الرئيس السوداني، عمر حسن البشير (AFP)
الرئيس السوداني، عمر حسن البشير (AFP)

لماذا تُشجّع إسرائيل الولايات المتحدة على دعم النظام في السودان؟

قطعت السودان علاقاتها مع إيران وتقرّبت من السعودية، والآن ينشط مسؤولون إسرائيليون في الولايات المتحدة من أجل دعم استقرار نظام رئيس البلاد، عُمر البشير

كشفت صحيفة “هآرتس” عن أن إسرائيل توجّهت إلى الولايات المُتحدة ودول أُخرى في أوروبا مُشجعة إياها للعمل على تحسين علاقاتها مع السودان ودعمها على خلفية قطع العلاقات بين الدولة العربية الإفريقية وبين إيران.

وزار مسؤول أمريكي، وفق ما أوردته
“صحيفة هآرتس” إسرائيل في الأسبوع الماضي وأجرى مُباحثات مع المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية والتقى بنتنياهو أيضا. تناول جزء كبير من تلك المباحثات الحديث عن إفريقيا، التي زادت إسرائيل فيها نشاطها الدبلوماسي بشكل كبير في السنة الماضية.

وهمس الإسرائيليون في أذن المسؤول الأمريكي أن على الولايات المتحدة العمل على تحسين علاقتها مع السودان اعتقادا منهم أن حكومة السودان قطعت علاقاتها مع إيران منذ عام، وذلك في ظل توقّف تهريب الأسلحة من السودان إلى قطاع غزة، وتقرّب السودانيين من محور الدول السنية بزعامة السعودية.

وتطلب حكومة السودان في السنوات الأخيرة، من بين أمور أخرى، أن تشطب الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. أشار مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية في حديثهم مع الأمريكيين إلى أنهم يدركون أن الولايات المتحدة لن ترفع الحظر الذي فرضته على الرئيس السوداني، عُمر حسن البشير، إلا أنهم أعربوا عن أن تعزيز الحوار الأمريكي مع الآخرين في الحكومة السودانية من شأنه أن يُشكّل خطوة إيجابية.

الرئيس السوداني، عمر حسن البشير (AFP)
الرئيس السوداني، عمر حسن البشير (AFP)

يُعرَف أن البشير، حاكم السودان منذ الثورة العسكرية الذي قام بها عام 1989، وهو واحد من أعتى الرؤساء الديكتاتوريين المعروفين عالميا. أصدِرت مُذكّرة توقيف عالمية بحقه في عام 2009 بعد أن اتهمته المحكمة الدولية في لاهاي بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في إقليم دارفور، غرب السودان، حيث قتلت قوات سودانية مئات الآلاف من أبناء القبائل الإفريقية. وأقر قضاة محكمة لاهاي الدولية أن البشير، هو أول رئيس دولة يُصدَر بحقه أمر كهذا، لأنه “متهم بإعطاء أوامر مُباشرة لمهاجمة قطاعات كثيرة من السكان المدنيين في دارفور، للقتل، التدمير، الاغتصاب، وتهجير عدد كبير من المواطنين وسلب ممتلكاتهم أيضا”. لم يتم حتى الآن إنهاء الصراع في دارفور والتوقيع على وقف إطلاق النار في الإقليم أيضا.

وأجرت إسرائيل في العام الأخير، بموازاة المباحثات المتعلقة بالسودان مع الولايات المتحدة، مباحثات شبيهة مع فرنسا، إيطاليا، ودول أوروبية أخرى. أشار مسؤول إسرائيلي كبير في حديثه مع مراسل “هآرتس”، باراك رابيد، إلى أن دبلوماسيين إسرائيليين طلبوا من نظرائهم الأوربيين مساعدة السودان على دفع ديونها الخارجية الكبيرة، التي تصل إلى 50 مليار دولار والتفكير في شطب بعضها، كما حدث مع دول أخرى في العالم كانت قد واجهت ظروفًا اقتصادية صعبة. أوضحت إسرائيل أن حدوث انهيار اقتصادي في السودان من شأنه تقويض الاستقرار أكثر في هذا الجزء من إفريقيا والتسبب بزيادة قوة الإرهابيين.

لا يُعرّف القانون الإسرائيلي السودان على أنها دولة عدوّة، رغم أن هناك عدائية كبيرة بين الدولتين منذ سنوات ونقص في العلاقات الدبلوماسية. ولكن ينص القانون السوداني على أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يُحظر على المواطنين السودانيين زيارتها.

اقرأوا المزيد: 426 كلمة
عرض أقل
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (Flash90/Yonatn Sindel)
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (Flash90/Yonatn Sindel)

العريضة ضد زيارة نتنياهو إلى بريطانيا حصدت 80 ألف توقيعًا

عندما يتجاوز عدد التوقيعات الـ 100 ألف، فكرة توقيف نتنياهو ومحاكمته على جرائم الحرب، ستُطرح للمداولة في البرلمان البريطاني

سيُسافر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في بداية شهر أيلول إلى لندن، حيث سيلتقي رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون لمناقشة مسألة مُعارضته على الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بين إيران والدول العُظمى.

تُطالب العريضة، التي بدأت تنتشر في أنحاء المملكة البريطانية ضد الزيارة، باعتقال نتنياهو، على ما يبدو، بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ذكر تقرير نُشر في الموقع الإخباري الإسرائيلي، NRG، صباح هذا اليوم (الإثنين) أن عدد التوقيعات على العريضة قد بلغ 80 ألف توقيعًا.

تُطالب العريضة التي نُشرت على موقع البرلمان البريطاني، بتوقيف نتنياهو وفق القانون الدولي على خلفيات ارتكاب جرائم حرب وذلك بالإشارة إلى الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، على ما يبدو، خلال الحرب الأخيرة على غزة، صيف 2014.

Petition Against Netanyahu
Petition Against Netanyahu

“سيتم طرح العريضة على البرلمان عندما يبلغ عدد الموقعين 100 ألف توقيع”، هذا ما ورد في موقع الإنترنت الرسمي للحكومة البريطانية. نُشرت العريضة على الموقع تحت عنوان “يجب توقيف نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب عندما يصل إلى لندن”، وتمت دعوة المواطنين البريطانيين للتوقيع عليها في موقع العرائض التابع للبرلمان البريطاني.

