النائب أيمن عودة (Miriam Alster/Flash90)
النائب أيمن عودة (Miriam Alster/Flash90)

المعايير المزدوجة لزعيم القائمة العربية المشتركة

رئيس حزب القائمة العربية المشتركة يدعم الأسد وينكر شن الهجوم الكيميائي على دوما، ولكنه يهاجم الجنود الإسرائيليين الذين ينشطون على الحُدود مع غزة

10 أبريل 2018 | 16:36

يكثر رئيس القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة، من التحدث ضد السياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بمسيرة العودة الكبرى في غزة، وفي الوقت ذاته يتضح من مقابلة معه اليوم صباحا أن للمناضلين من أجل حقوق الإنسان أمثاله هناك معايير مزدوجة أيضا. فعندما سُئل عن رأيه حول الهجوم الكيميائي لنظام الأسد على مدينة دوما، أجاب أنه يعتقد أن نظام الأسد ليس مسؤولا عنه، ورفض شجبه.

في المقابلة ذاتها، شجب عودة بشدة مقطع الفيديو الذي يظهر فيه جندي إسرائيلي وهو يصرخ صرخات الفرح بعد أن أصيب متظاهر من غزة  على يد نيران أطلقها جندي إسرائيلي آخر. غرد عودة في تويتر: “مقطع الفيديو رهيب، من الصعب سماع صرخات الفرح عند وفاة شخص”، وأضاف: “تبدو العملية كعملية قتل لشخص لم يشكل خطرا”. غرد عودة في تغريدة أخرى: “يشكل إطلاق النيران على غير المسلحين جريمة وهو محظور وفق القوانين الدولية، وتحظره القوانين الأخلاقية الأساسية أيضا”.

خلافا لأقوال عودة اللاذعة فيما يتعلق بالمتظاهرين في غزة، أوضح عند تطرقه إلى الهجوم الكيميائي في دوما الذي أسفر عن مقتل نحو 200 شخص وإصابة الآلاف الآخرين، أن المعارضة السورية هي “عدو الشعب السوري”، وأنه ليس هناك إثبات على أن نظام الأسد هو المسؤول عن الأعمال الرهيبة في دوما. وأعرب عودة أنه يعتقد أن الأسد ليس مسؤولا عن الهجوم الكيميائي في دوما، لافتا إلى أن “الأسد حقق نجاحات بارزة في الآونة الأخيرة”.

ولكن عودة لا يمثل كل المواطنين العرب في إسرائيل. ففي الواقع، يعارض جزء من أعضاء القائمة العربية أعمال الأسد وبقائه في سدة الحكم في سوريا. في مسيرة يوم الأرض الماضية، أدت الخلافات في الرأي بين الأحزاب المختلفة حول الحرب السورية إلى خلافات أثناء المسيرة بين المتظاهرين الذين كان يفترض أن يعربوا عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

لقد تعرض عودة إلى انتقادات لاذعة من ناخبيه. فأعرب متصفّحون في الفيس بوك وتويتر بالعربية عن استيائهم إزاء أقواله التي صرح بها اليوم صباحا وأوضح فيها أنه يدعم الطاغي السوري. ما زال حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الذي عودة عضوا فيه، يدعم حزب البعث السوري على خلفية أيديولوجيته العلمانية والشيوعية. فقبل نحو عام، لم يشجب حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وعودة أيضا الهجوم الكيميائي على خان شيخون بل شجبوا الهجوم الأمريكي الذي جاء ردا على الهجوم الكيميائي. يبدو الآن أن هذا التوجه الخطير يبعد الداعمين العرب واليهود عن حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

اقرأوا المزيد: 354 كلمة
عرض أقل
طالبات سوريات (AFP)
طالبات سوريات (AFP)

الجيل الضائع من أطفال سوريا

هناك تأثيرات هائلة للأنظمة التعليمية المنقسمة في سوريا وغياب نحو نصف التلاميذ عن المدارس على مستقبل المواطنين

