جبهة النصرة

الدروز والأسد: حلفاء استراتيجيون (AFP)
الدروز والأسد: حلفاء استراتيجيون (AFP)

الدروز والأسد: حلفاء استراتيجيون

الجيش السوري لا يشارك بقوة في الدفاع عن جبل الدروز، فإن الجزء الأكبر من هذه المهمة يقع على عاتق حوالى10,000 عنصر من الميليشيات المحلية؛ فهؤلاء يعرفون المنطقة جيداً ولديهم حافز أكبر للدفاع عن وطنهم

على الرغم من أن الدروز يشكلون أقلية صغيرة نسبياً في سوريا وسعوا إلى تجنب التدخل بصورة أعمق في الحرب الدائرة في البلاد، إلا أن مكانتهم الاستراتيجية في المنطقة الجنوبية الجبلية من جبل الدروز تمنحهم بالضرورة النفوذ للتأثير على الجهات الطامحة إلى السيطرة على مستقبل سوريا. وحتى وقت قريب، تسنّت للمعارضة العربية السنية فرص متعدّدة للاستفادة من هذا النفوذ نظراً لأن ولاء الدروز لنظام الرئيس الأسد كان محدوداً في أحسن الأحوال. غير أن الأسد نجح في استغلال مخاوف هذه الطائفة وإقناعها بالتعاون معه بفاعلية أكبر للدفاع عن مركز دمشق، مستفيداً بالدرجة الكبرى من سلسلة أخطاءٍ ارتكبها المتمردون.

المكانة الاستراتيجية للدروز

اعتباراً من 2010، الذي هو العام الأخير الذي توفرت فيه أرقام موثوقة عن التعداد السكاني في البلاد، كان يعيش في سوريا حوالي 700,000 مواطن درزي، أي ما يعادل 3 في المائة من إجمالي عدد السكان. وكانت غالبيتهم تعيش في محافظة السويداء، التي بلغ عدد سكانها [آنذاك] 375000 نسمة – 90 في المائة منهم دروز، و-7% مسيحيون، و-3% من السنة. كما كان هناك250000 درزي آخر يقيمون في دمشق وضواحيها (جرمانا، صحنايا، وجديدة عرطوز)، بالإضافة إلى 30,000 درزي على الجانب الشرقي من جبل حرمون و 25,000 في أربعة عشر قرى في جبل السماق، شمال شرق إدلب. وقد غيّرت الحرب التوزيع السكاني في الجنوب بشكل كبير، حيث شُرِّد 100,000 شخص من السنة داخل البلاد، وهاجروا بعد ذلك إلى جبل الدروز. وقد فرَّ الكثير من دروز دمشق إلى جنوب البلاد أيضاً، مباشرة بعد أن أصبحت منطقة العاصمة غير آمنة.

الدروز والأسد: حلفاء استراتيجيون (AFP)
الدروز والأسد: حلفاء استراتيجيون (AFP)

تضطلع ضواحي دمشق الدرزية بدور رئيسي في الدفاع عن المدينة كونها تحيط بالبلدات الخاضعة [لسيطرة] المتمردين على غرار بلدة داريا، وتشكل حاجزاً فاصلاً يقطع الاتصال بين المناطق السنية في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية. وعلى نحو مماثل، تشكل القرى الدرزية في جبل حرمون معقلاً للموالين للنظام عند الأطراف الجنوبية الشرقية للعاصمة وتسمح للجيش السوري بالبقاء على اتصال مع مرتفعات الجولان. كما تمنع ارتباط المتمردين في محافظة درعا مع أولئك في القلمون شمالي شرقي دمشق. وفي الوقت نفسه، يشكل جبل الدروز منطقة عازلة في جنوب العاصمة، ويحافظ على الرابط البري الرمزي بين سوريا والأردن. ويأمل النظام بأن يمنع هذا العازل دون دخول المزيد من المتمردين إلى البلاد من تلك الجهة. بالإضافة إلى ذلك، تسهم القواعد الجوية العسكرية في المنطقة في الدفاع عن مواقع الجيش السوري في محافظة درعا. وعلى نطاق أوسع، يشكل المعقل الجبلي تهديداً مستمراً لقوات المتمردين في تلك المحافظة.

الأسد نجح في استغلال مخاوف الطائفة الدرزية وإقناعها بالتعاون معه بفاعلية أكبر للدفاع عن مركز دمشق، مستفيداً بالدرجة الكبرى من سلسلة أخطاءٍ ارتكبها المتمردون

[وبما أن] الجيش السوري لا يشارك بقوة في الدفاع عن جبل الدروز، فإن الجزء الأكبر من هذه المهمة يقع على عاتق حوالى10,000 عنصر من الميليشيات المحلية؛ فهؤلاء يعرفون المنطقة جيداً ولديهم حافز أكبر للدفاع عن وطنهم من دفاعهم عن النظام في حلب أو حمص. وفي الواقع، إن الاتفاق غير الرسمي الذي توصل إليه الأسد مع الزعماء الروحيين للطائفة الدرزية أو “شيوخ العقل” نصّ على إبقاء المجندين الدروز في محافظة السويداء، مع الإشارة إلى أن الأسد يعتمد اعتماداً كبيراً على هؤلاء الزعماء للتحكم بالدروز.

هجمات المتمردين على الدروز

ظهر التوتر مع المعارضة السنية في درعا في وقت مبكر من عام 2011 حينما بدأ بعض المتظاهرين والمتمردين المسلحين بإطلاق شعارات تربط الدروز بالأسد وتصفهم بالزنادقة (بتحريضٍ من الزعماء الدينيين السنة المتطرفين في غالب الأحيان). وقد تم أخذ بعض القرويين الدروز كرهائن وأُفرج عن بعضهم لقاء فدية أو تم قتلهم؛ وفي كانون الأول/ديسمبر 2012، على سبيل المثال، قامت «جبهة النصرة» [التي غيّرت اسمها لـ «جبهة فتح الشام» بعد فك ارتباطها بـ تنظيم «القاعدة» كما ادّعت] باختطاف أحد كبار أعيان الدروز المدعو جمال عز الدين مع ستة عشر من رفاقه. وفي ذلك الوقت، كانت تربطه علاقات جيدة مع كل من مسؤولي النظام والمعارضة، ولكنه قُتل بعد بضعة أشهر.

أما في المناطق الأخرى، فتعرضت ضاحية جرمانا في دمشق إلى هجمات عنيفة منذ ربيع عام 2012. وفي خريف ذلك العام شنّت فصائل المتمردين بقيادة «جبهة النصرة» هجوماً على جبل الدروز. ورداً على ذلك، تخلى الدروز عن موقفهم الحيادي السابق وشكلوا ميليشيا محلية بمساعدة الجيش السوري.

ومنذ ذلك الحين، لم تنفك «جبهة النصرة» عن القيام بهجمات منتظمة على جبل الدروز، من بينها معركة ضروس وقعت في الربع الشمالي الغربي في الفترة بين 17 و20 آب/أغسطس 2014، وبرزت فيها ميليشيا الشيخ وحيد البلعوس، التي كانت موالية للنظام في ذلك الوقت، بفضل الجهود التي بذلتها في تلك المواجهة. وفي حزيران/يونيو 2015، وبالتزامن مع هجوم «جيش الفتح» على شمال غرب سوريا، حاول متمردون ينتمون إلى «الجبهة الجنوبية» السيطرة على مطار الثعلة العسكري الذي يشكل ركيزة أساسية في الدفاع عن السويداء، إلا أن الجيش السوري والميليشيات الدرزية وقفت لهم بالمرصاد، بينما قاتل بعض هذه المليشيات بضراوة لحماية عاصمة المحافظة. إن هذا التطور ملفت بشكل خاص إذا تَذَكر المرء أن دروز السويداء ثاروا ضد النظام في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2000 مما أدى إلى [قيام الجيش السوري] بشن حملة عسكرية ضدهم خلّفت عشرات القتلى ومئات الجرحى.

