مبادرة "‏Ten days‏" (Instagram)
مبادرة "‏Ten days‏" (Instagram)

مبادرة تطوعية إسرائيلية عابرة للقارات

"سِوار الأعمال الخيرية" الذي وزعته معلمة إسرائيلية على طلابها، بهدف خلق سلسلة من الأعمال التطوعية، انتشر في إسرائيل ووصل إلى كندا

23 ديسمبر 2018 | 13:46

زارت هيلاه شاطئ البحر ومعها كيسا لجمع النفايات وبدأت بجمعها، أعدت تسيبي أطعمة للجنود الوحيدين، تبرعت طال في إطار جمعية من أجل الحيوانات، ودبت ماي الفرح في قلوب الناجيات من الهولوكوست عندما طلت أظافرهن بالمناكير. جاءت هذه الأعمال الخيرية المؤثرة كجزء من مبادرة خاصة لدفناه بن براك، وهي معلمة لغة إنجليزية من مدينة ريشون لتسيون، أقامت مشروعا اجتماعيا يهدف إلى رفع الوعي تجاه المقربين منا، لجعل هذا العالم أفضل.

في إطار المشروع الذي يدعى “‏Ten days‏” (عشرة أيام)، حصل الطلاب في مدرسة في ريشون لتسيون على أساور خضراء، تشير إلى أنه تقف أمام كل من يحصل عليها عشرة أيام للقيام بأعمال صالحة. كذلك، من المفترض أن ينقل كل مشارك بعد أن يقوم بالأعمال الصالحة السوار إلى مشارك آخر، تشجيعا للتطوع والأعمال الصالحة. “بعد انتهاء عشرة أيام أو أقل، في حال أكمل المشارك التحديات، عليه نقل السوار إلى الآخرين – إلى إنسان حظي بأعمال خيرية. هكذا يمكن أن نخلق عددا من الأعمال الصالحة”، أوضحت دفناه.

انتشرت المبادرة التي بدأت قبل شهرين تقريبا سريعا في إسرائيل بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنها وصلت إلى كندا. خلال وقت قصير، انضم الكثيرون إلى المبادرة، رفعوا صورا في مواقع التواصل الاجتماعي، شاركوا الأعمال الخيرية التي قاموا بها، وشاركوا الآخرين بالمبادرة. “شعرت أن هناك عملا ينشر الضوء”، قالت دفناه. “لا تغيّر هذه المبادرة العالم القائم، بل تسمح بالقيام بأعمال صالحة”.

https://www.instagram.com/p/BrF8_LpnJ8O/

اقرأوا المزيد: 216 كلمة
عرض أقل
صورة توضيحية (Tomer Neuberg/Flash90)
صورة توضيحية (Tomer Neuberg/Flash90)

زواج مجاني تقريبا؟ حقا!

مبادرة طوعية تساعد الأزواج الشبان في إسرائيل على إقامة زفاف احتفالي بتكلفة بحد أدنى: "هل هناك أفضل من إسعاد العرسان في زفافهم؟"

تشغل تكاليف الأعراس الباهظة الأزواج الشابة في كل العالم، إذ يضطر العرسان إلى مواجهة المصاريف الكثيرة التي تتضمن مصاريف القاعة، المطرب، المصوّر، التصميم، الملابس، وغيرها. يستصعب شبان كثيرون في إسرائيل تحمّل التكاليف الباهظة، ويخاطر جزء منهم بأخذ قروض بنكية من غير الواضح كيف يمكن أن يسددوها.

أقيم مشروع مميز يدعى “مبروك” للأزواج الذين لا يحصلون على دعم العائلة المالي، وليس في وسعهم تمويل احتفالات الزفاف. يساعد متطوعو المشروع الأزواج على إقامة زفاف لائق، ويدبون الفرحة في قلوبهم رغم وضعهم المادي.

حفل زفاف نظمته “مبروك” (Facebook)

أقيمت جمعية “مبروك” عام 2015، بمبادرة طلاب جامعيين شبان من مركز هرتسليا متعدد المجالات. “فكرنا كيف يمكن أن نجعل الأفراد يمرون بتجربة تطوع كبيرة ويشعروا أنهم يريدون التطوع لاحقا أيضا”، قال باراك أوستر، من المبادرين إلى المشروع لصحيفة “يديعوت أحرونوت”. “تزوج شريكي قبل سنة من إقامة المشروع وقال: هل هناك أفضل من إسعاد عرسان في يوم زفافهم؟”

كان الزفاف الأول الذي أقامته الجمعية ناجحا بشكل خاص، ثم انضم متطوعون آخرون للتبرع للأعراس القادمة. منذ ذلك الحين، ازدادت نشاطات الجمعية، ولا تزال ترافق العرسان بدءا من اختيار القاعة وفستان الزفاف، وانتهاء بالاحتفال بالزفاف. من خلال تجنيد المتطوعين – مزوّدي الخدمات، المصممين، المصورين، المطربين، وغيرهم – الذين يساهمون في المشروع كثيرا، تنجح الجمعية في إقامة مراسم زفاف بتكلفة منخفضة جدا. كما يحصل العرسان على النقوط مباشرة، وتكون مصدر مساعدة لهم في بداية حياتهم المشتركة.

متطوعو “مبروك” ׁ(Facebook)

يتطوع الأزواج الذين تلقوا مساعدة من جمعية “مبروك” بعد الزفاف من أجل إقامة مراسم زفاف أخرى، وهكذا يشكلون جزءا من متطوعي المشروع في أنحاء إسرائيل. قال يفجيني، الذي تزوج مؤخرا بمساعدة جمعية “مبروك” لصيحفة “يديعوت أحرونوت”: “كان الفرح رائعا، مختلفا عن الاحتفالات العادية، ومفرحا أكثر بكثير. رقص النادلون والحضور، وكان من الواضح أن النادلين مهتمون بنجاح الفرح وليس بالعمل من أجل الراتب فحسب”.

اقرأوا المزيد: 274 كلمة
عرض أقل
سائحة في زنجبار (Nati Shohat/FLASH90)
سائحة في زنجبار (Nati Shohat/FLASH90)

صرعة العطلة الصيفية الجديدة للشبان الإسرائيليين

بدأت العطلة الصيفية ليس من المفروض أن تكون مدة لتضييع الوقت. جزء من الشبان والشابات في إسرائيل سيسافر إلى قارات أخرى بهدف تقديم المساعدة والتطوع

لقد انتهت قبل أيام السنة الدراسية في المدارس الإسرائيلية وبدأت عطلة الصيف الطويلة. ستفتح المدارس أبوابها ثانية في شهر أيلول فقط، وحتى ذلك الحين سينضم الأطفال إلى مخيمات صيفية، دورات، وسيعملون في أطر عمل وغير ذلك.