‎لا يتعلم ‎ ‎اليوم ما معدله ‎2.7 مليون طفل سوري في أعمار المدارس من بين 5.7 مليون. منذ بداية الحرب الأهلية السورية لم يعد‎ ‎يعمل ربع المدارس ‎ ‎في سوريا، وتراجع الحضور فيها إلى النصف.‎ إنّ الوضع الاقتصادي المتدهور في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما في المناطق الخاضعة للثوار وداعش، يجعل الكثير من الأهالي لا يرسلون أطفالهم إلى المدارس بل يرسلونهم إلى العمل. ومع ذلك، فإن جميع الأطراف المشاركة في الحرب الأهلية تستغلّ سيطرتها على أنظمة التعليم المحلية لغرس قيمها في أوساط الجيل القادم.‎

جميع الأطراف المشاركة في الحرب الأهلية تستغلّ سيطرتها على أنظمة التعليم المحلية لغرس قيمها في أوساط الجيل القادم

ورغم كل شيء، فالعدد الأكبر من التلاميذ يتعلّم في المدارس الواقعة في المناطق الخاضعة لحكم النظام. يمجّد النظام التعليمي في سوريا أسرة الأسد وحزب البعث الحاكم ويعزّز ‎ ‎هوية عربية-سنية موحّدة (رغم أن قيادة النظام مكوّنة كلها من أبناء الطائفة العلوية). ومع ذلك، فإنّ جودة التعليم في المدارس العامة قد‎ ‎تدهورت بشكل كبير ‎ ‎ خلال الحرب بسبب أزمة المعلمين: جُنّد الكثير منهم للخدمة في الجيش، وهرب آخرون كثيرون خوفا من التجنيد الإجباري.

في المناطق الخاضعة للثوار يواجه النظام التعليمي التحدّيات الأبرز، بسبب ظروف الحياة الصعبة هناك. يُهاجم سلاح الجو السوري، وكذلك الروسي اليوم، بشكل منهجي تحديدا المدارس الواقعة في مناطق الثوار، ولذلك لا يُرسل الأهالي أطفالهم إلى المدارس. لهذا السبب انتقل جزء من المدارس والروضات إلى أقبية تحت الأرض.

أدى القصف العشوائي، والتدمير الممنهج للمؤسسات الحيوية مثل المستشفيات، المخابز، الأسواق، والمؤسسات الحكومية، إلى هروب جماعي للسكان من مناطق الثوار. يميل المتعلّمون وأبناء الطبقة الوسطى، بما في ذلك المعلّمين، بشكل خاصّ إلى الهرب من البلاد، بالإضافة إلى أنّ النظام لا يدفع أجور المعلّمين في مناطق الثوار، ولذلك هناك صعوبة في تشغيلهم. عندما بدأ الثوار في السيطرة على مناطق في سوريا في أواخر عام 2011 ألغوا ساعات “التعليم الوطني”، وهي دروس التلقين خاصة بنظام البعث. لاحقا أجريتْ تغييرات في مناهج تعليمية أخرى في مجالات مثل التاريخ، الجغرافيا، الفلسفة، الأدب، والدين.‎

طالبات سوريات (AFP)
طالبات سوريات (AFP)

ووفقا لطبيعة السيطرة اللامركزية، أو الفوضوية إذا صح القول، فإنّ التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة مجموعات الثوار العربية المختلفة، ليس موحّدا.‎ تحت سيطرة المجموعات الإسلامية يعمل نظام تعليمي ديني، وقد ألغيتْ دروس “إشكالية” مثل الموسيقى أو الفلسفة. في مناطق أخرى تُطبق مناهج تعليمية تابعة للحكومة السورية المؤقتة (المنظمة العليا الأبرز للمعارضة السورية)، ذات محتويات مماثلة تقريبا لمحتويات نظام الأسد، ولكنها خالية من الدعاية.‎

في المناطق التي تسيطر عليها داعش قرر التنظيم محتوى تعليميا يرسّخ التفسير الأكثر تشددا لشرائع الإسلام وقيم الكفاح المسلّح ضدّ “الكفار”، بما في ذلك التدريبات العسكرية. تستثمر الدولة الإسلامية جهودا كبيرة في تلقين أطفال سوريا والعراق، وتعتبرهم مقاتليها المستقبليين.

