جامعة بار إيلان

طلاب في جامعة إسرائيلية (Miriam Alster/FLASh90)
طلاب في جامعة إسرائيلية (Miriam Alster/FLASh90)

“نستنكر تصرف المحاضر الذي طرد طالبة محجبة من الصف”

قرار محاضر إسرائيلي طرد طالبة جامعية من الصف بعد أن رفضت خلع حجابها، تعرض مستقبله المهني للخطر في إعقاب استنكار الجامعة لتصرفه واستدعائه للجنة استماع

استُدعى محاضر في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان الإسرائيلية إلى لجنة استماع في الجامعة، بعد أن طلب من طالبة جامعية عربية في الصف أن تخلع حجابها، ولكنها لم تستجب لطلبه فطردها. قدّمت الطالبة شكوى لدى الجهات المسؤولة في الجامعة، لهذا دفع المحاضر ثمنا باهظا مقابل تصرفاته الشاذة.

أهان عميد الجامعة والهيئات المسؤولة فيها المحاضر جدا بعد الشكوى التي قدمتها الطالبة. أرسل المحاضر إلى الطالبة رسالة بريد إلكتروني معبرا فيها عن اعتذاره وموضحا أنه ينوي أن يعتذر منها في الحصة القادمة أمام كل الطلاب في الصف. كما واستُدعى المحاضر إلى لجنة التأديب في الجامعة. وفق جهات مقرّبة من الطالبة، فقد قبلت الاعتذار.

شجب زملاء المحاضر في قسم دراسات الشرق الأوسط أعمال المحاضر في رسالة علنية، كتبوا فيها أن هذه التصرفات تشكل “مسا بالمؤسسة الأكاديمية وقيمها”. أصدرت الجامعة بيانا رسميًّا لاذعا ضد أعمال المحاضر موضحة: “أن أعمال المحاضر الغريبة والمرفوضة تعارض قيم الجامعة كليا. اعترف المحاضر بالخطأ الذي ارتكبه معتذرا من الطالبة. واعتذرت إدارة الجامعة أيضا من الطالبة وأهانت المحاضر جدا”.

لم تكتفِ هيئة مكافحة العنصرية في إسرائيل بشجب أعمال المحاضر فطلبت إبعاده من الجامعة فورا. “نطالب إدارة جامعة بار إيلان بإقصاء المحاضر الذي سمح لنفسه بمس حقوق الطالبة الأساسية من الجامعة”، قالت الهيئة.

اقرأوا المزيد: 192 كلمة
عرض أقل
دراسة اللغة العربية في مدرسة إسرائيلية (Nati Shohat/Flash90)
دراسة اللغة العربية في مدرسة إسرائيلية (Nati Shohat/Flash90)

جامعة إسرائيلية تعلم اللهجة المصرية

الطلب الهائل في إسرائيل على تعلم اللغة العربية العامية يتجاوز حدود اللهجة الفلسطينية ويصل إلى اللهجة المصرية، لذا تقترح دورة جديدة على المعنيين بمعرفة لهجة "أم الدنيا"

أصبح الطلب على تعلم اللغة العربية المحكية كبيرا في السنوات الماضية، وما زال أخذ بالازدياد، لذا ستُفتح في جامعة بار إيلان دورة لتعليم اللهجة المحكية في مصر، الدولة الجارة الواقعة في جنوب إسرائيل بشكل خاص وليس تعليم اللهجة الفلسطينية.

في السنتَين الماضيتَين، أجرت مدرسة “حكمة” للغات في جامعة بار إيلان أكثر من 24 دورة لتعليم اللغة العربية المحكية والعربية الفصحى للمبتدئين والمتقدمين لغير الناطقين بها. تُجرى دورة تعليم اللهجة المصرية المحكية مرة في السنة، ووفق أقوال روني بيالر، مدير مدرسة “حكمة” جاء قرار فتح دورة تعليم لهجة عربية غير محكية في إسرائيل تقريبًا استنادا إلى أن “مصر هي الدولة العربية الجارة الكبيرة، واللهجة المصرية هي الأكثر انتشارا في المنطقة”.

في الحقيقة، يعرف الكثيرون اللهجة المصرية بفضل أفلام السينما المصرية الناجحة، لذلك سيشاهد الإسرائيليون الذين سينضمون إلى الدورة مقاطع فيديو لعادل إمام، سيتعلمون مسرحيات مصرية معروفة، وسيستمعون إلى الموسيقى التقليدية، مثل أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.

قال معلم في الدورة، هشام فريد، أصله من الإسكندرية في مصر، في مقابلة معه لقناة “ريشت بت” الإسرائيلية أن انطباعه من لقاءاته مع الإسرائيليين أنهم يحبون الحضارة المصرية جدا ويحترمونها، و “لذلك لا تعتبر اللهجة المصرية غريبة على الإسرائيليين”. وفق أقواله، هناك جزء كبير من الطلاب الجامعيين في الدورة من أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين اليهود من مصر المعنيين بتعلم اللغة التي تحدث بها أفراد عائلاتهم وبفهمها.

