قالت منظمة العفو الدولية في تقرير اليوم الخميس إن مصر شهدت عنفا للدولة على “نطاق غير مسبوق” منذ أطاح الجيش بالرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو تموز الماضي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
ووصف مسؤول في وزارة الخارجية المصرية تقرير المنظمة بأنه “غير متوازن وغير دقيق”.
وقالت العفو الدولية في التقرير إن السلطات المصرية “تقمع المعارضة وتنتهك حقوق الإنسان” في إشارة فيما يبدو إلى اعتقالات جماعية وتقييد لحرية التعبير يشير إليها مراقبون وسن قانون يحد من الحق في التظاهر.
وصدر التقرير قبل يومين من الذكرى الثالثة لاندلاع لانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011.
وقالت المنظمة الدولية إنه منذ أطاح قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي بمرسي قتل في العنف السياسي حوالي 1400 شخص معظمهم بسبب “الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن.”
ومن بين القتلي نحو 250 من رجال الأمن.
وكان يوم 14 أغسطس/ آب الأكثر دموية منذ الإطاحة بمرسي إذ اقتحمت قوات الأمن اعتصاما مؤيدا لمرسي في القاهرة بالجرافات واستخدمت الذخيرة الحية وقتل المئات.
واعتقل الآلاف بما في ذلك معظم قيادات جماعة الاخوان المسلمين التي أعلنتها الحكومة “منظمة إرهابية” في 25 ديسمبر كانون الأول بعد تفجير انتحاري في مديرية أمن محافظة الدقهلية بدلتا النيل ومقتل 17 معظمهم من رجال الشرطة.
وقتل اليوم خمسة من رجال الشرطة في هجوم شنه مسلحون على نقطة تفتيش في محافظة بني سويف جنوبي القاهرة.
وبعد عزل مرسي كثف مسلحون في محافظة شمال سيناء المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة هجمات على أهداف للجيش والشرطة في المحافظة التي خفت فيها القبضة الأمنية بعد اندلاع الانتفاضة.
وقالت العفو الدولية “تم إطلاق العنان لقوات الأمن لتتصرف فوق القانون مع عدم احتمال التعرض للمساءلة عن الانتهاكات.”
وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالمنظمة “شهدت مصر سلسلة من الضربات المدمرة لحقوق الإنسان وعنف الدولة على نطاق غير مسبوق على مدى الأشهر السبعة الماضية.”
وقال مساعد وزير الخارجية المصرية لشؤون الهيئات الدولية والأمن الدولي هشام بدر للصحفيين إن تقرير العفو الدولية “غير متوازن وغير دقيق ويعكس استخفاف منظمة مدنية دولية… بإرادة وطموح الشعب المصري.”
وأضاف أن التقرير “يتضمن ادعاءات مرسلة حول حالة حقوق الإنسان في مصر بما يجافي الواقع.”
وشدد على أن الحكومة “مسؤولة أمام شعبها أولا وأخيرا ولا تلتفت إلى محاولات تشويه الحقائق خاصة عندما يتضح لها ضعف قدرة الطرف المعني على فهم الواقع الوطنى وتطوراته والتحديات التي يواجهها شعب مصر وحكومته وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب ومواجهة العنف.”
لكنه أضاف “وزارة الخارجية تتابع بحرص واهتمام ما يصدر من تقارير عن بعض المنظمات الحقوقية الدولية وكذا ما تنشره وسائل الإعلام العالمية حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر أخذا فى الاعتبار ما توليه السلطات المصرية من انفتاح ورغبة حقيقية فى الإنصات إلى نقد بناء يهدف إلى تلافي ما قد يشوب عملية التحول الديمقراطي في مصر من قصور.”
وأضاف “لا يمكن إنكار وقوع بعض الأخطاء الفردية بين حين وآخر إلا أن الحكومة عازمة على مواصلة العمل بكل جدية على حفظ القانون والحيلولة دون الإفلات من العقاب.”
والخطوة التالية في خارطة طريق للانتقال السياسي مدعومة من الجيش أعلنت بعد عزل مرسي هي إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز السيسي في انتخابات الرئاسة إذا قرر خوضها. ويطالبه مصريون كثيرون بالترشح.
وتعرض نشطاء شاركوا بشكل رئيسي في الانتفاضة التي أطاحت بمبارك للسجن بسبب مخالفة قانون التظاهر الذي يجرم القيام بمظاهرات دون موافقة الشرطة.
وقالت صحراوي “يوجد جهود مكثفة للضغط على أي مراقبين مستقلين من الناشطين والصحفيين والمنظمات غير الحكومية.”
وقال بدر “تنظيم هذا الحق (التظاهر) من خلال القانون أمر معمول به في كافة دول العالم لحماية النظام العام وحقوق الآخرين.”
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني