• قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
    قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
  • قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
    قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
  • قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
    قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)

بالصور: الجيش الإسرائيلي يتدرّب في قرية لبنانية داخل إسرائيل

هذه الصور لم تُلتقط في قرية لبنانية، بل داخل قرية خاصة أقامها الجيش الإسرائيلي، سعيا للتدريب والاستعداد لمعركة مستقبلية مع حزب الله

هذه الصور لم تُلتقط في قرية لبنانية، بل داخل قرية خاصة أقامها الجيش الإسرائيلي، سعيا للتدريب والاستعداد لمعركة مستقبلية مع حزب الله

طوّر الجيش الإسرائيلي مؤخرا ثكنة تدريبات قيادية في شمال إسرائيل، لتصل إليها كافة القوات العسكرية قبل أن تتجه إلى الحدود الشمالية في إسرائيل في حال شن هجوم من قبل حزب الله أو قبل شن حرب شاملة في الحدود الشمالية.

وسعى قادة الجيش الإسرائيلي، استنادا إلى استنتاجات تم التوصل إليها بعد حرب لبنان الثانية، إلى بناء مجمّع تدريبات جديد يحاكي قرية في جنوب لبنان.

واعتقد القادة المسؤولون عن مجمّع التدريبات الجديد، الذي يحاكي قتالا في الأراضي اللبنانية، أنّ هناك حاجة لأن تكون المباني التي بنيت بشكل خاص ذات مظهر أصيل. وفي مقابلة مع طاقم موقع “المصدر” قال القادة إنّهم فكّروا في البداية في طلاء جدران البيوت، ولكن بعد ذلك قرروا أنّ هناك حاجة إلى رسوم جرافيتي على جدران المباني لخلق أجواء قتال حقيقية.

“إن التغيير في الأجواء لدى المتدربين محسوس، ولا شك أنك عندما تدخل إلى مكان تظهر في منازله شخصيات مثل نصر الله ومغنية، وتُسمع في الخلفية موسيقى وصرخات بالعربية من أنظمة مكبّرات الصوت، فهذه الأمور تجعلك تعيش الواقع، تشعر بالخطر، بأهمية الموقع، ومما عليك توخي الحذر”، كما قال أحد القادة في الموقع.

قبل نحو ثلاثة أشهر تم إتمام رسم كافة الصور المخطط لها في المجمّع وأصبح يبدو الموقع الآن مثل قرية حقيقية في جنوب لبنان. إذ يلوح علم لبنان على المسجد المضاء، وتظهر كتابات بالعربية على الجدران، والتي تم نسخ بعضها من ملصقات لحزب الله وصور جدارية لقادة التنظيم.

ومن أجل إضفاء بُعد آخر من الأصالة على المكان، يرتدي بعض الجنود والمسؤولين عن التدريبات ملابس عسكرية لحزب الله بل ويصرخون بشعارات قتالية باللغة العربية.

كان الهدف الأساسي من وراء الفكرة هو خلق شعور واقعي بأكبر قدر ممكن لإعداد المقاتلين لمواجهة الوضع الحقيقي.

تجولت كاميرا هيئة تحرير “المصدر” بين المباني المختلفة والتقطت لكم صور قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل.

قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
قرية لبنانية داخل أراضي إسرائيل (IDF)
اقرأوا المزيد: 293 كلمة
عرض أقل
مصطفى بدر الدين
مصطفى بدر الدين

قائمة كل من أراد اغتيال مصطفى بدر الدين

يضاف اغتيال مصطفى بدر الدين إلى قائمة الاغتيالات لقادة التنظيم وهكذا بقي نصر الله تقريبا لوحده يقود القتال في سوريا. من كانت لديه مصلحة في اغتيال ذو الفقار؟

إنّ بيان حزب الله أمس (السبت)، أنّ موت مسؤول التنظيم، مصطفى بدر الدين، قرب دمشق قد حدث نتيجة قصف تنظيمات الثوار السنة في سوريا، يزيل من جدول الأعمال خيار التصعيد بين التنظيم الشيعي وبين إسرائيل في أعقاب عملية الاغتيال.

في حالات سابقة حدثت فيها اغتيالات مسؤولي الجناح العسكري لحزب الله (عماد وبعده جهاد مغنية، حسن لقيس، سمير قنطار)، استطاع التنظيم توجيه إصبع الاتهام تجاه إسرائيل خلال فترة قصيرة وفي الغالب هدد أيضًا بالانتقام.

إن موت بدر الدين، صهر عماد مغنية ومن تحمّل بعض مسؤوليات مغنية بعد مقتل الأخير في دمشق في شباط 2008، سُجّل باعتباره الفقدان الأكثر إيلاما لحزب الله في الحرب الأهلية السورية حتّى الآن. عزّز التنظيم من مشاركته في الحرب بسوريا في صيف 2012، وفقا لطلب الأسد والتوجيهات التي تلقاها من إيران.

المشيعون يحملون نعش مصطفى بدر الدين (AFP)
المشيعون يحملون نعش مصطفى بدر الدين (AFP)

من المشكوك فيه إذا كان لدى نصر الله مناص آخر، سوى الاستمرار في الاستثمارُ ببقاء نظام الأسد. كما هو معلوم، فهذا ما يستمر رعاته الإيرانيون في طلبه منه. ولكن موت بدر الدين، وهو من مسؤولي الجناح العسكري وقدمائه، يوفر تذكيرا للثمن الذي يدفعه حزب الله وسيستمر في دفعه مقابل مشاركته في الحرب الجارية خارج أراضي لبنان، الدولة التي يقدّم نصر الله نفسه كحاميها الفعال الوحيد.

تم اغتيال بدر الدين بشكل احترافي – ولم يُقتل صدفة بنيران الثوار في سوريا، كما زُعم في استنتاجات لجنة التحقيق التي أقامها حزب الله للتحقيق في حيثيات موته. وذكرت مصادر في بيروت أنّ أثناء اغتياله كان لوحده في منشأة سرية لحزب الله في منطقة مطار دمشق وأنّه قد حدث انفجار في الغرفة مما أدى إلى موته. لم يُصب أحد سواه. الاستنتاج: هناك شخص ما تعقّبه وعلم تماما بخطواته ومتى يتواجد في الغرفة.

جرى حدث مشابه في 2012 عندما سعت الاستخبارات السعودية إلى اغتيال صهر الأسد ووريثه المحتَمل، الجنرال آصف شوكت، ونجحت فوق المتوقّع: عمل ثلاثة قتلة كانوا يعملون كحرّاس على تسريب قنبلة إلى غرفة والتي نجحت في قتل الصهر وكل مجلس الطوارئ في دولة الأسد. الاستخبارات السعودية متورطة حتى عنقها ليس فقط في دعم الفصائل الإسلامية للثوار – والتي يتهمها حزب الله الآن بالاغتيال – وإنما أيضًا تعمل بشكل دائم ضدّ حزب الله والذي تم إعلانه قبل شهرَين فقط من قبل الجامعة العربية كتنظيم إرهابي.

الأمريكيون كان لديهم اهتمام وقدرة على تنفيذ الاغتيال أيضًا: كان بدر هدفا واضحا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) بسبب تورطه بتشغيل متفجرات ضدّ الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان.

