جرائم ضد الأنسانية

الحريق الذي شب في المسجد (Twitter)
الحريق الذي شب في المسجد (Twitter)

يهود يسمحون للمسلمين بالصلاة في كنيسهم بعد حرق المسجد

حُرِق مسجد كليا في تكساس وهناك شك لارتكاب "جريمة كراهية"، وردا على ذلك تدعو الجالية اليهودية جيرانها المسلمين لتأدية الصلاة في الكنيس المجاور

يحظر ترامب دخول المسلمين إلى أمريكا – ولكن تُبدي الجالية اليهودية في مدينة فيكتوريا، تكساس، أعمال حسن نية من خلال تقديم مفاتيح الكنيس إلى المسلمين بعد حرق المسجد المحلي كليا.

وقالت صحيفة “نيو يورك تايمز” إن الحريق الغامض الذي اندلاع يوم السبت الماضي حرق “المركز الإسلامي في فيكتويا” في تكساس كليا، وما زال التحقيق في حيثيات الحادثة مستمرا. يُذكَر أنّ ‏المسجد قد اقتُحِم في الماضي. ويعتقد المسلمون في فيكتوريا أن الحديث يدور عن جرائم كراهية، ويربطون أسباب الحريق بأقوال ترامب حول حظر هجرة المسلمين إلى أمريكا.

بحثت الجالية الإسلامية في المدينة عن مكان بديل، لتأدية الصلاة فوصل الحل من جهة غير متوقعة: الجالية اليهودية المحلية.

أعلن رئيس الجالية اليهودية في وسائل الإعلام المحلية “أن كل السكان في المجتمع يعرفون بعضهم… وعندما تحدث حادثة خطيرة كهذه، علينا التضامن معا”.

اليهود يسمحون للمسلمين بتأدية الصلاة في كنيسهم (Facebook)
اليهود يسمحون للمسلمين بتأدية الصلاة في كنيسهم (Facebook)

يعيش في فيكتوريا بين ‏25 حتى 30‏ يهوديا مقابل نحو ‏100‏ مسلما‎.‎ قال أحد مؤسسي المسجد أن أعضاء الجالية اليهودية زاروه، وأعطوه مفتاح الكنيس.

وقد نجح المسلمون خلال يوم واحد في تجنيد تبرعات قيمتها 900 ألف دولار، لإكمال الترميم، وذلك في حملة جمع تبرعات واسعة.

شاهد بائع في دكان قريب من المسجد الحريق وذلك يوم السبت الماضي نحو الساعة الثانية ليلا. فاستدعى قوات الإطفاء التي عملت لمدة أربع ساعات على إخماد النيران. قبل أسبوع من ذلك أقتُحِم المسجد، وسُرِق قبل بضع سنوات أيضا.

وقد ورد في الصحف الأمريكية أن الحريق نشب بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس الأمريكي حظر دخول المسلمين إلى أمريكا من سبع دول إسلامية، وإيقاف برنامج مساعدة اللاجئين السوريين.

اقرأوا المزيد: 233 كلمة
عرض أقل
ضحايا الحرب الأهلية في سوريا (AFP)
ضحايا الحرب الأهلية في سوريا (AFP)

الكشف عن اعدام 48 شخصا على ايدي قوات النظام شمال حلب

مدير المرصد السوري لحقوق الانسان اوضح ان بين المدنيين الذين اعدموا باطلاق الرصاص عشرة اطفال وخمس نساء، وان القتلى ينتمون الى ست عائلات. بعض القتلى "ذبحوا بالسكاكين وتم التنكيل بهم"

وثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 48 شخصا على ايدي قوات النظام السوري لدى دخولها قبل ايام بلدة رتيان شمال مدينة حلب، مشيرا الى ان بينهم عشرة اطفال، وقد تم اعدامهم بالرصاص.