قالت الحكومة البريطانية، بعد وصول عدد الموقعين على العريضة إلى 10 آلاف توقيع، أنه رغم التوقيعات فإن “نتنياهو يملك حصانة كاملة لا تُتيح محاكمته جنائيًا”. كذلك شدد البيان على أن بريطانيا تأسف على العنف الذي وقع في غزة وتبذل كل جهودها للقيام بعملية إعادة إعمار بدعم دولي. بالإضافة إلى ذلك تؤمن بريطانيا أنه يحق لإسرائيل بالقيام بأي عمل عسكري للدفاع عن نفسها. “يحق لإسرائيل الحفاظ على أمنها وأمن مواطنيها ليعيشوا بأمان وعدم خوف من أي هجوم”.

اقرأوا المزيد: 230 كلمة
عرض أقل
حماس تعدم 18 مشتبها بشبهة التخابر مع إسرائيل (Facebook)
حماس تعدم 18 مشتبها بشبهة التخابر مع إسرائيل (Facebook)

العفو الدولية: حماس اعدمت فلسطينيين خلال حرب غزة 2014

يندد تقرير جديد صادر عن المنظمة، حول حرب غزة في صيف 2014، بـ"حملة وحشية لاختطاف وتعذيب وارتكاب جرائم ضد فلسطينيين متهمين بالتعاون مع اسرائيل" من جانب حماس

اكدت منظمة العفو الدولية الاربعاء ان حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، استخدمت الصراع مع اسرائيل في القطاع لـ”تصفية حسابات” مع خصومها الفلسطينيين وقامت بإعدام 23 شخصا على الاقل في ما يمكن ان يرقى الى جرائم حرب.

ويندد تقرير جديد صادر عن المنظمة غير الحكومية، ومقرها لندن، حول حرب غزة في الصيف الماضي، بـ”حملة وحشية لاختطاف وتعذيب وارتكاب جرائم ضد فلسطينيين متهمين +بالتعاون+ مع اسرائيل” من جانب حماس.

ويورد التقرير “اعدامات جماعية لـ23 فلسطينيا على الاقل واعتقال وتعذيب عشرات آخرين”.

وقال مدير المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فيليب لوثر “انه امر مروع جدا انه في حين الحقت القوات الاسرائيلية خسائر بشرية ومادية ضخمة بشعب غزة، استغلت قوات حماس الوضع بلا خجل لتصفية حساباتها، مرتكبة سلسلة من جرائم القتل وغيرها من الانتهاكات الخطرة” لحقوق الانسان.

وشنت اسرائيل في الصيف الماضي حربا دامية على قطاع غزة، استمرت خمسين يوما وخلفت اكثر من 2200 قتيل فلسطيني غالبيتهم من المدنيين و73 قتيلا في الجانب الاسرائيلي معظمهم من الجنود.

الدمار التي خلفته الحرب في قطاع غزة (AFP)
الدمار التي خلفته الحرب في قطاع غزة (AFP)

وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت في شهر اذار/مارس الماضي جماعات فلسطينية مسلحة بارتكاب جرائم حرب خلال النزاع.

ووفقا للتقرير الصادر الاربعاء “قامت قوات حماس ايضا باختطاف وتعذيب او مهاجمة اعضاء من حركة فتح، المنافس السياسي الرئيسي في غزة، بينهم اعضاء سابقين في قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية”.

واضافت المنظمة غير الحكومية انه “لم يتم التعرف على اي شخص مسؤول عن جرائم حماس ضد الفلسطينيين خلال حرب عام 2014، ما يدل على ان هذه الجرائم تمت اما بأوامر او بموافقة السلطات”.

واتهم لوثر حماس بارتكاب “جرائم مروعة ضد افراد عزل”، والتي تشكل في بعض الحالات جرائم حرب.

واضاف ان الحركة “تجاهلت ابسط قواعد القانون الانساني الدولي”.

ودعت منظمة العفو السلطة الفلسطينية في رام الله والضفة الغربية، وحماس “الى التعاون مع آليات تحقيق دولية مستقلة ومحايدة”، وتقديم المشتبه بهم الى العدالة.

اقرأوا المزيد: 275 كلمة
عرض أقل
فلسطيني يتفقد ركام مسجد دمرته غارة اسرائيلية في غزة  (AFP)
فلسطيني يتفقد ركام مسجد دمرته غارة اسرائيلية في غزة (AFP)

المحكمة في لاهاي لإسرائيل: قدّمي معلومات عن “الجرف الصامد”، إسرائيل: فلسطين ليست دولة

محكمة العدل الدولية تدعي أنها ستعتمد على الرواية الفلسطينية إن لم تُقدّم إسرائيل المواد التي طُلبت منها لدواعي التحقيق الأولي

طالبت محكمة العدل الدولية إسرائيل بتقديم مواد عن المعركة الأخيرة بقيادة إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة، صيف 2014، وألا سيكون التحقيق بحسب طرف واحد.

في مقابلة للمدعية العامة في محكمة العدل الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، لوكالة الأنباء AP قالت إن مكتبها سيستعمل تقارير منظمة “كسر الصمت” وسيعتمد على الرواية الفلسطينية إن لم تُمرر إسرائيل المواد المطلوبة منها لدواعي التحقيق الأولي حول أحداث عملية “الجرف الصامد”.

 

ولكن، توجه مصدر سياسيّ بارز في إسرائيل إلى موقع “NRG” الإسرائيلي، قائلا إن التحقيق الذي بدأ عقب الحرب يضر بمصداقية المحكمة وتم اقتباس تصريحه أن “حماس هي من قامت بجرائم حرب”.

“ليست هناك لدى محكمة العدل الدولية الجنائية صلاحيات بضم الفلسطينيين، لأن فلسطين ليست دولة”، هكذا قال المصدر السياسي الإسرائيلي البارز إلى NRG. وأضاف أنه يأمل أن محكمة العدل الدولية “لا تستغل نفوذها سلبيًّا لمعالجة توجهات لا تستند على أساس قانوني، تُحركها دوافع سياسية ساخرة، وسيضر التقدم بهذا التوجهات والإجراءات بمصداقية واحتمالية تقدم المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين”.