يعرف الأطفال جيدا كيف يستغلون العطلة المفاجئة بعد أشهر من التعليم يوميا. يقضي جزء من الأطفال أوقاتهم في مراكز المتشريات، البحر، وبرك السباحة، فيما يستغل أطفال آخرون العطلة للعمل وكسب المال. ولكن هناك فرصة جديدة لقضاء العطلة الصيفية وهي التنزه والتطوع في خارج البلاد.

متطوعون إسرائيليون في زنجبار (Nati Shohat/FLASH90)

لماذا يجب قضاء العطلة الصيفية في التطوُّع تحديدًا؟

يشكل التطوع للشبان في العالم طريقا جديدة ومثيرة للتنزه، التعرف إلى ثقافات وأشخاص في العالم، المساهمة، والمشاركة في خوض تجارب مثرية في دول مختلفة. من بين مجالات التطوع، هناك التطوع من أجل الحفاظ على الطبيعة، مساعدة الحيوانات، التقدم المجتمعي، ممارسة نشاطات مع أطفال وشبان، وإقامة مهرجانات.

قد تكون زيارة “جيل المجمعات التجارية والأسفلت” إلى إفريقيا تجربة هامة وتثقيفية. تشكل مشاهدة الحيوانات البرية بدلا من الحيوانات الطبيعية أهمية كبيرة، إذ تعرض دول القارة الإفريقية ثقافات مختلفة كليا ومعاناة إنسانية وليس حيوانات طبيعة وحشية فحسب.

هناك أطر تطوع للشبان في كل مكان في العالم تقريبا – في إفريقيا، أسيا، أمريكا الجنوبية، أستراليا، ونيوزيلندا، وحتى في أوروبا. كما يفهم جزء من الأهل الكنز الكامن في الرحلات التطوعية وينضمون إليها مع كل العائلة. تشكل عائلة “سيلع” مثالا على ذلك. “عشنا في قرية بالقرب من جبل كيليمانجارو لعدة أيام”، قالت ليمور سيلاع لموقع إسرائيلي كتب عن الموضوع. “حظينا بمعاملة جيدة من الجميع”.

متطوعون إسرائيليون في زنجبار (Nati Shohat/FLASH90)

لقد أثرت التجارب كثيرا في الأولاد وفق أقوال سيلاع. “لاحظت أن أولادي أظهروا قدرات خاصة. فهم يجلسون بآداب أثناء تناول الطعام مثلا عند تناول حساء الموز باللحم، ويقضون ساعات في اللعب مع أطفال القبيلة. كانت تصرفاتهم طبيعية إلى حد بعيد. أهم ما كان يمكن ملاحظته في هذه اللقاءات أن الأطفال هم أطفال أينما كانوا”. لقد أثرت هذه الرحلة في توجهنا جميعا، كبارا وصغارا، تجاه الأشخاص الآخرين”، لخصت ليمور قائلة.

اقرأوا المزيد: 298 كلمة
عرض أقل
"يوم الأعمال الصالحة" في إسرائيل (Facebook / GoodDeedsDay)
"يوم الأعمال الصالحة" في إسرائيل (Facebook / GoodDeedsDay)

الإسرائيليون يستعدون لـ “يوم الأعمال الصالحة”

هذا الأسبوع تطوع مليونا إسرائيليّ من أجل المجتمع في إطار مشروع يدعى "يوم الأعمال الصالحة"

في إطار “يوم الأعمال الصالحة”، الذي يصادف يوم غدا (الثلاثاء) في إسرائيل، سيتطوع نحو مليوني إسرائيلي من أجل الآخرين ضمن آلاف المشاريع بدءا من الشمال وانتهاء في الجنوب.

“يوم الأعمال الصالحة” هو مشروع بادرت إليه جمعية “رواح طوفاه” وفكرته المركزية هي أن كل شخص قادر على القيام بأعمال خيرية لصالح الآخرين، ويمكن أن تكون هذه لأعمال صغيرة جدا. يهدف القائمون على المشروع إلى رفع الوعي حول سهولة القيام بأعمال حسنة من أجل الآخر وعرض الطريقة التي يمكن أن يعمل وفقها العالم الذي نعيش فيه في كل يوم في السنة.

سيشارك معظم البلدات والسلطات المحلية في إسرائيل في المشروع، وستشارك فيه كل طبقات المجتمع الإسرائيلي – مدارس، روضات الأطفال، طلاب جامعيون، جمعيات، شركات تجارية وجنود. في إطار يوم التطوع المميز، ستُجرى في أنحاء البلاد مئات النشاطات والأحداث، مثل مساعدة السكان ذوي الاحتياجات الخاصة، ترميم مؤسسات الرفاه، تنظيف الشواطئ والغابات، زيارة مرضى في المستشفيات وغيرها.

“يوم الأعمال الصالحة” في إسرائيل (Facebook / GoodDeedsDay)

إضافة إلى ذلك، ستُقام في أنحاء إسرائيل عشرات مواقع “الأعمال الصالحة” التي تتيح للجميع القيام بعمل صالح بسهولة، وستجرى احتفالات تهدف إلى دب الفرح مثل مسابقة الأعمال الصالحة، تطيير طائرات ورقية، وإقامة أسواق مدينية.

كما وانضم دوري الدرجة العُليا الإسرائيلي لكرة القدم إلى المشروع ورفع الوعي في الملاعب الرياضية. في إطار النشاطات، سيصل اللاعبون والقضاة من كل الفرق وهم يرتدون قمصانا مميزة تشير إلى الأعمال الصالحة، وسيمسك كل لاعب لافتة عليها حرف أو شعار بحيث يشكل جميعها العبارة: “في 13 آذار سنعمل جميعا عملا صالحا”.

مع مرور الوقت، أصبحت الأعمال الحسنة، التي بدأت كمشروع إسرائيلي قبل نحو عقد، يوما عالميا تشارك فيه 93 دولة من أجل الآخرين والبيئة. هذا العام، يصادف يوم الأعمال الصالحة الدولي بتاريخ 15 نيسان.

“يوم الأعمال الصالحة” في إسرائيل (Facebook / GoodDeedsDay)
اقرأوا المزيد: 256 كلمة
عرض أقل
الكلبة لوسي (لقطة شاشة / YNET)
الكلبة لوسي (لقطة شاشة / YNET)

تعرفوا إلى الكلبة التي تساعد المصابين بالهلع

عندما تصل الكلبة لوسي إلى موقع الكارثة، تكون قادرة على الكشف باستخدام حواسها الحادة عن المصابين بالخوف وتقديم المساعدة لهم: "تكشف عن مشاعر المصابين"

تعمل في منظمة “إيحود هتسلاه” (اتحاد الإنقاذ)، المنظمة التي تعمل تطوعا وتقدم مساعدة أولية للمصابين في الكوارث المختلفة، متطوعة استثنائية: الكلبة لوسي. تعيش هذه الكلبة المميزة لدى إحدى متطوعات المنظمة، وتتمتع بحساسية خاصة وقدرات بارزة تساعدها على الكشف عن الأشخاص الذين يتعرضون لضائقة.

