حرب لبنان الثانية

الجيش الإسرائيلي: هكذا يراقب عناصر حزب الله قواتنا خفية

صور لأشخاص يقول الجيش إنهم عناصر حزب الله قرب الحدود
صور لأشخاص يقول الجيش إنهم عناصر حزب الله قرب الحدود

مسؤول عسكري إسرائيلي كبير: حزب الله يراقب قواتنا على بعد كيلومتر من الحدود في نقطة يزعم أنها تابعة لجمعية تهتم بالحفاظ على البيئة مخالفا قرار 1701 وعلى يونيفيل التحرك

22 أكتوبر 2018 | 16:39

يواصل الجيش الإسرائيلي حربه الإعلامية ضد منظمة حزب الله ليثبت للعالم أن المنظمة الشيعية تنتهك قرار 1701 للأمم المتحدة، الذي يحظر وجود منظمة مسلحة جنوبا لنهر الليطاني، عدا الجيش اللبناني.

فبعد أن اتهم الجيش حزب الله بأنها تتستر وراء جمعية “أخضر بلا حدود” لتقيم نشاطاتها العسكرية من قبل، نشر الجيش اليوم صورا لنقطة من نقاط هذه الجمعية، يظهر فيها شخص يحمل منظار. ويقول الجيش إن هذه النقطة كسائر النقاط، هدفها مراقبة إسرائيل ورصد تحركات جنودها لأهداف عسكرية تخفيها حزب الله.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير تحدث مع الإعلام الإسرائيلي إن حزب الله يستخدم نقاط جمعية “أخضر بلا حدود” غطاء بنشاطاته العسكرية في المنطقة المحظورة.. هذه الجمعية ليست مدنية ولا تهدف إلى دعم الزراعة والحفاظ على البيئة.. إنها جمعية تتيح لحزب الله بناء مواقع مراقبة لجمع الاستخبارات عن الجيش”.

صور لأشخاص يقول الجيش إنهم عناصر حزب الله يراقبون الجيش الإسرائيلي قرب الحدود

وأكّد المسؤول أن الجيش يراقب نقاط الجمعية الخضراء بهدف كشف النشاط الحقيق وراء هذه النقاط. وكان الجيش قد كشف في الماضي 5 نقاط إضافة إلى النقطة التي كشفها اليوم”. وذكّر المسؤول قرار 1701 الذي يحظر وجود أي كيان مسلح جنوب نهر الليطاني، عدا الجيش اللبناني”.

وأشار المسؤول الجيش إلى أن حزب الله تعتقد أن الجيش الإسرائيلي غير واعٍ لنشاطاته، خاصة أنه أفلح إلى الآن في منع قوات يونيفيل من تفقد هذه النقاط وإقناعها بأنها تقع على أراضٍ خاصة. وشدّد على أن الجيش لن يسمح لحزب الله بإلحاق الضرر بالقرب من الحدود. “نستخدم كل الوسائل والطاقات من أجل كشف ما يحدث في هذه النقاط” أوضح المسؤول الإسرائيلي.

وعن النقطة المعينة التي كشفها الجيش، قال المسؤول إن تبعد مسافة كيلومتر من الحدود ولا يوجد في محيطها أشجار أو حرش، موضحا أن هدفها مراقبة إسرائيل وجمع استخبارات رغم أن الأشخاص الذين يصلون إلى النقطة ليسوا مسلحين. وتوقع المسؤول أن ينظر اليونيفيل إلى المواد التي تكشفها إسرائيل بجدية من أجل فرض قرار 1701.

اقرأوا المزيد: 282 كلمة
عرض أقل
القاضي إلياهو فينوغراد (Flash90/Yossi Zamir)
القاضي إلياهو فينوغراد (Flash90/Yossi Zamir)

توفي القاضي الإسرائيلي الذي حقق في سلوك الجيش في حرب لبنان الثانية

توفي القاضي الذي حقق سلوك الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية في أروقة المحكمة العُليا، وقد أشارت اللجنة التي كان يرأسها إلى العديد من الإخفاقات والعيوب في إدارة القيادة العسكرية والسياسية خلال الحرب

توفي القاضي إلياهو فينوغراد، الذي عمل قاضيا لمدة ربع قرن، وترأس لجنة التحقيق في أحداث حرب لبنان الثانية (2006)، هذه الليلة، السبت، عن عمر يناهز 91 عاما. لقد توفيت زوجته عام 2003، وكان لديه ثلاثة أولاد، أحفاد، وأولاد من أحفاده.

وُلد فينوغراد في تل أبيب عام 1926. قدم جده من جهة والده من ليتوانيا إلى القدس في عام 1890. عمل والده في التجارة، في البداية، في سوق محانية يهودا في القدس، وبعد ذلك في عام 1912، انتقل مع عائلته إلى تل أبيب وكان مستوردا للأغذية في يافا. في عام 1921، أثناء أعمال الشغب بين العرب واليهود، ضرب العرب والده ضربا مبرحا في متجره في يافا.

درس فينوغراد القانون في كلية القانون والاقتصاد في تل أبيب في عهد الانتداب البريطاني. وخدم في الجيش الإسرائيلي رئيسا للقسم القانوني، ومن ثم عمل محاميا. في وقت لاحق، عمل محاميا بشكل شخصي، وفي الادعاء العام في منطقة تل أبيب. في عام 1972، عُيّنَ قاض في محكمة الصُّلح في تل أبيب، وفي عام 1977 عُيّنَ قاض في المحكمة المركزية في المدينة. شغل منصب رئيس المحكمة المركزية بين عامي 1989‏ و ‏1996. أثناء شغله منصبه، عمل قاضيا في المحكمة العُليا.

في عام 1996 خرج للتقاعد، وبدأ يعمل في لجان جماهيرية مختلفة. فحص، من بين أمور أخرى، المعلومات التي كانت لدى الجيش الإسرائيلي حول الطيار رون آراد، وفي عام 2006 عُيّنَ رئيس لجنة التحقيق في أحداث حرب لبنان الثانية. كشف اللجنة برئاسته عن إخفاقات كثيرة في إدراة القيادة السياسية والعسكرية، ولكنها لم تشر إلى شخص مسؤول معين.

مع نَشْر استنتاجات اللجنة برئاسته، قال فينوغراد: “شرعت إسرائيل في حرب طويلة بمبادرتها، لكنها لم تنتهِ بفوزها عسكريا بشكل قاطع. لقد تصدت منظمة “شبه عسكرية” طيلة أسابيع للجيش الأقوى في الشرق الأوسط، واستمر إطلاق الصواريخ كل الحرب. لم ينجح الجيش الإسرائيلي في الرد على ذلك ردا ناجعا. شهدت البلاد فوضى، وغادر المواطنون منازلهم للاختباء في الملاجئ. بعد فترة من العمليات المحدودة وقريبا من اتخاذ قرار لوقف النيران، شنت إسرائيل حربا واسعة النطاق لم تحقق التوقعات والنتائج المرجوة”.

في عام 2012، بعد نحو أربع سنوات من نشر استنتاجات اللجنة، هاجم فينوغراد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع ،إيهود باراك، بسبب التساؤلات إذا كان ينبغي شن هجوم ضد إيران، معربا أنه يخشى أنهما لم يستوعبا نتائج التقرير الذي أصدره.

حصل فينوغراد على لقب دكتوراه في القانون من الجامعة العبرية في القدس.