اقرأوا المزيد: 151 كلمة
عرض أقل
ضحايا الحرب الأهلية في سوريا (AFP)
ضحايا الحرب الأهلية في سوريا (AFP)

الكشف عن اعدام 48 شخصا على ايدي قوات النظام شمال حلب

مدير المرصد السوري لحقوق الانسان اوضح ان بين المدنيين الذين اعدموا باطلاق الرصاص عشرة اطفال وخمس نساء، وان القتلى ينتمون الى ست عائلات. بعض القتلى "ذبحوا بالسكاكين وتم التنكيل بهم"

وثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 48 شخصا على ايدي قوات النظام السوري لدى دخولها قبل ايام بلدة رتيان شمال مدينة حلب، مشيرا الى ان بينهم عشرة اطفال، وقد تم اعدامهم بالرصاص.

ووصف مدير المرصد رامي عبد الرحمن اليوم السبت ما حصل ب”المجزرة” و”جريمة حرب”. وقال لوكالة فرانس برس “تم إعدام 48 مواطناً سورياً، هم 13 عنصرا من فصائل مقاتلة واسلامية، بينهم ممرض وطباخ، مع افراد عائلاتهم في بلدة رتيان لدى اقتحامها الثلاثاء الماضي”.

واوضح ان بين المدنيين الذين اعدموا باطلاق الرصاص عشرة اطفال وخمس نساء، وان القتلى ينتمون الى ست عائلات.

واشار الى ان معظم القتلى سقطوا داخل منازلهم، اذ رافق “مخبرون” عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم الذين اقتحموا البلدة، الى المنازل، حيث “لم تحصل مقاومة، باستثناء منزل واحد اطلق فيه احدهم رصاصتين، لكنه ما لبث ان قتل مع افراد عائلته”.

كما قتل آخر لدى محاولته الفرار مع افراد عائلته بسيارة.

قوات الجيش السوري (AFP)
قوات الجيش السوري (AFP)

واكد مدير وكالة “شهبا برس” الاخبارية المحلية (معارضة) مأمون ابو عمر لوكالة فرانس برس وقوع “المجزرة”. وقال ان “قوات الأسد اقتحمت منازل العائلات في رتيان لترتكب أفظع الجرائم من دون تمييز بين اطفال وشيوخ ونساء”.

وذكر ان بعض القتلى “ذبحوا بالسكاكين وتم التنكيل بهم”.

ونشرت الوكالة شريط فيديو ظهرت فيه جثث رجال، وبدا في لقطة طفل يزيح غطاء عن احدى الجثث ويجهش بالبكاء.

واشار ابو عمر الى مشاركة حزب الله اللبناني في عمليات الاقتحام.

وكان المرصد اشار لدى بدء الهجوم الثلاثاء على عدد من القرى والبلدات الواقعة شمال مدينة حلب الى مشاركة مسلحين سوريين ولبنانيين وايرانيين وافغان في العملية الى جانب قوات النظام.

وبعد ان تمكنت القوات النظامية والميليشيات الموالية لها من احتلال عدد من القرى بينها رتيان، شن مقاتلو المعارضة وبينهم جبهة النصرة، هجوما مضادا ونجحوا في استعادة هذه المناطق، وبينها منطقة مزارع الملاح التي كان جزء منها في ايدي القوات النظامية منذ اشهر. ولا تزال قوات النظام متواجدة في بلدة باشكوي التي كانت دخلتها الثلاثاء.

 مقاتلان من المعارضة المسلحة في بلدة رتيان شمال مدينة حلب في 19 فبراير 2015 (AFP)
مقاتلان من المعارضة المسلحة في بلدة رتيان شمال مدينة حلب في 19 فبراير 2015 (AFP)

وتحدث المرصد عن معلومات “عن إعدامات اخرى نفذتها قوات النظام والمسلحون الموالون لها في قرية حردتنين القريبة من رتيان في حق مقاتلين ومدنيين يتم التحقق منها”.

وقال المرصد انه استند لتاكيد معلوماته الى صور واشرطة فيديو وشهادات سكان واشخاص انتقلوا الى رتيان بعد انسحاب قوات النظام منها الاربعاء.

ونقل عن شهود ومقاتلين ان قائد العملية على رتيان كان لبنانيا، وقد قتل في المعركة.

وقتل في معارك شمال حلب منذ الثلاثاء 129 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم خمسة عناصر من حزب الله، بحسب المرصد. كما قتل 116 مقاتلا من الفصائل المعارضة بينهم 86 سوريا.

ولم يحقق الهجوم اهدافه، وبينها قطع طريق الامدادات على المعارضة المسلحة في مدينة حلب وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين الموجودتين في المنطقة واللتين يحيط بهما مقاتلو المعارضة منذ نحو سنة.

وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة على مدينة حلب التي اندلعت المعارك فيها في صيف 2012 بعد حوالى سنة ونصف السنة على بدء النزاع.

اقرأوا المزيد: 435 كلمة
عرض أقل
إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من داخل مدينة غزة خلال حرب غزة (AFP)
إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من داخل مدينة غزة خلال حرب غزة (AFP)

بعد الضغط الإسرائيلي: رئيس لجنة التحقيق في حرب غزة يُعلن استقالته

وليام شاباس، الذي تم تعيينه للتحقيق في الحرب بين إسرائيل وغزة في الصيف المُنصرم، سبق أن دعا إلى محاكمة نتنياهو وبيريس بسبب ارتكاب جرائم حرب

استقال رئيس لجنة الأمم المُتحدة، وليام شاباس، المُنتدب للتحقيق في ظروف الحرب في الصيف المُنصرم بين إسرائيل وحماس في غزة، من منصبه بسبب الضغط الذي تمت ممارسته من قبل إسرائيل. وأشار في رسالة استقالته قائلا: “أنا واثق من أن الإجراء الذي تمت فيه مناقشة إن كانت ستتم إقالتي يجعل من الصعب علي أن أُتابع مهمتي”.

قدم شاباس، المواطن الكندي البالغ من العمر 64 عامًا، قبل ثلاث سنوات، استشارات لمنظمة التحرير الفلسطينية ويدعي الإسرائيليون أنه ضد إسرائيل. ظهر شاباس، عام 2013، أمام لجنة في نيويورك، بخصوص القضية الفلسطينية، وقال إنه يتوجب محاكمة رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وادعى شاباس، من خلال مقابلات أجرتها معه وسائل إعلام إسرائيلية، أن كلامه ذلك كان يستند على تقرير لجنة غولدستون الذي تم نشره بعد جولة العنف بين إسرائيل وغزة عام 2008 ، إلا أن رئيس الحكومة الذي كان يشغل المنصب في حينه هو أولمرت وليس نتنياهو.