ووصف مدير المرصد رامي عبد الرحمن اليوم السبت ما حصل ب”المجزرة” و”جريمة حرب”. وقال لوكالة فرانس برس “تم إعدام 48 مواطناً سورياً، هم 13 عنصرا من فصائل مقاتلة واسلامية، بينهم ممرض وطباخ، مع افراد عائلاتهم في بلدة رتيان لدى اقتحامها الثلاثاء الماضي”.

واوضح ان بين المدنيين الذين اعدموا باطلاق الرصاص عشرة اطفال وخمس نساء، وان القتلى ينتمون الى ست عائلات.

واشار الى ان معظم القتلى سقطوا داخل منازلهم، اذ رافق “مخبرون” عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم الذين اقتحموا البلدة، الى المنازل، حيث “لم تحصل مقاومة، باستثناء منزل واحد اطلق فيه احدهم رصاصتين، لكنه ما لبث ان قتل مع افراد عائلته”.

كما قتل آخر لدى محاولته الفرار مع افراد عائلته بسيارة.

قوات الجيش السوري (AFP)
قوات الجيش السوري (AFP)

واكد مدير وكالة “شهبا برس” الاخبارية المحلية (معارضة) مأمون ابو عمر لوكالة فرانس برس وقوع “المجزرة”. وقال ان “قوات الأسد اقتحمت منازل العائلات في رتيان لترتكب أفظع الجرائم من دون تمييز بين اطفال وشيوخ ونساء”.

وذكر ان بعض القتلى “ذبحوا بالسكاكين وتم التنكيل بهم”.

ونشرت الوكالة شريط فيديو ظهرت فيه جثث رجال، وبدا في لقطة طفل يزيح غطاء عن احدى الجثث ويجهش بالبكاء.

واشار ابو عمر الى مشاركة حزب الله اللبناني في عمليات الاقتحام.

وكان المرصد اشار لدى بدء الهجوم الثلاثاء على عدد من القرى والبلدات الواقعة شمال مدينة حلب الى مشاركة مسلحين سوريين ولبنانيين وايرانيين وافغان في العملية الى جانب قوات النظام.

وبعد ان تمكنت القوات النظامية والميليشيات الموالية لها من احتلال عدد من القرى بينها رتيان، شن مقاتلو المعارضة وبينهم جبهة النصرة، هجوما مضادا ونجحوا في استعادة هذه المناطق، وبينها منطقة مزارع الملاح التي كان جزء منها في ايدي القوات النظامية منذ اشهر. ولا تزال قوات النظام متواجدة في بلدة باشكوي التي كانت دخلتها الثلاثاء.

 مقاتلان من المعارضة المسلحة في بلدة رتيان شمال مدينة حلب في 19 فبراير 2015 (AFP)
مقاتلان من المعارضة المسلحة في بلدة رتيان شمال مدينة حلب في 19 فبراير 2015 (AFP)

وتحدث المرصد عن معلومات “عن إعدامات اخرى نفذتها قوات النظام والمسلحون الموالون لها في قرية حردتنين القريبة من رتيان في حق مقاتلين ومدنيين يتم التحقق منها”.

وقال المرصد انه استند لتاكيد معلوماته الى صور واشرطة فيديو وشهادات سكان واشخاص انتقلوا الى رتيان بعد انسحاب قوات النظام منها الاربعاء.

ونقل عن شهود ومقاتلين ان قائد العملية على رتيان كان لبنانيا، وقد قتل في المعركة.

وقتل في معارك شمال حلب منذ الثلاثاء 129 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم خمسة عناصر من حزب الله، بحسب المرصد. كما قتل 116 مقاتلا من الفصائل المعارضة بينهم 86 سوريا.

ولم يحقق الهجوم اهدافه، وبينها قطع طريق الامدادات على المعارضة المسلحة في مدينة حلب وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين الموجودتين في المنطقة واللتين يحيط بهما مقاتلو المعارضة منذ نحو سنة.

وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة على مدينة حلب التي اندلعت المعارك فيها في صيف 2012 بعد حوالى سنة ونصف السنة على بدء النزاع.

اقرأوا المزيد: 435 كلمة
عرض أقل
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (SAUL LOEB / AFP)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (SAUL LOEB / AFP)

الولايات المتحدة تضغط على لاهاي ألّا تحقق مع إسرائيل

على الفلسطينيين، الذين قد قدّموا طلب تحقيق من المحكمة الدولية بعد حملة "الرصاص المصبوب"، أن يقدموا طلبًا جديدًا بعد أن اعترفت بهم الأمم المتحدة كدولة مراقبة

تمتنع المحكمة الدولية في لاهاي عن فتح تحقيق بخصوص إمكانية وقوع جرائم حرب خلال الحرب الأخيرة في غزة بعد ضغط من الولايات المتحدة ومدن غربية أخرى، هذا ما تنشره اليوم (الاثنين) الصحيفة البريطانية “الغارديان”.

في الأسابيع الأخيرة في أروقة المحكمة نفسها وقع انقسام في الآراء فيما يخص فتح التحقيق: حسب الجهات التي خدمت في الماضي في المحكمة، فقد رشت الأوساط الدولية الفلسطينيين سنة 2009، حين جعلتهم يصدقون أن طلبهم فتح تحقيق ضدّ إسرائيل على جرائم حرب على ما يبدو والتي جرت خلال حملة “الرصاص المصبوب” سيسري مفعوله حين يحصل الفلسطينيون على اعتراف بهم كدولة. في تشرين الأول 2012 صوتت اللجنة العامة للأمم المتحدة على الاعتراف بالفلسطينيين كدولة مراقبة غير عضو، ومع ذلك لم تفتح محكمة لاهاي تحقيقًا. قررت المدعية العامة في لاهاي، أن التصويت في الأمم المتحدة في 2012 لا يؤهل طلب الفلسطينيين من 2009.

الرئيس الفلسطيني يخطب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (AFP)
الرئيس الفلسطيني يخطب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (AFP)

إن استجابت المحكمة لطلب الفلسطينيين، من المحتمل أن تكون للتحقيق تبِعات بعيدة المدى على إسرائيل. يمكن أن يتمحور التحقيق بقضية جرائم الحرب ليس بالجيش الإسرائيلي فقط وبالجماعات المسلحة في غزة، بل وأيضًا بالمستوطنات في الضفة الغربية. حسب معاهدة روما، الوثيقة المقررة للمحكمة من 1998، “فإن نقل، مباشر أو غير مباشر، لفئة سكانية تابعة للقوة المحتلة إلى المنطقة المحتلة” يشكل جريمة حرب.

ليست كل دول العالم عضو في محكمة لاهاي. روسيا، الصين والهند، لم توقع أبدًا على معاهدة روما، ووقعت إسرائيل والولايات المتحدة على المعاهدة في 2000، لكن بعد عدة سنوات ألغَيَتا عضويتهما.

لا تدعم الولايات المتحدة محكمة لاهاي اقتصاديًّا لكن لها تأثيرًا على قراراتها بسبب مركزها الدولي. حسب “الغارديان”، استضاف السفير الإسرائيلي في هولندا في بيته المدعي العام السابق في لاهاي، في محاولة للضغط عليه عدم قبول طلب الفلسطينيين فتح تحقيق ضدّ إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 264 كلمة
عرض أقل
طفل غزي يستريح على أنقاض البيوت المدمرة في رفح (Flash90/Emad Nasser)
طفل غزي يستريح على أنقاض البيوت المدمرة في رفح (Flash90/Emad Nasser)

المُعاناة في غزّة من منظار إسرائيلي

أمعن النظر في صُوَر أطفال أسرة الفرّا، أقرباء رفيقة لي من غزة، الذين قُتلوا جراء قصف الجيش الإسرائيلي في رفح. حتّى لو كان ثمة أمر ساذج في رغبة إسباغ الإنسانيّة على الجانب الآخَر، فإنني شاهدٌ على قوّة اللقاء الإنسانيّ في تحويل مأساة مُجرَّدة إلى ألمٍ حقيقيّ