طُلب من جميع المعلمين الذين يدرّسون في المناطق الخاضعة لداعش التعبير عن توبتهم عن كفرهم في الماضي والانتقال إلى تمرير دروس الشريعة. تلحق عقوبة شديدة بالمعلمين الذين ينحرفون عن المادة التعليمية المسموح بها.‎ رفض الكثيرون القيام بذلك، لذلك تنازلوا عن مهنة التعليم الخاصة بهم. لا يرسل الكثير من الأهل أطفالهم إلى المدارس بسبب مقتهم للتلقين الديني أو خوفا من قصف المدارس. أدى النقص في المعلمين والتلاميذ إلى إغلاق الكثير من المدارس في أراضي الدولة الإسلامية. خلال السنة الدراسية الماضية (2014-2015) طُبعت كتب دراسية جديدة حُذفت منها مواضيع كفرية مثل الموسيقى، الفنون، الفلسفة، وبطبيعة الحال نظرية التطوّر، وانتقل التركيز إلى الدراسات الإسلامية. وخُفِضت أيضا الساعات التعليمية للمواضيع “الحلال” مثل العلوم والرياضيات.‎

إنّ التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة مجموعات الثوار العربية المختلفة،  ليس موحّدا.‎ تحت سيطرة المجموعات الإسلامية يعمل نظام تعليمي ديني، وقد ألغيتْ دروس “إشكالية” مثل الموسيقى أو الفلسفة. في مناطق أخرى تُطبق مناهج تعليمية تابعة للحكومة السورية المؤقتة

يقع النظام التعليمي العام في المناطق الكردية تحت مسؤولية حزب الاتّحاد الديمقراطي المسيطر.‎ استغل الجناح السوري للميليشيا الكرديّة في تركيا، حزب العمّال الكردستانيّ، الفرصة من أجل تغيير لغة التعليم إلى الكردية في الصفوف الأول حتى الثالث وإكساب التلاميذ رؤية أوجلان، زعيم حزب العمّال الكردستانيّ.‎ أثار هذا التلقين احتجاجا في أوساط السكان وأدى إلى أن تُرسل عائلات معينة أطفالها إلى مدارس آشورية خاصة تم تغيير المنهاج التعليمي فيها.‎

ثمة آثار هائلة للنظم التعليمية المنقسمة في سوريا وغياب نحو نصف التلاميذ عن المدارس. حتى بعد أن تنتهي الحرب، يوما ما في المستقبل، ستجد السلطات السورية صعوبة في تشكيل نظام موحّد يربط بين السرديات والمناهج التعليمية المختلفة التي يتعرض لها الأطفال في البلاد اليوم. مضت خمس سنوات منذ اندلاع الحرب الأهلية، وتدهورت مكانة سوريا من دولة ذات نظام تعليمي يعمل بشكل نسبي وكانت معدلات الأمية معقولة فيها (نحو 84%) إلى مكانة دول من العالم الثالث. سيجد الجيل الضائع من ملايين الأطفال السوريين، داخل البلاد وخارجها، صعوبة كبيرة في سدّ الفجوات التعليمية.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 718 كلمة
عرض أقل
مظاهرات سورية في حماة تنديداً بمذابح النظام السوري في درعا (AFP)
مظاهرات سورية في حماة تنديداً بمذابح النظام السوري في درعا (AFP)

من الذي دفع الثمن الأكبر لتفكّك سوريا؟

الأسد. عندما جرأوا على التظاهر دون عنف، مع اندلاع "الربيع العربي"، فوجهوا بالقمع الإجرامي