على الرغم من ذلك، أضاف أنه ليس مُعاديًا لإسرائيل: “التلميح إلى أنني مُعادٍ لإسرائيل هو أمر خاطئ وغير عادل. زرتُ إسرائيل عدة مرات وقدمتُ محاضرات في عدة جامعات فيها. لديّ آرائي الخاصة وعبّرت عنها في عدة مناسبات. أعتقد بأنه سيكون من غير الممكن وجود شخص في هذه اللجنة وفي مرحلة ما لا يكون لديه موقف مما يحدث”.

البروفسور ويليام شاباس (Facebook)
البروفسور ويليام شاباس (Facebook)

قال شاباس، من خلال البيان الذي نشره ليلاً، بأن عملية جمع الأدلة الخاصة بالحرب الأخيرة (2014) انتهت وأنه ليس معنيًا أن يؤثر الاعتراض الشخصي تجاهه على نتائج التحقيق.

اقرأوا المزيد: 226 كلمة
عرض أقل
فتيات يزيديات (AFP)
فتيات يزيديات (AFP)

أسيرات يزيديات لدى داعش ينتحرن

منظمة حقوق الإنسان "أمنستي إنترناشيونال" نشرت تقريرًا جديدًا يُظهر صورة كئيبة بخصوص الشابات الأسيرات لدى داعش اللواتي يتعرضن لاعتداءات جنسية، جسدية ونفسية قاسية

يستعبد مقاتلو داعش في العراق وسوريا مئات النساء اليزيديات، يعذبونهن، يبيعونهن للزواج أو يحولونهن إلى بغايا جنس، هذا ما جاء في تقرير جديد عممته منظمة حقوق الإنسان “أمنستي إنترناشيونال” (منظمة العفو الدولية). بعض الذين نجحوا بالهرب من قبضة داعش أبلغوا منظمة أمنستي إنترناشيونال أن الكثير من اليزيديات انتحرن بعد أن فقدن الأمل بالنجاة. قالت بعض الفتيات: “كانوا يوزعوننا كالبقرات “.

تم إجراء مقابلات مع 42 امرأة وشابة يزيدية لصالح تقرير “الهروب من جهنم” الذي سيُنشر اليوم (الثلاثاء). تنتحر الكثير من الشابات التي قُبض عليهن في العراق هروبًا من الحياة المليئة بالمعاناة، الاغتصاب والتعذيب على أيدي مقاتلي داعش الذين يأسرونهم لاستخدامهن كجواري جنس.

قالت لونا، وهي ناجية في الـ 20 من العمر، إنها احتُجزت مع 20 شابة أُخرى في مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. “في أحد الأيام أعطوني ملابس تبدو ملابس رقص وطلبوا مني الاستحمام وارتداء هذه الملابس. جيلان، وهي شابة كانت مُحتجزة معي، انتحرت في الحمام. قطعت معصم يدها وشنقت نفسها. كانت جميلة للغاية” قالت لونا “أعتقد أنها كانت تعرف أنه سيتم منحها لأحد المقاتلين لهذا قتلت نفسها”.

https://www.youtube.com/watch?v=UxqkdyB9E68

احتجز تنظيم داعش منذ شهر آب مئات، إن لم يكن آلاف، النساء والشابات اليزيديات واستخدمهن كجواري جنس، كخطوة من خطوات التطهير العرقي. اضطرت غالبية النساء إلى اعتناق الإسلام وتعرضن لعملية تعذيب جنسي قاسية. “الكثير من النساء اللواتي أصبحن جواري جنس هن فتيات في الـ 14 – 15 من العمر وحتى أصغر سنًا”، حسب أقوال مستشار الأزمات في منظمة أمنستي. “يرتكب مقاتلو داعش، من خلال عملية الاغتصاب التي يتبعونها، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بشكل كبير جدًا”.

وقالت وفاء، ابنة الـ 27 عامًا، إنها حاولت هي وشقيقتها الانتحار عندما كانتا محتجزتان في الموصل، بعد أن وضع الرجل الذي كان يحتجزهما أمامهما خياران – أن يتزوجاه هو أو شقيقه أو أن تباعا كجاريتين. “في الليل حاولنا أن نخنق أنفسنا بواسطة وشاحينا”، ذكرت لمنظمة أمنستي. “فتاتان كانتا محتجزتين معنا استيقظتا ومنعتانا من الانتحار. بقيتا مُستيقظتين طوال الليل للتأكد من أننا سنبقى على قيد الحياة. عندما نامتا في الخامسة صباحًا حاولنا الانتحار ثانية ولكنهما استيقظتا ثانية ومنعتانا. لم أستطع الكلام طوال أيام بعد ذلك”.

سوق النخاسة الشرق أوسطي يزدهر في ظل داعش

أدت سيطرة التنظيم الإسلامي على قرى على الحدود العراقية – السورية إلى ظهور واقع آخذ بالتزايد يتمثل بتجارة العبيد وتحديدًا تجارة الجواري اللواتي يأسرهن التنظيم. ارتفع ثمن الجواري والعبيد في الدولة الإسلامية بشكل كبير وخلال فترة قصيرة ارتفع ثمن الجارية من 150- 1000 دولار مقابل الجارية الواحدة.

اقرأوا المزيد: 380 كلمة
عرض أقل
الإسلام المتطرّف يتعزز في ألمانيا (AFP)
الإسلام المتطرّف يتعزز في ألمانيا (AFP)

الإسلام المتطرّف يتعزز في ألمانيا

هذه ظاهرة مقلقة: الإسلام المتطرّف يتعزز في كل أرجاء ألمانيا، ويضع الدولة التاريخية أمام أزمة • تراجع عدد الولادات وقوانين الهجرة المريحة جعلت ألمانيا هدفًا مفضلاً للعديد من المسلمين، الذين يجلبون معهم العنف أيضًا، معاداة السامية وخلايا إرهابية نائمة

لطيف أن يكون المرء ألمانيًا في هذه الأيام. الاقتصاد مستقر، المكانة الدولية رفيعة جدًا، حظيت أنجيلا ميركل أن تتلمس كأس العالم وحتى أن هناك بعض الإسرائيليين، غريبي الأطوار، الذين يلتقطون صورًا لهم وهم يرقصون حاملين لافتة كُتب عليها “هاجرت إلى برلين”. أحد أكبر الاختبارات التي تواجهها ألمانيا الجديدة هو مواجهتها للأشياء المروّعة التي ارتكبتها ألمانيا السابقة. نجح الألمان باختبار التذكر ولا يحاولون أبدًا تجميل الماضي الإجرامي، ولكن، بعد 70 عامًا تقريبًا على انتحار هتلر داخل مقره المحصن، ترعرع في برلين جيل من الألمان الجدد – شبان مسلمون لم يخدم أي واحد من جدودهم في الـ “أس. أس” ولا يحملون أي عبء أخلاقي مما لحق بالشعب اليهودي.

