المجرم النازي، ألويس برونر (AFP)
المجرم النازي، ألويس برونر (AFP)

مجرم نازيّ في دمشق

تقرير في فرنسا: المجرم النازي، ألويس برونر مات عام 2001 تعذيبا في قبو في سوريا |كان برونر مستشارا لحكومة حافظ الأسد ولكن كان في السنوات الأخيرة من حياته في حبس منزلي

عام 2001، مات أحد المجرمين النازيين الأكثر طلبا، ألويس برونر، الذي كان مساعد أدولف آيخمان، ومسؤولا عن طرد نحو 130 ألف يهودي إلى معسكرات الموت، وهو في قبو مُغلق في سوريا وعانى كثيرا – هذا ما يتضح من تحقيق صحفي نُشِر أمس (الأربعاء) في مجلة فرنسية Revue XXI.

وصل برونر الذي كان أحد المجرمين النازيين الأكثر وحشية وطلبا في العالم إلى سوريا عام 1954، وعاش فيها تحت اسم مستعار “أبو حسن” وأصبح مستشارا للشرطة السرية في سوريا. شارك من بين أمور أخرى طرق تحقيق وتعذيب استخدمها الغيستابو. عاش في الحي الدبلوماسي الدمشقي، وأصبح مع مرور السنوات قريبا من حافظ الأسد. مع وصول حافظ الأسد إلى سدة الحكم عُيّنَ برونر مستشارا كبيرا له.

في الستينيات، أصيب برونر عدة مرات من مُغلَّفات تفجيرية، وصلت إليه وفق الشبهات من الموساد الإسرائيلي. وفق التقارير، خسر في التفجيرات إحدى عينيه وبعض أصابع يده، ولكن تابع عمله خفية من أجل النظام السوري.

وفق التحقيق الذي نُشِر أمس، ففي عام 1989 سُجِن في شقة سرية في دمشق، ونُقِل بعد سنة من ذلك إلى قبو في بناية سكنية، لم يكن مرتبطا بالمياه ولم تصل إليه أشعة الشمس، حيث بقي برونر محبوسا فيه خلال التسعينيات. لأهداف التحقيق أجرت الصحيفة مقابلة مع ثلاثة من الأشخاص الذين عملوا حراسا لبرونر في إطار الخدمة السرية السورية. قال أحدهم، عمر، إنه في اللحظة التي دخل فيها برونر إلى تلك الغرفة لم يخرج منها أبدا حتى وفاته.

وقال عمر في شهادته أيضا إن الأكل الوحيد الذي حصل عليه برونر كان وجبة “مقشعرة للأبدان” تُقدّم للجنود المقاتلين، أو بيضة أو حبة بطاطا، وإنه لم يستحم في السنوات الأخيرة من حياته. وفق الشهادات، عانى برونر كثيرا في السنوات الأخيرة من حياته. “بكى وعانى كثيرا، وكان الجميع قادرا على سماعه”.

وُلِد برونر في النمسا عام 1912، وانضم إلى الحزب النازي عام 1931، وتجند للخدمة في الإس إس عام 1938. تابع إيمانه النازي حتى وفاته. في مقابلة معه من المنفى في دمشق عام 1987، قال إنه ليس نادما على الهولوكوست، ونعت اليهود بـ “حثالة البشر”. وفق التقارير الأكثر حداثة، فقد مات عام 89 بعد أن عانى كثيرا.

اقرأوا المزيد: 324 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور (Flash 90/AFP)
الأسبوع في 5 صور (Flash 90/AFP)

الأسبوع في 5 صور

تلقت إسرائيل هذا الأسبوع ضربة قوية من دول العالم التي رفضت الاستيطان في مجلس الأمن وأثارت عاصفة كبيرة في القدس وواشنطن، ومن جهة ثانية، أثارت مجندات إسرائيليات بالبكيني اهتماما كبيرا في العالم الغربي

30 ديسمبر 2016 | 09:18

كُتب الكثير هذا الأسبوع عن قرار مجلس الأمن التابع للأمم ضد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتداعياته على السياسة الإسرائيلية، رغم أن القيادة الإسرائيلية أعلنت فور إعلان القرار أنها لن تلتزم به. إلى جانب هذه القصة الكبيرة، برزت قصص أخرى جعلت الأسبوع الجاري لافتا. تابعوا مقالتنا الأسبوعية

دول العالم تصوّت ضد الاستيطان

واجهت إسرائيل، هذا الأسبوع، ضربة قوية، في الأمم المتحدة، بعدما صادقت دول مجلس الأمن التابع للمنظمة على مشروع قرار ضد الاستيطان الإسرائيلي، إذ أغضب القرار القيادة الإسرائيلية على نحو غير مسبوق. هل سيكون لهذا القرار تأثيرا؟

في نفس السياق، يدعي كثيرون أن مجلس الأمن يثبت مرة تلو والأخرى أنه هيئة فاشلة لا تعالج القضايا الملحة في العالم، ولم يثبت على مر السنين أنه أدى واجبه الإنساني على نحو مرضٍ. اقرأوا مقالة رأي في الموضوع نشرت على موقعنا على الرابط

مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (Wikipedia)
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (Wikipedia)

مجندات إسرائيليات بالبكيني

أثارت صفحة إنسجرام لمجندات إسرائيليات يلبسن الزي العسكري مرة، والبيكيني مرة، اهتماما كبيرا لدى الإعلام الأجنبي.. شاهدوا الصور الساخنة وتعليقات الصحافة البريطانية والأمريكية على الرابط

مجندة إسرائيلية (إنستجرام)
مجندة إسرائيلية (إنستجرام)

بالصور: زعماء العالم يحتفلون بالأعياد

الزوجان أوباما، بشار الأسد، بنت الرئيس الأمريكي المُنتخَب، إيفانكا، وزوجها اليهودي، وآخرون يحتفلون بعيد الميلاد وعيد الأنوار. شاهدوا الصور على الرابط

إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي المُنتخَب، دونالد ترامب، تحتفل بعيد الأنوار مع زوجها اليهودي
إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي المُنتخَب، دونالد ترامب، تحتفل بعيد الأنوار مع زوجها اليهودي

وحدة الثلج في الجيش الإسرائيلي

تعرفوا إلى الوحدة العسكرية في الجيش الإسرائيلي التي تتدرب على القتال بظروف قاسية، تحديدا، على جبل الشيخ الذي اكتسى بالثلوج في هذه الأيام العاصفة

وحدة جبال الألب في الجيش الإسرائيلي (Flickr IDF)
وحدة جبال الألب في الجيش الإسرائيلي (Flickr IDF)

حريق هائل يهدد سلامة سكان حيفا

نشب هذا الأسبوع حريق هائل في واحدة من مصافي النفط التابع لمصنع تكرير النفط في حيفا، الأمر الذي أدى إلى هلع كبير وخوف من انفجار المصافي الهائلة. وفور إخماد الحريق، قال رئيس بلدية حيفا، يونا ياهاف، إنه لن يحتمل بعد وجود المصانع في المدينة مطالبا الدولة بنقلهم. اقرأوا أكثر عن هذا الحدث

حريق في مصافي النفط في حيفا (Facebook)
حريق في مصافي النفط في حيفا (Facebook)
اقرأوا المزيد: 261 كلمة
عرض أقل
حافظ الأسد وأنيسة مخلوف (AFP)
حافظ الأسد وأنيسة مخلوف (AFP)

وفاة أنيسة مخلوف والدة الرئيس السوري بشار الأسد

عانت مخلوف المرض منذ سنوات وكانت تتلقى العلاج في المانيا إلى أن وضعها الاتحاد الأوروبي في العام 2012 على لائحة الشخصيات السورية التي فرض عليها عقوبات

توفيت أنيسة مخلوف، والدة الرئيس السوري بشار الأسد، السبت في دمشق عن عمر يناهز 86 عاما، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري.

ونقلت  “نوكالة الإعلام الرسمية “سانا”عت رئاسة الجمهورية العربية السورية المغفور لها أنيسة مخلوف أرملة الرئيس الراحل حافظ الأسد والتي انتقلت إلى رحمته تعالى في دمشق اليوم السبت (…) 6 شباط 2016 عن عمر يناهز ال86 عاما”.

وبحسب مصادر مقربة من الرئاسة، عانت مخلوف المرض منذ سنوات وكانت تتلقى العلاج في المانيا إلى أن وضعها الاتحاد الأوروبي في العام 2012 على لائحة الشخصيات السورية التي فرض عليها عقوبات وشملت كل من زوجة الرئيس السوري وشقيقته. ووفق المصادر فأنها توفيت في مستشفى في دمشق.

وأوردت سانا أن والدة الرئيس السوري من مواليد اللاذقية العام 1930، تزوجت من الرئيس حافظ الأسد العام 1957، “حينما كان برتبة ملازم أول ورافقته متدرجاً بالرتب العسكرية” إلى أن أصبح رئيساً لسوريا في العام 1971 وحتى وفاته العام 2000.

ولديها من حافظ الأسد خمسة أبناء هم الرئيس الحالي بشار الأسد والعميد ماهر الأسد وبشرى والراحلان باسل ومجد. وطوال فترة حكم حافظ الأسد وخلال سنوات النزاع السوري الذي بدا في 2011، حافظت أنيسة مخلوف على ظهور إعلامي محدود.

انتقلت في العام 2013 إلى الإمارات لتنضم إلى ابنتها بشرى التي كانت استقرت في دبي قبلها بأشهر، وفق ما أفاد سكان وقتها، قبل أن تعود مجددا إلى سوريا.

اقرأوا المزيد: 204 كلمة
عرض أقل
الأبناء المفضّلون في الشرق الأوسط
الأبناء المفضّلون في الشرق الأوسط

الأبناء المفضّلون في الشرق الأوسط

في هذه المنطقة من العالم، لا يتحوّل الدم إلى ماء. ورغم أنّ الموهبة أمر مهمّ، فإنّ النسب العائلي لا يقل أهمية. إليكم نظرة إلى بعض "الخلفاء" لزعماء الشرق الأوسط

هناك دول في العالم إذا وُلدتَ فيها في الأسرة المالكة؛ فطريقك نحو تولي منصب الملك مقرّرة مسبقًا. وهناك دول أخرى ليس مهما من هما والداك، لأنّك إذا أردت أن تحكم فستضطرّ إلى القيام بذلك بقواك الذاتية فحسب. بينما في الشرق الأوسط فالصورة ليست واضحة: فحتى لو وُلدت كأمير، سيأتي يوم ستضطرّ فيه إلى أن تثبت لشعبك بأنّك مناسب للحكم، وحتى لو عملت بنفسك من أجل الوصول إلى السلطة، فإنّ الشعب سيهتم دائما بجذورك العائلية.

سنعرض عليكم بعض “الخلفاء” البارزين بشكل خاص والذين يعيشون في منطقتنا، وهم أبناء عبد الله ملك الأردن، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

الأمير حسين بن عبد الله

الأمير حسين (Instagram)
الأمير حسين (Instagram)

الأمير الأردنيّ الهاشمي ابن الثانية والعشرين عاما هو وريث عرش المملكة منذ أن كان في العاشرة من عمره. وفقا للسجلّات، فإنّ الأمير حسين هو حفيد للنبي محمد من الجيل الـ 42. وقد سمّي بطبيعة الحال على اسم جدّه، الملك الحسين بن طلال. في هذه الأيام يدرس الأمير في جامعة جورجتاون في مدينة واشنطن في الولايات المتحدة، في مجال التاريخ الدولي. وهو يخدم أيضًا كضابط بدرجة ملازم أول في الجيش الأردني. وكما يليق بفرد في الأسرة الهاشمية، يتحدث الأمير الإنجليزية والعربية بمستوى لغة الأم، وذلك بالإضافة إلى إتقانه الفرنسية شفهيّا. عندما كان في العشرين من عمره كان الأمير حسين الشخص الأصغر سنّا ممن ترأسوا جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك عندما ترأس جلسة تناولت منع انضمام الشباب إلى التنظيمات الإرهابية.

