قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري أمس الجمعة إن الولايات المتحدة تقيم ما إذا كان من المجدي مواصلة دورها في محادثات السلام في الشرق الاوسط في إشارة إلى أن صبره تجاه الإسرائيليين والفلسطينيين بدأ ينفد.

وقال كيري خلال زيارته للمغرب بعد أسبوع من الانتكاسات إن هناك حدا للجهود الأمريكية إذا لم يكن الطرفان على استعداد للمضي قدما.

وقال كيري “هذه ليست جهودا إلى ما لا نهاية ولم تكن قط. إنه وقت العودة للواقع ونعتزم أن نقيم بدقة ماذا ستكون الخطوات المقبلة.”

وصرح مصدر على إطلاع على المحادثات إن من المرجح أن يلتقي المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون غدا الأحد مع المبعوث الأمريكي مارتن إنديك لبحث السبل المحتملة لإحراز تقدم.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الرئيس باراك أوباما يشارك كيري إحباطه إزاء التصرفات”غير المفيدة” للطرفين وأن الرجلين سيناقشان مستقبل المحادثات الدائرة منذ ثمانية أشهر بعد عودة وزير الخارجية إلى واشنطن.

وربما يكون قرار كيري بإعلان توقف الجهود لفترة وجيزة محاولة للضغط على إسرائيل والفلسطينيين لتخفيف مواقفهم ولكن في حالة فشل ذلك فقد يمثل بداية نهاية مبادرته الدبلوماسية.

وبإعلان هذا التوقف في الوقت الحالي يذكر كيري الطرفين بأن ليس بوسعه تحمل التركيز بلا نهاية على عملية غير مجدية للسلام في الشرق الأوسط في الوقت الذي تتطلب فيه قضايا دولية آخرى ملحة مثل الأزمة في أوكرانيا قدرا أكبر من إهتمامه.

ولكن التخلي عن جهود السلام له أيضا مخاطره . فقد يوجه ذلك ضربة آخرى لمصداقية أوباما في الشرق الأوسط حيث يوجه بالفعل إنتقادات لرده الفاتر على الحرب الأهلية في سوريا وعلى الوضع في مصر.

وقال دينيس روس كبير مستشار أوباما للشرق الأوسط سابقا متسائلا “هناك إضطراب كبير في المنطقة وعلى الصعيد الدولي في الوقت الحالي. هل تريدون زيادته؟ لا نحتاج لأن نرى إنهيار شيء بذلنا جهدا فيه.”

وقال إرنست إن المرحلة الحالية من عملية السلام في الشرق الأوسط لم تنته وقد توقفت بسبب “الخطوات الأحادية” التي يتخذها الجانبان.

وقال للصحفيين “حان الوقت لكي يمضي القادة الإسرائيليون وقادة الشعب الفلسطيني بعضا من الوقت لبحث خياراتهم في هذه المرحلة.”

وتفجرت الأزمة في المحادثات عندما رفضت إسرائيل الإفراج عن مجموعة من السجناء الفلسطينيين بموجب اتفاق جرى التوصل إليه في وقت سابق ما لم يقدم الفلسطينيون ضمانات على أنهم سيواصلون المحادثات بعد الموعد النهائي الذي تحدد لها في البداية وهو التاسع والعشرون من أبريل نيسان الجاري.

ووصل وزير الخارجية الأمريكي للقدس يوم الاثنين لإحياء المحادثات لكن مساعيه تعثرت بعدما وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلبات للانضمام إلى 15 اتفاقية دولية ليبعث برسالة واضحة أنه على استعداد لاتخاذ مسار فردي إلى المنظمات الدولية ما لم ير مزيدا من التحركات من الإسرائيليين.

وأبلغ نبيل شعث المسؤول الفلسطيني الرفيع رويترز أن عباس لم يكن يسعى لإغضاب كيري بل لتسليط الضوء على تقاعس إسرائيل عن الإفراج عن السجناء.

وقال المفاوض المخضرم في رام الله مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إن كيري سيعود لان الفلسطينيين سيواصلون المحادثات كما هو متفق عليه. وعبر عن أمله في أن ينفد صبر واشنطن من إسرائيل بدلا من الفلسطينيين.

وزير المالية الإسرئيلي يائير لبيد (Flash90Yonatan Sindel)
وزير المالية الإسرئيلي يائير لبيد (Flash90Yonatan Sindel)

ومع تطلع كل طرف في الإنحاء باللائمة على الطرف الآخر في هذا المأزق الطرفان شكك وزير المالية يائير لبيد الذي ينتمي لتيار الوسط فيما إذا كان عباس يريد التوصل لاتفاق مشيرا إلى قائمة طويلة من المطالب الفلسطينية نشرتها وكالة معا الفلسطينية للأنباء.

وشملت هذه القائمة رفع الحصار عن قطاع غزة والافراج عن عدد من السجناء المهمين وبينهم مروان البرغوثي الذي سجن قبل عقد بسبب سلسلة من التفجيرات الانتحارية.

وقال لابيد وهو أحد الأصوات الأكثر اعتدالا في الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو “ينبغي أن يعلم (عباس) أن مطالبه لا تصب في مصلحته في هذا التوقيت. لن يتفاوض معه أي إسرائيلي مهما كان الثمن.”

واستثمر كيري الكثير من أعوامه الأولى كوزير للخارجية في عملية السلام بالشرق الأوسط وزار المنطقة أكثر من عشر مرات.

وقطع كيري مرتين ارتباطات خلال رحلته لأوروبا والشرق الأوسط التي تستغرق 12 يوما ليجتمع مع قيادات إسرائيلية وفلسطينية في مسعى لإستئناف عملية السلام.

وسبق أن تعطلت عملية السلام التي تهدف لإقامة دولة فلسطينية وانهاء الصراع المستمر منذ عقود بسبب معارضة الفلسطينيين لمطلب إسرائيل بالاعتراف بها دولة يهودية وبسبب قضية المستوطنات الإسرائيلية في أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية.

ويريد الفلسطينيون دولة مستقلة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. وبينما ترى كل أطراف عملية السلام أن المفاوضات هي أفضل السبل نحو السلام يقول الفلسطينيون إنهم ربما يلجأون في نهاية المطاف إلى المؤسسات الدولية لإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات.

اقرأوا المزيد: 659 كلمة
عرض أقل