اقرأوا المزيد: 211 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور (Flash90)
الأسبوع في 5 صور (Flash90)

الأسبوع في 5 صور

شاهدوا القصص الأبرز للأسبوع الجاري في 5 صور معبرة، منها الحزين ومنها المضحك ومنها ما يبعث إلى التفاؤل مثل قصة لاعب كرة القدم الجزائري، رياض محرز

06 مايو 2016 | 09:53

حمل الأسبوع الجاري مشاهد قاسية من حلب، ذكرت الجميع أن الحرب الأهلية في سوريا لا تتجه إلى حل أو هدنة راسخة، وإلى جانب ذلك كانت قصص مفعمة بالتفاؤل مثل قصة لاعب كرة القدم الجزائري، رياض محرز، وفوزه باللقب الأسمى في الدوري الإنجليزي. تابعوا أهم قصص هذا الأسبوع:

#حلب_تحترق في كل مكان

مشاهد الموت والفزع والجثث المنتشلة من تحت الركام من مدينة حلب، جرَاء الهجوم العنيف الذي نفذه النظام السوري ضد أحياء عديدة من المدينة، أثبتت للعالم حقيقة الادعاء بأن سوريا هي مأساة القرن. فلا الدول العظمى، ولا الفصائل المتحاربة على الأرض، قادرة على وقف سفك الدماء حتى الآن. وقد تم تداول الوضع الإنساني في حلب بغزارة على مواقع التواصل الاجتماعية في كل مكان، وتصدر هاشتاغ #حلب_تحترق، معظم الأسبوع، قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا في إسرائيل وفلسطين. أقرأوا المزيد عن هذا الهشتاغ على الرابط:

#حلب تحترق (Twitter)
#حلب تحترق (Twitter)

رياض محرز محبوب الجماهير

احتفل النجم الجزائري هذا الأسبوع بإنجازين عظيمين، فعلى المستوى الشخصي، انتخب كأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، وعلى المستوى الجماعي حاز مع فريقه “ليستر سيتي” بلقب بطل البريميرليغ. لا يصدق، لكنها حقيقة. وتمثل قصة محزر المثيرة قصة فريقه الذي فاجأ العالم بإنجازه، فمن لاعب مغمور، وصل القمة. وكذلك فريقه، من فريق كانت حظوظ بقائه في البريميرليغ ضئيلة، استطاع أن ينال اللقب الأعظم في نهاية المطاف. حظي محرز على إعجاب كبير أيضا في إسرائيل، بأخلاقه وأسلوبه وقصته. وقدّم موقعنا 5 أسباب جعلت الإسرائيليين يحبون محرز، اقرأوا على الرابط:

رياض محرز (Wikipedia)
رياض محرز (Wikipedia)

ذكرى الهولوكوست في إسرائيل

أحيت إسرائيل في منتصف الأسبوع يوم “الهولوكوست” (يسمى في إسرائيل شوآه)، وهو يوم تتذكر إسرائيل ومواطنوها، سنويا، ضحايا جرائم الحكم النازي في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية. وركّز موقع “المصدر” في تغطيته الخاصة بالمناسبة على ظاهرة معاداة السامية التي ما زالت ترفع رأسها بين حين وحين في أوروبا. فهل هي تزداد أم تقل؟ تابعوا القصة على الرابط:

متحف ياد فاشيم للهولوكوست (Miriam Alster, Flash90)
متحف ياد فاشيم للهولوكوست (Miriam Alster, Flash90)

حرب طاحنة في البرلمان التركي

شهد البرلمان التركي هذه الأسبوع شجارا غير مسبوق من ناحية مستوى العنف والمشاركة الأعضاء فيه، حيث تحول بيت الشعب في الدولة التي يعرف سكانها بأنهم ذوو “مزاج حاد”، إلى حلبة مصارعة أذهلت العالم. في الحقيقة، لم يكن البرلمان التركي استثناءً في أن قتال نشب في برلمان، لكنه كان استثناء من ناحية مستوى العنف فيه. شاهدوا واحكموا:

مرة احتشام ومرة بكيني

أثار تصرفان متناقضان لجامعتين معروفتين في إسرائيل، كل واحدة ذات توجه مختلف، غضب الطالبات الجامعيات، وبدا أن الطالبات يطالبن بعدم فرض الاحتشام عليهن وفق الشريعة الدينية، من جهة، ولا يقبلن، من جهة ثانية، أن تلجأ الجامعات إلى التسويق الرخيص، وعرضهن بالبكيني من أجل استقطاب الطلاب إلى الجامعات. تابعوا التفاصيل الكاملة لهذه المقالة على الرابط:

طالبات كلية "المركز متعدد المجالات" يرتدن البكيني (لقطة شاشة)
طالبات كلية “المركز متعدد المجالات” يرتدن البكيني (لقطة شاشة)
اقرأوا المزيد: 392 كلمة
عرض أقل
الطالبات الحاملات، صورة توضيحية (Yossi Zamir/Flash 90)
الطالبات الحاملات، صورة توضيحية (Yossi Zamir/Flash 90)

الطالبات الحاملات في إسرائيل يُطالبنّ بتسهيلات

مجموعة طالبات جامعيات إسرائيليات يتوجهنّ إلى إدارة الجامعة التي يتعلمنّ فيها ويطلبنّ تحديد موعد امتحانات خاص بهنّ لأن موعد إنجابهنّ وموعد امتحانات الجامعة يصادفان معا

مُبادرة جديدة في إسرائيل – مجموعة من الطالبات الحاملات، اللواتي يتعلمنّ في جامعة بار إيلان، قدّمن مؤخرًا إلى إدارة الجامعة طلب تخصيص موعد خاص بامتحاناتهنّ، لأنه في الموعد الذي يُفترض أن يلدنّ فيه تُصادف فترة الامتحانات ولا يُمكنهنّ تقديم الامتحانات.

وحاليًا، وفق الإجراءات المُتبعة، يُمكنهنّ أن يتقدمن للامتحانات في الموعد “ب” الذي يُجرى بعد عدة أسابيع من الموعد “أ” وأن يحصلن على تصريح لتقديم الامتحان ثانيةً، ولكن موعد الامتحانات الخاص سيكون فقط في العام الدراسي التالي.

قالت إحدى الطالبات لصحيفة “إسرائيل اليوم”: “يجب أن يكون هناك قانون موحد لكل الطالبات اللواتي سيُصبحنّ أُمهات في كل المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، كما فعلوا ذلك من أجل جنود الاحتياط، الذين يُخصصون لهم مواعيد امتحانات خاصة”.

