديدية أورثها أيضًا لمن جاء بعده.

“تعيش عائلة الأسد منذ بدايتها، بسبب جذورها العلوية، بشعور عميق من المطاردة”، يقول خبير في الشؤون السورية. ” من المثير أن نرى كيف حتى حين يستخدمون القوة بشكل وحشي، في حالات عديدة ضد أبرياء، لا يزالون بوعيهم هم الضحية”.

كان عمر بشار الأسد 8 سنوات في حرب أكتوبر/ تشرين الأول. وهو الحدث الذي صمم من دون شكّ إدراكه للسياسة الإقليمية. فقد تعلّم أنه من أجل الهروب من المشاكل الداخلية يمكن دومًا اتهام إسرائيل. فهو يضع كل عام إكليلا من الزهور على النصب التذكاري للجنديّ المجهول في ذكرى الحرب التي اندلعت في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، ويشيد بـ “الانتصار السوري الرائع الذي أحرز الفخر والكرامة القومية العربية”. حتى بعد أن بدأت أعمال العصيان في بلاده، وتخلّت الجامعة العربية عنه، كان لا زال يستخدم البلاغة القديمة للتحدث عن الطموحات والكرامة الوطنية اللتين ليستا قائمتين حاليًا.

لكنّ ثمة حدثا آخر أكثر صلة بالأحداث الراهنة في سوريا وهو مجزرة حماة، لأنها صممت وعيَ بشار الأسد إزاء كيفية التعامل مع المجتمع المتمرّد. جرت المجزرة في سوريا في 2 فبراير/ شباط عام 1982، وذلك حين هاجم الجيش السوري و”كتائب الدفاع” بأوامر من الرئيس السوري حافظ الأسد وبقيادة أخيه الشاب رفعت الأسد مدينة حماة، وتم قتل آلاف المواطنين السوريين السُنة، من أجل منع محاولة حدوث انقلاب ضدّه.

وقدّرت منظمة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية أنّ عدد القتلى في المجزرة يتراوح بين 10,000 إلى 25,000 شخص، ولكن منظمة حقوق الإنسان السورية قدّرت أنه كان عدد القتلى في المجزرة نحو 40,000 شخص. تم تدمير معظم أحياء مدينة حماة، وترك البلاد نحو مليون سوري.

ترك هذا الحدث انطباعًا كبيرًا لدى الابن بشار، ورسّخ في نفسه الدافع لقمع كل محاولة انقلاب أو مظاهرة بيد من حديد، حتى لو كان ثمن ذلك هو تحوّل الصراع المسلّح في بلاده إلى حرب أهلية وإلى المأساة الإنسانية الأكبر في القرن الحالي.

“لا يجب أن يتعجب من تابع كيف كان أبوه يذبح عشرات الآلاف من السنة في حماة، من الذبح بوسائل أخرى – السلاح الكيميائي، في ضواحي دمشق. هذا هو عالم المفاهيم ذاته، الذي نحن على حق فيه، وعلينا استخدام كافة الوسائل ضد من يتحدانا”، يقول الخبير، ويضيف : “يعمل أسد من منطلق أنه يجري الحديث عن حرب لا بد منها، فإذا خسرها ستكون تلك نهايته الجسدية ونهاية عائلته، ولكن أهم من ذلك، المستقبل المفزع الذي سينتظر الطائفة العلوية. سيكون هذا الفشل مسجلًا على اسمه”.

بشار الأسد (AFP)
بشار الأسد (AFP)

في الحقيقة، أراد الأسد الهروب من مصيره ولكن كلّ شيء تغيّر في 21 كانون الثاني عام 1994، حين كان شقيقه باسل الأسد يقود السيارة بسرعة على الرغم من الضباب، متوجهًا إلى مطار دمشق، واصطدم بدوار وتوفي على الفور.

كان من المفترض أن يكون “الشهيد” الأسد وريث أبيه، وقد تام تأهيله لهذا المنصب طوال حياته، لكونه الابن البكر. أخوه الصغير، بشار، الذي كان منطوٍ أكثر منه، كان ملائمًا جدًا لحياته المخططة: حياة طبيب عيون مريحة في لندن. لقد حمل باسل البكر، على ما يبدو، كل الحضور والقدرة على القيادة التي لا تشتهر بها عائلة الأسد بكل الأحوال، ولم يكن بشار الصغير على رادار للعالم. كان عديم الأهمية إلى هذه الدرجة.

بعد حادث السيارة فورًا، حيث كان من المفهوم ضمنًا أن بشار هو الوريث الجديد، بدأت أجهزة الاستخبارات بجمع المعلومات بشكل مكثف حول من سيكون لاحقًا إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط.

