ترتيبات أمنية

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (Flash90/Issam Rimawi)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (Flash90/Issam Rimawi)

مسؤولون في الجهاز الأمني الإسرائيلي: عباس هو العنصر الأساسي الذي يمنع التصعيد في الضفة

بينما نتنياهو والوزراء الإسرائيليون يتحدثون عن رئيس السلطة الفلسطينية وكأنه المسؤول الأساسي عن الإرهاب في القدس، يرى المسؤولون في المنظومة الأمنية بأنه الأمل لمنع تدهور الأوضاع

من يقارن في الأيام الأخيرة بين تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزرائه وبين تقديرات رؤساء الأذرع الأمنية، قد يستخلص بأن كل جهة من هاتين الجهتين تعمل وفق واقع بديل خاص بها، وأنه لا علاقة لها بذلك الواقع الذي تنشط فيه المجموعة الثانية.

بينما يصف نتنياهو ووزرائه رئيس السلطة الفلسطينية، محمد عباس (أبو مازن) بأنه المسؤول الأول عن اندلاع موجة الإرهاب في القدس، لا يزال المسؤولون في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يرون أن رئيس السلطة الفلسطينية هو الأمل لمنع امتداد المواجهات إلى كافة الأراضي المحتلة.

رئيس الشاباك، يورام كوهين، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (GPO)
رئيس الشاباك، يورام كوهين، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (GPO)

عمل عضو المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية؛ الوزير نفتالي بينيت، أكثر مما يُتوقع منه حين وصف عباس، الأسبوع الماضي – بأنه هو المسؤول عن المذبحة التي وقعت في الكنيس في القدس – كواحد من أكبر الإرهابيين الذين أنجبهم الشعب الفلسطيني. دعا بينيت، في تصريح له نهاية الأسبوع للقناة الثانية، بترك الحديث عن الاحتلال والبدء بمواجهة الإرهاب، في القدس والأراضي المحتلة. تصريحات بينيت ضد رئيس السلطة الفلسطينية، مثلها مثل تصريحاتٍ أطلقها وزراء آخرون ولم تكن بعيدة عن تصريحاته، جاءت بخلاف صريح لرأي رئيس الشاباك، يورام كوهين، بأن عباس لا يُشجع الإرهاب، لا علنا ولا خفية.

حاول وزير الدفاع، موشيه (بوغي) يعلون، أن يُجسّر هذه الهوة عندما ادعى أن تصريحات كوهين في لجنة الخارجية التابعة للكنيست تم تسريبها بشكل مغلوط لوسائل الإعلام لأغراض سياسية. كما وأضاف يعلون قائلاً إن “أبو مازن خائف من إمكانية اندلاع أعمال إرهابية في الضفة الغربية لأنه يُدرك بأن ذلك سيؤدي إلى إسقاطه. من جهة أُخرى، لا يمكن تجاهل تحريضاته فيما يتعلق بالأقصى والقدس. ليس هناك تناقض بين تلك الأمور: من جهة فإن عباس لا يُفعّل الإرهاب. بالمقابل، هو يُحرض على العنف في القدس”.

رؤساء الأجهزة الأمنية أقل نقدًا تجاه عباس. يسود في هذه الأيام وبشكل استثنائي إجماع كبير بينهم: توصية ضد فرض عقوبات جماعية في شرقي القدس والضفة الغربية، مُعارضة إدخال جنود الجيش الإسرائيلي إلى الأحياء العربية في القدس (الخطوة التي يدعو إليها بينيت بقوة) وإلى جانب ذلك التوافق على العنصر الديني في الصراع – النقاش حول الأقصى، إنما أيضًا إلهام الأعمال المروعة التي ترتكبها الدولة الإسلامية (داعش) – يزداد، غير أن ذلك لا يُبعد من الصورة الغضب الفلسطيني على استمرار الاحتلال.

الانتفاضة الثالثة ؟ صدامات اشتباكات القدس (Flash90)
الانتفاضة الثالثة ؟ صدامات اشتباكات القدس (Flash90)

يرى مسؤولو المخابرات الإسرائيلية أن عباس هو عامل رادع، وليس مُحرضًا، بكل ما يتعلق بالعنف. تساهم أجهزته الأمنية بشكل فعّال بتهدئة الأرواح في الضفة الغربية.

ربما أطلق عباس شجبًا واهنًا ضد جريمة قتل المصلين في القدس ولكن يبدو أنه لا يجب تجاهل أن تلك الأمور قيلت في اليوم الذي أعلن فيه البرلمان الأردني – دولة تجمعها معاهدة سلام مع إسرائيل منذ 20 عامًا وتتلقى منها الدعم الواسع في عدة مجالات، أكثر من أي وقت مضى – عن الوقوف دقيقة صمت على روح القتلى، وليس القتلة في عملية القدس.