أتأمّل في صُوَر يارا عبد السلام الفرّا (8 سنوات)، ومحمد محمود الفرّا (12 عامًا)، قريبَي ليلى الحدّاد، التي أعرفها في العالم الافتراضي منذ نحو تسع سنوات. راح أفراد عائلة الفرّا، وهم خمسة أطفال وأربعة بالغين، ضحيّة قصف الجيش الإسرائيلي في رفح يوم الخميس. إثر هجوم حماس، الذي خرق وقف إطلاق النار، والخشية من اختطاف المُلازِم هدار جولدين، شرع الجيش الإسرائيلي في قصف منطقة الحدث قصفًا عنيفًا دونما إنذار، بقذائف مُدرَّعات، مدفعيّة، وهجمات جويّة.

كان الهدف من القصف منع الخاطِفين من الفرار من المنطقة. ووفق التقارير، تعرّض سكّان المنطقة لنيران لم يعرفوا لها مثيلًا: “قصف الجيش الإسرائيلي وفجّر البيوت على رؤوس ساكنيها دونما أيّ تمييز، وحين حاوَلوا الفرار من بيوتهم، طاردتهم القذائف والقنابل في الشوارع وأصابتهم، بشكلٍ عشوائيّ أيضًا”. ووفق مصادر فلسطينيّة، أودت المجزرة بحياة 130 شخصًا. قُتل أبناء أسرة الفرّا في بيتهم، حيث كانوا يحاولون الاحتماء من القصف.

yara-el-farra
yara-el-farra

أمعن النظر في الصُّوَر، وأحاول البحث عن كلمات. الصُّوَر أصعب من أن تُحتمَل، ليس فقط لأنّ يارا، ابنة الثامنة، أكبر من ابنتي بثلاث سنوات فقط، بل بالأساس لأنني أعرف أنّ هؤلاء أبناء أعمام ليلى، التي شكّلت كتاباتها مصدر إلهام لي في السنوات الأخيرة.

رأيتُ للمرة الأولى مدوّنتها، “أمٌّ من غزة”، قُبَيل الانسحاب من غزة، قبل تسعة أعوام، ومذّاك أسرتني كتابتُها المتدفّقة، اللاذعة، والناجحة دومًا في الحفاظ على روح الدعابة والنظرة الإنسانيّة على حدّ سواء. كتبتُ ردودًا لديها مرارًا عديدة، وتراسلْنا عبر البريد الإلكتروني و”سكايب”.

صور مروعة للدمار في غزة  (Flash90Abed Rahim Khatib)
صور مروعة للدمار في غزة (Flash90Abed Rahim Khatib)

كانت ليلى واحدة من أوائل معارفي الافتراضيّين. نوع العلاقات الذين كان حينذاك تحديثًا كبيرًا بالنسبة لي، أصبح مذّاك اعتياديًّا: أشخاص تعرفهم جيّدًا جدًّا، وتعرف عنهم وعن أسرتهم كلّ شيء تقريبًا، رغم أنّك لم تلتقٍ بهم ألبتّة. كان مشروعها الأخير (الذي حظي بتغطية في ملحق جريدة “هآرتس”) كتاب الطبخ الفاخر، “مطبخ غزة”، الذي حاولتْ فيه، كما في كلّ كتاباتها، دمج الشخصيّ بالسياسيّ، ورواية قصص غزة الكبرى والأليمة – اللّجوء، الاحتلال، والحصار – عبر الأفراح الحياتيّة للوجبات العائلية والوصفات. أثّرت فيّ كثيرًا فكرة الحديث عن سياسة وتاريخ مشحونَين إلى هذا الحدّ عير الطعام والقصص العائليّة؛ فكّرتُ أنّ ذلك يمكن أن يخترق “حديث الصمّ” السياسيّ، يفكّك لغة نشرات الأخبار، ويُذيب الكلام (الرجولي) الجيوسياسي عن الشعوب والقادة، الانتصارات والهزائم.