المشيعون يحملون نعش عماد مغنية (AFP)
المشيعون يحملون نعش عماد مغنية (AFP)

المنشأة التي اغتيل بدر فيها تعود لما يوصف بـ “جيش الظلال” إلى حزب الله في سوريا – وهو الجهاز السري الذي يعمل على بناء القوة وتهريب المعدات القتالية من إيران إلى لبنان. يقع جيش الظلال، الذي يمثّل قوة استراتيجية مركزية لنصر الله، منذ سنوات تحت متابعة دائمة لجميع أجهزة الاستخبارات للدول المجاورة.

في البيان الأول الذي نشره حزب الله في أعقاب اغتيال بدر تم ذكر ثلاثة خيارات أدت إلى موته: نيران من الجو، إطلاق صاروخ أرضي، وإصابة مدفعية دقيقة. ولكن هذه الإمكانيات الثلاث موجودة بأيدي دول – وليس بأيدي تنظيمات إرهابية. ولذلك سرعان ما أصدرت قيادة حزب الله بيان تصحيح للنشر والذي يدين “الأخبار” وأصرّت قائلة: إنه قصف من قبل “منظمات إرهابية”. لو كان ذلك حقا تنظيم إرهابي، لكان بالتأكيد سيسارع إلى إعلان المسؤولية والتفاخر.

وهناك خيار آخر وهو أنّه إغلاق حسابات داخل التنظيم: فعلى مدى زمن طويل حدثت خلافات شخصية مريرة بين بدر وبين مسؤولية في قيادة حزب الله. لقد أصبح يشكل إزعاجا، وأنشأ توترا مع الإيرانيين. إنّ الفشل التنفيذي الأخير لحزب الله لم يساهم في شعبيته – ومن ثم فإنّ احتمال أنه اغتيل من الداخل معقول.

اقرأوا المزيد: 541 كلمة
عرض أقل
عماد مغنية وابنه مصطفى
عماد مغنية وابنه مصطفى

تقرير: نجل مغنية عميل أمريكي

نجل عماد مغنية الذي تم اغتياله عام 2008، وشقيق جهاد مغنية الذي تم اغتياله في كانون الثاني 2015، يتم التحقيق معه باشتباه أنه تعاون مع "السي آي إيه"، بعد أيام معدودة من اغتيال سمير القنطار في سوريا

ذكر بعض وسائل الإعلام العربية اليوم (الثلاثاء) أنّ جهاز المخابرات الأمريكية “السي آي إيه” نجح في تجنيد جاسوس يعمل في أحد أعلى المستويات في حزب الله اللبناني. وفقا للتقارير، فقد اعتقل الحزب مصطفى عماد مغنية، نجل عماد مغنية باشتباه أنّه متعاون مع جهاز الاستخبارات الأمريكية. كما يبدو فإنّ مغنية الآن قيد التحقيق.

ومصطفى هو الابن الأصغر لعماد مغنية، وقد تولى منصب رئيس الجناح العسكري للتنظيم اللبناني. تم تعيينه في المنصب بعد اغتيال شقيقه جهاد مغنية، الذي تم اغتياله في هجوم نُسب إلى إسرائيل قبل عام في القنيطرة على الحدود الإسرائيلية السورية.

جهاد مغنية (AFP PHOTO / MAZEN AKL)
جهاد مغنية (AFP PHOTO / MAZEN AKL)

وقد عيّن حزب الله في شهر حزيران الماضي مغنية الشاب لقيادة “جبهة الجولان السورية” وذلك مكان شقيقه، الذي اغتيل قبل 5 أشهر من ذلك الوقت. وفقا للتقارير، فقد انتقد الكثيرون في حزب الله هذا التعيين وادعوا أن مغنية الشاب ليس ناضجا لقيادة التنظيم. وهذا خلافا لرأي الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وقائد قوة قدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، اللذين أيّدا ذلك التعيين.

وفقًا للتقارير، كان سمير القنطار أبرز المعارضين لتعيينه، والذي تم اغتياله مؤخرا بهجوم آخر منسوب لإسرائيل. وجد القنطار في نفسه قائدا للمنطقة، بشكل أساسيّ لأنّ معظم الوحدة العسكرية مكوّنة من دروز المنطقة. ولكن كما يبدو، فقد كانت هناك رغبة لدى حزب الله بتعيين شخص شيعي المنشأ ليشرف على العمليات الحساسة في هضبة الجولان، التي قادها مغنية والقنطار ضدّ إسرائيل بتوجيه إيرانيّ مباشر.

اقرأوا المزيد: 216 كلمة
عرض أقل
سمير القنطار برفقة أمين عام حزب الله، حسن نصرالله (AFP)
سمير القنطار برفقة أمين عام حزب الله، حسن نصرالله (AFP)

الرد على اغتيال القنطار يتعلق بإيران، وليس بحزب الله

إذا كانت إسرائيل فعلا هي التي تقف وراء عملية الاغتيال، فمن المرجح أن تكون اعتبارات العملية تطلّعات مستقبلية وليست تصفية حسابات. على أية حال، كان هناك توسّع كبير في حجم المراهنة التي ستتضح تأثيراتها لاحقا

تنذر عملية اغتيال سمير القنطار، زعيم شبكة إرهابيّة درزية عملت ضدّ إسرائيل من الحدود السورية لصالح إيران، بفترة جديدة من التوتر الأعلى من المعتاد في مثلث الحدود بين إسرائيل، سوريا ولبنان. ورغم أن إسرائيل، كعادتها، لا ترد على اتهامات حزب الله بخصوص مسؤوليتها عن مقتل هذا الإرهابي المخضرم، فإنّ نقطة البداية في النقاش الدائر الآن في الإعلام العالمي هو أن إسرائيل تقف فعلا خلف هذه العملية. وبالنسبة لجريان الأمور من الآن فصاعدا، فيبدو أنّها ستكون مرتبطة بشكل أساسي بموقف إيران.

إن حقيقة اغتيال القنطار لن تثير أسفا لدى أي إسرائيلي. فهذا الرجل إرهابي معروف. في سن السادسة عشرة، كدرزي مواطن لبنان، شارك في عملية لتنظيم فلسطيني في نهاريا والتي قُتل فيها أفراد عائلة هاران، من بينهم طفلة في الرابعة من عمرها، والتي قتلها بنفسه عندما ضربها بعقب بنقديته على رأسها. ورفضت إسرائيل إطلاق سراح القنطار من قبل حزب الله في صفقة تننباوم عام 2004. وقد استُخدم استمرار حبسه في السجن كذريعة لدى أمين التنظيم، حسن نصر الله، ليأمر باختطاف جنود الاحتياط عام 2006، والذي أدى إلى اندلاع حرب لبنان الثانية. عاد قنطار نفسه إلى لبنان بعد نحو سنتين، في صفقة مع حزب الله مقابل إعادة جثتي جنود الاحتياط إلداد ريغف وأودي غولدفاسر. منذ ذلك الحين، لم يكتفِ بوظيفة المروّج للتنظيم، بل تولى دورا تنفيذيا.

ورغم سنّه الكبير نسبيًّا، قاد القنطار بداية شبكة عملت لصالح حزب الله في الجولان السوري وبادرت إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضدّ مواطنين إسرائيليين وجنود الجيش الإسرائيلي في الجهة الإسرائيلية من الحدود. في السنة الماضية حدث تغيير على طريقة عمل الشبكة، التي أعطت لنفسها الاسم الرسمي “المقاومة الوطنية السورية في الجولان”. وقد خرج حزب الله من الصورة تدريجيا وتولّت إيران زمام الأمور. ادعت مصادر أمنية في إسرائيل منذ عدة شهور أنّ القنطار، ومعه فرحان شعلان الذي كان أحد القتلى في القصف أمس، يعملان في التجهيز لعمليات إرهابية أخرى في الجولان. إذا كان الإعلام الأجنبي صادقا وكانت إسرائيل فعلا هي التي تقف وراء عملية الاغتيال، فمن المرجح أن تكون اعتبارات العملية تطلّعا إلى المستقبل وليست تصفية حسابات لماضيه.

وما سيحدث لاحقا مرتبط بدرجة كبيرة بإيران. لقد مرّت إسرائيل وحزب الله فعلا بجولات من التوتر في السنوات الماضية، والتي كانت في الغالب مشتقة من الحرب الأهلية السورية. ونسب الإعلام العالمي إلى إسرائيل سلسلة طويلة من العمليات في أراضي سوريا، والتي في معظمها قصف جوي لقوافل ومن بينها أسلحة كانت معدّة للتهريب لحزب الله وفي لبنان وفي عدد قليل منها أصيبت خلايا إرهابية عملت بتوجيه إيران وحزب الله في الجولان السوري (ومن بينها، في عدة حالات، أيضا عناصر تنظيم القنطار).

وقد جرت حوادث أخرى في الأراضي اللبنانية: مهاجمة قافلة سلاح بعد لحظة من اجتيازها للحدود من سوريا، اغتيال مسؤول في حزب الله في الضاحية ببيروت وتفجير عبوات ناسفة عندما كان الإرهابيون يحاولون تفكيك أجهزة تنصت وُضعت في زعم الحزب من قبل إسرائيل. لم تتطرق إسرائيل علنا إلى هذه الحوادث، ولكن صرّح رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الأشهر الأخيرة بشكل أكثر علنية بخصوص ما يحدث في الشمال واعترف أنّ الجيش الإسرائيلي يعمل من أجل إحباط تهريبات السلاح وضرب الإرهابيين في الشمال.

عماد فايز مغنية (Flash90)
عماد فايز مغنية (Flash90)

وفي معظم هذه الهجمات اختار حزب الله كبح جماحه. وعندما اجتازت الهجمات الحدود من سوريا إلى الأراضي اللبنانية، ردّ التنظيم، ولكنه قام بذلك غالبا عن طريق الحدود السورية ومن خلال مبعوثين من بينهم عناصر القنطار. وقد حدث الامتحان الأكبر للاستقرار النسبي، والذي يمنع انزلاق إسرائيل التام إلى الجبهة الشمالية والحرب الأهلية السورية، في كانون الثاني الأخير. في قصف جوي في الجولان السوري، والذي نُسب إلى إسرائيل أيضا، قُتل ناشط ميداني رفيع المستوى، وهو جهاد مغنية (نجل قائد أركان التنظيم الأسبق، عماد) وكذلك جنرال إيراني وخمسة ناشطين عسكريين آخرين. فردّ حزب الله بعد مرور عشرة أيام بهجوم مستهدف – كمين صواريخ مضادة للدبابات في الصعود إلى جبل دوف، والذي قُتل فيه قائد سرية وجندي من لواء جفعاتي.‎ ‎امتنعت إسرائيل عن عملية ثالثة في السلسلة، الردّ مقابل الردّ – وبذلك ساهمت في تهدئة النفوس.

والآن، يبدو أن أمامنا شيء بمثابة بثّ معاد لجولة الضربات السابقة. ولكن هذه المرة العنوان في الجهة المقابلة هو إيران، أكثر من حزب الله. وهناك لدى طهران اعتبارات أخرى، أكثر اتساعا، يتعلق بعضها باستمرار العمل باتفاق فيينا بشأن النووي الإيراني، والذي تم توقيعه مع القوى العظمى. يتوقع النظام الإيراني في الفترة القريبة إزالة بعض العقوبات التي تم فرضها عليه بسبب برنامجه النووي. هناك اعتبار آخر مهم يتعلق باستمرار الحرب الأهلية السورية. وفي الأسابيع الماضية أخلى الإيرانيون نحو ثلثي القوة العسكرية التي نشروها شمال البلاد، لمساعدة نظام الأسد وكعملية استكمالية للهجوم الجوي الذي بادرت إليه روسيا ضدّ تنظيمات الثوار في سوريا. كل موافقة على الرد لبقايا تنظيم القنطار، أو التوجيه للانتقام من حزب الله، ستضطر إلى أخذ هذه الجوانب بعين الاعتبار أيضًا.

من استطاع العثور على القنطار ورجاله أمس، في ضواحي دمشق، اعتمد بالتأكيد على معلومات استخباراتية دقيقة. ومن المرجح أنّه في الفوضى العامة السائدة في سوريا، والتي يعمل الكثير من الدول والتنظيمات الإرهابية فيها اليوم في المقابل، لن تؤدي هذه العملية إلى تغيير شامل في الأوضاع. ومع ذلك، كان هناك توسع ملحوظ في حجم المراهنة. والتي ستتضح تأثيراتها لاحقا.

نشر هذا المقال لأول مرة في‏‏‎ ‎‏‏‏صحيفة هآرتس‏‎ ‎‏

اقرأوا المزيد: 792 كلمة
عرض أقل
الجيش الإسرائيلي يترقب تحركات عناصر الجهاد على الحدود الإسرائيلية السورية قرب القنيطرة (AFP)
الجيش الإسرائيلي يترقب تحركات عناصر الجهاد على الحدود الإسرائيلية السورية قرب القنيطرة (AFP)

إيران تُشغل الجهاد على الحدود السورية، ولكنه مُعرّض للاستخبارات الإسرائيلية أيضًا

إنّ استعداد مسؤولين إسرائيليين على أن يصفوا بالتفصيل علاقة إيران بالخلية التي أطلقت الصواريخ باتجاه الشمال؛ يكمن كما يبدو في صراع نتنياهو ضدّ الاتّفاق النوويّ

تُعبّر أحداث نهاية الأسبوع الأخير في الشمال – إطلاق الكاتيوشا من سوريا إلى الجولان والجليل وإصابة الجيش الإسرائيلي شبه المباشرة بخلية الجهاد الإسلامي الفلسطيني، التي بحسب إسرائيل مسؤولة عن إطلاق الصواريخ – كما يبدو عن محاولة إيرانية للحفاظ على جبهة محدودة، يمكن من خلالها الشجار مع إسرائيل دون إشعال حرب واسعة. وذلك دون أن تورّط طهران من دون مبرّر شركاءها الأهم في المنطقة: نظام الأسد في سوريا وتنظيم حزب الله. ولذلك، فرغم الفشل الذي حلّ بالهجمة على إسرائيل، يجب أن نفترض بأنّه ستجري محاولات أخرى كهذه، على الأقل واحدة كل بضعة أشهر.

نشطت الحدود الإسرائيلية السورية في بداية عام 2013، بعد نحو أربعين عاما من الهدوء التامّ تقريبًا، كاشتقاق جانبي للحرب الأهلية في سوريا.

بدايةً، استخدمها حزب الله للهجمات المحددة ردّا على قصف قوافل الأسلحة على الحدود السورية – اللبنانية واغتيال أعضائه في لبنان، والتي نسبها لإسرائيل. لاحقا فعّلت إيران، عبر قوّة “قدس” التابعة للحرس الثوري، شبكتين محليّتين في الجولان: إحداهما، كان يقودها القاتل المحرّر سمير القنطار، وارتكزت على الدروز من مواطني سوريا من قرية الحضر، والثانية، وصفت بأنها قوة نخبة لحزب الله ويقودها ويترأسها جهاد مغنية.