وتُمنح اليوم في إسرائيل تسهيلات للطالبات الحوامل وبعد الولادة، ضمن هذه التسهيلات، يُمكن لأولئك الطالبات التغيّب عن بعض المُحاضرات، الخروج من الصف خلال الامتحانات وفق الحاجة، وحتى أنه تُعطى إجازة للوالدات حيث يُمكنهن القدوم إلى الجامعة لبضعة أسابيع، بالتنسيق مع المُحاضرين.
والجامعات الإسرائيليات أيضًا مُجهزة بما يتلاءم وظروف الوالدات الجديدات. فتوجد فيها زوايا إرضاع حديثة ومُجهّزة. ويمكن إدخال الأطفال الرُضع إلى مُعظم المُحاضرات في الجامعات. وفيما يتعلق بموضوع الامتحانات هناك مُشكلة لأنه من أجل عدد قليل من الوالدات لا يُمكن كتابة امتحان جديد لهنّ لذا يكون عليهنّ إما إجراء الامتحان في الموعد “ب” أو الانتظار حتى العام التالي وتقديم امتحان الدورة في فترة الامتحانات من السنة الجديدة. هذا الأمر يؤخر مسألة التخرج ويُثقل على الطالبات التعليم في العام التالي للحمل.

اقرأوا المزيد: 227 كلمة
عرض أقل
نتنياهو وعباس يجتمعان في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي أوباما (White House Flickr)
نتنياهو وعباس يجتمعان في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي أوباما (White House Flickr)

إدارة أوباما تتوقع من الحكومة الجديدة في إسرائيل أن تعترف بحل الدولتين

ردًا على تراجع نتنياهو عن تصريحاته السابقة بأنه سيعترف بدولة فلسطينية، منزوعة السلاح، إلى جانب إسرائيل، إدارة أوباما تتوقع من الحكومة الجديدة أن تعترف بالدولة الفلسطينية

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكي، البارحة (الإثنين) إن إدارة الولايات المتحدة الأمريكية تنتظر من الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات أن تلتزم بحل الدولتين. قالت ساكي هذا خلال قراءتها البيان الموجز اليومي للصحفيين ردًا على التراجع الذي صرّح به رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بخصوص خطاب بار إيلان (2009) وتصريحه بأنه “لن تكون هناك تنازلات ولا انسحاب” في ظل الواقع الراهن في الشرق الأوسط.

وقالت ساكي “التزامنا بحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني لا زال قائما”. “نحن على ثقة بأنه سيكون لدينا شُركاء إسرائيليين وفلسطينيين مُلتزمين بذلك أيضًا. أشياء كثيرة تُقال خلال الحملات الانتخابية. سنرى ماذا سيحدث في الانتخابات وماذا ستكون سياسة الحكومة الجديدة، ولكننا نُريد شُركاء يريدون المضي قُدمًا بذلك، فيما يخص حل الدولتين”.

نشر مقر انتخابات الليكود، البارحة، بيانًا جاء فيه أن نتنياهو مُقتنع بأن خطاب بار إيلان منذ حزيران عام 2009، الذي صّرح فيه عن استعداده للموافقة على إقامة “دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية”، لم يعد يتناسب والواقع الراهن في الشرق الأوسط حاليًا.

نشر ديوان رئيس الحكومة، بعد ذلك البيان ببضع ساعات، بيانًا ينفي ذلك وفيه أن “نتنياهو لم يقل أن خطاب بار إيلان مُلغى”. رغم ذلك، جاء في بيان ديوان رئيس الحكومة بأنه: “يوّضح نتنياهو منذ سنوات بأنه في ظل الظروف الحالية في الشرق الأوسط أي منطقة سيتم تسليمها – ستتم السيطرة عليها من قبل الجماعات الإسلامية المُتطرفة، كما حدث في غزة وفي جنوب لبنان، وتحديدًا بما أن السلطة مُتحالفة مع منظمة حماس الإرهابية”.

اقرأوا المزيد: 231 كلمة
عرض أقل
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو (Yonatan Sindel/Flash90)
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو (Yonatan Sindel/Flash90)

نتنياهو يسحب تأييده لقيام دولة فلسطينية

ست سنوات بعد أن عبّر رئيس الحكومة الإسرائيلي عن موافقته "لدولة فلسطينية منزوعة السلاح"، يقول: "لن تكون هناك انسحابات، لن تكون هناك أية تنازلات". ديوانه يُصحح تصريحاته: ما زالت الموافقة سارية المفعول

قال نتنياهو البارحة، بعد مرور ست سنوات من الخطاب الذي ألقاه في جامعة “بار إيلان” والذي عبّر خلاله رئيس الحكومة عن موافقته على إقامة “دولة فلسطينية منزوعة السلاح” مقابل الوفاء بالشروط الإسرائيلية وقبل أسبوع من الانتخابات في إسرائيل، إنه لن يكون هناك أي انسحاب آخر من المناطق المُحتلة التي تُسيطر عليها إسرائيل.

نشر مديرو حملة الليكود الانتخابية، التي يترأسها نتنياهو، تصريحًا مفاده أن نتنياهو يعتقد بأن “خطاب بار إيلان لم يعد نافذًا على ضوء الواقع الحالي الذي يشهده الشرق الأوسط”.

ونشر ديوان رئيس الحكومة، بعد ذلك بقليل، تصريحًا قالوا فيه إن رئيس الحكومة لم يتراجع عما قاله حينها، ولكنهم أضافوا: “يوضح نتنياهو منذ سنوات بأنه في ظل الظروف الحالية في الشرق الأوسط أية منطقة سيتم تسليمها – ستتم السيطرة عليها من قبل الجماعات الإسلامية المُتطرفة، كما حدث في غزة وفي جنوب لبنان، وتحديدًا بما أن السلطة مُتحالفة مع منظمة حماس الإرهابية”.