ساهمت عوامل متنوعة في اندلاع الثورة الشعبية في سوريا ودول عربية أخرى، ولكن أحد العوامل المركزية بشكل خاصّ، إن لم يكن العامل الرئيسي، هو السعي إلى حياة كريمة وتحسين الحالة الاقتصادية. لقد اعتمدت الأنظمة العربية الجمهورية التي تأسست في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي على سياسات اقتصادية شعبوية وفّرت ظروف معيشة أساسية من خلال الدعم الحكومي للسلع الأساسية، الخدمات العامة على المستوى الأساسي والوظائف في القطاع العام الضخم.

بدءًا من الثمانينيات، أجبرت الصعوبات الاقتصادية الأنظمة العربية على تقليص سياسات الرفاه واعتماد سياسات ليبرالية جديدة تضمّنت الخصخصة وخفض الدعم الحكومي والخدمات التي وفرتها الدولة لمواطنيها. بسبب الفساد الكبير، تمّت خصخصة الخدمات بشكل يفيد فقط المقرّبين من السلطة. وأدى اعتماد السياسات الليبرالية الجديدة إلى نموّ اقتصادي، ولكن المتمتّعين من ثماره كانت طبقة ضيّقة من النخبة وأبناء الطبقة المتوسطة العليا. إنّ عدم المساواة بين المواطن العادي وبين المقرّبين من السلطة، والذين كانوا في الحالة السورية في معظمهم من أقارب الأسد أو المسؤولين في حزب البعث، أصبح بارزا بشكل خاصّ. في عهد الأسد الابن تزايدت اتجاهات التحرّر الاقتصادي بشكل أكبر، بالإضافة إلى تقليص الدعم الحكومي والخصخصة، كما حدث أيضا في ظلّ حكم زعماء شباب آخرين في الشرق الأوسط.

حزب البعث ينظم مظاهرات تأييد بالرئيس السوري بشار الأسد (AFP)
حزب البعث ينظم مظاهرات تأييد بالرئيس السوري بشار الأسد (AFP)

لقد أضرّت السياسات الليبرالية الجديدة، بشكل طبيعي، ولا سيما بالطبقات الضعيفة التي كانت تميل إلى العيش في المناطق الريفية في الأطراف السورية. عام 2005 ضرب سوريا قحطٌ استمرّ لخمس سنوات. تسبب النظام في أزمة في قطاع الزراعة والمراعي ويبدو أنّه كان السبب الرئيسي لها بسبب السياسات طويلة الأمد والفاشلة لإدارة الموارد المائية في البلاد، نقل الأراضي الأكثر خصوبة إلى المقرّبين من النظام، مصادرة الأراضي من أيدي أصحابها البدو وخفض الدعم الحكومي في القطاع الزراعي في ذروة الأزمة عام 2008. انكمش القطاع الزراعي بشكل ملحوظ؛ فقد 800,000 شخص مصدر معيشتهم واضطروا إلى مغادرة منازلهم في شرق سوريا والهجرة إلى الأحياء الفقيرة في ضواحي المدن مثل دمشق، درعا وحمص.

في آذار عام 2011 وصل “الربيع العربي” إلى درعا. وسرعان ما امتدّت المظاهرات إلى دمشق وضواحيها، إلى الأحياء الفقيرة في حمص وبعد ذلك إلى سائر سوريا. شكّل العمال، الفلاحون، العاطلون عن العمل والفقراء العمود الفقري للثورة، وكما انضمت أحياء الطبقة الوسطى السنية في دمشق، حمص ومدينة اللاذقية أيضًا إلى المظاهرات. كانت قيادة الاحتجاجات والناشطون الأبرز في معظمهم من الشبات المتعلّمين، من أبناء الطبقة الوسطى. بقيت النخبة السنّية منقسمة حتى اليوم: بعضها يمنح دعما اقتصاديا كبيرا للثوار والمواطنين الذين يعيشون تحت حكمهم، في حين أنّ آخرين ظلّوا يدعمون النظام الذي رعاهم. ونفر كثيرون آخرون سواء من النظام الوحشي أو من الثوار الإسلاميين.