يكمن الإثبات على أن العالم لم يعرف أي شيء تقريبًا عن أسد الصغير في أنه مع المصادقة على تعيينه كرئيس في استفتاء شعبي (بأغلبية 97%، كالمعتاد)، عرضت التعيين معظم التقارير في الغرب كـ “فجر يوم جديد”. لقد تابع الغرب بأمل، وكذلك قوى ليبرالية في الشرق الأوسط، التفاصيل المعروفة حول حاكم سوريا الجديد: انفعلوا من الحقيقة أنه بخلاف أبيه الذي يعتبر من الطراز القديم، تلقى بشار الأسد ثقافته الرسمية في الغرب، أنه يتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة وهو يقضي الكثير من الوقت على الإنترنت.

ولكن ما فشل الغرب في فهمه هو أن الإنجليزية السلسة، الزوجة المتابعة للموضة، والدكتوراه من جامعة إنجليزية، لا تضمن الالتزام بالديمقراطية، القيم الليبرالية أو حقوق الإنسان.

على الرغم من المحاولات لتدفئة العلاقات مع الولايات المتحدة والوصول إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل، لم يترك تحالفه مع إيران وحزب الله ومحاولاته في بناء مفاعل نووي أي مكان للشك: يستتر تحت الخطابات الطويلة والبلاغة الملتوية شخص متطرف جدًا.

ويواجه الأسد اليوم قرارات صعبة بخصوص مستقبل العائلة ومستقبل نظامه في سوريا حيث دخلت الحرب الأهلية في سوريا إلى عامها الرابع. ولكن يمكن التوقّع أن قراراته لن تخرج عمّا هو مألوف ومقبول في عائلة الأسد؛ العائلة الحاكمة الأكثر دموية من بين الحكومات التي قامت في الشرق الأوسط. وستبقى سياسية الأسد مزدوجة وهي يد من حديد وقمع داخلي، وابتسامات وأخلاق في الخارج.

وفيّة لزوجها وعائلتها

من كان يظنّ أن زوجة بشّار، أسماء الأسد، ستلطف من توجه زوجها أو تحاول التأثير على عالمه الداخلي، فهو مخطئ تمامًا. فقد تحوّلت لتكون أداة لتحسين صورة نظام الحكم. تلك التي كانت تسمّى “المرأة الأكثر أناقة في السياسة العالمية”، و”البريطانية المغرية التي تسترد سوريا من التجمّد”، ظهرت بصورة امرأة منافقة ومستعدية لشعبها.

أسماء الأسد وبشار الأسد (AFP)
أسماء الأسد وبشار الأسد (AFP)

أسماء، المولودة في لندن لعائلة سنية غير تقليدية وثرية، ودرست في مؤسسات مرموقة وكانت خبرتها في العمل تشتمل على العمل في بنوك في لندن ونيويورك، جسّدت وجه الكوزموبوليتانية المتجدّدة لسوريا. وقد سحرت قيمُها الليبرالية المستنيرة التي انعكست في شخصيّتها كل من كان حولها.

وكان الغرب مباركا لمشاركة أسماء نخبة من نساء زعماء الدول العربية اللواتي أظهرنَ وجهًا جديدًا لشخصية السيّدة الأولى. نساء يمثّلن رمزًا للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في دولهنّ بل ويقدنَ ذلك بأنفسهنّ.

ولكن بدأ الصدوع في صورتها الإيجابية يظهر قبل ذلك، حين ردّ زوجها على التمرّد ضدّ حكمه بخطوات عنيفة. بينما كان الآلاف من أبناء شعبها يذبحون بأوامر الرئيس، لم تُظهر أي علامة من المعارضة أو الصراع الداخلي.

وشيئا فشيئًا بدأت المشاعر المختلطة تجاه زوجة الرئيس بالاندفاع. فمن ناحية، هي الأنثى الشابة الوسيمة، التي مثّلت القيّم الليبرالية الغربية، والتي جسّدت الشعور بالفخر الوطني. ومن ناحية أخرى، بدأت الشكوك تنمو بأنّ مهمّتها التي تقوم بها هي تقديم صورة رقيقة وإنسانية للنظام الذي هو خلاف ذلك تمامًا.

بدأت تفاصيل جديدة بالانكشاف والتي رسمت صورة أخرى: امرأة سطحية، منافقة ومستعدية، مهتمّة بتجميع السلع الفاخرة من خلال الإنترنت بدلا من رفاهية مواطني بلادها في ساعة ضائقتهم؛ فهي ماري أنطوانيت الشرق الأوسط. لقد اختارت تعزيز الثقافة في سوريا وأن تعزز علاقاتها مع مديري متحف اللوفر في باريس في الوقت الذي كان عشرات السوريين يقتلون يوميًا.

كانت رسالتها واضحة: موقف وفيّ إلى جانب زوجها حتى في ساعة الأزمة. بكلمات أخرى: موقف وفيّ إلى جانب القاتل.

اقرأوا المزيد: 1129 كلمة
عرض أقل