يتسحاق هرتسوغ وبنيامين نتنياهو (Nati Shohat/Flash90)
يتسحاق هرتسوغ وبنيامين نتنياهو (Nati Shohat/Flash90)

نتنياهو اقترح مبادرة سلام إقليمية ولكنه تراجع

هآرتس: نتنياهو دفع عقد قمة سلام إقليمية مع المعارضة قدما، مقترحا تسويات إقليمية وفق مخطط حل الدولتين وتطويرات فلسطينية سريعة في مناطق "ج" ولكنه تراجع عن اقتراحه في اللحظة الأخيرة

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم عن وثيقة نقلها قبل نصف سنة رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى رئيس المعارضة الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، بهدف حث الأخير على إقامة حكومة وحدة. تطرقت الوثيقة الإعلان عن نوايا حول دفع مبادَرة سلام إقليمية مع الفلسطينيين والدول العربية قدما.

نقل نتنياهو الوثيقة إلى هرتسوغ بعد سبعة أشهر من القمة السرية التي عُقِدت في شباط 2016، في العقبة في الأردن، بمشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن، عبد الله الثاني.

وفق مراسل صحيفة “هآرتس”، باراك رفيد، كان من المفترض أن يعرض نتنياهو وهرتسوغ معا وثيقة الإعلان عن النوايا المشتركة في قمة إقليمية في مصر مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وربما في قمة أخرى مع ملك الأردن، عبد الله الثاني في وقت لاحق بعد مرور عدة أسابيع، في بداية تشرين الأول 2016. كان من المتوقع أن تشكل القمة في مصر بداية مبادرة سلام إقليمية، وكان ينوي نتنياهو وهرتسوغ بعد عودتهما فورا الإعلان عن مفاوضات سريعة لإقامة حكومة وحدة.

ولكن بعد مرور ثلاثة أسابيع منذ أن اقترح نتنياهو اقتراحه على هرتسوغ، وبعد أن توصلا إلى اتفاق أولي حول مضمون التصريحات، بدأ نتنياهو في التراجع عن الوثيقة وعن الاتفاقات التي تم التوصل إليها، على خلفية تعرضه لأزمة سياسية مع جهات يمينية في الائتلاف، حول إخلاء بؤرة عمونا.

وثيقة تصريحات النوايا التي أطلقها نتنياهو
وثيقة تصريحات النوايا التي أطلقها نتنياهو

فيما يلي أهم ما جاء في وثيقة تصريحات النوايا التي أطلقها نتنياهو وتراجع عنها لاحقا (المستند الكامل مرفق كصورة):

“نعرب مجددا عن التزامنا بحل الدولتين لشعبين ونصرح برغبتنا حول دفعه قدما. تطمح إسرائيل إلى إنهاء النزاع وتسوية المطالب، الاعتراف المتبادل بحل الدولتين القوميتن، والتوصل إلى ترتيبات أمنيّة مستمرة وإلى حل إقليمي”.

“تطلب إسرائيل من الفلسطينيين استئناف المفاوضات المباشرة، الثنائية، دون شروط  مسبقة”.

“تنظر إسرائيل نظرة إيجابية إلى مبادرة السلام العربية، وترحب ببدء المحادثات مع الدول العربيّة حول هذه المبادرة، بهدف العمل معا ودفع حل الدولتين قدما وإرساء سلام شامل في المنطقة”.

“ستُدار النشاطات الإسرائيلية في المستوطنات في الضفة الغربية بشكل يتيح حوارا إقيلميا حول السلام وتحقيق هدف حل الدولتين لشعبين”.

وفق مراسل صحيفة “هآرتس”، دارت جدالات كثيرة بين نتنياهو وهرستوغ حول هذا البند، وتجسد صياغته الغامضة مدى استعداد نتنياهو لتجميد البناء في المستوطنات الصغيرة، خلافا للكتل الاستيطانية الكبيرة التي ستُضم إلى إسرائيل.

“ستعمل إسرائيل مع السلطة الفلسطينية لتحسين الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك في المناطق سي”.

وفق التقارير، طلب هرتسوغ أن يُكتب أن إسرائيل ستتيح للفلسطينيين إمكانية البناء وإقامة المشاريع الفلسطينية في المناطق سي.

اقرأوا المزيد: 374 كلمة
عرض أقل
ممثلة أفلام الإباحة في السابق، الأمريكية جينا جيمسون (AFP)
ممثلة أفلام الإباحة في السابق، الأمريكية جينا جيمسون (AFP)

ممثلة أفلام الإباحة المشهورة عن جون كيري: “جبان ونذل”

المدافعة الأقوى عن إسرائيل في أمريكا على تويتر هي ممثلة أفلام إباحة في السابق.. شاهدوا ماذا كتب في آخر تعليقاتها على خطاب جون كيري بخصوص الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني

29 ديسمبر 2016 | 17:59

هاجمت ممثلة أفلام الإباحة الأمريكية في السابق، جينا جيمسون، وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بعد الكلمة التي ألقاها بخصوص رؤيته الشخصية لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، على تويتر، كاتبة له “عار عليك… أصبحت بثرة على مؤخرة المجتمع”.

وأضافت الشهيرة التي صرّحت أكثر من مرة أنها مناصرة كبيرة لإسرائيل، وكتبت قبل فترة أنها وقعت بحب رئيس الحكومة نتنياهو، أن التاريخ سيذكر كيري على أنه “جبان ونذل”. ويظهر من أسلوب جيمسون في الكلام أنها اعتزلت المهنة “غير الأخلاقية”، لكن ليس الكلام البذيء.

واستهجنت جيمسون تقديم كيري التهاني للشعب اليهودي بمناسبة عيد الأنوار، كاتبة على تويتر، “لديك الكثير من الوقاحة. أنت نذل متعجرف”.