يتعلق الحفاظ على الهدوء في الضفة باستمرار عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بالوضع الاقتصادي لتلك الأجهزة وبقدرة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على منع تجدد عمليات الإرهاب المنظم إضافة إلى موجة العمليات الإرهابية المسماة “الذئاب المنفردة”. يمر الجناح العسكري لحركة حماس في الوقت الراهن في حالة سيئة للغاية ولا يزال يتعرض أفراده للاعتقال من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ولا يزال ممكنًا اندلاع انتفاضة عامة على خلفية دينية في جبل الهيكل، أو نتيجة تدهور تدريجي على المستوى السياسي. لا يزال عباس متمسكًا حاليًا برأيه بالتوجه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بهدف المطالبة بمنح فلسطين صفة دولة عضو في المجلس. من المفترض أن تناقش الجامعة العربية هذه المسألة ومن ثم يُتوقع أن تتوجه الأردن رسميًا، بإيعاز من الفلسطينيين، بهذا الطلب.

أجهزة الأمن الفلسطينية (AFP)
أجهزة الأمن الفلسطينية (AFP)

قد تترتب على مثل هذه الإجراءات، وكذلك في حال وقعت عمليات إرهابية أُخرى، تبعات اقتصادية خطيرة: وقف نقل الإرجاعات الضريبية من إسرائيل (الأمر الذي يعني – عدم دفع رواتب موظفي الدولة في السلطة) أو تقليص كبير بعدد الموظفين الفلسطينيين في إسرائيل والمستوطنات. نظرًا لهذه الأسباب مُجتمعة، يتحدث مسؤولو الأجهزة الأمنية – في أفضل الحالات – عن محاولة توفير فسحة للمنظومة السياسية قبل أن تندلع مواجهات أُخرى، في وقت ما من العام القادم. يختلف هذا الرأي، من ناحية الفحوى، عن وابل التصريحات الوطنية التي تُطلق من القدس، والتي تبدو أنها موجهة أكثر إلى جمهور اليمين قُبَيل الانتخابات المُزمعة، أكثر مما هي موجهة للشركاء الفلسطينيين.

نُشرت هذه المقالة لأول مرة في موقع صحيفة هآرتس

اقرأوا المزيد: 647 كلمة
عرض أقل
صلاة في الحرم القدسي الشريف (Twitter)
صلاة في الحرم القدسي الشريف (Twitter)

ضابط إسرائيلي: الوضع الأمني في الضفة “تحت السيطرة”

مصدر أمني إسرائيلي يقول للمصدر: الاشتعال الأمني في القدس لا يؤثر في الوقت الراهن على الضفة. التنسيق مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة جيّدا جدّا

تحديدًا في اليوم الذي طعن فيه فلسطيني جنديا في تل أبيب، قلب إسرائيل، يصرّ الجيش الإسرائيلي على الحفاظ على “التفاؤل الحذر”. في محادثة خاصة أجريناها مع ضابط في الشعبة المسؤولة عن الضفة الغربية، بمناسبة سخونة الأحداث في القدس والقلق المتزايد من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة، يصرّ الضابط على أنّ الأمور تحت السيطرة، وأنّه حتى الآن لا يُتوقع تدفق الأحداث من القدس إلى الضفة.

الجيش الإسرائيلي أمام الجدار الفاصل في الضفة (Flash90)
الجيش الإسرائيلي أمام الجدار الفاصل في الضفة (Flash90)

الفلسطيني البسيط لا يريد الانتفاضة

وتضمّنت المحادثة التي جرت في ثكنة قرب القدس، مسحًا للأشهر الأخيرة، بدءًا من اختطاف المراهقين الثلاثة قرب الخليل، وحتى اليوم. بحسب كلامه، فرغم القلق الكبير بأنّ يؤدي اختطاف الجنود إلى اشتعال الأحداث، إلا أنّ الجيش الإسرائيلي قد نجح في السيطرة على الأوضاع وإعادتها إلى سابق عهدها.

خلال أقل من خمسة أشهر، الوضع في الضفة هادئ كما كان قبل الحادثة بل وأكثر. وتبدأ أسباب ذلك من نشر قوات على نطاق غير مسبوق في المنطقة، والتي لم تسمح بأعمال الشغب، ولكن الملاحظة الأكثر إثارة للاهتمام هي أنّ أحد عوامل التهدئة هم المواطنون الفلسطينيون، والذين بحسب كلامه يفهمون بأنّه من المفضّل لهم أن يكون الوضع هادئا من أن يكون هناك تصعيد.

وربّما يبدو أنّه بسبب وجود القوات الفلسطينية في المنطقة “تذكّر” المواطنون الفلسطينيون كيف كانت الحياة هنا قبل عشر سنوات، في أيام انتفاضة الأقصى، عندما وُضعت الحواجز في كلّ شارع وأصبحت الحياة في الضفة لا تُطاق. من المحتمل جدا أنّ الفلسطينيين قد فهموا بأنّ مصلحتهم الشخصية وهي الحياة بهدوء وكسب الرزق بكرامة؛ أفضل لهم الآن من مصلحتهم الوطنية، الأقل إلحاحا.