اجتمع، في أحد أيام شهر آب الأخير وفي أوج عملية الجرف الصامد، 200 شخص من أولئك الألمان الجدد و 100 من الألمان “القدماء” قرب نقطة التفتيش “تشارلي” – نقطة العبور الأشهر في جدار برلين – للتظاهر ضد “الإبادة الجماعية” التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين. أظهرت جولة لي بين مئات المتظاهرين، بينما تنكرت بشخصية سويدي ريفي عادي، بعض الحقائق المتعلقة بمجريات الأمور التي تحدث في الدولة التي أوشكت على إبادة الشعب اليهودي.

الإسلام المتطرّف يتعزز في ألمانيا (AFP)
الإسلام المتطرّف يتعزز في ألمانيا (AFP)

تم تنظيم التظاهرة من قبل الائتلاف من أجل تحرير غزة – المنظمة التي شاركت مع منظمات أُخرى بتنظيم أسطول مرمرة. تضمنت منشورات مع خريطة فلسطين (أرض إسرائيل) التي وُزعت في التظاهرة فقط اسم “فلسطين”، دون أي ذكر لدولة إسرائيل الواقعة داخل مناطق الخط الأخضر. بالمقابل، رفع بعض الشيوعيين لافتات تحمل معادلات رياضية تساوي بين الصليب المعقوف ونجمة داوود وبين النازية والصهيونية. يحظى مصطلح “لن يحدث ذلك بعد الآن” بمكانة تاريخية ملفتة.

رفع سلفيون ملتحون أعلام حزب التحرير – حركة تطالب بإقامة الخلافة الإسلامية ضمن مناطق الإمبراطورية العثمانية سابقًا – تمامًا مثل أفراد داعش. فرحوا جدًا باهتمامي الشديد بإخوتهم الفلسطينيين، إنما لا شك أنهم كانوا سيُظهرون تعاطفًا أقل بكثير معي إن عرفوا أنني من الشعب الذي يجب أن “يُمحى من فلسطين”، كما صرح أفراد المنظمة بعد حادثة مرمرة. هتفوا ضد المستشارة أنجيلا ميركل التي يزعمون أنها تُسلح الصهاينة بالغواصات (هذه إشارة إلى الغواصة الجديدة التي اقتناها الجيش الإسرائيلي، غواصة الدلفين)، ولكنهم لم يستبعدوا اليوم الذي يكون فيه أشخاص أمثالهم هم أصحاب القرار في الدولة.

مظاهرة ضد إسرائيل والحرب في غزة (AFP)
مظاهرة ضد إسرائيل والحرب في غزة (AFP)

استعد المسلمون، الشيوعيون والألمان ذوو العيون الزرقاء لبدء المسيرة في شوارع برلين. رددوا بصوت أجش نشيد التظاهرة – “من النهر حتى البحر، ستكون فلسطين حرة” – الذي تم اقتطع كلماته من خطابات رائد حقوق الإنسان، إسماعيل هنية. أردت أن أسألهم عن مستقبل عائلتي في حال تحققت أمنيتهم، وإن تمكنت حماس بالفعل من تحرير فلسطين، ولكنني أخذت الإجابة من عيونهم المليئة بالحقد.

هجرة دون ولادات جديدة

تم عام 2001 تقديم تقريرللمستشار الألماني في حينه، غيرهارد شرودر، والذي يتحدث عن أنه على إثر التراجع الحاد في عدد الولادات لدى النساء الألمانيات وعجز المجتمع عمومًا من المتوقع أن يشكل عدد الألمان في الـ 50 سنة القريبة ثلث عدد السكان. استنتاج واضعي التقرير هو أنه لن يكون أمام ألمانيا حل غير السماح بدخول نحو 50 ألف مهاجر كل عام إلى البلاد. قرر الألمان إلغاء 40% من القوانين القديمة وفتحوا أبواب دولتهم أمام المهاجرين من الدول التي ليست ضمن الاتحاد الأوروبي ليتم تشغيلهم في الأعمال اليدوية مثل عمال النظافة، عمال التمديدات الصحية، وسائقي القطارات وغير ذلك.

وصلت العملية الطويلة إلى ذروتها عام 2012 عندما وصل إلى ألمانيا 1.08 مليون مهاجر جديد – أكبر كمية في آخر عشرين عامًا. تحوّلت ألمانيا إلى الدولة الثانية، من بين الدول النامية من حيث نسبة المهاجرين الوافدة إليها والتي يتم استيعابها على أراضيها، بعد الولايات المتحدة. وتشير التقديرات إلى أن 5% من عدد السكان الألمان هم مسلمون – أكثر من النسبة الموجودة في أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي ما عدا فرنسا. ستصل نسبة المسلمين في ألمانيا، حسب الغارديان، إلى 7% حتى عام 2030.

المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في زيارة الجامع الأزرق في إسطنبول (AFP)
المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في زيارة الجامع الأزرق في إسطنبول (AFP)

لا يمكن اعتبار تدفق المسلمين إلى ألمانيا كنجاح لداعمي تعدد الثقافات. أظهرت أبحاث أُجريت في الولايات المتحدة وألمانيا في العامين الأخيرين أن 80% من المهاجرين الأتراك في ألمانيا، والذين يشكلون الأغلبية بين المسلمين في الدولة، يتم دعمهم بشكل أو بآخر من قبل مؤسسات الرعاية الاجتماعية الألمانية. يُفضل المسلمون أيضًا السكن بعيدًا عن الألمان البيض، و 46% منهم عبّروا عن رغبتهم بأن يروا ألمانيا وفيها غالبية مسلمة. ربط، من الجهة الأخرى، 70% من الألمان القدماء الدين الإسلامي بمصطلحات مثل التشدد والتطرف.