اقرأوا المزيد: 362 كلمة
عرض أقل
تدريبات شاقة للجيش الإسرائيلي (FLICKER IDFׂ)
تدريبات شاقة للجيش الإسرائيلي (FLICKER IDFׂ)

الجيش الإسرائيلي يجري تغييرات واسعة في طريقة تدريب سلاح المشاة

يجري الجيش الإسرائيلي تغييرات في طريقة تدريب مقاتليه من أجل "ملاءمتها للحرب المقبلة في لبنان".. ضباط في الجيش: نريد جنودا أقوى وأسرع، يتمتعون بلياقة بدنية عالية

كجزء من الدروس المستفادة من حروب السنوات الأخيرة، بدأ الجيش الإسرائيلي بتغيير طرق تدريب مقاتليه، وفقا لما ذكرته القناة الإخبارية الأولى “كان” أمس (الأربعاء). ووفقا لأقوال أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، فإن أحد الأهداف هو تأهيل الجنود للحرب القادمة في لبنان.

وتقول مصادر في الجيش الإسرائيلي إنه في السنتَين الماضيتَين، أجريت بحوث واختبارات من أجل أن تكون القوات القتالية ملائمة بشكل أفضل للتحديات التي تواجهها في ساحة المعركة. وتشير هذه الاختبارات إلى أن هناك حاجة إلى تدريب مختلف، يكون ملائما للقتال في لبنان، وبالتالي يأمل الجيش الإسرائيلي في تصحيح الفشل ومشاكل الأهلية التي كُشِفت خلال حرب لبنان الثانية.

وبالنظر إلى الطريق الجبلية التي تميّز لبنان، فإن تدريب المقاتلين الجدد سيشدد على تطوير قوة مناسبة لحمل الأثقال الثقيلة عند التنقل في الطرق الجبلية وفي ظل الظروف الطبوغرافية المعقّدة.

وعلق ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي قائلا: “توصلنا إلى استنتاج مفاده أن هناك حاجة إلى تعزيز قوة عضلات القدمين والكتفين، والتدريب على القتال بالالتحام، وطرق الملاحة التي لم تكون قائمة في الماضي. تتطلب المعركة في لبنان تدريبا مختلفا”.

اقرأوا المزيد: 162 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور (FLASH90)
الأسبوع في 5 صور (FLASH90)

الأسبوع في 5 صور

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يخفق في إضحاك متابعيه على مواقع التواصل.. ونتنياهو يشرب نخب العلاقات الطيبة مع الدول السنية. اقرأوا موجز أخبار الأسبوع على موقعنا

08 سبتمبر 2017 | 09:39

المناورة العسكرية الأكبر للقضاء على حزب الله

أطلق الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع، مناورة عسكرية في شمال إسرائيل، تعد الأضخم منذ عام 1998. وتركز المناورة التي تضم عشرات آلاف الجنود، وتتواصل لمدة 11 يوما، على المواجهة القادمة مع منظمة حزب الله. ويقول مسؤولو الجيش إن المرة الهدف هو الحسم وليس ردع حزب الله. اقرأوا المزيد عن المناورة الضخمة

الجيش الإسرائيلي يحشد قواته خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 (Abir Sultan/FLASH90)
الجيش الإسرائيلي يحشد قواته خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 (Abir Sultan/FLASH90)

أدرعي وسيلفي الحاج

أحيانا يحاول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الخروج عن وظيفته الرسيمة ويعلق على أمور متعلق بالمسلمين، سعيا منه للإضحاك ونشر الابتسامة في المنطقة. لكن أفكاره تكون سيئة أحيانا وتعود عليه بالغضب. والمرة كان إخفاق أدرعي في تعليقه على صورة سيلفي التقطاها حاج في مكة.. اقرأوا تعليقه وما عقبه من ردود فعل غاضبة من المتابعين

أدرعي يغيظ المسلمين إثر تعليق "سيفلي الحج" (لقطة شاشة)
أدرعي يغيظ المسلمين إثر تعليق “سيفلي الحج” (لقطة شاشة)

نتنياهو يشرب نخب العلاقات الطيبة

خلال حفل استقبال السنة العبرية المقبلة في وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس، وعلى وقع قرع كؤوس النبيذ، أعلن نتنياهو أن العلاقات مع الدول العربية السنية تمر بأحسن فترة عرفتها إسرائيل. وخصص نتنياهو الذي يشغل منصب وزير الخارجية، الحديث في استعراضه وضع العلاقات الدولية لإسرائيل في العام المنصرم (حسب التقويم العبري)، عن التعاون مع الدول السنية

رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتناهو، ورئيس الموساد في الراهن يوسي كوهين (GPO)
رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتناهو، ورئيس الموساد في الراهن يوسي كوهين (GPO)

القنبلة الأخطر من القنبلة النووية

بثت كوريا الشمالية بداية الأسبوع الجاري الذعر في عواصم الدول الغربية، وفي الدول المجاورة لها كوريا الجنوبية واليابان، بعدما أعلنت أنها نجحت في إجراء أكبر تجربة نووية في تاريخيا. وانتشر بعد ذلك اسم القنبلة الهيدروجينية. ما هي هذه القنبلة؟ ولماذا تعد أخطر من القنبلة النووية

قنبلة هيدروجينية من تجربة أجرتها أمريكا عام 1954 وعرفت باسم "عملية كاسيل" (ويكيبيديا)
قنبلة هيدروجينية من تجربة أجرتها أمريكا عام 1954 وعرفت باسم “عملية كاسيل” (ويكيبيديا)

الإخفاق الأكبر للموساد الإسرائيلي

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، هذا الأسبوع، وثائق سرية لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الموساد، عن عملية ملاحقة المجرم النازي، دكتور يوزاف منغيله، تظهر كيف أخفق الموساد الذي كان سجل نجاحات عديدة في القبض على المجرمين النازيين الذين اختبأوا في العالم، في الوصول إلى منغيله. تعرفوا إلى هذه الشخصية السادية وإلى العملية التي لم ينجزها الموساد..

دكتور يوزاف منغيله (Wikipedia)
دكتور يوزاف منغيله (Wikipedia)
اقرأوا المزيد: 271 كلمة
عرض أقل

الجيش الإسرائيلي: “الجيش اللبناني ينقل معلومات لحزب الله عن إسرائيل”

الجيش الإسرائيلي ينشر أفلام فيديو ليثبت أن حزب الله ما زال ينشط عسكريّا في جنوب الليطاني وأن ضباط مخابرات الجيش اللبناني ينقلون معلومات لنشطاء حزب الله عن إسرائيل

نشر الجيش الإسرائيلي مساء اليوم (الثلاثاء) صورا التُقطت بكاميرات ووسائل مشاهدة إسرائيلية، تشير إلى أن قوات حزب الله تنشط في المنطقة الجنوبية من نهر الليطاني وهذا خلافا لقرار رقم 1701 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وادعى الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يخرق بشكل منهجي القرار 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية، وأن قواته العسكرية تنشط في المنطقة باستمرار بما في ذلك في عشرات القرى الشيعية في جنوب نهر الليطاني بشكل سري.

وينص القرار رقم 1701 التابع للأمم المتحدة، كما هو معلوم، على الحاجة إلى تعزيز قوات اليونيفيل وزيادة 15,000 جندي مسلح من قوات الأمم المتحدة ذوي صلاحية لاستخدام الأسلحة ومساعدة الأمم المتحدة على نشر قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان. وفق الفقرة 12 من القرار: ستتخذ قوات الأمم المتحدة “جميع الإجراءات الضرورية لضمان ألا تُنفذ عمليات عدائية أيا كانت في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ولمقاومة المحاولات عبر وسائل القوة لمنعها من إطلاق النار”. وتنص الفقرة أيضا على أن على اليونيفيل “الحفاظ على المواطنين من التعرّض لتهديدات عنف جسمانية”.

وبهدف تعزيز الادعاءات، ينشر الجيش الإسرائيلي فيلمي فيديو إثباتا على أن قوات حزب الله المسلحة تنشط إضافة إلى قوات اليونيفيل في الحدود الجنوبية.