عباس يهدئ المنطقة

في فترة عملية “الجرف الصامد” أيضًا نجح الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على الهدوء النسبي في الضفة، وفي هذه المرة أيضا وبفضل ظروف متداخلة. على الرغم من أنّ الوعي الوطني في الأراضي الفلسطينية قد تعزّز، ولكن بسبب شهر رمضان كان الصائمون متعبين أكثر، وجرت أحداث الشغب في المساء، بحيث أنّ مثيري الشغب لم يمسّوا بالمواطنين الإسرائيليين، وكذلك تم طمس الأضواء الإعلامية. فضلًا عن ذلك، وبحسب كلام الضابط، كانت هناك أوامر واضحة من القيادة الفلسطينية ومن عباس نفسه بعدم التصعيد في الضفة، وقد حرصت الأجهزة الأمنية على تنفيذ ذلك.

أجهزة الأمن الفلسطينية (AFP)
أجهزة الأمن الفلسطينية (AFP)

بشكل عامّ، يبدو أنّ التنسيق مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية ناجح ومثمر، أيضًا في هذه الأيام. حين سألت الضابط عن “التعاون” معهم، سعى إلى التوضيح: ليس الحديث عن التعاون بل عن التنسيق، المصطلحات مهمّة. “دعينا لا نخدع أنفسنا” كما يقول، “فليس الحديث عن حبّ… ولكن حين تكون هناك مصالح مشتركة، فإنّ التنسيق جيّد”. إنّ استخدام مصطلح “التعاوُن” رادع انطلاقا من الخوف من ضرب شرعيّتهم في الشارع الفلسطيني، ممّا قد يؤدي إلى انخفاض في الأداء أو التنسيق.

مثال جيّد لمساعدة الأجهزة الفلسطينية للجيش الإسرائيلي في تهدئة النفوس هو الحادثة التي كانت قبل أسبوع فقط في الخليل. في يوم الجمعة، بعد الصلاة، تجمّع نحو ألف متظاهر تابعون لحماس قبل عدّة شوارع من ميدان الشرطيّ في الخليل، عند مدخل المستوطنة اليهودية. أعلمت القوى الأمنية الجيش الإسرائيلي بما يحدث، ولكنّها أدارت الحدث بنفسها، وأمّنته حتى انتهائه. وكما هو معروف، فقد انتهى الحدث دون إصابات.

يبدو، إذا كان الأمر كذلك، أنّ عباس يحاول تجنّب المواجهات الزائدة واشتعال المنطقة، بخلاف الدعاوى المتكررة للقيادة الإسرائيلية. يبدو أنّه الآن يفكر في اليوم التالي، ويرغب أكثر في أن يُذكر باعتباره من جلب الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة، بواسطة خطوات سياسية من جانب واحد، لا باعتباره شخصا اشتعلت المنطقة تحت قيادته دون تحقيق شيء.

حماس تهدّد الهدوء

لا تتلخّص المصالح المشتركة بين إسرائيل والأجهزة الفلسطينية بالحفاظ على منطقة هادئة. حيثما كانت حماس أقوى، فيبدو أنّه سيكون هناك المزيد من المصالح المشتركة. رغم أنّ عباس الآن في فترة تعاون مع حماس في الحكومة، فهو يدرك جيّدا أنّه ينبغي له الحذر منها.

مظاهرة مأيدة لحماس في رام الله; "إضعاف حماس في الضفة هو مصلحة مشتركة للجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية" (Issam Rimawi/Flash90)
مظاهرة مأيدة لحماس في رام الله; “إضعاف حماس في الضفة هو مصلحة مشتركة للجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية” (Issam Rimawi/Flash90)

قبل شهر واحد فحسب سُمح بنشر أنّ الجيش الإسرائيلي والشاباك قد كشفا عن محاولة انقلاب لحماس في الضفة، والتي تم تنسيقها مع حماس في الخارج وفي غزة. نُقلت جميع المعلومات عن تلك العلاقة التي تمّ الكشف عنها في الوقت الفعلي، بما في ذلك محاضر التحقيق وهوية المحقَّق معهم. أدرك عباس أنّ عليه الحذر من حماس أكثر من أيّ وقت مضى، وأن يستمرّ في مواصلة الإجراءات المشدّدة ضدّ الحركة، بالإضافة إلى الحفاظ على الهدوء في المنطقة.

وبالطبع فإنّ إسرائيل ترحّب بالهدوء النسبي المستمرّ، وتبذل كل ما تستطيع من أجل إبقاء الوضع مستقرّا قدر الإمكان. “تعمل إسرائيل جاهدة للتسهيل على الفلسطينيين”، يقول الضابط. على سبيل المثال، سُمح للفلسطينيين فوق سنّ الستّين مؤخرا بالدخول إلى إسرائيل دون تصاريح من الشاباك، فضلا عن فتح عدد من الطرق أمام حركة الفلسطينيين الحرّة.