يتحدّث كثيرون عن تجريد الآخَر من إنسانيته – العجز عن رؤية الإنسان في الجانب الآخَر – كأحد العوامل التي تُصعّد وتؤزِّم الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. أعتقد أحيانًا أنّ ثمة مبالغة في ذلك. فالمشكلة لا تكمن في أنّ الجانبَين لا يعرفان أو يفهمان واحدهُما الآخَر. إنّ التجريد من الإنسانيّة ليس سبب استمرار الصراع، بل هو عارض له ولمسائله الأساسيّة – نظام التمييز والإقصاء، الاقتصاد السياسي المبني على الفصل العُنصري، والصدى المستمرّ لتاريخ الاقتلاع والصدمات.

mohammad-el-farra
mohammad-el-farra

إنّ المعرفة المتبادلة “على المُستوى الإنسانيّ” لا تكفل شيئًا، وهي حتمًا لا تقود إلى حلّ مسائل سياسيّة. أخشى من أن تكون ثمة سذاجة ما في إسباغ الإنسانيّة على الجانب الآخَر، على أمل أن يمنع هذا التواصُل العاطفيّ “اللاسياسي” مأساة إنسانيّة، على رجاء أن يتمكن ذلك من منع وحشية كالتي نشهدها الآن، صيف 2014.

لكنّ بصيرتي التشكيكيّة تصطدم مع تجربتي الخاصّة، التي تُشير إلى قوّة اللقاء الإنسانيّ. فكتابة ليلى الحدّاد الرائعة – الكلمات الفطينة، المضحِكة، والمؤلِمة – فتحت لي نوافذ وأبوابًا عدتُ إليها مرارًا وتكرارًا، لاستراق النظر إلى الخارج، ثمّ إلى الداخل. أعرف حقّ المعرفة أنّ معرفتي الشخصيّة لليلى، مع أربعة أو خمسة أشخاص آخَرين تعيش أسرتهم في غزة، قد غيّرت تمامًا طريقة تفكيري عن القطاع. فقد حوّل هذا التعارُف الإنساني الأدنى، بالنسبة لي، المجازر المرتكَبة في غزة في الأسابيع الماضية من مأساة مُجرَّدة إلى ألم حقيقيّ؛ من أعداد وصُوَر إلى أسماء أعرفها.

حين بدأتُ كتابة هذا النصّ أردتُ أن أكتب أن ليس ثمة ما يبرّر قتل 130 إنسانًا في قصف عشوائي في صباح صيفيّ واحد. ثم توّقفتُ، لأنّ هذه الكلمات لن تُقنع أحدًا. لا أعرف ما جدوى كتابة جملة كهذه. ولا أعرف ما يمكن أن يُقنِع حقًّا. ليس لي سوى التأمّل في الصُّوَر والتفكير: ممنوعٌ أن نتنازل!

نُشرت المقالة للمرة الأولى في موقع ‏Can think‏

اقرأوا المزيد: 606 كلمة
عرض أقل
سورية تنقل أولادها بعد قصف جوي لمدينة حلب على يد النظام السوري (AFP)
سورية تنقل أولادها بعد قصف جوي لمدينة حلب على يد النظام السوري (AFP)

أدلة كثيرة على جرائم حرب ارتكبها النظام السوري

تقرير جديد أعدته مجموعة من المحققين في قضايا جرائم الحرب لصالح شبكة CNN يؤكد أنه وفق الصور الواردة من سوريا أن نظام بشار الأسد يرتكب جرائم ضد الإنسانية

21 يناير 2014 | 11:06

كشف تقرير جديد نشر أمس، الاثنين، في صحيفة “الغارديان” البريطانية وفي برنامج “آمانبور” التابع لشبكة CNN الأمريكية “أدلة قاطعة” على وقوع عمليات قتل وتعذيب ممنهجة ارتكبها نظام بشار الأسد في سوريا.