نبذ المتمردين

الشيخ وحيد البلعوس (Facebook)
الشيخ وحيد البلعوس (Facebook)

حين بدأت الانتفاضة السورية تتنامى في ربيع عام 2011، كان الوضع في جبل الدروز متأججاً، حيث استمد السكان إلهامهم من ذكرى الزعيم الدرزي سلطان الأطرش الذي ثار ضد الاحتلال الفرنسي في عام 1925. فانطلقت الاحتجاجات في السويداء، إلا أن الأجندة السياسية المختلفة للمعارضة السنية (الصادرة عن “المجلس الوطني السوري” ومن ثم “الائتلاف الوطني السوري”) لم ترقَ إلى توقعات الدروز. ولم يأتِ أحدٌ على ذكر العلمانية التي يجد فيها الدروز الضمانة الوحيدة لأمنهم، بل أن مجلس المعارضة تبنى مفهوم “الدولة المدنية” الذي يعني في المصطلحات الإسلامية دولةً إسلامية خاضعة لأحكام الشريعة. ولا يزال انعدام الثقة تجاه المتمردين مرتفعاً حتى اليوم بسبب الحملات الدعائية التي يقوم بها النظام، والتي غالباً ما يتم فيها الاستشهاد بالفتاوى الشهيرة للعلاّمة السني ابن تيمية التي تدعو إلى إبادة الدروز.

الجيش السوري لا يشارك بقوة في الدفاع عن جبل الدروز، فإن الجزء الأكبر من هذه المهمة يقع على عاتق حوالى10,000 عنصر من الميليشيات المحلية؛ فهؤلاء يعرفون المنطقة جيداً ولديهم حافز أكبر للدفاع عن وطنهم

ولكن عندما بدأ التمرد، بقي بعض الدروز متأملاً بالانضمام إلى القتال. وفي آب/أغسطس 2011، انشق الملازم أول الدرزي خلدون زين الدين عن الجيش السوري وشكل تنظيم مسلح معادٍ للأسد أطلق عليه اسم “كتيبة سلطان باشا الأطرش”. وسرعان ما انضمت هذه الجماعة إلى تنظيمات المتمردين السنة في درعا. وشارك التنظيم في عدة هجمات ضد أهداف تابعة للنظام في جبل الدروز ولكنه فشل في كسب تأييد كبير من السكان المحليين. وفي عام 2013، اعتقلت «جبهة النصرة» أعضاء الكتيبة وحكمت عليهم بالإعدام ولكن تم في النهاية إطلاق سراحهم بفضل تدخل جماعات متمردة أخرى، ولكنهم شعروا بأنهم مضطرين إلى الفرار إلى الأردن. وقد خلّفت هذه المرحلة جروحاً عميقة وأقنعت الكثير من الدروز بأنهم ليسوا موضع ترحيب في الثورة. وقد اعتبر المتمردون عموماً أن أي مشاركة درزية تفتقر إلى الصدق، وفي بعض الحالات كان اعتناق المذهب الإسلامي السني السبيل الوحيد الذي أنقذ الدروز المحليين من الموت. وفي عام 2015 أرغمت «جبهة النصرة» سكان جبل السماق على تدمير مقاماتهم الدينية واعتناق المذهب السني.

مغريات الانشقاق

في الوقت نفسه، لا يزال الحل المتوفر أمام الدروز بربط مصيرهم كلياً بمصير الأسد حلاً غير مرضٍ لأن سقوط الأسد سيترك الدروز في مهب الريح. وتمثل إحدى الحلول البديلة التي تم النظر فيها في الماضي في إقامة منطقة مستقلة في جبل الدروز مع حدود مفتوحة مع الأردن تحت حماية دولية. وبدأت إمكانية تحقيق هذا الخيار تبدو أكثر تيسّراً حين بدا الجيش السوري على وشك الانهيار في ربيع عام 2015.

الدروز والأسد: حلفاء استراتيجيون (AFP)
الدروز والأسد: حلفاء استراتيجيون (AFP)

لقد كان الشيخ البلعوس أحد الدروز الأوائل الذين شكّلوا ميليشيات موالية للنظام، وبحلول عام 2014 نجح في تمييز نفسه في اشتباكات متعددة على غرار “معركة داما”. وقد طلب من الأسد تزويد ميليشيات جبل الدروز بأسلحة ثقيلة للدفاع بفعالية أكبر عن المنطقة، ولكنه دخل في الوقت نفسه في النقاش السياسي ليعبّر عن مخاوف أبناء طائفته من خلال انتقاد غلاء المعيشة والفساد المستشري وتجنيد الرجال الدروز للقتال على الخطوط الأمامية خارج جبل الدروز. وبحلول حزيران/يونيو 2015، ازداد عدد أفراد عناصر الميليشيا التابعة له إلى حوالي1,000 مقاتل، وكان يتلقى التمويل اللازم لشراء الأسلحة من جهات خارجية، بما في ذلك من الدروز الإسرائيليين القلقين على مصير إخوانهم في سوريا. ولكن في الخامس من أيلول/سبتمبر من ذلك العام، اغتيل الشيخ البلعوس في ظروف غامضة وتم حل ميليشايته.

اعتبر المتمردون عموماً أن أي مشاركة درزية تفتقر إلى الصدق، وفي بعض الحالات كان اعتناق المذهب الإسلامي السني السبيل الوحيد الذي أنقذ الدروز المحليين من الموت

ليس هناك شك في أن نظام الأسد مسؤول عن مقتل البلعوس، والسبب المرجح هو أنه أصبح طموحاً جداً في انفصال جبل الدروز عن الدولة. وفي حزيران/يونيو 2015، على سبيل المثال، وقف البلعوس وكتيبته على الحياد عندما حاول المتمردون بقيادة جبهة النصرة احتلال مطار الثعلة؛ وقد حثّ الدروز على الاستيلاء على مواقع الجيش ومباني الحكومة عوضاً عن القتال لصدّ الهجوم ولكنهم لم يفلحوا في ذلك. لعله ظنّ في ذلك الوقت أن الجيش كان يهمّ بالخروج من جبل الدروز نظراً للهجمات الناجحة التي نفّذها المتمردون في محافظة إدلب وفي محيط درعا (على سبيل المثال، سقطت البلدة الجنوبية الرئيسية “بُصرى الشام” في آذار/مارس من ذلك العام). ولعله كان قد شعر أيضاً أن سقوط الأسد بات وشيكاً ربما من خلال السماح لـ البلعوس بأن يصبح زعيماً على منطقة درزية آمنة. ولكن في كافة الأحوال، أدّى مصرعه والتدخل الروسي الذي أعقبه بفترة وجيزة إلى قلب موازين القوى بالكامل على الأرض، ولذلك من المستبعد أن يغامر الدروز بتنفيذ المزيد من المحاولات الانفصالية في أي وقت قريب.

الخاتمة

كما تبدو الأمور، سوف يكون من الصعب فصل جبل الدروز عن نظام الأسد بقوة الإقناع وحدها. ولا يمكن كسب ولاء الدروز ما لم تنقطع صلتهم عن دمشق، وحتى في هذه الحالة سيحتاجون إلى ضمانات ملموسة فعلية بأن القوى الدولية ستحميهم من التنظيمات الجهادية مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية. [وفي الواقع]، لا يريد أهالي جبل الدروز أن يلقوا المصير نفسه الذي لقيه إخوانهم في الدين في جبل السماق. ومن هذا المنطلق، إذا كانت واشنطن وحلفاؤها يريدون لهذه الأقلية الاستراتيجية أن تلعب أي دور في الإطاحة بالنظام أو في إنهاء الحرب بشروط ميسّرة، فلا بد لهم من طمأنة الدروز المحليين بشكل واضح بأنّ لديهم مستقبل آمن في سوريا من دون رعاية الأسد.

نشر هذا المقال لأول مرة على موقع منتدى فكرة

اقرأوا المزيد: 1564 كلمة
عرض أقل
احتجاج الدروز في إسرائيل من أجل إخوتهم في سوريا ( Hamad Almakat / flash90)
احتجاج الدروز في إسرائيل من أجل إخوتهم في سوريا ( Hamad Almakat / flash90)

احتجاج الدروز في إسرائيل من أجل إخوتهم في سوريا

الدروز يتظاهرون بالقرب من الحدود السورية ويطالبون الجيش الإسرائيلي في التدخل في الحرب في سوريا لحماية أبناء طائفتهم، وهاجم نائب درزي وزير الدفاع ليبرمان

أقام بعض مئات الدروز من أنحاء الجليل والجولان مظاهرة احتجاجية تعاطفا مع إخوتهم الدروز في سوريا في قرية مجدل شمس القريبة من المنطقة الحدودية لوقف إطلاق النار الإسرائيلية-السورية.

