الملك حسين والممثلة اليهودية سوزان كابوت (Guy Arama/ Al Masdar)
الملك حسين والممثلة اليهودية سوزان كابوت (Guy Arama/ Al Masdar)

العلاقة الغرامية بين الملك حسين والممثّلة اليهودية

تلقي مستندات ‏وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التي كُشفت الضوء على العلاقة الغرامية بين الملك حسين والممثّلة السينمائية اليهودية

كشفت الوثائق السرية حول اغتيال الرئيس الأميركي، كينيدي، مؤخرا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية هي التي بادرت إلى اللقاء الأول بين العاهل الأردني طيب الذكر، الملك حسين، وبين الممثلة السينمائية اليهودية، سوزان كابوت، إذ نشأت علاقة غرامية بينهما بعد اللقاء دامت عدة سنوات.

أفاد تقرير لصحيفة ‏‎“USA Today”‎‏، أن الملك حسين طلب من الأمريكيين خلال زيارته إلى الولايات المتحدة في عام 1959، أن يعرّفوه على شريكة حياة، لهذا التقى الملك بالممثلة أثناء حفل عشاء احتفالي نُظم خصيصا من أجله. وفي وقت لاحق، اهتمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بأن تنزل كابوت تحت اسم مستعار في فندق قريب من منزل يقع بالقرب من الشاطئ كان ينزل فيه الملك حسين أثناء زيارته.

وفق الشائعات، اتضح أن العلاقة الغرامية بين الملك حسين وكابوت دامت لسنوات كثيرة، وتبين أن الطفل الذي وضعته كابوت في عام 1964 هو ابن حسين أيضا. في عام 1986، أدين ابن كابوت بقتل والدته، وكُشف في المحكمة أنه حتى لحظة قتلها، نقل الملك حسين مبلغ 1500 دولار لها شهريا.

الملك حسين (AFP)

لا يتطرق المستند الذي كُشف عنه إلى الأسماء بوضوح، إلا أنه يشير إلى الملك حسين بصفته “رئيس دولة أجنبية وصل لزيارة رسمية”. يستدل من فحص التواريخ والمعلومات الإضافية أن الحديث يجري عن زيارة الملك حسين التي جرت في نيسان 1959. في تلك الفترة، اعتقدت الولايات المتحدة أن الأردن يمكن أن يكون شريكا محتملا في الشرق الأوسط، لهذا كانت معنية باسترضاء الملك الشاب. كانت الممثلة الجميلة، ابنة عائلة يهودية روسية، بمثابة إحدى الطرق التي استخدمها الأمريكيون لتحقيق هذا الهدف.

اقرأوا المزيد: 232 كلمة
عرض أقل
الملاكم محمد علي (AFP)
الملاكم محمد علي (AFP)

المؤامرات الكبرى في عالم الرياضة

هناك من يتحدث بأنّ إصابة نيمار كانت معدّة لمنع فوز البرازيل في كأس العالم، وأن محمد علي فاز في معركة حياته، لأنّ خصمه راهن عليه. نماذج من المؤامرات في عالم الرياضة

العالم مليء بنظريات المؤامرة البشعة: حول الفساد، الحروب الكاذبة، اغتيال القادة البارزين والأحداث التي لم تحدث مطلقًا. هناك من يعتقد بوجود مطلق نار آخر في اغتيال كينيدي وأن الهبوط على سطح القمر عام 1969 كان تمثيلا.

الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي (Wikipedia)
الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي (Wikipedia)

يتضّح أنّ عالم الرياضة أيضًا ليس بريئًا من نظريات المؤامرة. في هذا المقال أحضرنا لكم بعض النماذج المفاجئة حول المؤامرات والرياضة.

نيمار أصيب من أجل منع البرازيل من كأس العالم

نجم منتخب البرازيل نيمار يرفع يديه شاكرا الجمهور (AFP)
نجم منتخب البرازيل نيمار يرفع يديه شاكرا الجمهور (AFP)

هل أرادت الفيفا للبرازيل أن تفوز؟ أم أنّه قد تمّ ترتيب القرعة لتوفير مسار مريح للأرجنتين؟ ليس هناك حدّ لذلك، وخصوصًا في عصر الإنترنت الذي يمكن فيه انتشار كلّ نظريات المؤامرة لكل شخص.

