يبدو أنه ما من حفل زفاف أُقيم في مدينة تل أبيب، في الشهر الأخير، دون أن تكون أغنية “حبيبة قلبي” جزءًا منه. الأغنية التي تم تسجيلها من قِبل فرقة A-wa، لثلاث أخوات من عائلة “حاييم”، هي أغنية يمنية شعبية، باللغة العربية، ويُرافقها إيقاع راقص، خفيف ومُبهج، والذي أشرف على توزيع موسيقاها تومر يوسف، موسيقي إسرائيلي ناجح، وهو من أصول يمنية أيضًا، ومعروف في العالم بفضل فرقته “البلقان بيت بوكس” (“صندوق الإيقاع البلقاني”).

تم تصوير الكليب الخاص بالأغنية في جنوب إسرائيل، في منطقة صحراوية (بالقرب من مسقط رأس الشقيقات المُغنيات)، وهو يدمج بين أجواء الصحراء، الحرية، تعزيز مكانة المرأة، والتقاليد اليمنية، والشيء الأهم – الإيقاع.

تحوّلت الأغنية التي حصدت لما يُقارب 400 ألف مشاهدة على اليوتيوب، وأكثر من 300 ألف مشاهدة أُخرى على الفيس بوك، إلى واحدة من أكثر الأغاني المسموعة في إسرائيل، في الفترة الأخيرة. يتم إجراء الكثير من المقابلات مع الشقيقات المُغنيات اللواتي يتحدثن دائمًا عن كيفية تأثرهن بالثقافة اليمنية، وكيف نشأن على الموسيقى الشرقية في البيت، إنما ليس هذا فقط، وكيف أن قوتهن النسائية تم التعبير عنها من خلال هذا العمل الذي يُعزز مكانة المرأة والنساء، في احتجاج مُعيّن على مكانة النساء في اليمن، اللواتي بتنا يتلاشين من الحيز الجماهيري العام.

في مكان مثل إسرائيل، ليس أمرًا مفهومًا ضمنًا بأن تتحوّل أغنية باللغة العربية إلى إحدى أنجح الأغاني، تُغنى في المناسبات، في الإذاعات وفي العديد من البيوت، وهذا أمر مُبهج جدًا. وهذه الأغنية ليست الوحيدة. تحوّلت الموسيقى العالمية، والموسيقى العربية تحديدًا، إلى صيحة في السنوات الأخيرة، وخاصة في إطار مشهد الموسيقى البديلة.

فرقة A-wa
فرقة A-wa

يدمج الكثير من الفنانين عناصر شرقية وعربية، مثل المواويل والتلوين الموسيقي، موسيقى كمان عربية، وإيقاع الدربكة، في أعمالهم، التي باتت مشهورة ومطلوبة لدى هواة الموسيقى، وخاصة كل ما يتعلق بموسيقى الملاهي والرقص، إنما ليس فقط.

كان من بين رودا هذا المجال، في السنوات الأخيرة، فرقة “يمن بلوز”، التي تستند موسيقاها على الموسيقى اليمنية، مع دمج موسيقى ذات طابع أمريكي مثل موسيقى البلوز و “هيب هوب”، وموسيقى روحانية، على مختلف أنواعها.

إنما يبدو أن الرائدة الحقيقية التي شقت هذه الطريق أولاً هي المغنية عوفرا حازا، التي أطلقت في بدايات الثمانينيات ألبومها الذي كان أغانٍ يمنية بأكمله، ومنها أغنية “إن أغلِقَت” (Im Nin’alu)، المأخوذة عن صلاة يهودية، ولقد نال الألبوم شهرة عالمية.

الجمهور الإسرائيلي ليس الوحيد المُعجب بهذا النوع من الموسيقى. هناك لدى فرقة “A-WA”، فرقة “يمن بلوز”، وعدد من الفنانين الإسرائيليين الذين يُنتجون موسيقى شرقية، جمهور كبير جدًا في الشرق الأوسط.  في حين لا تزال اليمن غارقة في الحرب، وإسرائيل ليست لديها علاقات دبلوماسية مع غالبية الدول العربية، وبينما العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين ليست الأفضل، يبدو أن الموسيقى تنجح بجسر الهوة وتقريب القلوب وترقيص الأرجل.

اقرأوا المزيد: 411 كلمة
عرض أقل