وبسبب التوترات المتزايدة في الأسبوعين الماضيَين في القدس، هناك أيضًا محاولة لتجنّب المسّ بالفلسطينيين قدر الإمكان، وجعل سياسة إطلاق النار مرنةً قدر الإمكان. إذا كان المنظور القانوني يسمح بإطلاق النار تجاه كلّ من يرمي بالزجاجات الحارقة ويلقي الحجارة على الشوارع، فيبدو أنّهم سيقومون بكل ما يستطيعون اليوم من أجل اعتقاله، وإن لم يكن كذلك، فالتسبب له بجروح فقط. إذا حدث في الضفة على سبيل المثال مثلما حدث في كفر كنا، فمن الممكن أن يكون اشتعال الأوضاع أكثر خطورة بكثير.

الأمور تحت السيطرة

ولكن رغم أجواء التوتر الكبير، عاد الضابط وأصرّ على أنّ الأمور تحت السيطرة، وبأنّه لا يُتوقع تدفق الاضطرابات من منطقة القدس إلى الضفة الغربية. عندما أتساءل عن معنى تفاؤله، يجيبني بأنّه رغم أعمال الشغب التي نراها كل يوم في الأخبار، والشعور العام بوجود انتفاضة تتشكّل، فإنّ الأرقام تشير إلى انخفاض. على سبيل المثال، عدد حالات إلقاء الحجارة في الضفة، بالإضافة إلى إلقاء الزجاجات الحارقة اليوم، مماثل بالمعدّل للوضع قبل اختطاف المراهقين، وهي آخذة بالانخفاض بشكل واضح. “أيضًا في اليوم الذي حل بعد قتل المراهق محمد أبو خضير كانت هناك توترات هائلة وأجواء تشير إلى أنه ستشكّل انتفاضة، وفي النهاية هدأت الأمور”.

التأثير الوحيد لسخونة الأوضاع محسوس في المناطق التي حول القدس، مثل مظاهرات حاجز قلنديا أو في الأحياء المحيطة بالمدينة، ولكن هناك أيضا، الوضع مستقرّ وتحت السيطرة.

صدامات عنيفة في شعفاط (Hadas Parush/FLASH90)
صدامات عنيفة في شعفاط (Hadas Parush/FLASH90)

إنّ تقدير الوضع العام هذا نابع من المزج بين جميع العوامل ذات الصلة: القيادة الفلسطينية، التي حتى الآن على الأقل تتعاون وتعمل على تهدئة النفوس، تقديرات الإرهاب الشعبي: الذي لم يخترق حتى الآن حدود القدس، المستوطنات: التي تسعى مؤخرا إلى اعتماد خطّ معتدل وغير عنيف، والتملص من الشباب الذين يتجاوزون القانون، بشكل أساسيّ كي لا يُنظر إليهم كمتطرّفين في أعين الجمهور الإسرائيلي. ونضيف إلى جميع ذلك أيضًا العمليات المستمرّة للجيش الإسرائيلي في المنطقة، والردع الذي حقّقه خلال عملية “إعادة الإخوة” بعد اختطاف المراهقين، فحينها تم الشعور بحضور كبير للقوات وتم تنفيذ عشرات الاعتقالات لنشطاء حماس.

إنّ الإرهاب المنظّم، الذي تقوده الآن حماس، ينجح في الوقت الراهن في الحفاظ على ضبط النفس. وبالمناسبة، إنْ سألتِني، فليست هناك دلائل على أنّ الجهاد العالمي أو عناصر قد تكون مرتبطة بداعش مستقرّة في الضفة، ولكن مع ذلك فإنّ الشاباك يبقى في حالة تأهّب، بل ونفّذ في الماضي عدّة اعتقالات.

على ضوء جميع ذلك، فإنّ تقدير الأوضاع كما هي حتى اليوم صباحًا، هو “تفاؤل حذر”. لأنّه حتى حين يكون الوضع تحت السيطرة، كما يقول، فنحن نعيش في مكان لا يمكن فيه أن نعرف ماذا سيحدث بعد يومين. بعد ساعتين من ذلك، حين كنت قد عدت إلى تل أبيب، جاءت الأخبار عن عملية الطعن في جنوب المدينة. نأمل ألا تكون هذه هي العملية التي تشعل الانتفاضة الثالثة.