جينا جيمسون (إنستجرام)
جينا جيمسون (إنستجرام)

يذكر أن جيمسون نالت على شهرة كبيرة في الولايات المتحدة والعالم على أفلام إباحية كثيرة شاركت فيها، وعرفت بأدوارها الجريئة. وبعد اعتزالها المهنة، وطلاقها من زوجها الأول، اعتنقت اليهودية وتزوجت من إسرائيلي. وبعد هذا الحدث أصبحت مناصرة كبيرة لإسرائيل في أمريكا والعالم.

اقرأوا المزيد: 138 كلمة
عرض أقل
خطاب جون كيري (AFP)
خطاب جون كيري (AFP)

كيري ألقى خطابا مؤيدا لإسرائيل ولكن خطة السلام التي طرحها تأخرت بـ3 سنوات

المخطط الذي رسمه وزير الخارجية الأمريكي ربما كان سينجح في دفع التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين قدُما، لو كان موضوعا على الطاولة في آذار 2014 فقط. ردود فعل نتنياهو وعباس على الخطاب توضح لماذا لم تنجح جهوده في تحقيق السلام

اختار وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، تخصيص جزء رئيسي من خطابه لعلاقته الخاصة بإسرائيل منذ زيارته الأولى لها كعضو مجلس شيوخ شاب، قبل 30 عاما. لقد تحدث كيف تسلّق إلى موقع متسادا، سبح في البحر الميت، انتقل من مدينة توراتية إلى أخرى، ورأى فظائع الهولوكوست في “ياد فاشيم”، بل طيّر طائرة تابعة لسلاح الجو فوق إسرائيل ليفهم احتياجاتها الأمنية.

ليس هناك الكثير من السياسيين الأمريكيين الذين يعرفون إسرائيل مثل جون كيري. لم يتعمق أي سياسي أمريكي في منصبه في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ولم يستثمر جهودا لحلّه أكثر منه. كانت الأمور واضحة جدا في خطابه. أحسن وزير الخارجية الأمريكي في تحليل الأوضاع التي تمر فيها عملية السلام في هذه الأيام. وهي عدم الثقة العميق بين الجانبين. اليأس، الغضب والإحباط في الجانب الفلسطيني إلى جانب الخوف، الانغلاق واللامبالاة في الجانب الإسرائيلي.

كان خطاب كيري خطابا صهيونيا ومؤيّدا لإسرائيل بشكل ممتاز. على كل من يؤيد حقّا حلّ الدولتين والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وديمقراطية أن يرحّب بكلامه ويؤيّده. هذا حدث ثنائي. ليس هناك ما هو في الوسط. ليس صدفة، كان هناك من سارع وهاجم كيري حتى قبل أن يبدأ خطابه وبقوة وهم رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، وزعماء لوبي المستوطنين. أشار كيري بنفسه في خطابه إلى أنّ هذه هي الأقلية التي تقود اليوم الحكومة الإسرائيلية والغالبية اللامبالية في طريق حلّ الدولة الواحدة.

ربما تصرّف وزير الخارجية الأمريكي أكثر من مرة بشكل أحمق، وسواسي، وحتى بالقليل من المسيحانية في السنوات الأربع الأخيرة، ولكنه فعل ذلك بنية طيبة وعادلة. لقد حاول بكل قواه إنهاء الصراع الذي يدور منذ 100 عام لضمان مستقبل إسرائيل، الحليف الأكبر لأمريكا، وإنهاء معاناة الفلسطينيين. لسوء حظّه، لم يرغب شريكاه في هذه المهمة – رئيس المهمة بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس – ببساطة بذلك مثله. في السنوات الأربع الأخيرة كان عباس ونتنياهو صورة طبق الأصل من بعضهما. لقد ركّزا على الحفاظ على الوضع الراهن، تحصّنا بمواقفهما ولم يكونا مستعدين للمخاطرة بحد أدنى أو التحرّك قليلا من أجل المحاولة وتحقيق انفراجة.‎

كان خطاب كيري طويلة ومفصّلا، رغم أنّ أساسه كان مخطط السلام الذي عرضه. لم يهدف المخطط إلى أن يكون حلّا قهريا، ولكن إلى عرض المبادئ الأساسية التي على ضوئها ستجري كل المفاوضات المستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين. استند المخطط إلى وثيقة الإطار التي أنهى كيري صياغتها في آذار 2014، بعد عدة أشهر من المحادثات بين الجانبين.

عندما نقرأ كلام كيري ندرك فورا أنّه وافق على جزء كبير من المطالبات الإسرائيلية، وعلى رأسها المطالبة بأن يتضمّن كل اتفاق سلام مستقبلي اعترافا فلسطينيا بإسرائيل كدولة يهودية. قرر كيري أيضا أنّ حلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يكون عادلا وواقعيا، بحيث لا يؤثر في طابع دولة إسرائيل. وأوضح أنّ كل رسم للحدود المستقبلية سيستند إلى إبقاء البؤر الاستيطانية الكبرى في أيدي إسرائيل، وأنّ يشكّل الاتفاق الدائم نهاية للصراع والمطالبات الفلسطينية من إسرائيل مؤكدا على الترتيبات الأمنية باعتبارها مكوّنا رئيسيا في كل اتفاق.

في المقابل، تضمن مخطط كيري سلسلة من التنازلات التي سيُطلب من إسرائيل القيام بها، وعلى رأسها الاعتراف بأنّ تكون القدس عاصمة كلا الدولتين. أوضح كيري أيضا أنّ رسم حدود الدولة الفلسطينية يجب أن يكون على أساس حدود 1967 مع تبادل متفق عليه بين الأراضي وأن تكون مساحتها شبيهة، وأنّه يجب الاعتراف بمعاناة اللاجئين الفلسطينيين.