ولكن نسبت سلسلة العمليات التي نُسبت لإسرائيل إلى أي مدى كانت تلك الشبكات مخترقة وضعيفة أمام الاستخبارات الإسرائيلية. أصيب رجال القنطار ثلاث مرات على الأقل، إحداها عندما كانت إحدى الخلايا في طريقها لوضع عبوات ناسفة بالقرب من الحدود. قُتل مغنية، عناصره المقرّبون وجنرال إيراني عمل كحلقة وصل معهم نيابة عن الحرس الثوري، في قصف قرب القنيطرة في كانون الثاني الأخير.

سمير القنطار
سمير القنطار

وأظهر إطلاق صواريخ الكاتيوشا في الأسبوع الماضي أنّ إيران قد وجدت لنفسها وكيلا جديدا على الحدود؛ شبكة من الجهاد الإسلامي، وهو تنظيم فلسطيني – سني، والذي على الرغم من الشرخ الهائل بين الشيعة والسنة، مستمر في الحصول على التمويل والتعليمات من طهران. ولكن يبدو أنّ اللاعب الجديد في الساحة مكشوف بما لا يقل عن سابقيه أمام أعين الاستخبارات الإسرائيلية. ليس فقط لأنّ أعضاء الخلية قد قُتلوا في عملية انتقامية إسرائيلية بعد أقل من يوم من إطلاق الصواريخ، وإنما لأنّ الجهات الأمنية التي تحدثت إلى الصحافيين في إسرائيل استطاعت وصف سلسلة القيادة في الخلية بشكل تفصيلي، بدءا من اسم الضابط الإيراني الذي يشغّلها نيابة عن قوة قدس، سعيد أيزدي، وصولا إلى حلقة الوصل في التنظيم الفلسطيني، أكرم عجوري، الذي يعمل نيابة عن الأمين العام للتنظيم، رمضان شلح.

إلا أن استعدادية إسرائيل للكشف عن مثل هذه المعلومات الاستخباراتية الحساسة – بل وربما حتى المخاطرة بالمصادر المحتملة – تدل على ما يبدو على اعتبارات أكثر خطورة على المحك. السياق هو بطبيعة الحال صراع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ضدّ الموافقة على الاتّفاق النوويّ بين إيران والقوى العظمى الستّ. إحدى حجج إسرائيل الرئيسية ضدّ الاتفاق هي أنّ إزالة العقوبات عن إيران ستؤدي إلى تدفّق مليارات الدولارات إلى سلسلة طويلة من التنظيمات الإرهابية والعصابات التي يموّلها الإيرانيون في جميع أنحاء الشرق الأوسط. قبل إطلاق صواريخ الكاتيوشا من سوريا بيومين زار رئيس الحكومة، وزير الدفاع ورئيس الأركان قيادة المنطقة الشمالية وأجروا رصدا للأراضي اللبنانية. استغلّ نتنياهو الفرصة من أجل نقل أقوال زعماء إيران وحزب الله، الذين وعدوا بمواصلة القتال ضدّ إسرائيل.

رئيس الوزراء الإسرائيلي يتفقد ألأحوال الأمنية على الحدود الشمالية لإسرائيل (Facebook)
رئيس الوزراء الإسرائيلي يتفقد ألأحوال الأمنية على الحدود الشمالية لإسرائيل (Facebook)

ويؤكّد إطلاق الصواريخ ما علمته الاستخبارات الإسرائيلية مسبقًا: على الرغم من أن الأسد أبقى في يده السيطرة بصعوبة على عُشر الحدود مع إسرائيل في الجولان، وحتى هذه فقط إذا وضعنا في الحسبان إلى جانب الممرّ الذي يربط بين القنيطرة ودمشق أيضًا البؤرة الدرزية في الحضر، فترغب إيران بمواصلة شنّ هجمات صغيرة من هناك ضدّ إسرائيل.

منذ اللحظة التي سُجلت فيها محاولة أخرى كهذه، ضربت إسرائيل ردّا على ذلك بشدّة: سواء الخلية نفسها أو حواجز اللواء 90 التابع للجيش السوري، والتي تسيطر على الطريق الواصل بين دمشق والحدود.

وقد سارعت أيضًا في استغلال الحادثة لتجميع النقاط الإعلامية في حربها ضدّ الاتّفاق النوويّ. والقضية هي أنّ واشنطن لا تتأثر بشكل خاص بهذه الحجة، التي تُعتبر هناك هامشية مقارنة مع ما تصفه حكومة أوباما بالإنجاز الكبير؛ وهو إيقاف البرنامج النووي الإيراني بفضل اتفاق فيينا. يبدو الآن أن نتنياهو يجد صعوبة في تجنيد الدعم الكافي من أعضاء مجلس الشيوخ ضدّ الاتفاق النووي، ولكن هذه قصة أخرى.

نُشر هذا التحليل للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 632 كلمة
عرض أقل
استعراض عسكري لمقاتلي حزب الله (AFP)
استعراض عسكري لمقاتلي حزب الله (AFP)

مواجهة إسرائيل لحزب الله: بين الحرب السرّية والمعلنة

المنطق الرئيسي للحرب السرية بين حزب الله وإسرائيل هو إبقاء مساحة نفي لكلا الطرفين والسماح للطرف المتضرر بألا يردّ، دون أن يُنظر إليه نظرة "ضعيف" بسبب ذلك

جرت مؤخرًا حادثتان مرتبطتان بأسرة مُغنية. أولهما كانت عملية اغتيال جهاد مُغنية وأعضاء كبار في حزب الله وإيران والتي نُسبت لإسرائيل، وكان من بينهم جنرال إيرانيّ من الحرس الثوري، وقد جرت هذه الحادثة في هضبة الجولان. والأخرى كانت إعلانا في “واشنطن بوست”، بحسبه فإنّ إسرائيل والولايات المتحدة تعاونتا في اغتيال عماد مُغنية، والد جهاد، والذي كان رئيس الجناح العسكري لحزب الله.

يناقش هذا المقال طرق مواجهة إسرائيل لحزب الله، المدعوم من قبل الإيرانيين، ويدرس تأثير اختيار الاستراتيجية الإسرائيلية في مواجهة التحدّي في الساحة الشمالية على ردود حزب الله.

المشيعون يحملون نعش عماد مغنية  (AFP)
المشيعون يحملون نعش عماد مغنية (AFP)

استنادا للتقارير المعلنة، يهدف الهجوم الذي جرى في الجولان إلى الإضرار القاسي بالبنى التحتية للإرهاب، والتي أقامها حزب الله هناك بالتنسيق مع الحرس الثوري، والتي كانت في مراحل متقدّمة من التوطيد. كانت القوة المهاجَمة من منظّمي هذه البنى التحتية. نسبت مصادر أجنبية هذه العملية لإسرائيل، بل وشهد أعضاء الأمم المتحدة بأنّهم رأوا طائرات دون طيار إسرائيلية وهي تحلّق في مكان الحادثة. أدت بعض القذائف التي تمّ إطلاقها ردّا على العملية من الأراضي السورية باتجاه جبل دوف إلى ردّة فعل إسرائيلية ضدّ قوات الجيش السوري، والتي كانت لا تزال في هضبة الجولان. ولكن جاء الرد الأكثر أهمية من قبل حزب الله بعد عدّة أيام من ذلك، وكان عبارة عن إطلاق عدد من الصواريخ المضادة للدبابات. باتجاه قافلة للجيش الإسرائيلي في جبل دوف، على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ونتيجة لذلك قُتل جنديّان إسرائيليّان وجُرح سبعة. ورغم إصابة جنود الجيش الإسرائيلي، اختارت إسرائيل الكبح وأيضا حزب الله نقل رسائل من خلال قوات اليونيفيل، بأنّه يعتبر الحادثة منتهية.