هناك من زعم أنّ إصابة نيمار نشأت من مؤامرة كانت معدّة لمنع البرازيل من الفوز؟ وهناك ادعاء آخر أنّ الإصابة تم تمثيلها لتوفير حرجه أمام ألمانيا.

https://www.youtube.com/watch?v=hUMl_VFzG1U

ومن الواضح أنّه لم يرغب الجميع بفوز البرازيل، وكان هناك من أراد ذلك، ولكن من هناك حتى أي خطوة عملية معدّة لتأكيد أنّ هذا ما سيحدث، فإنّ الطريق طويل. ولكن هذه هي قوة المؤامرة؛ لا يمكن أن نثبت بأنّها خطأ. كان اليانصيب وألعاب الجداول أرضًا خصبة للاتهامات، ويزداد ذلك حين تخرج الأمور من فم الرياضيين المحترفين، مثل مارادونا على سبيل المثال.

لم يتقاعد مايكل جوردان من كرة السلّة، وإنما طبّق عقاب التوقيف بسبب مشاركته في القمار

لاعب كرة السلة الأسطوري مايكيل جوردن (AFP)
لاعب كرة السلة الأسطوري مايكيل جوردن (AFP)

حتى اليوم هناك شائعات بأنّ لاعب كرة السلة الأسطوري مايكل جوردان لم يكن يرغب في الواقع بالتقاعد عن كرة السلة عام 1993، وأنّ إبعاده عن ملاعب كرة السلة جاءت على خلفية توقيفه من NBA للاشتباه بتورّطه بأعمال القمار.

في حدث إعلامي أعلن فيه جوردان عن تقاعده قال إنّه ربما يعود للدوري “إذا سمح لي ديفيد سترن”. وقد نفى المدرّب بطبيعة الحال ذلك. هناك مخرج أمريكي، قام بتصوير فيلم توثيقي عن ظهور جوردان في ألعاب البيسبول في وقت غيابه عن كرة السلة، قال في عام 2010 لصحيفة “شيكاغو تريبون”: “كمعظم الناس في أمريكا، ظننت أنّه ترك بسبب القمار. بعد أن حقّقت في الموضوع، اقتنعتُ أنّه كان مجرّد هراء. كل من تحدّثت معه قال إنّه قضى مئات الساعات في البحث عن “دليل دامغ” لإدانته، ولكن لم يتمّ العثور على ذلك أبدًا”.

خسر سوني ليستون أمام محمد علي عام 1965 بعد أن راهن مع نفسه بسبب ديون لمجرمين

الملاكم محمد علي (AFP)
الملاكم محمد علي (AFP)

بعد مرور 49 عامًا على أحد الانتصارات البارزة لعلي لا يزال الناس يتحدثون عن “ضربة الشبح” التي أسقطت ليستون وعن أنّ علي نفسه تساءل عمّا إذا كان قد مسّ خصمه.

في أقلّ من دقيقتين في الجولة الأولى، أرسل علي لكمة ضعيفة كانت تبدو بأنّها لم تمسّ رأس ليستون. سقط ليستون على الأرض ورفض القيام. كان حكَم الحلبة بنفسه بطلا سابقًا في الملاكمة، وقف مذهولا في الوقت الذي رفض فيه علي الابتعاد عن ليستون، بينما كان واقفًا فوقه ويصرخ في وجهه للقيام ومواصلة القتال.

أظهر ليستون قدرة سيّئة جدًا في اللعب وهو مستلق يئنّ على الأرض. كان واضحًا للجميع أنّ المعركة قد بيعت مسبقًا، ولكن طريقة التنفيذ وخشونة هذه الخطوة كانت مكشوفة جدًا، إلى درجة أنّه لا يمكن أن نخطئ في ذلك.

سمّيت اللكمة المزيّفة التي تلقّاها ليستون من علي “The Phantom Punch” أي “ضربة الشبح”، ولا يزال السرّ إذا ما كانت الضربة قد أصابت ليستون، وإذا كانت كذلك؛ هل تسبّبت له بضرر، منتشرًا في الجدالات حتى اليوم في كلّ نقاش تاريخي.

وتظهر نظريات المؤامرة في الشبكة بخصوص هذه الضربة، ابتداء من المباراة المباعة لمافيا قررت تبديل ليستون المرهق بعلي الحيوي والشاب، وأنه كانت هناك تهديدات تلقاها ليستون لحياته من الحركة العنصرية “أمة الإسلام” (‏Nation of Islam‏) التي أيدت علي الشاب ووقفت خلفه. والحقيقة أنّنا على ما يبدو لن نعرف أبدًا…

رفائيل نادال المخدَّر؟

لاعب التنس اللأسطوري رفائيل نادال (AFP)
لاعب التنس اللأسطوري رفائيل نادال (AFP)

دائمًا كانت المواد المحظورة تفسيرًا مريحًا لهواة المؤامرات في أعقاب اختفاء الرياضيين، كقصة لاعب التنس رفائيل نادال.