في حين ادعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عام 2010 أن فكرة تعدد الثقافات فشلت في ألمانيا، إلا أن ذلك الأمر لم يمنع المسؤولين في مدينة دويسبورغ، القريبة من الحدود الهولندية، أن يقرروا تحويل كنائس قديمة إلى مساجد. حتى أنه في منطقتين من دويسبورغ عدد المسلمين أكبر من عدد المسيحيين. تم إغلاق أكثر من 500 كنيسة في ألمانيا، بين عامي 2000 – 2012، وقريبًا سيتم هجر 700 كنيسة أُخرى. بالمقابل، تم بناء أكثر من 200 مسجد في الدولة و 128 مسجدًا آخر يُتوقع أن تُبنى في السنوات القريبة. حظيت هذه الظاهرة بعناوين عريضة، في الصحف الألمانية، مثل “المسيحيون يخرجون، المسلمون يدخلون”؛ “الواقع الجديد”؛ و”عندما تُبنى المساجد بدل الكنائس”.

حدث عام 2012 تغيير في رأي ميركل بخصوص وسط المهاجرين، عندما ناشدت الألمان القدماء في دولتها بأن يُظهروا “التسامح” تجاه المسلمين في البلاد. بدأت في كانون الثاني المنصرم، واستمرارًا مباشرًا لذلك النهج، مدارس ابتدائية في فرانكفورت بتمرير دروس لطلابها عن الإسلام بهدف تحسين اندماج المسلمين ومحاربة الأفكار العنصرية”.
https://www.youtube.com/watch?v=tVJ9Bdt_7hc

يُهاجمون ويسكتون

لا تحقق الدروس التي تعطى لأطفال فرانكفورت، حتى الآن، نجاحًا في عالم الكبار. يطالب عمال مسلمون من المسؤولين عنهم إجازات خاصة بما يتلاءم مع أعياد المسلمين، ويطلبون من زملائهم في العمل عدم تناول الطعام أمامهم في فترة الصوم في رمضان. أقام بعض المسلمين في مدينة فوبرتال شرطة شريعة حيث يتجول أفرادها بين أماكن الترفيه ويحاولون إقناع الرجال بالإقلاع عن شرب الكحول وإقناع النساء بتغطية أجسادهن بما يتلاءم مع تعاليم الإسلام. أبدت السلطات الألمانية نيتها مواجهة هذه الظاهرة. كشفت الشرطة الألمانية في العام الماضي أنه منذ انهيار الجدار عام 1990، قُتل 7500 مواطن ألماني ووقعت 3 ملايين عملية هجوم على مهاجرين مسلمين.

دفعت تلك المشاحنات المتزايدة بين الألمان القدماء والمسلمين في شهر تموز الأخير نائب تحرير صحيفة “بيلد”، نيكولاس باست، أن يكتب مقالة يشجب فيها التعامل “الوحشي” للإسلام ضد أي شيء مختلف عنه. دعا باست أيضًا إلى تشديد قوانين الهجرة إلى البلاد. أثارت هذه المقالة موجة عارمة من السخط في أوساط حزب “الخضر”، ووصف ولكر باك باست بأنه “عنصري” وطالب صحيفة “بيلد” بالاعتذار عن التصريحات. نشر محرر صحيفة “بيلد” بسرعة بيانًا يؤكد فيه على أن الصحيفة “تعارض أي نوع من التعميم” وأن الصحيفة تحترم “الحوار بين الأديان”.

لا يستثني تنامي الإسلام المتطرف ألمانيا أيضًا. أحصت الحكومة الألمانية عام 2012 عدد السلفيين المتطرفين في البلاد ووصل العدد إلى 5500 شخص وصرح مسؤول حكومي لصحيفة نيويورك تايمز قائلاً أنه منذ ذلك الوقت قد “ازداد العدد”. قامت الشرطة الألمانية بوضع ثلاثة تيارات سلفية متطرفة على قائمة التنظيمات الخارجة عن القانون، إنما جدير بالذكر أن حزب التحرير أيضًا تم ضمه إلى قائمة التنظيمات الخارجة عن القانون عام 2003، إلا أن هذا الأمر لم يمنع من أن ترفرف أعلام الحركة في المظاهرة ضد إسرائيل. تم خلال عام 2011 توقيف شخصين مسلمين من أصل أفغاني بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة. تم، خلال اعتقالهما، ضبط أكثر من 100 وثيقة تُشير إلى عشرات العمليات الإرهابية التي خطط لها التنظيم الإرهابي، من بينها تفجير سكة القطار في بون. تمت إدانة المتهمين في عام 2012 ولكن جاء الحكم خفيفًا بمجمله إذ حُكم عليهما بالسجن مدة 15 عامًا.

مسجد ميفلانا برلين (AFP)
مسجد ميفلانا برلين (AFP)

أكدت عملية “الجرف الصامد” الفارق بين الحكومة الألمانية والشعب. نشرت BBC في شباط الأخير، قبل أشهر من بدء العملية، استطلاعًا أظهر أن 14% فقط من الألمان يدعمون إسرائيل. “أنا أعتقد أن الوضع أسوأ بكثير حتى”، قال آفي بريمور، السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا وفي الاتحاد الأوروبي، فيما يخص هذه المعطيات. “الألمان عمومًا وتحديدًا ميركل، حساسون جدًا فيما يتعلق بذكرى الهولوكوست ولكن رأي الشعب في حالة تغير ولا يمكن تجاهل ذلك”. دعمت المستشارة الألمانية، آنجيلا ميركل، حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها بمواجهة صواريخ حماس وحتى أنها دعمت عملية الجيش الإسرائيلي رغم موت الأطفال الفلسطينيين الأربعة على شاطئ غزة نتيجة قذيفة ألقاها سلاح الجو.