تعمل في إطار منظمة “إحود هتسلاه” وحدة “حوسن”، وهي تقدم مساعدات لمصابي الكارثة الذين يتعرضون لصدمة نفسية. يصل متطوعو الوحدة سريعا إلى موقع العملية الإرهابية والكوارث الأخرى ويقدمون مساعدة للمصابين الذين يعانون من الصدمة والقلق.

تحدثت باتيا يافه، وهي متطوعة في وحدة “حوسن” وصاحبة الكلبة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن قدرات الكلبة المميزة ومواهبها. “لوسي حساسة جدا، وهي تعبّر أمامي عما يشعر به المصابون في تلك اللحظة. عندما أنظر إليها، أفهم ما الذي يشعر به المصاب تماما”، وفق أقوالها.

الكلبة لوسي وصاحبتها، باتيا يافه (لقطة شاشة / YNET)

وتحدثت يافه عن العمليات والكوارث الكثيرة التي شاركت فيها لوسي، ونجحت في التعرّف إلى المصابين الذين يعانون من القلق وساعدتهم على مواجهة التجربة الصعبة التي مروا بها. “هناك حالة، وصلت فيها مع لوسي إلى زوج عجوز، وعندما اقتربت منهما، بدأت المرأة العجوز بمداعبة لوسي وبالبكاء. فمن خلال مداعبة لوسي استطاعت تلك العجوز أن تعبّر عن مشاعرها. في حالة أخرى، وصلنا إلى بناية تعرضت للحريق، وقد جذبتني لوسي نحو أحد الأشخاص في المنطقة. عندما بدأت بالتحدث معه، اتضح لي أن قريب عائلته داخل المبنى. لقد شعرت لوسي بالضائقة التي مر بها ذلك الرجل.”

اقرأوا المزيد: 211 كلمة
عرض أقل
قرية الغجر (Flash90 / Hamad Almakt)
قرية الغجر (Flash90 / Hamad Almakt)

الشباب العلوي ينضم إلى الخدمة المدنية في إسرائيل

بدأ شبان القرية العلوية الوحيدة في إسرائيل بالانضمام إلى الخدمة المدنية: "نريد الاندماج في مؤسسات التعليم العالي والعمل"

في الأشهر الأخيرة، بدأ الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 23 عاما من قرية غجر العلوية، المقسمة بين إسرائيل ولبنان، بالالتحاق بـ “الخدمة المدنية”، وهي خدمة تطوعية للشبان الإسرائيليين في مجالات التربية، الرفاه، والطب. في غضون ثلاثة أشهر، ازداد معدل الالتحاق بالأطر التطوعية بشكل ملحوظ، وبدأ يبدي شباب القرية رغبة كبيرة للانضمام إلى الخدمة المدنية.

قرية الغجر هي قرية علوية تقع على الحدود بين إسرائيل ولبنان وهي مقسمة بين البلدين. هذه هي البلدة العلوية الوحيدة في إسرائيل ويصل تعداد سكانها إلى نحو ‏2,500‏ مواطن. في عام 1981، ضُم الجزء الجنوبي من القرية إلى إسرائيل إضافة إلى بقية مرتفعات الجولان، وفي عام 2010 اعترفت إسرائيل بالمنطقة الشمالية من القرية باعتبارها منطقة تابعة للسيادة اللبنانية.

في شهر أيلول الماضي، بدأت جمعية “الخدمة المدنية” الإسرائيلية بالعمل في قرية الغجر، وعلى الرغم من مخاوف الشباب بسبب الواقع الجيوسياسي الحساس الذي تقع فيه القرية، كانت هناك استجابة كبيرة للانضمام إلى الخدمة.

وقال عامر عامر, المدير المسؤول عن الوسط العربي والدرزي في جمعية “الخدمة المدنية”, إن مشاركة الشباب في القرية تنبع من رغبتهم في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، الدراسة في مؤسسات التعليم العالي، والتقدم في المستقبل في مجالات العمل. وفق أقواله، “يتضح أن هناك لدى الشبان صعوبة مالية في تمويل أنفسهم خلال فترة الدراسة، وهناك أيضا تصوّر بأن أولئك الذين يؤدون الخدمة المدنية في إسرائيل يصبحون ‘جزءا منا’، وهذا يمنحهم ميزة في الاندماج في سوق العمل في وقت لاحق”.

المتطوعات في الخدمة المدنية (Flash90 / Abir Sultan)

وأضاف عامر أن الطلب على الالتحاق بخدمة المتطوعين اكتسب زخما مفاجئا أسرع مما كان متوقعا، وأصبحت نسبة المتطوعين من قرية الغجر أعلى من نسبة المتطوعين من البلدات الصغيرة الأخرى. ويتطوع الشباب أيضا في المراكز الاجتماعية، المدارس، رياض الأطفال، وأطر التعليم غير الرسمية.

أما بالنسبة لمخاوف الشباب والمعارضة التي تعرضوا لها في بداية طريقهم في قرية الغجر، قال عامر إن “المعارضة كانت خفية، وظهرت في البداية فقط. خشي الشبان من أن تكون الخدمة بهدف الالتحاق بالجيش، وسألوا عم يلتزمون القيام به، وبعد أن أصبح واضحا لهم أن لا علاقة بين الخدمة المدنية والجيش، بدأوا يشعرون باطمئان أكثر ويعربون عن رغبتهم في الالتحاق بالخدمة”. وأضاف أن المعارضة ضئيلة، والدليل على ذلك هو ارتفاع الطلب على الانضمام إلى الخدمة. وقال: “في الوقت الراهن، توقفنا عن تجنيد الشبان للخدمة، لأن الطلب يتجاوز العرض، وهناك العديد من المرشحين الذين ينتظرون الالتحاق بالخدمة”.

أكد عامر على أن شبان قرية الغجر الذين يلتحقون بالخدمة المدنية يشعرون أقرب إلى إسرائيل من سوريّا. وأوضح أن شباب القرية تمكنوا في الماضي من التوجه إلى سوريا والتعلم فيها مجانا، ولكن هذا الخيار لم يعد موجودا، وبالتالي يتعين على العديد منهم التقدم للحصول على منح دراسية من أجل الاندماج في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية. وفق أقواله: “عليهم أن يعملوا جاهدين من أجل الالتحاق بالتعليم الأكاديمي، لهذا فإن الخدمة المدنية تشكل جسرا لهم للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وتساعدهم على الحصول على منح ومكفآت”.

