افتُتح دوري كرة السلة الأفضل في العالَم يوم الثلاثاء، مع ممثلَين لإسرائيل للمرة الأولى. وانضمّ إلى عمري كسبي، الذي يستهلّ موسمه الخامس في الولايات المتحدة، جال ميكيل ابن الخامسة والعشرين. فقد وقّع لاعب الهجوم الخلفي الإسرائيلي، الذي قاد مكابي حيفا في أيار الماضي نحو بطولة تاريخية، مع نادي دالاس مافيريكس.
ويصل ميكيل (25 عامًا) بعد تسجيله إنجازًا كبيرًا وقيادته فريقَين (غير مكابي تل أبيب) إلى البطولة: حيفا في الموسم الماضي والجليل/ الجلبوع في موسم 2009/2010. من الجدير بالذكر أنّ نادي مكابي تل أبيب لم يخسر سوى 4 ألقاب في السنوات الأربع والأربعين الأخيرة، ما يجعل جال جديرًا بتقدير خاصّ. وفضلًا عن الألقاب المتراكمة، حسّن بشكل مستمرّ قدراتِه في كلٍّ من المواسم الأخيرة. فإلى التمريرات المتقَنة أضيف الاختراق الفتّاك، رؤية اللعب الحادّة، والتركيز الدفاعي الاستثنائيّ.
شاهدوا ميكيل (رقم 33) يعرض قدراته المتنوّعة في إطار المباريات التدريبية لدالاس:
http://www.youtube.com/watch?v=4x5fYrdhHEY&feature=youtu.be
وكان اللاعب القوي، الذي يبلغ طوله 1.91 مترًا، نال العديد جدًّا من الفرص في إطار المباريات التحضيرية قبل بدء الموسم، الذي بدأ مؤخّرًا. فبسبب إصابة لاعبي الدفاع الثلاثة (الذين يلعبون على بُعد من السلة غالبًا) البارزين: ديفين هاريس، خوسيه كالديرون، وشين لاركين – لعب ميكيل دقائق عديدة، حتى إنه كان بين الخمسة الذين افتتحوا المباراة عدّة مرات. وقد كان لعبُه دقيقًا، لكن من الواضح أنه لا يزال يواجه صعوبة في التأقلُم مع وتيرة اللعب السريعة، ما كلّفه خسارة الكثير من الكُرات. في المباريات الخمس الأولى، سجّل 7 نقاط بالمعدّل، مرّر 5.2 تمريرات حاسمة لزملائه أثمرت نقاطًا للفريق، وبرز في حركات مُذهلة.
شاهدوا التمريرة الرائعة لميكيل لنجم فريقه، مونتا إليس، التي اختيرت أجمل حركة في جولة المباريات:
ويأمل الآن أن يستمرّ في نيل ثقة مدربه، ريك كارليل، حتى بعد عودة باقي المدافعين إلى الفريق واستعادتهم لياقتهم في اللعب. يمكن القول إنّ ميكيل يصل في ذروة مسيرته، مفعمًا بالقوة والإرادة، ومركّزًا على الهدف أكثر من أيّ لاعب إسرائيليّ سابق. فقد روى زملاؤه في الفرق المختلفة أنه من نوع مميّز، جديّ، وعميق. فهو يحافظ على تغذية صحية، يرفع أثقالًا في النادي، ولا يحيا حياةَ فسق. إنه ملتصق بالمهمة، وينوي انتهاز الفرصة – والعقد المتواضع: أقل من نصف مليون دولار، 2 في المئة من راتب نجم النادي، ديرك نوفيتزكي – والاستمرار على درب التقدُّم.
أمّا البعيد عن أن يكون مبتدئًا فهو عمري كسبي، الذي يُشكّل هيوستن روكتس فريقه الثالث في مسيرته في دوري المحترفين، التي دخلت موسمها الخامس. فمن ارتفاع مترَين وستة سنتيمترات، يدرك لاعب الهجوم الإسرائيلي أنّ البداية الناجحة للمسيرة لا تعني بالضرورة مواصلة التقدًّم الإيجابي. فعلى غرار ميكيل، وصل هو أيضًا للدوري، وهو في أفضل أحواله. وفي موسمه الأول في زيّ ساكرمنتو كينغز، شارك في 77 مباراة، سجّل 10.3 نقاط والتقط 4 كرات مرتدّة بالمعدل في المباراة – أرقام رائعة لمبتدئ في سنته الأولى في الولايات المتحدة.
شاهدوا الحركات المثيرة للإعجاب في بدايات كسبي في الـ NBA:
وصل كسبي، الذي يبلغ الخامسة والعشرين كميكيل، إلى الـ NBA عام 2009 قادمًا من مكابي تل أبيب، بعد أن كان لاعبًا رئيسيًّا ومؤثرًا منذ العشرين من عمره. ولكن للأسف الشديد، بعد موسمه الكبير، بدأت معدلاته بالهُبوط، لتقلّ باطّراد كلّ موسم. فقد سجّل بدايةً 8.6 نقاط في سكرمنتو، وبعد أن انتقل في “صفقة” إلى كليفلاند كافالييرز – فريق ليبرون جيمس سابقًا – فقد ثقته في التهديف، وانخفض معدله إلى 7 نقاط فقط في موسمه الثالث في مسيرته، ثمّ إلى مجرد 4 نقاط الموسم الماضي.
رغم ذلك، تبقى فسحة للتفاؤل. فقد انضم كسبي في الصيف الماضي إلى هيوستن روكتس، أحد الفرق الواعدة في الدوري. وإلى جانبه يمكن العثور على أسماء مثل جيمس هاردِن، ذو الذقن الشهيرة، لاعب الوسط الجبّار دوايت هاورد، والمدافع الذي أذهل عالَم الرياضة قبل عامَين، جيريمي لين. حظي كسبي بدقائق لعب عديدة في التحضيرات، أبدى عدوانية وقوة أكبر، وبرز مع 17 نقطة و10 كرات مرتدة أمام إنديانا بيسرز، و20 نقطة، منها 16 في الربع الأخير، أمام نيو أورليانز بيليكانز. فعلى ضوء قدراته، لا سبب ألّا يستمرّ عاملًا هامًّا في الطاقم الواعد للنادي التكساسي.
شاهدوا كسبي بتهديف رائع في المباراة التحضيرية الأولى:
مع مندوبَين إسرائيليَّين، تعيش كرة السلة بهجة غير متوقعة على ضوء الأزمة في الدوري الإسرائيلي المحلّي. كلّ أمسية تقريبًا، يمكن مشاهدة كسبي وميكيل يلعبان، ولا ريبَ أنّ الحدث الأبرز سيكون حين يتواجه فريقاهما. حين جرى ذلك في المباريات التحضيرية، كانت لكسبي والروكتس اليد الطولى إذ فازا 100 مقابل 95. سجّل كسبي 10 نقاط وابتهج بشِدّة. لكنّ مَن خسر أيضًا كان بإمكانه أن يبتسم، فقد أنهى ميكيل المباراة بتسع نقاط وستّ تمريرات حاسمة، وبدا لاعبًا يستحقّ هذه الدرجات. سيكون مثيرًا للاهتمام التتبّع ورؤية إن كان الاثنان سينجحان في الحفاظ على زخم المباريات التحضيرية في الموسم النظامي.
شاهدوا موجز المنافسة بين الاثنين. ماذا سيحدث في اللقاء القادم؟ لننتظر ونرَ في الأوّل من تشرين الثاني…