بخلاف ميركل المناصرة لإسرائيل، هتف المتظاهرون في شوارع برلين والذين غالبيتهم من المسلمين بأن يتم وضع اليهود في غرف الغاز” وطلب الواعظ أبو بلال إسماعيل، المواطن الدنماركي وخطيب مسجد كوبنهاغن، من مناصريه الصلاة “من أجل موت اليهود”. تم اقتياد إسماعيل، بعد تصريحاته هذه، لتحقيق قصير والذي انتهى ببدء إجراءات قضائية بحقه. سمح رجال الشرطة، في مظاهرة أُخرى في برلين، للمتظاهرين بأن يستخدموا مكبّرات الصوت لإلهاب مشاعر المتظاهرين من خلال إطلاق شعارات مثل “إسرائيل قاتلة الفلسطينيين” و “الله أكبر”. تم اتخاذ قرار في بلدية برلين، على إثر تزايد حالة التوتر، بتأمين كل المؤسسات اليهودية في المدينة – بدءًا من مجمع الجالية اليهودية وصولاً إلى أكبر كنيس في المدينة.

https://www.youtube.com/watch?v=17-PyB_e92M

انتهت عملية “الجرف الصامد” وحاليًّا أنظار العالم متجهة إلى الحرب ضد الدولة الإسلامية (داعش). عدد المقاتلين، من أصول ألمانية، والذين يقاتلون في صفوف داعش في سوريا يُقدر بين 600 – 1000 مقاتل وبينهم حتى من خص المستشارة الألمانية بأغنية يعدونها فيها بأنهم سيعودون إلى وطنهم. اتخذت ميركل، التي صرحت بأن “داعش يشكل خطرًا على أوروبا”، قرارًا هامًا وهو تسليح القوات الكردية التي تقاتل داعش بصواريخ مضادة للمدرّعات وأسلحة خفيفة. يشير تسليح الأكراد على ما يبدو إلى أن عصر عدم التدخل، الذي اتخذته ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قد انتهى. قال وولكر بارست، رئيس المعهد الألماني لشؤون الأمن والعلاقات الدولية: “هذا أمر لم يحدث سابقًا. “هذا قرار يشير بشكل واضح إلى أن هناك تغيير يحدث في ألمانيا”.

نُشرت هذه المقالة لأول مرة في موقع Mida

اقرأوا المزيد: 1462 كلمة
عرض أقل
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (SAUL LOEB / AFP)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (SAUL LOEB / AFP)

الولايات المتحدة تضغط على لاهاي ألّا تحقق مع إسرائيل

على الفلسطينيين، الذين قد قدّموا طلب تحقيق من المحكمة الدولية بعد حملة "الرصاص المصبوب"، أن يقدموا طلبًا جديدًا بعد أن اعترفت بهم الأمم المتحدة كدولة مراقبة

تمتنع المحكمة الدولية في لاهاي عن فتح تحقيق بخصوص إمكانية وقوع جرائم حرب خلال الحرب الأخيرة في غزة بعد ضغط من الولايات المتحدة ومدن غربية أخرى، هذا ما تنشره اليوم (الاثنين) الصحيفة البريطانية “الغارديان”.

في الأسابيع الأخيرة في أروقة المحكمة نفسها وقع انقسام في الآراء فيما يخص فتح التحقيق: حسب الجهات التي خدمت في الماضي في المحكمة، فقد رشت الأوساط الدولية الفلسطينيين سنة 2009، حين جعلتهم يصدقون أن طلبهم فتح تحقيق ضدّ إسرائيل على جرائم حرب على ما يبدو والتي جرت خلال حملة “الرصاص المصبوب” سيسري مفعوله حين يحصل الفلسطينيون على اعتراف بهم كدولة. في تشرين الأول 2012 صوتت اللجنة العامة للأمم المتحدة على الاعتراف بالفلسطينيين كدولة مراقبة غير عضو، ومع ذلك لم تفتح محكمة لاهاي تحقيقًا. قررت المدعية العامة في لاهاي، أن التصويت في الأمم المتحدة في 2012 لا يؤهل طلب الفلسطينيين من 2009.

الرئيس الفلسطيني يخطب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (AFP)
الرئيس الفلسطيني يخطب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (AFP)

إن استجابت المحكمة لطلب الفلسطينيين، من المحتمل أن تكون للتحقيق تبِعات بعيدة المدى على إسرائيل. يمكن أن يتمحور التحقيق بقضية جرائم الحرب ليس بالجيش الإسرائيلي فقط وبالجماعات المسلحة في غزة، بل وأيضًا بالمستوطنات في الضفة الغربية. حسب معاهدة روما، الوثيقة المقررة للمحكمة من 1998، “فإن نقل، مباشر أو غير مباشر، لفئة سكانية تابعة للقوة المحتلة إلى المنطقة المحتلة” يشكل جريمة حرب.

ليست كل دول العالم عضو في محكمة لاهاي. روسيا، الصين والهند، لم توقع أبدًا على معاهدة روما، ووقعت إسرائيل والولايات المتحدة على المعاهدة في 2000، لكن بعد عدة سنوات ألغَيَتا عضويتهما.

لا تدعم الولايات المتحدة محكمة لاهاي اقتصاديًّا لكن لها تأثيرًا على قراراتها بسبب مركزها الدولي. حسب “الغارديان”، استضاف السفير الإسرائيلي في هولندا في بيته المدعي العام السابق في لاهاي، في محاولة للضغط عليه عدم قبول طلب الفلسطينيين فتح تحقيق ضدّ إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 264 كلمة
عرض أقل
طفل غزي يستريح على أنقاض البيوت المدمرة في رفح (Flash90/Emad Nasser)
طفل غزي يستريح على أنقاض البيوت المدمرة في رفح (Flash90/Emad Nasser)

المُعاناة في غزّة من منظار إسرائيلي

أمعن النظر في صُوَر أطفال أسرة الفرّا، أقرباء رفيقة لي من غزة، الذين قُتلوا جراء قصف الجيش الإسرائيلي في رفح. حتّى لو كان ثمة أمر ساذج في رغبة إسباغ الإنسانيّة على الجانب الآخَر، فإنني شاهدٌ على قوّة اللقاء الإنسانيّ في تحويل مأساة مُجرَّدة إلى ألمٍ حقيقيّ

أتأمّل في صُوَر يارا عبد السلام الفرّا (8 سنوات)، ومحمد محمود الفرّا (12 عامًا)، قريبَي ليلى الحدّاد، التي أعرفها في العالم الافتراضي منذ نحو تسع سنوات. راح أفراد عائلة الفرّا، وهم خمسة أطفال وأربعة بالغين، ضحيّة قصف الجيش الإسرائيلي في رفح يوم الخميس. إثر هجوم حماس، الذي خرق وقف إطلاق النار، والخشية من اختطاف المُلازِم هدار جولدين، شرع الجيش الإسرائيلي في قصف منطقة الحدث قصفًا عنيفًا دونما إنذار، بقذائف مُدرَّعات، مدفعيّة، وهجمات جويّة.