كان اغتيال عماد مُغنية، والذي حدث في 2008، نوعا آخر من العمليات. تمّ تحميل عماد مُغنية مسؤولية عمليات إرهابية بارزة ضدّ الولايات المتحدة في لبنان (ضرب السفارة الأمريكية في بيروت وقتل جنود المارينز، اختطاف طائرات واحتجاز مواطنين كرهائن لفترة طويلة)، وضرب أهداف إسرائيلية ويهودية في الأرجنتين، بالإضافة إلى بناء قوة حزب الله بعد حرب لبنان الثانية. نُشر مؤخرًا أنّه قد تمّ تنفيذ عملية اغتياله بعد تتبّع طويل، بالتعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) وجهاز الموساد الإسرائيلي. أعلن زعماء حزب الله أكثر من مرة، بأنّ موته سيجرّ ردّ فعل مؤلم ضدّ إسرائيل، ولكن لم يتم تنفيذ هذا التهديد، على ضوء فشل عدة محاولات للإضرار ببعثات وممثّلي إسرائيل في الخارج، باستثناء العملية التي نُفّذت في بورغاس، بلغاريا، عام 2012. إنّ الكشف عن المسؤولية المباشرة لحزب الله عن العملية كما جاء في المحكمة كلّفه إدراج الجناح العسكري للتنظيم في قائمة التنظيمات الإرهابية التابعة للاتحاد الأوروبي.‎ ‎

وتبرز طريقة قتل أسرة مُغنية، الأب والابن، استراتيجيات إسرائيلية مختلفة لمواجهة التنظيمات الإرهابية. كانت الطريقة الأولى، التي استُخدمت في هضبة الجولان، هجوم منفّذ من الجوّ، بشكل علني تقريبا. ويتم تنفيذ هذا الهجوم عندما يتم الكشف عن هجوم حقيقي ضدّ إسرائيل أو عندما ترغب إسرائيل بنقل رسالة للطرف الآخر، حتى لو لم تتحمّل مسؤولية الهجوم. الطريقة الأخرى، هي الإضرار بالبنى التحتية وضرب قادة الإرهاب بشكل سرّي دون ترك بصمات إسرائيلية. يترك العمل السري لإسرائيل وللخصم مساحة نفي، أو يمكّنهما من الامتناع عن الردّ، أو الردّ بشكل محدود، لمنع التصعيد.

جنود حزب الله قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية قرب مدينة متولا الإسرائيلية (AFP)
جنود حزب الله قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية قرب مدينة متولا الإسرائيلية (AFP)

المنطق الرئيسي للحرب السرية بين حزب الله وإسرائيل هو إبقاء مساحة نفي لكلا الطرفين والسماح للطرف المتضرر بألا يردّ، دون أن يُنظر إليه نظرة “ضعيف” بسبب ذلك. في الواقع، لقد استغلّ حزب الله، سوريا بل وإيران في السنوات الماضية مساحة النفي هذه ولم يردّوا بشكل مباشر على عمليات نُفّذت ضدّهم، والتي تمّ نسبها لإسرائيل. وقد شملت تلك الهجمات التي نُفّذت تورط إسرائيل فيها بوضوح، بشكل أساسيّ في الأراضي السورية، لمنع نقل الأسلحة المتطوّرة من سوريا لحزب الله، والتي لم يتم العثور على دليل واضح عن المسؤول عنها. في المقابل، فقد صعّبت عملية القتل المستهدف في هضبة الجولان بشكل “صاخب” على حزب الله استغلال مساحة النفي و “اضطُرّ” إلى الردّ، لاستعادة صورته الرادعة، حتى لو كان معنى الردّ المخاطرة بإشعال المنطقة. لذلك، ردّ حزب الله بطريقة “مشروعة” بالنسبة له ويمكن تفسيرها، لأنّها كانت مشابهة للهجوم الذي نُسب لإسرائيل (“صاروخ مقابل صاروخ”، “جولة مقابل جولة”) وتم تنفيذها في منطقة مريحة نسبيًّا بالنسبة له؛ حيث هناك لديه فيها مطالب إقليمية تجاه إسرائيل. سعى حزب الله من خلال ردّه نقل رسالة، بأنّه سيرد في المستقبل على استهداف إسرائيل له أيضا في الأراضي السورية، بما في ذلك استهداف نقل الأسلحة. لو اختار ردّة فعل متطرّفة أخرى، على سبيل المثال، في الخارج، فقد كان من الممكن أن يخاطر بردّة فعل قاسية بل وبعقوبات ضدّه من قبل المجتمع الدولي، وخصوصا من قبل الدول الأوروبية، والتي خفّضت من تسامحها منذ عملية بورغاس تجاه نشاطه وكل عملية إرهابية في أراضيها.

ومن الجدير ذكره، بأنّه رغم قرار حزب الله وإسرائيل، بحكم الأمر الواقع، إنهاء الصراع العنيف الذي اندلع بينهما في أعقاب الهجوم في الجولان وردّ حزب الله، فلا يمكن أن نحدّد، إذا ما كانت إيران أيضًا، مع أو دون حزب الله، ستردّ في المستقبل من أجل انتزاع ثمن باهظ من إسرائيل، كما هدّد قادة في الحرس الثوري. على أية حال، يبدو، بأنّه في المواجهة مع حزب الله وإيران في الساحة الشمالية من المناسب إعطاء الأولوية، قدر الإمكان، لأسلوب الحرب السرّية ذات أثر منخفض، يسمح بمساحة مناورة ونفي لكلا الطرفين، فتقلّص بذلك من احتمالات التصعيد واندلاع حرب لا يرغب بها كلا الطرفين.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع INSS

اقرأوا المزيد: 805 كلمة
عرض أقل
صورة التقطت من الجانب اللبناني للحدود مع اسرائيل تظهر مروحية للامم المتحدة تحلق فوق قرية الغجر الاربعاء 29 يناير 2015 (AFP)
صورة التقطت من الجانب اللبناني للحدود مع اسرائيل تظهر مروحية للامم المتحدة تحلق فوق قرية الغجر الاربعاء 29 يناير 2015 (AFP)

هدوء على الحدود بين إسرائيل ولبنان

في خطوة نادرة، اكد وزير الدفاع الاسرائيلي للاذاعة العامة ان حزب الله بعث رسالة لاسرائيل عبر قوة الامم المتحدة في لبنان ان الحزب غير معني بالتصعيد قائلا "من وجهة نظرهم فان الحادث انتهى"

عاد الهدوء الخميس على طول الحدود بين اسرائيل ولبنان غداة مقتل جنديين اسرائيليين في هجوم تبناه حزب الله واستهدف قافلة عسكرية اسرائيلية في مزارع شبعا على الحدود مع لبنان.

وما زال الجيش الاسرائيلي في حالة تأهب في المنطقة الحدودية بينما اعيد فتح المدارس ومنتجع جبل الشيخ للتزلج بعد اغلاقه، بحسب مصور لفرانس برس.

وهاجم حزب الله الاربعاء قافلة تقل جنودا اسرائيليين من لواء جفعاتي في مزارع شبعا، مما ادى الى مقتل جنديين واصابة سبعة اخرين.

دفن الجندي الاول (25 عاما) الذي كان يحمل رتبة كابتن، في المقبرة العسكرية في القدس بحضور عشرات الجنود من لواء جفعاتي الذي ينتمي اليه، ورفعت رتبته الى رائد. وتقرر دفن الجندي الثاني بعد ظهر الخميس بالقرب من مدينة اسدود الساحلية جنوب اسرائيل.