ستُذكر فترة غياب رفائيل نادال عن التنس كإحدى الخفايا الأكثر تداولا في تاريخ هذا الفرع من الرياضة. بعد تأجيلات متكررة نظر الجميع بأعين مفتوحة إلى عودة الإسبانيّ في بطولة أستراليا المفتوحة (2013). عندما أعلن قبل أكثر من أسبوعين من افتتاح البطولة بأنّه سيضطرّ مجدّدًا للتخلّي، بسبب فيروس غريب في المعدة، تراكمت جميع علامات السؤال الصغيرة في سؤال واحد ضخم: ماذا يحدث لنادال؟

وهكذا بدأوا في بناء نظريات كثيرة: يجب أن نعترف، أنه حين يتمّ الإعلان عن الانسحاب من بطولة كبيرة قبل وقت طويل مسبقًا بسبب فيروس في المعدة، لا يبدو مقنعًا. تزيد التفسيرات غير الكاملة والمعقولة أحيانًا بالنسبة لنضال وفريقه من الشكوك فحسب. الأكثر تشككا هم بطبيعة الحال المدوّنون والمؤاماراتيّون. وفقًا لإحدى النظريات، فقد تمّ الإمساك بنادال بعد ويمبلدون 2012 وهو يتعاطى المواد المحظورة، وقرّر أن يجاري مؤسسات التنس وأن يطبّق ما يسمّى في الشبكة “توقيف هادئ”. وهكذا، لا يفقد قادة هذا المجال يومًا واحدًا أصولهم التجارية الأكبر، ولا يسيؤون إلى سمعة التنس النظيفة وأيضًا هكذا تتمّ معاقبة الجاني فعلا.

لانس أرمسترونج (Wikipedia)
لانس أرمسترونج (Wikipedia)

وبالنسبة لنادال، فلم يتمّ المسّ باسمه الجيّد واضطرّ فقط لتزوير إصابة. لم يتم تأييد هذا الادعاء الفظيع بطبيعة الحال بأي حقيقة، ولكنّ السلوك الغريب لنادال ومرافقيه يستمرّ في توفير الوقود لهذا الادعاء في الفضاء الافتراضي.

تُظهر قصة لانس أرمسترونغ كيف يمكن للمنشّط المنهجي والشامل أن يتمّ على مدى سنوات، بمعرفة الجميع، دون أن ينكشف. أيضًا، لا تختفي القصص الأخيرة بأنّ هناك الكثير من المديرين في الفيفا قد تلقّوا رشاوى لفترة طويلة من القطريين وسمحوا لذلك بقيام مباريات كأس العالم عام 2022 في قطر. تعزز كل حادثة كهذه بطبيعة الحال هواة النظريات وتجعل كلّ نفي عديم القيمة، وفي هذه الأثناء يبقى كلّ شيء في مجال نظريات المؤامرة.

اقرأوا المزيد: 822 كلمة
عرض أقل
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (SAUL LOEB / AFP)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (SAUL LOEB / AFP)

استطلاع: أوباما هو أسوأ رئيس خلال الـ 70 عامًا الأخيرة

تراجع كبير جدًا بشعبية الرئيس أوباما، واستطلاع للرأي يُدرجه على رأس قائمة الرؤساء الأمريكيين الأسوأ خلال آخر 70 عامًا

دون شفقة: لا يشفق الناخبون الأمريكيون على رئيسهم، باراك أوباما، وكانوا قد وضعوه على رأس قائمة أسوأ رؤساء منذ الحرب العالمية الثانية. وأظهر بحث أجري في جامعة كوينيبياك في كونيتيكت (Quinnipiac University)، وتم نشر نتائجه في صحيفة الواشنطن تايمز (The Washington Times)، واستطاع الرئيس أوباما أن يحظى وبشكل جارف على لقب أسوأ رئيس مر على الولايات المتحدة خلال آخر 70 سنة.

قال ثلث المشاركين بالاستطلاع إن أوباما هو أسوأ رئيس مر على الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بينما اختار 28% الرئيس السابق جورج بوش الابن. يعتقد 45% منهم بأن وضع أمريكا كان ليكون أفضل لو تم، قبل عامين، انتخاب منافسه الجمهوري، ميت رومني.