قال نتنياهو، قبل شهرين، في مقابلة له مع القناة الثانية إن ما صرّح به في الخطاب الذي ألقاه في بار إيلان، عن موافقته على قيام دولة فلسطينية، لا زال قائمًا من جهته، ولكن الفلسطينيين هم الذين أفرغوا ذلك من محتواه برفضهم خوض مفاوضات جادة، وبسبب توجههم للأمم المُتحدة والمؤسسات الدولية.

تأتي هذه الأمور على خلفية التصريحات الأخيرة التي نشرتها صحيفة  “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية والتي جاء فيها أن نتنياهو وافق على خوض مفاوضات مع الفلسطينيين على أساس حدود 1967.

وأضاف بارك رابيد، الصحفي في جريدة “هآرس”، أن نتنياهو وافق على خوض مفاوضات، على أساس حدود 1967 مع تبادل الأراضي، خلال 3 مُناسبات، على الأقل، في السنوات الأخيرة. وربما أكثر. مرة خلال بلورة شروط اللجنة الرباعية للمفاوضات عام 2011؛ ومرة أخرى في محادثات، ضمن القناة السرية وغير الرسمية، بين مبعوثيه المحامي يتسحاك مولكو وبين الأكاديمي، المُقرب من أبي مازن، حسين آغا، عام 2013، ومرة أُخرى خلال المفاوضات مع جون كيري حول ورقة الإطار الأمريكية في بداية عام 2014”. يعتقد رابيد ومحللون آخرون أن ماهية تصريحات نتنياهو ما هي إلا إبداء موقف صلب يُعزز فرص نجاحه بالانتخابات.

في هذه الأثناء، لا يزال المُعسكر اليميني يُهاجم الوثيقة التي تُظهر موافقة نتنياهو على الانسحابات. فقد وصف بيني بيجن، عضو الليكود، تلك الوثيقة بأنها “عار الصحافة”، بينما نفى رئيس الكنيست يولي إدلشتاين ووزير الدفاع يعلون أن يكون نتنياهو قد وافق يومًا على ما ورد في الوثيقة.

اقرأوا المزيد: 355 كلمة
عرض أقل
حياة الطلاب العرب في جامعة أريئيل (Noam Moskowitz)
حياة الطلاب العرب في جامعة أريئيل (Noam Moskowitz)

حجاب في قلب المستوطنة

لمحة من حياة الطلاب الجامعيين العرب الذين يتعلمون في الجامعة الأكثر إثارة للجدل في إسرائيل، جامعة أريئيل في الضفة الغربية

زُفت البشرى إلى جمهور الطلاب الجامعيين في إسرائيل في صيف 2012 بقبول انضمامهم إلى جامعة أخرى من الجامعات في البلاد. “الكلية الأكاديمية يهودا والسامرة”، التي عملت منذ عام 1982 تحت الرعاية والإشراف الأكاديمي لجامعة بار إيلان والتي منذ 2005 باتت تعد فرعا مستقلا، اعتبرت جامعة من النخبة التي اتخذت اسم “جامعة أريئيل في السامرة”.

انتُقي أعضاء طاقم رفيعو المستوى، علماء وباحثون لبرامج تدريسية للقب الأول والثاني، أربع كليات نشطة في مجالات العلوم الصحية، الهندسية، علوم الطبيعة، وعلوم الاجتماع، معاهد للهندسة المعمارية والإعلام، مركز للتعليم قبل الأكاديمي ومركز تصميم وتكنولوجيا الذي يخرج من بين صفوفه مهندسين، إلى جانب وحدة العلوم الخارجية والاستكمال.

جامعة مثيرة للجدل

من يزور موقع الجامعة، يطّلع على معطيات توسع أفق النظر: لقد جند طاقم الجامعة في سنة 2011 من اعتمادات مالية تنافسية وجهات صناعية حوالي 10 مليون دولار لصالح الأبحاث وتطويرها. يأتي الطلاب من كل فئات السكان والطبقات التي تشكل المجتمَع الإسرائيلي: علمانيون إلى جانب متدينين، قادمون جدد إلى جانب إسرائيليين عريقين، عرب إسرائيليون إلى جانب يهود. “في هذا السياق”، كُتب في الموقع، “تشكل الجامعة مؤسّسة تُستخدم بوتقة انصهار لكل طبقات المجتمَع الإسرائيلي، والتي تدل، على رغم تنازع الآراء والاختلاف الفكري، الثقافي والأيديولوجي، على قدرتها الأكاديمية في أن تكون أساسا للتحاور وتقريب القلوب”.

لكن يرفض كثيرون في إسرائيل الاقتناع بالمغزى التصالحي الذي تحاول الجامعة بثّه. كان مخاض الجامعة عسيرا، مثقلا بالمراهنات والمصالح المتضادة. بل وثمة من يقول إن “جامعة المستوطِنين” ولدت آثمة، ورغم أن إسرائيل والولايات المتحدة تنظران إلى مدينة أريئيل، المدينة الإسرائيلية الأكبر في السامرة، كجزء لا يتجزأ من إسرائيل، فما زالت تقع في منطقة مختلف عليها بين إسرائيل والفلسطينيين وتمثل أكثر من غيرها سياسة الاستيطان لحكومات إسرائيل على تعاقبها.

على رأس المعارضين للجامعة، كان رؤساء الجامعات في إسرائيل، بل وأرسلوا رسالة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو. “تُمنع التضحية بمستقبل التعليم العالي في إسرائيل. لأسفنا إن القرار الذي سيتخذ في النقاش… فيما يخص المركز الجامعي في أريئيل سيكون قرارا سياسيًّا ذا ثمن باهظ”.

طلاب جامعيون في مستوطنة أريئيل (Noam Moskowitz)
طلاب جامعيون في مستوطنة أريئيل (Noam Moskowitz)

تجلّت هذه الانقسامات واضحة على صفحات الصحف وجعلتها نشرات الأخبار شغلها الشاغل. لقد حاولنا أن نفهم لما أثيرت هذه الضجة حول الأمر وكيف تجري الحياة الطلابية من الداخل.