اقرأوا المزيد: 438 كلمة
عرض أقل
المجتمع التكنولوجي "‏She Codes‏" (Instagram / she_codes_community)
المجتمع التكنولوجي "‏She Codes‏" (Instagram / she_codes_community)

افتتاح المركز الأول لتعليم البرمجة للدرزيات في إسرائيل

افتتحت منظمة "‏She Codes‏"، التي تدفع النساء قدما في صناعة التقنية العالية، فرعها الأول في القرية الدرزية، دالية الكرمل

في الأيام الأخيرة، افتُتح المركز الأول للمنظمة الإسرائيلية “‏She Codes‏” بحماس كبير في البلدة الدرزية، دالية الكرمل. هذا هو أول فرع للمنظمة, التي تعمل على تصحيح النقص في تمثيل المرأة في شركات التكنولوجيا الفائقة، الذي أقيم في البلدة الدرزية، ومن المتوقع أن تنخرط الفتيات الدرزيات في هذا المجال.

إن “‏She Codes‏” هو مجتمع تكنولوجي نسائي، أقيم بهدف أن يكون عدد الفتيات اللواتي يطورن البرمجيات في إسرائيل مساو لعدد الرجال الذين يعملون في هذا المجال. منذ إقام المنظمة في عام 2013، بدأت تعمل كمنظمة دون أهداف ربحية، ويعمل في إطارها أكثر من 30 فرعا في أنحاء إسرائيل بواسطة المتطوعين.

وتهدف المنظمة إلى تعزيز الثقة الذاتية، المواظبة وتطوير المجتمع، وتتمتع الفتيات في إطارها بمسارات تعليمية تضمن البرمجة، مجموعات العمل على مشاريع بمرافقة متطوعين من المجتمع المحلي، محاضرات تكنولوجية، استشارة مهنية، وغيرها. يصل تعداد أعضاء “‏She Codes‏” إلى أكثر من 20.000 شابة من أعمار مختلفة، ومن المتوقع أيضا أن يزداد حجمها في السنوات القادمة.

تشهد أبحاث أجريت في إسرائيل على نقص تمثيل النساء بشكل ملحوظ في مجال التقنية العالية بشكل عام وفي الوظائف الأساسية بشكل خاص، وفي ظل هذا الواقع تطمح منظمة “‏She Codes‏” إلى تشجيع النساء من الفئات المختلفة على الانخراط في الوظائف الأساسية ذات الأجر العالي في صناعة التقنية الفائقة الإسرائيلية.

المجتمع التكنولوجي “‏She Codes‏” (Instagram / she_codes_community)
اقرأوا المزيد: 197 كلمة
عرض أقل
عائلة فلسطينية بطريقها إلى مُستشفى إسرائيلي
عائلة فلسطينية بطريقها إلى مُستشفى إسرائيلي

عندما التقيت لأول مرة عائلة فلسطينية، بطريقنا إلى مُستشفى إسرائيلي

مُتطوعون إسرائيليون يساعدون مرضى فلسطينيين بطريقهم إلى مُستشفى في إسرائيل، على أمل خلق واقع مُختلف بين الشعبين

الساعة قُبيل السادسة صباحًا، أقود سيارتي شرقًا، حيث بدأت تُشرق الشمس  وترسم خطًا برتقالي اللون فوق جبال الضفة الغربية. عندما وصلت إلى حاجز إيال، قرب قلقيلية، شاهدت عشرات، وربما المئات، من العمال الفلسطينيين ينتظرون بداية يوم عمل جديد. بعضهم يلتفون حول المواقد، يُحضرون القهوة لتبعث بهم الدفء في هذا الصباح البارد. ينتظرون المقاول، ليُقلهم، أو أي مواطن إسرائيلي، عشوائي، يأتي باحثًا عن عُمال، على أمل أن يترزقوا.

ظهرتُ في المنطقة، وخلال دقيقة استطاعوا تمييزي. توجه طفلان إلى سيارتي، كان الولد مع أمه والبنت مع والدها. “إلى شيبا”؟، سألوني. أومأت برأسي، خرجت من السيارة وحييتهم بتحية “صباح الخير”. بعد تثبيت الطفلين بكرسي الأمان، أجريت مكالمة قصيرة للتأكد من أن هؤلاء هم من علي أن أُقلهم، وانطلقنا باتجاه المُستشفى.

بدأتُ التطوع في جمعية “الطريق للشفاء”، التي تقوم بتوصيل مرضى فلسطينيين إلى المُستشفيات الإسرائيلية، في الصيف الماضي. في غزة اندلعت حرب، وفي إسرائيل زادت درجة الكراهية بشكل كبير، وأنا بحثت عن طريقة أحاول تحسين الوضع من خلالها أو أن أخفف من ذلك الشعور السيء تجاه نفسي. شاهدت في أحدى الأيام، صدفة، فيديو على موقع فيس بوك يصف الطريق التي يقطعها يوفال روت، مؤسس الجمعية، مع أفنان – طفلة رائعة وذكية، من المُستشفى في حيفا، الذي مكثت فيه لأشهر طويلة بسبب مرض السرطان، عودة إلى بيتها في غزة. إنما بسبب إطلاق الصواريخ من غزة، تم إغلاق المعبر في ذلك الصباح، وانتظرت أفنان فتح المعبر مع يوفال، وأطفال كيبوتس حتسيريم، في الملجأ المُحصن ضد الصواريخ، إلى أن أُعيد فتح المعبر وعادت أفنان إلى بيتها لترى أُمها وأشقاءها اللذين لم تشاهدهم منذ مدة طويلة.

مؤسس الجمعية: “أؤمن من صميم قلبي بالحاجة، والفرصة المتاحة للطرفين بلقاء حميم وأصيل، يُحطم الحواجز والعقبات، الأمر الذي يُقرّب القلوب ويفتح بابًا للتصالح.”

ذلك الفيديو لامسني في الصميم. إن العلاقة الخاصة بين يوفال، الذي أخذ على عاتقه عملية النقل، والطفلة المريضة، التي أثرت بي كثيرًا، حقيقة أن كل واحد من الشخصين لديه أصدقاء ومعارف في الطرف الآخر، وإدراك أن المساعدة التي يُقدمها يوفال للمرضى وعائلاتهم أغلى من أي شيء آخر، كل تلك الأمور قادتني للتواصل مع يوفال. وجدت نفسي، بعد أيام من ذلك، على حاجز قرب نعلين، أُقلُ المرضى بنفسي.

مُذاك الحين، مرة كل أسبوع أو أسبوعين، كنت أستيقظ باكرًا وأُسافر إلى الحاجز، ومن هناك إلى المُستشفى وأعود إلى البيت أو العمل. يتغيّر الأطفال وعائلاتهم دائمًا، أتمكن من التحدث مع بعضهم قليلاً، وأهتم بقصتهم، من أين أتوا، منذ متى يتعالجون. وآخرون يكونون هادئين، خجولين، لا يقولون كلمة واحدة حتى نصل المُستشفى، هناك فقط يشكرونني بتواضع وبنظرات مُمتنة. ينام الأطفال أحيانًا في المقعد الخلفي، يكون الأهل مُنشغلين بالمكالمات، تنسيق ومُتابعة الأمور. أحيانًا أحظى بنقل أشخاص سبق أن نقلتهم، يبتهج الأهل أيضًا عندما يرون وجوهًا يعرفونها، وأنا أشعر بالسعادة، وفي أفضل الحالات، حين أرى تحسنًا في حالتهم.