جواد نصر الله

حسن نصر الله ونجله جواد نصر الله (Twitter)
حسن نصر الله ونجله جواد نصر الله (Twitter)

تصدّر محمد جواد نصر الله، نجل حسن نصر الله، مؤخرا عناوين الأخبار عندما نشر الجيش الإسرائيلي خبر أنّه تزعّم خلية مسلّحين فلسطينية، شغلها حزب الله. فاجأ هذا الخبر الكثيرين، حيث إنّه حتى ذلك الوقت كان جواد معروفا بشكل أساسيّ باعتباره ناشطا في تويتر وهو موقع التواصل الاجتماعي، حيث يُكثر هناك من نشر التغريدات والصور التي يهاجم فيها السعودية وإسرائيل. وفقا للشائعات المنتشرة حوله من فترة صباه، فقد أكثر نصر الله الصغير من التجوّل في الضاحية الجنوبية من بيروت بسيارته، بل وتورّط في الماضي بالتحرّش بفتاة كانت تقطن في تلك المنطقة. ولكن في عام 2007 اشتهر للمرة الأولى عندما نشر ديوانه تحت اسم “حروف المقاومة”. من غير الواضح من هو جواد نصر الله الحقيقي؛ هل هو وحش عديم الرحمة، أم شاعر واضح اللسان مضى في طريقه والده الصعبة؟

يائير وأفنير نتنياهو

يائير في جنازة جده المفضل (Flash90Avi Ohayon)
يائير في جنازة جده المفضل (Flash90Avi Ohayon)

في الزاوية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، يبرز الشقيقان الشابان يائير وأفنير نتنياهو، ابنا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. يائير هو الابن الأكبر من بينهما، وقد وُلد عام 1991، بينما يصغره أفنير بأربع سنوات. وفقا للشائعات في إسرائيل، فإن كلا الابنين يؤثران كثيرا على طريق والدهما السياسي. يائير هو في الواقع المستشار السياسي الأكثر قربا من رئيس الحكومة، وهو مسؤول عن جزء كبير من حملة رئيس الحكومة الإعلامية. في فترة دراسته في الجامعة بدأ ينشط سياسيًّا في حزب الليكود. وأما أفنير، المعروف بقربه من الديانة اليهودية، يقدّم لوالده نتنياهو دعما أيديولوجيًّا في طريقه السياسي.

ياسر وطارق عباس

طارق وياسرعباس
طارق وياسرعباس

ياسر وطارق عباس هما أكبر بسنوات عديدة من الأبناء الذين ذُكروا أعلاه، ولكن تأثيرهما على والدهما الرئيس الفلسطيني ليس سرّا. في الوقت الذي اختفى فيه أبناء الزعماء من جيل أبناء عباس عن الخارطة، مثل عدي وقصي حسين، جمال وعلاء مبارك وسيف الإسلام القذافي، فإنّ ياسر وطارق يحافظان على أهميّتهما. وذلك لأنّهما لم يقفا أبدا في دائرة الضوء السياسي تماما. والأمر صحيح بشكل خاصّ بالنسبة لطارق، الذي عرف كيف يستغلّ مكانة والده طوال السنين من أجل النجاح في عالم الأعمال.

حافظ الأسد الابن

حافظ الأسد
حافظ الأسد

سُمّيَ حافظ الأسد ابن الخامسة عشرة على اسم جدّه تماما مثل الأمير حسين بن عبد الله، وقد تصدّر العناوين مؤخرا بسبب إنجازاته المشكوك فيها في إطار مسابقات الرياضيات، والتي أنهى فيها في المركز السابع فقط. سخر موقع “العربية” منه وكتب “لعلها المرة الأولى التي لا يكون فيها واحدٌ من آل الأسد رابحاً في أية مباراة يخوضها”. وكتب مراسل العربية عهد فاضل أيضًا: “فللمرة الأولى يجرؤ أحدٌ على الفوز قبالة واحد من “تلك العائلة الرئاسية” التي تخصصت بالفوز، “حتى لو مسابقة في اللغة الصينية”، كما يقول ظرفاء سوريون، هنا وهناك”. كالعديد من الزعماء الآخرين في المنطقة، فإنّ والد حافظ لم يكن يفترض أنه سيصبح رئيسا، وحظي بهذا المنصب فقط إثر وفاة شقيقه الأكبر باسل. في كل ما يتعلق بمستقبل سوريا، فإنّ المخفيّ أعظم. لا يمكن لأحد أن يراهن ويخمّن احتمال أن يرث حافظ والده، حيث من غير المؤكد أبدا بأنّ يبقى والده الرئيس السوري حتى آخر حياته. ولكن لأنّ كلّ شيء محتم، فمن غير المستبعد بأن يلتقي حافظ الأسد الابن يومًا ما بالملك حسين بن عبد الله وبرئيس الحكومة الإسرائيلي يائير نتنياهو، ليناقش معهما اتفاق السلام بين سوريا وإسرائيل.

اقرأوا المزيد: 709 كلمة
عرض أقل
السيسي يستقبل لاودر
السيسي يستقبل لاودر

صديق وخصم نتنياهو عند السيسي: مع التسامُح وضد الإرهاب

رون لاودر، أمين سر بنيامين نتنياهو السابق والذي اختلف معه، يلتقي مع الرئيس المصري ويُثني عليه وعلى جهوده في الحرب ضد الإرهاب

استضاف الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي أمس في القاهرة رجل الأعمال الأمريكي اليهودي رون لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي. رافق لاودر نائب رئيس المجلس، موشيه رونين.