لقد فتحت الزيارة التي أجريناها في الجامعة أعيننا على التعقيد والتوتر وعلى شقوق دقيقة عن التعليم العالي في مؤسّسة تتضامن مع اليمين الإسرائيلي، أسئلة حول الهوية القومية والقضايا المحيرة للطلاب المعنيين بالحصول على التعليم العالي رغم الثمن.

“يفضلنا العرب لأننا محافظون، لا مثلَ تل أبيب”

في محادثة مع محافظ الجامعة، ومن كان وزير المالية الأسبق، حاول السيد يجآل كوهين أورجاد، أن يحطم “الأساطير” حول المؤسسة التي يمثلها. “يصل طلاب إلى جامعتنا من كل الأطياف السياسية في إسرائيل. يأتي 85 % من الطلاب الجامعيين في أريئيل إلينا من مدن وقرى مجاورة للخط الأخضر، و 15 % ممن تبقّى منهم هم سكان المستوطنات والبلدات في الضفة الغربية”، صرح قائلا.

في هذه الفرصة أكّد أن 600 طالب عربي إسرائيلي يصل كل صباح للتعلم في الجامعة والحصول على تعليمه العالي. “في الجلسات التي أديرها مع رؤساء السلطات والمدن العربية، أجابه في كل مرة نفس الادعاء. وهو أن العائلات العربية تُعنى بأن يتوافد أبناؤها للتعلم في أريئيل بسبب الأجواء. هنا لا يتعرضون لثقافة تل أبيب. أسلوب الحياة الجامعي في أريئيل ملائم لأسلوب حياة العائلات العربية، إنه أكثر صلابة، أكثر تماسكا. ولدينا طلاب فلسطينيون يأتون للتعلم في الجامعة للحصول على ألقاب عليا وهذا بعد إنهائهم اللقب الأول في جامعة النجاح في نابلس، أو تعليمهم في الأردن. نستقبلهم بأذرع مفتوحة ونحاول أن نفعل ما بوسعنا كي نسهل عليهم”، قال مضيفا.

الطلاب الجامعيون العرب: “نريد التعلم والتقدم، لا ننشغل بالسياسة”

جامعة أريئيل عادة ما تتضامن مع اليمين الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
جامعة أريئيل عادة ما تتضامن مع اليمين الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

أردنا أن نفهم أكثر ما يجعل الطلاب العرب الإسرائيليون يتعلمون في مستوطنة والتقينا شبانا عربا يتعلمون في الجامعة منذ سنوات. لمى خديجة (قلنسوة)، تتعلم في الجامعة منذ 2007 وستنهي في هذه الأيام اللقب الثاني في الاستشارة التنظيمية. بل وتشغّلها الجامعة هذه الأيام كمركزة الطلاب العرب ومن بين مهامها الحرص على راحة الطلاب العرب سواء من ناحية أكاديميّة أو من ناحية الوضع الجامعي الخاص.

في المقابلة معها، لا يمكن ألا تغض الطرف عن الحجاب المرتب الذي ارتدته على رأسها. يبدو المشهد سورياليا، ووجدنا أنفسنا مضطرين أن نذكر أنفسنا مرة بعد مرة أننا في قلب مستوطنة. كان السؤال الأول الذي طُرح عن كيفية تقبّل الآخرين لها في الجامعة. “أنا هنا منذ 2007 حتى قبل الإعلان عنها كجامعةً. لقد كافحت كي يعترفوا بها جامعة. تدور الحياة هنا حول التعلّم. يأتي الطلاب العرب الذين أعرفهم وأتعامل معهم يوميا إلى هنا كي يتعلموا، كي يحصلوا على الثقافة ويتقدموا. الأمور السياسية لا تشغل بالَنا”.

يطمح الجيل الجديد للشباب، مواطنو دولة إسرائيل العرب، لأن يطور حياة مهنية أكثر من أي شيء آخر. يرسي الاضطرار الوجودي من ناحيتهم توازنا بين الرغبات السياسية، المتمثلة في مطالبة الفلسطينيين بالاستقلال، وبين الاضطرار اليومي، الذي يتطلب منهم الإنجاز كي يتقدموا.

محمد (عمره 24 عاما) يأتي للجامعة كي يتعلم هندسة كهرباء. على النقيض من لمى، فهو يسكن في مساكن الجامعة. سألناه إن كان لديه أصدقاء مستوطنون وكيف يكون حال العربي المتعلم في مستوطنة. “الحياة هنا حياة طالب جامعي. أنا شخصيا جئت للتعلم. لدي هنا أصدقاء مستوطنون. ليست هناك احتكاكات بيننا. خلال حرب غزة الأخيرة، تقدم أحد الطلاب اليهود إليّ وطلب أن أعطيه بعض المواد التي فاتته بعد مكوثه فترة ما في غزة. لم تكن لدي أية مشكلة مطلقا بذلك، لقد أعطيته المواد التي كانت تنقصه”. أضاف محمد: “أنا لا أعير أهمية بالغة للأمور السياسية. جئت هنا كي أتقدم وأحصّل ثقافتي. سأعود للقرية وأعمل في التعليم. التعلم هو طريق التقدم الاجتماعي”.

الهوية الإسلامية تزداد بالذات ترسّخا

طلاب جامعيون في مستوطنة أريئيل (Noam Moskowitz)
طلاب جامعيون في مستوطنة أريئيل (Noam Moskowitz)

في المحادثات الشخصية أكثر، فهمنا أن الواقع معقد جدا. “كنت علمانية لا من وقت طويل. بالذات لأن الأجواء في الجامعة هي أكثر حفاظا، هذا رسّخ لدي الهوية العربية الإسلامية لذلك اتخذت قرار التوبة واتخذتُ الحجاب. في مدخل الجامعة بوابة وكان الفحص الأمني مشددا في بدايته، أما اليوم فالحراس يعرفونني ولا يضايقونني في المدخل”، قالت لمى في محادثة مقربة عن الحياة في الجامعة.

