أفادت صحيفة “معريف” الإسرائيلية اليوم أن موظفين كبار في الخارجية الإسرائيلية يعتزمون الطلب من القيادة السياسية التصديق على خطةٍ طموحة تهدف إلى عزل إيران عن جاراتها عبر توطيد العلاقات معهنّ.
ومن المفترض أن تقوم هذه الخطوة، التي ستوجّه إلى دول مثل جورجيا وأذربيجان وتركمنستان وكازاخستان وأزبكستان، بالتركيز على الوعود الإيرانية بتقديم المساعدة الاقتصادية والسياسية التي لم تُنفذ، وتقديم عرضٍ بديلٍ لتوثيق أواصر التعاون المدنيّ والاقتصادي مع إسرائيل. وبالإضافة لذلك، يتم نقل معلومات لهذه الدول حول خلايا الإرهاب التي يقيمها الحرس الثوري وحزب الله على أراضيها.
وضمن الإجراء المقترح، تعتزم إسرائيل تقديم المساعدة لهنّ في مواجهة متطرفين إسلاميين من المنطقة خرجوا إلى سوريا من أجل الاشتراك في الحرب الأهلية الدائرة فيها، وعادوا وهم يمتلكون التأهيل والخبرة العسكرية. كما ستبدأ وزارة الخارجية إصدار تقرير متابعة يومي يفصّل النشاط الإيراني في المنطقة
ويعتزم مسؤولو وزارة الخارجية، حسب “معريف”، تطوير مبادرات مساعدة وتعاون في مجالات كالصحة، والطاقة والزراعة، من خلال النية لتعزيز العلاقة مع دول المنطقة. كما طُرح في النقاشات الداخلية في الوزارة تأثير النشاط الروسي في مركز آسيا والقوقاز في إسرائيل، وبالذات على خلفية شعور دول المنطقة أن الولايات المتحدة الأمريكية تقلص نشاطها فيها.
ويجد الإسرائيليون تشجيعًا من برودة العلاقات بين جورجيا وإيران بعد تغيير الحكم في تبليسي، والسياسة الحذرة التي تديرها أذربيجان نحو إيران. وينوي المسؤلون في القدس استغلال هذا التوجّه وتوثيق العلاقات مع هاتين الدولتين. وفي هذا الإطار، تقرَّر من جملة ما تقرر العمل من أجل إلغاء الحاجة إلى تأشيرات دخول للسياح القادمين من جورجيا إلى إسرائيل.
وكانت فكرة الحملة الدبلوماسية طُرحت خلال جلسة حوار مهنية قبل عدة أيام نظمتها وزارة الخارجية الأسبوع الماضي في تبليسي عاصمة جورجيا، اشترك فيها سفراء الدول المجاورة لإيران. واشترك في المؤتمر دبلوماسيون إسرائيليون كبار يخدمون في روسيا وأوكرانيا، وكذلك مندوبون من السفارات في واشنطن والصين ولندن وبرلين ونيو دلهي وبروكسل، ووفد من مقر وزارة الخارجية في القدس.
حتى السعودية، كما هو معلوم، تتابع بقلق تقدم خطة إيران النووية، وعُلم بالأمس أن المملكة قدّمت لألمانيا طلبًا لامتلاك خمس غواصات متطورة من نوع “توب” بتكلفة تصل إلى عشرة مليار يورو. وكانت مصر طلبت في الماضي شراء مثل هذه الغواصات، لكن الصفقة أحبطت بسبب الضغط الإسرائيلي. ولم ترد ألمانيا إلى الآن على الطلب السعوديّ، لكن وسائل الإعلام في الدولة أفادت أنه سيتم التعامل مع الطلب إيجابيًا. وفي الشهر الماضي، على خلفية الأنباء حول مفاوضات الغرب مع إيران، نُشر أن السعودية تعتزم امتلاك صواريخ وسلاح من الولايات المتحدة الأمريكية بتكلفة شاملة تصل إلى 10.8 مليار دولار.
في غضون ذلك، وبعد ثلاثة أسابيع من الاختفاء عن أعين الجمهور، ما أثار شائعاتٍ حول وضع الصحي الزعيم الروحي الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، فقد ظهر أمس، مهاجمًا إسرائيل. ودعا خامنئي، الذي ألقى خطابًا وسط طلاب جامعيين في الذكرى السنوية للسيطرة على السفارة الأمريكية في إيران في 1979، المتطرفين في بلاده ألا يعملوا ضد محادثات النووي مع الغرب، محذرًا إياهم من أن يتهموا الرئيس روحاني بالتنازل للولايات المتحدة الأمريكية.
وتطرق خامنئي إلى النداء الذي أطلقه شلدون أديسون، أحد اليهود الأغنياء في العالم وناشر “يسرائيل هيوم”، والذي دعا رئيسَ الولايات المتحدة الأمريكية براك أوباما إلى إلقاء قنبلة نووية في منطقة مفتوحة في إيران من أجل وقف برنامجها النووي. وقال خامنئي: “إذا كان الأمريكيون جادين بشأن المفاوضات، عليهم صفع هؤلاء الثرثارين على أفواههم”.