لم ينضمّ جميع أبناء الطبقات الضعيفة إلى الثورة. رغم أنّ معظم أبناء طائفة النظام، العلويون، قد عانوا هم أيضا من آثار السياسات الليبرالية الجديدة والقحط، فلم تنضم غالبيّتهم إلى الثورة. وذلك بفضل الدعاية المكثّفة لنظام الأسد والتي هدفت إلى عرض الثورة، منذ أيامها الأولى، كمؤامرة أجنبية وثورة دينية، سنية ومضادة للعلويين بطبيعتها.

طفل لاجئ سوري (AFP)
طفل لاجئ سوري (AFP)

حتى شهر حزيران عام 2011 حافظت الثورة على طابعها المدني، غير العنيف، بل حاول المتظاهرون جاهدين إقناع الأقليات بأنّهم يريدون سوريا ديمقراطية وتعددية. ولكن المظاهرات لاقت القمع الشديد من قبل النظام، مما أدى إلى تصعيد الاحتجاجات. خلال عام 2012 بدأ المتظاهرون بحمل السلاح، وانضمّ منشقون من جيش الأسد إليهم، وأصبحت أكاذيب الأسد نبوءة حقّقت ذاتها. في نهاية المطاف كان أبناء الطبقات الضعيفة هم غالبية الثوار في سوريا.

يعيش العمّال، الفلاحون والفقراء، بغالبية ساحقة، في المناطق التي طُرد منها الجيش السوري ومساعديه. أحد النماذج البارزة لذلك هي مدينة حلب المقسّمة بين الغرب، الذي يعيش فيها أبناء الطبقة الوسطى تحت حكم النظام، والأحياء الفقيرة في شرق المدينة التي تحكمها مجموعات الثوار المختلفة. تقع المناطق التي يحكمها الثوار تحت هجمات جوية سورية وروسية (وإن كانت المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش تعاني بشكل أقلّ من تلك الهجمات الجوية)، ولذلك فإنّ معظم النازحين واللاجئين يأتون منها.

ينقسم النازحون واللاجئون هم أيضا على أساس طبقي. أبناء الطبقة السورية الوسطى-العليا فقط يمكن أن يسمحوا لأنفسهم بالذهاب إلى أوروبا؛ وقد فرّ معظمهم تحديدا من مناطق مدنية خاضعة لسيطرة النظام، مثل دمشق، بسبب مستوى الحياة المتدهور والرغبة بالفرار من الخدمة العسكرية في جيش الأسد. يذهب أبناء الطبقة الوسطى أيضا إلى البلدان المجاورة لسوريا: تركيا، لبنان والأردن، حيث يعيشون هناك في المدن الكبرى ويندمجون في الاقتصاد المحلّي. يعيش أبناء الطبقة الوسطى الذين أصبحوا فقراء بسبب الحرب في الغالب بالمدن الواقعة على الحدود مع سوريا ويعملون في مهن يدوية كالبناء والزراعة. ويعيش اللاجئون الأكثر فقرا في البلدان التي فيها مخيمات منظّمة للاجئين. أما السوريون الذين ظلّوا يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، سواء في منازلهم الأصلية أو كنازحين، فهم في الغالب فقراء جدّا بحيث لا يستطيعون حتى الذهاب إلى الدول المجاورة. ويضاف إلى ثمن السفر إلى الحدود، الذي يعتبر هو أيضا باهظا جدا بالنسبة لبعضهم، في الوقت الراهن دفع المال للمهرّبين، لأنّ جميع البلدان المجاورة قد أغلقت حدودها.