وأقام حزب الله في السنوات الماضية منظمة “أخضر بلا حدود”، وشارك نشطاؤها بما في ذلك الأمين العام، حسن نصر الله، في نشاطاتها المختلفة. للوهلة الأولى، تعمل الجمعية على دفع الزراعة قدما، جمع المعلومات البيئية، وتوسيع المناطق الخضراء في لبنان. ولكن الجيش الإسرائيلي كشف عن أن نشطاء حزب الله يستخدمون نقاط المراقبة في المنطقة، ويجمعون معلومات استخبارية – عسكرية بينما يساعدهم نشطاء الجمعية على التخفي.

ويدعي الجيش الإسرائيلي أيضا أن نشطاء حزب الله يجرون جولات في جنوب لبنان، وهم يرتدون لباسا مدنيا، ويجمعون معلومات استخباراتية. وكشف الجيش عن صور لناشطين من نشطاء حزب الله وهم يتجولون على طول الحدود ما معدله 32 مرة خلال عام 2016، موضحا أنه يمكن من خلال دمج المعلومات في الفيس بوك معرفة أنهم من عناصر حزب الله.

ويدعي الجيش الإسرائيلي أن الجيش اللبناني يتجاهل نشاطات عناصر حزب الله العسكرية، ويبدي صمته إزاء جولات التنظيم الإرهابي في جنوب لبنان وحتى أنه يسمح لها باستخدام أبراج المراقبة الخاصة به ضد إسرائيل. ينقل ضباط الجيش اللبناني، لا سيّما ضباط الاستخبارات، معلومات مفصّلة إلى حزب الله بشكل روتيني.

وكذلك، تطرق الجيش الإسرائيلي إلى دور اليونيفيل: من الصعب على اليونيفيل أن يفرض صلاحياته في المنطقة، وحتى أنه تحدث أحيانا اشتباكات بين عناصر حزب الله وقوات اليونيفيل الدولية.

اقرأوا المزيد: 369 كلمة
عرض أقل
أين هم قادة حرب لبنان الثانية اليوم؟
أين هم قادة حرب لبنان الثانية اليوم؟

أين هم قادة حرب لبنان الثانية اليوم؟

ما زال نصر الله القائد الذي لا يشق له غبار في حزب الله، وذلك رغم قضاء الوقت داخل المخبأ، الصعوبات الاقتصادية، وغياب التأييد له في العالم العربي.‏‎ ‎‏ولكن ماذا حدث لسائر قادة الحرب؟

أقامت إسرائيل هذا الأسبوع، مراسم رسمية لذكرى مرور 11 عاما على “حرب لبنان الثانية” وهذا هو اسم الحرب وفق التسمية الإسرائيلية التي دارت بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006 في لبنان والحدود الشمالية من إسرائيل. إلا أن اللبنانيين نعتوها بـ “حرب تموز” وقد دامت 34 يوما منذ 12 حزيران وحتى 14 آب من العام ذاته.

وكما نذكر، اندلعت الحرب بعد شن هجوم خطط له حزب الله في المنطقة الشمالية من الحدود الإسرائيلية، وبعد أن اختطف ثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي وقتلهم إضافة إلى إطلاق قذائف مدفعية ثقيلة. ردا على ذلك، شنت إسرائيل هجوما مكثّفا، في البداية كان هجوما جويا ومن ثم بريا لمحاربة قوات حزب الله في جنوب لبنان.

جنود إسرائيليون خلال حرب لبنان الثانية (Flash90/Pierre Terdjman)
جنود إسرائيليون خلال حرب لبنان الثانية (Flash90/Pierre Terdjman)

وفي نهاية الحرب، أقر مجلس الأمن القرار 1701، الذي يحظر دخول وسائل قتالية إلى جنوب لبنان. كان الدمار الذي لحق بجنوب لبنان ومعاقل حزب الله في بيروت هائلا. رغم ذلك، تابع حزب الله تعزيز قوته عبر زيادة القذائف طويلة الأمد، فأصبحت قوته أكبر مقارنة بوضعه قبل الحرب، هذا وفق التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية الاخيرة. في السنوات الماضية، أضحى التنظيم مشغولا تماما في الوقوف في الحرب إلى جانب إيران وبشار الأسد في سوريا.

واعتبر الجمهور الإسرائيلي الحرب فشلا ذريعا معربا عن استيائه من القادة السياسيين وقيادة الجيش، وعن طريقة إدارة الحرب. أدى احتجاج جماهيري إلى استقالة وزير الدفاع، عمير بيرتس، ورئيس الأركان، دان حالوتس، والجنرال في الجبهة الشمالية، أودي آدم. في وقت لاحق، وفي أعقاب التهم الجنائية انهارت أيضا حكومة إيهود أولمرت. إلا أنه في السنوات الماضية، بدأت تُسمع أصوات كثيرة في إسرائيل تولي اهتماما للحرب لأنها ضمنت 11 عاما من الهدوء على الحُدود الشمالية الإسرائيلية.

اخترنا في هذا المقال الكشف عن معطيات حول قادة الحرب الخمسة وهم: رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، عمير بيرتس، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، دان حالوتس، الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ورئيس الأركان في حزب الله أثناء الحرب، عماد مغنية.

أين هم اليوم؟

إيهود أولمرت، رئيس الحكومة الإسرائيلي

رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت (Olivier Fitoussi /FLASH90)
رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت (Olivier Fitoussi /FLASH90)

أثناء الحرب:

بتاريخ 4 كانون الثاني عام 2006، بعد أن مكث رئيس الحكومة، أريئيل شارون، في المستشفى، لأنه عانى من سكتة دماغية وفقد وعيه، نُقلت صلاحيات رئيس الحكومة إلى إيهود أولمرت.

بتاريخ 4 أيار 2006، عُيّنَ أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي.

في البداية، تعرضت حكومة أولمرت إلى أزمتين أمنيتين: بتاريخ 25 حزيران عام 2006، اختطفت حماس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وردا على ذلك شنت إسرائيل حربا في قطاع غزة وطبعا حرب لبنان الثانية.

في يومنا هذا:

في شهر كانون الأول عام 2015، أدانت محكمة الصلح العليا في إسرائيل إيهود أولمرت بارتكاب جرائم فساد وخرق الثقة وحكمت عليه بالسجن لمدة 18 شهرا. مؤخرا، أطلِق سراحه بعد أن كان معتقلا في جناح خاص أقيم في السجن من أجله، وبعد خفض نحو ثلث من محكوميته. رغم إدانته، ظل لدى أولمرت بعض الداعمين والمخلصين الشجعان من مجالي الصحافة والسياسة. هناك افتراض أنه سيعمل في مجال الأعمال.

عمير بيرتس – وزير الدفاع الإسرائيلي

عمير بيرتس، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق (Flash90/Miriam Alster)
عمير بيرتس، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق (Flash90/Miriam Alster)

أثناء الحرب:

بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الـ 31 برئاسة إيهود أولمرت، اقتُرِح على عمير بيرتس حقيبة وزير الدفاع الإسرائلية، رغم أنه سياسي يهتم بأمور المجتمَع بشكل أساسي.

بتاريخ 12 حزيران بعد خطف جنديَين إسرائيليَين ووقوع حادثة في شمال إسرائيل، شن وزير الدفاع، عمير بيرتس، حربا حظيت بدعم كامل من رئيس الحكومة، أولمرت. طيلة الحرب، كان لدى بيرتس خطة واضحة لمحاربة حزب الله. خلال الحرب، عارض بيرتس تفجير محطات توليد الطاقة في جنوب لبنان داعيا إلى تقليص إلحاق الضرر باللبنانيين ومُركّزا على شن هجمات ضد أهداف تابعة لحزب الله.