وعلى الجانب اللبناني، اكد مراسلو فرانس برس ان الوضع هادىء بينما اوردت الوكالة الوطنية للاعلام ان طائرات استطلاع اسرائيلية تحلق في اجواء جنوب لبنان ومنطقة البقاع (شرق).

استنفار أمني على الحدود الإسرائيلية اللبنانية (Flash90/Basal Awidat)
استنفار أمني على الحدود الإسرائيلية اللبنانية (Flash90/Basal Awidat)

وتوعد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في اجتماع وزاري مصغر الى ان “يدفع الذين يقفون وراء الهجوم الثمن كاملا”، محملا الحكومتين اللبنانية والسورية “عواقب الهجمات التبي تنطلق من ارضيهما نحو اسرائيل”.

وجاء هجوم حزب الله بعد عشرة ايام من التوتر والتكهنات حول كيفية رد الحزب الشيعي على غارة اسرائيلية استهدفت في 18 كانون الثاني/يناير موكبا في منطقة القنيطرة السورية قتل فيها ستة من عناصر الحزب بينهم قيادي الى جانب جنرال ايراني.

ويعزز الجيش الاسرائيلي بشكل كبير وجوده على الحدود منذ غارة القنيطرة. ولم تعلن اسرائيل رسميا مسؤوليتها عن الغارة ولم تنف علاقتها بها، لكنها كانت تتوقع ردا من حزب الله الذي اكتفى بتشييع عناصره الذين قتلوا في الغارة من دون ان يعلن عن كيفية رده عليها وتوقيت ذلك.

وبعد هجوم الاربعاء، يتفق المعلقون ان الجانبين الاسرائيلي واللبناني يرغبان في تجنب تصعيد الاوضاع.

وفي خطوة نادرة، اكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون للاذاعة العامة ان حزب الله بعث رسالة لاسرائيل عبر قوة الامم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) ان الحزب غير معني بالتصعيد قائلا “من وجهة نظرهم فان الحادث انتهى”.

بينما قال وزير العمل اللبناني سجعان قزي لوكالة فرانس برس ان الحكومة اللبنانية ” تلقت تطمينات من دول كبرى بان اسرائيل لن تصعد الوضع العسكري في الجنوب وستكتفي على الاقل حاليا بالرد الذي حصل” ولكنه اكد انها “ليست ضمانات بالنسبة لنا، لانه لا يمكن الركون الى الوعود الاسرائيلية ولا حتى الى وعود الدول الكبرى”.

مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (AFP)
مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (AFP)

ومن جهته، قال مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق ياكوف اميدرور لوكالة فرانس برس ان “مخاطر (التصعيد) ضعيفة ان لم تكن شبه معدومة”.

وبحسب اميدرور فان “الطرفين غير معنيين بعملية كبيرة” موضحا انه من “الاكثر الحاحا” لحزب الله مواصلة القتال في سوريا بجانب جيش الرئيس بشار الاسد من اجل الحفاظ على “قاعدة خلفية” في سوريا.

واضاف “كل ما يأتي من ايران يمر عبر سوريا” بما في ذلك الصواريخ التي استخدمت في هجوم الاربعاء.

بينما اوضح بوعاز غانور مدير المعهد الدولي لمكافحة الارهاب في هرتسيليا ان الحليف الايراني لحزب الله “منشغل بمفاوضاته النووية مع القوى الدولية ويعلم ان حربا لحزب الله مع اسرائيل قد تؤثر على المواقف الاميركية في الملف”.

وبحسب غانور فان اسرائيل ايضا غير معنية بمواجهة كبيرة قبل اسابيع من الانتخابات التشريعية المبكرة بسبب “الضرر الهائل الذي قد يسببه ذلك:فان حزب الله يملك 100 الف صاروخ”.

وقال  وضاح شرارة استاذ علم الاجتماع  في الجامعة اللبنانية ان حزب الله باختياره عمدا لمزارع شبعا، اختار موقعا لن يدفع اسرائيل الى شن حرب موضحا ان المنطقة “ارض نزاع يعلم فيها الطرفان قواعد المواجهة”.

وتابع “نحن بعيدون عن حجم الرد الذي توعد به حزب الله وايران (بعد الغارة في 18 من كانون الثاني/يناير الماضي). ومزارع شبعا اراض متنازع عليها بين لبنان وسوريا واستغل حزب الله هذا الالتباس”.

ويفترض ان يلقي لامين العام للحزب حسن نصر الله خطابا غدا الجمعة يتناول فيه الغارة الاسرائيلية على الجولان ورد حزب الله الذي يقاتل في سوريا الى جانب النظام السوري.

اقرأوا المزيد: 578 كلمة
عرض أقل
مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (Basal Awidat/Flash90)
مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (Basal Awidat/Flash90)

النزاع المحسوب والرصين هو في مصلحة إسرائيل وحزب الله

الحزب يتفادى القيام بعملية أكثر طموحة ولا يريد فتح جبهات قتال جديدة، وعلى ما يبدو أنه في إسرائيل أيضًا يُفضلون احتواء الضربة وعدم التصعيد. التحركات الميدانية للجيش الإسرائيلي في "هار دوف" تطرح إشارات استفهام

قد يكون هذا التشخيص ناشز على الأذن الإسرائيلية، وذلك بلا شك في الوقت الذي لم يُدفن فيه بعد الضابط والجندي اللذان قُتلا البارحة في “هار دوف”، إلا أن الرد الذي اختاره حزب الله، ردًا على عملية الاغتيال التي نُسبت لإسرائيل، كان ردًا محسوبًا ومحدودًا حتى الآن.

بالنسبة للحزب، أصابت إسرائيل، في الأسبوع الماضي، هدفًا عسكريًا هامًا بالنسبة له – تلك القافلة التي تضم ستة من المسؤولين الميدانيين الهامين والجنرال الإيراني.‎ قام حزب الله بالرد بهجوم مُرّكز على آلية عسكرية (وليست أهداف أمنية) وحدد نشاطه في الحلبة التي كان يستخدمها في الماضي، منطقة “هار دوف” (فعليًا، في الجزء المُنخفض، على الطريق المؤدي إلى قرية الغجر). تفادى الحزب، حاليًا، القيام بعملية طموحة أكثر ولا يريد فتح جبهات قتال جديدة.

تم تحديد الرد الإسرائيلي حاليًا بتوجيه ضربات لمواقع مُحتملة لحزب الله في المناطق المُحاذية للحدود. إن استمرار ذلك مُتعلق بالقرارات التي تم اتخاذها، من قبل القيادة السياسية بالتشاور مع المنظومة الأمنية.

حتى إن كان على  نتنياهو أن يُظهر تمسكه الشديد بالأمن عشية الانتخابات فالحرب الشاملة مع إسرائيل هي مسألة أُخرى

إن أردنا الحكم وفق الأجواء التي شهدها الجيش الإسرائيلي منذ عملية الاغتيال بتاريخ 18 كانون الثاني، نرى أن إسرائيل تريد احتواء الأزمة وعدم التصعيد. وحتى إن كان على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن يُظهر تمسكه الشديد بالأمن عشية الانتخابات (وحتى على فرض أن القضية الأمنية تفيده سياسيًا في الانتخابات)، فالحرب الشاملة مع إسرائيل هي مسألة أُخرى.

