يلتقي طريق الديانة اليهودية والإسلامية اليوم مع بعضهما البعض في مفترق طرق مثير للاهتمام.
في موازاة شهر رمضان الذي نعيشه في هذه الأيام، بدأ اليوم يوم صيام “صيام السابع عشر من تموز” اليهودي، حدادا على خراب مدينة القدس. وكصيام شهر رمضان، يستمر صيام السابع عشر من تموز اليهودي من طلوع الفجر حتى حلول الظلام.
في هذا اليوم تبدأ عند اليهود أيام “الثلاثة أسابيع” والتي هي ثلاثة أسابيع من الحداد التي تستمر حتى يوم صيام التاسع من آب، والتي يمارس فيها اليهود عادات الحداد مثل الامتناع عن الحلاقة، الامتناع عن تناول اللحوم والنطق بالمراثي.
بادر مستوطنون من منطقة جوش عتصيون في هذه السنة أيضًا لصيام مشترك ووجبة إفطار مشتركة مع جيرانهم الفلسطينيين، ونشروا الفكرة في عشرات المجتمعات المشتركة بين اليهود والمسلمين. يتضمّن الصيام المشترك صلاة، دراسة، وحوار بين الأديان يتناول الحياة المشتركة والسلام. قال منظّمو الصيام: “نحن نسعى إلى الاعتراف المتبادل أيضًا بالألم والخوف ونؤمن بالقدرة المشتركة على جعلها أملا ومصالحة”.
في السنة الماضية أيضًا، في الصيف الصعب الذي مرّ على الفلسطينيين واليهود، جرى الصيامان بشكل مواز. على خلفية أحداث العنف في غزة، الضفة الغربية والقدس، اتُّخذت حينها مبادرة لصيام مشترك، من أجل التعبير عن التسامُح، التضامن والمصير المشترك.
وفقا للتقاليد اليهودية، يهدف الصيام للتعبير عن الحداد على عدة كوارث جرت في ذلك اليوم في التاريخ. بداية، كسر موسى في هذا اليوم الألواح الحجرية، بعد أن ارتكب شعب إسرائيل خطيئة العجل الذهبي وشكّك في إيمانه بالله. ثانيا، اختُرقت في مثل هذا اليوم أسوار مدينة القدس من قبل الرومان، قبل تدمير الهيكل. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أنّه في مثل هذا اليوم حرق الملك اليوناني أسفار التوراة في محاولة للقضاء على اليهود.