في يومنا هذا:

شارك عمير بيرتس هذا الأسبوع تحديداُ، في جولة الانتخابات الثانية لرئاسة حزب العمل بعد أن نجح في تحسين صورته الذاتية التي تضررت كثيرا بعد الحرب، وبعد مشاركته في تطوير منظومة “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ. ولكنه وبعد أن خسر المعركة الإنتخابية في حزب العمل لصالح خصمه آفي غباي، من المتوقع أن يساهم في محاولات حزبه والمعارضة الإسرائيلية لإسقاط حكومة نتنياهو.

دان حالوتس- رئيس الأركان الإسرائيلي

دان حالوتس، رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق (Flash90)
دان حالوتس، رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق (Flash90)

أثناء الحرب:

بتاريخ 1 حزيران عام 2005، عُيّنَ حالوتس رئيس الأركان الـ 18 للجيش الإسرائيلي. حالوتس هو رئيس الأركان الأول الذي كانت غالبية خدمته العسكرية في سلاح الجو. وهو أول قائد طائرة حربية يشغل منصب رئيس الأركان.

وكما ذُكر آنفًا، دارت الحرب في البداية عبر شن هجمات جوية، حيث أيدها حالوتس بإصرار في المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون الأمنية والسياسية.

أثناء الحرب، نشأ خلاف بين حالوتس ولواء القيادة الشمالية، أودي آدم، وتطرقت وسائل الإعلام الإسرائيلية كثيرا إلى هذا الخلاف.

بتاريخ 28 تموز، في ذروة الحرب وبعد أن عانى حالوتس من آلام في البطن وإنهاك، مكث في المستشفى لإجراء عدة فحوص، ومن ثم أطلِق سراحه. حظيت تلك الحادثة باهتمام كبير في وسائل الإعلام العربية وأثرت كثيرا في متابعة عمل حالوتس.

بعد انتهاء الحرب، تعرض حالوتس لنقد جماهيري عارم وبتاريخ 17 كانون الثاني عام 2007، استقال من منصبه.

في يومنا هذا:

بعد أن استقال حالوتس من منصبه بدأ يهتم في مجال الأعمال. حتى عام 2016، شغل منصب رئيس شركات مبادرة واعتزل الحياة السياسية كليا.

حسن نصر الله – الأمين العام لحزب الله

حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله (AFP)
حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله (AFP)

أثناء الحرب:

كان حسن نصر الله قائد الحرب وحظي بدعم عربي شامل وكانت تدعمه إيران سرا.

في يومنا هذا:

ما زال نصرالله الأمين العام لحزب الله، ويبدو أنه سيشغل هذا المنصب حتى وفاته، حيث أن ليس هناك من قادر على أن يتحداه. ازداد تعلق حزب الله بإيران بشكل ملحوظ، منذ بدء تدخله في سوريا، ورغم ذلك، أصبح الحزب معزولا تماما عن الدول السنية. في حين توفى كبار المسؤولين في حزب الله مثل مُغنيّة ومصطفى بدر الدين، لأسباب ليست معروفة، ما زال نصر الله يختبأ في خندق في الدوحة، ويدير منها الأمور بجرأة.

عماد مُغنية

مراسم تشييغ جثمان عماد مغنية في بيروت في تاريخ 14.02.2008 (AFP)
مراسم تشييغ جثمان عماد مغنية في بيروت في تاريخ 14.02.2008 (AFP)

أثناء الحرب:

كان يعتبر عماد وقت الحرب قائد الجناح العسكري لحزب الله و “رقم 2” في الحزب. بالإضافة إلى ذلك، ترأس وحدات استخباراتية، وجهاز الأمن الوقائي؛ كان مسؤولا عن حراسة نصر الله، وكان قائد التنسيق الخاص بالحرس الثوري الإيراني، وبقوة القدس التي عملت في إطاره، وكذلك بمكتب الزعيم الأعلى، علي خامنئي.

في يومنا هذا:

قُتِل مُغنية إثر تفجير سيارته في كفر سوسة في دمشق ليلا بتاريخ 12 شباط عام 2008، عند خروجه من مدرسة إيرانية.

نقلت صحيفة “الصانداي تايمز” اللندنية تقارير “عن مصادر استخباراتية إسرائيلية” أنه كانت في سيارته وسادة رأس تضمنت عبوة ناسفة صغيرة.

اقرأوا المزيد: 933 كلمة
عرض أقل
جولة اعلامية أجراها حزب الله على طول الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان (AFP)
جولة اعلامية أجراها حزب الله على طول الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان (AFP)

استعراض حزب الله بالقرب من الحدود يأتي في وقت ملائم لإسرائيل

تشكل الجولة الاستثنائية التي أجراها حزب الله للإعلاميين عدم التزام بالقرار 1701 للأمم المتحدة، وفي ظل تصريحات قتالية تطلقها الولايات المتحدة تجاه التنظيم يبدو أن الحديث يدور عن استفزاز غير حكيم

يبدو أن الجولة الاستثنائية التي أجراها حزب الله للإعلاميين على طول الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان، يوم الخميس الماضي، هي محاولة منه للرد على الادعاءات الموجهة إليه داخل الدولة، وفي الوقت عينِه حفاظا على استعراض إخافة الجيش الإسرائيلي. بينما يتم استثمار جزء كبير من قوة الجيش في حماية نظام بشار الأسد الفتاك في سوريا، وبينما تعاني المنظمة من أزمة اقتصادية خطيرة، من المجدي بين الحين والآخر تذكير المواطنين اللبنانيين مَن هو العدو الحقيقي.

ادعى أحد عناصر الجناح العسكري التابع لحزب الله الذي أجرى الجولة للإعلاميين أن إسرائيل تخشى من قوة التنظيم لذلك تتحصن. إثباتا على ذلك عرض الحفريات المكثّفة التي أقامها الجيش الإسرائيلي على طول الحدود في السنوات الماضية. لم يحاول الجيش الإسرائيلي إخفاء هذه الحقائق التي تهدف إلى إبعاد الحرب عن الحدود الإسرائيلية. لقد عرضها في الإعلام الإسرائيلي قبل أكثر من سنة.

المنطق وراءها واضح: بما أن حزب الله عزز قدرات وحدات الكومندوز الخاصة به، قوات رضوان، في الحرب في سوريا، فمن الأفضل زيادة العقبات أمامه لمنع استغلال أية فرصة معينة قد تؤدي إلى دخول كلا الطرفين إلى حرب. عموما يبدو أن الحياة مريحة في قسم وسائل الإعلام التابع لحزب الله: طيلة سنوات، حاول حزب الله أن يظهر نشاطات الجيش الإسرائيلي بصفتها إثباتا على نوايا إسرائيل العدائية. والآن، بعد أن بات الجيش الإسرائيلي يعمل على تحصين الحدود، يشكل هذا شهادة على أن اليهود يخشون. على أية حال، من الواضح أن إسرائيل هي المذنبة.

"أصبح حزب الله محبطا جدا بسبب عدد القتلى الكبير الذي شهده في الحرب في سوريا" (AFP)
“أصبح حزب الله محبطا جدا بسبب عدد القتلى الكبير الذي شهده في الحرب في سوريا” (AFP)

في حين يسلط حزب الله الضوء على الحدود مع لبنان، يمكن القول إن الوضع في سوريا من جهته مختلط، في أحسن حال، رغم كونه جزءا من معسكر الداعمين لنظام الأسد، الذي أصبح المنتصر في السنة الماضية. قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي في الأسبوع الماضي إنه وفق تقديراته لقد خسر حزب الله أكثر من 1.700 قتيل وأصيب 7.000 من عناصره في الحرب في سوريا. يتواجد نحو ‏8,000‏ من مقاتلي حزب الله، نحو ‏30%‏ من قواته المنتظمة، بشكل منتظم في سوريا.‎

صحيح أن التنظيم يكسب تجربة عملياتية واسعة وهامة، ومن المرحج أن ضباطه يتعلمون كيف يديرون أطر قتالية واسعة ويستخدمون وسائل جديدة، وهذا بفضل قربهم من المرشدين الروس الذين ينشطون إلى جانب نظام الأسد وقربهم من ضباط الحرس الثوري الإيراني. ولكن بالمقابل، يعاني حزب الله أيضا من ظواهر الإرهاق. يتقدم الأسد ويستعيد سيطرته على بعض المناطق، لا سيّما بفضل المساعدة الروسية الجوية، ولكن المعركة تدور ببطء ولا ترغب أي من القوات المساعدة للنظام في تعريض مقاتليها للمشاركة في المعارك الدامية في المناطق المأهولة. تقضي قوات حزب الله وقتا طويلا في القتال وتتعرض لأضراره، ويكثر مركز القيادة المشترك المسؤول عن نشاطات نظام الأسد من إرسال هذه القوات إلى مناطق مختلفة تشهد أزمات أثناء القتال.