تختلف حياة الطلاب في أريئيل عن الأجواء السياسية الموّارة التي تميز المجمعات الطلابية الأخرى في إسرائيل. يمتنع الطلاب عن إبداء الرأي السياسي ويمتنعون عن اجتماعات احتجاجية، عربا ويهودا على حدٍّ سواء.

كذلك اعترفت لمى أمامنا أن حياة الطلاب العرب هنا صعبة “تخيل طالبا عربيا أنهى الثانوية في الطيبة أو الطيرة أو باقة الغربية بامتياز. يصل إلى هنا بلا تجربة حياتية، مع صعوبات في اللغة والتأقلم. وظيفتي هي مساعدته في ردم الفجوات بإعطاء دروس في العبريّة وتخصيص دروس تقوية. أنا أصارع المؤسسة وأطالب بالاهتمام بالطلاب المسلمين الذين يصومون في شهر رمضان وتخصيص مواعيد إضافية للمتحَنين العرب الذي يتغيبون أحيانا بمناسبة الأعياد أو المناسبات الإسلامية أو المسيحية”.

عدا عن المقاطعة والخلافات السياسية القومية حول مكان الجامعة، تطفو بعض القصص من وقت لآخر التي يمكن أن تطرح علامات استفهام حول الحرية الأكاديمية وحرية التعبير في المؤسسة- سواء لأفراد الطاقم الجامعي، أو الطلاب الجامعيين- من بينها بنود متضاربة ونشاط ديني مثير للجدل في التجمعات الطلابية.

احتفالات افتتاح السنة الدراسية في جامعة أريئيل (Noam Moskowitz)
احتفالات افتتاح السنة الدراسية في جامعة أريئيل (Noam Moskowitz)

مثلا، خلال الأشهر الأخيرة ثار جدال حامي الوطيس بين أفراد طاقم الجامعة الفتيّة بعد صياغة رؤية الجامعة. من بين الأهداف التي وضعتها الهيئة نُصب عينيها: “أن تكون مؤسّسة أكاديميّة من المؤسسات الرائدة عالميا، مؤسّسة صهيونية متعددة المجالات؛ أن تكون رائدة في الأبحاث، التعليم، وبخلق قواد للشعب اليهودي…”.

خلال النقاش الذي تمّ في أوائل شهر كانون الثاني/ يناير 2014 حول رؤية الجامعة تحفّظ عدة باحثين وأساتذة لهم مكانتهم على البند الذي يصنف المؤسسة كصهيونية. لم يكن واضحا لرؤساء الطاقم العلاقة المباشرة التي حاولت الجامعة ربطها بين الصهيونية والجامعة وادعوا أنه ينبغي التحدث بلغة أكاديميّة لا سياسية. بل قال أحد كبار المحاضرين: “أنا أحس أنه ليس مريحا للطلاب غير اليهود أن تكون لنا رؤية تتحدث عن قيادة يهودية”.

لقد تركت الزيارة واللقاء مع الطلاب والطاقم الذي يدير الجامعة علينا انطباعا بحرب يومية ومتقلبة: عواصف سياسيّة إلى جنب حياة طلابية هادئة، تعريج على الهوية القومية وفحصها من جديد إلى جانب التشارك المصيري والرغبة في التقدم وتحصيل التعليم العالي.

اقرأوا المزيد: 1201 كلمة
عرض أقل
شاب من اليهود الارثوذكس وامرأة عربية على الشاطئ في تل أبيب (Serge Attal/FLASH90)
شاب من اليهود الارثوذكس وامرأة عربية على الشاطئ في تل أبيب (Serge Attal/FLASH90)

الشك في جدوى المحادثات – عامل يجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين

كان قرار إسرائيل تعليق المفاوضات المعقدة مع الفلسطينيين بمثابة الضربة الأخيرة وربما القاضية لعملية سلام غير مثمرة تقريبا بدأت منذ عقدين

كان قرار إسرائيل تعليق المفاوضات المعقدة مع الفلسطينيين بمثابة الضربة الأخيرة وربما القاضية لعملية سلام غير مثمرة تقريبا بدأت منذ عقدين.

لكن في اليوم التالي على تجميد المحادثات التي قادتها الولايات المتحدة وسط تبادل للاتهامات لم تتجمع حشود غاضبة في رام الله للدعوة إلى إعادة التفكير في الأمر ولم يحتشد محتجون من دعاة السلام في شوارع تل أبيب.

كانت الآمال في الفوز بمستقبل مستقر من خلال الحوار السياسي قد تبخرت على الجانبين في السنوات الأخيرة وانصب التركيز على صراعات الحياة اليومية.

قال جي كوهين وهو مدير مشروعات بنية أساسية يبلغ من العمر 40 عاما “لم تكن هذه مفاجأة. منذ البداية لم أكن أعتقد أنه سيكون هناك اتفاق سلام.”

وواصل حديثه وهو واقف أمام سيارته بينما أطفاله بداخلها “عملية السلام والسياسة لا يردان أبدا على ذهني بشكل يومي. أمور الأسرة والمعيشة والرياضة أهم. السياسة تجيء في مرتبة أدنى بكثير.”

وفي مدينة رام الله المجاورة بالضفة الغربية بدا أن محمود إدريسي وهو سائق سيارة أجرة عمره 28 عاما يوافقه الرأي.

وقال “أعيش حياتي وأحاول أن أستمتع بوجودي مع أصدقائي وأسرتي. قد تتحسن الأحوال يوما لكني لا أعرف كيف.”

ومضى يقول “أحاديث السياسيين جوفاء.. لا تلق لها بالا. سمعناها كلها من قبل ولا شيء يتغير.”

حين أبرمت اتفاقات أوسلو التاريخية للسلام عام 1993 ونال الفلسطينيون حكما محدودا كان يبدو أن الحوار هو أفضل السبل لتحقيق سلام دائم.