ونشر النائب الإسرائيلي، أكرم حسون، أمس (الأحد) في فيس بوك منشورا متهما فيه الجيش الإسرائيلي في التخلي عن الدروز في الجانب السوري من الحدود أثناء تعرّضهم لتنظيم جبهة النصرة وداعميه.

دروز يراقبون من مجدل شمس على قرية حضر (AFP / JALAA MAREY)
دروز يراقبون من مجدل شمس على قرية حضر (AFP / JALAA MAREY)

وجه حسون انتقاداته بشكل مُركّز إلى وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان. وفق أقوال حسون، تُعزز سياسة ليبرمان جبهة النصرة وتهدد حياة السكان القرية الدرزية حضر: “هذه الاستراتيجية وهذه الأوامر يصدرها وزير الدفاع ليبرمان وحده” كتب حسون، “منذ دخوله “رفعت” جبهة النصرة رأسها لتُهاجم أهلنا”.

طالب حسون بعقد جلسة طارئة بمشاركة أعضاء الكنيست الإسرائيليين وأعضاء الهيئة الدينية الدرزية في إسرائيل، والتفكير في مساعدة سكان قرية حضر على مواجهة تنظيمات الثوار التي تهدد حياتهم. كتب حسون أن احتجاج الدروز قد نجح في الماضي في أن يُحدث تغييرا في سياسة وزارة الدفاع الإسرائيلية . “الهبة الجماهرية السابقة شكلت ضغطا على متخذي القرار وتغيّرت الاستراتيجية في وزارة الدفاع ولدى وزير الدفاع آنذاك مما شكل أكبر مساندة ومساعدة ودعم لأهلنا في جبل العرب‎!‎‏”، كتب في المنشور.

قرية حضر في المنطقة الحدودية لوقف إطلاق النار الإسرائيلية-السورية (google maps)
اضغط لتكبير الصورة. قرية حضر في المنطقة الحدودية لوقف إطلاق النار الإسرائيلية-السورية (google maps)

جاء في رد وزير الدفاع، ليبرمان على أقوال  حسون: “أن الحديث يدور عن أمور غير منطقية، لا قيمة لها، وهدفها هو محاولة عضو كنيست في تصدّر العناوين. يعمل الجيش الإسرائيلي وفق توجيهات  وزير الدفاع بهدف منع انزلاق الحرب السورية إلى الأراضي الإسرائيلية، الحفاظ على الهدوء في منطقة الحدود في الشمال وعلى سلامة السكان فيها، ويعرف الدروز الذين يعيشون في سوريا أيضا أن إسرائيل غير مبالية لمصيرهم وسلامتهم”.

في الأيام الأخيرة، احتدمت المعارك بين الثوار، ومن بينهم عناصر فتح الشام وبين قوات نظام الأسد في المنطقة الواقعة بين القنيطرة ومنحدرات جبل الشيخ، وسقطت قذائف ضالة من الحرب في سوريا في الأراضي الإسرائيلية. ردا على ذلك هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافا تابعة لجيش الأسد، وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش “يرى أن النظام السوري مسؤول عما يدور في أراضيه”. يقول مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أيضا إن إسرائيل ما زالت تتابع سياستها وتمتنع عن أي تدخل في الحرب وعن إقامة أية علاقة بنشطاء منظمات إسلامية متطرفة مثل جبهة النصرة.

https://www.facebook.com/akram.hasson/photos/a.260736764077084.1073741828.260414517442642/717012515116171/?type=3

 

اقرأوا المزيد: 328 كلمة
عرض أقل
مخيم عين الحلوة في لبنان (AFP)
مخيم عين الحلوة في لبنان (AFP)

فلسطينيون في لبنان يتجنّدون لداعش

مخيم اللاجئين عين الحلوة في لبنان يتحول إلى قاعدة للتطرف الإسلامي. السلطات اللبنانية تحذر أبو مازن: إما أن تتحمل المسؤولية، أو نبدأ بعملية عسكرية ضدّ مراكز الإرهاب

قيادة السلطة الفلسطينية قلقة جدا من داعش. يعرب مسؤولون في السلطة عن خشيتهم من أن تنجح مجموعات جهادية، بما في ذلك داعش، في اختراق مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. السلطات اللبنانية قلقة أيضا. قلقة جدا، إلى درجة أنها أصدرت أوامر واضحة للفلسطينيين: أوقفوا الإرهابيين، أو سنعمل على الأمن بأنفسنا.

كتب هذا الكلام مؤخرا الصحفي الفلسطيني خالد أبو طعمة في مقال موسع وشامل حول هذه الظاهرة الخطرة لموقع Gatestone.

وكشف أبو طعمة أنّ وفق مصادر أمنية في لبنان فإنّ الكثير من اللاجئين الفلسطينيين في البلاد قد انضم إلى داعش وإلى تنظيم جبهة النصرة (أو باسمه الجديد جبهة فتح الشام). وفقا لعدة تقارير، فإنّ عشرات الفلسطينيين في لبنان، ممن انضموا إلى داعش وفتح الشام، قد قُتلوا في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، ودُفن معظمهم في سوريا.

وفقا لأبو طعمة فإنّ حقيقة أنّ داعش قد نجحت في تجنيد آلاف الفلسطينيين في صفوفها، تؤرق قادة السلطة الفلسطينية، وقد أرسلوا في الأسبوع الماضي عزام الأحمد، وهو من كبار مستشاري رئيس السلطة محمود عباس، لإجراء محادثات عاجلة في بيروت مع مسؤولين في الحكومة اللبنانية لمناقشة السؤال حول كيفية مواجهة هذا التصعيد. وتخشى السلطة الفلسطينية من أن يؤدي النشاط المتزايد لكلا التنظيمين في مخيّمات اللاجئين أن يشن الجيش اللبناني حملة عسكرية مكثّفة للتخلّص من الإرهابيين، الذين يشكّلون تهديدا فوريا على الأمن القومي اللبناني.

مسلحون فلسطينيون عند مدخل مخيم عين الحلوة في لبنان (AFP)
مسلحون فلسطينيون عند مدخل مخيم عين الحلوة في لبنان (AFP)

وذكر مسؤولون في وزارة الدفاع اللبنانية أنّ هناك علاقات مباشرة بين قادة داعش في سوريا وشخصيات إسلامية كبيرة في مخيّم اللاجئين عين الحلوة، وهو الأكبر في لبنان وعدد سكانه يزيد عن 120 ألف نسمة – نصفهم لاجئين قد هربوا من سوريا منذ العام 2011. وقال المسؤولون اللبنانيون إنّ أحد قادة داعش في سوريا، وهو أبو خالد العراقي، قد عزز في الأسابيع الماضية علاقاته مع فلسطينيين في مخيّم عين الحلوة، قبيل تنفيذ عمليات إرهابية ضدّ أهداف لبنانية.

وأعلمت الحكومة اللبنانية قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله أنّ هناك ما لا يقل عن 300 إرهابي جهادي يتحصّنون الآن في عين الحلوة. “أصبح الوضع غير محتمَل، ولا يمكننا أن نستمر في غض الطرف عن هذا التهديد”، كما حذّرت الحكومة اللبنانية قادة السلطة. في المقابل، حذّر الإرهابيون الإسلاميون الذين وجدوا لهم ملاذا في عين الحلوة، مرارا وتكرارا، السلطات اللبنانية من شن هجوم عسكري ضدّ مخيّم اللاجئين. في إحدى خطبه الأخيرة يوم الجمعة، أدان الشيخ أبو شريف عقل “التعامل اللبناني غير اللائق مع السكان الفلسطينيين”.