اقرأوا المزيد: 1092 كلمة
عرض أقل
الصدامات العنيفة في القدس ( Yonatan Sindel/FLASH90)
الصدامات العنيفة في القدس ( Yonatan Sindel/FLASH90)

الحالة الأمنية في القدس تتغيّر جذريًّا

على عكس العام الماضي، فيما عدا عدد قليل من الهجمات يظهر الآن العنصر الديني والاحتجاجات الجماعية. إسرائيل بحاجة إلى السلطة الفلسطينية لمنع تصعيد آخر

العملية التي قُتل فيها أمس (الأربعاء) الضابط جدعان أسعد هي العملية الإرهابية الثالثة في المدينة خلال أسبوعين. منذ مقتل المراهق محمد أبو خضير من قبل إرهابيين يهود في شهر تموز، قُتل في القدس أربعة مواطنين إسرائيليين وستّة فلسطينيين (من بينهم أربعة إرهابيين من منفّذي العمليات الإرهابية الذي تم إطلاق النار عليهم حتى الموت من قبل قوات الأمن). لقد غيّر تسلسل الأحداث – الذي يجب أن يشمل أيضا سلسلة طويلة من المظاهرات العنيفة بالإضافة إلى إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارات إسرائيلية – جذريًّا الحالة الأمنية في المدينة.

تشييع الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، القدس (Flash90/Sliman Khader)
تشييع الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، القدس (Flash90/Sliman Khader)

لا شكّ أنّه قلّل من الشعور بالأمن في الأحياء اليهودية خارج حدود 67 ومن المحتمل كذلك أن يؤثر، أكثر من ذلك، على قدوم الزوار الإسرائيليين والسياح من الخارج إلى شرقيّ المدينة. إنّ إعلان الأردن عن إعادة سفيره من تل أبيب للتشاور يدلّ على خطورة الأوضاع. رغم أنّ الأردن يتمتّع بالمساعدات الأمنية والاقتصادية من قبل إسرائيل على نطاق غير مسبوق، فإنّه يشعر أنّه مضطر للتعبير عن الاحتجاج العلني بحكم حساسية قضية القدس في العالم العربي.

قبل عام واحد بالضبط، في خريف 2013، حدثت سلسلة من العمليات الإرهابية ضدّ جنود ومستوطنين في الضفة الغربية. في العام الماضي أيضا تطوّر بعد ذلك نقاش مستمرّ حول السؤال ما إذا كانت تختمر في المنطقة بالفعل انتفاضة ثالثة، ولكن التوتّر انخفض بطريقة ما حتى بداية العام الحالي.

مسرح عملية الدهس في القدس في تاريخ 05 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014( Yonatan Sindel/FLASH90)
مسرح عملية الدهس في القدس في تاريخ 05 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014( Yonatan Sindel/FLASH90)

التصعيد الحالي يبدو أكثر جدّية. قبل عام أيضا كانت تلك سلسلة من الهجمات الإرهابية لـ “ذئاب وحيدة”، إرهابيين تصرّفوا من تلقاء أنفسهم، غالبًا دون انتماء تنظيمي ودون سلسلة قيادية منظّمة تقف خلفهم. التغيير المحسوس في الأشهر الأخيرة هو أنّه إلى جانب هذه الأعمال الفردية، ظهرت أيضا احتجاجات جماعية. تقوم في شرقي المدينة كلّ أسبوع مواجهات مستعرة بين متظاهرين فلسطينيين وبين الشرطة، في مواقع مختلفة وبمشاركة عدد كبير من الشباب. العنصر الديني هذه المرة مهم جدّا، وخصوصا بسبب المخاوف الفلسطينية أنّ إسرائيل تحاول تغيير الحالة الراهنة للحرم القدسي الشريف من طرف واحد. كانت محاولة اغتيال يهودا غليك في الأسبوع الماضي هي ذروة سلسلة الأحداث المرتبطة بالوضع في المسجد الأقصى.

في حادثة أمس، كانت الشرطة أيضًا هدفًا للهجوم (فقد هاجم الإرهابي إبراهيم العكاري عناصر شرطة يستقلّون سيارة جيب بواسطة قضيب حديدي، بعد أن دهس مجموعة من حرس الحدود والمارّة في محطّة القطار الخفيف) وكانت هي أيضًا من أوقف موجة القتل.

وكما هو الحال في الكثير من الأحداث الأخيرة، التي جرت في مناطق رئيسية موصولة بشبكة من الكاميرات، فقد تمّ توثيق هذا الحادث أيضا في الوقت الحقيقي. وكما هو الحال في العملية الإرهابية السابقة، فقد أطلق ضابط حرس الحدود النار حتى الموت على الإرهابي بعد أن أصيب وكان ملقى على الأرض. وطفت على السطح مجدّدا المزاعم بأنّه لم يكن هناك مبرّر لقتله في هذه المرحلة.