ويعتمد التقرير الذي جمعه طاقم من القانونيين وخبراء بالطب الجنائي على آلاف الصور لجثث سجناء قتلوا أثناء احتجازهم من قبل الحكومة السورية. يدعي واضعو التقرير أن الأدلة الكثيرة التي جمعوها يمكنها أن تستخدم بسهولة كمادة لإدانة نظام الأسد في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. “قتل بشكل ممنهج”، كتب في التقرير.

وحسب الـ “غارديان” و – CNN ، اعتمد واضعو التقرير على شهادات تلقوها من مواطن سوري فرّ من الحكومة في دمشق ويلقب بـ “قيصر”. قدّم هذا الرجل الفار آلاف الصور التي تظهر توثيقًا بشعًا لعمليات التعذيب التي ارتكبها نظام بشار الأسد.

وأوردت شبكة CNN أنه لا يمكنها تأكيد مدى صحة الصور، الوثائق والشهادات التي وردت في التقرير وأنها تستند في تقريرها على ما توصل إليه الباحثون، ومنهم محامون، وخبير طب جنائي، عالم أنثروبولوجيا وخبير محاكاة رقمية.

وحسب واضعو التقرير، تعرضت الجثث التي تم توثيقها للتجويع القسري، الضرب الوحشي، الخنق وأشكال أخرى من التعذيب والقتل. وقد وجد المحققون الذين فحصوا مجموعة مكوّنة من 150 صورة لجثث المتوفين بأن 62 بالمئة من الجثث تعرضت للتجويع القسري والتعطيش وأن غالبيتها كانت لرجال تراوحت أعمارهم بين 20 ـ 40 عامًا.

ونشر هذا التقرير الذي فيه إدانة، والذي لم يأت في وقت ملائم للنظام السوري، عشية ليل انعقاد مؤتمر جنيف الذي من المقرر أن يبدأ غدًا بمشاركة ممثلين عن النظام، ممثلي المعارضة وجهات دولية. في المجتمع الدولي لا يعلقون الكثير من الآمال على المؤتمر الدولي، تحديدًا في ظل التقارير المتتابعة الواردة بخصوص المعارك وسقوط ضحايا في سوريا وتعزز قوة الجهات الإسلامية في الدولة

وأبلغت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء بأن الرئيس السوري، بشار الأسد، قال أن تخليه عن منصب الرئيس ليس موضوعًا قابلاً للتفاوض. “لو كنا نريد التخلي عن الحكم، لفعلنا ذلك منذ البداية”، قال الأسد أمام وفد من البرلمانيين الروس الذين زاروا دمشق، “نحن ندافع عن بلادنا، وهذه المسألة غير قابلة للتفاوض”.

اقرأوا المزيد: 312 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (AFP)
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (AFP)

مطلوب لأردوغان شركاء جدد لإسقاط الأسد

خيبت بداية شهر أيلول آمال أردوغان: ففي السابع من أيلول، تبيّن أنّ إسطنبول لم يجرِ اختيارها لاستضافة الألعاب الأولمبية عام 2020، وبعد بضعة أيام، اتضّح أنّ الولايات المتحدة تراجعت عن نيّتها ضربَ سوريا

انتظر أردوغان، ترقّب، ووضع أمله في الهجوم الأمريكي. لأوّل مرة منذ فترة طويلة، ظهر مؤشر على أنّ خطاب أردوغان وحكومته المضادّ لسوريا سيحظى بدعم عسكري دولي هام، وهو دعم كان سيقلّص الفجوة بين التوق التركي الشديد لإسقاط الأسد والعجز عن فعل ذلك.