أصبحت قيادة السلطة الفلسطينية قلقة من أن يكون أنصارها السابقون الذين كانوا ينتمون إلى فتح قد انشقوا وانضمّوا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية الجهادية المختلفة. تشكّل هذه المجموعات الآن تهديدا جديّا ليس فقط على استقرار وأمن لبنان، وإنما أيضًا على السلطة الفلسطينية نفسها وعلى رئيسها أبو مازن، الذي يشعر عاجزا على ضوء التسونامي الإسلامي الذي يغمر مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

اقرأوا المزيد: 419 كلمة
عرض أقل
مقاتلو جبهة النصرة (Facebook)
مقاتلو جبهة النصرة (Facebook)

ما الذي يقف خلف فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة؟

رغم تغيير الاسم ومحاولة إنشاء صورة "نظيفة"، يبدو أن خطوة الجولاني منسّقة مع القاعدة وليست ذات قيمة حقيقية، حيث إنّ "جبهة فتح الشام" لا تزال تُعتبر تنظيما إرهابيا

07 أغسطس 2016 | 11:18

أعلن أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، في 28 تموز 2016، عن إقامة إطار جديد يدعى “جبهة فتح الشام” بدلا من تنظيم جبهة النصرة. وقد سبق إعلان الجولاني إعلان تأييد لهذه الخطوة المرتقبة من قبل زعيمَي القاعدة (أيمن الظواهري ونائبه أحمد حسن أبو الخير).
ومن خلال تحليل بيانات الجولاني وزعماء القاعدة يظهر أنّ إقامة جبهة فتح الشام قد تمت من خلال اتفاق مسبق وتنسيق مواقف بينهم. وينعكس هذا الأمر بالثناءات التي وجهها الجولاني إلى زعماء القاعدة، ودعمهم الواضح لهذه الخطوة، والتفسيرات المشابهة التي قدمها كل من الطرفين لتبرير إقامة هذا الإطار الجديد، مما يدل على تنسيق مسبق لمضمون الإعلان.

وجاء في التقييم الذي نشره “مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب” أنّ إقامة هذا الإطار الجديد يهدف إلى طمس وتشويش العلاقة بالقاعدة والانفصال عن الصورة الإرهابية التي يرمز إليها التنظيم، من أجل تعزيز هدفين أساسيين، في الساحة الدولية وفي الساحة الداخلية-السورية:

تهدف هذه الخطوة في الساحة الدولية إلى التصعيب على الولايات المتحدة ودول التحالف الغربي الانضمام إلى الهجمات الجوية الدائرة ضدّ جبهة النصرة التي تنفذها روسيا. لقد ركّزت حملة الغرب في بدايتها على داعش في حين أن روسيا هاجمت أيضًا جبهة النصرة بعد أن اعتبرتها أحد الأعداء الرئيسيين للنظام السوري. ويرتبط توقيت الإعلان، وفقا للتقديرات، بأخبار حول اتفاق يتشكّل بين روسيا والولايات المتّحدة، والذي في إطاره ستتعاون كلتاهما في الحرب ضدّ داعش وجبهة النصرة. يرى الجولاني أن من شأن هذه الخطوة الجديدة أن تنشئ صورة تعكس الانفصال عن القاعدة ليصعّب بذلك على الولايات المتحدة والغرب التعامل مع الإطار الجديد باعتباره تنظيما إرهابيا (وأيضا في الواقع، يتجنّب تنظيم جبهة النصرة القيام بعمليات ضد الولايات المتحدة والغرب أو ضدّ روسيا، بخلاف الهجمات الإرهابية التي تقوم بها داعش وأنصارها في العالم).

وفي الساحة السورية الداخلية يسعى الجولاني إلى إيجاد أرضية مشتركة قدر الإمكان مع تنظيمات الثوار ذوي الطابع الإسلامي، حتى أولئك الذين أيديولوجيّتهم ليست بالضرورة سلفية جهادية، والقتال معهم بشكل مشترك ضدّ النظام السوري. ويبدو أيضًا أنّ الخطوة الحالية قد تمت استجابة لمطالب تنظيمات الثوار الأخرى، والتي تخشى من أن تصبح هدفا للهجمات الجوية بسبب تعاطفها مع القاعدة.

منذ تأسيسه كان يميل تنظيم جبهة النصرة إلى التعاون مع تنظيمات الثوار الأخرى، بل وانضمّ إلى تحالف “جيش الفتح”، مما ميّزه بشكل واضح عن داعش، التي تفضّل إدارة معاركها لوحدها، وتتعرض إلى مواجهات مستمرة مع تنظيمات الثوار الأخرى. من شأن التعاون مع تنظيمات المعارضة الأخرى، في نظر الجولاني، أن يحسّن من قدرات الإطار الجديد في الصمود أمام المساعي الهجومية للجيش السوري بمساعدة روسيا، إيران، حزب الله، والميليشيات الشيعية المدعومة التي تدعمها إيران. تركّز هذه الهجمات اليوم على معركة حلب، ولكن لاحقا ستقع “في مرمى” النظام السوري وحلفائه محافظة إدلب، المعقل الرئيسي لجبهة النصرة.

هل معنى إقامة الإطار الجديد هو حقّا انفصال جبهة فتح الشام عن تنظيم القاعدة؟ كلا، كما يبدو. الخطوة الجديدة هي في أساسها نتيجة الضغوط الممارَسة ميدانيا على جبهة النصرة وطموح الجولاني الأساسي لتحسين قدرات بقاء تنظيمه في الحرب المستمرّة التي لا يزال يرتقبها. أيديولوجيا، وفقا لوثيقة تأسيسي التنظيم، تستمر جبهة فتح الشام في التمسّك بالأيديولوجية السلفية الجهادية التابعة للقاعدة، وتشير التقديرات إلى أنّ الإطار الجديد سيستمرّ في إقامة علاقاته مع قيادة القاعدة. وتدل ردود الفعل الرسمية الصادرة عن الولايات المتحدة وروسيا أنّهما لن ينطلي عليهما الإطار الجديد “جبهة فتح الشام”، وأنهما مستمرتان في التعامل معه باعتباره تنظيما إرهابيا.

اقرأوا المزيد: 512 كلمة
عرض أقل

الحكم‎ بالسجن 5 سنوات على عربي إسرائيلي انضم إلى جبهة النصرة

شاب عربي إسرائيلي تسلل إلى سوريا وانضمّ إلى جبهة النصرة يُحكم عليه بالسجن لمدة 60 شهرا، وهي العقوبة القصوى التي فُرضت حتى الآن بتهمة جريمة مماثلة

حكمت المحكمة في حيفا اليوم (الخميس) بعقوبة السجن لخمس سنوات على أمين صنوبر، وهو شاب عربي إسرائيلي انضمّ إلى التنظيم الإرهابي جبهة النصرة في سوريا. وهي عقوبة السجن الأقصى الصادرة حتى اليوم على تهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي. وبالإضافة إلى ذلك سيضطرّ الشاب إلى دفع غرامة مالية بقيمة نحو 10 آلاف دولار.

وكما ذكر، فقد قرر صنوبر في تموز عام 2014، على خلفية أيديولوجية إسلامية متطرفة، الخروج إلى سوريا من أجل الانضمام إلى قوات الثوار فيها، ومن بينها تنظيم جبهة النصرة، للتدرب والقتال في إطارها كعنصر عسكري ضدّ النظام السوري والموت كشهيد.

https://www.youtube.com/watch?v=Yv-J4z-HC7Y

تسلل صنوبر عن طريق تركيا إلى الأراضي السورية بشكل غير قانوني، ومن ثم وصل إلى معسكر تدريبات عامة وإلى وحدة ثوار مسلّحة تسمي نفسها “أنصار الشام”، حيث تدرّب أثناء عدة أسابيع. بعد ذلك انضمّ المتهم إلى تنظيم جبهة النصرة، وأقام في مقرّ ومعسكر وخلال أشهر عمل كعضو في التنظيم الإرهابي، ونفّذ عمليات حراسة وهو مسلّح بسلاح وبجهاز اتصال، تدرّب وحصل على زيّ عسكري.