صرح الناطق بلسان الرئاسة المصرية، علاء يوسف، أن لاودر أكّد على  أهمية أن يحذو كل قادة المجتمع الدولي حذو الرئيس، وأن يقبلوا على خوض الحرب ضد الإرهاب بشجاعة، بدلا من الاكتفاء بإصدار بيانات إدانة للعمليات الإرهابية‎.‎ رغم أنه وفقا للتقارير عن خطوات مصر في مدينة رفح، لا تُذكر بتوسع في الإعلام الإسرائيلي، فإن القيادة الإسرائيلية راضية عن هذه النشاطات.

وأضاف الناطق باسم الرئاسة أن لاودر أشار إلى متابعتهم باهتمام للخطوات الجادة التي يتخذها الرئيس على المستويين الداخلي والدولي، مشيدا في هذا الصدد بما تضمنه خطاب الرئيس السيسي الأخير من أفكار تحض على التسامح وقبول الآخر، فضلا عن محاربة الأفكار المتطرفة، وهو الأمر الذى تأكدت أهميته في ضوء الأحداث الإرهابية التي وقعت في باريس خلال الأيام الماضية‎.‎

وأضاف الناطق أن الرئيس أكد أن النقاط التي تضمنها خطابه الأخير بمناسبة ذكرى المولد النبوي سبق له تناولها على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث أكد أنه سبق أن حذر من خطورة الفهم الخاطئ لصحيح الدين الإسلامي الحنيف وقيم الإسلام وثوابته، مؤكدا أن تصويب المفاهيم وتوضيح حقائق الأمور من شأنه المساهمة في معالجة مشكلة التطرف‎.‎

سافر لاودر في السنوات الأولى التي كان فيها نتنياهو رئيسا للحكومة إلى دمشق كي يعرض على الرئيس حافظ الأسد برنامج السلام الإسرائيلي

في السنوات الماضية، اعتُبر لاودر أمين سر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لكنه أيضا اعتُبر خصمه. وفقا لمعطيات مجلة فوربس، يعتبر لاودر أحد أثرياء العالم وتُقدّر ثروته بأكثر من 3 مليار دولار. ويسيطر على إمبراطورية منتجات التجميل التي أنشأتها أمه، إستي لاودر.

كان لاودر في السابق المبعوث السري لنتنياهو للتواصل مع النظام السوري. وفقا لعدة تقارير، سافر لاودر في السنوات الأولى التي كان فيها نتنياهو رئيسا للحكومة الإسرائيلية بين عامي 1996-1999، إلى دمشق كي يعرض على الرئيس حافظ الأسد برنامج السلام الإسرائيلي للانسحاب الجزئي من هضبة الجولان.

يمتلك لاودر نسبة من القناة العاشرة الإسرائيلية، والتي تبث الكثير من المضامين الانتقادية لنتنياهو. حسب ما تدعيه إسرائيل، منذ أن بثت في القناة تقرير تحقيقي عن سفريات نتنياهو الكثيرة لخارج البلاد، انقطعت الصلة بين الاثنين. قرر لاودر فيما  بعد أن يتنازل عن حصته في القناة وتوقف عن ضخ المال لها.

يدعي الصحفي الإسرائيلي بن كسبيت أنه “في أيلول الماضي أهان نتنياهو لاودر حين جعله ينتظر أكثر من ساعتين في ردهة فندق في نيويورك للقاء مصالحة، والذي لم يتم”. وفقا لكسبيت، لم يكن اللقاء أمس مع السيسي باسم نتنياهو.

بل إن لاودر نفسه يتهرب من الرد على التقارير فيما يتعلق بالقطيعة بينه وبين نتنياهو. في مقابلة للقناة الإسرائيلية الثانية، قال لاودر مؤخرا: “كنت صديقا لنتنياهو خلال 35 سنة، آمل أن أكون صديقا له 35 سنة أخرى على الأقل. ينبغي علي أن أقول: إنه رئيس حكومة ممتاز، أنا أدعمه. لقد برع في إيصال رسائله للشعب الأمريكي وغيره في كل العالم. حين يُلقي خطابا، يعرض إسرائيل بأحسن صورة ممكنة”.

اقرأوا المزيد: 451 كلمة
عرض أقل
ألويس برونر (Wikipedia)
ألويس برونر (Wikipedia)

مستشار التعذيبات لدى الأسد، النازي، توفي في دمشق

ألويس برونر، المجرم النازي المطلوب في العالم الذي هرب إلى سوريا بعد الحرب العالمية الثانية، ونجا من محاولتي اغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي وعمل كمستشار للتعذيبات لدى الأسد

تُوفي ألويس برونر، ضابط “إس إس” الذي كان من أكثر الرجال ولاء لأدولف هتلر وكبير مساعدي أدولف آيخمان، ودُفن في دمشق، هذا ما أفاده وكيل استخبارات ألماني في الشرق الأوسط في الأيام الماضية.

كان برونر أكثر مجرم نازي مطلوب في العالم وكان مسؤولا عن موت آلاف اليهود في فترة الهولوكوست. عمل برونر، المولود في النمسا، كمساعد لأدولف آيخمان وساعد في إدارة عمليات طرد يهود فرنسا، النمسا واليونان إلى معسكرات الاعتقال والإبادة.

هناك قائمة طويلة من الجرائم التي يتولى ألويس مسؤوليّتها بدءًا من عام 1941. كان حينذاك نائبا لآيخمان في مكتب هجرة اليهود وحرص خلال توليه للمنصب على الطرد الجماعي لـ 48,000 يهودي نمساوي إلى خارج البلاد الآرية وأمر بنقلهم إلى معسكرات الاعتقال والإبادة في بولندا، لاتفيا ولتوانيا.

عام 1943، بعد أن تحمّس آيخمان لإمكانيات الشر لدى برونر وعرّفه باعتباره “أفضل رجلّ لديّ”، قام بإرساله إلى اليونان، حيث سارع إلى طرد 46,000 يهودي من سالونيك خلال شهرين فقط. كانت قسوته أشهر من نار على علم. بل إنّ مرؤوسيه في “إس إس” قد كرهوه.