كان أفراد الطبقات الضعيفة في سوريا هم الضحايا الرئيسيين للقضاء على شبكة الأمان الاجتماعي التي وفّرها نظام الأسد لمستحقيها. عندما جرأوا على أن يثوروا على عدم المساواة والفساد الكبير عوقبوا بشدّة – بالقتل الجماعي، بقصف مدنهم وقراهم وتهجيرهم عن منازلهم. كلاجئين وكنازحين فهم مستمرون الآن في المعاناة أكثر من الجميع؛ إذ ليس باستطاعتهم الذهاب إلى دولة تمنحهم فرصا لتحسين مستقبلهم وهم يعيشون في فقر مدقع، سواء في مخيمات اللاجئين في تركيا، أو في وسط القصف في شرق حلب أو في أماكن سكن بدائية في لبنان. سيضطر الجيل النازح والضائع الذي نشأ في مثل هذه الظروف إلى أن يواجه أيضًا صعوبات أكبر من تلك التي واجهها آباؤه.

نشر هذا المقال لأول مرة في منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 848 كلمة
عرض أقل
أسماء الأسد تزورمستشفى الولادة في دمشق   (SANA / AFP)
أسماء الأسد تزورمستشفى الولادة في دمشق (SANA / AFP)

بشار الأسد يجتمع مع أعضاء حزب البعث وزوجته تزور مستشفى

ظهور علني نادر لسيدة سوريا الأولى أسماء الأسد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. الرئيس الأسد: "الحكومة السورية ستواصل مقاومتها للمسلحين"

مع استعداد سوريا لانتخابات الرئاسة اجتمع الرئيس السوري بشار الأسد أمس السبت (8 مارس اذار) مع أعضاء في حزب البعث للاحتفال بمرور 51 عاما على تأسيس الحزب.

وبث التلفزيون السوري لقطات مصورة للأسد وهو جالس يتحدث الى أعضاء الحزب في قاعة احتفالات وسط الاعداد للانتخابات الرئاسية على الرغم من استمرار العنف والدمار في البلاد وتدفق اللاجئين على الخارج.

السيدة أسماء الأسد في مشفى في دمشق بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (فيس بوك)
السيدة أسماء الأسد في مشفى في دمشق بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (فيس بوك)

وعلى الرغم من ان الرئيس السوري لم يعلن حتى الآن ما اذا كان يعتزم الترشح لفترة ثالثة في منصبه في تحد للمحتجين على حكمه ومقاتلي المعارضة وخصومه الغربيين الذين يطالبونه بالتخلي عن الحكم فان الاستعدادات لترشحه لا يمكن أن تغفلها عين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة بالعاصمة دمشق. ويتولى حزب البعث السلطة في سوريا منذ عام 1963.

ونقل عن الأسد قوله ان الحكومة السورية ستواصل مقاومتها للمسلحين في البلاد في الوقت الذي تتابع فيه اجراءات اصلاحية بالاضافة أكبر التحديات التي تواجها البلاد بعد الحرب وهي إعادة إعمار البنية التحتية.

السيدة أسماء الأسد في مشفى في دمشق بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (فيس بوك)
السيدة أسماء الأسد في مشفى في دمشق بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (فيس بوك)

وقال الأسد ايضا ان سوريا ما زالت تعمل على تعزيز علاقاتها مع دول صديقة مثل روسيا والصين وايران.

ولاقى أكثر من 140 ألف شخص حتفهم منذ تفجر الحرب الأهلية في سوريا قبل نحو ثلاث سنوات والتي بدأت في صورة احتجاجات سلمية على حكم عائلة الرئيس السوري بشار الأسد المستمر منذ عقود.

من جهة أخرى وفي ظهور علني نادر زارت سيدة سوريا الأولى أسماء الأسد أمس السبت (8 مارس اذار) مستشفى الولادة في دمشق بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات مصورة لجولة أسماء الأسد في المستشفى وحديثها مع بعض السيدات.

اقرأوا المزيد: 231 كلمة
عرض أقل