في شهر كانون الأول قرّر صنوبر العودة إلى البلاد ومن ثم فقد حذف المحتويات والمراسلات من الحاسوب، وطلب من أسرته حذف المراسلات ودمّر جهاز الهاتف النقال وبطاقة وحدة تعريف المشترك (SIM) اللذين استخدمهما أثناء وجوده في سوريا، بهدف تجنّب الملاحقة القضائية. في كانون الثاني عام 2015، عاد المتّهم إلى البلاد من تركيا ومنذ ذلك اليوم وهو معتقل.

وقال محامي صنوبر إنه قرار غير مسبوق وأشار إلى أنّه في الماضي عندما كان يُتهم شاب بالانضمام إلى تنظيم داعش، كان يُحاكم لعامين فقط. وأوضح المحامي أيضًا أنّه منذ بداية الطريقة اعترف المتّهم بمعظم التهم وأنّه يجب مراعاة حقيقة أنّه لم يحدث ضرر حقيقي في الواقع وأنه لم يمسّ بأية طريقة كانت بأمن إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 262 كلمة
عرض أقل
بوتين يجري عددا من المكالمات مع زعماء دول المنطقة (AFP)
بوتين يجري عددا من المكالمات مع زعماء دول المنطقة (AFP)

بوتين يجري عددا من المكالمات مع زعماء دول المنطقة

الأسد، الملك سلمان، روحاني ونتنياهو أيضًا: تلقى جميع هؤلاء الزعماء إعلاما من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن وقف إطلاق النار في سوريا والذي توصلت إليه روسيا والولايات المتّحدة

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الأربعاء) عددا من المكالمات الهاتفية مع عدد من اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط للتحدث معهم حول شؤون المنطقة وتحديدا الحرب الأهلية السورية، التي تتدخّل فيها روسيا ذاتها عسكريّا.

تحدث بوتين هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأكّد الأخير أنّ دمشق ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة وروسيا. وقال مسؤولون في الكرملين إنّ كلا الزعيمين قد وافقا على أن هناك حاجة إلى استمرار القتال ضدّ داعش، “جبهة النصرة”، وتنظيمات إرهابية أخرى مشمولة في القائمة السوداء التابعة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة.

واعترف الناطق باسم بوتين أنّ موسكو هي الدولة الوحيدة في الغرب التي تجري اليوم مفاوضات مع الرئيس السوري وأنّ على الولايات المتحدة الوفاء بالتزاماتها تجاه الروس بشأن وقف إطلاق النار والتأكيد على أن تنفّذ التنظيمات السورية التي تدعمها وقف إطلاق النار.

لقاء بوتين وبشار الأسد في موسكو (AFP)
لقاء بوتين وبشار الأسد في موسكو (AFP)

وورد أيضًا عن الناطق باسم بوتين أنّ الملك السعودي تلقى بترحاب اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا والذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا. وتلقى الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم أيضًا مكالمة هاتفية من الرئيس الروسي، وفي هذه المحادثة أيضًا تم نقاش وقف إطلاق النار في سوريا. وقال مسؤولون في الكرملين إنّ بوتين وروحاني قد وافقا على العمل معا من أجل تحقيق نظام يسعى إلى حل الأزمة السورية.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو آخر زعيم تحدث معه بوتين هاتفيا.‎ ‎وقال مسؤولون في الكرملين إنّ الزعيمين قد ناقشا الوضع في الشرق الأوسط، ولكن لم يفصّل أبعد من ذلك.

بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الروسي، فلادمير بوتين (Amos Ben Gershom/GPO)
بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الروسي، فلادمير بوتين (Amos Ben Gershom/GPO)

يبدو أنّ المكالمة الأهم والتي أجراها بوتين في إطار جولة المكالمات الهاتفية هذه هي مكالمته مع الملك السعودي، الذي تقود مملكته السنية المعسكر المتشدّد من بين الدول العربية وتدعو إلى إسقاط النظام السوري.

وقال أحد القادة البارزين في المعارضة السورية، وهو خالد خوجة، عند الإعلان عن الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا إنّ الحديث يجري عن وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين وربما تكون حاجة إلى تمديدها، وإنّه إذا فشلت المهمة فإنّ الولايات المتحدة ستزيد من دعم الثوار السوريين.

ويمكن التقدير أنّ هذا الكلام يعكس أيضًا موقف الرياض، التي أعربت حتى الآن عن استعدادها للتدخل البري ضدّ داعش، وفي المقابل طرحت مجدّدا فكرة تزويد الثوار بصواريخ مضادّة للطائرات، والتي ستشكّل خطرا مباشرا على طائرات بوتين والأسد في سماء سوريا.

اقرأوا المزيد: 341 كلمة
عرض أقل
ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش
ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش

لغز: ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش في الجليل

وجد مواطن إسرائيلي ورقة نقدية من فئة الـ 100 دولار مكتوب عليها بالعربية وصورة قائد تنظيم الدولة الإسلامية، البغدادي. فتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقًا

عُثر اليوم (الثلاثاء)، في إحدى قُرى الجليل الأعلى على ورقة نقدية تُشبه الورقة النقدية الأمريكية من فئة الـ 100 دولار وعليها كتابة باللغة العربية وصورة قائد تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي. فتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقًا بالقضية وتم إرسال الأوراق النقدية إلى المختبر للفحص.

التحليل السائد في الساعات الأخيرة هو أن طيّار سوري ألقى تلك الأوراق النقدية فوق بلدات في الغوطة الشرقية. وعلى ما يبدو أن الطيار استخدم تلك الأوراق النقدية ليقول للمُقاتلين في الفصائل هناك توقفوا عن قتال الجيش السوري وتخلوا عن أسلحتكم واحصلوا على العفو.

ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش
ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش

وتظهر على الورقة النقدية صورة أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، وأبو محمد الجولاني، قائد تنظيم جبهة النصرة، اللذين يُقاتلان ضد نظام الأسد. في الجانب الآخر من الورقة النقدية مكتوب: “هذه هي نهاية المال القذر، عد إلى ربك، فخير الخاطئين التوابون”.

اقرأوا المزيد: 125 كلمة
عرض أقل
65,000 جهادي ينتظرون اليوم الذي بعد داعش
65,000 جهادي ينتظرون اليوم الذي بعد داعش

65,000 جهادي ينتظرون اليوم الذي بعد داعش

تظهر دراسة جديدة أنّه حتى لو نجح التحالف الغربي في القضاء على تنظيم داعش، فإنّ عشرات آلاف المسلّحين المتمسكين بالأيديولوجية ذاتها سيستمرون في القتال حتى سقوط الأسد

في حين أن التحالف الدولي يحارب داعش جوّا ويتمنى سقوطها، يشكّك خبراء بشؤون الجهاد بالاعتقاد أن إسقاط هذا التنظيم المتطرف سيؤدي إلى الاستقرار في سوريا. وبعد خمس سنوات من الحرب الدموية، فحص مركز دراسات الدين والجغرافيا السياسية التابع لصندوق توني بلير ووجد أنّ هؤلاء المسلحين يتمركزون في سوريا اليوم أكثر من أي مكان آخر على وجه الكرة الأرضية في جميع الأزمنة من تاريخ الإسلام.

فهناك 33% من المجموعات العاملة في سوريا تنتمي إلى السلفية الجهادية، في حين أن 27% تعرّف كـ “إسلامية”. فضلًا عن ذلك، 10% من المجموعات تعمل لأغراض دفاعية فقط، 6% تمثّل الأكراد بينما 23% من الجماعات تفتقد إلى حدود واضحة.

وسوى داعش تعمل في سوريا اليوم 15 مجموعة جهادية تحمل نفس الأيديولوجية الدينية المتطرفة تماما، وتعمل لإقامة الخلافة الإسلامية. ويعتقد معدّو التقرير أنّ تركيز السياسة الغربية على ضرب داعش هو خطأ خطير حيث إنها تخرج من الحساب الـ 15 مجموعة التي يبلغ تعدادها ما لا يقل عن 65,000 مقاتل. إذا نجح التحالف في القضاء على داعش، فلن يتوقف أولئك الآلاف من المقاتلين عن حربهم في سوريا.