بنيامين نتنياهو وموشيه يعالون (Haim Zach/GPO/Flash90)
بنيامين نتنياهو وموشيه يعالون (Haim Zach/GPO/Flash90)

من الصعب أن نعرف كيف يمكن أن تخدم حرب كهذه نتنياهو، ما الذي قد يحققه منها ولماذا عساه يعتقد أن النزاع العسكري الشامل سينتهي بالضرورة بانتصار مُقنع يعزز مكانته.

يبدو أن رئيس الحكومة، ونظرًا لكل هذه الأسباب، لديه مصلحة بإنهاء جولة العنف الحالية في وقت قريب. يجب، كما الأمر دائمًا، الفصل بين الخطاب العلني والتحرك الفعلي. بلور الجانبان، على مدى سنوات، إشارات ودلالات مفهومة لكليهما. إن هدد نتنياهو بسحق حزب الله تمامًا واكتفى سلاح الجو بتفجير تلال خالية في جنوب لبنان، سيعرف اللبنانيون أيضًا أن إسرائيل تُريد إنهاء ذلك.

ووفق ما نرى من خطوات حزب الله حتى الآن مثل إطلاق القذائف على الجولان والهجوم أول البارحة، نجد أن الحزب اختار عملية النزاع المدروسة. انتهج الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حتى الآن سياسة واعية نسبيًا، على الرغم من عداوته الكبيرة لإسرائيل. كذلك من خلال الرسائل التي نقلها البارحة حزب الله لإسرائيل بطريقة غير مباشرة، من خلال قوات اليونيفيل والجيش اللبناني، يُمكن توقع أنه يود إنهاء هذه الجولة.

مظاهرة تأييد بالسيد حسن نصرالله (AFP)
مظاهرة تأييد بالسيد حسن نصرالله (AFP)

 

إشارة الاستفهام فيما يتعلق بالأسابيع القادمة تتعلق بكيفية نظر نصر الله لموت جهاد مُغنية في عملية على الأراضي السورية في الأسبوع الماضي. كان مُغنية الابن يحظى بمكانة خاصة في الحزب، بفضل والده. إن تخطى نصر الله، في عملياته القادمة، حدود ملعبه، مثلاً أن يقوم بتوجيه ضربات لأهداف إسرائيلية في الخارج أو في عمق الأراضي الإسرائيلية، هذا الأمر سيُشير إلى وجود تصفية حسابات خاصة من ناحيته.

وصلت القوة العسكرية، التي تعرضت للهجوم البارحة من خلال إطلاق مضادات دبابات، إلى المنطقة على ضوء الاستعادة العسكرية بسبب التوتر في الأيام الأخيرة.  لم تكن الشاحنة التي تُقل الجنود مُدرعة ضد النيران. وإن كان هنالك شك أن آلية مُدرعة كان يمكن أن تصمد أمام صاروخ مضاد دبابات مُتطور من نوع كورنت، وأيضًا إن كانت تتحرك على تلك الطريق أيضًا سيارات مدنية لمواطني قرية الغجر، فتثير تلك التحركات الميدانية التساؤلات. لا شك أن المهاجم في حالة كهذه لديه أفضلية تلقائية وكان واضحًا أنه في هذه المرحلة أو تلك سيجد حزب الله نقطة ضعف في التشكيلات العسكرية.

إنما، الحقيقة هي أن قوة عسكرية غير مُدرعة كفاية كانت تتحرك في الجبهة الأمامية للجيش الإسرائيلي أمام لبنان، في منطقة معروفة مُسبقًا أنها منطقة خطيرة. لو تم، على سبيل المثال، تفجير عبوة ناسفة – بجنود في ناقلة جند مُدرعة لكان احتمال النجاة من الانفجار أكبر بكثير مما هي حال الجنود الذين في الشاحنة.

تُعيد هذه الحادثة إلى أذهاننا ذكرى سيئة وهي عملية تفجير مقر قيادة كتيبة المُدرعات 188 في بداية الحرب في غزة في تموز

تُعيد هذه الحادثة إلى أذهاننا ذكرى سيئة وهي عملية تفجير مقر قيادة كتيبة المُدرعات 188 في بداية الحرب في غزة في تموز، قرب العين الثالثة (عين هشلوشاه). حينها خرجت زمرة قيادة بجولة تفقدية في منطقة الجبهة الأمامية بينما لم تكن مُحصنة بشكل جيد في منطقة عملت فيها القوات بانضباط ميداني أكبر بكثير، وتفاجأت الزمرة بقوة من مقاتلي حماس الذين خرجوا من نفق – مات في الحادثة جندي وضابط. وفق المُعطيات الأولية، على الأقل، هنالك اشتباه أنه في “هار دوف” تتكرر مشكلة دائمة مع الجيش الإسرائيلي: تلك المنطقة بأسرها مُستعدة لما هو أسوأ، ما عدا بعض المناطق.

يتوجب القيام بفحص ميداني أكثر دقة، بسبب الثمن الغالي الذي دُفع البارحة وأيضًا بسبب توقيت الحادثة، بينما لا تزال تظهر في الأفق علامات خطر أكبر وتفاقم للأزمة.

قوات الجيش الإسرائيلي تتأهب على الحدود اللبنانية (Basal Awidat/Flash90)
قوات الجيش الإسرائيلي تتأهب على الحدود اللبنانية (Basal Awidat/Flash90)

علينا أن نتمنى أن تُشير تلك الضربة المؤلمة التي تمت البارحة إلى نهاية الجولة وليس تفاقهما المتوقع. ولكن، حتى على فرض أن ذلك النزاع سينتهي، يُطرح سؤال بخصوص استمرار تطور الأمور على الجبهة الشمالية.

لا شك أنه من الواضح أن حزب الله سيستمر بالاتكال على الدعم العسكري الذي يتلقاه من إيران والذي يُنقل إليه إلى لبنان من سوريا.

هل ستهاجم إسرائيل، في هذه الظروف، القوافل التي تنقل السلاح المُتطور في المستقبل، مع العلم أن حزب الله قد يُعاود شك عمليات من حدود الجولان و “هار دوف”؟ من الواضح أن العمليات التي شنتها إسرائيل سابقًا ضد سوريا، إن كانت إسرائيل بالفعل هي التي نفذت ذلك في الماضي، لم تعد مقبولة على العدو الآن.

نشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة هآرتس

اقرأوا المزيد: 841 كلمة
عرض أقل
مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (AFP)
مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (AFP)

هل يحاول حزب الله جر إسرائيل لحرب؟

المعضلة أمام المنظومة الأمنية في إسرائيل في أعقاب الأحداث الأمنية الأخيرة: تهدئة النفوس أم الرد بقوة أكبر؟

يُشكل الحادث الأمني الخطير، الذي وقع اليوم (الأربعاء) على الحدود اللبنانية، تصعيدًا واضحًا. يُلزم ذلك الأمر المنظومة الأمنية في إسرائيل بالتفكير مليًا واتخاذ قرار بدخول مواجهة واسعة مع حزب الله أو أن إسرائيل ستترك ذلك الأمر يمر وبهذا يكون قد تمت تسوية الحساب من جهة حزب الله.

لمّح حزب الله، خلال الأيام الأخيرة، منذ الهجوم الأخير الذي نُسب لإسرائيل، والذي قُتل فيه جهاد مُغنية وضابط إيراني كبير، إلى نيته بكسر قواعد اللعبة والرد على ذلك الحادث. ربما كانت الأحداث التي وقعت هذا الصباح، بما في ذلك عملية إطلاق مضادات دبابات باتجاه قافلة عسكرية على الحدود الشمالية هي “الرد المُناسب” بالنسبة لقادة حزب الله.