يتصدر قائمة الرؤساء الناجحين رونالد ريغن، ثم يليه بفارق كبير بيل كلينتون وجون كيندي. يجدر بالذكر أن الاستطلاع طال 15000 شخص.

في استطلاع آخر لمستوى الشعبية والذي تم نشره البارحة (الأربعاء)، تبين أن 44% فقط من الجمهور الأمريكي يوافقون على قراراته ويؤيدون إجراءات أول رئيس أسود للولايات المتحدة، وهناك تراجع بنسبة 4% بالدعم مقارنة بالشهر المنصرم.

ثمة أسباب متنوعة لتراجع نسبة دعم الرئيس الذي وعد بتغيير كبير بما يخص اقتصاد وأمن الولايات المتحدة: عدم قدرة الرئيس على تمرير قوانين في مجلس الشيوخ، قرار الانسحاب من العراق، مواجهة خطر وأزمة الإرهاب في العراق، الطريق المسدود بالمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وشعور عام بأن الرئيس لا يستطيع الدفع نحو تمرير إجراءات اجتماعية – قانونية أمام المحكمة العليا في الولايات المتحدة.

اقرأوا المزيد: 218 كلمة
عرض أقل
الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي (Wikipedia)
الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي (Wikipedia)

50 عامًا على مقتل كينيدي: كيف قرأت إسرائيل الأحداث؟

تحيي اليومَ، الولايات المتحدة، الذكرى السنوية الخمسين لاغتيال الرئيس الأمريكي الأصغر في التاريخ جون كينيدي. فماذا كان رأي نخبة القيادة الإسرائيلية في الاغتيال؟ في القاتل؟ وكيف كانت جودة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية في الستينات؟

تتوحد اليوم الأمة الأمريكية لذكرى رئيسها الخامس والثلاثين، جون فيتزجيرالد كينيدي. في 22 تشرين الثاني 1963، أطلق لي هارفي أوزوالد النار على الرئيس، منهيًا أيام عهده الألف. بعد خمسين سنة على الاغتيال، يُسأل السؤال: هل نجح كينيدي في ترك أثر لا يُمحى على مجرى التاريخ الأمريكي وعلى طابع الكيان الدولي، وهل أرشد إيمانه القوي بقدرة الجنس البشري على الصعود إلى الفضاء والتغلّب على قيود فكرية، سياسية، وتكنولوجية القوة العظمى الأمريكية في سبيل التقدم والهيمنة العالمية؟ ماذا كان التفكير في إسرائيل حول الاغتيال، وممَّ خشيت القيادة السياسية الإسرائيلية آنذاك؟

غولدا مئير: “الويل إذا كان يهوديًّا متورط في قتل الرئيس”

ظنّت وزيرة خارجية إسرائيل آنذاك، غولدا مئير أنّ ثمة “زوايا مظلمة يُشكّ في أن تتّضح يومًا ما” في اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي. هكذا يتبيّن من وثائق نشرها بداية الأسبوع أرشيف دولة إسرائيل، مع مرور 50 عامًا على اغتيال كينيدي.

بعد عودتها من الولايات المتحدة، حيث مثّلت إسرائيل في تشييع كينيدي، أبلغت مئير الحكومة عن انطباعاتها. “بعد أن حدث هذا، كان ثمة شعور بأنّ هذه اللحظة قلبت عالم الأمريكيين… فضلًا عن ذلك، كان ثمة شعور حقيقي بخسارة شخصية وذاتية لكل شخص”، قالت. “يقولون في واشنطن إنه كان مليونا شخص في الشوارع. لم أرَ بعد شيئًا كهذا، صمتًا مطبقًا، لم يُسمَع أيّ صوت، كان صباحًا باردًا، وقف الناس ساعات، كان ذلك بالحقيقة حدادًا، حدادًا شخصيًّا”، قالت.

رئيسة الخارجية الإسرائيلية غولدا مئير  (AFP)
رئيسة الخارجية الإسرائيلية غولدا مئير (AFP)

وتطرّقت وزيرة الخارجية بتوسّع للشائعات التي بدأت تنتشر حول هوية القاتل. “أُصبتُ بصدمة، ولا أزال متوتّرة… حسب رأيي، في الموضوع كله (زوايا مظلمة) يُشكّ في أن تتّضح يومًا ما”، قالت. وقدّمت مئير روايتها الخاصّة لنظرية المؤامرة، حين تحدثت عن جاك روبي (يعقوب ليئون روبينستاين)، اليهودي الأمريكي الذي قتل لي أوزوالد، قاتل كينيدي، بعد يومَين من اعتقاله. “أظنّ أنّ روبي هو رسول شخص ما، وأقول: إمّا حركة سياسية سرية أو شرطة دالاس”.

