دراسة التطوّر دون دراسة أصل الإنسان؟ حتى اليوم، لم يتعلّم الطلاب في النظام التعليمي في إسرائيل إطلاقًا عن نظرية التطور كاملة، باستثناء الطلاب الذين درسوا الاتجاه الموسّع لعلم الأحياء. أنهى الطلاب تعليمهم وكلّ ما يعرفونه عن أصل الإنسان هو نسخة الكتاب المقدّس. أثارت هذه الحقيقة الكثير من الانتقادات، ولذلك قرّرت وزارة التربية تحديث البرنامج الدراسي للصفوف السابع والثامن وإدخال دراسة موضوع التطوّر. ولكن بطريقة مبتكرة.
لأول مرة سيتضمّن البرنامج الدراسي نظرية التطور، ولكن خشية من الانتقادات من الوسط المتديّن والحاريدي، فاتّخذ قرار تدريس النظرية بالنسبة للنباتات والحيوانات فقط من خلال تكيّفها مع البيئة. وقد قرّرت وزارة التربية أنّ الطلاب لن يتعلّموا عن نظرية التطور التي تتطرّق لتطوّر الإنسان، والتي وُجد بموجبها جدّ سالف مشترك بين القردة والبشر، وذلك حتى لا يتم إغضاب الكثير من الأوساط التقليدية والدينية التي تعارض بشدّة تعليم ذلك.
وتعترف وزارة التربية أنّه ليس حلّا مثاليّا، ولكنه طموح في الحفاظ على الإجماع وحفاظ على النسيج الدقيق بين الأوساط المختلفة.
إن الجدل الديني حول تعليم نظرية التطوّر لا يميّز إسرائيل فقط. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، تشترك المحاكم في الموضوع، والتي تصدر منذ 40 عامًا أحكامًا تحدّد أنّ تجاهل نظرية التطور في المدارس تشكّل انتهاكًا للدستور الأمريكي. رغم ذلك، يبدو أن تشارلز داروين يخسر في الصراع على الرأي العام: فوفقًا لدراسة لجامعة ولاية بنسيلفانيا، فإنّ معظم مدرّسي علم الأحياء في مدارس الولايات المتحدة لا يتجاهل تعليم “نظرية الخلق”، وهي المنظومة الاعتقادية التي تقول قد خلق الله الوجود والإنسان الذي يعيش فيه.