وقد تحدّثت أدلة تمّ جمعها بعد الحرب من الناجين من الهولوكوست في معسكرات أمضى برونر فيها وقتا، عن قسوته وساديّته. اضطر اليهود في إحدى الحالات إلى الركض لساعات في المعسكر وإلقاء أنفسهم في الوحل. بعد أن انهاروا واستنفدوا طاقتهم تمّ ضربهم حتى الإغماء. وقد أمر مرؤوسيه في “إس إس” في إحدى الحالات بقتل أربعة يهود بدم بارد أمام أنظار الجميع. وتحدثت أدلة أخرى كيف أمر بوقوف تسعة من اليهود وهم عراة، في ليلة باردة من شهر تشرين الثاني، لمدة 12 ساعة متواصلة قام خلالها حراس “إس إس” بضربهم.

بعد الحرب، تم إدراج اسمه في قائمة مجرمين الحرب الأكثر طلبا. تمّ اعتقاله وسجنه في معسكرات الأسرى التابعة لجيش الولايات المتحدة والجيش البريطاني، ولكنه تمكّن من التملّص بعد أن أخفى ماضيه وأقنع المحقّقين بإطلاق سراحه. عاد إلى النمسا، وبمساعدة صديق اعتمد هوية مزوّرة، حصل على شهادات جديدة وفرّ إلى مصر. التقى هناك بالزعيم الفلسطيني، الحاج أمين الحسيني، الذي أقنعه بالانتقال إلى مكان أكثر أمنا: سوريا. قبل برونر هذه النصيحة وانتقل إلى سوريا التي انتحل فيها شخصية رجل أعمال وتاجر من أصول ألمانية. وفي هذا الإطار طوّر علاقات مع موظّفي السفارة الألمانية.

اعتُقل عام 1960 من قبل الشرطة السورية للاشتباه بتجارته للمخدّرات. ومن أجل إثبات براءته، اعترف أنّه كان الساعد الأيمن لآيخمان، بعد أن اختطف الأخير من قبل الموساد في الأرجنتين وتم تقديمه للمحاكمة في القدس. سارعت الشرطة السورية وأجهزة الأمن في البلاد إلى إطلاق سراحه. أخذه الرئيس السوري حافظ الأسد تحت رعايته وعيّنه في وظيفة مشابهة لتلك التي عمل بها في النظام النازي؛ مستشارا لشؤون التعذيبات.

على مرّ السنين، امتنع النظام السوري من تسليمه رغم المطالبات الكثيرة من قبل الدول الغربية. نجا من محاولتين للاغتيال كانت كما يبدو من قبل عناصر الموساد، في عامي 61 و 80، بواسطة مغلّفات متفجّرة وفقد إحدى عينيه وثلاثة من أصابعه.‎ ‎رغم أنّ وظيفة برونر الدقيقة في حكومة حافظ الأسد لم يتمّ تعريفها أبدا، ولكن وكالات الاستخبارات وخبراء الهولوكوست أوضحوا بأنّه كان متورّطا في التعامل القاسي مع الجالية اليهودية في سوريا وكان خبيرا في الإرهاب والتعذيب. قال برونر إنّ الشيء الوحيد الذي يندم عليه بأنّه لم يقتل المزيد من اليهود. لم يعبّر عن ندمه أبدا.

ووفقا للمعلومات الجديدة فقد تُوفي قبل أربع سنوات عن عمر يناهز الثمانية والتسعين عاما ولم يحاكم عن جرائمه.

اقرأوا المزيد: 510 كلمة
عرض أقل
نساء ورجال من الطائفة العلوية في تركيا يمارسون طقوسهم الدينية (AFP)
نساء ورجال من الطائفة العلوية في تركيا يمارسون طقوسهم الدينية (AFP)

10 حقائق عن العلويّين

يعتبر الدين العلويّ دينًا سرّيًا، مثل دين الدروز، ولكن يوجد للعلويّين بخلاف الدروز دولة عزّزت مكانتها في الشرق الأوسط، وصراعهم في سوريا الآن هو صراع على الحياة أو الموت. من هم العلويّون أو "النصيريّون" سابقًا؟

03 مايو 2014 | 13:06

الطائفة العلوية هي طائفة الأقلية الأكبر في سوريا. هناك خلاف حول جذورها، ودينها سرّي مع رموز وثنية ومسيحيّة. اعتبرت الطائفة العلوية في نظر الغالبية السنّية في السابق، كطائفة غير مسلمة أو كافرة ووثنية. ليس اعتباطًا أن يقود بشّار الأسد، ابن الطائفة العلويّة، صراعًا يائسًا ووحشيًّا للبقاء في الحكم، فإنّه إلى جانب شهوة كلّ طاغية بالتمسّك بكرسيّ الحكم، يعلم الأسد بأنّ المسلمين السنّة قد يثأرون من طائفته، التي تسيطر على سوريا منذ خمسين عامًا.

فيما يلي عشر حقائق عن هذه الطائفة:

1. يشكّل العلويّون نحو 12% من مجموع سكّان سوريا، أي أكثر من مليون ونصف شخص. يتجمّع معظمهم، أكثر من 70% في “جبال العلويّين” – وهي سلسلة جبال تقابل الساحل السوري ومعروفة أيضًا باسم جبال النصيريّة. وهناك تجمّعات علويّة أخرى تقطن في مناطق وقرى حول المدن حماة وحمص. ويعيش نحو ربع مليون علويّ، وربّما أكثر، في دمشق بل وفي حلب.

وعدا عن سوريا فهناك تجمّعات علويّة في تركيا أيضًا – وهم بضع مئات من الآلاف في الإسكندرونة (هتاي) وفي كيليكيا، وفي لبنان – بضع عشرات الآلاف بشكل أساسيّ في عكار وطرابلس، بل وفي الأردن.

2. اعتقد كثيرون من الباحثين في السابق بأنّ أبناء الطائفة العلويّة هم من الكفّار بالإسلام بل وثنيّين. وفي الفتوى التي أصدرها العالم الفقيه تقيّ الدين ابن تيمية (1263-1328) قرّر بأنّ دم العلويّين مباح إنْ لم يتوبوا ويعودوا لدين الإسلام، لأنّهم: “أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين”.