منذ اغتيال رئيس الأركان في حزب الله، مصطفى بدر الدين قبل نحو سنة بالقرب من دمشق، ليس هناك من يقوم بأعماله (ادعى رئيس الأركان، غادي أيزنكوت مؤخرًا أن بدر الدين قُتِل على يد زعماء حزب الله، على خلفية خلافات داخلية في الرأي في التنظيم).

خسر حزب الله أكثر من 1.700 قتيل وأصيب 7.000 من عناصره في الحرب في سوريا. يتواجد نحو ‏8,000‏ من مقاتلي حزب الله، نحو ‏30%‏ من قواته المنتظمة، بشكل منتظم في سوريا

لقد أجرى القائد البارز في الجيش الإسرائيلي مقارنات مثيرة للاهتمام. ذكر الجيش الإسرائيلي عام 2006 أنه كان مقتنعا أن وضعه ممتاز بعد أن نجح في التغلب على الانتفاضة الثانية ولكن اكتشف في حرب لبنان الثانية أن قدراته العملياتية ليست كافية للتحدي القادم الذي يتعرض له. العبرة واضحة: هناك فرق بين حرب حزب الله المستمرة أمام تنظيمات الثوار العنيفة في سوريا، وبين مواجهة أخرى ضد سلاح الجو، الاستخبارات، والتكنولوجيا الخاصة بالجيش الإسرائيلي.

ولكن، يبدو أن الصعوبة الكبيرة التي يتعرض لها التنظيم هي مادية. فقد قلصت إيران بشكل ملحوظ المساعدة المالية التي تنقلها إلى حزب الله. في الوقت ذاته، ازدادت تكاليف التنظيم المالية الثابتة بسبب الحاجة إلى دعم عائلات الشهداء في سوريا وجرحى الحرب السورية. في الخلفية، خرج جيل من المقاتلين القدامى الذين شاركوا في المعارك ضد الجيش الإسرائيلي في “المنطقة الأمنية” في جنوب لبنان إلى التقاعد وهم يتنظرون الحصول على دعم مالي. يدور في لبنان وفي أوساط الطائفة الشيعية ذاتها جدال مستمر حول الفائدة من مشاركة قوات حزب الله في سوريا وحول ثمن الخسائر المنوطة بها.

أثارت جولة استعراض حزب الله الاستثنائية للإعلاميين – تقليد شبيه تماما تقريبًا للجولات التي يجريها الجيش الإسرائيلي في الجانب الآخر من الحدود في أحيان قريبة – إرباكا هاما في بيروت. سارع رئيس الحكومة سعد الحريري يوم الجمعة إلى إجراء زيارة إلى جنوب لبنان مع وزير الدفاع ورئيس الأركان مشددا على أن حكومته هي السيادية في الدولة. هاجم الحريري الذي حصل على وظيفته كجزء من صفقة سياسيًّة معقدة مع حزب الله (التنظيم المشبته بمشاركته في قتل والده) بشكل مبطن الجولة الأولى. ولكن يبدو أن الضرر قد حدث.

مؤخرا، استغل مسؤولون إسرائيليّون تصريحات الرئيس ميشال عون أن حزب الله هو جزء من قوات الدفاع في لبنان للتهديد أن الجيش اللبناني قد يكون هدفا إسرائيليا في الحرب القادمة. فقد عمل حزب الله على تقويض سيادة الحكومة على طول الحدود، وفي الوقت عينه أظهر عدم التزام واضح بالقرار 1701 لمجلس الأمن، عندما أجرى لقاء بين مقاتلين مسلحين من جنوب الليطاني وهم يرتدون زيا عسكريا وبين الإعلاميين.

إسرائيليا، جاء استفزاز حزب الله غير الحكيم في وقت مناسب. في اليوم الذي جرت فيه الجولة للإعلاميين، صرحت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هالي، أثناء جلسة في مجلس الأمن أن إيران وحزب الله هما المجرمان الرئيسيان في الشرق الأوسط ووعدت أن بلادها ستعمل ضدهما. يوم الخميس، في مقابلة للشبكة الشبكة التلفزيونية، فوكس نيوز، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه يعتقد أن على إدارة ترامب أن “تلغي أو تغيّر” الاتّفاق النوويّ مع إيران. صحيح أن الإدارة الأمريكية الجديدة تعمل في الحلبة الدولية بنعومة ولكن تأمل حكومة نتنياهو على الأقل فيما يتعلق بمواقفها تجاه إيران وحزب الله أن تساعد الأجواء التي تسود الآن في واشنطن في دفع مصالحها قدما.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 915 كلمة
عرض أقل
سمكة "نصر الله" (Istock)
سمكة "نصر الله" (Istock)

سمكة “نصر الله” تهدد شواطئ إسرائيل

سمكة "نصر الله" هي سمكة على اسم الأمين العام لحزب الله، هي واحدة من بين مئات الحيوانات المائية، التي تؤدي إلى أضرار في شواطئ إسرائيل، تلحق بالزراعة المائية، وبني البشر

وصلت سمكة سامة سُميت باسم “نصر الله” – بعد أن وصلت إلى مياه البحر المتوسّط عبر قناة السويس – إلى خليج إيلات أيضا. يؤدي لمس السمكة إلى ألم حاد، وقد يؤدي إلى شلل مؤقت وفي حالات متطرفة قد يؤدي إلى الوفاة أيضا.

بدأت ترفع صور لسمكة “نصر الله” في كل نوادي الغوص في إيلات تحت عنوان “‏Wanted‏”. يشكل هذا التوجه الاستثنائي إحدى الوسائل للعثور على حيوانات مائية غازية تصل إلى شواطئ إسرائيل وتهدد التوازن المناخي المائي الدقيق.

المخلوقات المائية الغازية هي كل مخلوق يصل للمرة الأولى إلى موطن جديد بمساعدة الإنسان – من خلال الإبحار والبضائع – أو بشكلٍ مُستقلّ. تجذب هذه المخلوقات انتباها لا سيّما عندما تؤدي إلى أضرار جسمانية واقتصادية، بدءا من إلحاق ضرر موضعي وصولا إلى ضرر بالمنشآت المائية مثل سد مضخات شركة الكهرباء. بشكل عام، كل مخلوق يدخل إلى بيئة مائية، حتى وإن كان لا يلحق ضررا مباشرا بالإنسان فلديه احتمال لتشويش التوازن المناخي. ليست هناك إمكانية لدى المخلوقات الغازية التي تصل إلى بيئة جديدة حيوانات منافسة ومفترسة، ولذلك تتكاثر على حساب الحيوانات المائية الأخرى. أحيانا تحمل معها جراثيم ضارة أيضا.