أطفال مرضى ومُتطوعون إسرائيليون في مستشفى "هداسا"
أطفال مرضى ومُتطوعون إسرائيليون في مستشفى “هداسا”

كثيرًا ما أحظى بعناق دافئ أو بالدعاء لي بالتوفيق والوفرة. تملأني مشاعر الامتنان الصادقة تلك كل مرة من جديد، وتُذكّرني بمدى أهمية عمل الخير الذي أقوم به. يصنع اللقاء المُباشر والبسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين أشياء عجيبة برأيي. أنا، الذي عشت طوال حياتي على بعد 10 دقائق من الفلسطينيين، تعرفت بأربعة منهم أو خمسة. التقيت في السنة الأخيرة عشرات الفلسطينيين، الذين تفاعلتُ جدًا معهم، رأيت كيف يصارعون كل يوم من أجل حياتهم، في واقع صعب، وهم لا يريدون إلا أن يمنحوا أولادهم حياة ومُستقبلاً. حطم لقائي بهم الكثير من الصور المأخوذة عنهم، الأفكار المُسبقة وحتى المخاوف التي كانت تعتريني تجاه الفلسطينيين.

من جهة أخرى، يُظهر التطوع في الجمعية للكثير من الفلسطينيين، أن الإسرائيليين الوحيدين الذين سبق أن رأوهم هم فقط الجنود على ما يبدو، وربما بعض المستوطنين، وأن هناك إسرائيليين آخرين، ليسوا عنيفين، وليسوا عنصريين. يحبون المساعدة، مُكترثون، إنسانيون. في الحديث الذي خضته مع موسى (اسم مُستعار)، والد طفل يعاني من مرض السرطان؛ من رام الله، الذي أوصلته إلى المُستشفى، اكتشفت مدى أهمية ذلك.. هو ذاته يعمل في المنطقة الصناعية باركان، مع اليهود، بينما زوجته، التي ظلت تجلس هادئة خلال الرحلة، لم تلتق من قبل يهودًا إلى أن اضطرت لمرافقة ابنتها إلى مُستشفى في إسرائيل.

أب فلسطيني لبنت مريضة: “في المستشفى تجد نفسك متساويًا مع الجميع، لا يسألونك من أين أنت، إن كنت يهوديًا، مسيحيًا أو مُسلمًا. عند المعاناة والألم كلنا سواسية، وكلنا أخوة”

قال إنه في المستشفى، يتعامل الإسرائيليون معهم كبشر. هناك تجد نفسك متساويًا مع الجميع، لا يسألونك من أين أنت، إن كنت يهوديًا، مسيحيًا أو مُسلمًا. “قرب سرير ابنتي كان هناك طفل مسيحي وطفلين يهوديين في الغرفة المجاورة.عند المعاناة والألم كلنا سواسية، وكلنا أخوة”. معرفة أن أول إسرائيليين التقتهم الزوجة كانوا أشخاصًا طيبين ساعدوها، رسمت ابتسامة على وجهي.

قال لي الأب خلال الرحلة إنه قبل أن يلتقي مُمثلي الجمعية، الذين توجهوا إليه في المُستشفى، كان يدفع 400 شاقل (أكثر من مئة دولار) فقط مقابل السفريات، في كل مرة كانوا يضطرون للذهاب إلى المُستشفى، ما جعل كل ذلك الأمر أكثر من مُجرد تعب نفسي وجسدي، بل أيضًا اقتصادي. لم يسمع عن الجمعية من قبل، مثله مثل الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين، وتفاجأ عندما قلت له إن كل ذلك يتم بشكل تطوعي كامل، في الوقت المتاح لدى المتطوعين، ودون مقابل. في إحدى المرات، يروي، وصل هو وزوجته وابنته لتلقي العلاج، بعد أن أوصلا بناتهما الثلاث إلى مدارسهن، إنما بعد أن اجتازوا الحاجز اكتشفوا أنه يوجد في السيارة طفل آخر مريض مع والده، حيث بقي فقط هناك مكان واحد للأم ولابنتها. عندما قال إنه سيأخذ سيارة أُجرة ليلحق بهما، أخرجت المتطوعة مباشرة تكلفة السفر من جيبها وصممت على أن يأخذ المال كهدية. حتى هذا اليوم، كما يقول، يتمنى أن يلتقيها ثانية ليُعطيها المال، أو لكي يشكرها ثانية.

أطفال مرضى ومُتطوعون إسرائيليون في مستشفى "هداسا"
أطفال مرضى ومُتطوعون إسرائيليون في مستشفى “هداسا”

عدد المتطوعين في الجمعية أكثر من 500 وكل واحد منهم يختلف عن الآخر. هنالك متقاعدون، شبان، أهل، من كل أطياف المجتمع الإسرائيلي، من كل أنحاء البلاد. تقوم الجمعية بنحو 3,600 عملية توصيل تقريبًا في العام، ودائمًا من الحاجز إلى المُستشفيات المختلفة في إسرائيل. بدأ مؤسس الجمعية، يوفال روت، نشاطه بالصدفة المحضة. حدثني عن بداية ذلك في مقابلة لي معه:

“أنا عضو في منتدى العائلات الفلسطينية والإسرائيلية الثكلى من أجل التصالح والتسامح والسلام. انضممت إلى المنتدى قبل 15 عامًا على إثر مأساة فقدت فيها شقيقي أودي أثناء أدائه الخدمة الاحتياطية. استجبت قبل 10 سنوات لطلب عضو معنا في المنتدى الفلسطيني، من قرية يعبد، حيث طلب مني أن أُقل شقيقه إلى أحد المستشفيات في حيفا. ومن هنا بدأت تتطور الأمور. قام بتوجيه المزيد من العائلات إليّ، من العائلات التي كانت بحاجة لمساعدة، صار رقم هاتفي ينتقل بين المرضى، على اختلافهم. حين أدركت بأنني لا أستطيع أن أستجيب وحدي لكل الطلبات، طلبت المساعدة في البداية من الأشخاص القريبين مني وبالتدريج بدأت تتبلور مجموعة من المتطوعين المساعدين.

“يُظهر التطوع في الجمعية للكثير من الفلسطينيين، أن هناك إسرائيليين آخرين، ليسوا عنيفين، وليسوا عنصريين، يحبون المساعدة”

يتم تلقي المعلومات عن المرضى من خلال عاملين في المستشفى، ويعمل المتطوعون وفق المعلومات التي تصلهم أو بعد نشر أخبار في وسائل الإعلام. تتلقى الجمعية تبرعات أيضًا، تُساعد المعنيين بنقل المرضى والذين لا يستطيعون تحمل أعباء الوقود، وتُستغل التبرعات أيضًا للمساعدة في تكاليف العلاج وأيام استجمام للمرضى وعائلاتهم.