بالإضافة إلى ذلك يعتقد معدّو الدراسة أنّ الادعاء المطروح في الدول الغربية والذي بحسبه “يجب السعي للتعاون مع الثوار المعتدلين في سوريا” هو ادعاء زائف يستند إلى عدم فهم الواقع. وتتعاون التنظيمات الإسلامية المتطرفة مع تنظيمات أخرى حيث يخدم الأمر مصالح قصيرة الأمد أو طويلة الأمد، لأغراض محددة. تتعلق هذه التحالفات المتجاوزة للحدود بالأهداف، ولا تسمح بالتفريق بين تنظيمات الثوار “المتطرفة” وبين تنظيمات الثوار “المعتدلة”.

وهناك فقط طموح واحد مشترك بين جميع المجموعات المسلّحة في سوريا وهو إسقاط نظام بشّار الأسد. 90% من التنظيمات التي تمت دراستها في البحث تضع إسقاط نظام الأسد كهدف رئيسي لنشاطها.

وبالتباين، فإنّ 38% من الثوار الذين تمت دراستهم في البحث فقط صرّحوا بدمقرطة سوريا كهدف رئيسي، في حين أنّ 68% صرّحوا بأنّ هدفهم الرئيسي هو تطبيق قوانين الشريعة في سوريا.

اقرأوا المزيد: 290 كلمة
عرض أقل
جندي من الحرس الثوري الإيراني (AFP)
جندي من الحرس الثوري الإيراني (AFP)

نظرة خاطفة إلى أعماق التدخّل الإيراني في سوريا

جندي إيراني من الحرس الثوري الذي يعمل في سوريا يجري مؤخرًا مقابلة، توفّر لمحة نادرة عمّا يحدث ميدانيًّا وتكشف عن تفاصيل كثيرة يحاول النظام إخفاءها

“يبلغ تعداد قوات حفظ النظام الإيراني في سوريا نحو 7,000 حتى 8,000 جندي حيث يتقاضى كل جندي 1,500 دولار شهريًّا. وتعود القوات إلى إيران مرة واحدة كل ثلاثة حتى أربعة أشهر لعطلة مدتها شهر، وتتلقّى أسرة كل شهيد منحة بقيمة 25 ألف دولار” – هذا هو جزء فقط من التفاصيل الحصرية التي صرح بها جندي من الحرس الثوري الذي لم يُكشف عن اسمه، في مقابلة أجريت معه قبل نحو شهر للصحيفة اليومية “كيهان”؛ وهي صحيفة إيرانية معارضة تصدر في لندن ومعروفة بمصداقيّتها بشكل عام. ورغم أهميتها، فلم تحظَ المقابلة بأي اهتمام في الإعلام الغربي.

تنضم هذه المقابلة إلى المعلومات الكثيرة التي نُشرت مؤخرا في الإعلام الإيراني المعارض حول العمل العسكري الإيراني في سوريا. وتجدر الإشارة إلى التذكير أنّ مصداقية وسائل الإعلام الإيرانية كثيرا ما تكون موضع شك، ولذا يجب التعامل مع هذه المعلومات بحذر. وما زال هذا التقرير، حتى لو كان جزء كبير منه غير موثوقا، ومقارنته مع مصادر خارجية تشير إلى أن هذا ما حدث، يسلّط الكثير من الضوء تحديدا على النقاط نفسها التي يطمح النظام الإيراني في إخفائها، ويكشف ما وراء الكواليس في القتال الإيراني في سوريا.

“المدافعون عن الأراضي المقدّسة”

تشييع جثمان مقاتل إيراني لقى حتفه في سوريا (AFP)
تشييع جثمان مقاتل إيراني لقى حتفه في سوريا (AFP)

يكرّر مسؤولو النظام الإيراني التأكيد أنّ طهران لا تشارك في المعارك ضدّ داعش، جبهة النصرة وسائر المتمردين السوريين. في نظرهم، فإنّ طهران ترسل فقط مستشارين وترشد القوات المقاتلة. إنّ الاستراتيجية التي تقف خلف هذه المحاولة في إخفاء مشاركة إيران في القتال هي الرغبة في تجنب المواجهة الإقليمية الشيعية – السنية. إن مواجهة كهذه، ستضع المعسكر الشيعي في موقف سيّء لكونه أقلية في العالم الإسلامي.

ومع ذلك، فالحقائق في الواقع تشير إلى غير ذلك. ففي الأشهر الأخيرة، تقود إيران معركة برية واسعة في سوريا بهدف تحرير أراضٍ مهمة سُلبت من يد نظام الأسد. بل إنّ الإعلام الإيراني يبث التقارير بشكل ثابت حول سقوط جنود إيرانيين – ضباط كبار إلى جانب قوى ثانوية – بالإضافة إلى متطوّعين، إلى جانب عناصر الميليشيات الشيعية العراقية، الأفغانية والباكستانية، المدعومة من قبل قوات قدس التابعة للحرس الثوري. تُدعى هذه المجموعة في الإعلام الإيراني “مدافعان حرم”، أي “المدافعون عن الأماكن المقدسة”. وذلك رغم أنهم يُقتلون في حلب وفي سائر نقاط القتال في سوريا، البعيدة عن قبر زينب في دمشق، والذين يُستدعون من أجل الدفاع عنه.

يبلغ تعداد قوات حفظ النظام الإيراني في سوريا نحو 7,000 حتى 8,000 جندي حيث يتقاضى كل جندي 1,500 دولار شهريًّا

هكذا يتحدث الجندي عن تفاصيل حول نقاط تجنيد المتطوعين في معسكرات الحرس الثوري:

“أعلن الحرس الثوري بأنّ لديه فقط مستشارون [في سوريا] ولكن الأمر ليس كذلك. إذا دخلتَ سرّا إلى المعسكرات الرئيسية للحرس الثوري سترى أنّ هناك لافتات مثبّتة بشكل علني لتسجيل المتطوعين من جميع صفوف التنظيمات وجميع الشرائح العمرية للانضمام إلى قوات المدافعين عن الأماكن المقدسة”.

وكما تسرّب في الإعلام الغربي، فقد أجرى قائد قوات قدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، قائد عمليات الحرس الثوري خارج إيران والمسؤول عن الكفاح من أجل إنقاذ الأسد، في تموز الماضي زيارة إلى موسكو، حيث التقى هناك بمسؤولين روس ومن بينهم بوتين وتناقشوا حول وضع المعارك في سوريا. وفقا لهذه التقارير، فقد كانت الزيارة مَعلَمًا حاسما في قرار بوتين بإطلاق قوة عسكرية إلى سوريا والمشاركة بشكل فاعل في المعارك. لقد نفت طهران بشدّة هذه الزيارة على مدى أشهر طويلة، وفي كانون الأول 2015، عندما شعرت بأنّ الأجواء الدولية تسمح بذلك على ضوء تصاعد عمليات داعش في الغرب، اعترفت بحدوثها. وقد أكّد جندي الحرس الثوري في المقابلة المبرّر الذي وقف خلف زيارة سليماني إلى موسكو، موضحا أنّ الاعتبارات العملية التي تقف خلف زيادة القوات الروسية والإيرانية في سوريا هي مساعدة الجيش السوري المنهار وغير المدرّب في حرب العصابات:

“وقد زار قاسم سليماني قبل ثلاثة حتى أربعة أشهر روسيا، والتقى هناك بمسؤولين عسكريين وبعض المسؤولين السياسيين الروس. تطمح روسيا وإيران أيضا إلى بقاء بشار الأسد في الحكم. ومع ذلك، فإنّ استمرار الحرب قد قلّص من الموارد المالية لنظام الأسد. من جهة، بسبب كمية الخسائر الكبيرة في الجيش السوري، فهو غير قادر على الاستمرار في الحرب لوحده. وهناك العديد من التقارير التي تقول إنّ الجيش السوري يعاني من استنزاف شديد لقوات حفظ النظام الخاصة به. ومن جهة أخرى، هناك مشكلة أكبر وهي أنّ قوات داعش والجيش السوري الحرّ بالإضافة إلى جبهة النصرة قد راكمت خبرة كافية ولم يُدخل أفرادها أنفسهم بعد في حروب تقليدية ومباشرة، وإنما يضربون القوات الداعمة للأسد بطريقة [حرب] العصابات. بهذا الشكل قُيّدت أيدي الأسد لأنّ مجال العمل الذي هو على دراية به هو المواجهة المباشرة وليس [حرب] العصابات”.