تكمن المشكلة الأساسية في المخطط الذي عرضه كيري في أنّه عرضه متأخر جدا. يعلم وزير الخارجية الأمريكي أنه أخطأ عندما لم يضع وثيقة الإطار منذ العام 2014، مع المبادئ ذاتها تماما. يعترف كبار مستشاريه أنّه إذا كان بالإمكان إعادة عجلة الزمن إلى الوراء بـ 33 شهرا، كان سيعرض مخططه للسلام على الإسرائيليين والفلسطينيين وسيدعوهم إلى التفاوض على أساسه. كانت ستُلزم عملية تعرض إمكانيتي “القبول أو الرفض” الجانبين باتخاذ قرارات استراتيجية وسترسي مخطط كيري قبيل كل مفاوضات مستقبلية. إن عرضه أمس، قبل دخول دونالد ترامب بثلاثة أسابيع إلى البيت الأبيض، سيبقى رمزيا فقط.

كما فعل في عدد غير قليل من الحالات في الماضي، لم يتردد رئيس الحكومة، نتنياهو أبدا في الاستماع إلى أقوال كيري أو الإشارة إلى صلب الموضوع. فعلّق مهاجما ومنتقدا كيري بشكل شخصي وحادّ. هناك من سيقول إنّ عمق أقواله كعمق التحقيق. كان انتقاد نتنياهو متخللا بنسبة غير قليلة من النفاق والسخرية: المبادئ التي عرضها كيري في خطابه هي المبادئ ذاتها التي وافق عليها نتنياهو في آذار 2014. كانت لدى رئيس الحكومة حينذاك تحفّظات، تعمّد إسماعها علنيا، ولكنه في الواقع وافق على التفاوض على أساس المخطط ذاته بالضبط، بل حتى اليوم فهو يرفض الاعتراف بذلك.

علّق التوأم السياسي لنتنياهو، عباس، بما لا يقلّ نفاقا. عندما عرض عليه أوباما المخطط عام 2014، أكد عباس أنّه سيفكّر في ذلك ويعرب عن رأيه. ولكن ما زال أوباما ينتظر ذلك. حتى بعد خطاب كيري رفض عباس القول إذا ما كان يقبل المخطط أم لا.

الرئيس القادم للولايات المتحدة، دونالد ترامب، الذي تماشى مع قرار مجلس الأمن في موضوع المستوطنات واكتفى حينذاك بتغريدة صغيرة فقط، لم ينجح في كبح جماح نفسه إزاء خطاب كيري. قبل وقت قليل من أن يبدأ وزير الخارجية الأمريكي بالحديث، غرد ثلاث تغريدات موضحا فيها عن مدى عدم رضاه. كرر ترامب التصريح في الأشهر الأخيرة حول أنّ أحد أهدافه هو تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد أوضح بأنه يرغب في إغلاق “كل الصفقات الهامة” وإنهاء “الحرب التي لا تنتهي” بين الجانبين، بل وعيّن محاميه والمقرب منه جايسون غرينبالت مبعوثا خاصا لعملية السلام. سيكشف ترامب وغرينبالت قريبا إذا كانا يرغبان في تحقيق تلك الصفقة التاريخية، ولكن كما يبدو أنها ستكون مشابهة بشكل مذهل لتلك التي رسمها كيري في خطابه.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس

اقرأوا المزيد: 848 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري (AFP)
وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري (AFP)

تنديد إسرائيلي بالخطاب المرتقب لكيري حول السلام

وزير إسرائيلي بارز يهاجم الخطاب المرتقب لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ويصفه بأنه "غير ديموقراطي" و "مثير للشفقة"، خاصة أن إدارة أوباما منتهية بعد أسابيع

28 ديسمبر 2016 | 10:05

استنكر وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو، جلعاد أردان، الخطاب المرتقب لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مساء اليوم الأربعاء توقيت القدس، بشأن عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، واصفا الخطاب بأنه “مثير للشفقة” و “غير ديموقراطي”.

وأضاف أردان الذي يمثل موقف الحكومة الإسرائيلية إزاء الخطاب، خلال حديث مع الإذاعة العسكرية، أن هدف الخطاب هو وضع القيود للرئيس المنتخب دونالد ترامب، وتكبيل خطواته المستقبلية المتعلقة بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وتابع أن الإدارة الأمريكية الحالية هي داعمة للمواقف الفلسطينية.

وتخشى الحكومة الإسرائيلية أن يمهد خطاب كيري الطريق إلى مشروع قرار آخر في مجلس الأمن، وإلى مؤتمر السلام في باريس، المزمع عقده الشهر المقبل، يمنح الفلسطينيين نقاطا أخرى في حربهم الدبلوماسية ضد إسرائيل، قبل دخول الإدارة الأمريكية الجديدة.

يذكر أن العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة أوباما تدهورت على نحو غير مسبوق بعد التصويت في مجلس الأمن ضد الاستيطان الإسرائيلي، والذي امتنعت فيه عن استخدام حق النفض ضد القرار، خلافا للتوقعات والالتزامات الأمريكية لإسرائيل على مر السنين. واتهمت القيادة الإسرائيلية إدارة أوباما بأنها المبادر لمشروع القرار المضر لأمن إسرائيل، حسب وصف مسؤولين إسرائيليين.

وفي غضون ذلك نشرت صحيفة “اليوم السابع” المصرية، محضرا دبلوماسيا، قالت إنه للقاءات فلسطينية – أمريكية في واشنطن، تبرهن أن الجانب الأمريكي نسق خطوة مشروع القرار ضد الاستيطان مع الفلسطينيين دون علم إسرائيل. وعقّب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، على المحضر المسرب قائلا إنه “مفبرك”.