“أؤمن من صميم قلبي بالحاجة، والفرصة المتاحة للطرفين بلقاء حميم وأصيل، يُحطم الحواجز والعقبات، الأمر الذي يُقرّب القلوب ويفتح بابًا للتصالح”. قال لي يوفال. “ليس هناك أي شيء مشابه، في ظل الواقع المُعقّد الذي نعيشه، لهذا النشاط بمعنى اللقاء الإنساني، على مستوى لقاء بين البشر. لا يسعني أن أذكر كل كلمات الشكر والمشاعر الطيبة من جهة المتطوعين على هذه الفرصة التي منحتهم إياها الجمعية، والامتنان من جهة المرضى أيضًا، هذه حقائق تمنحني القوة والدعم لأُكمل رغم كل الصعوبات”.

مقال عن مؤسس الجمعية، يوفال روت، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" عام 2009
مقال عن مؤسس الجمعية، يوفال روت، في صحيفة “يديعوت أحرونوت” عام 2009

في الختام روى لي حكاية لا تنفك تؤثر بي مرارًا وتكرارًا. “كان رزق خريبات، مواطن من قرية في جبال الخليل، يعاني من سرطان وقد ساعده متطوعو الجمعية بالوصول من معبر ترقوميا إلى مُستشفى شيبا، لأكثر من عام. تُوفي، للأسف الشديد. ذهبنا، قبل شهرين، كممثلين عن الجمعية لتعزية العائلة بوفاته. لم يعرف ولداه، وسام ومحمود، كيف يشكراننا على المساعدة التي تلقاها والداهما من الجمعية، وعبّرا عن رغبتهما بمساعدة الجمعية بأية طريقة. أول فكرة اقترحتها عليهما هي إنشاء جمعية فلسطينية موازية لنا تساعد المرضى داخل الأراضي المُحتلة للوصول إلى المعبر من الجانب الفلسطيني.

لا تزال الفكرة، بالطبع، بحاجة إلى التطوير إلا أن الشيء المؤثر في القصة هو تعهدهما، وعندما ودعناهما أقسما لنا بأن العلاقة التي نشأت بيننا وبينهما، بعيدًا عن مسألة توصيل المرضى، ستستمر. بالنسبة لي هذه هي خلاصة القصة”.

يبدو أن شعار الجمعية – “الطريق للشفاء، الطريق للسلام والمصالحة – الإنسانيّة قبل السياسة”، هو أكثر بكثير من مجرد شعار آخر. تحوّل ذلك إلى واقع.

إن أردتم التبرع للجمعية، يمكنكم أن تفعلوا ذلك هنا، أو من خلال الموقع الرسمي للجمعية.

اقرأوا المزيد: 1321 كلمة
عرض أقل
عائلة فلسطينية بطريقها إلى مُستشفى إسرائيلي
عائلة فلسطينية بطريقها إلى مُستشفى إسرائيلي

عندما التقيت لأول مرة عائلة فلسطينية، بطريقنا إلى مُستشفى إسرائيلي

مُتطوعون إسرائيليون يساعدون مرضى فلسطينيين بطريقهم إلى مُستشفى في إسرائيل، على أمل خلق واقع مُختلف بين الشعبين

الساعة قُبيل السادسة صباحًا، أقود سيارتي شرقًا، حيث بدأت تُشرق الشمس  وترسم خطًا برتقالي اللون فوق جبال الضفة الغربية. عندما وصلت إلى حاجز إيال، قرب قلقيلية، شاهدت عشرات، وربما المئات، من العمال الفلسطينيين ينتظرون بداية يوم عمل جديد. بعضهم يلتفون حول المواقد، يُحضرون القهوة لتبعث بهم الدفء في هذا الصباح البارد. ينتظرون المقاول، ليُقلهم، أو أي مواطن إسرائيلي، عشوائي، يأتي باحثًا عن عُمال، على أمل أن يترزقوا.

ظهرتُ في المنطقة، وخلال دقيقة استطاعوا تمييزي. توجه طفلان إلى سيارتي، كان الولد مع أمه والبنت مع والدها. “إلى شيبا”؟، سألوني. أومأت برأسي، خرجت من السيارة وحييتهم بتحية “صباح الخير”. بعد تثبيت الطفلين بكرسي الأمان، أجريت مكالمة قصيرة للتأكد من أن هؤلاء هم من علي أن أُقلهم، وانطلقنا باتجاه المُستشفى.

بدأتُ التطوع في جمعية “الطريق للشفاء”، التي تقوم بتوصيل مرضى فلسطينيين إلى المُستشفيات الإسرائيلية، في الصيف الماضي. في غزة اندلعت حرب، وفي إسرائيل زادت درجة الكراهية بشكل كبير، وأنا بحثت عن طريقة أحاول تحسين الوضع من خلالها أو أن أخفف من ذلك الشعور السيء تجاه نفسي. شاهدت في أحدى الأيام، صدفة، فيديو على موقع فيس بوك يصف الطريق التي يقطعها يوفال روت، مؤسس الجمعية، مع أفنان – طفلة رائعة وذكية، من المُستشفى في حيفا، الذي مكثت فيه لأشهر طويلة بسبب مرض السرطان، عودة إلى بيتها في غزة. إنما بسبب إطلاق الصواريخ من غزة، تم إغلاق المعبر في ذلك الصباح، وانتظرت أفنان فتح المعبر مع يوفال، وأطفال كيبوتس حتسيريم، في الملجأ المُحصن ضد الصواريخ، إلى أن أُعيد فتح المعبر وعادت أفنان إلى بيتها لترى أُمها وأشقاءها اللذين لم تشاهدهم منذ مدة طويلة.

مؤسس الجمعية: “أؤمن من صميم قلبي بالحاجة، والفرصة المتاحة للطرفين بلقاء حميم وأصيل، يُحطم الحواجز والعقبات، الأمر الذي يُقرّب القلوب ويفتح بابًا للتصالح.”

ذلك الفيديو لامسني في الصميم. إن العلاقة الخاصة بين يوفال، الذي أخذ على عاتقه عملية النقل، والطفلة المريضة، التي أثرت بي كثيرًا، حقيقة أن كل واحد من الشخصين لديه أصدقاء ومعارف في الطرف الآخر، وإدراك أن المساعدة التي يُقدمها يوفال للمرضى وعائلاتهم أغلى من أي شيء آخر، كل تلك الأمور قادتني للتواصل مع يوفال. وجدت نفسي، بعد أيام من ذلك، على حاجز قرب نعلين، أُقلُ المرضى بنفسي.

