توتو تموز، الذي لعب في المواسم الأخيرة بين صفوف فريق هبوعيل تل أبيب من الدوري الإسرائيلي الممتاز، قد وقع أمس (الإثنين) في أورال من الدوري الروسي الأول، وسوف يلعب بين صفوفه في الموسمين المقبلين. يجدر الذكر أن المهاجم البالغ من العمر 25 عامًا يترك إسرائيل للمرة الأولى، آملا في فتح صفحة جديدة ومحاولاً تحقيق القدرات الكبيرة الكامنة فيه. إنه ينضم إلى إسرائيلي آخر يتألق في روسيا وهو بيبارس ناتخو، لاعب الوسط في روبين كازان.
وُلد تموز، الذي يُدعى بالأصل أندريونس تاميلي، لزوجين نيجيريين هاجرا إلى إسرائيل حين كان اللاعب الموهوب يبلغ من العمر سنتين فقط. في وقت لاحق، غادر والداه البلاد وتم تبنيه من قبل إسرائيلية تُدعى أوريت تموز. غيّر أندريونس اسمه إلى “توتو”، تبنى اسم عائلة أمه الجديدة وفعل كل شيء بهدف الانخراط في المجتمع.
منذ نعومة أظفاره، برزت مهاراته على الملاعب: إنه سريع، حركاته سريعة وحضوره في منطقة الجزاء بارز. كل هذه الأمور، إلى جانب تحكمه بالكرة وركلاته الدقيقة، حولته إلى سلعة مطلوبة في سن 18 سنة، وعندها وقّع عقدًا في بيتار القدس، وهو من أبرز النوادي في إسرائيل. لقد فاز ببطولتين وبكأسين خلال سنواته الأربع في فريق العاصمة، وحتى أنه تمت دعوته إلى صفوف منتخب إسرائيل وسجل 10 مشاركات بالزي القومي.
شاهدوا لحظات تموز الرائعة:
http://www.youtube.com/watch?v=p6PKriAb3TQ
بعد ذلك، انتقل تموز إلى تل أبيب وانضم إلى صفوف العدو اللدود لمشجعي بيتار، هبوعيل تل أبيب. لم ير هؤلاء هذه الخطوة بعين الرضا، وقد اعتادوا في السنوات الأخيرة على شتمه وغناء أغان عنصرية وماسّة، بسبب كونه أسمر البشرة. وقد وصل التوتر إلى ذورته خلال الموسم الأخير، حيث أحرز المهاجم هدفًا في المبارة بين هبوعيل تل أبيب وبيتار القدس، وضايق جمهور الخصم، وهو يشير بإصبعه إلى فمه كإيماءة للصمت. كرد فعل، تم إلقاء موزة من المدرّج، وهي رمز لأصل تموز الأفريقي.
شاهدوا هدف تموز الرائع الذي أثار ضجة كبيرة:
سيكون من المثير للاهتمام كيف سيواجه تموز التعبيرات العنصرية التي قد يتم توجيهها إليه في روسيا، كذلك بسبب لون جلده. في السنوات الأخيرة عرف الدوري الروسي عددًا من المشادّات غير المريحة، التي انخرطت في وعي مشجعي كرة القدم في مختلف أنحاء العالم. يجدر بالذكر حادثة خاصة حدثت قبل صيفين. روبرتو كارلوس، الظهير الأيسر الأسطوري في منتخب البرازيل وريال مدريد، انضم في سن 38 إلى أنجي محتشلكه، وهو نادٍ رائد في روسيا. خلال الوقت الإضافي في لعبة الدوري أمام سوبتوف سماره، تم إلقاء الموز من المدرّج، باتجاه البرازيلي قصير القامة. وقد اختار ترك الملعب في اللحظة ذاتها، على الرغم من أن اللعبة لم تكن قد انتهت بعد، في لحظة كلها إذلال لعشاق كرة القدم في روسيا.
شاهدوا الحادثة العنصرية التي مرّ بها روبرتو كارلوس:
كان تموز مطلوبا في الأشهر الأخيرة من قبل نواد مختلفة في مختلف أنحاء أوروبا، ومن بينها فيادوليد الإسباني، فيستا ارنهايم من هولندا وبرتيزان بلغراد من صربيا. لقد اختار في نهاية الأمر دولة لها ثقافة مختلفة تماما عن تلك التي اعتاد عليها في الشرق الأوسط، بمناخ وطقس باردين حتى متجمدين، ووقع في نادي يلعب موسمه الأول في الدوري الممتاز في روسيا. يبدو أن هذه ظروف غير سهلة للنجاح. غير أنه ربما يكون البُعد بالذات هو الذي سيتيح للمهاجم التركيز في الملعب وأن يخرج من بين رجليه مهارته الرائعة. إذا نجح في تجاهل ضجيج الخلفية، العنصرية وقلة الصبر – فلا حدود للطموح.