بعد أشهر من أعمال الشغب، الاعتداءات اللفظية، التخويف والتهديدات، حتى بالموت؛ قرّر البروفيسور محمد الدجاني الاستقالة من عمله كمحاضر وباحث في جامعة القدس. بدأت التهديدات بعد أن سافر البروفيسور الدجاني، الذي يدعو إلى دراسة الهولوكوست في فلسطين، مع طلابه في زيارة تعليمية إلى معسكر الإبادة النازي آوشفيتس – بيركناو في بولندا.
نظم البروفيسور دجاني هذه الرحلة كجزء من برنامج أُعدّ لتحسين التسامح بين الشعبَين. وعند عودته للبلاد أنكر عليه أساتذة جامعة القدس، ونعته زملاؤه “بالخائن”. أوضح الدجاني من جهته أنّه ليس نادمًا على ما فعل، بل وصرّح فورًا بعد ذلك أنّه يخطّط للعودة إلى مدينة رام الله وإلى الجامعة التي يُدرّس فيها، وأنه سيضع صور الرحلة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، موضحًا أنه لا يشعر بالندم.
أصرّ الدجاني لوقت طويل على الاستمرار والتدريس في الجامعة، ولكن كما يبدو فإن التهديدات قد تزايدت وقلبت الموازين، إلى أن قرّر في نهاية المطاف الاستقالة من عمله.
في تصريح نشرته جامعة القدس، أكّدت أنّ الرحلة كانت “فعالية خارجية أديرت من قبل البروفيسور الدجاني شخصيًّا” وأنّه “لم يكن لذلك أي صلة بالجامعة”. أما الطلاب الجامعيين السبعة وعشرين الذين رافقوا الدجاني “فقد قاموا بذلك هم أيضًا من تلقاء أنفسهم وبشكل شخصي”. ومع ذلك، بعد أن بدأت التهديدات على حياته، استأجرت الجامعة حرّاسًا لحماية البروفيسور الدجاني، بل وأجبرتْ نقابة العمال على إلغاء قرارها بإقالة الدجاني.
وقد أوضحت الجامعة أيضًا للموظّفين ولاتحاد الطلبة، بعد أن نشر هؤلاء منشورات تندّد بزيارة آوشفيتس أنّ “أعمالهم تخالف رؤية الجامعة في الحفاظ على الحرّيات الفردية”.