مُذاك الحين، مرة كل أسبوع أو أسبوعين، كنت أستيقظ باكرًا وأُسافر إلى الحاجز، ومن هناك إلى المُستشفى وأعود إلى البيت أو العمل. يتغيّر الأطفال وعائلاتهم دائمًا، أتمكن من التحدث مع بعضهم قليلاً، وأهتم بقصتهم، من أين أتوا، منذ متى يتعالجون. وآخرون يكونون هادئين، خجولين، لا يقولون كلمة واحدة حتى نصل المُستشفى، هناك فقط يشكرونني بتواضع وبنظرات مُمتنة. ينام الأطفال أحيانًا في المقعد الخلفي، يكون الأهل مُنشغلين بالمكالمات، تنسيق ومُتابعة الأمور. أحيانًا أحظى بنقل أشخاص سبق أن نقلتهم، يبتهج الأهل أيضًا عندما يرون وجوهًا يعرفونها، وأنا أشعر بالسعادة، وفي أفضل الحالات، حين أرى تحسنًا في حالتهم.

أطفال مرضى ومُتطوعون إسرائيليون في مستشفى "هداسا"
أطفال مرضى ومُتطوعون إسرائيليون في مستشفى “هداسا”

كثيرًا ما أحظى بعناق دافئ أو بالدعاء لي بالتوفيق والوفرة. تملأني مشاعر الامتنان الصادقة تلك كل مرة من جديد، وتُذكّرني بمدى أهمية عمل الخير الذي أقوم به. يصنع اللقاء المُباشر والبسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين أشياء عجيبة برأيي. أنا، الذي عشت طوال حياتي على بعد 10 دقائق من الفلسطينيين، تعرفت بأربعة منهم أو خمسة. التقيت في السنة الأخيرة عشرات الفلسطينيين، الذين تفاعلتُ جدًا معهم، رأيت كيف يصارعون كل يوم من أجل حياتهم، في واقع صعب، وهم لا يريدون إلا أن يمنحوا أولادهم حياة ومُستقبلاً. حطم لقائي بهم الكثير من الصور المأخوذة عنهم، الأفكار المُسبقة وحتى المخاوف التي كانت تعتريني تجاه الفلسطينيين.

من جهة أخرى، يُظهر التطوع في الجمعية للكثير من الفلسطينيين، أن الإسرائيليين الوحيدين الذين سبق أن رأوهم هم فقط الجنود على ما يبدو، وربما بعض المستوطنين، وأن هناك إسرائيليين آخرين، ليسوا عنيفين، وليسوا عنصريين. يحبون المساعدة، مُكترثون، إنسانيون. في الحديث الذي خضته مع موسى (اسم مُستعار)، والد طفل يعاني من مرض السرطان؛ من رام الله، الذي أوصلته إلى المُستشفى، اكتشفت مدى أهمية ذلك.. هو ذاته يعمل في المنطقة الصناعية باركان، مع اليهود، بينما زوجته، التي ظلت تجلس هادئة خلال الرحلة، لم تلتق من قبل يهودًا إلى أن اضطرت لمرافقة ابنتها إلى مُستشفى في إسرائيل.

أب فلسطيني لبنت مريضة: “في المستشفى تجد نفسك متساويًا مع الجميع، لا يسألونك من أين أنت، إن كنت يهوديًا، مسيحيًا أو مُسلمًا. عند المعاناة والألم كلنا سواسية، وكلنا أخوة”

قال إنه في المستشفى، يتعامل الإسرائيليون معهم كبشر. هناك تجد نفسك متساويًا مع الجميع، لا يسألونك من أين أنت، إن كنت يهوديًا، مسيحيًا أو مُسلمًا. “قرب سرير ابنتي كان هناك طفل مسيحي وطفلين يهوديين في الغرفة المجاورة.عند المعاناة والألم كلنا سواسية، وكلنا أخوة”. معرفة أن أول إسرائيليين التقتهم الزوجة كانوا أشخاصًا طيبين ساعدوها، رسمت ابتسامة على وجهي.

قال لي الأب خلال الرحلة إنه قبل أن يلتقي مُمثلي الجمعية، الذين توجهوا إليه في المُستشفى، كان يدفع 400 شاقل (أكثر من مئة دولار) فقط مقابل السفريات، في كل مرة كانوا يضطرون للذهاب إلى المُستشفى، ما جعل كل ذلك الأمر أكثر من مُجرد تعب نفسي وجسدي، بل أيضًا اقتصادي. لم يسمع عن الجمعية من قبل، مثله مثل الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين، وتفاجأ عندما قلت له إن كل ذلك يتم بشكل تطوعي كامل، في الوقت المتاح لدى المتطوعين، ودون مقابل. في إحدى المرات، يروي، وصل هو وزوجته وابنته لتلقي العلاج، بعد أن أوصلا بناتهما الثلاث إلى مدارسهن، إنما بعد أن اجتازوا الحاجز اكتشفوا أنه يوجد في السيارة طفل آخر مريض مع والده، حيث بقي فقط هناك مكان واحد للأم ولابنتها. عندما قال إنه سيأخذ سيارة أُجرة ليلحق بهما، أخرجت المتطوعة مباشرة تكلفة السفر من جيبها وصممت على أن يأخذ المال كهدية. حتى هذا اليوم، كما يقول، يتمنى أن يلتقيها ثانية ليُعطيها المال، أو لكي يشكرها ثانية.

أطفال مرضى ومُتطوعون إسرائيليون في مستشفى "هداسا"
أطفال مرضى ومُتطوعون إسرائيليون في مستشفى “هداسا”

عدد المتطوعين في الجمعية أكثر من 500 وكل واحد منهم يختلف عن الآخر. هنالك متقاعدون، شبان، أهل، من كل أطياف المجتمع الإسرائيلي، من كل أنحاء البلاد. تقوم الجمعية بنحو 3,600 عملية توصيل تقريبًا في العام، ودائمًا من الحاجز إلى المُستشفيات المختلفة في إسرائيل. بدأ مؤسس الجمعية، يوفال روت، نشاطه بالصدفة المحضة. حدثني عن بداية ذلك في مقابلة لي معه:

“أنا عضو في منتدى العائلات الفلسطينية والإسرائيلية الثكلى من أجل التصالح والتسامح والسلام. انضممت إلى المنتدى قبل 15 عامًا على إثر مأساة فقدت فيها شقيقي أودي أثناء أدائه الخدمة الاحتياطية. استجبت قبل 10 سنوات لطلب عضو معنا في المنتدى الفلسطيني، من قرية يعبد، حيث طلب مني أن أُقل شقيقه إلى أحد المستشفيات في حيفا. ومن هنا بدأت تتطور الأمور. قام بتوجيه المزيد من العائلات إليّ، من العائلات التي كانت بحاجة لمساعدة، صار رقم هاتفي ينتقل بين المرضى، على اختلافهم. حين أدركت بأنني لا أستطيع أن أستجيب وحدي لكل الطلبات، طلبت المساعدة في البداية من الأشخاص القريبين مني وبالتدريج بدأت تتبلور مجموعة من المتطوعين المساعدين.