يُعتبَر اغتيال كينيدي أحد الأحداث الدراماتيكية في القرن العشرين ووجدت لجنة أُنشئت للتحقيق في الاغتيال أنّ الاغتيال نفّذه شخص واحد – لي هارفي أوزوالد، عمل وحده. لم يتقبل كثيرون هذه النتائج، إذ اعتقدوا أنّ كينيدي اغتيل نتيجة مؤامرة، وأنّ أكثر من شخص واحد كانوا متورّطين. يعتقد متبنّو نظرية المؤامرة أنّ مسؤولية اغتيال كينيدي تقع على أكثر من شخص واحد: وكالات الاستخبارات الأمريكية، مؤسسة الصناعة العسكرية، المافيا، وعناصر من خارج الولايات المتحدة، مثل الروس أو فيدِل كاسترو.

وتساءلت وزيرة الخارجية غولدا مئير أيضًا عن قتل قاتل الرئيس بعد يومَين على اغتيال كينيدي: “كان أوزوالد محسوبًا على كاسترو، مسجّلًا كشيوعي. حاول أن يكون في روسيا. أمور غريبة جدًّا. لكنّ الأغرب هو أمر جاك روبي… كيف دخل روبي إلى هناك؟ كيف دخل شخص غريب إلى داخل بناية الشرطة؟ إذا كان مبعوثَ كاسترو، إذا كانت ثمة حركة سرية لكاسترو، تصل حدّ اغتيال الرئيس، ويُنظَم هذا بهذه الطريقة، بحيث يُسكِتون القاتل، وإذا تكلّم رغم ذلك – فالويل إذا كان يهوديًّا متورط في قتل الرئيس “، أضافت.

برقية التعزية التي أرسلتها مئير الى وزير الخارجية الأمريكي انذاك، دين راسك (أرشيف دولة إسرائيل)
برقية التعزية التي أرسلتها مئير الى وزير الخارجية الأمريكي انذاك، دين راسك (أرشيف دولة إسرائيل)

وأطلعت مئير الحكومة أيضًا على “تنهيدة الفرج” بين يهود الولايات المتحدة، حين تبيّن أنّ القاتل ليس يهوديًّا. “إلى جانب كارثة موته، من المثير للاهتمام كيف تنفّس اليهود الصعداء، حين عُلم أنّ القاتل ليس يهوديًّا. لماذا يجب أن يُظنّ أنّ يهوديًّا تحديدًا سيغتال كينيدي – لا أعلم”، قالت.

حدث اغتيال كينيدي الساعة الثامنة والنصف من مساء السبت بتوقيت إسرائيل. بعد 25 دقيقة من إطلاق النار على الرئيس الأمريكي الأكثر شبابًا في التاريخ، وصل نبأ إصابته إلى إذاعة “صوت إسرائيل”، وتمّ بثه في نشرة أخبار التاسعة. وتلقى رئيس الحكومة، ليفي أشكول، النبأ فيما كان يمكث في تل أبيب في حفلة عيد ميلاد صديقه. بعد بضع دقائق، وصل الخبر أنّ كينيدي توفي متأثرًا بجراحه، ليغادر أشكول الحفلة إلى القدس.

برقية التعزية التي أرسلها أشكول الى الشعب الأمريكي (أرشيف دولة إسرائيل)
برقية التعزية التي أرسلها أشكول الى الشعب الأمريكي (أرشيف دولة إسرائيل)

بعد انتصاف الليل بنصف ساعة، نشر أشكول بيانًا حول وفاة الرئيس كينيدي. كتب: “وضعت يدٌ آثمة حدًّا لحياة وعمل رئيس الولايات المتحدة… كان عهده القصيرُ مفعمًا بالخير والآمال. فقد حمل في طياته أملًا بالسلام. لقد فقد العالَمُ قائدًا عظيمًا ناضَل من أجل الديموقراطية والمساواة في الحقوق في بلاده الكبيرة والعالَم كلّه”.

علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة في الستينات

كان كينيدي رئيسًا صديقًا لدولة إسرائيل، كما يقدّر محلّلون إسرائيليون، حتى إنه أجرى لقاءً تاريخيًّا برئيس حكومة إسرائيل، دافيد بن غوريون. قُبَيل انتخابه مباشرةً، اكتشف الأمريكيون عبر صُوَر الأقمار الاصطناعية بناء المفاعل النووي في مدينة ديمونة- جنوبي إسرائيل. طُلب من إسرائيل تقديم إيضاحات، لتقوم بعد فترة بتقديم كامل المعلومات للولايات المتّحدة.

موكب الرئيس كينيدي لحظات قبل إغتياله (Wikipedia)
موكب الرئيس كينيدي لحظات قبل إغتياله (Wikipedia)

في 21 كانون الأول 1960، أعلن دافيد بن غوريون في الكنيست أنّ إسرائيل تبني مفاعلًا نوويًّا، لكنه سُيستخدَم لأغراض سلميّة. يبدو أنّ كينيدي، الذي استهلّ عهده بعد أيّام، قبل الإيضاحات، ولم يطلب أمورًا أخرى لمنع تطوير إسرائيل قنبلة نووية. في لقائه مع بن غوريون في نيويورك في 30 أيار 1961، نال الرئيس الأمريكي موافقة إسرائيل المبدئية العلنية لزيارة علماء من دُوَل محايدة إلى المُفاعِل.

كانت علاقة اليهود الأمريكيين بكينيدي واضحة. فقد صوّت له معظم اليهود، رغم أنه متحدر من أسرة لاسامية، إذ إنّ والده كارهٌ لليهود. وادّعى مؤخرًا الصحفي الإسرائيلي يغآل ربيد، الذي درس سيرة كينيدي وعلاقته بإسرائيل، أنّ كراهية الأب كينيدي، الذي كان سفير الولايات المتحدة في لندن في بداية الحرب العالمية الثانية، لليهود كانت كبيرة إلى درجة هيّجت عددًا من الحاخامات ضدّه. وفقًا لنظريات المؤامرة من تلك الفترة، أصدرت مجموعة من الربانيين في إنجلترا بحقّ الأب لعنة من نوع “بولسة دنورا” (طقس لعنة في القابالاه، معناه العمليّ صلاة ليموت الملعون بسرعة). طبعًا، لا توثيق تأريخيًّا لهذه الأنباء، رغم أنّ أسرة كينيدي معروفة تاريخية كـ”أسرة ملعونة” لكثرة المصائب التي حلّت بها. فالأخ الأكبر للرئيس كان طيّارًا وقُتل، قُتلت شقيقة الرئيس في حادث طائرة، كانت للرئيس شقيقة أخرى نُقلت إلى مشفى أمراض نفسيّة وماتت، الرئيس نفسه قُتل، والأمر الأخطر والأخير هو أنّ شقيق الرئيس، عضو مجلس الشيوخ بوبي كينيدي، قتله فلسطينيّ في الذكرى السنوية الأولى لحرب 1967.

عائلة كينيدي (Wikipedia)
عائلة كينيدي (Wikipedia)

خلال عهد كينيدي، بنت إسرائيل قوتّها العسكرية، التي أظهرتها بعد سنوات في حرب حزيران 1967. ورغم أنّ الحليف الرئيسي ومصدر السلاح المركزي كان فرنسا، فقد أبدت الولايات المتحدة تعاطفًا، وساعدت الجيش الإسرائيلي، ولو بتردُّد خشية إشعال سباق تسلُّح، بتزويد أسلحة متطوّرة، بينها صواريخ حديثة مضادّة للطائرات من طراز “هوك”، طلبها بدايةً رئيس الحكومة دافيد بن غوريون في لقائه الرئيس كينيدي في نيويورك. جرى تزويد الصواريخ صيف 1962، بضغط من أعضاء كونغرس ديموقراطيين في ذروة انتخابات الكونغرس.

“حين ارتقى كينيدي السلطة، كانت النظرة من إسرائيل إليه مختلَطة – الأمل من جهة وبعض الشك من جهة أخرى. كانت هذه علاقات محبة وبُغض، فهو دعم إسرائيل من جهة، ربما بسبب مشاعر الذنب. ولكنه من جهة أخرى، عارض بشدّة المفاعل النووي في ديمونة. وفقًا للتحقيقات التي توصّلنا إليها، شعرت إدارة كينيدي أنّ إسرائيل تُخاتلها. لذا، أرسلت وكالة المخابرات المركزية (CIA) والأقمار الاصطناعية الأمريكية لفحص ما يجري هناك”، ادّعى الصحفي ربيد.

اقرأوا المزيد: 1017 كلمة
عرض أقل