مسيرة في غزة للجهاد الاسلامي تضامنا مع القدس (AFP PHOTO / MOHAMMED ABED)
مسيرة في غزة للجهاد الاسلامي تضامنا مع القدس (AFP PHOTO / MOHAMMED ABED)

يبدو أنّ هناك ممارسة عملية غير مصرّح بها ولا مكتوبة، وتتمثّل بنوعين من الأحداث: قتل الإرهابي في ساحة العملية الإرهابية نفسها (مثل أمس) وقتل القتلة المسلّحين عند عمليات إلقاء القبض عليهم (هذا ما حصل مع من حاول اغتيال غليك قبل أسبوع وفي شهر أيلول في الخليل مع قتلة المراهقين المختطفين الثلاثة).

عناصر الشرطة يطلقون النار أولا ثم بعد ذلك يطرحون الأسئلة. يصعب تحقيق ومحاكمة التقدير الذي يحرّك الشرطي ومجال الخطر الذي هو مستعد أن يتحمّله عند التعامل مع إرهابي يخلّ بالأمن قرب المدنيين أو خلال غارة على منزل قاتل مسلّح، يصعب تحقيق ومحاكمة ذلك بعد وقوع الفعل، دون الشعور بالخطر في الميدان.

ولا يزال يبدو أنّ تصريح وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش بأنّ كل عملية إرهابية ينبغي أن تنتهي بموت الإرهابي في ساحة العملية، لا داعي له. ليس أهرونوفيتش السياسي الأول الذي يصرّح بهذا الشكل في ظروف مشابهة. فهذا ما صرّح به أيضًا رئيس الحكومة حينذاك، إسحاق شامير، أثناء موجة عمليات الطعن الإرهابية في الانتفاضة الأولى.

صحيح أنّه من المهم أن يُسكّت عناصر القوى الأمنية بشكل سريع قدر الإمكان الإرهابي في ساحة العملية وأن يعملوا بشكل حاسم، دون الخوف من الملاحقة القانونية. ولكن دعوة علنية كهذه، دون وضع أية قيود، تشبه إعطاء تعليمات بالإعدام. هذه ثغرة لفوضى قانونية وأخلاقية، بل وحتى سياسية. من المفضّل إبقاء مناقشة ذلك لسلسلة قيادة الشرطة. ليس هناك أي سبب، باستثناء النظرة الجانبية للانتخابات التي ربما اقترب موعدها، بأن يصرّح وزير في الحكومة بهذا الشكل.

إنّ عملية أمس تدلّ على أنّ الطريق ما زالت طويلة لتهدئة النفوس في المدينة، رغم زيادة قوات الشرطة والتصريحات الحازمة لحكومة نتنياهو. لدى الفلسطينيين في القدس مجموعة متنوعة من الأسباب ليثوروا، ولن تؤدي بالضرورة اليد القوية التي تعلن إسرائيل عنها اليوم إلى قمع العنف بسرعة. كان الإرهابي أمس، كحال من حاول اغتيال غليك في الأسبوع الماضي، ناشطا في تنظيم إسلامي. ومع الأخذ بعين الاعتبار أنّ شقيق القاتل كان ناشطا في حماس، ومن محرّري صفقة شاليط الذين طُردوا إلى تركيا (يقيم هناك أيضا صلاح عروري، من قادة الذراع العسكري)، فيبدو أنها ليست بالضرورة عملية تقليدية لـ “ذئب وحيد”.

يهودا غليك وقبة الصخرة (Yossi Zamir/Flash90)
يهودا غليك وقبة الصخرة (Yossi Zamir/Flash90)

سارع وزراء الحكومة في ساعات ما بعد القتل – يعلون، ليبرمان، شتاينتس، بينيت وآخرون – إلى التنافس فيما بينهم على التصريحات القوية التي تتّهم رئيس السلطة، محمود عباس (أبو مازن)، بمسؤولية العملية الإرهابية. في حين صعّد المسؤولون الفلسطينيّون من تصريحاتهم في الأسابيع الأخيرة فقد أرسل عباس نفسه رسالة تعزية إشكالية لأسرة من حاول اغتيال غليك.

ولكن من المفضل أيضا أن نذكر بأنّ السلطة، بأجهزة الأمن التي لديها، مستمرّة في إقامة التنسيق الأمني الوثيق مع الجيش الإسرائيلي والشاباك في الضفة الغربية وفي منع تفشٍّ مماثل للذي يحدث الآن في القدس. حتى لو بذلت حكومة نتنياهو كل الجهود الممكنة لتجنّب العملية السياسية مع الفلسطينيين، فهي لا تزال بحاجة إلى السلطة من أجل منع انزلاق المواجهات إلى جميع أراضي الضفة.

نُشر هذا المقال لأول مرة في موقع “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 858 كلمة
عرض أقل
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (FLASH90)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (FLASH90)

عباس يتجاوز كيري ويعبّر عن استيائه لأوباما

تستمر على أرض الواقع حالة عدم الاستقرار الأمني، وقتل في الأمس فلسطيني عل يد قوات الجيش الإسرائيلية خلال عملية تمشيط أمنية في مدينة قلقيلية

أرسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تحتوي على تفاصيل الموقف الفلسطيني من كافة المسائل الأساسية المتعلقة بالمفاوضات مع إسرائيل ويعّبر فيها عن تحفظه على المقترحات التي طرحها عليه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والتي تشمل الترتيبات الأمنية في الضفة الغربية والمقترحات بخصوص الترتيبات الأمنية في منطقة نهر الأردن والغور تحديدًا.