هذه هي المرحلة التي يقف فيها الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع، يعلون، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، أمام مُعضلة ليست بسيطة: من جهة، إن لم ترد إسرائيل الآن وبقوة، فقد تواجه عمليات مُشابهة مُستقبلاً. ومن جهة أُخرى، إن قامت بالرد؟ كيف سترد؟ قد يؤجج أي رد غير مُناسب من قبل الطرف الآخر الفوضى ويؤدي إلى حالة زعزعة في المنطقة.

توضح المنظومة الأمنية الإسرائيلية بأن حزب الله ليس معنيًا بأن يُشعل الحدود في هذه المرحلة ولكنه أيضًا لا يستطيع التغاضي عن عملية الاغتيال التي نُسبت لإسرائيل؛ يوم الأحد الماضي، التي أودت بحياة الجنرال الإيراني وجهاد مُغنية.

وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي في بداية الأسبوع، بشيء من الغموض، بأنه إن كانت الضربة ستطال قوات الجيش الإسرائيلي فإن إسرائيل لن تكسر القوانين. لعل حزب الله أخذ هذا الأمر بالحسبان واختار عمدًا منطقة “هار دوف” (مزارع شبعا)، الموجودة، وفق ادعائهم، في وضع نزاع إقليمي، بين لبنان وإسرائيل. هذا ما فعله حزب الله أيضًا في العام الماضي من خلال زرع العبوات الناسفة، حينها شاءت الصُدف إلى عدم وقوع إصابات.

ليس الحديث هنا فقط عن حزب الله بل عن الإيرانيين أيضًا. يبدو أن حزب الله مُستعد للمُضي قُدمًا أكثر مما كان ينوي في البداية، وهذا لأن إسرائيل غير مُستعدة لاحتمال حتى كم النيران البسيط الذي تعرضت له هضبة الجولان البارحة، وردت بغارة جوية. زادت إسرائيل حجم الرهان واستجاب حزب الله لذلك.

من الجدير بالذكر أن الحلبة اللبنانية هي حلبة ليست أقل أهمية. سارع مسؤولون في الدولة، من مُنتقدي حزب الله، إلى اتهامه بالسعي لجر لبنان إلى حرب أُخرى مع إسرائيل. “أين هي مصلحة لبنان إن تم جرها إلى حرب تحتاجها إسرائيل؟”، حسب كلام الرئيس اللبناني السابق، ميشيل سليمان، الذي لا يندرج، على أقل تقدير، ضمن المحبوبين لدى منظمة حزب الله. وقال القائد المسيحي سمير جعجع، الذي يُعتبر هو أيضًا من مُنتقدي حزب الله: “ما حدث اليوم يُثبت بأن حزب الله يتوسع أكثر فأكثر في مخططاته الإقليمية ضد الدولة اللبنانية”.

يتوقع محللون عسكريون إسرائيليون بأنه سيتم في الساعات القريبة تقديم أهداف كثيرة، لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون، والتي ستُعتبر ردًا مدروسًا. من جهة، تقديم رد يوضح للطرف الآخر أن إسرائيل لن تمر على ذلك مرور الكرام، ومن جهة أُخرى توضيح بأنه ليست هناك رغبة بخوض حرب – وإسرائيل، التي بقي على الانتخابات فيها أقل من شهر ونصف، ليست لديها مصلحة بأن تدخل في حرب ثالثة مع لبنان. تكمن الحيرة في أي الأهداف ستخدم الرد الإسرائيلي وتتيح للمنظومة السياسية القول “قمنا بالرد ولكن، دعونا ننهي الأمر هنا، قبل أن ننزلق في الهاوية”.

الاعتبارات التي ستُوّجه مُتخذي القرار هو عدم الرد التلقائي وعدم التورط بحرب أُخرى، التي يعرف الجميع أبعادها. ورغم الرغبة الكامنة الآن بضرورة الرد، ربما تحتفظ إسرائيل بحق الرد لوقت متأخر أكثر.

اقرأوا المزيد: 520 كلمة
عرض أقل
وزير الأمن موشيه (بوغي) يعلون (IDF)
وزير الأمن موشيه (بوغي) يعلون (IDF)

إسرائيل ترفع من تأهبها على الحدود الشمالية- وزير الأمن يجري جولة اليوم في المنطقة

لقد نقلت إسرائيل قوات عسكرية على مقربة من حدودها الشمالية بعد تصاعد التوتر عقِب أحداث الأسبوع الماضي. يتجوّل الكثير من الإسرائيليين على طول الحدود ولا يخشون من الوضع الأمني

بينما يرفع الجيش الإسرائيلي من أهبته في منطقة الحدود الشمالية، أجرى وزير الأمن الإسرائيلي، موشي (بوغي) يعلون جولة اليوم على طول الحدود وتفقد جاهزية الجيش الإسرائيلي. كل ذلك، في أعقاب أحداث الأسبوع الماضي، التي قُتل فيها جهاد مُغنية والجنرال الإيراني محمد علي الله دادي.

خلال جولة يعلون على الحدود، شارك في تقدير حالة القيادة الشمالية باشتراك عدة جنرالات رفيعين في الجيش الإسرائيلي، وحصل على لمحة عن جاهزية الجيش الإسرائيلي. في نهاية تقدير الوضع، تحدث يعلون للإعلام وقال “علينا أن نظل جاهزين لكل محاولة لتحدينا واستهدافنا، على ضوء ما نسمع من الطرف المقابل. لن نتسامح مع أية محاولة لاستهدافنا وسنعرف كيف نرد بقوة على كل محاولة كذلك”.

وتابع يعلون قائلا وموضحا: “تعتبر إسرائيلُ الحكومات والتنظيمات المتاخمة لحدودها مسؤولة عما يجري من أراضيها، وستعرف كيف سيكون ردها في كل حالة تستهدف سيادة إسرائيل، مواطنيها وجنودها”، وبهذا أشار إلى جاهزية الجيش الإسرائيلي في حالة تصعيد الوضع الأمني.

القبة الحديدية (Wikipedia)
القبة الحديدية (Wikipedia)

في الأيام الأخيرة، نقلت إسرائيل مركبات عسكرية كثيرة إلى شمال البلاد، ويتحدث السكان عن حركة كثيفة للجنود والمركبات العسكرية في الطرق المحاذية للحدود. عدا عن ذلك، نُقلت أجهزة إطلاق الصواريخ الإسرائيلية المتطورة “القبة الحديدية” نحو الحدود الشمالية. حسب تقارير أخرى، السلاح الجوي أيضا على أهبة الاستعداد، وقد ألغى رئيس الأركان الإسرائيلي، بيني غانتس سفره للخارج إلى مؤتمر رؤساء الأركان في أوروبا وبقي في إسرائيل.

رغم زيادة الاستعداد، يبدو أن الإسرائيليين لا يخشون من الوضع القائم. في نهاية الأسبوع، سيسافر آلاف الإسرائيليين شمالا من أجل التمتع بالعطلة، وقضاء الوقت في الفنادق المحلية، التي ستكون مليئة بنسبة مئة بالمئة خلال آخر الأسبوع، ولم يلغ أي منهم عطلته سوى بعض الأفراد. مقارنة بهم، يتحدث السكان الذين يقطنون شمال إسرائيل عن أنهم يشعرون بالتوتر في المنطقة، وأوعزت إليهم السلطات بالحفاظ على يقظتهم.

اقرأوا المزيد: 268 كلمة
عرض أقل