كان الهدف من القصف منع الخاطِفين من الفرار من المنطقة. ووفق التقارير، تعرّض سكّان المنطقة لنيران لم يعرفوا لها مثيلًا: “قصف الجيش الإسرائيلي وفجّر البيوت على رؤوس ساكنيها دونما أيّ تمييز، وحين حاوَلوا الفرار من بيوتهم، طاردتهم القذائف والقنابل في الشوارع وأصابتهم، بشكلٍ عشوائيّ أيضًا”. ووفق مصادر فلسطينيّة، أودت المجزرة بحياة 130 شخصًا. قُتل أبناء أسرة الفرّا في بيتهم، حيث كانوا يحاولون الاحتماء من القصف.

yara-el-farra
yara-el-farra

أمعن النظر في الصُّوَر، وأحاول البحث عن كلمات. الصُّوَر أصعب من أن تُحتمَل، ليس فقط لأنّ يارا، ابنة الثامنة، أكبر من ابنتي بثلاث سنوات فقط، بل بالأساس لأنني أعرف أنّ هؤلاء أبناء أعمام ليلى، التي شكّلت كتاباتها مصدر إلهام لي في السنوات الأخيرة.

رأيتُ للمرة الأولى مدوّنتها، “أمٌّ من غزة”، قُبَيل الانسحاب من غزة، قبل تسعة أعوام، ومذّاك أسرتني كتابتُها المتدفّقة، اللاذعة، والناجحة دومًا في الحفاظ على روح الدعابة والنظرة الإنسانيّة على حدّ سواء. كتبتُ ردودًا لديها مرارًا عديدة، وتراسلْنا عبر البريد الإلكتروني و”سكايب”.

صور مروعة للدمار في غزة  (Flash90Abed Rahim Khatib)
صور مروعة للدمار في غزة (Flash90Abed Rahim Khatib)

كانت ليلى واحدة من أوائل معارفي الافتراضيّين. نوع العلاقات الذين كان حينذاك تحديثًا كبيرًا بالنسبة لي، أصبح مذّاك اعتياديًّا: أشخاص تعرفهم جيّدًا جدًّا، وتعرف عنهم وعن أسرتهم كلّ شيء تقريبًا، رغم أنّك لم تلتقٍ بهم ألبتّة. كان مشروعها الأخير (الذي حظي بتغطية في ملحق جريدة “هآرتس”) كتاب الطبخ الفاخر، “مطبخ غزة”، الذي حاولتْ فيه، كما في كلّ كتاباتها، دمج الشخصيّ بالسياسيّ، ورواية قصص غزة الكبرى والأليمة – اللّجوء، الاحتلال، والحصار – عبر الأفراح الحياتيّة للوجبات العائلية والوصفات. أثّرت فيّ كثيرًا فكرة الحديث عن سياسة وتاريخ مشحونَين إلى هذا الحدّ عير الطعام والقصص العائليّة؛ فكّرتُ أنّ ذلك يمكن أن يخترق “حديث الصمّ” السياسيّ، يفكّك لغة نشرات الأخبار، ويُذيب الكلام (الرجولي) الجيوسياسي عن الشعوب والقادة، الانتصارات والهزائم.

يتحدّث كثيرون عن تجريد الآخَر من إنسانيته – العجز عن رؤية الإنسان في الجانب الآخَر – كأحد العوامل التي تُصعّد وتؤزِّم الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. أعتقد أحيانًا أنّ ثمة مبالغة في ذلك. فالمشكلة لا تكمن في أنّ الجانبَين لا يعرفان أو يفهمان واحدهُما الآخَر. إنّ التجريد من الإنسانيّة ليس سبب استمرار الصراع، بل هو عارض له ولمسائله الأساسيّة – نظام التمييز والإقصاء، الاقتصاد السياسي المبني على الفصل العُنصري، والصدى المستمرّ لتاريخ الاقتلاع والصدمات.

mohammad-el-farra
mohammad-el-farra

إنّ المعرفة المتبادلة “على المُستوى الإنسانيّ” لا تكفل شيئًا، وهي حتمًا لا تقود إلى حلّ مسائل سياسيّة. أخشى من أن تكون ثمة سذاجة ما في إسباغ الإنسانيّة على الجانب الآخَر، على أمل أن يمنع هذا التواصُل العاطفيّ “اللاسياسي” مأساة إنسانيّة، على رجاء أن يتمكن ذلك من منع وحشية كالتي نشهدها الآن، صيف 2014.

لكنّ بصيرتي التشكيكيّة تصطدم مع تجربتي الخاصّة، التي تُشير إلى قوّة اللقاء الإنسانيّ. فكتابة ليلى الحدّاد الرائعة – الكلمات الفطينة، المضحِكة، والمؤلِمة – فتحت لي نوافذ وأبوابًا عدتُ إليها مرارًا وتكرارًا، لاستراق النظر إلى الخارج، ثمّ إلى الداخل. أعرف حقّ المعرفة أنّ معرفتي الشخصيّة لليلى، مع أربعة أو خمسة أشخاص آخَرين تعيش أسرتهم في غزة، قد غيّرت تمامًا طريقة تفكيري عن القطاع. فقد حوّل هذا التعارُف الإنساني الأدنى، بالنسبة لي، المجازر المرتكَبة في غزة في الأسابيع الماضية من مأساة مُجرَّدة إلى ألم حقيقيّ؛ من أعداد وصُوَر إلى أسماء أعرفها.

حين بدأتُ كتابة هذا النصّ أردتُ أن أكتب أن ليس ثمة ما يبرّر قتل 130 إنسانًا في قصف عشوائي في صباح صيفيّ واحد. ثم توّقفتُ، لأنّ هذه الكلمات لن تُقنع أحدًا. لا أعرف ما جدوى كتابة جملة كهذه. ولا أعرف ما يمكن أن يُقنِع حقًّا. ليس لي سوى التأمّل في الصُّوَر والتفكير: ممنوعٌ أن نتنازل!

نُشرت المقالة للمرة الأولى في موقع ‏Can think‏

اقرأوا المزيد: 606 كلمة
عرض أقل