اقرأوا المزيد: 214 كلمة
عرض أقل
الهجوم الختامي لجون كيري على السياسة الإسرائيلية (FLASH90)
الهجوم الختامي لجون كيري على السياسة الإسرائيلية (FLASH90)

الهجوم الختامي لجون كيري على السياسة الإسرائيلية

مُحبَطًا ومتشائمًا، وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته يقذف على الإسرائيليين كلّ ما يفكّر فيه حول سلوكهم في أراضي الضفة الغربية، ويحذّرهم من المستقبل

قبل شهر من نهاية عهده كوزير الخارجية، تخلى جون كيري عن دبلوماسيته المعهودة، وصارح السياسيين الإسرائيليين بخيبة أمله من سلوكهم في موضوع الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. “الأمور تسير في الاتجاه غير الصحيح”، قال كيري، مُتابِعًا: “ليس هناك وضع راهن. أنا قلِق على مستقبل إسرائيل. على الإسرائيليين أن يختاروا إذا كانت المستوطَنات ستبقى أم ستكون هناك دولتان مستقلتان”.

قال الوزير هذه الكلمات ضمن منتدى “سابان” السنوي للحوار الأمريكي-الإسرائيليّ الذي يتناول مواضيع سياسية واجتماعية تتعلّق بالشرق الأوسط. وأخبر كيري الحاضرين أنه خلال ولايته كوزير خارجية الولايات المتحدة، التي شارفت على نهايتها، تحادث مع نتنياهو هاتفيًّا لمدّة نحو 375 مرّة لمدّة نحو 130 ساعة، إضافةً إلى محادثات هاتفية غير رسمية وعشرات اللقاءات وجهًا لوجه. وكان كيري قد بذل جهودًا دؤوبة في السنوات الأخيرة من أجل دفع المفاوَضات بين إسرائيل والفلسطينيين نحو اتّفاق على إقامة دولتَين مستقلتَين تعيشان الواحدة إلى جانب الأخرى.

 

وتحدّث كيري أنه لم يكن هناك تقدّم فعلي في المفاوضات بين الجانبَين، على الرغم من جهوده. “أكثر من نصف وزراء الحكومة الإسرائيلية لا يدعمون حلّ الدولتَين”، قال كيري، متّهمًا اليمين الإسرائيلي بأنه “يدفع نحو تعزيز البناء في المستوطَنات كجزء من سياسة (أرض إسرائيل الكاملة)، سعيًا منه لتجنّب اتّفاق سلام”.

كما أضاف كيري مهاجمًا الساسة الإسرائيليين المعارضين لحلّ الدولتَين: “كيف ترى إسرائيل حلّ دولة واحدة؟ هل ستهتمّون بتشغيل المدارس الفلسطينية؟ هل سيقترع الفلسطينيون في الانتخابات؟ هل سيصل إلى السلطة رئيس حكومة فلسطيني؟” تساءل كيري على مسمع المسؤولين الإسرائيليين الحاضرين.

وفي موضوع تعزيز التطبيع والسلام بين إسرائيل والدول العربية، هاجم نتنياهو محاولات نتنياهو إقامة علاقات سلام مع دُوَل عربية قبل نهاية الصراع مع الفلسطينيين. “لا، لا، وألف لا”، قال كيري، موضحًا أنه حسب رأيه “دون سلام مع الفلسطينيين، لن يكون هناك سلام بين إسرائيل والعالم العربي”.

اقرأوا المزيد: 266 كلمة
عرض أقل
  • الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة البابا فرنسيس الأول (AFP)
    الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة البابا فرنسيس الأول (AFP)
  • الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما (AFP)
    الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما (AFP)

زعماء العالم في طريقهم إلى إسرائيل للمشاركة في جنازة بيريس

أوباما يرثي بيريس: "نور شمعون بيريس انطفأ، ولكن الأمل الذي تركه في نفوسنا سيظل خالدا"، ويوُضح أنه سيزور إسرائيل للمشاركة في جنازته

فُجع النظام السياسي الإسرائيلي صباح اليوم (الأربعاء) بخبر وفاة رئيس الدولة ورئيس الحكومة الأسبق شمعون بيريس. ولكن لم يتم رثاء ذلك السياسي المخضرَم، في إسرائيل فحسب، بل أرسل كافة زعماء العالم رسائل التعزية والمواساة بوفاة بيريس. ومن المتوقع أن يزور رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، إسرائيل للمشاركة في الجنازة.

“انطفأ نور شمعون بيريس، ولكن الأمل الذي تركره في نفوسنا سيظل خالدا”، كما رثاه أوباما صباح اليوم. “لقد غيّر القليلون في هذا العالم مسار التاريخ، ليس فقط من خلال دورهم في الأحداث البشرية، وإنما من خلال نشر رؤيتهم الأخلاقية ودفعنا نحو توقع المزيد من أنفسنا. عزيزي شمعون كان واحدا من هؤلاء الأشخاص”.

الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة الأمين العام للأمم المتحدة بن كي مون (AFP)
الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة الأمين العام للأمم المتحدة بن كي مون (AFP)

وتستعد وزارة الخارجية الإسرائيلية لمجيئ عدد من الزعماء قُبيل جنازة بيريس. تشغّل الوزارة غرفة الأوضاع التنفيذية بشكل خاص، من أجل تركيز المعلومات بخصوص وصول المسؤولين من كل أنحاء العالم ورعايتهم أثناء إقامتهم في إسرائيل.

الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة البابا فرنسيس الأول (AFP)
الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة البابا فرنسيس الأول (AFP)

على رأس قائمة المسؤولين يمكننا أن نرى البابا فرنسيس، الأمين العام للأمم المتحدة بن كي مون، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وكذلك رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري. كما وسيصل الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

من المتوقع أيضا أن يصل الأمير تشارلز إلى إسرائيل لزيارة نادرة نيابة عن الأسرة المالكة البريطانية، وكذلك رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، للمشاركة في مراسم جنازة الرئيس الأسبق. وذكرت وزارة الخارجية أنّ الرئيس الألماني يواخيم جاوك أيضًا، وكذلك الملكة بياتريكس من هولندا، رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو، رئيس الحكومة الأسترالي مالكولم تورنبول، رئيس الحكومة المكسيكية إنريكه بينيا نييتو بالإضافة إلى العديد من الزعماء الآخرين قد أكدوا مُشاركتهم.

الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة بيل كلينتون (AFP)
الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة بيل كلينتون (AFP)

وفقا للبرامج التي تمت حتلنتها في الإعلام الإسرائيلي ستخرج الجنازة كما يبدو يوم الجمعة القادم. وقد عقدت الحكومة الإسرائيلية صباح اليوم جلسة حداد خاصة برئاسة نتنياهو. سيتم نقل تابوت بيريس من تل أبيب إلى القدس، حيث ستمر الجنازة عبر قرية بن شيمن، في مقبرة زوجة بيريس سونيا.

الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند (AFP)
الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريس برفقة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند (AFP)

وغدا، الخميس، سيُوضع نعش بيريس في الكنيست الإسرائيلي. وسيتمكن الجمهور الإسرائيلي من المرور أمامه لوداع الرئيس الراحل.

اقرأوا المزيد: 297 كلمة
عرض أقل
مفاوضات هرتسوغ وعباس السرية (Flash90)
مفاوضات هرتسوغ وعباس السرية (Flash90)

القدس – مدينة واحدة لدولتين؟

التفاهمات التي حققها هرتسوغ وعبّاس قبل الانتخابات الأخيرة يُكشف النقاب عنها، ونتنياهو يسعى إلى عقد لقاء مُستعجل مع كيري على خلفية المُبادرة الفرنسية

نُشر البارحة (الأحد) أن رئيس المعارضة الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ ومحمود عباس التقيا قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، في نيسان 2014، وخاضا مفاوضات سرية تتعلق باتفاق سياسي مُستقبلي، كان يود هرتسوغ أن يُنفذه في حال انتخابه رئيسًا للحكومة.

وافق هرتسوغ، في إطار الاتفاق، على نقل السيطرة على كل المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967 إلى السلطة الفلسطينية، وأما فيما يتعلق بقضية القدس، اتفق الزعيمان على أن يتوقف الوجود الإسرائيلي في شرقي المدينة وأن يكون الجزء الشرقي من المدينة عاصمة للدولة الفلسطينية، وأن تتواجد قوات دولية في منطقة الحرم القدسي الشريف ولكن، أن تبقى السلطة الإسرائيلية سارية على منطقة حائط المبكى الذي يُصلي فيه اليهود فقط. وقد تم التكتم على ورقة التفاهمات تلك في نهاية حملة هرتسوغ الانتخابية، عندما انتُخب نتنياهو لرئاسة الحكومة.

من المُزمع، على ضوء الكشف عن هذه المعلومات، أن يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل مُستعجل وأيضًا على ضوء مُبادرة السلام الفرنسية التي ما زالت تتقدم رغم المُعارضة الإسرائيلية وعلى خلفية تقرير اللجنة الرباعية الذي يُتوقع أن يُنشر في الأيام القريبة والذي يتحدث عن جمود العملية السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لتعزيز حل الدولتين. من المتوقع أن يكشف التقرير عن سياسة التوسع الاستيطانية، التي تنتهجها حكومة نتنياهو، واستمرار السيطرة الإسرائيلية الأمنية والمدنية على المناطق “سي” أيضًا.

نتنياهو يسعى إلى عقد لقاء مُستعجل مع كيري على خلفية المُبادرة الفرنسية (Flash90)
نتنياهو يسعى إلى عقد لقاء مُستعجل مع كيري على خلفية المُبادرة الفرنسية (Flash90)

يهدف اللقاء بين كيري ونتنياهو إلى العمل على تأخير نشر التقرير والتخفيف من لهجته وتوصياته. ومن المُفترض أن يُنشر يوم الخميس، بينما في اليوم التالي لذلك، يوم الجُمعة، ستُعقد الجلسة الشهرية في مجلس الأمن الدولي والتي تتناول موضوع الشرق الأوسط. إن لم يستطع نتنياهو تأخير نشر التقرير، رُبما سيُعلن مجلس الأمن في جلسة الجُمعة في الأمم المُتحدة  عن تبني التقرير الذي ينتقد إسرائيل وسيُضفي شرعية أخرى عليه.

وكان نتنياهو قد تحدث قبل أيام مُنتقدًا مُبادرة السلام العربية وقال إنه سيكون مُستعدًا لنقاشها فقط بعد تعديل الطلبات فيها، وأنه ليس مُستعدًا لمناقشة آخر صيغة تم تقديمها إلى إسرائيل، عام 2002. إلا أنه أثنى على استعداد العرب للتوصل إلى سلام مع إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 306 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية الاميركي جون كيري (Evan Vucci / POOL / AFP)
وزير الخارجية الاميركي جون كيري (Evan Vucci / POOL / AFP)

كيري يأمل بوقف للنار في اسرع وقت في سوريا

الولايات المتحدة تواصل دعوة كل الاطراف إلى الامتثال لواجباتها الدولية في تجنب الخسائر المدنية ومسؤولية ذلك تقع خصوصا على نظام الاسد وداعميه

اعلنت الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية جون كيري أكّد في اتصال هاتفي السبت مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ضرورة التوصل الى وقف لاطلاق النار في سوريا في اسرع وقت ممكن.

ووصل كيري مساء السبت الى عمان قادما من لندن لاجراء محادثات مع عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني اليوم.