وكما ذُكر آنفًا، أحد المخلوقات الغازية الأكثر ضررا للبيئة هو سمكة “السلور الغازي” التي سُميت باسم “نصر الله”. لقد شوهدت هذه السمكة للمرة الأولى في إسرائيل عام 2001، ولكن الصيادين (الذين سموها بالاسم “نصرالله”) شهدوا أضرارها عام 2006 فقط في فترة حرب لبنان الثانية. لدى السمكة ثلاث شوكات حادة في الجزء الأمامي من جسمها وهي تتضمن مواد سامة قد تؤدي إلى شلل مؤقت. تدخل هذه الأسماك مع الأسماك الأخرى التي يصطادها الصيادون إلى الشبكة وعندما يدخل الصيادون أيديهم إلى الشبكة لتصنيف الأسماك يتعرضون للدغ شوكة السمكة. يتكاثر هذا النوع من الأسماك، لدرجة أنه أحيانا يرمي الصيادون شبكات كاملة إلى البحر تتضمن كل ما اصطادوه.

يتم العثور على مخلوقات مائية ضارة مثل “نصر الله” بطرق مختلفة: بمساعدة الصيادين، الغواصين، ورجال سلاح البحريّة الإسرائيلي.

ويعود سبب دخول مخلوقات غازية مائية إلى شواطئ البلاد إلى فترة تاريخية جرى فيها فتح قنوات السويس التي تصل بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وذلك في تشرين الثاني عام 1869‏. وفق الأبحاث، منذ فتح القناة اجتاح مياه البحر المتوسّط نحو 700 نوع من النباتات والحيوانات، من بينها سرطانات، رخويات، وأسماك، دخل معظمها عبر قناة السويس. ما زال هذا الغزو مستمرا حتى يومنا هذا.

بهدف معالجة الحيوانات الغازية تُبنى مناطق عزل اصطناعية في قناة السويس يسود فيها مستوى عال من الأملاح أو منخفض مما يعيق عمل الحيوانات الغازية. عمليا يدور الحديث عن حُلول معقدة تتطلب موارد كثيرة.

اقرأوا المزيد: 388 كلمة
عرض أقل
جنود في طريقهم إلى المنزل بعد خدمة دامت 4 أشهر متتالية في "دلاعت" عام 1998 (تصوير ماتي فريدمان)
جنود في طريقهم إلى المنزل بعد خدمة دامت 4 أشهر متتالية في "دلاعت" عام 1998 (تصوير ماتي فريدمان)

“دلاعت” – قصة نقطة عسكرية إسرائيلية في العمق اللبناني

قصة مثيرة للاهتمام للنقطة العسكرية الإسرائيلية في العمق اللبناني، فهي قصة جيل كامل من الإسرائيليين الذين يرغبون في شطب حرب لبنان من ذاكرتهم. مقابلة خاصة يتحدث فيها جندي عن حرب لبنان بعد أن شارك فيها وظل حيا

يتخيل مَن يفكر في “دلاعت” (دلاعت هي كلمة عبرية تعني القرع أو اليقطين)، غالبًا نبتة لونها برتقاليّ أو أخضر أو حتى أصفر أو أبيض. لن يخطر في باله أن هذه النبتة البسيطة، هي أيضا اسم نقطة عسكريّة إسرائيلية في العمق اللبناني. أقام الجيش الإسرائيلي في الثمانينيات بعد انسحابه من لبنان، موقعا عسكريا استجابة “للاحتياجات الأمنية” الأكثر سرية في الدولة ولمراقبة العدو رقم واحد حتى يومنا هذا، حزب الله، الذي ازدادت قوته.

النقطة العسكرية "دلاعت" في آذار 1998 ويمكن مشاهدة جبل الشيخ في الخلفية (Wikipedia)
النقطة العسكرية “دلاعت” في آذار 1998 ويمكن مشاهدة جبل الشيخ في الخلفية (Wikipedia)

لا يعرف الإسرائيلي العادي تقريبا حرب لبنان 1982. كانت هذه الحرب فترة صعبة، راح ضحيتها ما معدله 20 حتى 30 جنديا إسرائيليا في كل سنة، خلال 18 عاما. بدأت الحرب بتاريخ 6 حزيران 1982، وانتهت في يوم واحد في شهر أيار عام 2000، بعد انسحاب أحادي الجانب للقوات الإسرائيلية، من دون تنسيق مسبق مع الحكومة اللبنانية. في غضون وقت قصير غادر الجيش الإسرائيلي لبنان بعد أن هدم مواقعه ومن بينها موقعي “دلاعت”، و “بوفور”، مغلقا وراءه بوابات الحدود، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات جيش لبنان الجنوبيّ في كل مكان، من دون النظر إلى الوراء.

الصحفي والأديب الإسرائيلي - الكندي، ماتي فريدمان (Facebook)
الصحفي والأديب الإسرائيلي – الكندي، ماتي فريدمان (Facebook)

في خريف 2002، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، عاد الصحفي والأديب الإسرائيلي – الكندي، ماتي فريدمان، إلى موقع “دلاعت”. لقد عاد إليه من لبنان ذاته. شاهد فريدمان مبنى الموقع العسكري الذي كان نابضا بالحياة أثناء خدمته العسكرية، مدمّرا وخاليا. “وجدت موقعا مهجورا، ومُدمرا”، قال في مقابلة معه حول كتابه الجديد “دلاعت- نقطة عسكرية في لبنان”.

“عندما رأيت الموقع خاليا ومُدمّرا، شعرت بشعور قوي، فبدأت أفكر بشكل مختلف في الفترة التي خدمت فيها في لبنان. في الموقع المهجور، بدأت أفكر بحجم الوهم. إن إرسال جنود شبان إلى منطقة خاضعة للسيادة اللبنانية، احتجازهم في نقطة عسكرية على تلة والتوضيح لهم أن هذه النقطة العسكرية ونقاط أخرى في القطاع الأمني تهدف إلى الحفاظ على البلدات في شمال إسرائيل، هو عمل جنوني”.

ماتي فريدمان يزور أنقاض "دلاعت" من داخل لبنان عام 2002 (تصوير ماتي فريدمان)
ماتي فريدمان يزور أنقاض “دلاعت” من داخل لبنان عام 2002 (تصوير ماتي فريدمان)

وصل فريدمان، صحفي وأديب عريق من أصل كندي إلى إسرائيل في سن 17 عاما، وبعد مرور سنتين وجد نفسه في النقطة العسكرية “دلاعت” في جنوب لبنان. إن النظرة الخارجية إلى التجربة الغريبة، المثيرة للخوف ولكنها رائعة أحيانا أيضا، خلّفت كتاب – تصفية الحساب النادر حول فترة تفضل إسرائيل نسيانها. تُرجم الكتاب الذي كتبه فريدمان بالإنجليزية إلى العبريّة.

هل ترغب في ترجمة الكتاب إلى العربية؟

“أرغب جدا. أتمنى حدوث ذلك. أرغب جدا أن يتوجهوا إليّ أصحاب دور نشر عربية، ويعرضوا عليّ ترجمة الكتاب إلى العربية أيضا. ينقل الكتابة تجربتي وتجربة أصدقائي في النقطة العسكرية على التلة الأجمل في جنوب لبنان، ويتطرق إلى عالم صغير تسود فيه علاقات الكراهية والمحبة تجاه ذلك المكان، تلك الحرب، لا سيّما إلى فهم أفضل للمجتمع الإسرائيلي، وعمليات مر بها إثر الحرب في جنوب لبنان”.

"عمليات فتح المحاور" باتجاه النقطة العسكرية "دلاعت" 1999 (Wikipedia)
“عمليات فتح المحاور” باتجاه النقطة العسكرية “دلاعت” 1999 (Wikipedia)

يحاول فريدمان في كتابه الجديد أن يروي قصة القطاع الأمني للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان عبر جدران النقطة العسكرية وقصص بعض الجنود الذين خدموا أثناء الحرب. وفق ادعائه، قصة النقطة العسكرية “دلاعت” هي قصة دولة إسرائيل والشرق الأوسط بأكمله.

