نُشر أمس (الأحد) في النشرة الإخبارية الإسرائيلية أن المقدّم الإذاعي، كوبي ميدان، سيتوقف عن البث في محطة إذاعة الجيش بسبب تفوهاته اللاذعة وانتقاداته لإسرائيل التي نشرها في صفحته على الفيس بوك. في نهاية الأسبوع الماضي، كتب ميدان في ظل إطلاق النيران على الفلسطينيين بالقرب من قطاع غزة، أنه “يخجل بكونه إسرائيليا”. أثارت أقواله عاصفة فورا، وبعد محادثة معه، قرر ضابط محطة إذاعة الجيش إبعاده عن العمل في الإذاعة.
سُمعت ردود فعل كثيرة في ظل هذه القضية. قال وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، أمس في مقابلة معه: “أخجل لأن مذيع كهذا يعمل في إذاعة الجيش. إذا كان غير راض، عليه أن يستخلص العبر ويغادر محطة الإذاعة. إن وجود مذيع كهذا في إذاعة الجيش يثير خجلا، ولكني أعرف أن هذا جزء من الواقع الإسرائيلي”.
بالمقابل، دعم أعضاء كنيست كثيرون ميدان مؤكدين على أهمية حرية التعبير في الديمقراطية الإسرائيلية. كتب عضو الكنيست، آفي غباي، من حزب المعارضة، في صفحته على الفيس بوك: “أفتخر بكوني إسرائيليا، ولكن أعارض بشدة إقالة موظف مارس حرية التعبير. لا تفقد القيادة الواثقة بنفسها صوابها بعد أن يعبّر إعلامي عن رأيه”.
كما ودعم عضو الكنيست، بتسلئيل سموتريتش، من حزب “البيت اليهودي” اليميني ميدان، وغرد في حسابه في تويتر: “أقوال ميدان مثيرة للقشعريرة، ولكن في دولة ديمقراطية يُسمح بقول وكتابة أمور مرفوضة دون الإقالة من العمل. هذا هو أهم مبدأ في حرية التعبير عن الرأي في الديمقراطية”.
كما وأثارت القضية جدلا حول إذا كانت هناك حاجة إلى محطة إذاعة الجيش الإسرائيلية أصلا. ناشد يمينون ويساريون إغلاق محطة الإذاعة، وادعى الكثيرون أن المحطة الأكبر في إسرائيل يجب ألا تكون عسكرية، محتجين ضد المس بحرية التعبير. وطالب آخرون بإغلاق المحطة لأن تشغيلها يشكل تبذيرا للموارد.
توجه اتحاد الصحافيين الإسرائيليين اليوم صباحا إلى ضابط إذاعة الجيش منعا لاتخاذ خطوات ضد ميدان. جاء في بيان للاتحاد: “يشكل التفكير في تعليق عمل الصحفي مسا خطيرا بحريته، مكانته وقدرته على التعبير عن آرائه بشكلٍ مُستقلّ دون الخوف من مطاردته”.