الفقهاء الشيعة أيضًا، والمنتمون إلى الشيعة الإثني عشرية رفضوا العقيدة العلوية ووصفوا أبناء الطائفة بأنّهم من “الغُلاة”؛ لأنّهم بالغوا في الإعجاب بعليّ، إلى درجة اعتباره إلهًا. لكن المتعارف عليه اليوم هو أن الطائفة العلوية هي طائفة من الشيعة.

الرئيس السوري بشار الأسد مع قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية (AFP)
الرئيس السوري بشار الأسد مع قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية (AFP)

3. حتى بداية القرن العشرين عُرف أبناء الطائفة باسم “النصيريّين”، وهو كما يبدو نسبة لمحمد بن نصير، الذي كان من واضعي أسس العقيدة العلويّة. فقط في أعقاب بداية الانتداب الفرنسي بدأ النصيريّون بتسمية أنفسهم بـ “العلويّين”، وكذلك يسمّون من قبل الآخرين. وذلك على الرغم من أنّ هذه التسمية (العلويّون) – التي تعني أتباع عليّ – شائعة عند عموم المسلمين الشيعة.

4. كان محمد بن نصير من أصول فارسية، عاش ونشط في سامرّاء بالعراق، واعتبر، على ما يبدو، مقرّبًا من الإمام الحادي عشر الحسن العسكري. بعد اختفاء الإمام الثاني عشر، محمد المنتظَر (المهدي)، بدأ ابن نصير بادّعاء لقب النبوّة، بل لقب “الباب”. وقد تجمّعت حوله طائفة من المؤمنين وسرعان ما نشروا تعاليمه في العراق وسوريا.

5. كيف تحوّل العلويّون من طائفة ملاحَقة إلى مجموعة حاكمة في سوريا؟ كان السبب الرئيسي لهذا التغيير بالنسبة للطائفة هو الانتداب الفرنسي في البلاد بعد الحرب العالمية الأولى والذي مهّد طريق العلويّين للخدمة العسكرية والضابطية، لتشجيع التعليم والمشاركة السياسية وتحسين الحالة المادّية.

6. عام 1920 أسّس الفرنسيون في “جبال العلويّين” التي تمتدّ على طول الساحل السوري “منطقة الحكم الذاتي للعلويّين”، وفي تموز عام 1922 تم تحويلها إلى “دولة العلويّين”، ثم في عام 1930 قدّموا للمنطقة “القانون الأساسي”، والذي تمّ تعريف الكيان العلويّ فيه باعتباره “حكومة اللاذقية”. يتحدّث كثيرون من الباحثين في أيامنا عن تأسيس الحكم الذاتي العلوي في حالة سقوط الأسد، وهو أمر له جذور كما ترون.

علم الحكم الذاتي العلوي في العهد الفرنسي (ويكيبيديا)
علم الحكم الذاتي العلوي في العهد الفرنسي (ويكيبيديا)

7. عمل حافظ الأسد دون كلل لتحقيق ارتباط ديني للطائفة – سنّي أو شيعي – ولإزالة وصمة التكفير عنها والتي كانت قد التصقت بها بالنسبة لمعظم المسلمين. في عام 1973، نجح الرئيس السوري في إقناع زعيم الشيعة في لبنان، موسى الصدر، بالاعتراف بالعلويّين كجزء من الشيعة وبالتالي كمسلمين. وأيضًا، عملت عائلة الأسد، لأسبابها السياسية، على مدى السنوات بكل جهودها لتحويل العلويّين كجزء طبيعي من العالم الشيعي.

وبالإضافة إلى ذلك فالرئيس السوري بشار الأسد، متزوّج من سنّية جميلة، وهي أسماء الأخرس، ويحرص النظام على تعيين مسؤولين سنّيّين في السلطة ليُظهر بأنّ حزب البعث، الحزب الحاكم، هو حزب يحقّق المساواة. وأثبتت أسماء وفاءها لبشار والعلويّين حتى بعد بداية الاضطرابات في سوريا.

8. لا يقبل العلويّون المتحوّلين إليهم من الأديان الأخرى ولا يسمحون بنشر كتبهم المقدّسة. فيما عدا فئة محدودة تتمتع بالثقة، الرجال فقط، فإنّ معظم أبناء الطائفة لا يعرفون الكثير عن مضامين تلك الكتابات أو عن العقيدة العلويّة.

أسماء الأسد  (MIGUEL MEDINA / AFP)
أسماء الأسد (MIGUEL MEDINA / AFP)

9. إنّ الكشف عن الوثائق الدينية السرّية للطائفة استُخدم دائمًا كأداة للدعاية ضدّ النظام العلوي. في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري عام 2005، تم في لبنان نشر معظم الكتب العلويّة التي تمّ الاحتفاظ بها بشكل سرّي لألف عام. وبعد عام من الاضطرابات في سوريا كشف تنظيم الثوار “الجيش السوري الحرّ” في الفيس بوك ويوتيوب عن كتاب مقدّس للديانة العلويّة السرّية.

ثائر سوري في حي باب قنسرين بحلب القديمة بعد قصفه على يد القوات النظامية في سوريا (AFP)
ثائر سوري في حي باب قنسرين بحلب القديمة بعد قصفه على يد القوات النظامية في سوريا (AFP)

10. أن تكون علويّا في سوريا اليوم معناه أن تعيش في كابوس مستمرّ. فقد وضعت عائلة الأسد الطائفة العلوية في خطر كبير جرّاء الحرب التي يخوضها بشار الأسد منذ ثلاث سنوات وأكثر من أجل الحفاظ على كرسي الحكم. ورغم أن معظم رجال الدين العلويّين الرسميّين يلتزمون الصمت ولا ينتقدون الأسد، إلا أن أجزاء من الطائفة العلوية بدأت تدعو إلى التخلي عن الأسد والدعوة إلى المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب السوري مثل التجمع العلوي السوري.