وفقًا لمصادر فلسطينية وإسرائيلية رفيعة المستوى، إن ما أدى إلى إرسال الوثيقة غير الرسمية هو خيبة الأمل التي شعر بها عباس تجاه مواقف كيري وخصوصًا فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية في الضفة الغربية واتفاق السلام المستقبلي. تقول هذه المصادر أن عباس خرج من أحد الاجتماعات مع كيري غاضبًا. وتشير المصادر نفسها إلى أن عباس فكر بإرسال رسالة شخصية فورية إلى أوباما يرفض فيها أداء طاقم المفاوضات الأمريكي برئاسة كيري. رغم ذلك، قرر الرئيس الفلسطيني في النهاية، إرسال رسالة غير رسمية كي يحافظ على فرصة للمفاوضات.

بالمقابل، قام رئيس طاقم المفاوضات الفلسطينية، صائب عريقات، بالدفاع عن كيري في حديثه مع صحفيين أجانب، مشددًا على أهمية دور كيري في المفاوضات ورفض الادعاءات التي تشير إلى وجود ضغوط أمريكية في مسائل متعددة من ضمنها الترتيبات الأمنية والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

قال عريقات إن الفلسطينيين يدركون أن الطرفين لن يصلا إلى اتفاقية سلام شاملة خلال فترة الأشهر التسعة المحددة للمفاوضات مع إسرائيل. “نحن لا نتحدث عن توقيع اتفاقية سلام في تاريخ 29 نيسان (حيث تنتهي مدة الأشهر التسعة التي حددها الأمريكيون لطاقم المفاوضات). نحن نتحدث عن اتفاق إطار. إن اتفاق الإطار هو المرحلة ما بين المبادئ الأساسية واتفاقية السلام”. وفقا لعريقات فإن اتفاق الإطار سيحدد الحدود ونسبة تبادل الأراضي والترتيبات الأمنية واللاجئين والمواضيع الأخرى.

صائب عريقات (FLASH 90)
صائب عريقات (FLASH 90)

يقول عريقات أنه بإمكان الطرفين الوصول إلى اتفاقية سلام شاملة خلال فترة 6-12 شهرًا من لحظة توقيع اتفاق الإطار . وقال إن الفلسطينيين سيوافقون على انسحاب تدريجي لإسرائيل من الضفة الغربية.

في الوقت ذاته، تستمر حالة عدم الاستقرار الأمني على أرض الواقع . فقد قُتل فلسطيني فجر اليوم (الخميس) على يد القوات الإسرائيلية خلال عملية تمشيط قامت بها قوة من فرقة المظليين في قلقيلية. صرح الفلسطينيون بأن القتيل هو صالح ياسين وهو عضو في المخابرات العامة ويبلغ 28 عامًا. قال أكثر من شاهد عيان إنه تم إطلاق النار عليه من قبل الجيش الإسرائيلي عندما خرج إلى الشارع حيث أصيب بإصابات بالغة ومات بعد فترة قصيرة في المستشفى.

قتل في الأمس (الأربعاء 18.12.13) رجل فلسطيني آخر وأصيب أربعة أشخاص خلال مواجهات تطورت أثناء عملية قام بها الجيش الإسرائيلي تهدف إلى اعتقال عضو في الجهاد الإسلامي في جنين. وفقًا للمصادر فإن عددًا من الفلسطينيين أصيب جراء إطلاق النار ونُقل إلى المستشفى في المدينة. وقد صرح الفلسطينيون عن وجود ستة جرحى، ثلاثة بوضع حرج. وصرحوا في وقت لاحق عن قتيل وأربعة جرحى.

اقرأوا المزيد: 416 كلمة
عرض أقل
منطقة غور الأردن (Flash90/Yossi Zamir)
منطقة غور الأردن (Flash90/Yossi Zamir)

كيف تؤثر الحرب في سوريا على اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية؟

أدت السنوات الأخيرة التي تدفق فيها لاجئون من العراق وسوريا إلى الأردن، بالإسرائيليين إلى تبني موقف شديد فيما يتعلق بسيطرتهم على الحدود الشرقية.

يعزم وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي لا يكلّ على تحقيق تقدم تاريخي في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية، وقال إنه اختار قضاء يوم ميلاده السبعين في طريقه للمرة التاسعة لزيارة القدس ورام الله.

كذلك فإن الثلج والأجواء الشتائية – التي يتعامل معها سكان الشرق الأوسط بجدية كبيرة – لم تغيّر من برنامج كيري شديد العزم. ويقول المقربون منه أنه لا يأبه للنقد الموجه لرحلاته المتكررة وأنه سيأتي إلى هنا أكثر وأكثر، وفقًا للضرورة، حتى أن يتم إنجاز اتفاق نهائي.