في الأيام التي بدا فيها الهجوم الأمريكي تحصيل حاصل، حرص المتحدثون باسم الحكومة التركية على نقل رسالة واضحة للأمريكيين. لا تكتفي تركيا بهجوم محدود أو موضعي. فهي معنيّة بعملية واسعة تؤدي إلى إسقاط الأسد.

ولكن في النهاية، لم يحدث أي هجوم، لا محدود، ولا واسع. تلقى الأتراك الاتفاق الأمريكي الروسي بمشاعر مختلطة. كانت خيبة الأمل واضحة، وعبّر عنها علنًا نائب رئيس الحكومة التركية، بولنت أرينتش، الذي عبّر عن أسفه للقرار الأمريكي بالامتناع عن الهجوم، داعيًا إيّاه خطأً.

بالإضافة إلى ذلك، تعبّر الحكومة التركية عن ارتيابها حيال جدية نوايا الأسد بتطبيق الاتفاق. وتدّعي تركيا أنّ الأسد لم ينفّذ التزاماتٍ سابقة طيلة فترة الحرب الأهلية السورية، لذا لا يجب توقّع انتهاجه سلوكًا مغايرًا هذه المرة. فضلًا عن ذلك، يقول الأتراك، مكّن الاتّفاق الأسد من ربح الوقت، مواصلة الإمساك بدفة القيادة، وذبح المزيد من أبناء شعبه.

وشدّد مسؤولون أتراك، على رأسهم أردوغان، أنّ الاتّفاق لا يحلّ الأزمة في سوريا ولا يوقف سفك الدماء فيها، الذي لا ينتج معظمه عن سلاح كيميائي. “على النظام السوري أن يدفع ثمن جرائمه ضدّ الإنسانية”، كرّر أردوغان في خطاب ألقاه في 11 أيلول.

لكنّ تركيا وجدت أيضًا بصيص أمل في الاتفاق الأمريكي – الروسي. فمنذ سنوات، تدعو تركيا إلى تجريد الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. لذا، رأت تركيا الاتفاق بخصوص تفكيك السلاح الكيميائي السوري خطوةً في الاتّجاه الصحيح، رغم أنها لا تحلّ الأزمة في سوريا، فهي تدعم سياسة تدعو إليها تركيا، كما تعزّز مصالح هامّةً لها.

لذلك، تطلب تركيا من الغرب بلورة برنامج واضح لاحتمال عدم تنفيذ الأسد الاتفاق الأمريكي – الروسي، وتوضيح ماهيّة العقوبات الجوهرية التي سيفرضها المجتمع الدولي على النظام السوري في حال خرق الاتفاق، من الآن. وقد تصدرت هذه المطالب اللقاءَ الذي عُقد في باريس في 16 أيلول بين وزراء خارجية الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وتركيا.

لكنّ الدبلوماسيةَ شيْءٌ، والواقعَ شيءٌ آخر. ففيما يجري القادة الأتراك محادثات مع نظرائهم الغربيين، فعلى أرض الواقع – يستمر الوضع بين سوريا وتركيا بالتدهوُر. فقد أسقط الجيش التركي مروحية سورية اخترقت الأجواء التركية. لم يمرّ يومان، حتى انفجرت سيارة مفخخة على معبر حدودي بين سوريا وتركيا، ما أدّى إلى مقتل سبعة أشخاص.

يؤدي تدهور العلاقات هذا إلى زيادة مأزق أردوغان حيال كيفية التصرف في الشأن السوري، إذ أزيحت إمكانية هجوم أمريكي عن الطاولة. يحظى أردوغان بدعم أمريكي للردود العسكرية التي يقوم بها على التحرش السوري. ربما ثمة من يأمل في الولايات المتحدة أن تقوم تركيا، في نهاية الأمر، بمهاجمة سوريا.

