هناك دول في العالم إذا وُلدتَ فيها في الأسرة المالكة؛ فطريقك نحو تولي منصب الملك مقرّرة مسبقًا. وهناك دول أخرى ليس مهما من هما والداك، لأنّك إذا أردت أن تحكم فستضطرّ إلى القيام بذلك بقواك الذاتية فحسب. بينما في الشرق الأوسط فالصورة ليست واضحة: فحتى لو وُلدت كأمير، سيأتي يوم ستضطرّ فيه إلى أن تثبت لشعبك بأنّك مناسب للحكم، وحتى لو عملت بنفسك من أجل الوصول إلى السلطة، فإنّ الشعب سيهتم دائما بجذورك العائلية.
سنعرض عليكم بعض “الخلفاء” البارزين بشكل خاص والذين يعيشون في منطقتنا، وهم أبناء عبد الله ملك الأردن، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
الأمير حسين بن عبد الله
الأمير الأردنيّ الهاشمي ابن الثانية والعشرين عاما هو وريث عرش المملكة منذ أن كان في العاشرة من عمره. وفقا للسجلّات، فإنّ الأمير حسين هو حفيد للنبي محمد من الجيل الـ 42. وقد سمّي بطبيعة الحال على اسم جدّه، الملك الحسين بن طلال. في هذه الأيام يدرس الأمير في جامعة جورجتاون في مدينة واشنطن في الولايات المتحدة، في مجال التاريخ الدولي. وهو يخدم أيضًا كضابط بدرجة ملازم أول في الجيش الأردني. وكما يليق بفرد في الأسرة الهاشمية، يتحدث الأمير الإنجليزية والعربية بمستوى لغة الأم، وذلك بالإضافة إلى إتقانه الفرنسية شفهيّا. عندما كان في العشرين من عمره كان الأمير حسين الشخص الأصغر سنّا ممن ترأسوا جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك عندما ترأس جلسة تناولت منع انضمام الشباب إلى التنظيمات الإرهابية.
جواد نصر الله
تصدّر محمد جواد نصر الله، نجل حسن نصر الله، مؤخرا عناوين الأخبار عندما نشر الجيش الإسرائيلي خبر أنّه تزعّم خلية مسلّحين فلسطينية، شغلها حزب الله. فاجأ هذا الخبر الكثيرين، حيث إنّه حتى ذلك الوقت كان جواد معروفا بشكل أساسيّ باعتباره ناشطا في تويتر وهو موقع التواصل الاجتماعي، حيث يُكثر هناك من نشر التغريدات والصور التي يهاجم فيها السعودية وإسرائيل. وفقا للشائعات المنتشرة حوله من فترة صباه، فقد أكثر نصر الله الصغير من التجوّل في الضاحية الجنوبية من بيروت بسيارته، بل وتورّط في الماضي بالتحرّش بفتاة كانت تقطن في تلك المنطقة. ولكن في عام 2007 اشتهر للمرة الأولى عندما نشر ديوانه تحت اسم “حروف المقاومة”. من غير الواضح من هو جواد نصر الله الحقيقي؛ هل هو وحش عديم الرحمة، أم شاعر واضح اللسان مضى في طريقه والده الصعبة؟
يائير وأفنير نتنياهو
في الزاوية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، يبرز الشقيقان الشابان يائير وأفنير نتنياهو، ابنا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. يائير هو الابن الأكبر من بينهما، وقد وُلد عام 1991، بينما يصغره أفنير بأربع سنوات. وفقا للشائعات في إسرائيل، فإن كلا الابنين يؤثران كثيرا على طريق والدهما السياسي. يائير هو في الواقع المستشار السياسي الأكثر قربا من رئيس الحكومة، وهو مسؤول عن جزء كبير من حملة رئيس الحكومة الإعلامية. في فترة دراسته في الجامعة بدأ ينشط سياسيًّا في حزب الليكود. وأما أفنير، المعروف بقربه من الديانة اليهودية، يقدّم لوالده نتنياهو دعما أيديولوجيًّا في طريقه السياسي.
ياسر وطارق عباس
ياسر وطارق عباس هما أكبر بسنوات عديدة من الأبناء الذين ذُكروا أعلاه، ولكن تأثيرهما على والدهما الرئيس الفلسطيني ليس سرّا. في الوقت الذي اختفى فيه أبناء الزعماء من جيل أبناء عباس عن الخارطة، مثل عدي وقصي حسين، جمال وعلاء مبارك وسيف الإسلام القذافي، فإنّ ياسر وطارق يحافظان على أهميّتهما. وذلك لأنّهما لم يقفا أبدا في دائرة الضوء السياسي تماما. والأمر صحيح بشكل خاصّ بالنسبة لطارق، الذي عرف كيف يستغلّ مكانة والده طوال السنين من أجل النجاح في عالم الأعمال.
حافظ الأسد الابن
سُمّيَ حافظ الأسد ابن الخامسة عشرة على اسم جدّه تماما مثل الأمير حسين بن عبد الله، وقد تصدّر العناوين مؤخرا بسبب إنجازاته المشكوك فيها في إطار مسابقات الرياضيات، والتي أنهى فيها في المركز السابع فقط. سخر موقع “العربية” منه وكتب “لعلها المرة الأولى التي لا يكون فيها واحدٌ من آل الأسد رابحاً في أية مباراة يخوضها”. وكتب مراسل العربية عهد فاضل أيضًا: “فللمرة الأولى يجرؤ أحدٌ على الفوز قبالة واحد من “تلك العائلة الرئاسية” التي تخصصت بالفوز، “حتى لو مسابقة في اللغة الصينية”، كما يقول ظرفاء سوريون، هنا وهناك”. كالعديد من الزعماء الآخرين في المنطقة، فإنّ والد حافظ لم يكن يفترض أنه سيصبح رئيسا، وحظي بهذا المنصب فقط إثر وفاة شقيقه الأكبر باسل. في كل ما يتعلق بمستقبل سوريا، فإنّ المخفيّ أعظم. لا يمكن لأحد أن يراهن ويخمّن احتمال أن يرث حافظ والده، حيث من غير المؤكد أبدا بأنّ يبقى والده الرئيس السوري حتى آخر حياته. ولكن لأنّ كلّ شيء محتم، فمن غير المستبعد بأن يلتقي حافظ الأسد الابن يومًا ما بالملك حسين بن عبد الله وبرئيس الحكومة الإسرائيلي يائير نتنياهو، ليناقش معهما اتفاق السلام بين سوريا وإسرائيل.