وقال دبلوماسيون اميركيون إن كيري سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان ثم الملك عبد الله الثاني في مقره في العقبة على البحر الاحمر، موضحين ان محادثات الوزير الاميركي الذي سيجتمع ايضا بنظيره الاردني ناصر جودة، ستتركز على الملف السوري.

وقال الناطق باسم الخارجية جون كيربي إن كيري “أعرب عن الأمل في التوصل الى وقف كامل للاعمال العدائية في اقصر فترة ممكنة”. واضاف أن “الوزير كيري عبر ايضا عن قلقه العميق من الطابع العشوائي للقصف الطيران الروسي المستمر وما يؤدي اليه من خسائر في الارواح”.

وكانت روسيا وعدت السبت بمواصلة تقديم الدعم للنظام السوري لمحاربة المجموعات “الارهابية”، في حين اعلنت المعارضة استعدادها للموافقة على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف النظام السوري وحلفائه لعملياتهم العسكرية.

وقال كيري إن “الولايات المتحدة تواصل دعوة كل الاطراف إلى الامتثال لواجباتها الدولية في تجنب الخسائر المدنية ومسؤولية ذلك تقع خصوصا على نظام الاسد وداعميه”.

وقال كيربي ان وزيري الخارجية بحثا في التقدم الذي تحقق في اجتماعي مجموعتي العمل في جنيف هذا الاسبوع الاولى حول ايصال المساعدات الانسانية للمناطق السورية المحاصرة والثانية بشأن امكانية “وقف الاعمال العدائية”.

وكان وزير الخارجية الاميركي صرح في لندن مساء الجمعة انه “لا يزال يتعين القيام بالكثير” قبل التوصل الى وقف للنار في سوريا.

وكيري ولافروف هما ابرز صانعي اتفاق ميونيخ يومي 11 و12 شباط/فبراير للمجموعة الدولية لدعم سوريا الذي اتفقت بموجبه 17 دولة وثلاث منظمات على وقف القتال في سوريا “في غضون اسبوع” اي مبدئيا الجمعة 19 شباط/فبراير.

من جهة اخرى اعلن الاتحاد الاوروبي العضو في المجموعة الدولية لدعم سوريا ان وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني تحدثت الجمعة والسبت هاتفيا مع كيري.

وقال مكتب موغيريني في بيان في بروكسل “انهما بحثا في الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل الى وقف المعارك والتقدم الايجابي لفريق العمل للمساعدة الانسانية الذي يقوم فيه الاتحاد الاوروبي بدور اساسي وتمكن من ايصال مساعدات للسكان في بعض المناطق في سوريا”.

اقرأوا المزيد: 332 كلمة
عرض أقل
لاجئون سوريون (AFP)
لاجئون سوريون (AFP)

تطويق حلب يرمز إلى انهيار سياسة أوباما في الشرق الأوسط

انضمام روسيا إلى الحرب في سوريا وتركيز الغرب على إيقاف موجة اللاجئين المتدفقة منها يؤدي إلى تحسّن واضح في حالة الأسد، وإلى انتقادات شديدة لاستجابة واشنطن المتعثرة

إنّ الانتهاء الظاهر من تطويق حلب يشير ليس فقط إلى الإنجاز الأكبر الذي حققه نظام الأسد في الحرب الأهلية السورية منذ عدة سنوات. ويبدو أنّه يشير أيضًا إلى شيء آخر؛ إلى إسدال الستار على طموحات الإدارة الأمريكية الحالية في الشرق الأوسط. بفضل القصف المكثف لسلاح الجوّ الروسي ومساعدة الميليشيات الشيعية من عدة دول، تتقدّم وحدات الموت التابعة للنظام نحو الحصار، التجويع ولاحقا ربما نحو احتلال المدينة الثانية في حجمها في سوريا. إنّ النجاح في حلب قد يحفّز الدكتاتور السوري بشار الأسد على المقامرة واتخاذ خطوات مماثلة أيضًا في جنوب البلاد والشمال الغربي. تنظر واشنطن إلى هذه التطورات بمزيج من القلق والعجز، في الوقت الذي ينغمس فيه الشعب الأمريكي بالتطوّرات المذهلة للسباقات الرئاسية التمهيدية.

إنّ خصوم الأسد في سوريا بعيدون عن أن يكونوا صالحين. لقد تم توثيق الأعمال الفظيعة لعناصر داعش وجبهة النصرة، فرع القاعدة المحلي توثيقا جيّدا، وفي أحيان كثيرة من قبل التنظيمات ذاتها. لم تتردّد تنظيمات الثوار التي وُصفت بكونها معتدلة نسبيًّا وحظيت بمساعدات من الغرب، في العديد من الحالات بأن تقتل وتعذّب أعداءها. وما زال النظام، وفقا لجميع التقديرات التي تنشرها الهيئات المتابِعة داخل سوريا وخارجها، مسؤولا عن الجزء الأكبر من القتلى المدنيين (العدد الإجمالي للقتلى في السنوات الخمس من الحرب هو نحو  300 ألف) وهذا ليس فحسب، وإنما عن أعمال القتل الجماعي، الاغتصاب، التجويع والاعتداءات. اتّهم تقرير نشرته الأمم المتحدة هذا الأسبوع النظام بممارسة “سياسة الإبادة” ضدّ آلاف المعتقلين.

ولكن، إذا كانت تعكس وحشية الأسد قبل ذلك صراعا يائسا للنظام من أجل البقاء، والذي كان يواجه تراجعا مستمرا في ظل التراجع المنهجي للثوار في الأراضي الخاضعة لسيطرته، فقد تبدّلت الأحوال منذ دخول روسيا إلى الصورة في خريف عام 2015.‎ ‎فساعد نشر قوات سلاح الجو الروسي في شمال روسيا بداية على دعم استقرار خطط النظام الدفاعية وأتاح في الشهر الأخير بداية شن هجوم برّي، والذي حقّق نجاحات أولية. ومثل الأسد، فالروس كذلك يمارسون القوة من دون قيود.