من بين المتطوعين، تجري قوات الحرس الثوري عملية بحث دقيقة وترسلهم إلى سوريا بعد التدريب. على المتطوعين أن يجتازوا [التدريبات لمدة] نحو 45 يوما في عدة ثكنات داخل طهران، بالإضافة إلى تدريبات حصرية في ثكنات بلبنان وسوريا

“خرج الكثير من الجنود من سوريا مع عائلتهم. وهناك مجموعة أخرى [من الجنود] أخرَج أفرادها أسرهم من سوريا وبقوا وحدهم في البلاد ليقاتلوا. وقد أدى النقص في القدرات العسكرية إلى دعم روسيا للأسد جوّا وبواسطة طائرات حربية وصواريخ بعيدة المدى، وعزّزت إيران قواتها البرية لتعويض جيش بشار الأسد. ومن أجل ذلك، بالإضافة إلى الضباط الكبار، فقد أُرسِلت [من إيران] إلى سوريا أيضًا قوات متوسطة المستوى وضباط صغار. تبقى تلك القوات المُرسَلة في سوريا لنحو ثلاثة حتى أربعة أشهر وتحصل على عطلة [في إيران] مدتها ما يقارب الشهر”.

منظومة تجنيد مشحّمة

الجنرال قاسم سليماني المسؤول الكبير في قوات حرس الثورة الاسلامية (AFP)
الجنرال قاسم سليماني المسؤول الكبير في قوات حرس الثورة الاسلامية (AFP)

في أعقاب الخسائر التي تلقتها إيران في المعارك بسوريا، شكّك باحثون غربيون بخصوص قدرة القوات الإيرانية العسكرية في سوريا. وقد صرح جندي الحرس الثوري في المقابلة عن تفاصيل جديدة حول طريقة التجنيد والتدريب للمتطوعين، والتي تشمل أيضا تدريبات في سوريا ولبنان، بطبيعة الحال بالتعاون مع حزب الله:

“في بعض الاحتفالات والمؤتمرات الدينية تُوزّع منشورات تدعو إلى التسجيل للدفاع عن الأماكن المقدسة. وفي بعض المساجد يستقبلون المتطوعين. إنه مجرد أمر رمزي. ومن بين المتطوعين، تجري قوات الحرس الثوري عملية بحث دقيقة وترسلهم إلى سوريا بعد التدريب. على المتطوعين أن يجتازوا [التدريبات لمدة] نحو 45 يوما في عدة ثكنات داخل طهران كثكنة أمين المؤمنين، بالإضافة إلى تدريبات حصرية في ثكنات بلبنان وسوريا. يكون بعض الدروس نظريا، مثل تعليم اللغة العربية والتعرّف على جغرافية سوريا ومناطق الصراع. توافق القيادة العامة للحرس الثوري، والتي تنسّق مع مكتب القائد [خامنئي] على تسجيل جميع الأشخاص المرسَلين، بل والمتطوعين. وقد ذهب العديد من الأشخاص إلى سوريا أيضا دون أن يخدموا [مطلقا] في الحرس الثوري وهم يقاتلون هناك”.

رغم النفي الإيراني حول المشاركة الفاعلة في المعارك بسوريا، ففي مواقع هامشية في الإعلام الإيراني تنتشر أخبار يُدعى فيها الشعب إلى التسجيل لصالح الانضمام إلى “المدافعين عن الأماكن المقدسة” (انظروا إلى الصورة على اليسار). في الاستمارات، يُطلب من الراغبين في الانضمام ملء المعلومات الشخصية وإبقاء سبل التواصل من أجل مشاركتهم في المعارك بسوريا.

مدافعان حرم
مدافعان حرم

وأضاف جندي الحرس الثوري موضحا في المقابلة أنّه فقط جزء من المتطوعين الراغبين في الانضمام إلى القتال في سوريا يتم قبولهم ويجتازون عملية التدريب السرية، حيث يأتي معظمهم من قوات الباسيج (وهي ميليشيا شبه عسكرية). وإلى جانبهم، هناك متطوعون آخرون تم رفضهم ولكن رغم ذلك يأتون إلى مراكز القتال ويُقاتلون دون إعلام أسرهم بشيء عن مصيرهم:

إذن، في الواقع فقط قوات حصرية يتم إرسالها إلى سوريا؟

“نعم. الأشخاص الذين يتم إرسالهم من قبل الحرس الثوري، رغم أنهم يعملون هناك [أي في سوريا] باسم سرّي، فإنّ ملفهم الكامل [الذي يشمل] اسمهم، معلومات تاريخ إرسالهم، بالإضافة إلى الراتب ونوع المهمة يكون في إيران”.

من هم هؤلاء الأشخاص؟ من أي أطر يأتون؟

“إنهم أعضاء الباسيج، الذين يؤمنون أنّ عليهم أن يخدموا جيش الإسلام هناك. يتوجه الكثيرون منهم من أجل التسجيل وكي يتم إرسالهم طوعا، ولكن ليس لدينا تجنيد عام. [فقط] قسم يتم قبوله وكان هناك أيضًا من قدِم [إلى سوريا] عن طريق تركيا ولبنان. بطبيعة الحال فإنّ الانضمام بهذه الطريقة إلى القوات التي تحارب داعش والنصرة صعب جدّا، ولا يتم قبول بعضهم ولذلك يضطرون إلى العودة [إلى إيران]”.

هل هؤلاء الذين يتطوّعون بشكل حرّ للقتال في سوريا يحصلون على أجور من مصدر ما؟

“لا، فإن الحرس الثوري يدفع فقط أجور المدافعين عن الأماكن المقدسة. وتذهب البقية إلى هناك على أساس إيمانها فقط. يُقتل الكثير منهم ولا تعرف أسرهم شيئا عن مصيرهم…”.

معركة باهظة الثمن

شركة الطيران الإيرانية ماهان إير (AFP)
شركة الطيران الإيرانية ماهان إير (AFP)

في الأيام التي يتساءل فيها الكثيرون إلى أين سيُوجّه النظام الإيراني الأموال والأرباح التي سيحصل عليها نتيجة صفقة النووي وإزالة العقوبات، من المُستحسن الإصغاء إلى أقوال الجندي الإيراني حول النفقات المالية التي يدفعها النظام الإيراني الإسلامي لصالح مشاركته المباشرة في المعارك بسوريا. بالإضافة إلى ذلك، يبلغ تعداد القوة الإيرانية في سوريا حتى ثمانية آلاف جندي، أي أربعة أضعاف التقديرات من قبل دوائر أمنية كبيرة في الغرب والتي تُقدّر أن عدد تلك القوات هو ألفي جندي على الأكثر. وفي هذا الشأن يُوضح الجندي:

“يبلغ الأجر الشهري [للمقاتل الإيراني في سوريا] 1,500 دولار في الشهر، وتُقدّم المزايا بحسب الحالة…”. لقد كلّف الوجود الإيراني في سوريا ثمنا باهظا. في المتوسط، فإنّ نحو 7 إلى 8 آلاف من القوات الإيرانية تشارك في الحرب بسوريا، حيث يحصل كل واحد من القوات، على الأقل، على أجر شهري يصل نحو 5-6 ملايين تومان (نحو 1,700 دولار). أضف إلى هذه القائمة المساعدات الطبية، المساعدات الغذائية، الدعم اللوجستي، المساعدة في النقل ونفقات أخرى كثيرة. كل واحد من قوات “المدافعين عن الأماكن المقدسة” والذي يُخاطر بنفسه يحصل على ما يقارب 45 إلى 90 مليون تومان، (نحو 25 ألف دولار). بالإضافة إلى ذلك تُقدّم قوات قدس أموالا لكتيبة الفاطميين – الأفغان والباكستانيين. يكلفنا نقل الجثث والجرحى أيضا نفقات مالية والتي تفرضها علينا الحرب في سوريا… أصبح إرسال القوات إلى سوريا موضع التندّر في أوساط الأصدقاء في الحرس الثوري وهكذا اعتيد على القول مازحين لكل من يعاني من نقص مالي ويشكو من أجره: “مع الاحترام، إلى الأماكن المقدسة” [أي اذهب إلى سوريا ودافع عن الأماكن المقدسة]”.