لكن انتشار المستوطنات اليهودية وتكرار الانتفاضات الفلسطينية وموجات العنف المتبادل حجرت القلوب وأشاعت أجواء التسليم بالمقدرات.

وبنبرة متذمرة قالت أم وديع (50 عاما) التي تعيش بالقدس “لا مستقبل ماداموا هم حولنا. إنهم يسيطرون على كل ما هو طيب.”

وأضافت السيدة المحجبة التي كانت ترتدي ثوبا تقليديا أسود “أرجو أن يحل السلام يوما ما.. لكن هذا كله في يد الله.” ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

وتقول إسرائيل إنها مستعدة للعيش إلى جوار دولة فلسطينية لكنها تختلف مع الجانب الفلسطيني على حدود هذه الدولة وتسعى لضمانات تكفل أمنها وتريد أن يعترف بها الفلسطينيون “كدولة يهودية”.

النساء اليهوديات والنساء العربيات في مركز التسوق في القدس (Sarah Schuman/FLASH90)
النساء اليهوديات والنساء العربيات في مركز التسوق في القدس (Sarah Schuman/FLASH90)

* قضايا بعيدة عن الواقع

لكن هذه المطالب المتناثرة على عناوين الصحف والمتداولة في اجتماعات الدبلوماسيين المخضرمين تبدو بعيدة كل البعد عن نقاط التفتيش والطرق غير الممهدة في الضفة الغربية وعن المباني الزجاجية الشاهقة والشواطيء العامرة في تل أبيب.

قال البروفسور شمويل ساندلر الأستاذ بجامعة بار إيلان “تخلى الناس عن الأمل في رؤية اتفاق شامل في المستقبل المنظور. مطالب الحياة اليومية أهم بكثير لدى المواطن الإسرائيلي العادي. هذا المواطن ليست عنده رفاهية التشبث بقضايا بعيدة عن الواقع.”

وفي مارس آذار أظهر مؤشر السلام الذي وضعه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية وجامعة تل أبيب للسلام والذي يقيس اتجاهات الرأي منذ عام 1994 أن نسبة قياسية بلغت 92 في المئة من اليهود المشاركين في الاستطلاع لديهم توقعات ضعيفة أو ضعيفة نسبيا إزاء نجاح المحادثات.

وهذا الإحباط يوحي بأنه حتى وإن تغلب زعماء الطرفين على انعدام الثقة العميق وعادوا للمحادثات فسيظل المواطن الإسرائيلي العادي متشككا. والأمر نفسه ينطبق على الفلسطينيين الذين يساورهم منذ فترة طويلة الشك في العملية برمتها.

وعارض ما يزيد عن نصف المشاركين في بحث أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في مارس آذار تمديد أجل محادثات السلام. وتباينت تقييمات أكثر من 70 في المئة لأحوال الفلسطينيين بما بين نصف نصف وغاية في السوء.

ومع علو الحواجز الفاصلة بين البلدات الفلسطينية المعلقة على تلال الضفة الغربية وبين المدن الممتدة على السهل الساحلي الإسرائيلي يقصر مدى رؤية كل شعب للآخر شيئا فشيئا حتى أن كلا منهما بات يرى الآخر كمصدر إزعاج -على أفضل تقدير- لا على أنه جار.

قال باسم دياب (46 عاما) الذي يعمل بأشغال غير ثابتة في بلدة بيتونيا الصناعية بالضفة الغربية “اعتدت على العمل في إسرائيل .. في نتانيا.. في مجال الإنشاء. تعلمت قدرا من العبرية من رئيسي ولدي أصدقاء طيبون هناك.”

وأضاف أن الحصول على التصريح المطلوب لدخول إسرائيل كان يسيرا “أما الآن فهو شبه مستحيل. نحن محبطون وتبدو الأمور جامدة.”

الإسرائيليين والعرب في محطة حافلات في القدس (Daniel Dreifuss/Flash90)
الإسرائيليين والعرب في محطة حافلات في القدس (Daniel Dreifuss/Flash90)

* مصالحة وأمان

انهيار جهود السلام مع إسرائيل ربما كان الضارة النافعة في عيون الفلسطينيين إذ فتح السبيل أمام اتفاق مصالحة طال غيابه بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة.

فالنزاع القائم منذ سبع سنوات بين الطرفين بعد حرب أهلية قصيرة دامية أضعف معنويات الفلسطينيين بقوة. ورغم أن من الصعب معرفة كيف يمكن عقد مصالحة بين جانبين يمثلان طرفي نقيض تم الترحيب بالاتفاق ووصف بأنه مدعاة فخر وطني.

وسرت البهجة في أوصال رسوم الكاريكاتير السياسي في الصحف اليومية الفلسطينية. وصور أحدها رئيس الوزراء الإسرائيلي ورأسه محشورة في كلمة “مصالحة”.

وقال عادل منعم (21 عاما) وهو طالب جامعي في قطاع غزة “اللعنة على عملية السلام… نعم أنا سعيد لأن إسرائيل أنهتها… المصالحة أهم. سبع سنين ونحن نعاني كعائلات وكأصدقاء وكشعب. سبع سنين ضاعت فيها حياتنا.”

ورغم أن معدل شن هجمات كبرى على مدنيين إسرائيليين تراجع بنهاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2005 ترك العنف بصمته على كثير من الإسرائيليين حتى أنهم يقولون إنه لابد لهم مهما حدث أن يتوخوا الحذر تجاه شعب يشكون في أنه يريد سلاما حقيقيا.

قال حاييم ديامانت (62 عاما) وهو مشرف أنظمة كمبيوتر من تل أبيب “لو كان الفلسطينيون أذكياء لأدركوا أنه يمكنهم أن يكسبوا الكثير من أي عملية سلام حقيقية. المشكلة هي أنهم مازالوا يلقنون الجيل الأصغر “عدم شرعية” إسرائيل كدولة يهودية.”