صورة من شريط فيديو وزعته وزارة الدفاع الروسية لغارة للطيران الروسي على احد مواقع الدولة الاسلامية في سوريا 15 اكتوبر 2015 (اف ب)
صورة من شريط فيديو وزعته وزارة الدفاع الروسية لغارة للطيران الروسي على احد مواقع الدولة الاسلامية في سوريا 15 اكتوبر 2015 (اف ب)

ففي شهر كانون الثاني وحده كانت هناك نحو 3,000 طلعة جوية روسية في سوريا – وهي وتيرة مشابهة لوتيرة الطلعات الجوية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أثناء حملة “الجرف الصامد” – مقابل 800 طلعة في تشرين الأول العام الماضي. يشمل التكتيك الروسي المفضل القصف البساطي، رغم أن التسليح الروسي أكثر دقّة من البراميل الحارقة التي يستخدمها سلاح الجوّ السوري. وأشارت أدلة موثوقة من سوريا إلى أنّه في حالات عديدة تقصف الطائرات الروسية مرّتين، بهدف إلحاق الضرر برجال الإنقاذ الذين يحاولون إنقاذ الجرحى من تحت الأنقاض.

ليس هناك منافسون للقوة الجوية الروسية، نظرا للقدرات الهامشية للأسلحة المضادة للطائرات التي في أيدي تنظيمات الثوار. ففي هذه الظروف، ليست هناك حاجة إلى أن يكون حجم القوات البرية التي تساعد الجيش السوري كبيرا بشكل خاصّ. يُقدّر عدد المقاتلين الأجانب إلى جانب النظام اليوم بنحو 15 حتى 18 ألف رجل، أكثر من ثلثهم هم من عناصر حزب الله، ونحو ألف أو أكثر من الحرس الثوري الإيراني والبقية من أعضاء الميليشيات الشيعية، من العراق، أفغانستان والبلدان الأخرى.

وينطوي الغرب إزاء هذه الهيمنة الروسية في سوريا. فلقد تغيّرت المطالبة القوية برحيل الأسد بالمقولة المتلعثمة بخصوص الحاجة إلى ذهابه والاستعداد الفعلي للتقسيم المستقبلي للأرض بين النظام والثوار، بعد أن يغادر البلاد كل من  الأسد وحفنة الجنرالات المقرّبين منه والذين كانوا شركاء رئيسيين في جرائم الحرب. ولكن هذا أيضًا طلب يبدو أنّه ليست هناك نيّة لدى الدكتاتور وداعميه لتلبيته، وخصوصا عندما رجحت كفّة الميزان لصالحهم مجددا.

لاجئون سوريون (AFP)
لاجئون سوريون (AFP)

في السنة الماضية، تغيّر سلّم أولويّات الغرب في سوريا تغييرا واضحا. بدلا من إيقاف المجازر ضدّ المدنيين، هناك أهداف طارئة أكثر لدى الولايات المتحدة والأوروبيين. أولا، إيقاف موجة اللاجئين السوريين الذين يطرقون أبواب أوروبا (الآن، وللمفارقة، فإنّ تقدّم قوات النظام في حلب يزيد فقط من تدفّق اللاجئين إلى تركيا). وثانيا، منع العمليات الإرهابية على أرض أوروبا من قبل مقاتلي الجهاد الذين اكتسبوا خبرة في المعارك في سوريا. عندما تصبح هذه، وليست الفظائع التي يقوم بها النظام، المخاوف الرئيسية، لا يبدو الأسد – وكذلك إيران، وخصوصا منذ توقيع الاتّفاق النوويّ في تموز الماضي – مشكلة، وإنما جزءا من الحلّ.

بالنظر إلى الماضي، فقد زُرعتْ بذور هذا التغيير قبل وقت طويل من مجيء الطائرات الروسية. حدث التحوّل الأول في آب عام 2013، عندما هدّد أوباما بقصف دمشق بعد أن قُتل أكثر من ألف مدني في هجوم بالسلاح الكيميائي، ولكنه اضطرّ إلى التراجع عندما صوّت البرلمان البريطانيّ ضدّ المشاركة في الهجوم، وتزايدت الاعتراضات في واشنطن، واقترحت روسيا اتفاقا لنزع السلاح الكيميائي الخاص بالأسد. هناك تقدير معقول يشير إلى أنّ الاتفاق أدى إلى إخراج نحو 99% من السلاح الكيميائي من سوريا، ولكن ضبط النفس الأمريكي أمام تجاوز الخطوط الحمراء أشار إلى الأسد بأنّه ليس لديه ما يخشاه من الغرب.

عندما بدأت داعش بالإعدامات المغطاة إعلاميا للمواطنين الغربيين، ومن بينهم الأمريكيون، في آب عام 2014، بدأ الغرب بشكل مطلق بالتركيز على محاربة التنظيم. لم تجهد روسيا نفسها أبدا في الانضمام إليه. تشير التقديرات الحديثة إلى أنّ نحو 10% فقط من الهجمات الروسية في سوريا موجّهة ضدّ أهداف التنظيم وتتوزّع بقية الأهداف بين تنظيمات الثوار الأخرى. مقارنة بالصراع المعلن ضدّ الأسد، فإنّ حرب أوباما ضدّ داعش تجني ثمارها الأولى. فقدت داعش في العراق نحو 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في ذروتها قبل نحو عام، ونحو 20% منها في سوريا. ولكن هذه الحرب أيضًا تجري بوتيرة بطيئة جدّا. لم يكتمل بعد تحرير مدينة الرمادي العراقية من أيدي داعش، رغم التصريحات الرسمية بذلك. وقد تتأخر معركة تحرير الموصل، ربما حتى العام القادم.

قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، هذا الأسبوع إنّ الإدارة “ليست عمياء إزاء ما يحدث في حلب” واصفا المعركة على المدينة بكونها “لحظة حاسمة”. ولا يزال تفجير المحادثات في جنيف على خلفية تطويق حلب، الكارثة الإنسانية التي تضرب المدينة والفشل المستمر للإدارة في تسليح تنظيمات الثوار، يزيد من الانتقادات حول أداء الرئيس أوباما ومستشاريه بخصوص سوريا. والآن أيضا، هناك شكّ إذا ما كانت الولايات المتحدة ستعتمد اقتراحات تم طرحها في الأيام الماضية بالإعلان عن منطقة حظر طيران حول حلب، بشكل يمكنه أن يضمن وجود ممرّ لنقل الإمدادات وفرار المدنيين من خلال الحدود التركية. تتنافس مقالات الرأي في الصحافة الأمريكية بينها لاستخدام الأوصاف الدرامية حول فشل الإدارة على ضوء الوضع في حلب، بدءا بـ “إفلاس أخلاقي” مرورا بـ “كارثة لا يمكن السيطرة عليها” و “وصمة أخلاقية” ووصولا إلى “سياسة مُخجِلة”.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو إذا ما كان هناك درس يمكن أن تتعلمه إسرائيل. وفي الأشهر الأخيرة، تناقش الولايات المتحدة وإسرائيل بنشاط صياغة اتفاق المساعدة الأمنية الأمريكية للسنوات العشر القادمة. كانت إدارة أوباما هي الأكثر سخاء في نطاق المساعدات الأمنية التي قدّمتها لإسرائيل في تاريخ العلاقات بين البلدين. ولكن ثمة فجوة كبيرة بين المساعدات وبين التدخّل العسكري أو السياسي الفاعل في المنطقة، والتي يبدو أنّها ستزداد على ضوء المعارضة المتزايدة لدى الشعب الأمريكي للتدخّل العسكري المستقبلي في الشرق الأوسط. تبدو تلك نتيجة وثيقة الصلة بخصوص الحاجة إلى كبح جماع توقعات التدخّل الأمريكي لاستئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين، ولكن ربّما أيضًا بخصوص مدى المساعدة الذي يمكن توقّعه من واشنطن عند حدوث أزمة عسكرية كبيرة.

نشر هذا المقال لأول مرة في‏‏‎ ‎‏‏‏صحيفة هآرتس

اقرأوا المزيد: 1078 كلمة
عرض أقل
عناوين الصحف الإسرائيلية، 14 كانون الثاني \ يناير
عناوين الصحف الإسرائيلية، 14 كانون الثاني \ يناير

درس إيراني يتناول العلاقات العامة

هكذا أخفى الإيرانيون إخفاقهم الدبلوماسي: تحديدًا في الأسبوع الذي تفكك فيه إيران مُفاعلها النووي في آراك، نشر الحرس الجمهوري الإيراني صور البحارة الأمريكيين الذين يتوسلون ويعتذرون

إن كُنا نُريد الحُكم من خلال العناوين المنشورة هذا الصباح، فقد كان يوم أمس، 13.1.2016 يوم هزيمة الولايات المُتحدة أمام إيران. فقد أسر الحرس الجمهوري الإيراني البحارة الأمريكيين الذين دخلوا إلى المياه الإقليمية الإيرانية، والذين تم تصويرهم وهم يستسلمون ويجثون على رُكبهم بينما كانت أيديهم فوق رؤوسهم، واضطروا إلى أن يشكروا الإيرانيين على “الضيافة” قبل إطلاق سراحهم. حتى أن وزير الخارجية الأمريكي شكر الإيرانيين على تعاملهم مع الموضوع.

الجنود الأمريكون بعد توقيفهم على يد الأمن الإيراني (النت)
الجنود الأمريكون بعد توقيفهم على يد الأمن الإيراني (النت)

ولكن كان الوضع، في الحقيقة، أكثر تعقيدًا. وهذا الأسبوع تحديدا والذي بدا فيه وكأن  إيران أهانت الولايات المتحدة ثانية، بدأت إيران بتنفيذ أحد التزاماتها الأساسية في اتفاقية النووي التي وقعتها مع الدول الغربية، وفككت المُفاعل النووي في آراك. فهذه الخطوة تُعرقلها في طريقها لإنتاج قنبلة نووية، بما يتوافق مع الاتفاقية.

زيادة على ذلك، نُشرت صور الجنود الأمريكيين الخانعين بعد أسبوع عاصف من العلاقة المتوترة بين إيران ودول الخليج العربي، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها.

وكتب المُحلل السياسي الإسرائيلي للشؤون الإيرانية، راز تسيمت، في صفحته على الفيس بوك: “قبل التحدث عن الفوز الإيراني، حيث أن صور الجنود الأمريكيين المُستسلمين هي الشيء الوحيد الذي يُمكن للإيرانيين التباهي به حاليًا، فالحقيقة أن وضعهم لا يبدو جيدًا تمامًا”. ووفقًا لكلامه، فهذه الصورة ليست إلا مُحاولة لتضليل الرأي العام وإلهائه عن المشاكل الماثلة أمام النظام الإيراني ومنها تطبيق الاتفاق النووي، الأزمة الدبلوماسية أمام السعودية، أسعار النفط المُتهاوية والتهالك المُستمر لقوات نظام الأسد في سوريا.

أيا كان، ابتلعت وسائل الإعلام الإسرائيلية الطُعم الإيراني واختارت عرض صور جُند البحرية الأمريكيين مُهانون على خلفية خطاب “وضع الأُمة” الأخير للرئيس أوباما.

اقرأوا المزيد: 236 كلمة
عرض أقل