“يُظهر التطوع في الجمعية للكثير من الفلسطينيين، أن هناك إسرائيليين آخرين، ليسوا عنيفين، وليسوا عنصريين، يحبون المساعدة”

يتم تلقي المعلومات عن المرضى من خلال عاملين في المستشفى، ويعمل المتطوعون وفق المعلومات التي تصلهم أو بعد نشر أخبار في وسائل الإعلام. تتلقى الجمعية تبرعات أيضًا، تُساعد المعنيين بنقل المرضى والذين لا يستطيعون تحمل أعباء الوقود، وتُستغل التبرعات أيضًا للمساعدة في تكاليف العلاج وأيام استجمام للمرضى وعائلاتهم.

“أؤمن من صميم قلبي بالحاجة، والفرصة المتاحة للطرفين بلقاء حميم وأصيل، يُحطم الحواجز والعقبات، الأمر الذي يُقرّب القلوب ويفتح بابًا للتصالح”. قال لي يوفال. “ليس هناك أي شيء مشابه، في ظل الواقع المُعقّد الذي نعيشه، لهذا النشاط بمعنى اللقاء الإنساني، على مستوى لقاء بين البشر. لا يسعني أن أذكر كل كلمات الشكر والمشاعر الطيبة من جهة المتطوعين على هذه الفرصة التي منحتهم إياها الجمعية، والامتنان من جهة المرضى أيضًا، هذه حقائق تمنحني القوة والدعم لأُكمل رغم كل الصعوبات”.

مقال عن مؤسس الجمعية، يوفال روت، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" عام 2009
مقال عن مؤسس الجمعية، يوفال روت، في صحيفة “يديعوت أحرونوت” عام 2009

في الختام روى لي حكاية لا تنفك تؤثر بي مرارًا وتكرارًا. “كان رزق خريبات، مواطن من قرية في جبال الخليل، يعاني من سرطان وقد ساعده متطوعو الجمعية بالوصول من معبر ترقوميا إلى مُستشفى شيبا، لأكثر من عام. تُوفي، للأسف الشديد. ذهبنا، قبل شهرين، كممثلين عن الجمعية لتعزية العائلة بوفاته. لم يعرف ولداه، وسام ومحمود، كيف يشكراننا على المساعدة التي تلقاها والداهما من الجمعية، وعبّرا عن رغبتهما بمساعدة الجمعية بأية طريقة. أول فكرة اقترحتها عليهما هي إنشاء جمعية فلسطينية موازية لنا تساعد المرضى داخل الأراضي المُحتلة للوصول إلى المعبر من الجانب الفلسطيني.

لا تزال الفكرة، بالطبع، بحاجة إلى التطوير إلا أن الشيء المؤثر في القصة هو تعهدهما، وعندما ودعناهما أقسما لنا بأن العلاقة التي نشأت بيننا وبينهما، بعيدًا عن مسألة توصيل المرضى، ستستمر. بالنسبة لي هذه هي خلاصة القصة”.

يبدو أن شعار الجمعية – “الطريق للشفاء، الطريق للسلام والمصالحة – الإنسانيّة قبل السياسة”، هو أكثر بكثير من مجرد شعار آخر. تحوّل ذلك إلى واقع.

إن أردتم التبرع للجمعية، يمكنكم أن تفعلوا ذلك هنا، أو من خلال الموقع الرسمي للجمعية.

اقرأوا المزيد: 1321 كلمة
عرض أقل
"مقاتلون بلا حدود" في الهند (صورة من فيس بوك)
"مقاتلون بلا حدود" في الهند (صورة من فيس بوك)

حجاب وعلم إسرائيل

إسرائيليون أنهوا الخدمة العسكرية يسافرون إلى الهند للتطوع لتعليم فتيات صغيرات الدفاع عن أنفسهن، ومساعدة الفئات الضعيفة. أراد المسلمون في تلك المنطقة تقديم الامتنان لهم

ظهرت صورة غير عادية على صفحة “مقاتلون بلا حدود” على فيس بوك. تظهر في الصورة بعض الفتيات اللواتي يرتدين زي المدرسة، وخلفهن أمهاتهن – يرتدين الحجاب، ويمسكن علم إسرائيل. تم التقاط هذه الصورة في الهند، بعد أسبوعين من التطوع في مدرستهن – ساعدوهن على ترميم المدرسة وتطويرها، علموهن مبادئ العادات الصحية، وأيضًا علموهن مبادئ الدفاع عن النفس، لحماية أنفسهن من الاغتصاب والاعتداءات الجنسية.

تم عرض الصورة على الفيس بوك مرفقة بها العبارة التالية: “قبل يومين من نهاية تطوعنا في أحد الملاجئ في بومباي توجهت إلينا رادنت، مديرة الملجأ في ضاحية “سلامس دارهبي”، مومباي التي أدينا عملنا التطوعي فيها.
قالت لنا إنه بين الأطفال الموجودين في الملجأ هناك أيضًا أطفال مسلمين. “يريد أهل أولئك الأطفال أن يأتوا في آخر يوم تطوع لكم هنا للتعبير أمامكم عن امتنانهم”. قالت. وبالفعل أتوا في اليوم الأخير. كنّ يرتدين الحجاب ويحملن علم إسرائيل في أياديهن، أتين للتعبير عن امتنانهن لـ 25 إسرائيليًا، من جنود الجيش الإسرائيلي المُسرحين لأنهم تطوعوا طوال أسبوعين كاملين مع أولادهم في ضاحيتهم الفقيرة”.

"مقاتلون بلا حدود" في الهند (صورة من فيس بوك)
“مقاتلون بلا حدود” في الهند (صورة من فيس بوك)

“مقاتلون بلا حدود” هي جمعية إسرائيلية تُقدم، وبشكل تطوعي، المساعدة للفئات الضعيفة في دول العالم الثالث التي يسافر إليها الشبان الإسرائيليون بعد إنهاء الخدمة العسكرية. أصبحت عادة “الرحلة الطويلة” في إسرائيل مُنتشرة جدًا، والكثير من الإسرائيليين الذين يُنهون الخدمة العسكرية يسافرون لعدة أشهر إلى دول العالم الثالث (مثل الهند، دول جنوب شرق آسيا، دول أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى)، يمكنهم هناك المكوث طويلاً ويوجد هناك تنوع ثقافي وطبيعي كبير جدًا. قررت الجمعية أن توجه تلك العادة إلى آفاق ناجعة، واستغلال قوة الشبان الإسرائيليين الموجودين أصلاً في دول العالم الثالث. لذا يتم تنظيم بعثات لتجنيد المُستجمين لمدة أسبوعين، وفي كل مرة يساعدون فئات مختلفة، ويزرعون الحب والخير في العالم، ومن بين ذلك يتركون انطباعًا جيدًا عن إسرائيل والجيش الإسرائيلي في تلك البلدان.

شاهدوا مقطع الفيديو هذا الذي يُلخص أسبوعين من التطوع في ملجأ “تريرنتا” في مدينة مومباي، في الهند”

https://www.facebook.com/video.php?v=747435915344467&set=vb.567856309969096&type=2&theater

اقرأوا المزيد: 295 كلمة
عرض أقل