هل تعتقد أنه يمكن أن نتعلم من كتابك شيئا ما، حول تعامل إسرائيل اليوم مع حزب الله؟

“ترتبط كل معرفتنا حول ما هي الحرب، بما حدث في لبنان. لا شك أن إسرائيل قوية عسكريّا. كذلك حزب الله قوي وحكيم أيضا. مثلا، حزب الله أقوى من إسرائيل في مجال استخدام الوسائل الإعلامية. كان حزب الله أول من عرف الاحتمال الكامن في الوسائل الإعلامية وكيف يمكن استغلالها لصالحه.

سادت فكرة أثناء حرب لبنان نظرت إلى الجنود نظرة “أولاد الجميع”. سُميت الحركة التي دعت إلى الانسحاب من لبنان حركة “الأمهات الأربع” ويشير استخدام الكلمة “أمهات” إلى أن هناك أطفالا في الجانب الآخر يجب حمايتهم. كانت كل هذه العوامل قائمة منذ حرب لبنان. بصفتنا جنودا، شهدنا حالة من حرب في القرن الحادي والعشرين، حرب من نوع آخر لم تعرفه إسرائيل حتى ذلك الحين. كانت هذه الحرب نموذجية للحروب التي تورطت فيها مثلاً الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، أفغانستان، حرب خلّفت ورائها داعش والقاعدة. إذا نظرنا إلى الماضي، فيبدو أننا نحن الإسرائيليون كنا أول من خاض هذا النوع من الحروب”.

هل تتذكر روتينك اليومي في النقطة العسكرية؟ هل قمتم بعمليات عسكرية مكثّفة؟

قافلة سيارات جيب عسكرية بطريقها إلى "دلاعت" 1998(تصوير ماتي فريدمان)
قافلة سيارات جيب عسكرية بطريقها إلى “دلاعت” 1998(تصوير ماتي فريدمان)

“لم يحدث ذلك حقا. لذا أتحدث عن وهم كبير، كنا نقشر البطاطا معظم اليوم، نملأ أكياس الرمل، نشاهد المنظر الريفي الذي كان يطل عبر نقاط الحراسة نحو المعقل الشيعي أمامنا، في النبطية، وأحيانا كنا نتعامل مع تحديات أمنية وضعها أمامنا مقاتلو حزب الله. كانت قوات حزب الله صغيرة ولكنها حكيمة جدا نجحت كل الوقت في أن تثير قلقا لدينا. لم يحدث شيء غالبا، كنا مشغولين كل الوقت في شق الطرقات لتلقي قوافل عسكرية في طريقها إلى منطقة النقطة العسكرية، في التأكد من أن نشطاء حزب الله لم يضعوا ألغاما في الطرقات، وشربنا الكثير من القهوة. وانتظرنا!”

فريسة سهلة للهجوم؟

“تماما. في مساء أحد الأيام كنت داخل ناقلة جنود مدرعة، تعمل على حماية النقطة العسكرية من الخارج وتلقينا خبرا عبر جهاز الاتصال حول الكشف عن 3 أجسام في طريقها نحو النقطة العسكرية في الظلمة. طُلب منا مواجهة التهديد، فتقدمت ناقلة الجنود المدرعة نحو منطقة ذات أشجار كثيفة. سادت أجواء من الظلمة التامة، كان يمكن الشعور بالخوف تماما. بعد مرور بضع دقائق، شعرت بشظية قوية تصطدم بأنفي ومن ثم سمعت انفجارا قويا وشممت رائحة غبار حريق. عندها أدركنا أننا تورطنا. انفجر محرك المدرعة نتيجة الانفجار فلم يكن في وسعنا التقدم. لذلك طلبنا المساعدة عبر جهاز الاتصال. في اليوم التالي، وصل إلى منطقة الحادث مقتفيا أثر لمعرفة ماذا حدث فأخبرا أنه وُضعت في الطرقات متفجرات وأن الأجسام الـ 3 التي شاهدناها كانت خنازير برية عالقة في المنطقة. سئم الجنود من روتين عملهم في النقطة فاستغل حزب الله هذه الحقيقة للعمل ضدنا”.

اليوم الذي تغير فيه كل شيء: 4 شباط 1997

مهبط مروحيات في "دلاعت" 1993(Wikipedia)
مهبط مروحيات في “دلاعت” 1993(Wikipedia)

يذكر فريدمان هذا اليوم جيدا. تدعو إسرائيل هذه الكارثة التي لحقت بـ 73 عائلة بـ “كارثة المروحيات”. كانت كارثة المروحيات التي حدثت بتاريخ 4 شباط 1997 كارثة جوية. اصطدمت فيها مروحيتان لسلاح الجو الإسرائيلي في الجو بينما كانتا تنقلان 73 مقاتلا إلى القطاع الأمني في موقعي “بوفور” و “دلاعت”. حصدت الكارثة حياة 73 مقاتلا.

“عندها طرأ تغيير ما في المجتمَع الإسرائيلي. كان سقوط 73 مقاتلا إسرائيليا حادثا مأسويا بدأ بطرح أسئلة ثاقبة، ضد من نقاتل في لبنان؟ هل هناك حاجة حقا إلى المواقع الدفاعية العسكرية وراء حدود إسرائيل؟ هل تخدم هذه المواقع الهدف الذي بُنيت من أجله؟ طرحت الحركة الاجتماعية “الأمهات الأربع” التي قادت الاحتجاجات الاجتماعيّة للانسحاب أحادي الجانب من لبنان هذه الأسئلة”.

أقامت أربع نساء من سكان الشمال وأمهات جنود خدموا في لبنان حركة “الأمهات الأربع” وهي حركة احتجاجية قامت عام 1997 إثر كارثة المروحيات طالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. بعد مرور 3 سنوات منذ إقامة الحركة، قرر رئيس الحكومة حينذاك، إيهود باراك، تنفيذ وعوده الذي صرح بها أثناء الانتخابات والعمل على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.

غلاف الكتاب الذي ألفه ماتي فريدمان حول الحرب فب لبنان
غلاف الكتاب الذي ألفه ماتي فريدمان حول الحرب فب لبنان

هل تعتقد أن هناك علاقة بين الانسحاب من لبنان واندلاع انتفاضة الأقصى بعد مرور نحو خمسة أشهر منذ الانسحاب، في تشرين الأول 2000؟

“لا شكّ. أتطرق إلى هذه النقطة في الكتاب أيضًا. لا شك أن الانتفاضة، كما هو معروف، لم تحدث بسبب الانسحاب من لبنان. ولكن منح الانسحاب إلهاما لبعض الفصائل الفلسطينية. كانت فكرة مقاومة القوات الأجنبية منتشرة في المجتمَع الفلسطيني. أثبت نصر الله أنه ربما من المفضل إدارة مقاومة عنيفة بدلا من الاكتفاء بتسوية تاريخية حقيرة. أتذكر أنه في فترة اندلاع انتفاضة الأقصى، كنت طالبا جامعيا في القدس. كان في مساكن الطلاب الجامعيين تلفزيون، يبث برامج التلفزيون الفلسطيني. كنا نشاهد مقاطع فيديو لحملات دعائية تقارن بين موجة العُنف التي اندلعت في البلاد وبين نجاح عناصر حزب الله في إبعاد القوات الإسرائيلية من لبنان”.

لو التقيت نصر الله لوقت قصير واحتسيت معه القهوة، عمّ كنت ستتحدث؟

“كنت سأسأله إذا كان يشتاق إلى ابنه؟”

أمين عام حزب الله، حسن نصر الله برفقة إبنه هادي نصرالله (Wikipedia)
أمين عام حزب الله، حسن نصر الله برفقة إبنه هادي نصرالله (Wikipedia)

كان هادي، ابن نصر الله البكر، مقاتلا في حزب الله وقُتِل بتاريخ 12 أيلول 1997، أثناء معركة بينه وبين جنود الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. نُقل جثمانه إلى عائلته في إطار تبادل الجثث في حزيران 1998 مقابل جثة جندي إسرائيلي.