والموضوع الذي يقف الآن في مركز الجدل (قبل أن البدء في نقاش موضوع القدس، اللاجئين وغيرها)، هو سؤال الوجود الإسرائيلي في غور الأردن. بالنسبة للإسرائيليين، فإن التنازل عن سيطرة الجيش هو أمر غير مقبول. وإذا كان الإسرائيليون قلقين في يوم ما في السابق من اجتياح عسكري من الجبهة الشرقية، فإن قلقهم تغير تغييرًا دراماتيكيا حاليًا. إنّ تدفق اللاجئين من سوريا والعراق، يشمل بداخله أيضًا عناصر مرتبطة بمجموعات إرهابية مختلفة، سلفية وغيرها. أحد السيناريوهات التي يخشون منها في إسرائيل بشكل خاص هو انهيار حكم عباس في الضفة الغربية، الأمر الذي قد يحوّل المنطقة إلى شيء شبيه بـ “غزة 2″، مع صواريخ يمكنها أن تضرب نقاطًا استراتيجية في إسرائيل، كمطار بن غوريون الدولي وتل أبيب.

وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري (AFP)
وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري (AFP)

هذا هو السبب الذي جعل نتنياهو يستثمر المليارات في بناء الجدار على طول الحدود، ولكن الأمريكيين يعتقدون أنه يمكن حل المشكلة بواسطة القليل من الإبداع: جولات لمراقبين دوليين على طول الجدار، استخدام وسائل تكنولوجية كالأقمار الصناعية وغيرها.

ويرد الفلسطينيون والإسرائيليون على مقترحات كيري بانعدام ملفت للحماس. يطلب الفلسطينيون سيطرة كاملة على المنطقة، دون وجود عسكري إسرائيلي. فبالنسبة لهم، لا يمكن قبول وضع يبقى فيه جنود إسرائيليون على أرض الدولة الفلسطينية. لا يريد الإسرائيليون العودة مجددًا إلى التجربة الفاشلة للانسحاب من غزة، والتي انتهت بعشرات الآلاف من الصواريخ التي استهدفت مراكز سكنية داخل البلاد. يبدو أن المرة القادمة ستعتمد بشكل كبير على عناد كيري.

اقرأوا المزيد: 290 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي وزير الخارجية الأمريكية جون كيري (GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي وزير الخارجية الأمريكية جون كيري (GPO)

نتنياهو: إسرائيل مستعدة لسلام تاريخي مع الفلسطينيين

كيري في مؤتمر مشترك مع نتنياهو :"الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل وبقدرتها على الدفاع عن نفسها"

05 ديسمبر 2013 | 15:38

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، بعد لقاء مطول في القدس اليوم، مؤتمرا صحفيا مشتركا. وقال نتنياهو في المؤتمر إن إسرائيل “مستعدة لسلام تاريخيّ مع الفلسطينيين، أساسه فكرة الدولتين لشعبين”. وأضاف ” هناك حاجة لمحادثات حقيقية، وليس لتبادل الاتهامات وخلق أزمات اصطناعية”.

وتابع نتنياهو متطرقا لمطالب حكومته “ينبغي أن تحافظ إسرائيل، في أي اتفاق مستقبلي، على قدرة الدفاع عن نفسها بنفسها”.

وتوجّه نتنياهو لوزير الخارجية الأمريكية قائلا “جون، أنت صديق نرحب به هنا في إسرائيل دائما”، والذي قال بدوره “أفهم التحدي الأمني الذي تواجهه إسرائيل، مشددا على أن “الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل وبقدرتها على الدفاع عن نفسها”.

وقال كيري عن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، إنه يعتقد أن الجانبين “أحرزا تقدما في المفاوضات”. وتطرق وزير الخارجية إلى التقارير التي نُشرت في إسرائيل حول خطة أمريكية، قد يعرضها كيري والجنرال الأمريكي جون ألين على نتنياهو، لترتيبات أمنية في الضفة الغربية لليوم التالي لإقامة الدولة الفلسطينية، وقال “لقد عرض الجنرال ألين على نتنياهو خواطر تتعلق بالترتيبات الأمنية”.

وأضاف كيري أن أمن إسرائيل يتصدر أولويات الولايات المتحدة في المفاوضات التي تجريها إدارة أوباما مع إيران حول برنامجها النووي. وقال كيري “الولايات المتحدة ستتابع عن كثب العقوبات المفروضة على إيران” وأردف “نظام العقوبات سيبقى، وسنشدّد على تطبيقه”.

ويتوقع أن يلتقي كيري مساء اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله وأن يلتقي نتنياهو مرة ثانية.

اقرأوا المزيد: 211 كلمة
عرض أقل