مصادر إعداد المقالة (بالعبرية):

‏http://lib.cet.ac.il/pages/item.asp?item=18333‎‏

‏http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4048683,00.html‏

اقرأوا المزيد: 753 كلمة
عرض أقل
بشار الأسد وشقيقه ماهر في جنازة الأب حافظ عام 2000 (AFP)
بشار الأسد وشقيقه ماهر في جنازة الأب حافظ عام 2000 (AFP)

ابن العائلة الأكثر دموية في الشرق الأوسط

ولد بشار الأسد داخل سلاسة من القتل، القمع والاغتيالات، ولم تنجح إقامته في لندن من أجل الدراسة في إنقاذه من مصيره: أن يقود آلة القتل عند عائلة الأسد حتى النهاية. بشار الأسد، ملف تعريف نفسي

18 يناير 2014 | 09:22

في عام 2000، وهو العام الذي تولى فيه بشار الأسد مقاليد الحكم بعد وفاة أبيه، تلقّت العائلة الحاكمة في سوريا هزّة داخلية قوية؛ فخلال حفل عشاء، نشأ جدال حادّ بين الشقيق الأصغر ماهر، وبين صهرهم آصف شوكت المتزوج من أختهم الكبيرة بشرى. ومن شدّة الغضب سحب ماهر فجأة مسدّسه وأطلق النار على بطن صهره.

تلقّى مواطنو سوريا دليلا آخر على ما شعروا به منذ وقت طويل؛ هناك شيء غير اعتيادي في عائلة الأسد، وهذا ليس مجرّد علاقات عدائية داخل العائلة. هناك سلوك عنيف، جامح، حيوانيّ، وحشيّ. بل وبين أبناء العائلة أنفسهم.

صاحبت هذه الوحشية قصة حياة بشار الأسد والسوريين منذ أكثر من 40 عامًا، حين سيطرت العائلة العلوية من القرداحة في الساحل السوري قرب اللاذقية على الدولة.

تمثال للأب حافظ الأسد في دمشق (AFP)
تمثال للأب حافظ الأسد في دمشق (AFP)

أقام الأسد الأب، الذي كان قائد السلاح الجوّي السوري ووزير الدفاع، نظامًا إرهابيًا في الدولة بعد أن أقصى مساعده الأكبر في بداية سنوات السبعينات، ووضع قواعد حديدية أورثها أيضًا لمن جاء بعده.

“تعيش عائلة الأسد منذ بدايتها، بسبب جذورها العلوية، بشعور عميق من المطاردة”، يقول خبير في الشؤون السورية. ” من المثير أن نرى كيف حتى حين يستخدمون القوة بشكل وحشي، في حالات عديدة ضد أبرياء، لا يزالون بوعيهم هم الضحية”.

كان عمر بشار الأسد 8 سنوات في حرب أكتوبر/ تشرين الأول. وهو الحدث الذي صمم من دون شكّ إدراكه للسياسة الإقليمية. فقد تعلّم أنه من أجل الهروب من المشاكل الداخلية يمكن دومًا اتهام إسرائيل. فهو يضع كل عام إكليلا من الزهور على النصب التذكاري للجنديّ المجهول في ذكرى الحرب التي اندلعت في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، ويشيد بـ “الانتصار السوري الرائع الذي أحرز الفخر والكرامة القومية العربية”. حتى بعد أن بدأت أعمال العصيان في بلاده، وتخلّت الجامعة العربية عنه، كان لا زال يستخدم البلاغة القديمة للتحدث عن الطموحات والكرامة الوطنية اللتين ليستا قائمتين حاليًا.

لكنّ ثمة حدثا آخر أكثر صلة بالأحداث الراهنة في سوريا وهو مجزرة حماة، لأنها صممت وعيَ بشار الأسد إزاء كيفية التعامل مع المجتمع المتمرّد. جرت المجزرة في سوريا في 2 فبراير/ شباط عام 1982، وذلك حين هاجم الجيش السوري و”كتائب الدفاع” بأوامر من الرئيس السوري حافظ الأسد وبقيادة أخيه الشاب رفعت الأسد مدينة حماة، وتم قتل آلاف المواطنين السوريين السُنة، من أجل منع محاولة حدوث انقلاب ضدّه.

وقدّرت منظمة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية أنّ عدد القتلى في المجزرة يتراوح بين 10,000 إلى 25,000 شخص، ولكن منظمة حقوق الإنسان السورية قدّرت أنه كان عدد القتلى في المجزرة نحو 40,000 شخص. تم تدمير معظم أحياء مدينة حماة، وترك البلاد نحو مليون سوري.

ترك هذا الحدث انطباعًا كبيرًا لدى الابن بشار، ورسّخ في نفسه الدافع لقمع كل محاولة انقلاب أو مظاهرة بيد من حديد، حتى لو كان ثمن ذلك هو تحوّل الصراع المسلّح في بلاده إلى حرب أهلية وإلى المأساة الإنسانية الأكبر في القرن الحالي.

“لا يجب أن يتعجب من تابع كيف كان أبوه يذبح عشرات الآلاف من السنة في حماة، من الذبح بوسائل أخرى – السلاح الكيميائي، في ضواحي دمشق. هذا هو عالم المفاهيم ذاته، الذي نحن على حق فيه، وعلينا استخدام كافة الوسائل ضد من يتحدانا”، يقول الخبير، ويضيف : “يعمل أسد من منطلق أنه يجري الحديث عن حرب لا بد منها، فإذا خسرها ستكون تلك نهايته الجسدية ونهاية عائلته، ولكن أهم من ذلك، المستقبل المفزع الذي سينتظر الطائفة العلوية. سيكون هذا الفشل مسجلًا على اسمه”.

بشار الأسد (AFP)
بشار الأسد (AFP)

في الحقيقة، أراد الأسد الهروب من مصيره ولكن كلّ شيء تغيّر في 21 كانون الثاني عام 1994، حين كان شقيقه باسل الأسد يقود السيارة بسرعة على الرغم من الضباب، متوجهًا إلى مطار دمشق، واصطدم بدوار وتوفي على الفور.