“يبدو أن هذا هو السؤال الوحيد الذي كنت سأطرحه عليه كأب لأربعة أولاد. في نهاية المطاف، نحن بشر وبعد أن ننزع كل الأقنعة نصل إلى الإنسان العادي، وأعتقد أن هذا سؤال كان سيجعل نصر الله يفكر في ابنه الذي فقده أثناء الحرب”.

من تعتقد كان المنتصر في الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟

“السؤال الحقيقي هو ما هو الانتصار. لقد نجح حزب الله في إخراج إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000. نجح في إلحاق ضربة قاضية في الوعي الإسرائيلي حول قدرات الجيش الإسرائيلي العسكرية في حرب لبنان الثانية عام 2006. هذا أمر مؤكد. ولكن هل نجح في بناء مجتمَع مزدهر كما تعمل إسرائيل اليوم. يحاول الإسرائيليون اليوم العيش رغم كل الصعوبات وبناء مجتمَع سليم، قدر الإمكان. هل هذه هي الحال في لبنان؟ لست متأكدا. أطلق نصر الله “عفريت الحرب الأبدية” ضد إسرائيل. في الوقت الراهن، هذه الحرب ليست قائمة تقريبا لذلك يشارك حزب الله في الحرب في سوريا بقرار من الراعي إيران. تدمر حروب كهذه المجتمعات البشرية وتشكل مشكلة”.

يصف فريدمان في كتابه أحداث مأساوية لموت الجنود وخسارتهم، إلا أن خدمته العسكرية في “دلاعت” لم يترك أثرا فيه. “لم أخسر صديقا”، قال مضيفا “كان الفريق الذي عملت ضمنه محظوظا، لم يلحق بنا ضرر. ربما كان هذا سببا آخر ساهم في قدرتي على كتابة هذا الكتاب. مررت بتجربة قوية وغريبة جدا بشكل أساسيّ. ولكن لم أجتز تجربة أثرت كثيرا في حياتي، ولكني مررت بتجربة تعليمية سريعة ومكثفة حول الشرق الأوسط”.

كانت 18 سنة للجيش الإسرائيلي في لبنان فترة تأسيسية لجيل إسرائيلي كامل، إلا أنه عندما نفحص كم كتابا كُتب عنها، فيبدو أن تلك الفترة انمحت من الذاكرة الجماعية كليا. أكثر من ذلك، يبدو أن تراث الجيش الإسرائيلي يحاول نسيان تلك الفترة الطويلة التي قضاها وراء الحدود. لا تشكل قصة القطاع الأمني جزءا من تراث معارك الجيش الإسرائيلي. يعتقد الجيش الإسرائيلي أن حرب لبنان انتهت عام 1982 تماما”.

اقرأوا المزيد: 1496 كلمة
عرض أقل
المنطقة الحدودية، نظرة من الجانب الإسرائيلي إلى لبنان (IDF)
المنطقة الحدودية، نظرة من الجانب الإسرائيلي إلى لبنان (IDF)

مسؤول عسكري إسرائيلي: لا نتوقع وقوع حرب مع حزب الله في السنوات القريبة

"حزب الله غارق في الحرب في سوريا ويفقد عناصره، لكن خبراته تزداد وقدراته تتطور" | مقابلة خاصة مع موقع "المصدر"

“خط الحدود بين إسرائيل ولبنان هو من أكثر الجبهات هدوءا اليوم في إسرائيل” هذا ما قاله مسؤول عسكري إسرائيل في مقابلة خاصة لموقع “المصدر”

على طول المنطقة الحدودية تنتشر قوات مُشاة وقوات سلاح المدفعية، وتعمل مع قوات سلاح الجو، وبالطبع هناك وحدات استخبارية متنوعة، متطورة ومتقدمة جدا. لكن إن سألنا الجيش الإسرائيلي فيوضح أن لا داعي للقلق:

“أولا”، يقول المسؤول، “ما زال حزب الله في حالة من الردع منذ حرب 2006، وثانيا فهو غارق في الحرب السورية”.

هل يُتوقع شن حرب في السنوات القادمة؟

“حتى الآن، غير متوقع. مع ذلك، هذه الحدود معرضة لاندلاع الحرب. الهدوء مريب، الانتقال من الوضع العادي إلى حالة الحرب سريع جدا. يكفي أن يقرر حزب الله القيام بتفجير واحد، ثم يليه رد فعل إسرائيلي قوي، لاندلاع معركة شاملة. لذلك، رغم الهدوء، ينشغل كل من الجانبين بتحسين الاستعداد للحرب”.

القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية (IDF)
القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية (IDF)

ماذا يجب العمل استعدادا للحرب؟

يعمل حزب الله من جانبه على تحسين البنى التحتية في لبنان، ويستخدم بنى الجيش اللبناني. يعمل مقاتلوه كثيرا داخل القرى اللبنانية، وخاصة الشيعية. فهو يمتلك داخل القرى معدات عسكرية وأسلحة، لكن من أجل عدم نقض اتفاقيات دولية أبرمتها لبنان، يعمل حزب الله تحت جناح مدني. مثلا: على طول الحدود، يتم في الفترة الأخيرة بناء مكثف لمبان ذات طابع زراعي، ومن الواضح أن حزب الله سيستخدمها وقت الحرب، ومن بين ذلك للمراقبة باتجاه الحدود.

ما هي التقديرات بشأن قدرات حزب الله؟ هل طرأ تغيير منذ حرب 2006؟

“من جانب واحد، يُمنى حزب الله بخسائر بشرية ومادية. عدا عن الخسائر البشرية، فهو يتعرض إلى صعوبات على شكل انتقاد داخلي لاذع في لبنان، لأنه تخلى عن هدفه الرئيسي وهو حماية لبنان بسبب “العدو الحقيقي”، أي إسرائيل في نظر اللبنانيين.

استعراض عسكري لحزب الله (صورة من موقا المقاومة الإسلامية في لبنان)
استعراض عسكري لحزب الله (صورة من موقا المقاومة الإسلامية في لبنان)

من ناحية أخرى، حزب الله محترف جدا، ويكتسب تجربة مهنية ويحسن قدراته. بالإضافة إلى ذلك، فهو يبني ثقة وصلة قوية جدا بالمحور السوري- الإيراني، ويعمل على ذلك من خلال تدريبات، نقل معدات تخل بالتوازن مثل صواريخ مضادة للدبابات، وبالطبع الدعم في وقت الحرب. كلما كان حزب الله أكثر تدخلا في سوريا، يزداد التزامه تجاه المحور”.

كيف يستعد الجيش الإسرائيلي للحرب؟

“قام الجيش الإسرائيلي بتحديث كل المنظومات التشغيلية. درب كل الأطر على سيناريوهات مستقبلية محتملة، حسنّ القدرات عامة، والقدرات الجوية، وقدرات عمله الاستخبارية جيدة مقارنة بعام 2006.  تتمتع إسرائيل اليوم بقدرة ردع قوية بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2006 وقد تستخدمها في وقت قصير كثيرا”.

تضريبات القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية (IDF)
تضريبات القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية (IDF)

ما هي السيناريوهات المحتملة؟

“لا يمكن أن نعرف ماذا سيحدث، لذلك نستعد لكل السيناريوهات الممكنة، منها المتطرفة مثل أن يشن حزب الله هجوما في إسرائيل، أو أن تتورط إسرائيل في العمق اللبناني”.

هل طرأت تغييرات في استعداد الجيش بعد انتخاب الرئيس ميشيل عون المقرّب من حزب الله؟

لن يؤثر اختيار الرئيس على الحدود أبدا، مع ذلك، نجري دائما متابعة استخباراتية ومستعدون جيدا لكل سيناريو.

اقرأوا المزيد: 416 كلمة
عرض أقل