في هذا الشأن، الأتراك ثابتون. فمنذ بداية الأزمة السورية، أوضحت تركيا أنها ستدعم عملًا عسكريًّا دوليًّا ضدّ سوريا وتشارك فيه، لكنها لن تتصرف بمفردها. تدعم تركيا بثبات قوات المتمردين في سوريا، ويُتوقّع أن تزيد دعمها هذا في المستقبل، لكنها غير معنية بمغامرة عسكرية.

ليس هذا موقفَ أردوغان فحسب، بل معظم الشعب التركي أيضًا. ففي الاستطلاع الدولي السنوي الخاص بـ German Marshall Fund، والذي نُشرت نتائجه في 18 أيلول، يتبين أنّ 72 في المئة من الأتراك يعارضون تدخّل بلادهم عسكريًّا في تركيا. عام 2012، كان 57 في المئة يعارضون تدخلًا كهذا. فكلما تفاقمت الأزمة في سوريا، قلّت رغبة الأتراك في التدخل فيها.

وأظهر الاستطلاع أيضًا أنّ الأتراك يفضّلون الديمقراطية في الشرق الأوسط (57 في المئة) على الاستقرار (28 في المئة). وفيما سوريا بعيدة عن الديمقراطية والاستقرار على حدٍّ سواء، يستمرّ الشأن السوري في التحوّل إلى عامل مركزي أكثر فأكثر في السياسة الداخلية التركية. وهذا صحيح على الأخصّ مع اقتراب المعارك الانتخابية (الانتخابات المحلية، الرئاسية، والعامة) أكثر فأكثر.

وتزداد حدّة المواجهات الكلامية في هذا الشأن بين أردوغان والحزب الرئيسي في المعارضة (حزب الشعب الجمهوري). تدعو المعارضة أردوغان وحزبَه (العدالة والتنمية) محرضَين على الحرب، على ضوء دعمهما عملًا عسكريًّا أمريكيًّا. في العدالة والتنمية، بالمقابل، يتهمون المعارضة بدعم نظام الأسد والجرائم التي يرتكبها. “أين كُنتم حين قُتل 110،000 شخص؟”، هاجم أردوغان معارضيه، وشدّد على أنّ حزبه يدعم المعارضة السورية من صميم قلبه.

منذ مدة، يبحث أردوغان عن شركاء للسياسة التي ينتهجها ضدّ الأسد، ليس في الداخل فحسب، بل في الخارج أيضًا. فمنذ وقت طويل، يسعى إلى فهم هل إسرائيل حليف له في هذا الشأن أم لا. أرخى الغموض الإسرائيلي خلال السنتَين الماضيتَين ستارًا من الضباب، وصعّب ترميم العلاقات الإسرائيلية – التركية. لم تدرِ القيادة التركية إن كانت وإسرائيل تتشاطران مصلحة مشتركة في موضوع هامّ جدًّا هو الشأن السوري، أم إن كانت كلٌّ من الدولتَين على جانب مختلف من المتراس.

وإذا بسفير إسرائيل في الولايات المتحدة مايكل أورن، في مقابلة بمناسبة عيد المظال (سوكوت) مع صحيفة جيروزاليم بوست، يقول فجأةً، بكل وضوح، إنّ إسرائيل معنيّة بسقوط الأسد. وأضاف السفير أنّ إسرائيل كانت في الواقع معنية بذلك منذ بدء الحرب الأهلية السورية، وذلك بسبب علاقات الأسد بإيران.

لا بدّ أنّ أنقرة ستنظر إلى هذه التصريحات باستحسان، رغم النفي الذي سارع إلى نشره مكتبُ رئيس الحكومة. يمكن أن تُستبدَل خيبتا الأمل التركيتان بدايةَ هذا الشهر بآمال في تعاون استراتيجي قديم – جديد مع إسرائيل في مسعى لإسقاط الأسد. ربما يجري الآن دفع جهود إحداث خرق في المفاوضات بين إسرائيل وتركيا بشأن التعويضات لضحايا الأسطول قُدُمًا.

اقرأوا المزيد: 807 كلمة
عرض أقل