كان من المفترض أن يكون “الشهيد” الأسد وريث أبيه، وقد تام تأهيله لهذا المنصب طوال حياته، لكونه الابن البكر. أخوه الصغير، بشار، الذي كان منطوٍ أكثر منه، كان ملائمًا جدًا لحياته المخططة: حياة طبيب عيون مريحة في لندن. لقد حمل باسل البكر، على ما يبدو، كل الحضور والقدرة على القيادة التي لا تشتهر بها عائلة الأسد بكل الأحوال، ولم يكن بشار الصغير على رادار للعالم. كان عديم الأهمية إلى هذه الدرجة.

بعد حادث السيارة فورًا، حيث كان من المفهوم ضمنًا أن بشار هو الوريث الجديد، بدأت أجهزة الاستخبارات بجمع المعلومات بشكل مكثف حول من سيكون لاحقًا إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط.

يكمن الإثبات على أن العالم لم يعرف أي شيء تقريبًا عن أسد الصغير في أنه مع المصادقة على تعيينه كرئيس في استفتاء شعبي (بأغلبية 97%، كالمعتاد)، عرضت التعيين معظم التقارير في الغرب كـ “فجر يوم جديد”. لقد تابع الغرب بأمل، وكذلك قوى ليبرالية في الشرق الأوسط، التفاصيل المعروفة حول حاكم سوريا الجديد: انفعلوا من الحقيقة أنه بخلاف أبيه الذي يعتبر من الطراز القديم، تلقى بشار الأسد ثقافته الرسمية في الغرب، أنه يتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة وهو يقضي الكثير من الوقت على الإنترنت.

ولكن ما فشل الغرب في فهمه هو أن الإنجليزية السلسة، الزوجة المتابعة للموضة، والدكتوراه من جامعة إنجليزية، لا تضمن الالتزام بالديمقراطية، القيم الليبرالية أو حقوق الإنسان.

على الرغم من المحاولات لتدفئة العلاقات مع الولايات المتحدة والوصول إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل، لم يترك تحالفه مع إيران وحزب الله ومحاولاته في بناء مفاعل نووي أي مكان للشك: يستتر تحت الخطابات الطويلة والبلاغة الملتوية شخص متطرف جدًا.

ويواجه الأسد اليوم قرارات صعبة بخصوص مستقبل العائلة ومستقبل نظامه في سوريا حيث دخلت الحرب الأهلية في سوريا إلى عامها الرابع. ولكن يمكن التوقّع أن قراراته لن تخرج عمّا هو مألوف ومقبول في عائلة الأسد؛ العائلة الحاكمة الأكثر دموية من بين الحكومات التي قامت في الشرق الأوسط. وستبقى سياسية الأسد مزدوجة وهي يد من حديد وقمع داخلي، وابتسامات وأخلاق في الخارج.

وفيّة لزوجها وعائلتها

من كان يظنّ أن زوجة بشّار، أسماء الأسد، ستلطف من توجه زوجها أو تحاول التأثير على عالمه الداخلي، فهو مخطئ تمامًا. فقد تحوّلت لتكون أداة لتحسين صورة نظام الحكم. تلك التي كانت تسمّى “المرأة الأكثر أناقة في السياسة العالمية”، و”البريطانية المغرية التي تسترد سوريا من التجمّد”، ظهرت بصورة امرأة منافقة ومستعدية لشعبها.

أسماء الأسد وبشار الأسد (AFP)
أسماء الأسد وبشار الأسد (AFP)

أسماء، المولودة في لندن لعائلة سنية غير تقليدية وثرية، ودرست في مؤسسات مرموقة وكانت خبرتها في العمل تشتمل على العمل في بنوك في لندن ونيويورك، جسّدت وجه الكوزموبوليتانية المتجدّدة لسوريا. وقد سحرت قيمُها الليبرالية المستنيرة التي انعكست في شخصيّتها كل من كان حولها.

وكان الغرب مباركا لمشاركة أسماء نخبة من نساء زعماء الدول العربية اللواتي أظهرنَ وجهًا جديدًا لشخصية السيّدة الأولى. نساء يمثّلن رمزًا للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في دولهنّ بل ويقدنَ ذلك بأنفسهنّ.

ولكن بدأ الصدوع في صورتها الإيجابية يظهر قبل ذلك، حين ردّ زوجها على التمرّد ضدّ حكمه بخطوات عنيفة. بينما كان الآلاف من أبناء شعبها يذبحون بأوامر الرئيس، لم تُظهر أي علامة من المعارضة أو الصراع الداخلي.

وشيئا فشيئًا بدأت المشاعر المختلطة تجاه زوجة الرئيس بالاندفاع. فمن ناحية، هي الأنثى الشابة الوسيمة، التي مثّلت القيّم الليبرالية الغربية، والتي جسّدت الشعور بالفخر الوطني. ومن ناحية أخرى، بدأت الشكوك تنمو بأنّ مهمّتها التي تقوم بها هي تقديم صورة رقيقة وإنسانية للنظام الذي هو خلاف ذلك تمامًا.

بدأت تفاصيل جديدة بالانكشاف والتي رسمت صورة أخرى: امرأة سطحية، منافقة ومستعدية، مهتمّة بتجميع السلع الفاخرة من خلال الإنترنت بدلا من رفاهية مواطني بلادها في ساعة ضائقتهم؛ فهي ماري أنطوانيت الشرق الأوسط. لقد اختارت تعزيز الثقافة في سوريا وأن تعزز علاقاتها مع مديري متحف اللوفر في باريس في الوقت الذي كان عشرات السوريين يقتلون يوميًا.

كانت رسالتها واضحة: موقف وفيّ إلى جانب زوجها حتى في ساعة الأزمة. بكلمات أخرى: موقف وفيّ إلى جانب القاتل.

اقرأوا المزيد: 1129 كلمة
عرض أقل