وتابع قائلا “ولهذا نحن مضطرون للعيش بالسيف وبناء جدران أمنية تقينا الإرهاب وإقامة دفاعات جوية تقينا الصواريخ.” (شارك في التغطية نضال المغربي من غزة وألين فيشر إيلان وآري رابينوفيتش ومايان لوبل وأوري لويس وجيفري هيلر من إسرائيل

اقرأوا المزيد: 822 كلمة
عرض أقل
معدل عمر الزواج للنساء في أسرائيل هو 25  (Flash90/Serge Attal)
معدل عمر الزواج للنساء في أسرائيل هو 25 (Flash90/Serge Attal)

تمت المصادقة في الكنيست: سن الزواج سيرتفع إلى 18 سنة

صادق حاخامون حاريديون على أنهم ينوون متابعة تزويج الفتيان والفتيات ما دون سن 18 سنة، حتى وإن كان بنية الدولة منع ذلك.

من المتوقع تمرير قانون رفع سن الزواج في الكنيست اليوم من 17 سنة إلى 18 سنة ويستعد الجمهور الحاريدي للتصدي إلى منع عقد القران في أجيال مبكرة وهم يبحثون عن حلول لتخطي القانون.

من المتوقع المصادقة على القانون الجديد بأغلبية كبيرة في الكنيست وهو يضع مشكلة أمام الوسط الحاريدي الذي من المعتاد فيه تزويج الأشخاص ما دون سن 18 سنة، وحسب القانون الجديد، الذي سيبدأ سريان مفعوله فورًا، فإن من يزوّج فتيات وشبان ما دون سن 18 سنة قد يُحكم عليه بالسجن‎.‎

تم دفع الاقتراح استنادًا إلى تقرير أصدره أحد المراكز الرائدة لدفع مكانة المرأة قدمًا في جامعة بار إيلان. بموجب التقرير، يتزوج في إسرائيل كل سنة أكثر من 4500 قاصر، ومنهم نحو 4000 فتاة. نحو 500 منهن، يتم تزويجهن قبل سن 16 سنة.‎ ‎ هذا الأمر يعني، في العديد من الحالات، أمومة مبكرة؛ ويبين التقرير أن أكثر من 500 فتاة يلدن في السنة قبل سن 17 سنة، وبالنسبة لـ 10% منهن، لا يجري الحديث عن الولادة الأولى‎.‎

وتشير معطيات دائرة الإحصاء المركزية إلى أنه في العام 2011، تزوج 4214 فتى وفتاة ما دون سن 18 سنة، ونصفهم ما دون سن 17 سنة. عشرة بالمائة تزوجوا دون سن 16 سنة‏‎.‎‎ ‎

وقد بادر إلى اقتراح القانون أعضاء الكنيست ياريف ليفين، دوف حنين، زهافا غلؤون، حنين زعبي وأعضاء كنيست آخرون. وقد عارض ممثلو الكتل الحاريدية الاقتراح في النقاشات التي أجريت مؤخرًا على القانون.

مراسم عقد القران في المجتمع اليهودي المتزمت (Flash90/Yaakov Naumi)
مراسم عقد القران في المجتمع اليهودي المتزمت (Flash90/Yaakov Naumi)

وقال عضو الكنيست ياريف ليفين، أحد المبادرين إلى اقتراح القانون، لوسائل الإعلام: “لقد اتخذت لجنة الدستور قرارًا تاريخيًا بقبول اقتراح القانون الذي بادرت إليه لرفع سن الزواج. تتماشى إسرائيل بهذا مع الدول المتقدمة في العالم ونحن نضغ حدًا لزيجات القاصرات بالإكراه في سن مبكرة. آمل في أن تخرج دولة إسرائيل في طريق جديدة في هذا المجال”.

وقالت عضو الكنيست زهافا غلؤون (ميرتس): “لقد خطىت الكنيست خطوة دراماتيكية ورفعت سن الزواج إلى 18 سنة ولم تمنح المحكمة الدينية الكبيرة صلاحية الاستئناف. الحق في الزواج هو حق شخصي. يهمنا جدًا أن تتطور النساء الشابات وأن يتقدمن وعدم تزويجهن في سن 16 أو 17 سنة كما هو معتاد ومعمول فيه بين أوساط مجموعات وفئات مختلفة”.

يُبقي اقتراح القانون، إذا تمت المصادقة عليه اليوم، إمكانية لتزويج من هم دون سن 18 سنة في حالات استثنائية فقط وبمصادقة من المحكمة. كما ينص الاقتراح على أن تقوم الشرطة والادّعاء العام بإبلاغ لجنة الدستور عن أي حالة يتم فيها فتح ملف بسبب مخالفة قانون الزواج الجديد.‎

ثمة من أعلن في الوسط الحاريدي أنه لا ينوي العمل بموجب القانون ويتم طرح بدائل كثيرة كحل ممكن: أحد الحلول سيتيح للأزواج القاصرين، ما دون سن 18 سنة، عقد قرانهم بشكل سري حسب التقاليد اليهودية وعدم إبلاغ سلطات الدولة بذلك حتى الوصول إلى سن 18 سنة، وعندها، التوجه إلى وزارة الداخلية وتسجيل أنفسهم كمتزوجين. ولكن ثمة قلق كبير من القانون ومن إدانة الأزواج الشابة الذين يرغبون بالزواج في سن مبكرة وهم ليسوا من التيارات الحاريدية المعروفة. يدعي حاخامون أنهم لن يتمكنوا من تزويج الأزواج الشابة غير المنحدرين من عائلات حاريدية وغير معروفة وأنهم لن يترددوا في القيام بذلك من أجل أزواج حاريديين معروفين على الرغم من القانون الذي يمنع ذلك.

اقرأوا المزيد: 483 كلمة
عرض أقل