في جامعات إسرائيل يتعلمون اللغة العربية. في كل واحدة من الجامعات الكبرى في البلاد – جامعة تل أبيب، جامعة حيفا، الجامعة العبرية في القدس، وجامعة بار إيلان هناك أقسام لتعليم اللغة العربية والأدب العربي. يدرس الطلاب اليهود قواعد اللغة العربية والنحو بتعمق، يدرسون تاريخها، يُترجمون ويتعلمون دروس القرآن. ولكن هل هناك أقسام متشددة كهذه في الجامعات العربية أيضًا؟ أقسام تتطرق إلى أعماق اللغة العبريّة وتبحث فيها؟ أقسام يقرأ فيها الطلاب العرب قصائد عبرية ويتعلمون عن تاريخ هذه اللغة؟
لماذا يتعلمون العبرية في الجامعات العربية؟ الإجابة مماثلة للسؤال الذي يُطرح في الجانب الإسرائيلي: لماذا يتعلمون العربية في الجامعات الإسرائيلية؟ الإجابة هي أنه لا يمكن تجاهل خارطة الشرق الأوسط. وتجاهل أن إسرائيل تقع بين دول عربيّة. إن تعلم اللغة هو تعلّم الثقافة الأخرى والاقتراب منها وفهم ما يحدث في الجانب الآخر.
كل من يدعي من الجانب العربي أنّه ليس هناك ما يدعو إلى تعلم اللغة العبرية وأنّها لغة “العدو الصهيوني” يقول نفس الكلام الذي يقوله يهودي يعارض تعليم العربية – ولا يهم في أي جهة من الخارطة السياسية أنت تتواجد.
إذا كنت تؤيد السلام، التقارب وفهم الإسرائيليين – فبالتأكيد فإنّ اللغة العبرية هي طريق البداية. إنها تفتح الأبواب أمام الصحفيين المحليين، وسائل الإعلام باللغة العبرية. كما وتساعد على فهم عمّ يتحدث الإسرائيليون حقّا وليس وفق ما يُقال إنهم يتحدثون عنه في الشبكات العربية، وبالتأكيد ستضح لك أمور لم تكن تفهمها من دون معرفة اللغة. إذا كنت معارضا لدولة إسرائيل وتتعامل معها كعدو – حتى حينذاك، يمكن للغة العبرية أن تساعدك فقط. تشكل اللغة معرفة وبالتالي تشكل المعرفة قوة. إنها تمكّنك من معرفة المزيد حول من تعتبره جهة خطرة.
لقد أدرك الكثيرون في العالم العربي هذا الأمر فعلا واختاروا دراسة العبرية والفيس بوك أيضًا مليء بصفحات أقسام تعليم اللغة العبرية في الجامعات في أنحاء العالم العربي.
إحدى هذه الصفحات هي صفحة “برنامج اللغة العبرية-كلية اللغات و الترجمة-جامعة الملك سعود”. هناك 7,625 عضوا في الصفحة. يتعلم بعضهم كما يبدو حقّا ضمن برنامج العبرية في جامعة الملك سعود في الرياض، وآخرون كما يبدو مجرّد أشخاص مهتمّين باللغة. تنشر الصفحة عبارات مختلفة وتطلب من الأعضاء ترجمتها إلى العبرية. بالإضافة إلى ذلك، تُنشر في الصفحة نصائح لمتعلمي اللغة العبرية المبتدئين مثل “كيف نطلب وكيف نسأل باللغة العبرية”؟ و”كيف ننهي محادثة بالعبريّة”؟ وبالمناسبة، فهي نصائح يمكنها أن تساعد كثيرا متعلمي اللغة العربية المبتدئين أيضًا.
وهناك مجموعة فيس بوك أخرى هي مجموعة قسم دراسات اللغة العبرية في جامعة بغداد. وتحظر الصفحة دخول الأشخاص الخارجيين ومن أجل مشاهدة محتوياتها يجب تقديم طلب عضوية إلى إدارة الصفحة. في السنوات الأخيرة، أصبحت الدراسة في الجامعة متأثرة بطبيعة الحال من المعارك الجارية في البلاد. وهناك مجموعة أخرى تهتم باللغة العبرية وهي تابعة لجامعة اليرموك في الأردن.
إنّ بحثا بسيطا في الفيس بوك عن الكلمات “اللغة العبرية” سيقودكم إلى صفحات مختلفة تهدف إلى تعليم العرب من مختلف البلدان اللغة العبريّة. تُنشر أسماء مدارس لتعليم الترجمة، معاهد متخصصة بالعبرية وكذلك إعلانات عن دورات في الصحافة العبرية في تلك الصفحات، ومن المثير جدا أن نكتشف كم من الناس في العالم العربي يهتمون ويبذلون جهدا من أجل فهم اللغة ومعرفة الترجمة بالشكل الأفضل.