وإلى جانب المكافآت المالية، تبذل القيادة الإيرانية جهودا دعائية كبيرة من أجل تنمية القوات الإيرانية وتشجيع إرسالها إلى سوريا وزيادة الدافعية في أوساط القوات الإيرانية المقاتلة. في هذا الإطار، صرّح مسؤولون في النظام أنّ الاستشهاد في الدفاع عن الأماكن المقدسة في سوريا والعراق يمنح المتوفى مكانة أعلى أيضا من المكانة التي حظي بها شهداء الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988). لذلك، عندما سُئل إذا ما كان الدافع وراء انضمام المتطوعين إلى المعارك في سوريا أيديولوجيا أم اقتصاديا، قال الجندي إنّ الكثيرين يقومون بذلك بدافع إيمانهم وليس لدوافع مالية:

تشييع جثمان مقاتل إيراني لقى حتفه في سوريا (AFP)
تشييع جثمان مقاتل إيراني لقى حتفه في سوريا (AFP)

“من الصعب أن نقدّر ما الذي يدفع الناس إلى الدفاع عن الأماكن المقدسة. شخصيًّا، أعتقد أنّهم ينضمّون إلى الحرب لأسباب مالية، ولكن ربما يكون ذلك مؤثرا بدرجة ما. في الواقع فإنّ هؤلاء الذين يشاركون في [الحرب] يفعلون ذلك بدافع الإيمان…”.

كان أحد الموضوعات الأخرى التي طُرحت في النقاش خلال المقابلة هو طرق نقل قوات الحرس الثوري من إيران إلى سوريا. لقد أثير مؤخرا نقاش في الولايات المتحدة حول شركة الطيران الإيرانية “ماهان إير”، ولماذا لا تعمل الإدارة الأمريكية ضدّها. الشركة مشمولة في القائمة السوداء من العقوبات الأمريكية منذ العام 2013، رغم أنها تنقل قوات الحرس الثوري من إيران إلى سوريا. وفي المقابل تسمح شركات آسيوية وأوروبية لهذه الشركة بالعمل كالمعتاد، رغم أنها في الواقع تعمل في خدمة الحرس الثوري كشركة طيران عسكرية بكل معنى الكلمة. وهكذا تم التوضيح في المقابلة:

أين يجري داخل إيران التسجيل للإرسال [إلى سوريا]؟

“إمّا عن طريق الحرس الثوري، حيث تكون عملية التجنيد هناك غير علنية، وإما أن يخرجوا إلى النجف وإلى سوريا بشكل حرّ. أولئك الذين يخرجون مباشرة [إلى سوريا] يجب أن يكون بحوزتهم جواز سفر وتأشيرة دخول إلى سوريا، وعددهم قليل لأنّ عدد المعارك كبير إلى درجة أنّ الرحلات الجوية إلى سوريا قد تقلص”.

كيف يتم نقل الوسائل القتالية؟

يبلغ الأجر الشهري [للمقاتل الإيراني في سوريا] 1,500 دولار في الشهر

“لا يتم نقل وسائل قتاليّة كثيرة من إيران إلى سوريا. ويتم نقل الأسلحة شبه الثقيلة والثقيلة بواسطة طائرات. فلا شيء تقريبا يُرسل برّا. يتم بعض عمليات النقل بواسطة السفن عن طريق الخليج العربي، والبقية عن طريق الرحلات الجوية”.

هل هي رحلات جوية عسكريّة؟

“كلا، معظم ما يتم إرساله يتم عن طريق مطار الإمام الخميني، طائرات تابعة لشركة الطيران ماهان [إير]”.

ولكن ماهان إير هي شركة خاصة، أليس كذلك؟

“نعم، ولكن بالنسبة لهم هذا لا يهمّ. إذا كانت رحلة جوية عادية إلى سوريا والتي تشمل مسافرين [مدنيين] فلا يُرسل من خلالها عتاد عسكري ولكن أحيانا يقوم الحرس الثوري برحلات جوية مستأجرة”.

ألا يوجد بديل وفق التعبير الفرنسي لـ “جزمات على الأرض”؟

على ما يبدو، فقد كان يفترض أن يوفّر الغطاء الجوي الروسي والمشاركة الإيرانية في المعارك للجيش السوري ولحزب الله تفوّقا على أعدائهم في نقاط المواجهة، والتسبب بالتحرير السريع للأراضي التي سُلبت من نظام الأسد. ولكن الجندي الإيراني أشار في المقابلة إلى نقص في القوات البرية، وعدم قدرة قوات حفظ النظام الحالية على التعامل مع كثرة المهام، التطورات التي تجرّ بحسب زعمه إلى استمرار المعارك وتأخير تحرير الأراضي المحتلة. بحسب كلامه، عندما يتم تحرير مناطق من أيدي داعش وجبهة النصرة، تُحتل من جديد من قبلهما بسبب النقص في قوة برّية سورية أو موالية لسوريا كي تسيطر على الأرض:

“صحيح أن روسيا توفر دعما جوّيا فعالا ولكن المهام المتقدّمة وتحرير الأراضي يجب أن تتم عن طريق قوات برية… بعض قوات الأسد منتشرة داخل المدن ومسؤولة عن حماية المراكز الإدارية، الأجهزة ومعسكرات الجيش، وبعضها مسؤول عن حماية المنشآت الحساسة كالمطارات، معامل التكرير، محطات الكهرباء والسدود. من جهة أخرى، من أجل تحقيق تقدّم وتحرير الأراضي يجب أن يكون هناك ما يكفي من القوات البرية ولكنها مشغولة في عدة جبهات. لهذا السبب فإنّ تحرير الأراضي يحدث ببطء. إنّ تركّز القوات في عدّة محاور يؤدي إلى استمرار المعارك، وإلى احتلال الأراضي مجدّدا من قبل داعش أو جبهة النصرة”.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدا

اقرأوا المزيد: 2064 كلمة
عرض أقل
أبو أحمد الشيواوا (تويتر)
أبو أحمد الشيواوا (تويتر)

أقصر جهادي على الإطلاق – أبو أحمد الشيواوا

هو، تقريبًا، بطول بندقية الكلاشينكوف التي يحملها وليس معروفًا بالفعل إلى أية درجة يصل مدى تهديده. تعرفوا إلى أقصر جهادي في جبهة النصرة وربما في العالم

كشفت صورًا تم عرضها على الإنترنت أقصر جهادي على الإطلاق في تنظيم جبهة النصرة. يصل طوله نحو 90 سنتيمترًا فقط. لا يؤثر ذلك الأمر على حمله لبندقية كلاشينكوف طولها تقريبًا مثل طوله ولا على قتاله في سوريا ضد نظام بشار الأسد. وحظي في وسائل التواصل الاجتماعي على لقب “أبو أحمد الشيواوا”.

يظهر المُجاهد القصير، في واحدة من الصور التي تم رفعها على الشبكة، ماسكا بسلاحه ومرتديا الزي وواضعا نظارة شمسية. ويظهر في صورة أُخرى وهو يُمسك بندقيته الطويلة مُستعدًا للقتال.

https://twitter.com/leithfadel/status/648363917069168640?lang=he

تم رفع الصور، لأول مرة، على تويتر من قبل شخص يُدعى ليث أبو فاضل، الذي تحدث في لقاء له مع صحيفة “الديلي ميل” البريطانية وقال إن تلك الصور ليست له وأنه أخذ الصور من صديق له قام بمُشاركتها. وأضاف في اللقاء ذاته أنه حاول البحث عن تفاصيل أُخرى عن ذلك الجهادي القصير إنما لم يفلح بذلك: “حاولتُ إيجاد تفاصيل أكثر عنه ولكن المعلومات كانت محدودة. كُل ما نعرفه عنه هو أنه عضو في ذراع حركة القاعدة في سوريا، جبهة النصرة”.

نُشرت في عام 2011، مقاطع فيديو ظهر فيها قزم يُحارب في صفوف طالبان:

https://www.youtube.com/watch?v=FlPUOvWVQLQ

اقرأوا المزيد: 170 كلمة
عرض أقل